الفصل الواحد والعشرون - بنات حورية
الفصل الواحد والعشرون
تطوف الأيام من حولها مؤلمة ثقيلة _معبقة بالشجن والوحدة _ فيالحسرتها علي نفس حين عشقت بجنون كان العشيق عاشق لأخري وبكل جبروت يفتخر بهذا وبدليل أكثر من واضح فها هي هنا تتجرع مرارة عشقه بينما هو في النصف الاخر من العالم يحيى مع نصفه الأخر وهي هنا معلقة بين السماء والأرض بقلب مفطور بسبب وصية كانت لها نصل حاد يغرز بإستمرار في فؤادها بلا رحمة .
ًكثيراً ما تتمسك بالهاتف بوجع وبعد أنا فاض الألم بها " ستحدثه لتخبره عن حبها لعله يرأف بحالها " ولكن سبأ القوية المختبئة بداخلها كانت تردعها بكل قوة و هي تنهرها قائلة " أين كرامتك يا هذه ؟ أسيكون وجع وذل أيضاً " لتعاود ترك الهاتف من يديها وهي تدفن وجهها في وسادته _ تضغط عليها بكل قوة مساوية لما تشعر بهِ من آلم _ وهي تحاول تخيله معها ولكن التخيل كان صعب للغايه فكلما حاولت تذكرت كلماته المسمومة بالنسبة لها والذي طعنها بها بدم بارد غير مدرك لما خلفته تلك الكلمات من جروح في روحها الهشة العاشقة له والتي وسمت باسمه " هي حبيبتي يا سبأ ولا تظني أن وصية تكبلني بكِ ستردعني عنها "
يا الله لما هو ظالم هكذا حتي في كلماته ، لم يرأف بكرامتها كزوجة له فلما يرأف بقلبها الذي جرحه بكل هدوء بارد منه وغادره أخذاً جزءاً منه معه .
يا الله لما هو ظالم هكذا حتي في كلماته ، لم يرأف بكرامتها كزوجة له فلما يرأف بقلبها الذي جرحه بكل هدوء بارد منه وغادره أخذاً جزءاً منه معه .
شهرين مضو بالنسبة لها وكأنهم عهدين كاملين ، إنغمست بالفعل في العمل ، رويداً رويداً كانت تجد ذاتها التي تظن أنها كانت مطموسة فچيلان كانت محقه فهي بالفعل كانت مطموسة وليست منعدمة ، تحاول التناسي بكل ما تملك من قوة ، تهيئ نفسها لإستقبال ورقة طلاقها في أي وقت ، تحاول حجم قلبها عن تلك المشاعر - تواسي نفسها ليلاً - وتنهك نفسها في العمل نهاراً ولكن تمر الليالي وتنهار كلياً بإحتياجها له فلا تجد سبيل غير شقتهم أو بالأحري شقته التي إستضافها فيها برهة من الزمن كانت برهة ثقيلة عليهِ كل الثقل وكانت بالنسبة لها شعاع جعل قلبها يضيئ بوهج العشق لفترة محدودة حتي كواه هو بحزمه للأمور بينهم ، و في وسادتهِ بخاصة كانت تخرج كل آلمها بدموعها وشهقاتها المتتالية .
وفي غمرة دموعها استمعت لهاتفها الذي يرن بخفوت فوقفت بتعب منهكة وتوجهت لحقيبتها تبحث عنه وحين وجدته دق قلبها بوجل وهي تري المكالمة الغير دولية الماثلة أمامها علي الشاشة برقم غريب غير التي تحفظه عن ظهر قلب ولكنها للحظة خافت مما ستسمعه إذا كان هو بالفعل ،، فشهران لم تسمع منه حرف واحد ولكن حين إنطفئ الهاتف كمشت عينيها بخوف وهي تدعي بداخلها أن يهاتفها مجددًا فرغم كل شئ هي تتوقي لسماع صوته وحين رن الهاتف مرة أخري جلست مرتخية الأطراف وأجابت بصوتها المبحوح : اهلاً من معي .
صمت دام قليلاً قبل أن تهتف بحشرجة متقطعة وهي تستمع لأنفاسه : سفيان .
وحينها جاء صوته القلق نوعاً ما أو هكذا شعرت : أيقظتك .
