الفصل الرابع عشر - بنات حورية
الفصل الرابع عشر
جميلة وأذوب في هذا الجمال .كذنب طاهر يمزقني ولكن هل لكِ إلا الدلال .
سأطلب سماحِكِ يوماً فلا تغفري .
كم صعب جرحكِ فلا تحزني .
خمس أيام تركها وحيدة بعد ليلة زفافهم ،، لم يهاتفها إلا مرة واحدة ليطمئنها علي وصوله ألمانيا .. حياتها من قبله كما بعده لا تشعر بأى تغير غير هذا التغير الطفيف في مشاعرها و في دقاتها التي تعلو كلما كانت بقربه ،، ورغم أن وجوده لا يزيدها شئ إلا أنها أحبت قربه وتخشي خذلانه ،، فهي أصبحت تحمل لقب زوجة .. زوجة هذا الغامض ... شاكرة هي أنهم اتفقو ألا ينفذو الجزء الأخر من وصية جدهم وهي الاستقرار بمنزل الجد ،، لأنها لم تتكن تتحمل الخمس أيام وحيدة ... والدته أيضا التي تقيم عند أهلها بالأسفل تاركة لهم الخصوصية قبل أن تنتقل للعيش معهم لم تتركها وحيدة وكن كانت ودودة .. محاولة نفض أى ذرة غبار علي ولدها في عيني سبأ .
كانت تعمل علي رسالة الماجستير الخاص بها في مكتبها الخاص والتي جهزته بمفردها ليكون مآواها الخاص .. مسحته برؤية وهي تبتسم بهدوء ،، حيث من مكانها تجلس علي مرتبة أرضية مبطنة بالفايبر الطرى برسوماتها الكرتونية .. تحمل اللاب علي قدميها وبجوارها كانت توجد جلسة أرضية أخرى تشابه جلسات العرب وضعت بجوارها مكتبة صغيرة مفرغة احتوت علي ألوانها وعدة رسوماتها وفي زاوية أسفل شباك يطل علي النيل وضعت طاولتها الهندسية بعدة الهندسة الخاصة بها مع كرسي متحرك وأريكة مجاورة .
استمعت لآذان الفجر فقامت لتتجه لغرفتها ،، دخلت الغرفة متنهدة بإرتعاش ،، مازالت الغرفة معبقة برائحته ،، فهي تتذكر أنها جلست تراقبه وهو ينهي تغيير ثيابه وبرفانه الذي أنثره حوله ما زال يتسلل لأنفها كلما دخلت الغرفة ،، اتجهت للحمام لتتوضأ وتصلي ولكن رغماً عنها مازال بالها مشغول به .. لم يحدثها غير مرة واحدة .. تكاد تموت فضولاً لتعرف لما لا يهاتفها هل تراه ينتظر مكالمتها هي .. أم أن هناك ما يُشغله عنها حقاً .. أين هي من حياة سفيان المبهمة !! .
انتهت من صلاتها داعية أن يكتب الله لها الخير وأن يتولها فهو خير المتولين ،، أعدت كوب نسكافيه اشتهته ثم عادت لمكتبها حاملة اللاب قبل أن تتجه للشرفة لتجلس هناك مُكملة لعملها ومتتبعة لخيوط النهار التي ستشق السماء بعتمتها رويداً .
كما سافر فجراً ليلة زفافه عاد بعد خمسة أيام فجراً ،، الهدوء كان يعم المنزل حين فتح الباب ودخل ،، ظنها نائمة لذا حرص أن يكون هادئاً كي لا يوقظها ولكن الشرفة المفتوحة علي مصرعيها جعلته يطحن شفتيه بتوتر متيقناً لاستيقاظها .. لم يكن يريد أن يواجهها الأن خاصةً وهو منهك .. منهك جسدياً وحسياً فمشاعره باتت في دوامة مغبشة لا يعرف ماهيتها خاصةً بعد مواجهة لميا مجدداً وانهيارها ووعوده الذى يطلقها ولا يعرف إن كان سيتألم أحدهم بسببها .
خلع معطفه الطويل ووضع حقيبته جانباً واتجه لها ،، وقف يتأملها ،، متمددة علي مقعد طويل يشبه مقاعد حمامات السباحة .. شعرها الأحمر يتساقط من حولها إلا من بعض الخصلات الأمامية التي جمعتهم بمشبك كي لا تضايق وجهها وهي تعمل حيث علي قدميها جهازها تعمل عليه بمهارة .. !!
