-->

الفصل الواحد والثلاثون - عتمة الزينة - الجزء الثاني من ثلاثية دجى الليل



الفصل الواحد والثلاثون

"أنتي فعلاً طلعتي متستاهليش"
أربعة كلمات، كونت جُملة واحدة، أقل من ثانية لنطقها، وسنواتٍ من آلم لتُخلفه، وهي بالنهاية حروف متراصة قاسية فتكت بها..
طوال أربعة ساعات بأكملهم لم تكف عن التفكير، عن البُكاء، عن ذلك الشعور بالتشتت والتخبط والوجع الذي لا يكف عن إجتياح قلبها كالعاصفة.. أهو يأتي ليُخبرها بأنه لم يُراهن عليها؟ هل يعترف الآن أنها ليست مريضة؟ أمجدداً يُخبرها بأنها لا تحتاج للكثير سوى كلماتٍ بسيطة وحنان تفتقدهما؟
لقد أخبرها أنه لن يُدافع عن نفسه.. إذاً لماذا تحدث لها؟ لماذا أخبرها بأن تُصدق من تُريد؟ لماذا لا يُطنب بالمزيد حتى تستطيع أن تفهم وتعي كل ما يحدث حولها؟ وهل عنى حقاً أنها لا تستحق؟..
دوامة من النحيب سيطرت عليها لتبكي للمرة الآلف بتلك الليلة.. كلمات سليم لها لم تكن هينة.. لم ترأف بها.. وأمّا أفعاله فتقتلها!! كلما أقترب منها تشعر بأنها تُريده، تشعر بتلك الرغبة المُلحة بضرورة تواجده بالقرب منها.. لا، لا يجوز ذلك.. لقد تمت خطبتها على رجل آخر وكذلك سليم ذهب ليخطب أروى، كل منهما أختار الشخص الذي يريد أن يُكمل حياته معه وبدأ كل منهما ببداية مع شخص آخر.. لذا ما فائدة اللوم؟ لماذا يتعاتبا؟ ولماذا تشعر وكأنما كل شيء خطأ؟
كلماته تدور بعقلها، تتسابق، تتنازع، تُجيبها عن الكثير، أجاب ذلك السؤال الذي مَّلك الحيرة من عقلها وجعلتها تُسيطر على وجدانها بأكمله، أخبرها بُكل سلاسة لماذا كانت حزينة. فقط كلماته القاسية المتراصة بجانب بعضها البعض في سهولة شديدة بيّنت لها لماذا هي حزينة.. هي لا تريده أن يبتعد..
لقد قارنت كثيراً في طيات عقلها بينه وبين شهاب، لا تشعر بذلك الدفء الذي تشعر به مع سليم، لا تشعر بلوعة العشق سوى مع سليم، حتى الإبتسامة والسعادة والفرحة والقهقهات لا تشعر بهن سوى مع سليم!! نعم هي لا تريده أن يبتعد..
تعرف أن شهاب يسمعها، يجعلها قوية، لا يُطلق الأحكام التي تقتلها، ولكن ما قتلها آلاف المرات منذ أمس هو ذلك المشهد عندما ركع سليم أمام أروى وأمام أعين الجميع حتى يختارها ليتوج إصبعها بذلك الخاتم ويُخبر الجميع أنه أختارها دوناً عن باقي فتيات الكون لتصبح له وحده..
تواترت دموعها بلا هوادة عندما تذكرت حضوره لها بألمانيا واحتفاله بيوم مولدها، لقد شعرت نفس الشعور، لقد أحست وقتها بأنها الأنثى الوحيدة على وجه الأرض وأنه لا يرى سواها، لقد رآت تلك النظرة أمس بعينتي أروى..
أروى!! أروى التي أخبرتها بكل شيء وجعلتها تستمع لتلك الكلمات التي أنكرها سليم لتوه منذ سويعات، كيف لها أن توافق بمثل تلك السهولة على أن يُصبح خطيبها؟ أحقاً هل تغير معها مثل ما أخبرتها هي؟ هل سليم هو الكاذب ويدعي أنه لم يقل تلك الأشياء؟ هل أروى هي الكاذبة وخدعتها بتلك التسجيلات التي أستمعت لها بأم أذنيها؟
المزيد من التساؤلات التي لا تُرفق بها ولا تشفق على عقلها المُرهق من كُثرة التفكير، المزيد من الآلام تُمزقها داخليا لفُتات أشلاء، حُطام.. حُطام يبدو أنه لن تتخلص منه أبداً، حاجة شديدة مُلحة بأن تتحدث عن كل ما يحدث لها، لسانها يريد الإنطلاق ودموعها تريد الإنهمار، تحتاج من يعانقها، من يُفيقها من ذلك الكابوس الذي تحياه، تتوسل لبعض الطُمأنينة من شخص واحد فقط كي يُخبرها بأن شيء سيكون على ما يُرام..
