-->

الفصل السابع عشر - بنات حورية



الفصل السابع عشر

لقد رمت الكرة إليه وتركت له حرية التصرف ،، قالت بكل وضوح أنها لا تمانع الزواج منه ولكن بموافقة عائلته ،، هو سيخبرهم بكل تأكيد ولكنه يخشي علي بيسان فقط ،، يخشى مقابلتها لهم مجدداً فتنتكس أو يحدث لها شئ .. ولكن لا يد أن يخبرهم .
لقد أخبر بيسان برغبته بالزواج من رسيل وكم سعدت لذلك وهنئته ولكن حين قال أنه سيسافر ليخبر عائلته وربما قد يحضرهم معه ،، أصابتها نوبة خوف وتمسكت بإسلام الحاضر معهم تستمد منه قوةً .. فكيف ستقابلهم بعد ما حدث ، لو تعرف فقط أنها ستجد ذرة ندم بأعينهم وخاصةً والدتها وهي الأعلم بجبروتهم لكان قل خوفها هذا قليلاً ولكن بكل الأحوال طمئنها كلا صهيب وإسلام بعدم تركها وحيدة معهم مهما حدث .
ها هو الأن يعبر حدود بلدته الذي نشأ بها صغيراً ولكم يشكر الله أنه خرج منها ولكم يتألم حين يعلم أنه بكل جهوده لم يستطيع حماية صغيرته من أهله ،، وصل المنزل الكبير والذي هو أكبر منزل في تلك البلدة فجده عمدة تلك البلدة ،، وجد البوابات مفتوحة بالفعل والجميع في استقباله عدى جده الجاحد القاسي ،، لقد وصلهم خبر مجيئه بمجرد دخوله البلدة .
_وِلدي الغالى . 
هكذا صاحت والدته بنبرة أشبه للبكاء ،، السيدة التي كل ملامحها تنم عن صرامة وقسوة قلب ،، ولكن ملامحها تلك تلين فقط في حضرته .. ابت بطنها الهاجر لهم وبفطرة الأم وحنانها هو الأغلي علي قلبها بسبب بعده عنها وفراقه ،، راحت تحتضنه وتقبل وجهه وهي تتفحصه بعينيها قائلة : أنرت بحضورك يا غالي ادخل ادخل يا ولدى .
لقد كان متجهم الوجه في أوجههم جميعاً .. والدته .. أخوه و أخته الكبيرة كذلك ، ما عدا زوجة أخيه لانت ملامحه وهو يسلم عليها وعلي أولادها الصغار فابتسم لها مدركاً أنه من الظلم أن تتواجد تلك النقية بهذا المنزل ولكن ماذا بيديه ليفعله ،، ورغم أنها زوجة أخيه الكبير إلا أنها أصغر منه بعدة سنوات _ ابنة تلك البلدة _ تدعي هناء متعلمة لم تكن عائلتها لترفض حفيد العمدة الأكبر زوج لابنتهم حتي ولو ضد رغبتهم وهذا ما حدث بالفعل ،، يعلم أن لديها أحلام طمست بهذا المنزل بزواج نتج عنه ثلاث صغار أكبرهم عمره خمس سنوات وأصغرهم سنتين ،، رحبت به بهدوء ورقة كما هي تماماً ريشة تحيا مع رياح عاتية : كيف حالك أستاذ صهيب .
ابتسم لها بصدق وهو يحمل صغيرها منها ويقبله : بخير يا هناء ،، كيف حالك أنتِ يا عزيزتي .
أجابته بهدوء : الحمد لله .
جلس معهم بعد أن طلب من أحد الرجال أن يأتي بالهدايا التي أحضرها للصغار ،، أعطاها لهم وانشغل بها معهم وكأنه بذلك سيمر الوقت عليه أسرع ،، تحدثت والدته بإنشراح : اصعد استريح يا ولدي حتي نعد الغداء ،، سأجعلهم يعدون كل ما تحبه .
وكأنه كان ينتظر تلك الجملة ،، فأومأ لها وقبل أن يصعد تسائل : أين جدى .
أجابوه أنه في غرفته ليصعد له ،، دق باب غرفته ودخل حين أتاه صوته القوى يأذن له ،، اتجه حيث مجلسه : السلام عليكم .
رد جده السلام ،، انحني صهيب مقبلاً كف جده قبل أن يجلس جواره متسائلاً : كيف حالك يا جدى .
لم يجيبه ولكنه تسائل بجحود : أى ريح ذكرتك بنا يا ابن والدك .
تنهد قائلاً ،، وهو يستمع لهذا اللفظ الذى لا يفارق فم جده ،، فوالده كان مثله متحرراً ولكن بأفكاره فقط ولكن لم يستطع يوماً أن يخرج عن طوعه كما فعل هو : خير يا جدى كل خير .
فاجئه جده بقوله : هل تم .
نظر له باستفسار ليريحه الأخر : هل نويت الاستقرار والزواج .. وهل جئت يا ابن والدك لتطلب موافقتنا أم لتخبرنا .