تلك المهارة وماهية ما تفعله سبأ جعله يُدرك أنه لا يعرفها حقاً ،، لا يعرف من هي سبأ .. زوجته!
لا يعرف ماذا تحب وماذا تكره .. لا يعرف اهتماماتها ولا يعرف موهبة تخصها كل ما يعرفه أنها مهندسة حتي تخصصها لم يعلمه حتي الأن وهو يرى كثير من الصور لنماذج معمارية تستوطن الصفحات التي تكتب بها وعند الحديث عن تكتب تذكر أنه في إحدى المرات قالت له حورية أن سبأ تعمل علي رسالة الماجستير ... كل ما عرفه عن سبأ كان جمال خارق جعله يغرق بالوحل مرتدياً ثوب النذالة والأنانية والغدر ! .
تنحنح مصدراً صوتاً ومتمتماً قبل أن يقبل عليها حتي لا تختض ورغما عن ذلك اختضت :
السلام عليكم .
فُزعت سبأ وكادت تسقط علي وجهها وهي تحاول الإلفات بخوف لمصدر تلك النحنحة قبل أن يأتيها صوته مطمئناً مع تداركه لسقوطها وسقوط جهازها فاستطاع إلحاقه قبل أن يصطدم بالأرضية وإسنادها كذلك حتي لا تقع .
اضطرب تنفسها وازداد من المفاجأة لتنهج بحرج وهي تشعر بيدهِ التي تحيط بها من جانب صدرها الأيمن .. لمسة تلك حصلت كسرعة الصاروخ قبل أن تنضج وجنتيها بحمرة مشتعلة وقبل أن يسحب يديه هو وقد فعلت تلك المسكة بهِ الأعاجيب فشعر بتعرق جبينه رغم برودة الجو ،، لذا وقف ليجلس جوارها وهو يسمعها تجيبه بهمس : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
نظرت له مبهورة ،، وسامته غير طبيعية تجعل قلبها يخفق بجنون ،، بادلها نظراتها ثم مسد علي شعرها وجانب وجهها لترمش بإرتباك وهو يعتذر : أسف لم أكن أقصد إفزاعك حقاً .
نفت مبتسمة : لا عليك ،، حمداً لله علي سلامتك هل أنتَ بخير .
لعنت داخلها وهي ترى كل ضيقها وغيظها منه يذهب هباءاً وكل تلك الخطط التي حضرتها لتستقبله بجفاء كجفاء قلبه الذي لم يطمئنها عليه أو يطمئن عليها ولو مرة واحدة تتبدل بابتسامة حالمة بينما تسأله بسذاجة عن حاله لتعض شفتيها بقهر وهو يجيبها بكل برود :
بخير يا عزيزتى ،، لا تزالين مستيقظة لما .
أجابته بغيظ : استيقظت منذ ساعة أساساً .
نظر للحاسوب متجاهلاً رغبة في تقبيلعا متمسكاً بوعود زائفة أطلقها هناك لأخرى في ألمانيا وهو يحاول التحدث بطبيعية :
ماذا تفعلين .
عضت شفتيها مجدداً لتحمر وجنتيها غيظاً وهي تسأل بوقاحة نبرتها : لما لم تحدثني ولو لمرة واحدة ،، ما هذا البرود ،، أنسيت أننا تزوجنا منذ خمسة أيام فقط ،، هل نسيت أنني ..
لم تكمل لأنه ابتلع كلماتها بشفتيه جاذباً وجهها ومتمسكاً بشعرها بشدة وهو يقبلها بنهم .. متعطش .. همجياً ثم ثارت ثورته ليقبل كل إنش بوجهها مبعثراً كيانها فأصبحت لا تشعر بشئ من حولها ولا تستطيع ملاحقته بسبب هجومه الكاسح قبل أن يوقف نفسه مرغماً ،، متيقناً لفعله الخاطئ بهكذا مكان ،، قبل عينيها المغمضة بهدوء وهو يرتب فوضي خلفتها يديه بشعرها قائلاً : لهذا لم أكن أهاتفك ،، لكنت تركت كل المشاكل وأتيت لأطفأ شوقي الذي يشتعل منذ سافرت ،، شوقي لكِ الذي لم يكن رحيماً بي أبداً .
رغماً عنها سحبت ذاتها من سحره المسيطر عليها وهاجمته بضراوة : لا أفهم أى شوق هذا وقد تركتني ،، كيف تشتاق وهل أعني لكَ شيئاً .