إلي من تذهب؟ إلي ذلك الدفتر الأسود ليتركها أمام آلف سؤال وسؤال لا تستطيع الإجابة عنهم؟ أتذهب لشهاب العملي الواثق من قوله دائماً والذي دعمها كثيراً ورآت عشقه لها؟ أتخبره بمشاعرها لآخر؟ لا.. يستحيل أن تتحدث له! هل تذهب لأروى التي ظنت أنها تكترث لها وفجأة ابتعدت لتكون خطيبة ذلك الشخص الذي أفعاله وكلماته القاسية أصبحت أكثر ما تخشاه بيومها؟ أم الشخص نفسه، سليم؛ ذلك الفتى الرائع القريب من الجميع منذ سنوات، والرجل الذي جعلها تدرك ما معنى العشق، هل تذهب إليه وهو يتركها خلفه كل مرة مشتتة حائرة ممزقة لأشلاء من الأوجاع بفعل تصرفاته وكلماته القاسية مؤخراً؟ أم لها أن تذهب لأخيها إياد الذي ظنته أقرب أخواتها إليها، ولكن ألم يُراهن عليها مثل ما أخبرها سليم؟ هل هو صادق؟ لمن تذهب؟ لخالها بدر الدين حتى ترتمي بين ذراعيه وتُذعن له بعشقها لأبنه الذي لتوه قد أقدم على أولى مُقدمات الزواج من أخرى، من أختها، وهي التي قد فعلت نفس الفعل هي الأخرى؟ أتُخبره أنها لا تريد له أن يبتعد عنها؟ كيف لها ذلك؟ كيف ستُفسر له؟ كيف ستكون نظرته إليها؟ تعشقه وهو لها الأب دون أحكام ولكن تهاب نظرته برعبٍ شديد.. تخاف كثيراً من أن يعلم ووقتها قد يظن الكثير من الظنون، قد يغضب حتى منها.. لمن تذهب إذاً؟ أسما.. الفتاة الهادئة التي أستمعت لها منذ يومان وهي بعد ساعتان لديها أختبار؟ أسما الفتاة الرزينة التي لا يعرف أحد عنها شيء سوى التفوق وأهتمامها بدراستها وصحبتها الدائمة لوالدتها الرائعة؟ لما ستكترث بسماع أوجاعها؟ هل تذهب إلي عاصم الهارب دائماً والمُتخفي وراء أعذار وتبريرات أجمعها تقود إلي عدم وجوده بحياة الجميع؟ هل تذهب لآسر الذي قطع مسافة شاسعة حتى يبتعد عن دمار الأسرة الذي لطالما سببته والدتهم؟ والدتها!! هل تذهب لها لتطلب عناق وساعة واحدة كي تستمع لها مثلما تفعل خالتها شاهندة مع ابنتها أو زوجة خالها نورسين مع ابنتها؟!
هُنا تعالت شهقاتها لتدرك أن كل ما يحدث لها بسبب قسوة هديل معها وأخذت تتذكر المزيد من تلك المواقف التي لا تستطيع سوى أن تضع علامات استفهام مصاحبة لآلافٍ من علامات التعجب التي لا تفهم منها شيء سوى كراهية والدتها لها!
بكت وانتحبت وشهقاتها توالت دون إنقطاع وبلغ الآلم مبلغه منها وودت لو أنتهت الحياة بأكملها، تمنت لو أن واحدة من تلك النوبات تأتي لها حتى تغيب عن الواقع المرير وتأخذها إلي الموت.. لا هي لن تُقدم على الإنتحار لأنه ليس حلاً هي مُدركة لذلك ولكنها توسلت لعقلها كي يقرر أنه الحل ولكنه آبى بنفور مجرد الفكرة بالقضاء على حياتهابنفسها.
حاولت أن تستنشق الهواء الذي غاب عن رئتيها وهي ترمق الساعة بجانبها لتجدها قاربت على السابعة كثيراً بعد تفكير متواصل وأوجاع مُفجعة على مدار الخمس ساعات الفائتة لتنهض بوهن وحُزنها لا يُفارق ملامحها المُرهقة بفعل ذلك النحيب وذهبت للحمام المُلحق بالغرفة حتى تستعد فهي لا تزال تتذكر موعدها مع خالها بدر الدين الذي أتفقا عليه ليلة أمس..

