الفصل الثامن عشر - بنات حورية
الفصل الثامن عشر
داخلى يرتجف خوفاً فطمأني .
كيف وأحتاج من يبثني إياها .
مُد لى يد العون فأنقذني .
كيف ويدى في الوحل ستغرقكِ .
كيف وأحتاج من يبثني إياها .
مُد لى يد العون فأنقذني .
كيف ويدى في الوحل ستغرقكِ .
ما إن وصل لألمانيا منذ أسبوع حتي اتجه لمنزله ،، سيرتاح قليلاً ثم سيذهب لعمله ،، نصف ساعة في منزله تماماً استحم بها وغير ثيابها وكان سيحضر قهوة يشربها حتي رن جرس منزله وكانت لميا .
نظر لها بعاطفة يشوبها حرجاً جاماً هو بذاته لا يعرف أى دائرة وضع نفسه بها ،، ألقت بجسدها عليه تحتضنه ليبعد يديها محذراً : لميا .
كانت عينيها مملوئة بدموعها فمسحتها قائلة ،، لطالما تمسك بعاداته ولم يكن يقربها جسدياً أبداً : حسناً ابتعدت ،، اشتقت لكَ جداً .
عبث بشعرها البني وهو يدعوها للدخول ،، كانت كطفلة بملامحها الرقيقة بعينين عسليتين وشعر بنفس لونها ،، شعرها طويل يصل لخصرها ولكن رغماً عنه وجد ذاته يفقد شغفه به متذكراً خصلات حمراء برائحة النعناع تجننه كلما رآها ،، أفاق من شروده علي حديثها وهي تقول بيأس : ألم تشتاق لى .
نظر لها بعمق لثوانٍ مفكراً ،، وهي أمامه الان يريد الاستمتاع بشدة بتواجدها حول بروحها المشاكسة التي جننته عليها دائماً ،، ولكن هل كان يتذكرها حتي وسبأ داخل محيطة كما يتذكر سبأ الأن ،، ربما كان يتذكرها وضميره يحرقه فقط ،، تحدث بصدق : بالتأكيد فعلت يا صغيرتي .
ابتسمت بتشكك وهي تستمع لصوت ماكينة القهوة تنهي عملها ،، لتقف مبتسمة قائلة بحماس : هل كنت ستشرب قهوة هل نشربها معاً .
أومأ لها بهدوء معطياً إياها ابتسامة وملامح محبة لتصب القهوة وتعود له ،، جلست جواره علي نفس الأريكة فسبقها بحديثه : كيف حالك حبيبتي .
انشرح صدرها بمجرد السؤال ولفظ التحبب لتجيبه : بخير لأنك أتيت لا تعرف كيف تكون أيامي وأنتَ هناك .
وصمتت تقول بانكسار مع دموعها : معها .
همس باسمها لتسأله بترجي : متي سينتهي هذا ،، متي ستعود لى .
كوب وجهها بين كفيه لتقبل باطن كفه بتألم ،، ترجاها قائلاً : اهدئي أرجوكي ،، ألم أخبركى أنها وصية جدى .
مجدداً يتحجج بأمر تلك الوصية ،، فجُنت تدفع يديه قائلة وهي تقف صارخة : أنا لا أصدقك أحاول أن أكون هادئة كي لا أخسرك ولكنك تتسرب من بين يدي ،، هل تراني عمياء لا ألاحظ مكالماتك التي انعدمت لى ،، وكلماتك المقتطبة التي تحدثني بها كلما اتصلت بك ، هل تخشي علي مشاعرها واللعنة هل تعرف زوجتك المصون أنك تنوى تطليقها بعد ستة أشهر أم أن هذه المعلومة الكاذبة لى أنا لكى أصمت بها .
ثم راحت تتنفس بسرعة وهي تهمس بصدمة من فكرة كانت تقتلها يومياً : هل زواجكم سورياً حتي كما أخبرتني .