أومأ صهيب بفك متشنج : بالطبع أريد موافقتك يا جدى .
لم يشمل صهيب بحديثه الجميع كما فعل جده فهو أساساً إن كان سينتظر موافقة أحد فستكون موافقته هو حيث يعلم أن جده يأس من ضمه له مجدداً بالفعل ،، أما والدته فهو يدرك عدم موافقتها فهي كانت تنتظر منه قرار الزواج لتبحث له عن عروس تستطيع السيطرة عليها وتبرمجها كيفما تشاء ...فربما تكون العروس هي طريق عودته لهم مجدداً .
ربت جده علي قدمه ناهياً الأمر مؤقتاً : اذهب لترتاح سنتحدث بعد الغداء .
............................................
بعد فطور اليوم أخبرها أنه سيصعد ليرتاح قليلاً ،، استغربت فهم منذ ثلاث ساعات فقط استيقظو ،، تركته علي راحته وأخذت جوله بمفردها حول هذا المنزل الجبلى الرائع ،، تصميمه لفت انتباهها بشدة فصورته كله من الخارج ومن الداخل وأرسلت الصور كلها لسبأ علي برنامج الواتس كاتبة أسفلهم : لقد أعجبني التصميم فقط لذا أرسلته لكِ .
جائها رد سبأ فوراً تسألها بمرح : هل تركك ديم لتستطيعي أن تصورى المنزل بالكامل .
ابتسمت لورين وهي تجيبها : إنه نائم وأنا أتجول حول المنزل . 
جرت المحادثة بينهم كالتالي وسبأ تتسائل: هل أنتم بخير ،، لم أظن أنه سيترك لكِ دقيقة واحدة لنطمئن عليكم .
خجلت تغير الموضوع : نعم بخير ،، سبأ أود أن أعتذر حقاً أسفة لأنني لن أكون متواجدة معك يوم مناقشة رسالتك . 
_ ستكونين متواجدة قررت راما أنها ستتصل بكِ وستحضرى الرسالة أنتِ وديم غصباً ،، ثم لاتشغلي بالك بي يا حبيبتي واستمتعي .
ضحكت لورين تجيبها : كنت سأفعل ذلك أساساً ،، انتظرى سأرسل لكِ صورة .
صورت لورين ذاتها وهي واقفة علي حافة التل فيديو ثم صورت المنظر الرائع للمحيط وأرسلته لها متسائلة : ما رأيك رائع أليس كذلك أشعر أنني أود تمضية بقية حياتي كلها هنا .
أجابتها سبأ : رائع فقط !! ويُساعد علي الاسترخاء حقاً ،، هنيئاً يا حبيبتي . 
ثم شاكستها : هل أجمع أخواتك ونأتي يا لورين . 
ضحكت لورين تجيبها : بالتأكيد سنأتي لهنا مجدداً جميعنا . 
_ أى تقولين لا أريد رؤية وجوهكن هنا . 
_ لا أقدر يا روحي علي رأسي والله تعالوا . 
_ أشك أن هذا سيكون رأى ديم أيضاً . 
ابتسمت لورين تفكر كيف سيكون لو حدث فعلاً وأتوا قائلة : أتخيل أنه سيلقيكن واحدة تلو الأخرى من أعلى هذا التل . 
جعدت سبأ وجهها تجيبها : أى تقولي أن زوجك قاسي ولم يرحمنا إذا فكرنا بالتطفل عليكم . 
صرخت لورين : آآآه يا إلهي وكأنني أتحدث مع أبي تحللين كل شئ .
استمتعت لورين بحديثها مع سبأ ،، مر وقت كثير وديم مازال نائماً وهي تجلس هنا بمفردها ،، لاحظت أسيل اتصال لورين علي برنامج الواتس اب فحدثتها : لورين !! 
ردت عليها لورين مشاكسة : حماتي الجميلة كيف حالك . 
ابتسمت اسيل مدركة لمزاحها قائلة : سأفرك أذنيكي حينما تأتين . 
ضحكت لورين : أسفة يا عسل ولكن حقاً يجب أن نتوصل لحل وسط لا يمكنني حقاً بمنادتك أسيل فقط كما تريدين . 
_ لنترك هذا الأمر حينما نكون وجهاً لوجه وحينها ستعتادين . 
_ حسناً موافقة . 
أنهت أسيل حديثهم بقولها : أديرى بالك على ديم يا لورين إنه يتحسس من تغيير الجو المفاجئ . 
_ كيف هذا .
_ دائماً ما كان يمرض كلما تغير الطقس أو سافرنا لأى مكان . 
رفعت لورين نظرها للأعلى بقلق وهي تطمئنها : لا تقلقي ديم بخير .
أنهت لورين حديثها مع أسيل وهرولت للمنزل ثم صعدت للأعلى ،، وكالعادة كان الظلام الدافئ الذي يحبه يعم الغرفة وهو يقبع بمنتصف السرير نائماً علي إحدى جانبيه بهدوء ،، جلست بجواره ووضعت كفها علي جبينه تتحسس حرارته فصعقت من سخونته الشديدة تلك فصاحت بصدمة وهي تهزه ليفيق : يا إلهى ديم .. ديم أفق أرجوك .