❈-❈-❈
شعرت بجفاف حلقها الشديد لتبتلع ولم تجد حتى ما تبتلعه ففتحت عيناها بصعوبة شديدة وجفنيها بالكاد تحركا.. رآت ذلك السقف المُعلق به إحدى الثُريات العصرية لتدرك أنها لا تزال ببيت شهاب.. حاولت الإعتماد على يديها كي يعطياها القوة اللازمة للنهوض وبعض الدعم ولكن لم تستطع.. يكفى أنها عندما أستعادت وعيها زحفت بكل ما أوتيت من قوة إلي الأريكة وقد أستهلك هذا قواها بالكامل.. لماذا ازداد عنفه لتلك الحالة ليلة أمس؟ لماذا يزداد عنفه دائماً؟
تهاوى جسدها بفعل الأوجاع التي تفتك به مرة أخرى على الأريكة التي وصلت لها بأعجوبة وتذكرت قسوته عندما فَرَغَ منها وفّرَّغَ عنفه وغضبه اللاذعان بجسدها بعد أن وصل لحد الكفاية بعد ليلة طويلة ظنت أنها لن تنتهي أبداً.. رأسها تتهشم بصداعٍ لعين.. تشعر بأن جسدها يحتوى على العديد من الجروح.. أمّا شعورها، هي لا تستطيع أن تصفه.. تمتن كثيراً أنها فقدت وعيها حتى لا تراه وقت ارتكابه لتلك البشائع بجسدها.. فقط تشعر بأن عليها أن يُغشى عليها دائماً وهي معه أو لربما الإنتحار سيكون حلاً ملائماً كي يفنى هذا الجسد الذي يُسبب لها الآلم المبرح!
هي اعتادت على عنفه، تعلم أنه يزداد كل مرة عن التي تسبقها، وتعرف جيداً تلك الأفعال التي لطالما يفاجئها بها كل مرة فدائماً عنفه متجدد لا يرتبط بروتين، ولكن أن ترى غضبه فتلك سابقة من نوعها!!
تذكرت عندما لم تُكمل الخطوة الواحدة لداخل منزله لتراه جالساً بجسده الرشيق على أحدى الكراسي ذات المسندان وهو مُطلقاً العنان لذراعاه كي يتكئا بأريحية عليهما ولكنها رآته يُمسك بكل مسند يغلل أصابعه بهما بغلٍ شديد وساقاه لا تتوقفا عن الإهتزاز السريع وكأنما يُسابق تلك الأنفاس المتسارعة بحركة ساقيه، ولأول مرة ترى ملامحه الغاضبة المُخيفة!
"أقلعي وسيبي كل حاجتك جنب الباب" حدثها وقد أتضح بنبرته نفاذ الصبر لتمتثل كلماته سريعاً وبالفعل نفذت ما آمرها به وتملكت الخشية منها ما أن أهانها مثل المرة الماضية أو حتى حدثها بتلك الطريقة المجنونة والكلمات المبهمة التي لم تستطع فهمها وإدراك معانيها والتفتت مرة ثانية بعدما فرغت من التخلص من ملابسها ووجدته يُقبل بإتجاهها حتى أصبح أمامها مباشرة وتأكدت من تلك الأنفاس المتسارعة التى ظهرت على صدره منذ قليل بعلوه وإنخفاضه في سرعة شديدة..
أجبر جسدها على الإلتفات مرة أخرى ممسكاً بذراعها في قسوة ليواجه وجهها باب منزله وأصوات أنفاسه لا تدري لماذا تخيفها هذه المرة فهي تعلم من هو، هو الذي يتفنن بأنواع جديدة من العنف لم يسبق لها إختبارها مع أحد سواه..
شعرت بيده تنخفض بينما لا يزال دفء جسده الذي وجدته دائماً ساخناً كالمحموم يُشعرها بتواجده خلفها ليباغتها بتمرير أنامله بلمسات غريبة بدءاً من كعبي قدميها مروراً بساقيها ومؤخرتها إلي ظهرها حتى عنقها لتتوسع عسليتيها في دهشة وتعجب، منذ متى شهاب الدمنهوري يتلمس جسد أمامه بذلك الهدوء واللطف المبالغ به؟
استمعت لصوت سحاب بنطاله لتبتلع فى ترقب ولم يمهلها الوقت كي تندهش بتغيره لتجد قبضته العنيفة قد التفت خصلات شعرها حولها وبنفس اللحظة استقرت رجولته داخلها ليندفع جسدها بعنف مُرتطماً بباب المنزل
"آه.." تفلتت صيحة توجع منها، قسوته بتلك السرعة داخلها آلمها كثيراً، حتى جسدها لم يكن مُهيَّأ بعد لإستقبال ممارسته العنيفة التي تعتادها منه كل مرة
"لو سمعتلك صوت النهاردة هندمك على اليوم اللي اتولدتي فيه" استقر صوته الهامس بأذنيها بعدما تفلت من بين أسنان متلاحمة ونبرته تمتلئ بالغيظ الشديد الذي لم تدرك ما سببه فهي لم تفعل ما يُغضبه أبداً
دفعاته اليوم مؤلمة للغاية، ليست بتلك السرعة التي اعتادتها منه، ولكنها عميقة إلي ذلك الحد المؤلم، لا تستطيع أن تتحكم في ذلك الآلم اللعين وتلك الصرخات التي تغتصب قدرة تحملها على محاولاتها في عدم مغادرة شفتاها فأخذت بكلتا كفيها لتكمم بها شفتيها المضمومتين في رعب ما ان خالفت ما آمر به منذ ثوانٍ.