بينما يراها بتلك الحالة المتسبب هو بها نزلت دموعه بقهر ،، لقد انفلتت الأمور من بين يديه ،، كيف يواسيها لا يعلم ولكنه عجباً تحدث بأخر شئ قد يقال في هذا الوقت : لا لم يعد كذلك .
شهقت تمسك قلبها بألم هامسة : لقد خنتني .
وأصبحت تهذى بعد ذلك : بعتني ،، لقد أحرقت قلبى يا حقير ،، واللعنة أنا أحببتك ،، أعطيتك قلبي ،، أعطيتك كل شئ لماذا هل أحببتها .
نفي بصمت ،، نفي حبه لسبأ فما يجمعه بها كما قالت سبأ رغبة فقط ،، هو يرغب بسبأ ولكن قلبه هنا مع لميا ،، حاوط وجهها مجدداً لتضربهم بعنف مبتعدة عنه ليجذبها مجدداً قسراً : سامحيني أنا رجل بالنهاية ،، أسف لم أفي بوعدي وهي امرآه ولم أتمالك نفسي ولكنني أقسم بالله أحبك أنتِ سأفي بوعدى أقسم لكِ فقد كم شهر وأطلقها .
ضربت علي صدره مذبوحة : خنتني خنتني .
ابتعد عنها يضرب يديه بزجاج الطاولة حتي تكسرت وهو يذأر بشراسة لاعناً اليوم الذى عاد فيه لمصر ورآها ،، اقتربت لميا منه قائلة ببكاء تصرخ بعد أن جرحت يديه : انتبه ! .
أمسكت يديه تجذبه ليجلس ليسحب يديه قائلاً بندم : أنا حقير كما قلتي وأناني ووغد ولا أستحقك ،، اذهبي لميا عاقبيني واذبحيني كما ذبحتك ولكنني أسف ، أسف جداً .
عالجت يديه بدموعها تهمس : ولكنني أحبك .
أبدت تمسكاً به قبل أن تغادره وهي تقول : سأنتظر ستة أشهر فقط لا غير إن لم تفي بوعدك سفيان سأهدم كل شئ علي رأسك .
مسحت دموعها بعنف وخرجت من عنده ،، ورغبة عارمة تقول لها حطميه كما فعل ولكنها الحمقاء تحبه ،، كانت يومياً تلتصق به ،، لم تفوت يوماً إلا وكانت جواره في العمل تشبع ذاتها وقلبها منه ،، وجن جنونها حين علمت أنه سيسافر ليحضر رسالتها ،، واجهته حينها : لن تسافر أثبت لي حبك الأن سفيان لن تسافر .
ولكنه تشتت بينهم فقد وعد سبأ أن يحضر ولكن لميا لم تكن لتنتظر قراره فقد وضعت له منوماً في الطعام الذى أعدته له مساء اليوم الذي كان سيسافر صباح اليوم التالى مبكراً ليلحق بزوجته وهي تناقش رسالتها .
...........................................
ما إن سمع الجميع بالخبر .. حتي وأصابتهم صاعقة ،، رغماً عن قسوة بقلب الأخت الكبيرة أطلقت صيحة فرح وهي تزغرط بحمد وشكر فهي لم تشترك بالجريمة التي ارتكبها أهلها بحق أختها الصغرى _ بيسان _ ،، كما وظل الجد صامتاً وملامحه أبت الاعتراف بما يدور بداخله فالندم كان يتآكله حياً بما فعله بها ظلماً وكذلك كان حال الأخ الكبير .. أما والدته فتسارع نبضها لصغيرتها وقالت بصدمة : أريد رؤية ابنتي لما لم تأتي معك .
نظر لهم جميعا واستشف شيئاً واحداً من ملامحهم وهو الثقل الذي حُمل من على صدورهم بعد ندم لما فعلوه ظلماً : بيسان لن تخطو تلك البلدة مجدداً ،، وهي الأن آمنة وسالمة بمنزل زوجها .