همهم فاتحاً عينيه بثقل قبل أن يغلقها مجدداً فحدثته بسرعة : ديم حبيبي سأبحث عن خافض للحرارة كن بخير أرجوك .
دخلت الحمام تبحث عن أى أدوية ولكنها لم تجد ،، فنزلت للمطبخ تبحث به ولكنها لم تجد أيضاً فأحضرت وعاءاً وملأته بمياه وثلج ومنديل قطني وصعدت له ،، وصعت الوعاء أمامها على السرير وجلست وأخذت تبلل المنديل وتعصره ،، وضعته على بشرته برفق فانتفض وانتفضت معه هامسة بارتعاش وهي تمسح به على وجهه : أسفة أسفة تحمل .
جائتها فكرة أنه لربما معه دواء خاص طالما يعرف أنه يتحسس من الأجواء المتغيرة ،، لذا تركت المنديل علي جبينه واتجهت لحقيبته وفتحتها ،، بحثت بها حتى وجدت خافضاً للحرارة بالفعل فهمست : الحمد لله .
عادت له تهزه برفق : ديم ديم حبيبي .
حرك رأسه تجاه صوتها فترجته : ساعدنى أرجوك أحضرت دواءك هيا خذه .
وضعت الحبة في فمه بعد أن ساعدته برفع رأسه قليلاً ثم أشربته المياه ورائها ،، ألقي رأسه بعنف مجدداً على السرير متأوهاً من ألم عظامه لتدمع عينيها وهي تبلل المنديل وتمسح على وجهه : أسفة حقاً لم أكن أعرف لماذا لم تقل أنك تشعر بالتعب .
همس وهو يشعر بقربها : ابتعدى لورين سأعديكِ .
صاحت به برفق : كن بخير فقط لا تهتم بي ،، ماذا ماذا أفعل هل معك رقم طبيب نطلبه .
سعل بخفة يجيبها : سأكون بخير يا حبيبتى لا تقلقي ،، سأنام قليلاً وأرتاح .
همست بخوف : حسناً فلتنم أنا هنا لن أتركك .
نام بالفعل وظلت هى تعمل على تخفيض حرارته بالمياه حتى يعمل الدواء ،، وما إن شعرت بانخفاض حرارته حتي شكرت ربها وهي تتركه لتتوضأ وتصلي ،، دعت له بالشفاء ثم عادت وجلست جواره ،، مسدت علي وجهه وهي تتذكر كيف كانت حورية تقرأ القرآن عليهم " ترقيهم " فأخذت تردد من الآيات ما تحفظها عليه حتي نامت علي يديها المستندة علي رأسه .
¤▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪☆▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪¤
بعد عدة ساعات كان ديم بدأ بالتعرق نتيجة إنخفاض حرارته ،، بدأ يفيق أيضاً وهو يتململ بغير وعي فسقطت رأسها فجأة حين حرك رأسه فانتفضت مستسقظة وكذلك هو ،، لم يدرك كل هذا هو فقط سمع شهقتها التي أطلقتها وهي تجلس بانتفاض وتنظر له ،، نظر لها باستفهام لتضع هي يدها علي جبينه بإرهاق قبل أن تهمس بنبرة نائمة : انخفضت حرارتك الحمد لله ،، هل تشعر بتحسن .
أومأ لها : نعم أنا بخير ،، هل كنتِ نائمة أيقظتك للتو صحيح .
تثائبت وهي تقول : بل أفزعتني .
سحب رأسها لصدره قائلاً : حسناً تعالى ،، أكملى نومك .
عدلت رأسها علي صدره واحتضنت جزعه قائلة وهي تغمض عينيها وتعاود للنوم بهمس : هل ستكون بخير .
قبل رأسها وهو يومئ وكأنها تراه ولكنه يعرف أنها عادت للنوم من قبل أن تكمل جملتها أساساً .
¤▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪☆▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪¤
_ أنا جاهزة هل نذهب . 
تحدثت راما بتوتر وهي تنظر لوالديها ،، ليقف دياب قائلاً : نعم هَيَّا ،، أين هَيَا .
_ أتيت . 
صاحت هيا وهي تنزل السلالم قائلة : 
أسفة هل تأخرت .
أجابتها حورية التي تمسك بيدين راما المثلجتين : لا يا حبيبتي هيا بنا .
خرجوا أربعتهم متجهين لمنزل " راكان الحُميدى " منزل زوجها وعش الزوجية الخاص بها بعد أشهر قليلة فقط ،، لقد انتكست والدة راكان " مريضة السكر " وكانت حالتها حرجة حقاً ،، لم يخبرها بالأمر حتي انتهي كل شئ ورحلت والدته من المشفي ،، لذا اخبرت والديها واقترحت حورية أنه ولا بد من زيارتها بدافع الواجب والمعرفة وصلة القرابة التي تمت بينهم .