اجتذابه لشعرها الذي قد أقتلع بعضاً منه بالفعل، ودفعاته العميقة الموجعة التي صاحبت أصابع يده المتمسكة بخصرها، جسدها الذي يرتطم بذلك الباب يُسبب المزيد من الآلم لجسدها، هو حتى يرتجف كلما تلاقى جسدها معه من تلك الدفعات القاسية بداخلها من الآلم!! سخرت من كل ما يحدث لها لتُفكر أن جماد كباب منزله قد يشعر بها وبآلمها بينما هو فمحال أن يشعر بها أو يترفق بها أبداً..
"آه.." صاحبت تلك الصيحة بكائها فلم تعد تتحمل ما يفعله بها وكأنه يريد أن يوصلها لذلك حتى تكون نقطة البداية ليبدأ بالتفنن في عنفه الذي لا نهاية له.. لو كُتب كتاب عن عنفه لن تكفي أوراق العالم بأكمله كي تستوعب هذا القدر من القسوة المبالغ بها، وسيفنى الحبر بأكمله ولو كان بحراً لا ينفذ أبداً!
"بردو" همس بين لهاثه وأسنانه التي لم تفترق وهو يجذبها من شعرها ويوجهها لركن الحائط وسار وهو لا يزال بداخلها "مش قولت مش عايز أسمعلك صوت" صرخ بجانب أُذنها بنبرته الرجولية بمنتهى الغضب حتى شعرت بطنين أذنها أثر نبرته العالية بل صدقت لثوانٍ أنها فقدت السمع
"آه.. أنا آسفة.. غصب عني صدقني" تفلتت كلماتها المصاحبة لبكائها وتعالى صراخها عندما دفع رأسها بقسوة للحائط حتى ظنت أن عظام رأسها تحطمت بأكملها
"غصب عنك" تمتم بتهكم ثم ترك شعرها وأستقرت جميع أصابعه بخصرها وكأنما غُرست بجسدها لتُثبتها للأبد بذلك الحائط وظنت أنها يستحيل أن تنفصل عن ذلك الحائط إلا بإنهياره تماماً..
بدأت وتيرته في التسارع ولكن ليس بمثل السرعة التي تعهدها منه ولكن الغريب أن لا تزال تلك الدفعات تصل لأعماق أنوثتها وأصابعه التي تُغرس بجسدها تجعل إرتطامها بالحائط أصعب حتى أخذت قوتها على التحمل في التلاشي والصمود أمام عذابه الذي ينوي على أن يذيقها إياه الليلة منذ الوهلة الأولى لرؤيتها قد إنهار تماماً.. لم يترك لها الفرصة حتى تملك الشجاعة بالإستمرار في مواجهة قسوته ولم يُمهلها الفرصة لإستخدام خبرة عاهرة محنكة مثلها، تهاوت قوتها حتى وصلت للإنعدام ورغماً عنها تفلت أنيناً متألماً منها ليصاحب بكاء مرير مرتعب مما سيفعله معها فهو يبدو صادقاً اليوم فيما يتعلق بسماع صوت قد يصدر منها.
"أنتي اللي جبتيه لنفسك" همس لاهثاً بأنفاسه السريعة الثقيلة ثم أمتدت احدى يداه لتُمسك بشعرها في قسوة "ليه.. مش .. عايزة .. تسمعي .. الكلام" بين كل كلمة وكلمة نطق بها دفع رأسها للحائط ثم جذبه ليعيد الكرة وتعالى صراخها المتألم ولم تُصدق حقاً ما يفعله بها
"شهاب بيه أرجوك أنا مش هاقدر أستحمل" همست في خشية شديدة مما يفعله بها جزاءاً على مخالفتها بل وطلبها له بأن يكف بينما هو قد أخذ كلماتها على محمل آخر تماماً وكأنه يجد بممارسته للجنس معها وعاء يستقبل مُعاقبته لكل من يُخطأ معه، صندوقاً يترك به ذلك الغل والحقد والغضب من كل ما يواجهه بحياته، هي ليست المُخطئة، وليست الجاني ليُعاقبها بعنفه، ولكنه يستطيع أن يفعل ما يفعله لأنه قد دفع ثمناً باهظاً بهذا الجسد!