هتف الجد مزمجراً : ماذا .
نظر صهيب له بمعني ،، ماذا ؟؟ ماذا من الممكن أن تقول قائلاً : لم نخبركم يا جدى وهل كنتم تنتظرون خبر ،، هل سمعتم لها وهي تبكي قائلة ليس لي ذنب .
نظر لجده : يا جدى !!
ثم لأخيه قائلاً بعذاب : يا أخي !! .
ثم لأخيه قائلاً بعذاب : يا أخي !! .
ترك أخيه المكان ورحل غير متحملاً والذكرى تنهش روحه ولكن جده الصلب لم يكن ليتأثر بينما هتفت والدته : سأتي معك لأرى ابنتي .
_ أساساً أريدكم معي وأنا أطلب رسيل ،، جدى هل ستأتي .
نفي جده قائلاً : لا ليذهبا والدتك و أخيك معك وأنا سانتظر الموعد هنا لتجهيز كل شئ ،، يا حجة ليتم كل شئ بخير .
انهي جده حديثه وتركهم وطلب صهيب من والدته بلطف : تجهزو أريد العودة اليوم .
_ أعطنا وقت بني لنجهز ما سندخل بهِ علي عروسك .
تلاعبت به وهي تهتف ليجز علي أسنانه بضيق : أمي ليس هناك داعي لما تفعلوه ،، لا أريدكم أن تجهزو أى شئ فقط أريدكم وأنا أعرف ماذا سأخذ معي .
نفي جده قائلاً : لا ليذهبا والدتك و أخيك معك وأنا سانتظر الموعد هنا لتجهيز كل شئ ،، يا حجة ليتم كل شئ بخير .
انهي جده حديثه وتركهم وطلب صهيب من والدته بلطف : تجهزو أريد العودة اليوم .
_ أعطنا وقت بني لنجهز ما سندخل بهِ علي عروسك .
تلاعبت به وهي تهتف ليجز علي أسنانه بضيق : أمي ليس هناك داعي لما تفعلوه ،، لا أريدكم أن تجهزو أى شئ فقط أريدكم وأنا أعرف ماذا سأخذ معي .
...........................................
حقاً لم تكن في قمة سعادتها وأبيها يسألها اليوم سبب تغيب سفيان بعد انتهاء مناقشتها لرسالتها فأخبرته بالرسالة التي أرسلها سفيان وهي داخل القاعة حيث كان هاتفها مغلق حينها يقول أنه حصل عطل بالرحلة خاصته وسيأتي بالرحلة التالية لها ،، كانت صادقة فلم يشك دياب بشئ إذ أنها هي أيضاً لم تشك بشئ .
لقد انتقلت والدته لمنزلها وصدقاً ورغم أنها امرأة طيبة لا تشعر بالراحة والهدوء فدائماً تكون محرجة وعلي غير طبيعتها في تواجدها،، تود أن تكون بمفردها معه ،، ولكن أين ستذهب المرأة وليست لديها إلا ابنها ،، ما إن دخلو اامنزل حتي تحدثت سبأ بهدوء : أنا سأذهب لأرتاح قليلاً تريدين شيئاً مني .
تحدثت السيدة بحرج من ابنها ولكنها تأمل أن يعود لرشده قريباً : اذهبي يا ابنتي .
راقبتها بعد ذلك ،، مشفقة عليها ولكنها تأمل أن تكون سبأ سبباً في قطع كل صلته ببلاد الغرب تعلم كل شئ وتتمنى أن يجد ابنها الطريق الصحيح قبل فوات الأوان فحين واجهته بأنه يخطئ من الزواج بسبأ كان هو عكسها متمسكاً بشدة بها ورأت في عينيه تملك غريب تجاهها فعرفت أنه مهما حدث سفيان لن يتخلى عن سبأ أبداً ولكن ترجو ألا يصلا لتلك المرحلة ليكون مجبراً علي التخلى عنها .
