الفصل الخامس عشر - بنات حورية
الفصل الخامس عشر
تهادت بفستانها البسيط علي درجات سلم المنزل ومن خلفها أخواتها ،، وفي الأسفل وقف ديم منتظراً ببدلته سكرية اللون ومن أسفلها قميص أبيض فتحت أزراره الأولي عن قصد وتحتل وردة بيضاء أسفل ياقة الجاكيت الخاص بالبدلة .. كان يمسك بباقة الورد البيضاء اللامعة والذي اشتراها لها بنفسه ينتظرها ،، سحرت عينيه بهالتها داخل كتلة بيضاء خفيفة كالريشة .. تفحصها من أخمص قدميها حتي رأسها ولكن حين وقعت عينيه علي منطقة الصدر والظهر تجهم وجهه بذهول حيث كان الفستان ذو حمالات رفيعة للغاية تكاد ترى تنهتي عند منتصف ظهرها العارى فكان ما يحمل الفستان من أعلي في نظره قطعتين تخفيان صدرها فقط أو جزء منه .وقفت أمامه بخجل تريد عض شفتيها بشدة من التوتر ولكن طلاء شفتيها الأحمر منعها من ذلك ،، أطال في صمته فرفعت نظرها إليه بابتسامة اختفت حين رأت تجهم وجمود ملامحه وهو يتفرس صدرها بعينيه بوقاحة ،، ابتلعت ريقها غير قادرة علي فهم ما يدور بذهنه في حين ينظر الجميع له بترقب ودياب بفخر ،، لأنه حينها أيقن أنه سلم ابنته لمن سيحافظ عليها ،، لم يعير ديم لورين اهتمام بعد أن همست باسمه بخفوت وهو يلتف لدياب قائلاً :
عمي دياب لن تخرج لورين بهذا الفستان من المنزل بعد إذنك .
نقلت لورين نظراتها بينه وبين والدها بصدمة وهي تسمع دياب يقول : إنها زوجتك يا بني انت حر .
قطبت لورين حاجبيها وبدأ الغضب والألم يتسلل إليها صاعداً لعينيها فتحرق بدموعها التي حافظت عليها من أعين الجميع ،، في حين يعاود ديم الإلتفات إليها بجمود وهو يقول :
ستغيرين هذا الفستان فأنا لا أسمح بعرضك هكذا للأعين ،، يفضل أن تسرعي لنلحق بشراء غيره .
نظفت حلقها قائلة بتوتر : ولكنه يعجبني ،، لا أريد تبديله .
سيطر علي غضبه ولم يفهم كيف تعارضه أصلاً ليتحدث بشراسة نبرته : لورين أنا لا أناقشك لن تحضري الحفل بهذا الفستان .
كتفت يديها بغضب مماثل وداخلها يحترق خوفاً منه وهي تراه هكذا لأول مرة .. غاضب وعينيه تكاد تخرجان من مكانها من كثرة غضبه وجبينه بدأ في التعرق : لن أغيره ديم أنت تتحدث عن حفل زفافي أى لي الحق باختيار فستاني كما أشاء .
قبض علي كلا كفيه وهو يجز علي أسنانه ،، الجميع حولهم أهلها و أخته بينما في الأسفل أهله و أصدقائه وأزواج أخواتها ولا يريد أن يعلو صوته عليها أمامهم جميعاً لذا حاول باللين قائلاً : يا عزيزتي لن اتحمل أن يرى أحداً ظهرك وذراعاك العاريان .
حسناً لانت قليلاً باسلوبه ولكنها قالت بيأس :
ليس هناك وقت لنشترى غيره .
أخبرها بهدوء : بل هناك كل الوقت فنحن ما زلنا بأول النهار .
ابتلعت ريقها والدموع تهدد مقلتيها من الموقف كله فهي لم تضع بحسبانها معارضته للفستان وهنا هتفت راما بحماس : أستطيع حل الأمر ،، لورين تعالي معي .
قادتها لأعلي وخلفها حورية أخواتها لتدخلها غرفتها وحينها انفجرت ببكاء صامت وهي تعض شفتيها بحزن بتحتضنها حورية هامسة : لا بأس يا حبيبتي إنه مجرد فستان ستجدي أفضل منه بالتأكيد ،، ثم يجب أن تفرحي يا ابنتي لقد أثبت ديم أن سيحافظ عليكِ دائماً وأبداَ فغيرة الرجل نابعة من حبه واهتمامه بكِ .