شعرت بإبتعاده ومغادرة رجولته خارج جسدها لتبتلع في وجل عندما أدركت أنه لا يزال ممسكاً بشعرها ولم يجعلها تنتظر كثيراً عندما جذبها منه بعنف وهو يتقدمها بخطوات سريعة ليُجبر قدميها على أخذ خطوات متلاحقة كي تستطيع مواكبة سرعة سيره ثم توقف لتجد نفسها أمام مكتبته بغرفة الجلوس واستمعت لأنفاسه خلفها لتبتلع بوجل
"مش قادرة تستحملي مش كده؟!" نطق بسؤاله الذي أدركت أنه استنكاري للغاية "طب أمسكي بإيديكي هنا وإياكي ايدك تتحرك!" آمرها ففعلت في خوف فهي لا تدرك ما الذي ينويه لها الليلة لتجده أقبل واستقر بداخلها مرة أخرى بعد ثوانٍ ولكنه تلك المرة كان عارياً فأدركت أنه تخلص من ملابسه بأكملها!
أمسكت كل يد من يداها بكل قوتها بأحدى الفواصل الخشبية لتلك المكتبة المُثبتة بالحائط بينما التفا ذراعاه بأكملهما حول خصرها ودفع بها بوتيرة هادئة!
أنفاسه لم تعد متسارعة، بل كانت دافئة، انهالت على عنقها بهوادة، ذراعاه حول خصرها وتمسكه بها هكذا وشعورها بجسده الساخن كان مُختلفاً عن أية مرة سابقة، لأول مرة معه تشعر وكأنما ترفق بها، لأول مرة تشعر بمتعة شديدة هكذا وهو بداخلها وكسابقة لها معه انهالا جفناها لتوصدمها في استمتاع شديد بما يفعله.
بدأ في الإسراع قليلاً بداخلها وازداد تلاصق جسده بها فتعالت أنفاسها وهي لا تصدق أنها تشعر بالمتعة معه وأقترب من عنقها ليُلثمها بتلثيمات لأول مرة تتلقاها منه لتشعر بلذة لم تشعر بها أبداً بين يداه ولم تستطع سوى إطلاق آهات المتعة والنشوة من بين شفتيها وقد شعر هو بإستجابتها وتأثرها وكذلك أنعكس شبقها على رجولته المتغلغلة داخلها.
توالت دفعاته بسرعة قد تخلت عن هدوئها ليترك الهدوء كل دمائها واستبدل كل ما يفعله بها من تلثيمات بكامل عنقها وكتفيها باللذة الخالصة والشهوة التي انعكست على جسدها لتطالبه بالمزيد..
لم تكن تعلم أنه يوصد عيناه في مُتعة، لا تعلم أنه ينتقم منها، كان يوصد عيناه وهو يرى زينة أمامه، تلك الفتاة التي تنخدع بأي شيء، وها هي تلك العاهرة بين يداه قد انخدعت حتى تملكتها المتعة العارمة وظنت أنها تُمارس الجنس للإستمتاع وليس للأموال التي يغدق عليها بها..
ازاد من وتيرته وتعالى صراخها ليدفعه ذلك لملاقاة أنوثتها بدفعات متتالية قوية حتى شعر بإنهيار جسدها وتلاشي قدرتها وارتجفت بشدة لتطلق أنهاراً من شبق قد أذعن بمتعتها التي تلقتها على يداه.. توقف لجزء من الثانية ثم أقترب للغاية دافناً أنفه بأذنها وأعاد الكرة بدفعه لرجولته بأنوثتها التي قد فاضت بشهوتها لتعاود إطلاق الصرخات مرة أخرى..
ها هي الفتاة الصغيرة قد انطلت عليها الخدعة، يستمع لأصوات قصصها الغبية بدلاً من ذلك الصراخ الذي تصرخ به سلمى، يستمع لآهات التآلم من كل ما تفعله به والدتها بدلاً من آهات المتعة التي تطلقها عاهرته، أسرع ليشعر بإرتجاف جسدها مقابل جسده لتتعالى أنفاسه التي يُطلقها بالقرب من أذنها مرة أخرى وأدرك أن الخُدعة انطلت عليها مجدداً.. نعم أنطلت الخدعة مرة ثانية بعدما أستطاع أن يخدع زينة فأستطاع أن يخدع عائلتها ووالدتها التي لا يستطيع أي من أولادها التغلب عليها، لقد فعلها هو دوناً عنهم وجعلها ترضخ لقبوله حتى يُصبح بينهما وفرداً مرتقب ليُصبح واحداً وجزءاً من تلك العائلة اللعينة.. وهو يرى أنه بالحقيقة أفضل منهم جميعاً..