خرجت سبأ من الحمام تجفف شعرها ،، نامت على السرير بإرهاق وتركت نفسها للنوم بدلاً من التفكير في الضيق المسيطر عليها بعدم حضوره .
..........................................
الهدوء والسلام التي تشعر بهم لا يمكن وصفهما ابداً وهي بين ذراعيه ،، ديم شخص رائع يمكنها أن تبقي حياتها كلها علي تلك الأريكة بين ذراعيه ،، حيث يجلس وهي بين قدميه تستند علي صدره ويحاوط هو خصرها يتناولا بعض المكسرات ويشاهدان فيلماً سوياً وبين الحين والأخر يخبرها كم يعشقها ويذوب بتفاصيلها وتجيبه بكم تحبه وتحب غمازات وجنتيه وتحب ذقنه البنية الخفيفة ،، يتغازلان كما لوحين سكر متعانقان بكوب عصير .
كان يداعب فخذها بحركات وهمية بأصابعه بعد سحب فستانها لأعلى قدميها بعبث ،، كان سيتمادى بوقاحة حين استمعا معاً لرنين جرس المنزل لتضيق لورين حاجبيها تسأله : هل ننتظر أحداً .
تنهد بضيق قائلاً : لا أعرف سأفتح .
اتجه للباب وهى خلفه في ترقب ليفتحه فتفاجأ محملقة بذهول في الشخص الواقف علي الباب والذى لم يكن إلا ديما .
نظر ديم للورين ليراقب ملامحها ولكم كان ممتناً من هدوئها هذا الذي يسهل التفاهم فيما بعد وهي تهتف : ديما ماذا ،، ماذا تفعلين هنا ؟ .
تلجلجت ديما بحرج وهي واقفة علي الباب لتحثها لورين علي الدخول ،، ثم نظرت لديم قائلة بغيرة : ستفسر لي ! .
ضحك مستلذاً بحلاوتها متتبعاً خطواتهم ،، بدأت ديما الحديث بحرج : عندما علمت أنكم هنا قلت لأتي وأهنأكم وجلبت بعض الحلوى .
تسائل ديم : هل هي من صنعك .
أومأت ديما تعض شفتيها ليتحدث بحماس : أعطني إذاً ،، لورين ديما طاهية حلوى ممتازة .
فتح العلبة بالفعل يأكل من معجنات القرفة والشيكولاتة بتلذذ ،، لطالما أحب حلواها وبما أن لم يعد هناك ضغينة بينهم فلم يمانع أن يأكل ويستلذ بها الأن في حين هتفت لورين : شكراً لكِ .
وقفت قائلة بامتنان : أسفة إذا أزعجتكم أحببت أن أبارك فقط وأن أشكرك ،، أنا متشكرة جداً لك لما فعلته معي أنا وعائلتي .
لم تقول لم تكن تستطع إخراج اسمه من بين شفتيها بعد كل ما مرت به وهي تخرج فسبقتها لورين بود : لو تبقي قليلاً لم تجلسي .
ولكنها رفضت بأدب وخرجت وقبل خروجها حدثها ديم " ديما لا تتردى باللجوء إلي أبداً إن مسكم أى سوء " وكم كانت ممتنة له وهي تشعر به حامي لها ،، تمشت قليلاً حتي وجدت تاكسي لتوفقه ،، أملته العنوان ولكنه تحدث بصوت تعرفه جيداً زعزع كل دوافعها وجعلها هلعة تريد الفرار وأوقف شعر جسدها بخوف فتألم قلبها فأمسكته بوجع ودموعها تتسابق لعينيها : ما رأيك أن أخذكِ أنا للعنوان الذى أريده .
نظر لها بشراسة تشهق بسرعة نافية برأسها بعنف ودموعها هطلت بغزارة علي وجهها مرعوبة وخائفة جداً منه فجز علي أسنانه وهو يشعل المقود لينطلق بالسيارة ،، لتعرف هي أن قصتها مع هذا الوحش لم تنتهي ويبدو أنها لن تنتهي .