أبعدت الهاتف وهي تشهق بقلة حيلة فهي عاشقة لمن يبعد عنها بنصف الكرة الأرضية البارد هذا ولكنها تمالكت أعصابها المنفلتة وهي تستمع لهتافه باسمها فأجابته : لا .. لم ، لم أكن نائمة .
نبرتها كانت خاذلة لها كلياً فسمعته يهتف بقلق بالغ جعلها تود دق عنقه في تلك اللحظة بتلك الآمال الكاذبة الذي يخرجها إهتماما وتحتاجها هي عشقاً : آأنتِ مريضة يا سبأ .
" أيهمك كثيراً يا ابن العم " هكذا حدثت نفسها بسسخرية وهي تجيبه بإختصار : لا .
باغتها سريعاً قائلاً بشك : ما بهِ صوتك إذاً .
مالت بجزعها للخلف علي الأريكة واستندت برأسها عليها وهي تغمض عينيها منتشية بتلك المكالمة لا تريد لها أن تنتهي وهي تجيبه بهدوء وبحة صوتها بسبب بكائها تلازم نبرتها :
ليس بهِ شئ .
ليس بهِ شئ .
إجابته كانت متوسله جعلتها تقطب حاجبيها ولكن بهدوء :
أجيبي يا سبأ بالله عليكِ ،، ماذا بكِ لما صوتك مبحوح هكذا أحدث شئ معكم ، هل زوجة عمي بخير .
أجيبي يا سبأ بالله عليكِ ،، ماذا بكِ لما صوتك مبحوح هكذا أحدث شئ معكم ، هل زوجة عمي بخير .
لولا أنه ابن عمها ومن حقهِ الكامل القلق عليهم لكانت استمتعت بهذا القلق في وقت أخر ولكنها أراحته قائلة :
نحن بخير لا تقلق ، أنا فقط مرهقة من العمل .
نحن بخير لا تقلق ، أنا فقط مرهقة من العمل .
جائتها إجابته سريعة : إذاً نامي وإرتاحي وسأحدثك فيما بعد .
ورغماً عنها وجدت نفسها تنتفض بهلع وهي تهتف بصياح فزع " لا "
لا فزعة .. قصيرة ..قبل أن تتدارك نفسها وهي تغلق الهاتف بنفس الفزع وترميه جانباً بينما تنخرط في نوبة بكاء جديدة لم تكن تريد أن تكون مكشوفة هكذا له ولكن قلبها الهش وطبيعتها البريئة وحدهم من سيفضحوها أمامه في حين .
اكانت لا خاصتها شوقاً كشوقه وارادة عارمة بسهرة طويلة معاً علي الهاتف ام كانت نفوراً وكرهاً منه ... اكرهته سبأ ولا تريد محادثته مرة اخري .. كيف يترجم لا خاصتها وهي لا فقيرة ورغم فقرها تحتمل معاني كثيرة قد تكون احداها جنة فتحت له او تكون نار هو من اشعلها بنفسه .
ليتها بجواره الأن لكان أغدقها عشقاً لا ينتهي ، لكان قبل كل جزء يرهقها وأنساها كل التعب ، هو اتصل يحتاج لسماع صوتها ، اتصل بولع مشتاق بعد ان ادرك اخيراً ان قلبه دق لها كما لم يدق من قبل وانها ذات الشعر الاحمر احتلته بإشتعال كإشتعال شعرها ، ليتها تعلم الاعاجيب التي احتلته وافكاره التي تضاربت بسبب نبرتها ، ليت ظنونه تكون صحيحة وان تكون ابنة العم هي ايضاً عاشقة له فحينها سيكون كمن ملك سعادة الكون كله .
.......................................
قبل شهر ونصف .
وصل سفيان لألمانيا مع والدته ،، كان حرفياً يدفن ذاته في العمل ،، لا يتركه إلا بعد منتصف الليل ويعود له صباحاً ،، فلا يذق من النوم إلا ساعتين وربما أقل بعد أن ينال الإرهاق منه فكرياً وجسدياً ،، لا يعرف لما هو هكذا ،، لما أصابته كآبة موحشة وفراغ يعتمر روحه ،، بين كل فترة وفترة يُمسك هاتفه ضاغطاً علي رقم سبأ قبل أن يغلق الهاتف سريعا غير مدركاً لما يفعل هذا ،، لما يريد سماع صوتها بشدة .. لما تزوره بأحلامه بوجهها الملائكي يومياً تبتسم له .. ماذا سيخبرها إن أجابته أساساً ،، فبأى وجه بقي له سيحدثها .