نظرت لوالدتها بامتنان وبقيت بأحضانها حين تحدثت جيلان بعقلانية : لا بد وأنكِ تعرفين عقلية ديم يا لورين لم يكن عليكِ المخاطرة هكذا .
نفت بضيق : لا لا أعرف لم نتحدث عن ملابسي من قبل .
نظرت رسيل لراما متسائلة : راما جلبتينا لهنا وقلتي ستحلين الموضوع كيف .
تحدثت بحماس وهي تضم يديها لصدرها : لدى اقتراح بدلاً من أن تشترى فستاناً أخر يمكن أن نعدل هذا الفستان ،، يمكنني طلب القماش فوراً وتركيبه للفستان وصدقيني سيتحسن أكثر لا العكس ،، أعطيني الفرصة لورين .
ابتسمت لورين وهي ترفع كتفيها : حسناً ،، أساساً لا أريد تغييره لذا افعلي ما ترينه مناسب .
وفي الواقع لورين تعرف جيداً كما جميعهم يعرفون عشق راما لمجال تصميم الأزياء ،، فهي لم تكن تنتظر كلية الفنون التطبيقسة لتتعلم بل بادرت منذ ثلاث سنوات بأخذ كورسات عديدة والتوغل في الدراسة حتي باتت تصنع ملابسها بذاتها .. رفرفرت كالفراشة من السعادة وهي تلتقط من علي مكتب لورين ورقتين وقلم .. وسريعاً رسمت الفستان مرتين .. مرة بأكمام من التل الشفاف المخرم بنقوشات وردية ومرة بقماش أخر واسع يكاد يطير من ذراعيها إلا بفضل تمسكهما حول المعصم جيداً .
لم تأخذ خمس دقائق قبل أن تريها الورقتين لتشرح لها : اختارى لأطلب نوع القماش .
شاورت راما علي الأكمام المصنوعة بالتل قائلة : هذا سيكون ملتصق وتعلمين سنكون علي الشاطئ والشمس فوقنا ولا أريد شئ يخنقني .
حدثتها بخبرة وكأنها خبيرة بالمجال: لن يخنقك أبداً ولكن كما تريدين ،، هل يعجبك هذا أم أفكر في شئ أخر .
أيدتها بموافقة ولكن لم تستطيع الابتسام بسعادة : تعجبني الأكمام جداً ،، حسناً .
فتحت حقيبتها والتقطت هاتفها متصلة بمحل تتعامل معه ويعرفها صاحبه جيداً لتخبره بما تريد وكونها تريده في غضون نصف ساعة ليس أكثر ،، لم يكن المحل ببعيد أساساً ،، وقبل نصف ساعة كانت راما تأخذ القماش منه وهي تهتف لوالدها : بابا حاسبه رجاءًا .
وهنا هتف ديم بجدية : أنا أحاسبه يا عمي .
اعترض دياب بمرح وهو يتجه للرجل : وهل يوجد ببدلتك الأنيقة تلك أموال .
ابتسم ديم له بامتنان وهو يتابع راما الصاعدة علي السلالم ،، منذ قليل أخبرتهم أنها ستعدل لها الفستان وسينال إعجابه بالتأكيد ،، لم يكن الفستان يشغل باله الأن بقدرها ،، لقد خرب فرحتها يعلم وربما تبقي حزينة طوال اليوم ولكنه يعرف كيف يسترضيها فيما بعد فلن يكون رجلاً إن أخرجها بهذا الشكل لا اليوم ولا أى يوم أخر .
لم تصدق أنها خلعت فستانها فعلاً ليعدل ،، لقد غسلت وجهها لتمحو أثار بكائها ثم أجلستها هيا مجدداً أمام المرآه لتعدل من شعرها ومكياجها .. لم تأخذ راما غير نصف ساعة وقد أتت بالفستان من جديد .
لقد خبأته خلفها وهي تخبرها بتوتر : أغمضي عينيك أريدك سيكون أفضل رؤيته حينما ترتديه .