بعد أن غادرت ديما نظرت له رافعة حاجبها الأيسر في حركة تستطيع فعلها وتغيظه بها ليجذبها من ذراعها مجلساً إياها أمامه بدلاً من وقفة ناظرة المدرسة تلك ليخبرها : والدة ديما لبنانية الأصل ولكن والدها مصرى ،، لم يكن يعلم أى شخص تلك المعلومة ،، لذا ساعدتها هي وعائلتها علي السفر لإيطاليا في بادئ الأمر ،، أبقيتهم بفندق هناك أسبوع قبل أن أزور لهم جوازات سفر بأسماء مستعارة ومن إيطاليا جائوا للبنان .
رفع كتفيه قائلاً : هذا هو الوضع ،، وجدى أمجد يساعدها هنا أمنتها عليه ووضعتها بحمايته .
تسائلت بشفقة : ولكن ألن يجدها ،، هل أنتَ متأكد .
تنهد ديم بضيق يشرد بعيداً : كنت متأكد قبل زيارته لى ،، هذا الحقير مهووس بها لذا سيفعل أى شئ ليجدها ،، نحن لندعو أن يحدث لها الأفضل وكل خير فقط .
قالت بهمس ثم بتساؤل : آمين ،، ولكن أخبرني كيف زورت الجوازات وتلك الأمور .
ضحك يقول : كنت أود أن أقول ألا تستهيني بزوجك ولكنها معارف حماكِ الطائلة هو توسط لكل شئ .
..............................................
دخل غرفتها بهدوء مرهقاً كما باتت العادة ،، أفعاله الذي وضع نفسه بها تأكل جزءاً من روحه ببطئ فيشعر بالظلام أكثر وأكثر يشده ،، مرهقاً من محاضرة ألقتها والدته علي مسامعه منذ قليل وهي تنهره علي عدم مجيئه وتنهره ليترك تلك الألمانية التي تسلب عقله ،، تخبره أن لديه سبأ رائعة بل وأكثر من الروعة يمكنه أن يضمها في عائلة سعيدة وينسي الأخرى وبلاد الغرب تلك ،، وجدها نائمة متلحفة بغطاء وذراعها العارى ظاهراً من فوقه ،، تنهد بحسرة رامياً معطفه وجاكيته واتبعهم بقميصه علي الاريكة ثم اتجه للحمام أخذ حماماً دافئاً قبل أن يخرج مستلقياً جوراها بهدوء عارى الصدر شعره مبتل ،، صداع رهيب يكاد يفتك برأسه .
تململت بجواره ،، فتحت عينيها بين اللاوعي واليقظة لتلمحه ،، انتفضت بهدوء من خضتها ثم نظرت له هامسة بقلق وهي تراه يضع يديه علي رأسه وعينيه يدلكهم برفق : سفيان .
يا رب الكون من نبرتها الرقيقة القلقة والتي لا يستحقها منه أبداً ،، أبعد يديه عن عينيه ينظر لها بشرود لتسأله بقلق أكبر : هل أنتَ بخير .
شارداً بها قال بذنب : أسف ،، أسف جداً .
ابتسمت بزيف قائلة غير واعية أنه يعتذر عن شئ أكبر من عدم حضوره اليوم : لا عليك ما زالت هناك الدكتوراة .
ابتسم بفخر قائلاً : كيف كان يومك هل أبليتِ حسناً .
أومأت له قائلة : تبدو مرهق هل أصنع لكَ فنجان قهوة وأجهز الطعام .
عبث بخصلاتها برفق نافياً : ويبدو أنكِ مرهقة أكثر ،، اكملى نومك وحين نصحو سأجهز أنا الطعام ما زال هنا وصفات كثيرة لم تتذوقيها .
ضحكت متوسدة صدره بعفوية فتجمد هو يبعد يديه عنها بتجلد فتحدثت برقة : لما لا تصفي عملك بألمانيا وتفتح مطعم هنا .