لم يتوقف تلك المرة وازداد اعتصاره لعينيه الموصدتين وسحق أسنانه وتعالت أنفاسه بعنف شديد لتتلاحق بتتابع سريع للغاية وبدأ الآن في مزج العنف بالمتعة ليُدرك أن تلك الصرخات التي لا تنتهي هي دليل الإستجابة لكل ما يفعله..
مجدداً المزيد من الإنتصارات، الصرخات الملتاعة التي يسمعها الآن تذكره بتلك النظرات الملتاعة التي رآها بعيني سليم بالقرب من زينة عندما دلفا سوياً وأصابعهما متشابكة.. لقد بدا شاحب الوجه والغيرة تملكت منه.. كما أن تلك الصرخات تشابه الصرخات التي كادت أن تغادر شفتا سليم عندما أحتضن زينة ذاك اليوم أمام المصعد.. بدا كالمعذب، كان يتلقى العذاب على يده بما يفعله أمامه بمعانقة زينة، وكان يود الصراخ كمثل تلك التي تصرخ بين يداه وكم بدا ما يستمع له الآن كأفضل معزوفة أستمع لها يوماً ما..
لم يكن من قبل مثل ذلك، ما الذي تغير؟ أهو يشفق عليها؟ أيريد أن يحظى بالمُتعة اليوم؟ لا يهم!! هي لأول مرة تتمتع هكذا معه، حتى الآن بعدما بدأت دفعاته في التوغل بداخلها لم تعد تؤلم، بل العكس صحيح، هي تشعر وكأنما لم تختبر مثل تلك اللذة بحياتها أبداً.. أنفاسه الساخنة التي لطالما ارتعبت منها جعلتها تطالب بالمزيد، جسده الذي يتعرق وكانت تخشاه دائماً عندما يصل لتلك الحالة جعلها تغرق بالمزيد من المتعة، لأول مرة تشعر وكأنما صرخاتها ليست اثر خوفها وعنفه بل اثر رغبتهما التي تزداد وتتعالى دون تريث..
عنفه بتلك الطريقة مقبول للغاية، لا؛ بل مرغوب بشدة، قد تتوسله مرات ومرات إذا أراد كي تشعر بنفس هذا الإشباع لأنوثتها مرة أخرى، صرخت وتعالى المزيد من صراخها في بلوغ الخلاص ونهاية هذا العذاب اللذيذ وارتجفت للمرة الثالثة ولم تكن تعي أن يداها قد تفلتت ولم تعد ممسكة بالمكتبة أمامها وكل ما يجعلها أمامه هو ذراعاه المحتويتان لخصرها ولم تلاحظ حتى أن قدماها لا تلامس الأرضية وهو الذي يحملها..
حاولت التقاط أنفاسها المتسارعة في غفلة بسبب هذه المتعة الرائعة وابتسمت في رضاء تام ولكن تطايرت عيناها في رعب مفاجئ عندما أفاقها صوته من تلك الحالة من الرضاء والخلاص الذي ظنت أنها حصلت عليه
"مش قولت إياك ايدك تتحرك؟!" همس بمنتهى الهدوء لتدرك فداحة فعلتها وتطايرت عيناها في رعب ولم تراه خلفها وهو يبتسم بشر ليجذبها من شعرها ويده الأخرى دفعتها من خصرها ثم ألقاها أرضاً  لتحاول تفادي ارتطام وجهها بالأرضية واستندت على كلتا يداها وقبل أن تلتفت لتنظر إليه كان قد استقر جالساً فوق مؤخرتها ثم أمسك بما ظنت أنه قميصه ليقيد به يداها حتى شعرت بصعوبة مرور الدماء بكلتا معصميها..
نهض ممسكاً بحزامه ثم جذبها خلفه لأحدى الأعمدة بمنزله وأخذ المتبقي من قميصه ليعقده حول العامود ليجعل وجهها وثدييها في مقابل الأرضية ولف طرف حزامه على يده لتُصبح الحُلية المعدنية به في الطرف الآخر ووصد عيناه مُتذكراً حديثه لبدر الدين وأطلق العنان ليده حتى تتهاوى على جسد سلمى..