وكأن والدته هي من نبأته وذكرته بأخرى قد تناساها تماماً وهي تسأله بينما تعطيه كوب من الشاى الأخضر مع بعض الأعشاب لعلهم يريحوه قليلاً قتذوق عيناه بعض النوم : تلك الفتاة الألمانية هل ما زلت علي علاقة بها ، لم أسمع شئ عنها منذ عدنا .
رعشة تسللت لروحه واهتزت جفونه إثرها وكأنه للتو تذكر أن حبيبته معه بنفس البلد وهو منذ اسبوعين هنا ولم يسمع عنها شئ أو حاول التواصل معها حتي فأخرى كانت تشغل عقله غير تاركة مساحة لأى أحد أخر ،، نظر لوالدته في شرود وصدمة .. صدمة قلقة جعلته ينتفض واقفاً مستشعراً ناقوس الخطر وهو يأخذ معطفه متجهاً خارج المنزل .
قاد سيارته لمنزلها وقلبه يخبره أن هناك شئ سئ يحدث ،، فلميا لم تكن لتتركه إسبوعين كاملين في ألمانيا دون أن تكون فوق رأسه كطفلة متعلقة به ،، حين أتي لألمانيا سمع من الموظفين أنها قدمت استقالتها وتركت العمل ومدير العاملين وافق عليها ،، فكر أن هذا طفولى للغاية وفكر أنها تعاقبه ولكنه آبى ألا يعاقبها لأنها تركت أعماله الذى أمنها عليها وانتظر دخولها من أحد الأبواب عليه كالشعلة كعادتها .. حتي طال الوقت فلم تدخل وتناسي هو أمرها أساساً .
لا تجيب لا تجيب ،، ألقي بالهاتف علي المقعد جواره بغضب قائلاً بغضب : لما لا تجيب .
كان يقود باتجاه شقتها التي تسكنها وحدها ،، ركن سيارته أسفل البناية وصعد لشقتها سريعاً ،، رن الجرس وانتظر ولكن لا مجيب أخذ يضرب علي الباب بيديه بعصبية ولم يحدث شئ ،، تذكر المفتاح الذي تضعه دائماً داخب جرة الورود المجاورة للباب فعبث بها حتي وجده وفتح الباب ،، قابله ظلام دامس أضاء الأنوار فوجد الشقة عبارة عن حطام ،، انتفض قلبه وهو ينادى عليها : لميا ،، لمييييااااا .
لم تكن بالشقة ،، ماذا إن كان أصابها مكروه لم الشقة محطمة هكذا ،، المرآه محطمة وكل شئ ليس بمكانه ،، خرج من الشقة متجهاً للشقة المقابلة لها ،، دق الباب محاولاً الهدوء لتفتح جارتها الباب فسألها بسرعة مرعوباً مخاطباً إياها بالألمانية : أين لميا التي تسكن بتلك الشقة ،، ماذا حدث بتلك الشقة .
تقلبت ملامح المرآة لأخرى متألمة تجيبه بلغتها : المسكينة سمعنا صوت صراخها وتحطيم المنزل قبل خروجها منه وهي تجر حقائبها خلفه ،، كانت عصبية جداً ولم تشئ مساعدتنا وتصرخ بأى شخص يقترب منها وكانت تلعن اسم شخص ما كان اسمه ..
فكرت المرآة قبل أن تكون : هااه تذكرت سفيان يبدو أنه حبيبها لقد كانت تبكى ..
لم يستطع سفيان استماع المزيد فشكرها مقاطعاً ورحل سريعاً .. هي بخير وهذا هو المهم ،، ركب سيارته ملتقطاً هاتفه وأخذ يهاتفها مفكراً أين يجدها الأن ،، بعد عدة مرات متتالية أجابه صوت رجولى قائلاً بخشونة ألمانية : ماذا تريد .