تسائلت لعله يجيبها مريحاً إياها بكلمات تبلسم روحها ولكنه فقط حملها متجهاً لغرفتهم هامساً بوله من هالة جسدها المثالى بين يديه :
ستعملين كم أشتقت الأن يا سبأ .
.......................................
صباحاً وجدت دموعها طريقاً مجدداً لعينيها كما لم تجف ليلاً ،، منذ قليل شعرت بفك حصار يديه من حول جسدها حيث كان يضمها بكل غرور مفتخراً بكونها أصبحت إمرأته ،، لا تعرف إلى أين ذهب ولا تريد أن تعرف ،، فهي تحتاج لصفاء ذهنها قبل أن تشن هجوماً من نوع خاص عليه .
ما حدث البارحة كان طبيعياً ولكنها تشعر بخلل يؤلمها ،، هل أجبرها علي شئ .. لا لم يفعل لقد كانت راضية ،، خجلة ،، تاركة له زمام الأمور ولقد كان .. بكت بشدة وهي تتذكر .. لقد كان مراعياً لأقصي الحدود .. حنوناً بشدة كمن يتلمس هذا الحنان ولا يجده فيعطيه هو لعل أحدهم يغدقه بهِ يوماً وبذات اللحظة متملكاً مشعراً إياها بأنه ما يريد منها غير هذا ،، أشواقه التي تحدث عنها كانت لها سبأ الجسد قبل الروح وهنا تيقنت حقاً أن سفيان لا يرى روحها لا يراها أبداً إنه فقط يشتهي جمالها ويا ويل قلبها الذي يدق له من تلك الحقيقة البشعة ،، فتعود تبكي وهي تلعن غبائها فمتي أحبته .. من أحبت أصلاً .. من هو فهي لا تعرفه .. هي لا تعرف أى شئ عنه لتسلمه ذاتها هكذا .
فكرت وفكرت حتي مسحت دموعها بعنف وهي تقرر أنها ستتعرف عليه وسيعرفها قسراً وستجعله يلفظ بحبها أمام العالم أجمع فإن كان سفيان يشتهي سبأ ستعرف جيدأً كيف تجعله يشتهي روح سبأ وشخص سبأ .. ستجننه وليتها تعلم أنه بات علي حافة الجنون بالفعل .
أرادت أن تنهض وتنزع عنها رداء الوهن هذا قبل قدومه ولكن أفكارها لم تسمح لها ولم تفق منها إلا وهو يداعب كتفها وعنقها العاريان ثم شعرها وهو يوقظها : سبأ ،، استيقظي يا جميلة .
اعتدلت تواجهه تاركة العنان ليديه يلعب بشعرها ووجها وسحراً كان دافئاً جداً حتي وهي تجيبه ببرود : أنا مستيقظة .
اقترب بوجه منها يداعبها مستغرباً : وما هذا العبس منذ الصباح .
رفعت كتفيها بغنج هامسة وهي تلاعب لحيته الخفيفة : لا أعلم .
تنهد مغمضاً عينيه ويا لشعوره الرائع بملمس يديها لتزيد الأمر بكلتا يديها وهي تحاوط وجهها ثم رقبته حتي كاد يسقط بوجهه علي صدرها وحينها انسلت من تحته فسقط علي السرير مذهولاً ،، احاطت جسدها بالملائة متجهة للحمام دون كلمة واحدة تاركة إياه نائماً بنيران تشعله .
خرجت بعد ذلك ترتدى زى الحمام متجهة لغرفة ثيابها وهو علي السرير كما تركته يراقبها حتي اختفت ،، ما إن دخلت حتي وقفت تستند علي الحائط تحيط بقلبها مشجعة نفسها علي الاستمرار فهي بالكاد خرجت أمامه بهذا الشكل وهي تسيطر علي خجلها .
ارتدت ثياباً عادية فهو لا يحلم أن يكون عريساً تتغنج له زوجته في أول ليلتهم معاً وقد أضاع هذا الحق عندما تركها وعندما أخذها بغفلة منها ،، وجدته حينها بجوار الأريكة التي تحتوي طاولتها علي الطعام .
اقتربت منه بسعادة وهي تتأوه بغنج : آآه أنا جائعة جداً .
شرعت بتناول الطعام بالفعل متجاهلة إياه ،، لوهلة فكر هل هي عادتها أن تستيقظ بمزاج متقلب أم تراها تلاعبه ... نفخ بضيق وهو يجذبها له بخشونة جعلها تسعل بصدمة ثم تنظر له ،، كانت ملامحه تنم عن ضيقه ولكنه همس بتلاعب : لماذا ألم أشبعك يا سبأى .