لقد كان يسير كل شيء وفقاً لخططه التي أعدها بمنتهى الحرفية، لقد أقترب كثيراً من تحقيق غايته بعد صبراً دام لكثير من الوقت، لماذا ظهر هذا المسمى ببدر الدين ليُفسد كل شيء؟ لقد انخدع ذلك الفتى المغرور وبمراقبته قد وصل لعمه ولكن ذلك اللعين الذي تغلب عليه بحفنة كلمات قد أفسد الأمر تماماً!! يا ليته يصرخ بدلاً من سلمى، يا ليته يستطيع الإنتقام منه مثلما يفعل الآن بذلك الجسد المُلقى أمامه، يا ليته يستطيع فعلها.. أخذ يزيد من سرعة يداه التي تُمسك بحزامه وهي تصدعد وتهبط بسرعة لتُكيل لها الضربات، لا يرى ما يحدث، فقط يستمع لصوت منتحب وصرخات وتوسلات بالتوقف.. كم تمنى لو أن تلك العائلة بأكملها هي من أمامه تتوسله بأن يكف عن ما يفعله مثلما تفعل تلك العاهرة الآن!
لقد تخيلت العديد من الأشياء، تخيلت العنف والقسوة وممارسته التي تعد عذاباً من نوعاً فريداً، لقد تخيلت الكثير والكثير ولكن أن يخلف لها جروحاً بمثل هذه الطريقة.. لم تكن تتصور ذلك أبداً.. يبدو وأنه لن يتوقف، لن يهدأ، لن يُخلصها من ذلك العذاب.. يبدو وأنه يُريد أن يُزهق روحها بيداه هذه الليلة!
لن يُشفق عليها، لن يرحمها الليلة، لن يتوقف عن عنفه وقسوته، لن يتوقف عن أفعاله التي يفاجئها بها كل مرة، لن يملك صراخها وتوسلها له شفعياً كي يكف عما يفعله، آلاف العبارات المترجية لن تملك عليه من سلطان، فهذا هو شهاب الدمنهوري بعنفه المعهود.. عنفه الذي لا تعلم إلي أين سيصل بها!


❈-❈-❈
   

"صباح الخير" همست زينة بإقتضاب ولم تطيل النظر لخالها وحاولت أن تتصنع ابتسامة حتى ولو صغيرة ولكن لم تستطع فهربت عيناها للأسفل ليعقد بدر الدين حاجباه وضيق عيناه متفحصاً اياها وعلم أن هناك أمراً عظيماً خلف ذلك المظهر!
"صباح النور.." قرر ألا يحدثها بالمنزل بأكمله حتى لا تنزعج من وجود سليم الذي علم مُسبقاً أنه قد قسى عليها كثيراً "يالا بينا؟!" سألها لتومأ هي في صمت وتوجها نحو المرأب ليستقلا السيارة ثم انطلقا خارج المنزل "ايه بقا مالك؟"
"مفيش" التفتت نحوه برأسها وهي تنظر له بلمحة سريعة ثم أعادت زرقاوتيها لأرضية السيارة لتستمع لتنهيدة بدر الدين الذي صف السيارة على احدى جوانب الطريق ثم التقت لها بمقعده وتفحصها بعناية
"مش عايزة تقولي لخالو مالك؟" سألها وهو ينظر لملامحها
"مفيش بس يا خالو.. مممـ .. منمتش كويس" حاولت إرتجال تفسيراً لمظهرها الذي يبدو عليه الإرهاق وتحاشت مبادلته الأنظار
"هو باين كويس إنك منمتيش.. بس باين بردو إن مش ده السبب.." تنهد ثم تابع "قولي بقا مالك.. شهاب ولا مين؟!"
"شهاب!" حلقت زرقاوتيها وهي تنظر له في تعجب
"اه يعني البنات لما وشهم بيقلب كده بيبقا ورا الموضوع راجل وشهاب باشا خطيبك" غمز لها ثم أكمل "خالك قديم بردو في الحاجات دي ويعجبك اوي وخبرة يعني" ضحكت بخفوت ليبتسم بإقتضاب هو الآخر "ايوة بقا الضحكة الحلوة.. ما دام ضحكتي كده يبقا تقوليلي مالك!"
رمقته مجدداً لتشعر بالتردد والخوف في آن واحد ليقرأ بدر الدين هذا بزرقاوتيها بمنتهى السهولة وأدرك أن عليه أن التخلص من هذا التردد أولاً حتى يستطيع معرفة ما في جعبتها..