سأل برعب : أين لميا ،، أين هى من أنتَ ؟ .
أتاهُ صوت لميا بعد ذلك .. نبرة مهزومة مبحوحة : ماذا تريد .
تنفس براحة وصوتها يصله قائلاً : حبيبتى أين أنتِ سأجن ظننت أنه حدث لكِ مكروه ،، من هذا الذى أجاب علي هاتفك .
صاحت به : ليس من حقك سؤالى ما عليكَ معرفته فقط أننا انتهينا سفيان وأنتً من أنهيتنا وليس أنا .
لعن يصيح بها بعدم فهم : ما الذى تهذين به أين أنتِ أخبريني ما تلك الضجة التى اسمعها .
أتاهُ صوت هذا الرجل مرة قائلاً : ألم تسمعها قالت انتهيتم حافظ على كرامتك .
صرخ به متسائلاً بعدم تصديق : من أنتَ أيها الحقير .
لم يأتيه رد فصرخ بغضب وهو يتجه لمنزل والديها ،، كيف تفعل بهِ هذا ،، واللعنة عليها كيف تفكر برجل أخر غيره ،، إن كان ما يفكر بهِ صحيح فقط .. ماذا إن كانت بملهي ليلي مع أحدهم .. سيجلبها من شعرها ويربيها حقاً ولكن كيف سيسامح نفسه علي ما تسبب بهِ حينها .
صرخ ضارباً عجلة القيادة وعقله يحترق ،، وصل أخيراً بعد نصف ساعة لمنزل والديها ،، كانت فيلا كبيرة ولكن ما لفت انتباهه انفتاح بابيها والسيارات الكثيرة المصطفة أمام الباب والناس التي تدخل للفيلا بملابس تناسب الحفلات تماماً ،، صف سيارته ودخل للفيلا بقلب وجل مترقب خائف ،، حتي رأى ما خاف أن يحدث ،، وجدها بأبهي حلة عندها بفستان أقل ما يقال عنه أنه فخم للغاية وأمامها في بقعة مسلط الضوء عليها رجل .. رجل غيره يضع خاتمه بأصبعها ،، قبلها بعد ذلك هذا الرجل دون حياء أمام الجميع وهي .. هي كانت مسالمة بين ذراعية .. قبلت أن يلمسها غيره ،، فار دمه بعروقه متجهاً لهم بصدمة .. جذبها من ذراعيها قاطعاً قبلتهم تلك لتشهق لميا بصدمة ،، نظر لها بشراسة ثم التف لهذا الرجل لاكماً إياه بقسوة فوقع أرضاً ولكن سرعان ما وقف لاكماً إياه هو الأخر لتصرخ لميا بخوف ،، تعاركا الإثنان معاً وتدخل الحرس ليكبلانه بعيداً عن صاحب الحفل فكان سيلكمه لولا تدخل لميا قائلة لسفيان : قلت أننا انتهينا أرجوك اذهب من هنا .
صرخ بها بحدة غير عابئاً بهيئته : كيف تفعلين بي هذا ،، أنتِ لى .
اقتربت منه هامسة بلهجة انتقامية رغم حزنها : هذا جزاء عملك يا عزيزى ،، لتحترق كما احترقت أنا هل كنت تظنني غبية كي أصدقك وانت تقول لا ألمسها ،، سأطلقها ،، سنتزوج .. أنتَ .. أنتَ ...
تريد سبه ولكن حقاً لا تستطيع ،، لم يكن موجود أثناء معاناتها في بعده ،، لم يكن موجود وهي تجرح جسدها لعل ألم قلبها يبرد ،، لم يكن موجود وهي تذهب لطبيب نفساني يدعي فيكتور بجنونها وعصبيتها ،، هذا الطبيب الذى أحبها ووقع لها وطلبها للزواج ،، لا تعرف هل أقنعها بتركه ورد الصاع له كجزء من العلاج أو من أجله أنه أحبها ولكنها كانت ضائعة وهو انتشلها من هذا الضياع ،، ارتاحت له وأصبحت أهدى كثيراً عن قبل ،، لقد استطاع إخراجها من هوس يدعي سفيان ولكن ما زال طريقها طويلاً لتنسي حبها .. لقد أقنعها الطبيب بالحقيقة .. لو كان يحبها حباً نقياً لما كان قرر أن يؤلمها . لما استطاع أن يرى دمعه من عينيها كما يفعل هو الأن وهو يسحبها لأحضانه هامساً بلطف : لا تبكي عزيزتي .