_ لماذا أنتِ متوترة هكذا يا صغيرتي . 
تسائلت حورية وهي تجلس جوار راما بالسيارة ،، تمسك بكفيها تبثهم دفئها لتقول راما بتلعثم : أنا فقط لا أعلم كيف سأتصرف ،، وكيف ستكون حالة راكان ،، لا أعلم ما الذي علي فعله .
ربتت حورية علي وجنتها تقول : ألم يكن جدك رحمه الله يمرض كثيراً وكنا نذهب لزيارته .
أومأت راما تترحم علي جدها و تنتبه لها لتكمل حورية : ألم تكوني ملتصقة به وممسكة لكفية ولا تكفي عن الدعاء له بالشفاء .
أومأت مجدداً تؤيدها الذكرى لتتحدث حورية : الأمر لا يختلف كثيراً ستمسكين بيدين حماتك وتدعو لها بالشفاء وتطمئني علي صحتها .
نظرت لوالدتها بإمتنان قائلة : وراكان .
رفعت حورية كتفيها : راكان رجل يا راما ،، وفي مثل تلك المواقف لا يظهر ضعفه أبداً بل يجب أن يكون كالجدار الصلب حتي يتخطي الأزمة ،، لن يحتاج منكِ إلا كلمة طيبة تسانديه بها ،، ليس عليكِ أن تكوني متوترة هكذا في تلك المواقف حتي لا تشتتيه .
احتضنتها راما بامتنان شاكرة : شكراً يا حوريتي الحبيبة .
قبلت حورية جبينها مغمضة عينيها ،، طفلتها الصغيرة تلك وما زال هناك جزءاً يعارض فكرة زواجها بهذا السن ولكنها عنيدة كوالدها ما إن وجدت رجل يشبه والدها حتي التصقت به ،، صغيرة طفلتها صغيرة ولم ينضج فكرها لكل شئ بعد ،، خرجت من شرودها علي حديث راما : هناك شيئاً أخر يشغلني .
تسائلت حورية بقلق : ما هو .
قالت راما بترقب : لماذا لم يخبرني راكان وهو بالمشفي بينما كان ينتظر الأطباء أن ينقذو والدته لما لم يخبرني لأكون بجواره ،، بينما والدته بقيت يومان بالمشفي لما لم يخبرنى ،، هل يراني طفلة ستشتته كما قلتي منذ قليل يا أمى ،، إن كان يراني طفلة حقاً ولا يجب أن أكون جواره بمشاكله قبل فرحه إذاً لماذا يتمسك بي هكذا ،، لماذا هو مستعجلاً هكذا لنتمم الزواج بينما هو يراني مجرد طفلة فقط .
صاحت راما بينما تزم شفتيها للأسفل كالأطفال ،، تنهدت حورية وهي ترى عمق تفكير ابنتها لتدرك أنه لربما نضج تفكيرها قليلاً عكس ما تتخيله وستقدر علي مواجهة الحياة التي تضع قدميها بها بإرادتها ،، لذا راحت تقول معارضة : هذا ما أتحدث عنه ولا تسمعيني ،، 
مازلتي صغيرة لتحمل الأعباء تلك وراكان يدرك ذلك لذا لا يريد إشراكك بهمه وحزنه ولكن طالما كلاكما يوافق علي تلك الزيجة وفي هذا الوقت فعليكما التصرف بنضج لتنجح تلك الحياة يا ابنتي ،، هل تفهمينني .
استنشقت راما الهواء بقوة وهو تومئ معبرة عن فهمها وفي نيتها حديثاً مطولاً مع راكان لتفهم منه هو سبب تصرفه هذا وربما لتفكر معه في تأجيل الزواج قليلاً .
¤▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪☆▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪¤
استيقظت لورين وهي تسمع حديث ديم ،، كان راقداً جوارها يتحدث بالهاتف ،، وضعت يديها علي جبينه بعد أن نظرت للساعة لقد مرت سبع ساعات منذ أخذه للدواء ،، امتعضت ملامحها وهي تشعر بحرارته التي ترتفع مرة أخرى فجسلت جواره تراقبه بهدوء وهي تستمعه يقول ينهي مكالمته : حسناً يا جدى أنتظرك .
رفعت حاجبيها قائلة : هل سيأتي أحد ،، هل قلت جدك .
تمطي بذراعيه متأوهاً وهو يخبرها : نعم إنه صديق جدى رحمه الله أى بمثابة جدى ،، كنت وعدته بزيارة لأعرفكِ عليه وحين علم أنني مريض قال سيحضر طبيب ويأتي .
أومأت بتفهم : حمداً لله أساساً حرارتك ترتفع مجدداً .
ابتسم مداعباً وجنتها بكفه الساخن : أقلقتك جداً .
ترجته برفق : تحمل فقط وانهض لتستحم ،، ستزول حرارتك وتفق قليلاً وأنا سأحضر شئ نأكله .