صدمه تفكيرها : ماذا كيف فكرتِ هكذا .
رفعت رأسها له تستند علي صدره : أسنمضي حياتنا كلها هكذا وأنتَ بين ألمانيا وهنا ،، أنا يستحيل أن أترك مصر وأستقر بألمانيا معك لا أستطيع مفارقة عائلتي أبداً لذا أظن سيكون مناسباً إذا أنهيت عملك هناك وبدأته هنا من جديد ،، وجائت فكرة المطعم لأنني أعلم من الصعب أن تبني شركتك هنا مجدداً .
ثم تابعت بشغف : وأساساً لديك شغف بالطهو .
تنهد قائلاً : سأفكر بالأمر .
قالت محذرة بمرح : ولكن عدني انكَ ستفكر بجدية .
عند قول وعد صاح بحدة قليلاً : سبأ أنا متعب وأريد النوم .
انكمشت ملامحها قليلاً متأثرة فابتلعت غصة تكونت بحلقها قائلة وهي تبتعد عنه : حسناً فلتنم .
أعطاها ظهره لتفعل المثل بينما وضع هو كفه بداخل فمه بغضب يضغط عليه قبل أن يشعر بانسحابها من جواره ومن الغرفة بأكملها .
..........................................
لم توافق بيسان علي رؤية أهلها وهي تنهار باكية بأحضان إسلام الذى تحدث لصهيب في الهاتف بأسف : أسف صهيب ولكن لن أجبرها .
تنهد صهيب بعد ذلك وأخبر والدته وأخوه لتصمم والدته قائلة : لنذهب لها نحن .
ورفض صهيب حينها : لا أرجوكي صدقيني حالتها لا تحتمل حينما تكون مستعدة ستأتي وتريها ثم ستريها بمراسم عرسي عما قريب .
وبالحديث عن العرس بعد ذلك ،، أخذ صهيب من دياب موعد ليأتي مع عائلته وقد تم بالفعل وبينما يدخل هو بهندامه البراق من قميص قطني أبيض وبنطال كحلى لامع قليلاً يحمل بيديه باقة ورود كبيرة وعلبة شيكولاتة فخمة كان من خلفه أخوه بجلبابه وعبايته المفتوحة من فوقه وعمة بيضاء علي رأسه وأمه بعبائتها السوداء ولفة طرحتها التي تدلى من أسفلها ضفيرتين طويلتين وقرط غليظ يتدلى من أذنيها ،، ودهب بالغ وكأنها تسير بمحل صيغة كاملاً .
دعاهم دياب باحترام وحورية من خلفه كطفل خائف على صغيرتها خاصةً بعد أن حكت لهم عن بداية معرفتها بصهيب وأن عائلته من هذا النوع الرجعي ،، لقد ثارت حورية بخوف وكذلك دب القلق لقلب دياب ولكن رسيل أخبرتهم أنها لن تتزوجه بدون موافقة عائلته لذا إن أتي بعائلته فهي موافقة .
جلس دياب متحدثاً : أنرتنا بيتنا يا صهيب أنتَ وعائلتك الكريمة .
وكذلك فعلت حورية باثة كل المشاعر الرحبة التي بصدرها لمن ستكون حماة ابنتها إذا تم الأمر قائلة رغم خوفها من ملامح تلك المرأة : أنرتي يا حجة .
دخلت رسيل ترتعش وسبأ وجيلان من خلفها ،، لقد دعتهم ليدعموها ويكونو جوارها ،، قدمت للجميع القهوة ولحماتها المصون بعد ذلك فرأت نظراتها المنفحصة لها بجمود لتبستم لها بتوتر ثم وأخيراًصهيب الذي قال ببشاشة : تسلم يديكِ .
أرسل لقلبها الراحة فوراً ببسمته وملامحه الراضية المحبة التي يرمقها بها وهو يتحدث لعمه دياب : عمي دياب لقد جئت ومعي أمي وأخي فقط ،، ولكن جدى لم يكن ليقدر علي السفر .