ثم أشار للحراس بيديه فأخذوه وهو يصرخ بها ،، رموه خارجاً و أخذو يضربوه كما وصي هذا الطبيب حراسه بإشارة عينيه ،، ركلاتهم كانت تصيبه فيتكور علي ذاته ممسكاً بموضع الألم فيأتيه ألم أخر أشد منه متجدداً حتي غشيت الظلمة عيناه وفقد وعيه .
في حين بالداخل نظرت لميا لفيكتور بتوسل وهي تخبره أن يسحب ما تواصل به مع حراسه قائلة : أرجوك فقط دعه يذهب .
نظر لها بعينيه الحادة فانكمشت بين ذراعيه وهي تسمعه : ماذا أخبرتك يا حبيبتي هاا قلنا لن تفكرى به أو تذكرى اسمه طالما نحن معاً .
دق قلبها بألم وهي تنظر للخارج تعرف أن قصتها مع سفيان انتهت والأن هي في مواجهة قصة أقصر خطورة بدخول فيكتور حياتها ،، هذا الطبيب الوسيم ،، حاد النظرات ،، المبهم والغامض ولكن من ناحية تفوق خيالها الصغير الطفولي .
..............................................
استيقظ بالمشفي متألماً ،، حاول فتح عينيه ولكن لم يستطع فهمس بالاسم الذى لازمه بأحلامه : سبأ .
اقتربت والدته منه برعب صائحة : سفيان يا عمرى هل استيقظت ..
تأوه محركاً جسدها بمحاولة فاشلة لتهرع والدته خارجاً طالبة له الطبيب ،، فحصه الطبيب متأكداً من مؤشراته الحيوية التي عادت مستقرة وأعطاه مسكناً ليتحمل ألام جسده خاصةً ضلع من أضلع صدره المكسورة .
حاول سفيان التحرك فحدثته والدته : حبيبي لا تتحرك الحركة ليست جيدة الأن .
أغمض سفيان عينيه وصورتها تحلق أمامه ،، تلك الصورة التي لازمت عينيه وهو يفقد وعيه معتقداً أنه يموت ،، وكان يود أن تسامحه قبل أن يفعل .. صورة سبأ ،، ربما بعد ما حدث معه لن يفكر بلميا مطلقاً ،، فلقد عرف من والدته أنه نائم منذ يومين ولميا لم تحاول الاطمئنان حتي .
تحدثت والدته بهدوء : سفيان هناك شرطة تريد التحدث معك هل تقدر يا بنى .
أومأ لها وعند دخول الشرطة لم يقل شئ مفيداً ،، لم يدلل بشهادته عن من فضلته عليه ،، لأنه يستحق ما حدث وقد اتخذ هذا عقاباً لنفسه .
خرجت الشرطة مقفلة المحضر بعد أن تأيد ضد مجهول لتسأل والدته بقلق : من فعل بكَ هذا سفيان .
أخبرها بكل شئ لتلطم صدرها صائحة : لا أعرف لما تمسكك بتلك الفتاة ،، تلك الألمانية التي لا علي ديننا ولا عادتنا ،، لديك زوجة مثل القمر كانت تتمني رضاك وأنتَ تلهو خلف ألمانية كافرة .
صاح بها متألماً : أمي أرجوكِ .
لم يكن يستطيع السماع ،، يكفيه قلبه المعذب ،، لا يحتاج لأحد أن يزيد من عذابه بتأنيب ضميره .
...........................................
غبية هي ،، كيف تسمح لنفسها بالوقوع أمامه هكذا ،، لا هو لم يفهم شئ ،، أراحت ذاتها متخذة خطوتها التالية معاودة الإتصال به فهي ستنهي تلك المهزلة الأن ومشاعرها تلك تعرف كيف السيطرة عليها ،، أول شئ عليها التخلص منه ،، أجابها فوراً قائلاً : هل حدث شئ .