أومأت لورين وقد ضحكت بحماس ،، أغلقت عينيها بالفعل وساعدنها جميعاً في ارتداءه وتعديله علي جسدها ثم توجيهها للمرآه ، وهنا صاحت راما بفخر : يمكن رؤية نفسك يا عروس .
لقد استمعت لهمهمات أخواتها ووالدتها المعجبة قبل أن تفتح عينيها وتطالع هيئتها بالمرآه بذهول لتشهق مستشعرة القماش الواسع الهفاف علي ذراعيها ،، قماش شفاف ولكن استخدمت راما طبقتين منه فوق بعضه لكي لا يعترض ديم بيه عليه وبنفس الوقت كي يعجب لورين بشفافيته البسيطة كما أضافت تطريزات غريبة لصدره تناسقت مع القماش التي استخدمته .. همست محتضنة إياها : إنه رائع يا طفلتي ،، أحبك أحبك جداً .
لقد تغير مزاجها بالفعل بسرور بعد أن نال الفستان إعجابها ولكن بقيت عقبة واحدة وهي كيف ستتعامل مع ديم بعد التوتر الذى حدث بينهم .
تكرر المشهد مجدداً ،، بداية من خروجها من غرفتها حتي وقوفها أمامه ولكن تلك المرة كان دياب يسلمها له بفخر ،، فهو كان شبه متأكداً أن هذا سيحدث حين أرته لورين فستان زفافها وعارضها بقوله " إذا ديم وافق فلا بأس " ،، لم تأخذ لورين معارضته بجدية فتركها لتواجه اختياراتها وهي التي دائماً لا تحب تدخله بما يخصها لتكون مستقلة ، لربما تفهم أن الاستقلال لا يعني عدم الأخذ بالنصيحة والمشورة .
مجدداً وقفت أمامه ليعطيها باقة ورودها .. التقطتها وهي تنظر أرضاً بتوتر ليرفع ذقنها مجبراً إياها علي النظر له لتنظر بترقب ليطالعها بعشقه الخالص لها مقبلاً جبينها هامساً : خلابة يا فتاتى .
ابتسمت بارتباك ورغم اطمئنانها أن غضبه ذهب إلا أن التوتر ما زال مسيطراً عليها ،، خرج الجميع من المنزل وهنا كانت مفاجأة ديم لها لقد أحضر لها أشهر المصورين ليلتقط لهم صوراً بكل مكان حتي أنه كان بداخل المنزل ولكنها لم تلاحظه ،، لقد صورها وهي تتهادى علي درجات السلم بالأبيض وصورها مع والدها وصورها عدة صور عند وقوفها أمام ديم ، والأن اختار لهم السلالم بدلاً من المصعد ليصور خطواتهم عليها لم يكن يطلب منهم حركات معينة فتلك ستكون صور طبيعية بمل يحدث غير البوم صورهم علي الشاطئ .
ساعدها ديم لتركب السيارة ومن ثم جلس جوارها وفي الأمام كان سائق صديق ديم ،، جيلان مع جود ،، سبأ مع سفيان ،، راما مع راكان ،، دياب وحورية ورسيل وهيا معاً ،، وفهد واسيل وحنين معاً كل تلك العربات خلفهم
تزفهم كما هو المعروف غير عربات أصدقاء ديم .
............................................
زمت شفتيها مانعة ذاتها من البكاء مجدداً وهي تنظر له فهي لا تنفك تتذكر ما فعله معها منذ قليل ،، مسد وجنتيها مبهوراً بفراشته وبجمالها قائلاً : هل ستحسبين غيرتي نقطة سوداء بصفحتنا .
لا هي لا تفكر هكذا هي فقط حزينة من الموقف وحزينة من أنه قطع سعادتها بلحظتها المنتظرة فأصبحت اللحظة الأخرى وكأنها باهتة مكررة فهمست بصدق : لا يا ديم .
حثها مكملاً بشقاوة : لا ماذا .
نظرت لصديقه السائق بخجل ليقبل وجنتها مستغلاً إلتفاف وجهها لتبتسم مقابل وجهه الذي لم يبعده مترجية : ديم لا تحرجني .
ضحك وهو يشاكسها : إذا استمريت بإرتباكك هذا سأفعل أكثر من إحراجك طوال اليوم .