وافق وساعدته حتي باب الحمام وهو مستمتعاً بالشعور يها داخل أحضانه تظن أنها تسنده وبالحقيقة هو من يداعب كتفيها بصدرها برغبته ،، تركته أمام الباب خجلة بوجه محمر وهرولت للأسفل وكأنها كانت تسير لمسافات طويلة من السرير للحمام ،، أعدت طعام خفيف وصعدت له به كان أنهي حمامه وجلس مستنداً علي ظهره السرير .
تناولو طعامهم وهي تعاتبه : لو أخبرتني فقط بحساسيتك ضد تغيير الجو لكنا أخذنا حذرنا . 
_ يومان وأكون بخير يا حبيبتي ،، الأن تجهزى لأن جدى أمجد علي وصول . 
_ حاضر حبيبي . 
تجهزت بالفعل مرتدية فستان ربيعي أحمر اللون بأكمام واسعة يصل لركبتيها ، سألته قبل أن تأخذ الأطباق الفارغة متجهة للمطبخ : ماذا سنقدم لجدك . 
شاكسها بقوله : أى شئ تجدينه لورين ،، لأنني دللتك لثلاثة أيام لا تعرفين ما يوجد بالمطبخ أساساً . 
ضحكت قائلة بمشاكسة هي الأخرى : وأنتَ قررت أن تمرض لتأخذ حق هذا التدليل . 
رن جرس المنزل لتنتفض بفزع فضحك عليها : أسرعى هيا ،، لا تفتحي الباب أنا سأفتحه .
أومأت وهي تتجه للمطبخ وضعت الأطباق من يديها وبحثت عن بعض الحلويات والفاكهة لترصهم علي أطباق وتخرج بهم للضيوف ،، لم يكن يعلم أن الأمر سيزعجه لهذا الحد حيث تتهادى هي بجمالها الفتاك هذا تحت أنظار جده والطبيب الذي أحضره معهم هامسة بصوتها الرقيق : السلام عليكم .
هل كان يجب أن يحضر جده طبيباً شاباً معه ،، كانت ستجلس لولا أن أوقفها ديم بنبرة لا جدال بها وفكه متشنج : لورين عزيزتي انتظرى في الداخل قليلاً .
كانت تريد الاطمئنان عليه ولكنها لن تحرجه برفضها فأومأت وهي تهمس وتتركهم للمطبخ مجدداً : حاضر .
كانت تذرع المطبخ ذهاباً وإياباً بضيق وقلق حتي سمعت باب المنزل يغلق فظنت أنهم رحلو وصوت ديم الذي صاح يناديها وبالكاد رفع صوته لتخرج غاضبة : لماذا تصرخ هكذا أتريد أن يذهب صوتك أنت مريض .
وقفت بخجل تتطلع لجده الجالس جواره ويبتسم لها بدفئ ليقول ديم : تعالي يا حبيبتي ،، جدى أعرفك بزوجتي الجميلة لورين .
وقف أمجد أخذاً إياها بأحضانه بدفئ قائلاً يغيظ ديم : نعم جميلة جداً ،، مرحباً بكِ بُنيتي .
سحبها ديم من ذراعها لتجلس جواره بعيداً عن جده ليضحك أمجد وهو يجلس ضارباً ديم علي عنقه من الخلف : هل تغير مني يا ولد .
قلب ديم عينيه بضيق قائلاً : جدى .
لم تستوعب حديثهم بعد لتتسائل بسرعة : ماذا قال الطبيب .
تحدث أمجد مطمئناً إياها : لا تقلقي يا بُنيتي هذا الديم يُقلق دولة كاملة بمفرده ،، دور برد بسيط لقد أعطاه الطبيب حقنه ستجعله كالأسد .
ابتسمت لورين له وقدمت له بعض الحلوى قائلة : تفضل .
التقط منها شاكراً إياها : شكراً يا عزيزتي ،، حدثيني عنكِ إذا ماذا تعملين .
سبقها ديم قائلاً : تعمل لدى بقسم تصميم المنتجات .
_ دعها تتكلم يا ديم لديها لسان . 
ابتسمت له لورين وهي تصحح : أنا أعمل في شركة عمي فهد في قسم التصميم كما قال ديم .
نظر لها ديم رافعاً حاجبيه وابتسم أمجد بفخر وبعد جلسة طويلة تعرفت فيها لورين علي هذا الرجل البشوش الهرم وقف يريد الرحيل ،، كان سيقف ديم فوضع أمجد كفه علي كتفه مبقيه بمكانه قائلاً بجدية : استرح أنت ستوصلني لورين .
ثم مد ذراعه لتتأبطها لورين وهو يقول : هل ترافقيني عزيزتى .
اومأت له ورافقته حتي الباب فوق قائلاً : فهد ابن لى وديم حفيدى لذا لا تترددى أبداً باللجوء إلى إن احتجتِ شئ .
أومأت بإمتنان ليقول : أتيت بالطبيب شاباً خصيصاً لأنبهكي بشئ .