أخبرته بحيادية : زواج راما بعد أسبوعين عليكَ أن تأتي لنفاتح عائلتي بموضوع الطلاق ونتطلق لقد طالت تلكَ العلاقة التي لا معني لها كثيراً .
تنهد بعمق ولا يعرف كيف سيبدأ رحلته معها ولكن ما يعرفه أن الطلاق لن يكون موجود بقاموس رحلته القادمة معها ،، لقد تعذب حقاً مفتقداً إياها بأبشع الطرق ،، مفتقداً روحها الحيوية .. مفتقداً للبهجة التي تنثرها حولها ومفتقداً لمحاولاتها للتقرب منه لمحاولاتها للوصول بهم لعلاقة سوية ،، لقد تعذب كلما تذكر نظرات عينيها المذبوحة منه .. كلما تذكر كيف وضعت يديها علي أذنيها لا تريد سماع المزيد من سمه ... أدرك كم كان غبياً أنانياً حتي في الدفاع عن نفسه ظناً أنها ستتفهمه ،، هو لم يكن يفهم نفسه .. مشاعره وأحاسيسه تجاهها ولكن الأن بات يفهم جيداً بعد أن تمني أن يرى طيفها واقعاً وليس حلماً ولم يستطع وبعد أن تمني لليال طويلة أن يسمع صوتها ومنعته نبرتها وهي تخبره أنها لم تعد تطيقه فيشعر بالخجل والذنب يعتمران صدره .. أجابها في النهاية قاطعاً عليها أى تأمل : سأتي يا سبأ ،، تصبحين علي خير ،، اهتمي بصحتك ولا تتعبي نفسك بالعمل .
أقفل الهاتف ونظرت له هي بعدم تصديق فهل هو حدثها بكل هذا اللطف ،، هل سفيان من يهتم ويفكر بصحتها .. سبته مفكرة أنه يُلين الأوضاع قبل نزوله ليحصل عليها مجدداً ثم يطلقها ويرحل ولكن بأحلامها أن يمس ظافر منها حتي بعد الأن .
............................................
إن وصفنا زهرة النيسان .. زهرة الربيع من تمتلك من التميز أبلغه ومن البشاشة أوسعه ،، من تمتلك طموحاً وفرحاً وبهجة تنثرها حولها كالربيع التي ولدت به ستكون هي راما بلا شك .. راما الطفولية الصغيرة المرحة التي وقع في حبها رجل سيبلغ الثلاثين له قريباً ،، يكبرها نعم ولكنه يظل يراها امرآه ستغنيه عن الكون أجمع ،، فهو راكان الحُميدى ملك الجمود بعائلته تسحره فتاة بعمر الثامنة عشر منذ الوهلة الأولى ولقد صمم منذ ذلك الوقت أنها له ولقد حقق هذا .
أغنية طلى بالأبيض يا زهرة نيسان ،، كانت وصف كامل لصغيرته راما ،، هو الذي أختارها لها مرسلاً لها رسائل أهمها أنها ستكون ربيع حياته منذ الأن ... كانت تتقدم له وهي تتعلق بيدي والدها كطفلة رغم ملامحها الصارخة بالأنوثة والجمال والحياء الذي سيأكل قلبه من كثرته .
استقبلها راكان وحدها ،، لم يكن يرى غيرها بكل المكان ،، حتي لم ينظر في عينين دياب وهو يستلمها منه حاوط وجهها هاززاً إياه برفق قائلاً بولع :
وأخيراً يا وردتي وأخيراً .
وأخيراً يا وردتي وأخيراً .
لنتحدث عن راما كانت كطائر مبلول أسفل المطر في فصل الشتاء ،، قلبها يقرع كالطبول لا تصدق أنها تركت يد والدها ليمسك هو يديها تدعو الله أن لا يخذلها بهِ أبداً وأن يحتويها كما يفعل دائماً بصبر فهي تعرف نفسها بكل السيئات التى بها .
.......................................
ملتقي العشاق كان حيث فرح راما وراكان ،، فأخيراً رأى دوروك مشعلة قلبه هيا ،، رغم أنه كان يستطيع رؤيتها بأى مكان إلا أنه قرر ألا يحوم حولها ويصبح ناضجاً من أجلها رغم انه سيعود لعدم نضجه هذا ما إن يتزوجها ،، فالمرح والمغامرة يجريان بدمه .