نظرت له بألم رغماً عنها وحاولت دفعه هامسة : لا تُعاملني هكذا يا سفيان .
نظر لها بعدم فهم مستفهماً : وكيف أعاملك .
نظرت لعينيه : برخص وكأنني لا أعني لكَ شئ وكأنك لا تفكر إلا بجسدى .
تركها مبهوتاً واقفاً بحدة ،، كيف ومتي شعرت بذلك ،، كيف ومتي أشعرها هو بذلك ،، نظر لها بصدمة وهي تراقب إنفعالاته بندم مفكرة هل فهمته خطأ : أنا متي أشعرتك بهذا ،، أى رخص هذا أنتِ زوجتي .
جلس جوارها مجدداً محاوطاً وجهها بكفيه :
لماذا شعرتي بهذا كنت أمزح معك ،، أساساً حضرت الفطور لأنني أعرف لابد وستكونين متعبة ،، أردت راحتك فقط .
نظرت للطعام بخجل متحدثة بهمس : حسناً أصمت .
تناولا الطعام بتلذذ وخاصةً هيا وهي تتحدث : لذيذ للغاية يا سفيان .
ابتسم وهو يشرب العصير متلذذاً برؤيتها تستمتع بطهوه مجيباً : بالهنا يا عزيزتي ،، تعرفين والدتي كانت تمرض أحياناً وكنت أطهو أنا لها .
نظرت له بهدوء رافعة كتفيها : لا .. لا أعرف .
تنهد شارحاً : والدتي أساساً لم تكن تقدر علي عمل المنزل ولكن لم تستأمن أحد لذا لم توافق علي تعييني لخدم لها يساعدوها ،، لذا كنت أساعدها أنا كنت أحضر الفطور صباحاً لنفطر معاً قبل ذهابي للعمل و عند موعد الغداء أحيانا كنت أخذ طعاماً جاهزاً لأتناوله معها ثم أعود لعملى وأحياناً كانت تأكل بمفردها والعشاء كنت أطهوه حين أعود من العمل وبعد حمام دافئ .
ثم استطرد بحماس : استمتع بطهي وجبة العشاء خصيصاً .
ثم قرص وجنتها بخفة : أيامنا طويلة يا حُلوة سأطهو لكِ بمزاج ،، ولكن ما مهوبتك أنتِ .
ضحكت منتهية من طعامها : أنا أيها الطاهي أهتم بالكتابة جداً .
أنصت مهتماً : حقاً .
أومأت بخجل : نعم بعض القصص والخواطر تأتيني هكذا كلماتهم فجأة فأسجلهم .
إذاً لتكتبي مقالة عن طعامي ولنقدمها لماستر شيف ولكن اختارى مصر أم استراليا .
تحدث بمزاح لتجيبه وهي تلملم الأطباق بتهديد : لا تسخر .
تبعها وهي تتجه للمطبخ مستمتعاً : والله لا أسخر .
ثم احتضنها لتشهق بمفاجأة واقفة مكانها مستمعة له ولم تكن تتخيل أنها ستحرى حديثاً معه هكذا حتي لو كان تافهاً فهو سفيان الغامض بالنسبة لها : أمزح فقط .
..........................................
خرجت من مكتبها علي صوت شجار عنيف بخوف .. كان الجميع خارج مكاتبهم بالفعل يترقبون الشجار الذي يصدح من داخل غرفة ديم .. كانت تعض شفتيها وهي تراقب الؤجل الذي خرج من مكتب ديم بوجه محتقن ملئ بالعروق من غضبه الشديد .. كان ضخم البنيان حقاً يثير الرعب بهيئته .. ما إن خرج حتي انتظرت الجميع بعد عودتهم لمكاتبهم واندفعت لمكتبه .
اتجهت له مباشرةً كان يقف أمام النافذة بضيق شديد فهمست بلطف : ديم .
نظر لها بذهول لم يلاحظ وجودها خلفه أبداً وهو يراقب هذا الرجل المقيت يغادر شركته ،، ابتسم باصطناع هادئاً لتسأله : هل هو نفس الرجل .
وكانت تقصد من سرق حبيبته السابقة ليجيبها بنعم لتهمس بخوف : وماذا ستفعل ، ربما يؤذيك يا ديم .
