الفصل الثالث عشر - عزف الروح
الفصل الثالث عشر
هرع والديه وأخته علي صوته ، فتح محمد الباب بقلق ودخل ليجد ابنه طريح الأرض ينازع من ألم معدته ويمسك بها بشده ، تقدمت والدته بسرعه واخذت رأسه علي فخذها واردفت برعب شديد يكسو ملامحها : معاز مالك يا حبيبي فيك ايه ، اطلب الدكتور بسرعه يا محمد .
معاز بعيون محمرة : وديني المستشفي ، بطني مش قادر .
طلب محمد الأمن وساعدوه علي وضعه في السيارة ، تحدثت مروة بهلع : انا هاجي معاكو .
محمد بحزم : خليكي مع حبيبة متسبهاش لوحدها .
ثم ركب بجوار معاز وتحرك السائق بهم ، بعد قليل وصلو لأقرب مشفي والتي قامت بإسعافه فوراً ، كان محمد يزرع الطرقة ذهاباً وإياباً وهو يتمتم بـ : استر يارب .
خرج الطبيب بعد حوالي ساعه ليسرع إليه ويتحدث في لهفة : طمني يا دكتور .
تحدث الدكتور بأرق : الحمد لله هو كويس ، هو بس خد كمية مسكن كبيرة ، والمسكن الزائد عن اللي بيحتاجه الجسم بيعمل ألم حاد في المعده ، وكمان شكلو خده مع قهوة وده جه طبعاً بنتيجه عكسية ، الحمد لله انك جبته قبل ما يحصل تسمم ، وعملنالو غسيل معدة وشوية وهيتنقل غرفة عادية .
محمد بإطمئنان : شكراً يا دكتور ، طيب هيخرج امتي .
الدكتور : هيقعد معانا بس بكري عشان نطمن علي حالته ، وبكري أخر النهار يقدر يخرج .
تم نقل معاز غرفة أخري ، وبقي محمد بجانبه طوال الليل ، وكذلك طمأن مروه التي أخبرته أنها صباحاً ستكون عنده هي وحبيبه .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
تسللت أشعة الشمس علي خصلاتها البنية لتظهرهُ بمظهر ذهبي رائع ، فتحت عينيها ببطئ ثم نهضت من السرير بأشراق ، كانت تشعر بتفائل كبير وفرحة عارمة لإتخاذها ذلك القرار ، دخلت حمامها وفعلت روتينها اليومي ثم ارتدت ملابسها العمليه ، نزلت لتجد الجميع مازالو نيام ما عدا والدها الذي لمحته يجلس بالجنينة وبيده الجريده يقرأ بها ، توجهت له بإبتسامة مشرقه وجلست بجواره واردفت مبتسمة : صباح الخير يا بابا .
ترك عزام الجريدة واعتدل في جلسته لإبنته واردف مبادلها الإبتسام : صباح الخير يا حبيبتي ، صاحية بدري انهاردة .
ابتسمت بينما تابع هو : وشك منور اليومين دول يا اسيل ، مش ناوية تحكي لبابا بقي .
نظرت له بخجل وأومأت ، لتسرد له كل شئ ، ليتنهد هو ببعض القلق وينحني بجزعه للأمام ويمسك ذقنه بضيق بينما هي تتحدث ، لاحظت ضيقه فأردفت بفهم : هو أكدلي يا بابا انه مش بيلعب بيا ، وانه بيحبني بجد .
تحدث هو بتساؤل وتعجب : وانتي بتحبيه يا اسيل .
انزلت رأسها بخجل ، فتنهد هو وأردف وهو يهز رأسه متعجباً : مقدرش أقول حاجة ، غير مبروك يا حبيبتي .
ابتسمت له وأردفت بجديه وهي تحتضنه : متخافش عليا يا بابا ، انت عارفني كويس .
تنهد بقلق واردف مبتسماً : انا عارفك يا حبيبتي ، بس مش قادر افهم فهد نجم الدين ولا افهمك بصراحة ، ازاي حبيتو بعض بالسرعه دي .
تنهدت هي واردفت بخجل : سلوي كان معاها حق لما قالت اني قلبي ده هيدق وساعتها نظرتي هتتغير كلياً .
عزام بسبر أغوارها : يعني عايزة تقوليلي ان نظرتك وخوفك من الحب والجواز راح خلاص .
اذدردت ريقها بتوتر واردفت : بحاول يا بابا بحاول .
اومأ لها بإبتسامة تحفيزية وأخذو يتحدثون سوياً ثم امسك بالمجله مرة أخري يقرأ بها ، قطب حاجبيه عند ذلك الخبر وهو دخول معاز المشفي ابن صاحب رجل الأعمال محمد شريف بشكل مفاجأ ، ترك المجله وقال لاسيل : معاز في المستشفي .
اسيل بتعجب : معاز حبيب أروي .
عزام بتعجب : ايوة هو مش كان كويس انبارح ، بيقولو تعب بشكل مفاجأ واتنقل المستشفي .