نعم لقد أيقن أن صاحبة الشعر البرتقالي .. مالكة قلبه لا بد أن تكون جزء من حياته قريباً .
..........................................
اقتربت رسيل من مالك قائلة : مالك تعالى لأعرفك علي جديكَ وخالاتك .
قطب حاجبيه قائلاً : أى جد وأى خالات هؤلاء.
نظرت له بابتسامة قائلة : عائلتي ،، ألست أنا في مقام والدتك ،، أى أنكَ تعتبر ابني بالنسبة لهم .
رأت لمحة من الحزن بعينيه قبل أن يهتف بجمود : لستِ والدتى وهم ..
قاطعته بمرح وهي تسحبه من ذراعه : حسناً لتراهم أولاً ثم لتقرر .
اتجهت به لطاولة والديها رغم تأففه منزعجاً لتجلس وهو جوارها بينها وبين حورية فقالت رسيل : مالك جاء ليعرفكم بنفسه .
نظر لها بضيق ثم نظر لحورية التى قالت : ما شاء الله يا حبيبي أنظر له دياب انه وسيم للغاية .
خجل مالك ولان قلبه لحورية قائلاً : شكراً لكِ خالتى أنتِ أيضاً جميلة جداً .
ضحكت حورية باستمتاع مخبره إياه : والله إنكَ سكر لتعتبرني بالفعل خالتك ،، لا أريد سماع لقب جدتى مطلقاً والله ما زلت صغيرة هؤلاء البنات هن من يكبرنني .
نظر لرسيل مستفسراً لتقول له : هذه حورية والدتي وهذا أبي دياب .
تحدث دياب قائلاً : أهلاً بكَ يا صغيرى ،، هل أعجبتك زوجتي .
ضحكت حورية علي خجله قائلة لدياب : لا تحرج الفتي .
قال مالك بقوة منغاظاً : أنا لست محرجاً ،، نعم زوجتك جميلة .
ابتسمت رسيل واضحك دياب قائلاً : إذاً يا مالك أخبرني هل تعاملكَ رسيل جيداً .
نظر لرسيل مدركاً أنها تعامله كابنها وأكثر ولكنه ليس متقبلاً إياه بعد ،، لذا قال بضيق : نعم .
أخذَ دياب يسايره برغبة في جعله يتفاعل معهم : إذا ضايقتك في يوم أخبرني أنا والدها و ..
قال مالك بقوة قبل أن يتركهم ويرحل : سأشتكي لأبي حينها .
نظرت رسيل لأبيها : بابا اعذره ما زال لم يتقبل فكرة وجودى بحياته .
نظر لها قائلاً : أتفهم هذا ،، فقط هل أنتِ مرتاحة وعلاقتك بصهيب لا تتأثر صحيح .
نفت قائلة بحب : لا نحن بخير وهو يساعدني كثيراً لجعل مالك يحبني .
أومأ قائلاً براحة : جيد .
تركتهم وعادت تجلس جوار مالك قائلة : سأخاصمك لما فعلته .
قال بعناد وهو ينظر لها بطرف عينيه : لا يهمني .
رفعت حاجبيها قائلة : هكذا إذاً حسناً سنرى يا أستاذ مالك .
...........................................
منذ أربع ساعات ،، تأنقت لورين علي أكمل وجه مرتدية فستات وردى اللون بجزء لامع علي صدريه ،، وضعت مكياجها وخاصةً أحمر شافهها أحمر اللون الذى يبرز جمال ملامحها بشدة وخرجت لديم بحماس جاهزة .
رائعة .. خلابة .. تخطف الأنفاس وخاصةً أنفاسه التي خطفتها للتو بجمالها هذا ماذا يفعل هل يحبسها بالغرفة للأبد حتي لا يراها غيره ،، يجن حين يفكر أن أحد ينظر لها ويشعر بما يشعر به هو ولكن علي جثته إن خرجت بهذا الفستان والذى استقر علي مقدمة صدرها عارى الكتفين وجزءاً من ظهرها مكشوف ،، كل هذا المكشوف من حقه وحده ،، كان جالساً علي الأريكة وهو يخبرها بضيق : هل أنتِ مصممة علي أم تجننيني .