نظر لها مطمئناً إياها : لا تخافي يا حبيبتي لن يفعل ،، ولكن أخشي أنه سيجدها بالفعل .
قطبت حاجبيها بخوف : لماذا تظن هذا ألم تؤمن سفرها .
نظر لها بحب وهو يهمس بضيق : إنه يحبها .
........................................
بعد حديثهم عن ديما ووحشها الذي يحبها أخبرها أنه اتفق مع والدها أنه وعائلته سيزورهم الليلة ليتقفو علي إجراءات الزواج .. لذا تجهزت بفستان أسود قصير ناسب بشرتها البرونزية كان يلتصق بجسدها يحدده بسحر مبيناً قوامها الرشيق بكتف واحد واسع .
استمعت لرنين الجرس لتخرج من غرفتها مسرعة لتقف خلف والديها بينما دياب يفتح الباب ،، استقبلهم بود مصافحاً فهد : شرفتنا بأسرتك الكريمة يا فهد ،، تفضلو .
دخل فهد أولاً متسائلاً عن صحة حورية ثم اقترب من لورين مربتاً علي وجنتها بحنان :
كيف حال كنتي الجميلة .
همست بخجل : أنا بخير .
ثم احتضنتها أسيل ومن بعدها حنين بصخب وهي تتحدث بانبهار : تبدين رائعة ولكني اشتم رائحة من خلفي فهو لا يحب القصير أبداً .
ضحكت لورين وهي تنظر لديم الذي أخذ دوره ليناولها باقة الورود الرائعة وهو يسلم عليها ثم يتبع دياب للداخل .. تنفست بعمق وهي تتجه للمطبخ لتحضر ما جهزته مع والدتها لهم بمساعدة هيا و راما الراغبة في تعلم الطهو حديثاً .
دخلت المطبخ لتحمل الحلوي والبسكويتات المحضرة منزلياً وهي تطلب من رسيل أن تأتي بالعصير خلفها : رسيل الله يخليكي تعالي بالعصير معي .
نهضت راما بحماس : لأخذها أنا .
نفت لورين بيأس : راما أرجوكي ستسكبيهم بحماسك هذا .
أخذتهم راما متجاهلة إياها لتقول : سأتعلم ما بالك .
تنهدت لورين وهي تسير وراما خلفها ،، تم الأمر بهدوء لتجلس لورين علي كرسي بجوار الجميع وتجلس راما علي ذراع الكرسي مخرجة لها لسانها قبل ذلك .
تحدث فهد : كما ترى يا دياب ديم بني لم يعد يطيق صبراً لذا نريد تزويجه قبل أن يجن ،، تعرف ما زال شاباً ونخشي عليه من جنونه .
ضحك الجميع بينما يتلاعب ديم بنظراته التي ترشقها بمكر وهي فقط تذوب خجلاً ناظرة للأرض وهي تسمع موافقة والدها ليحدثه ديم :
عمي نحن سنعيش مع أهلي ،، تعرف المنزل كبير جداً ونحن سنأخذ جهة منه لنا وأى تعديلات تريدها لورين سنجريها معاً ولكن بعد الزواج .
قال دياب بمكر : تقول كل شئ جاهز وأريد الزواج مباشرة ،، معم حق يا فهد يجب أن نراعي الرجل .
ضحك الجميع مجدداً وحينها سألها والدها لتجيبه : موافقة يا أبي .
تحدث ديم مجدداً : إذاً كل شئ جاهز ،، لا نحتاج الكثير من الوقت هل اسبوعين كافيين لفستان الفرح وتلك الأشياء لورين .
توسعت عينيها لما يوجه لها الكلام هل ينتظر منها تأييداً وهي بكل هذا الخجل فهم يتحدثون عن زواجها ،، تحدثت حورية وهي تربت علي قدم ابنتها : لا يا بني لنجعل الفترة أطول قليلاً سنحتاج المزيد من الوقت .
تحدث فهد حينها : لتكون شهر إذاً .
وافق الجميع وهي كذلك ليتحدث ديم : سأبدأ بالبحث عن يوم لتأجير شاطئ كامل بهِ .
وكما اتفق معها من قبل أن يكون زفافهم مقابلاً لمياه الشاطئ وكما تجد ذاتها الأن جالسة في منزلها ترتدى فستان فرحها الخفيف والهفاف .. بسيط للغاية يشابه البحر في هدوئه وأخواتها من حولها يتجهزن كما تتجهز هي بفساتين منعشة .
#يتبع