قبل أن يجيب دياب أجابت والدته : أولسنا كافين نحن .
تحدثت حورية بنفى : أنتِ البركة يا حجة .
تحدث دياب بعد ذلك بنبرة جامدة : لم نكن لنعترض يا بني ،، كفيتو ووفيتو أهم شئ القبول .
نظر صهيب لأخيه فتحدث : اسمح لنا فقد جئنا طالبين يد بنيتكم لولدنا صهيب .
نظر دياب لابنته يسألها قرارها رغم معرفته ،، فرسيل رغم تخوفها إلا أنها قادرة علي مجابهة أى عوائق نفسية تأتى من جهة عائلته فهمت هى بخجل : ما تراه يا أبى .
قال دياب متنهداً ناظراً لبسمة صهيب العاشفة لابنته قائلاً : على بركة الله لنقرأ الفاتحة ولكن قبل ذلك ستعدنى أنكَ ستحفظ ابنتى من كل شر .
قال صهيب بسرور صادقاً : افدي الطبيبة بروحى يا عمى .
تدرجت وجنتيها بسعادة قاطعتها والدته قائلة : ولكن قبل ذلك لنتفق علي أمور هذا الزواج .
تحرك فكه بتوتر قائلاً : أمي أنا ورسيل سنتفق علي كل شئ معاً فيما بعد .
لم تعيره اهتماماً قائلة بجدية : أتحدث عن العرس سيكون عرس ولدى بالبلدة عندنا .
نظرت رسيل لصهيب بذهول نافية ليحرك رأسه مستعطفاً إياها ،، راقبت حورية تلك النظرات وكذلك دياب فتحدثت حورية : اعذرينا ولكن كيف سنحضر جميع معارفنا ،، أقصد أين سيبقون تعلمين هذه الأمور يا حجة ،، تفهمين عليّ .
أومأت الأخرى قائلة : دارنا كبير يرمح به الخيل ويتسع كل ضيوفكم ولكن بني سيتزوج ببلدته .
تحدث صهيب بعد ذلك : عمي كما تعلم جدى يريد رؤيتي ورؤية رسيل بالعرس بالفعل ولن يقدر علي القدوم لهنا عن كل مناسبة أقصد الخطبة والعرس وصباحيتنا لذا لنختصرهم هناك ،، كما ستعجبكم أجواء البلدة وأنا يمكنني أن أعاود العرس هنا مجدداً علي طرازنا إن أرادت رسيل هذا .
نظر دياب لابنته ،، كانت حائرة تنظر له و لوالدتها كذلك لتستمد دعماً منهما فتحدث دياب بحكمة : ألم يكن يا بني أن تتفق في هذا الأمر مع رسيل فيما بعد ،، فهذا أمر يخصكم وحدكما .
تحدث أخيه تلك المرة : اعذرني سيدى ولكن مكان العرس لا يغير من كون أن العريس هو صهيب اخي والعروس هي ابنتكم وبالنهاية تلك رسميات قبل أن يجمعهما منزلاً واحداً .
كان هذا أكثر شيئاً حكيماً تفوه به أخوه في هذه الجلسة لتتحدث حورية وقد باغتها بفكرة : صهيب هل منزلكَ جاهز .
صمت والدته حينها أراح حورية وهو يجيب : منزلى موجود بالفعل ،، أسكن بمنطقة قريبة من عيادة رسيل لا ينقصه إلا تجديده فقط حسب اختيار رسيل .
أومأت براحة مبتسمة لهذا الشاب البشوش قائلة : حسناً يا بني .
قال صهيب حينها وهو ينظر لرسيل : هل نقرأ الفاتحة الأن .
نظرت للأرض بخجل بعد أن أعطت والدها إيماءة تنم عن موافقتها وتمت قراءة فتحتها بالفعل.
يتبع