نظرت له بعدم فهم ليتابع : يغار ديم من ظله علي كل من يخصه لذا لا تحاولى اثارة غيرته وكونى طيعة لما يريده بدون جرح كبريائك أو كرامتك .
أومأت تؤيده : لقد اختبرت ذلك ،، لقد غيرت تصميم الفستان يوم الفرح لأنه لم يوافق أن أخرج .
ضحك يربت علي وجنتيها بتعاطف : غليظ ولكن رغم ذلك لا تتأثري ليغير الرجل ،، هذا يبين كم هو يحبك تجنبي فقط الغيرة القاتلة .
ابتسمت بخجل لتخبره : سعيدة للغاية أنني تعرفت عليك يا جدى هل نتبادل الأرقام .
غمز لها بمشاكسة قائلاً : خذيه من ديم هيا في أمانة الله انتظر زيارة منكم قبل عودتكم .
ودعته حتي ركب سيارته وتحرك بها السائق لوحت له بيديها وهي تغلق باب المنزل ملتفتهة لتنتفض بفزع وقد وجدته خلفها بعرق غاضب في جبينه فاحتضنته بسرعة هامسة بدلال : أوقفت قلبى .
ثم عادت تبتعد عنه متلاعبة بأصابعها في جبينه قائلة بغنج : لا أقدر علي تلك النظرة أقول لك ،، ثم أرجوك قلبي رقيق للغاية لذا لا تخضني هكذا مرة أخرى .
هتف بحدة لم يستطيع إخفائها : تأقملتي مع جدى كثيراً أرى ذلك .
ابتسمت تتذكر جدها ،، نظرت لعينيه تقول برقة : يذكرني بجدى .
قال بهدوء وقد لانت ملامحه أمام دلالها : رحمه الله .
دست نفسها أسفل كتفه بمرح قائلة : هيا استند علي أيها المريض لنصعد لترتاح .
سار معها بهدوء تاركاً إياها تظن أنها تسنده حتي وصلت جوار السرير فترك ثقل جسده لها حقاً لتصرخ وهي تسقط علي السرير وهو فوقها ضاحكاً بينما يلعب بشعرها فقالت : أنت غليظ .
نظر لها بغرابة فقالت بتلقائية : قال جدى أنكَ غليظ منذ قليل .
قال مكتسحاً ثغرها : سأريكي الغلاظة كلها الأن .
¤▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪☆▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪¤

متي استطال شعره بهذا الشكل ،، لم تتخيل أن تراه مجدداً وخاصةً هنا ،، كيف نست أنه أخ لصديقتها ،، وأن راكان ابن عم صديقتها تلك ،، تشعر بالاحراج ولا تعرف لما وهي تراه جالساً مقابلاً لها ،، تشعر بنظراته الموجهة لها علي الدوام .. هو هنا أيضاً ليطمئن علي زوجة عمه _ والدة راكان _ تصافح هو ووالدها حين مجيئهم وتفاجأ راكان بمعرفتهم لبعض كما تفاجئ دياب بأنه قريب راكان .. كان حس الفكاهة لديه عالٍ للغاية فكان يُضحك الجميع بين الحين والأخر .. كل ما كانت تفكر به أنه إزداد وسامة بشعره الذي يعقده علي هيئة ذيل حصان قصير للغاية مدركة أن شعره قارب طول شعرها القصير .
بعد قليل جائه اتصال ما ليتحدث بجدية : حسناً قادم فوراً .
وقف مقبلاً جبين زوجة عمه قائلاً : سأتي مجدداً .
قال والد راكان بتسائل : أين يا بني ،، لم تجلس .
قال دوروك : عملية طارئة يجب علي الذهاب .
أومأ الأخر متفهماً ورافقه راكان يودعه حتي تحدث والد راكان : دوروك طبيب جراح يعمل مع أخي بمشفاهم الخاصة .
توسعت عينيها من المعلومة بعدم استيعاب ،، كيف لطبيب جراح أن يكون بهذا الاستهتار .. لم تدرك أنها تفكر به حتي عاد راكان مستأذناً منهم مستغلاً فرصة تواجدهم بالفيلا ليتحدث : عمي سأخذ راما لأريها الفيلا فهي لم تأتي لهنا من قبل ،، هَيَا تعالي معنا .
وافق دياب ووقفت كلتاهما متجهة معه للخارج ،، خرج الجنينة ليريهم إياها أولا ثم أخبر هَيَا بتعالي يمزح : هيا لتلعبي بالحديقة وأنا سأخطف أختك قليلاً .
نظرت له بشراسة قائلة بشر : لتتذكر هذا سيكون ديناً عليك .
ثم تركته وتمشت بالحديقة قليلاً ليضحك راكان محدثاً بسكويتته التى تذوب جواره من الصمت المطبق عليها ملفتاً انتباهها : بسكويتتى .
نظرت له بخنوع قائلة : نعم .
أجلسها تحت شجرة على كرسي معلق بها وأخذ يهزها برفق متسائلاً : ما الذي يشغل عقلك .