إن كان قالها بعبث لعرفت أنه يقصد تدليللها ومعاكستها ولكنه قالها بضيق لتتسائل : ماذا حدث الأن .
أرجع جسده للخلف ورأسه كذلك علي الأريكة قائلاً وهو يغمض عينيه : لن تخرجي بهذا الفستان ،، ولا وقت للنقاش لذا اذهبي وغيريه .
صرخت وقد فاض بها ،، كل يوم ترتدى علي مزاج سعادته لأنه يغير وهذا الفستان هي تحبه بشدة : سأغير خزانة ملابس كلها هكذا .
حتي صراخها ناعماً مثلها مبحوحاً لأنها لم تعتد أن يعلو صوتها ولكنه يظل صراخ ،، فتح عينيه فوراً ووقف متجهاً لهة بغضب قائلاً : سيسعدني تغيير خزانة ملابسك كلها .
ثم ضرب بيديه علي صدرها وبالأخرى علي ظهرها صائحاً فارتجفت بين يديه : لمَ ليرى الجميع هذا هااا ،، واللعنه لما تحبين عرض جسدك .
نظرت له بصدمة وبعض الخوف من ملامحه الغاضبة ،، تذكرت نظراته ذلك اليوم حين حبسها بسيارته وهو يتهمها بالخيانة مقتلعاً شعرها من جذوره رغم غياب وعيه عنه في هذا الوقت ولكن ملامحه الغاضبة تكررت مرة أخرى بنفس الهيئة المخيفة وتواً لاحظت سواد عينيه القاتم ،، صمتت فأكمل هو بنفس وتيرته قائلاً : وأه انا زوجتي لا ترفع صوتها علي .
عضت شفتيها من الداخل وهي تكتم غيظاً بداخلها لا تود الصراخ فقط ولكنها تود إخباره أنها لا تعرض جسدها فهي لم تظن يوماً أن أحداً سينظر لها علي هذا الأساس ،، ولكنه محق هي لن تدخل داخل عقل كل من يراها وتعرف بما يفكر وهو يراها هكذا ،، طال صمتها وتفكيرها حتي شهقت وهو يجذب وجهها له ملتقطاً شفتيها بقبلة عنيفة لم تستطع مسايرته بها حتي تركها تلهس فقال بغيرة : وأحمر الشفاه هذا مبالغ به ضعي شيئاً هادئاً أو لا تضعي أساساً .
كانت ستغادر دون قول كلمة ليجذب ذراعها له مجدداً وحاوط خصرها يخبرها بينما يلعب بخصلاها : أنتِ أساساً جميلة سبحان الله ،، لذا فستان مغلق أو تخفيف بعض المكياج لن يجعلوكى بشعة .
نظرت له محاولة الهدوء قبل أن تقول : حسناً .
_ حسناً فقط .
شاكسها لتخبره وهي تتملص منه : أنا متضايقة اتركنى وأذهب لتمسح أحمر الشفاه من علي شفتيك .
شاكسها لتخبره وهي تتملص منه : أنا متضايقة اتركنى وأذهب لتمسح أحمر الشفاه من علي شفتيك .
تركته وذهبت ليناديها صائحاً : صحيح اللون الوردى لا يليق بكِ أنتِ يليق بكِ الأخضر والنبيذى .
ضحك وهو يتخيلها فستاناً نبيذي اللون يحاوط بشرتها البرونزية ستكون آية في الروعة ولكن هذا سيحدث له فقط بداخل تلك الغرفة فقط .
بعد قليل خرجت له ،، بدلت الفستان بأخر أخضر اللون كما قال بأكمام ورقبة ولكنه ضيق قليلاً ويتسع من أسفل فقالت بسرعة : ليس لدى فستان بأكمام غيره وهو ليس ضيقاً جداً وسأخرج به .. ثم لماذا لم تمسح فمك .
ضحك يخبرها بغيظ : تعالى وامسحيه .
وقفت أمام مرآتها تلتقط مناديل وذهبت لتجلس جواره وأخذت تمسح فمه وهو يشاكسها به فهمست : أنتَ طفل يا ديم .
..............................................
يتبع