...............................................
هكذا هتف صهيب من خلف رسيل ،، كانت بعيدة عن الحشد الراقص حول لورين وديم قليلاً لتفاجأ بهِ ،، هي لم تدعوه ولا تعرف من فعل نظرت له بإستغراب موارية خجلها منه :
ماذا تفعل هنا .
رفع كتفيه بتعالى : لقد دعاني والدك هل لديك مانع .
ابتسمت علي طفوليته قبل أن تقطب حاجبيها فما علاقته بوالدها : بابا كيف ،، لماذا ؟؟
تسائلت متلعثمة ليجيبها وكأنه يتحدث عن الأمر الأكثر تلقائية : لقد ذهبت لشركة عمي دياب وطلبت الزواج منكِ ، أقصد طالعته علي حسن نيتي ليسأل عني كما يشاء قبل أن أتي لطلب يدكِ مباشرةً .
بُهتت للحظات متجمدة لا تنكر البهجة التي تسللت لقلبها ولكن لا تنكر أيضاً مخاوفها لذا أخفت مشارعها بتقنية وهي تأنبه : أستاذ صهيب ألم تفاتحني في الموضوع وأخبرتك أن تعطيني وقت لأفكر .
طالعها ببرود متسائلاً : لقد طال تفكيرك يا دكتورة ،، كما صدمني عدم اخبارك لوالديكِ عني ،، لذا كان لابد أن أتحرك أنا .
كيف تخبره الأمر ،، كيف تخبره أنها خائفة علي ذاتها من عائلته ،، رغم ثقها التامة أن الإنسان لا يصيبه إلا ما كتب الله له ولكن الذكرى البشعة بدفن أخته بيسان حية مرتبطة به لا إرادياً ،، لم يعرف ما يدور بداخلها من افكار ليخبرها : اسمعيني ..
قاطعته بحزم : الوقت ليس مناسب الأن أرجوك ،، يجب أن نجلس معاً لنتحدث وأرجوك لا تتحدث مع والدى مرة أخرى .
تجهك وجهه مستشعراً رفضها : ماذا تقصدين .
كانت ستجيبه ولكن أقبلت هيا عليهم قائلة : رسيل بابا يريدك .
نظرت لوالدها الجالس علي طاولة بعيداً كان يتابعهم بعينه واستأذنت صهيب : عن اذنك .
اتجهت لطاولتهم وجلست جوار أبيها وحورية التي هتفت بسعادة : وأنتِ يا مشاكسة متي كنتِ تنوين إخبارنا بأن هناك من يريد خطفك أيضاً .
نظرت لسفيان الذي خرج من الحفل ،، راقبته من فوق السور العالي يركب سيارته ويرحل ولا تعرف لما آذاها قلبها حينها بوجع وهي تفكر أنها جرحته ،، التفتت لوالديها متحدثة : ماما الأمر ليس هكذا .
تحدث دياب متسائلاً : كيف هو الأمر إذاً .
استشعرت حورية تردد ابنتها لتتحدث : دياب الوقت ليس مناسباً لنتحدث في المنزل .
نظرت رسيل لوالدتها بامتنان فهي بالفعل عليها التحدث مع صهيب قبل التحدث معهم .. رفع دياب يديه مستسلماً لرغبة حورية ،، ثم تؤكتهم رسيل راحلة في حين شردت حورية تنظر لابنتها لورين والتي ترقص بين يدي زوجها المجنون .. مجنون ذكرها بهذا الجالس جوارها يحيط بخصرها في تملك .. لتطالعه بحب وهي تتذكر كيف أنه اقتحم محل فساتين الأفراح ليلة انتقائها فستان عرسهم .
Flash Back.
خرجت من غرفة التبديل مرتدية أول فستان اختارته مع صديقاتها ووالدتها بحماس تسأل : رائع أليس كذلك .
كان فستان بسيط للغاية كانت تمسك بتنورته وتحركها يميناً ويساراً بسرور قبل أن تتصنم في وقفتها وهي تراه يحتل الأريكة المقابلة لها بمفرده محل صديقاتها .. وهن يأخذن أماكن أخرى متفرقين من خلفه ووالدتها ووالدته تجلسلان علي أريكة أخري جواره ،، صرخت بغيظ : ماذا تفعل هنا .