قالت بأسف : هل تتأزم صحة والدتك كثيراً .
أومأ بالنفي يجيبها : لا على فترات متباعدة عندما تهمل ذاتها قليلاً .
دعت لها بهمس أن يعافيها الله ونظرت للأرض مجدداً ليرفع ذقنها له متسائلاً : بكِ شئ ماذا حدث لماذا أنتِ حزينة هكذا .
نظرت لعينيه قائلة بتلعثم : ربما ليس الوقت مناسب الأن لنتحدث لا تخف لا ..
قاطعها نافياً : كل وقتي لكِ أخبريني هيا .
عضت شفتيها قبل أن تواجهه بقوة : ألا نتعجل بزواجنا أنا لست مستعدة أبداً .
قال مذهولاً : حالة والدتى ما جعلكِ تفكرين هكذا ،، والدتى لها ممرضة تعتني بها ويوجد موظفين يعتنون بها وبالمنزل أنا لن أحملك مسئوليتها أبداً .
دمعت عينيها رغماً عنها قائلة بعتاب : لهذا لم تخبرني .
بدون فهم تسائل بجدية : أخبركِ بماذا . 
أجابته : لم تخبرني لأكون بجوارك ،، اليوم فقط أخبرتنى أن والدتك انتكست وهي منذ ثلاثة أيام متعبة .
ضيق عينيه وقد توصل لما تريده فابتسم مسايراً إياها في طريق نال إعجابه بشدة ،، الصغيرة تريد مشاركته حياته وبذات الوقت لا تريد بسبب حزنها أنه لم يشركها بها : ماذا تقصدين يا سكرتي .
صاحت به بدون قصد : أنتَ تراني طفلة لا أستطيع مشاركتك مشكلة كتلك ،، هل تظن أنني سأكون عبئاً عليك كلما حدثت مشكلة هل ستقصيني جانباً كلما حدثت مشكلة ثم تأتي وتخبرني أنك حللتها هذا إن أخبرتني أساساً ،، كيف سنتزوج هكذا وأنتَ بأول هم لك لم تشركني بهِ معك .
لم يكن ليسمح لأحد بأن يصرخ بوجهه هكذا ولكن بسكويتته كانت ناعمة ورقيقة حتي في صراخها فرغب في الضحك فقط ولم يجد الغضب طريقاً إليه بينما يرى اهتمامها أخيراً ظاهراً لقد عاني معها حقاً لتخرج له اهتمام ولو صغير لقد أشعرته أنه يحرى خلفها ككلب وهذا هو المفترض فلم تكن تبادر حتي بقول صغير كما حدث الأن ،، كوب وجهها مستمتعاً يقول : هل تعلمين كم انتظرت تلك اللحظة ،، أن تشعرى بأننا كيان واحد ،، يا إلهي لقد كدت أجن لهذا الاهتمام منكِ هل كنتِ مدركة حتي أنني طلبته منكِ عدة مرات بطريقة غير مباشرة .
صدمت حقاً ،، ألم تكن مهتمة أيوجد اهتمام غير ما كانت تفعله وماذا كانت تفعل ،، هي بالكاد ترفع سماعة الهاتف وتحادثه بل دائماً مكالماته لها ،، تلعثمت مدركة الحقيقة : لم أفكر هكذا أنتَ .. لقد .... أنتَ فقط محق .
غمز لها مطمئناً : لا يهم أريدك هكذا دائماً علي فطرتك ولا يهمني متي سنلتقي أهم شئ أن نلتقي عند نفس المنعطف مثل الأن .
¤▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪☆▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪¤
لم ترغب في التنزه بحديقة منزل راكان حقاً لذا عادت للفيلا وجلست ببهوها تنتظر عودتهم ولكن لم تحسب عودته مجدداً ' دوروك ' ألقي سلامه عليها وهو يتخطاها صاعداً حيث كان منذ قليل قبل خروجه ،، نزل ممسكاً بمفتاح سيارته فعرفت أنه قد نسيه ،، لقد كان يهرول بسرعة فظنت أنه تأخر علي موعده ولكنه كان في الحقيقة يريد أن يلحق بها وهي تجلس بمفردها هكذا .
تفاجئت بوقوفه أمامها مبتسماً : كيف حالك .
أجابته بهدوء : بخير . 
سألها : أيمكنني الجلوس معك قليلاً . 
لم ترفض ولكنها تسائلت باستنكار : وعملك .
_ ما زال لدى وقت . 
_ حسناً تفضل .
بدأ حديثه يسألها بلطف : لماذا تجلسين بمفردك . 
برقة أجابته : أغطي علي ابن عمك . 
ضحك يشاكسها : هل نتفق علي إشارة وأقف في الأعلى لأراقب الوضع .
ضحكت بخفة وصمتت لا تعرف حقاً بما تجيبه ،، لا يخرج الكلام من حلقها ليتحدث هو مباغتاً إياها بترجي : لا ضغينة بيننا صحيح .