في نفس الوقت جائت إحدي الخادمات ونادتهم للفطور ، دخلو سوياً ليجذو الجميع جالس علي السفرة ، فجلسو معهم وتحدث عزام : أروي كاتبين في الجريدة ، ان معاز في المستشفي .
وقعت الشوكة من يديها علي الطاولة وقطبت حاجبيها بصدمة في المشفي !! ، بينما تحدث مدحت بقلق : في المستشفي ليه
تحدثت اسيل : بيقولو تعب بشكل مفاجأ .
نظرت سالي لأروي وتحدثت : انتي تعرفي حاجة عن الموضوع ده يا أروي .
نفت أروي فتحدث مدحت بجدية : يبقي جهزي نفسك بعد الفطار عشان نروح نزوره .
نظرت لوالدتها بتوتر واردفت بهمس : حاضر يا بابا .
تحدث ريكي بالألمانيا الجالس معهم : بابا انت مش قولت هتروح الشركة مع عمو عزام ، لو حابب روح الشركة وانا هروح مع أروي . " ريكي بالفعل ينادي مروه ومدحت بوالديه وأروي بأخته وهم يعتبروه ابنهم الثاني " .
مدحت بنفي : لا مينفعش لازم نروح ده واجب علينا .
اومأ ريكي ، وبعد الفطار كان جالس بالسيارة ينتظر قدومهم ليقلهم للمشفي ، ركب مدحت بجواره وسالي وأروي بالخلف ، طوال الطريق كانت تفكر أروي لما دخل المشفي ، هي طحنت حبات المسكن بالقهوي ، هي سبق وأخذت بضع حبات المسكن بالخطأ وما أصابها هو ألم بمعدتها فقط وزال بعد عدة ساعات لما قد يدخل هو المشفي ، ظلت تفكر لا تعرف لما هي قلقة عليه ، قلبها نادم ويريده بخير ، ولكن جزئ منها أيضاً كان في قمة انبساطه لانها ردت له ملعوبه معها ، رغم كل ذلك كانت متوتره من لقائه بعد الذي فعلته .
أفاقت من شرودها حين تحدث مدحت : يلا يا أروي وصلنا ، سرحانة في ايه .
نظرت بجوارها فوجدت والدتها نزلت من السيارة بالفعل ، وريكي كذلك ، نزلت وسارت معهم للداخل وهي تقدم خطوة وتؤخر عشره ، استعلم مدحت عن غرفته ثم ذهبو إليه ، دق مدحت الباب فأتاه صوت معاز لترتعد أوصالها هي عنذما سمعت صوته ، فتح مدحت الباب ودخل ليدخل الجميع خلفه وتدخل هي أخرهم وظلت تنظر للارض .
كان جالس هو علي ذلك السرير هو يكره المستشفيات ولا يحب تواجدهُ بها ، يفكر في تلك القنبلة الذرية التي وقعت عليه ، هو غاضب منها وبشده ولو رءاها أمامه لن يحذر ردة فعله ، دق الباب فجأه ليأذن للطارق بالدخول ، ليتفاجأ بعائلتها وهي خلفهم تنظر للأرض بتوتر ، غضبه زاد حين رءاها وود لو يفتك بها ، ومع ذلك قلبهُ كان فرح لمجيئها لهُ ، نظر ايضاً لذلك الشاب معهم وفوراً تذكره هو ذلك الشاب من المطعم التي كانت تحتضنه ، زاد غضبه فهو يعرف أن مدحت لا يملك أولاد بنين ، فخمن أنه قريبهم .
أفاق من شروده علي حديث مدحت : حمداً لله علي سلامتك يا ابني ، ايه اللي حصل .
نظر لأروي التي كانت تنظر أرضاً وتحدث بهدوء : بيقولو حالة تسمم يا مدحت بيه .
رفعت نظرها لتقابل عيناه الرمادية التي أشعلتها وهي واقفة من غضبها لتجفل داخلياً ، لم تظن أن الموضوع سيصل لتسمم ، نظرت للأرض مجدداً بينما تحدث مدحت : ألف سلامة عليك ، وايه مدحت بيه دي احنا مش بقينا أهل لا إيه .
نظر معاز لأروي بإنتصار وأردف : طبعاً يا عمي اهل .
تحدثت سالي : ألف سلامة عليك يا معاز يا ابني .
تحدث مدحت : مش هتسلمي علي معاز ولا ايه يا أروي .
انتبهت أروي لوالدها وابتسمت بتوتر واردفت بهمس وهي تنظر لمعاز : ألف سلامة عليك .
نظر هو لعينيها بقوة وأردف : الله يسلمك يا حبيبتي .
عضت علي شفتيها بإنزعاج عند نطقه بهذه الجمله وذهب توترها وحز محله الغضب ، بينما تحدث والدها : اومال أهلك فين يا معاز .
معاز بتلقائيه : بابا خادهم ونزلو يفطرو في الكافيتيريا .