نهضت والدته تسلم عليها قائلة : ماشاء الله يا حورية تبدين رائعة للغاية ،، أسفة حقاً لقد حاولت أن أقنعه ولكنه أبى .. إلا أن يأتي ويختار الفستان معك .
وحينها هتفت منكادة بضيق : لماذا هل سيرتديه معي .
ضحكن الجميع فيما ابتلعت هي ريقها وهي تنظر له بترقب لم تكن تقصد حقاً ،، هكذا خرج الكلام منها دون وعي ولكن يبدو أنه لم يهتم وهو يقف بكل غرور متجهاً لها لتتراجع بخوف ولكنه أمسك وجهها مقرباً إياها له مقبلاً جبينها متمتماً بهدوء : حوريتي الجميلة ،، هذا الفستان يبدو رائع بالفعل سأشتريه لكِ إن أردتي ولكن لن تحضرى بهِ الحفل لأنه عارى الكتفين .
كان بدون كتفين أصلاً ولكنها تتذكر أنها أجابت كما أجابت لورين اليوم متحدية إياه : ولكنه يعجبني .
أمال رأسه مكرمشاً ملامحه وكأنه يقول لها لا تناقشيني ثم عاد وجلس مكانه كالملك واضعاً كلتا يديه علي ذراعي الأريكة قائلاً بحماس : الفستان الذى يليه هيا حوريتي .
ضربت بقدميها الأرض وهي تحمل الفستان مغادرة مجدداً ،، كانت انتقت عدة فساتين بالفعل ولكن أغلبهم كان عارى الكتفين لذا هتفت للمساعدة التي تساعدها : لقد رأيتي بعينك أسفة حقاً أعرف أني اتعبتك في اختيارهم ولكن هل نختار غيرهم بأكمام .
ابتسمت الفتاة بسعة صدرها مرحبة وهي تتجه مع حورية للخارج ،، انتقت عدة فساتين أخرى قبل أن تعود لتجربهم .. كان قلبها يرفرف بسعادة كلما ارتدت فستان ويعجبها بشدة .. كان هذا أكثر ما أعجبها بعد كثير من الفساتين التي رفضها دياب متعللاً بأى شئ .. كان بذراع واحدة ضيقة والأخرى عبارة عن طبقات مخرمة فوق بعضها حتي كوعها وأظهرت جزء من كتفها من الأعلى وكان ينساب ببساطة محتضناً تفاصيلها ولكن ليس بضيق ويتسع أكثر من الأسفل .. لقد نال إعجابها بشدة بل سرق قلبها حقاً .. خرجت بترقب .. لم تهتم لآراء الجميع فقد سلطت أنظارها عليه تنتظر موافقته ولكنه قطع آمالها قائلاً : جربي غيره لا يعجبني .
نظرت لذاتها بالمرآة وقد انطفئت سعادتها بيأس ولقد لاحظ هو ذلك ،، نظرت له تكاد تبكى : دياب أريد هذا .
لقد كانت كطفلة توشك علي البكاء ،، نبرتها نبهته أيضاً أنها وقعت بعشق الفستان وانتهي الأمر ،، حاول ابتمسك برأيه ولكن وجهها المحمر غضباً وحزناً جعله يوافق رغماً عنه ولقد أيقن أنه لن يوافق علي هذا أو غيره لأنها تبدو فاتنة بكل فستان ترتديه لذا هتف بضيق :
حسناً أين الطرحة .
وهنا شعت ابتسامتها وهي تدور أمام المرآه بينما تركب لها مساعدتها طرحته وبالنهاية وقف خلفها حاضناً إياها هامساً : ماذا أفعل بكِ ،، أين أخبأ هذا الجمال كله .
End flash back .
داعب أنفها يخرجها من شرودها وهو يتحدث بمكر : الله يهنيه من يشغل بالك .
ابتسمت وهي تحتضن كفيه : الله يهنيك حبيبي من غيرك يشغل بالى .
قبل يديها بحب وهو يرمقها بنظراته العائدة مع نظراتها من ذكريات الماضى ،، ثم يرمقان معاً الذكرى المتجسدة أمامهم في صورة هذا العشق علي هيئة ستة بنات .
#يتبع