عضت شفتيها تتذكر ما فعله بها وهي تنظر له بضيق ،، ليقول بمرح : هيا لقد أخذت ضربة أغلقت عيني علي إثرها لأسابيع ،، ألم تشفيكي بعد .
رفعت كتفيها بنفي : أسفة لذلك أنا لا أشمت بك . 
أومأ لها قائلا هائماً بها : نعم أنتِ ملاك يا هيا أنا فقط أسف أرجو أن تكوني صافية من ناحيتي .
وقفت بخجل تعيد شعرها خلف أذنيها : سامحتك لا ضغينة ،، عن أذنك .
تركته ورحلت لا تعرف إلي أين ليناديها : هيا . 
ارتعش فكها وتسلل شعور غريب لمعدتها مروراً بقلبها لتلفت له ،، نظرت بعينين متسعة ،، صمت مطبق بينهم بينما ينظر لها ،، أرادت أن تشبع عينيه منها فناداها بدون وعي ،، فيكفي الهيام بصورها علي هاتفه .. ظل ينظر لها مطولاً وهي تحتضن جذعها بإرتباك حتي همس : إلي اللقاء .
خرج مسرعاً بعد ذلك لتهمس هي الأخرى : إلي اللقاء .
¤▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪☆▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪¤
جلس وسط عائلته ،، جده يترأس الجلسة وعلي يمينه جلس أخوه وعلي يساره جلست والدته تشبع ذاتها منه وأخته كذلك ،، بينما هناء تضع أمامهم الشاى والحلوى والفاكهة قبل أن تخرج بهدوء من المجلس .
بعد عدة أحاديث جانبية بدأ صهيب حديثه : 
لدي ما أخبركم به ،، أمران بالحقيقة بالنسبة لي كلاهما مُفرح ولكن لا أعرف كيف سيكونوا بالنسبة لكم .
جهر جده بصوته : ادخل بالموضوع مباشرة يا ابن والدك .
تنهد محافظاً علي هدوءه قائلاً : سأتزوج .
لطمت والدته صدرها مما جعله ينظر لها بصدمة ،، لقد صعقت من الصيغة التي تحدث بها أن يقول أنه سيتزوج غير أن يقول أريد الزواج فهذا يدل علي ما سيقوله الأن والذى قاله بقسوة تعلمها منهم : لقد وجدت امرآة قريبة من ربها تعمل طبيبة ووالدها رجل محترم ،، وأريد الزواج بها .
قالت أخته الكبيرة بتهكم : وكيف تعرفت بحضرتها .
نظر لأخته بهدوء قائلاً : هذا يأخذنا للأمر الأخر الذي أريد اخباركم بها ولكن لننتهي من هذا أولاً .
صرخت والدته مجدداً : هل تريد الزواج من بنات هذا العصر الفاسق ،، هل تريد هجرنا لبقية حياتك أيضاً .
نفي بضيق وقال بسخرية : أى فسق تتحدثين عنه يا أمي ،، أنا لم أهجركم كم تدعين أنا تركت تلك البلدة أخبرتك مراراً أن تأتي وتعيشي معي ولكنك تتمسكين بعادات وتقاليد اندثرت لا يوجد غير ديننا يجب أن نتمسك به والفتاة التي سأتزوجها خير من تعرف هذا الدين جيداً ، فتاة متعلمة أستأمنها علي أطفالى هذا ما أرضاه لنفسي أمي ويجب أن ترضي أيضاً .
صاح بهِ جده بعنف : هل جئت لتهيننا .
نفي صهيب بصدق : كلمة الحق ليست إهانة جدى .
ثم نظر لوالدتها قائلا برفق : رجاءاً وافقي لا أريد أن أفعل شيئاً بدون رضاكي .
وبعد كثير من المجادلات وافقت علي مضض وبنيتها نوايا أخرى لا يعلمها غير الله وبالنهاية جائت كلمة جده حاسمة : سيتم العرس هنا بالبلدة .
تصلب صهيب مكانه ونظر لجده بذهول قائلاً بحذر : لماذا .
نهره جده : لطالما خرجت عن طوعنا لتطع في هذا ،، عرسك يتم هنا بين البلدة بأكملها.
كم أيدت والدته هذه الفكرة بشيطانية عقلها ،، سارع صهيب يحذر : جدى لن أعرضها لأى من العادات هنا وأنتَ تفهمني جيداً ،، وأقسم إن حدث لأهجر مصر كلها .
لوح الجد بيديه بعدم اهتمام ظاهرى ولا ينكر صهيب أنه رأى اهتزاز فكه بتأثر قائلاً : لكً ذلك .
تنفس صهيب بعمق قائلاً : الأن يأتي الخبر التالى .
انتبهت حواس الجميع له وخاصةً الجد فهو لا يعرف هذا الخبر كخبر زواجه ،، وتسمر الجميع بصدمة حين قال : لقد أنقذت بيسان ذلك اليوم .
ثم نظر لوالدته لعله يضرب وتراً حساساً : ابنتك علي قيد الحياة يا أمي .
#يتبع