اومأ مدحت وتحدث موجهاً حديثه لسالي : طيب تعالي ننزل نشوفهم يا سالي .
اومأت سالي بفهم وخرجت معه بينما تحدث وهو يخرج لريكي : يلا يا ريكي تعالي معانا .
اومأ ريكي له ، ثم نظر لأروي وهو غير مرتاح لتركهم سوياً وتحدث بالألمانيه ليقطب معاز حاجبيه علي ما قاله فهو يفهم الألمانيه : ءاتركك معه وحدك .
تحدث هو بدلاً عنها بالألمانيه : لا تقلق لن أكلها .
تنحنح ريكي بحرج ثم تحدث لأروي : أنا بالخارج ناديني اذا احتجتي شئ.
اومأت له وخرج وظل قابعاً أمام الغرفة ، بينما جز معاز علي أسنانه غضباً من ذلك الريكي ، نظر لها بغضب ، يريد أن يرتكب بها جريمة والأن ، مسح علي وجهه بحدة وتحدث بهدوء مزيف : هتفضلي واقفة كتير .
نظفت حلقها واردفت بقوة عكس الخوف الذي بداخلها : انا كدي مرتاحة .
لم تهدأ ثورته بل زادت فتحدث لإستدراجها : هنفضل كدي لحد امتي .
ابتسمت بسخرية واردفت : إسأل نفسك .
حاول الجلوس فصرخ متألماً ، فرهعت له قلقه ووقفت بجواره واردفت بسرعه : مالك ، انت كويس .
نظر لها بإبتسامة ماكرة وفجأةً قبض علي عنقها وبحركة سريعه منه كانت مستلقيه علي السرير بجزئها العلوي وقدميها منحنية علي الأرض وهو فوقها .
صدمت هي من حركته وضعت يديها علي يده واذردت ريقها بتوتر ، قبضته علي عنقها لم تكن قوية حد الإختناق ، ولكنها كانت كفيله بعلها لتجعلها تتنفس بثقل .
تحدث هو بزمجره غاضبه وهو ينظر لعينيها المنفرجه خوفاً : عارفة انا نفسي أعمل فيكي ايه دلوقتي ، أنا نفسي أخنقك بإيدي دي ، أنا سكتلك كتير بس يظهر انك مبتحرميش ، قسماً بالله لو أكرر موقف من دول تاني ما هتعرفي إيه اللي هيحصلك ، أنا حايش نفسي عنك بالعافية .
إحمرت عينيها ليست خوفاً بل لإحتياجها للتنفس وأردفت بهمس : ابعد عني .
ترك عنقها وجلس علي طرف السرير ، انحني بجزعه واخذ يمسح علي وجههُ بغضب ، بينما كانت هي تصارع للحصول علي الهواء وهي ما زالت مستلقيه هو لم يخنقها ولكن هلعها من قبضته كانت كفيله بفقدها تنفسها ، بدا كل شئ يدور حولها وعينيها أصبحت شديدة الإحمرار ، وضعت يدها علي صدرها وأخذت تفتح فمها وتتنفس بسرعه طالبه الهواء ، ابعد هو ويده عن وجهه ونظر لها ليتفاجأ بها هكذا ، أسرع نحوها وامسك برأسها ، كانت كالمغيبه لا تشعر بشئ بينما أخذ يمسك بأنفها من أعلي وهو يتحدث بقلق بالغ : أروي مالك ، مالك يا أروي .
شاورت هي بضعف علي حقيبتها التي وقعت منها أرضاً حين سحبها علي غرة ، ليسرع نحو حقيبتها ويفتحها بسرعه بينما تحدثت هي بهمس يكاد يسمع : البخاخة .
وجد بخاختها ، فأسرع وأخذ رأسها علي رجله وفتح بخاختها ووضعها بفمها ، لتسحب هي الدواء و تتنفس بعمق ، أخذت فتره تستعيد تنفسها ، صدرها ألمها من كثره ما حاربت للحصول علي الهواء ، ادمعت عينيها فهي لا تحب أن يراها أحد بحالتها تلك ، جلست علي السرير بعد أن استعادت كامل وعيها .
تحدث هو بقلق : انتي كويسة ، انتي عندك ضيق تنفس .
التفت هي له بعيون محمرة ورفعت يديها حالياً ولكن حذر هو فعلتها وامسك بيدها بقوة و أخذ ينظر لعيناها المحمرة وما لبث إلا أن وضع شفتيه علي شفتيها ليقبلها بشدة ، تفتحت أعينها بصدمة وأبعدته بعنف ، تنحنح هو بحرج وتحدث : انا ...
نزلت هي بيدها علي وجهه واردفت : انت انسان حقير تستاهل كل اللي يجرالك ، وانا ليمكن أجوز واحد زيك .
ثم أخذت حقيبتها وخرجت من غرفته مسرعه ، رءاها ريكي هكذا فأسرع خلفها ليلحق بها .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