"زينة.. أنا وأنا قدك حبيت ليلى مامة سليم.. وبعدها بشوية حبيت نورسين.. ياما مريت بخناقات ومشاكل.. وبعدين أنا يعني دماغي مش صُغيرة وهافهم اللي هتقوليه.. ولو يا ستي مكسوفة تقولي حاجة كده ولا كده فأنسي خالص إن أنا خالو بدر الدين، أنا ياما غلطت وأنا صُغير وعملت بلاوي متتخيلهاش.. وأعتبريني صاحبك زي ما الواد سليم بيعمل معايا.. وكمان بقا علشان تتأكدي إن مفيش كُلفة يعني وأنا كبير وأنتي الصغنونة الحلوة القمر بتاعناـ قوليلي يا بدر زي ما سليم بيقولي" ربت على كتفها في حنان وابتسم لها بينما أبتسمت زينة
"لا أنا مينفعش أقولك كده.. وبعدين سليم يعني ابن حضرتك وقريب منك وأكبر مني"
"لا ينفع عادي، وأنتي بنت حضرتي، وقريبة اوي مني وبعدين يعني ايه أكبر مني.. هي بالسن ولا شايفاني عجزت يا زوزا خلاص وراحت عليا وبقيت دقة قديمة؟" تصنع ملامح العبوس لتومأ له بالإنكار بإبتسامة مقتضبة
"لا والله يا خالو معجزتش ولا حاجة"
"طب ما دام معجزتش يبقا تقوليلي يا بدر.. وتقوليلي كمان تحبي تفطري فين علشان شكلك مفطرتيش"
"لا مالوش لزوم وكمان علشان نلحق الشغل"
"شغل!! يولع الشغل النهاردة.. أنا مش هاسيب الجميل يفضل زعلان كده، ده كله إلا زعل الزوزا" غمز لها ممازحاً اياها "ها بقا.. تحبي تفطري فين؟"
"يا خالو أي حتة مش مهم.. اللي حضرتك تشوفه"  
"لا لا وحشة الكلمة دي.. قولي يا بدر أي حتة مش مهم" ابتسمت له وتهللت ملامحها أشار على شفتيها "ها.. هتطلع اهي"
"يا بدر أي حتة مش مهم" أعتراها الخجل ونبرتها حملت ضحكة غابت عنها منذ الصباح 
"أيوة كده يا زوزا.. بطلي خنقتك دي بقا يا بت.. ودردشي معايا يالا.. وخدي بالك مش هتخلصي مني النهاردة غير لما أعرف فيه ايه..  وأنسي بقا خالو وحضرتك، الكلمتين دول شيليهم من دماغك..هو أنتي لسه بتشربي سجاير؟"
"ممم.. بصراحة آه" اهتزت نبرتها قليلاً
"طيب كوباية قهوة وأحلى سجارة وفطار بقا حلو ونرغي للصبح..  ها قوليلي مين ابن الكلب اللي مضايقك؟"
 ابتسمت ثم التفتت بمقعدها نحوه بعد أن أنطلق بالسيارة وهي لأول مرة يُحدثها بدر الدين بتلك الطريقة وتنهدت بعُمق وهي تنظر له في تردد ولكنها قررت أن تتخلى عن ترددها أخيراً وبدأت في قص كل شيء عليه.. هي كانت تحتاج من يستمع إليها، تحتاج ذلك الشخص الهادئ المُتقبل بشدة.. شجعها تفهمه للأمر على أن تُخبره بالعديد من التفاصيل، الكثير من المواقف، كل ما حدث منذ عودتها إلي ليلة أمس، شيئاً فشيئاً أستطاع بدر الدين أن يتفهم ما يحدث لها..
أدرك كم أن شهاب يستقطبها نحوه، أراد معرفة أين كريم، قرأ من عينيها أن ما بينها وبينه ليس حب ولا حتى بادرة لإعجاب أو علاقة غرامية قد تنتقل للزواج، أستطاع أن يرى اقتناعها التام بدعمه لها ولكن كل ما تخبره به يرى من خلاله أنه أراد أن يباعد بينها وبين العائلة بأكملها، ما يفعله ليس إلا يريد أن يدفع الغيرة لسليم بشتى الطرق، كلماته التي يُزينها لها لا تنم سوى عن شخص مريض ومهووس بالسيطرة والتفوق على الجميع والتحكم في صغير الأمور وكبيرها وإذا أستمر مع زينة لن يستبعد أن يفعل بها مثل ما فعل بميرال..
"...وفي آخر كلامه امبارح يقولي متستاهليش.. أنا مبقتش عارفة مين الصح ومين الغلط، مبقتش قادرة أعرف خطوبتي دي كلها ايه ومشاعري ايه من ناحية سليم ولا أروى كدبت عليا.. أنا تعبت يا بدر من كل اللي بيحصلي ومش عارفة أعمل ايه!" جففت دموعها التي أخذت تتساقط منها بالرغم من محاولات بدر الدين العديدة كي يمازحها ويبعد ذلك الحزن عن زرقاوتيها
"يعني سليم هو ابن الكلب اللي مزعلك!" أخبرها لتنظر له في دهشة وتوسعت عيناها وقبل أن تبادر بالحديث أكمل هو "ما أنا عارف ياختي انه بيتزفت بيحبك من وهو عيل صغير.." ازداد توسع عيناها لتندهش أكثر "يا بت ما قولتلك إني عارف اللي فيها بس أنتي بس مش واخدة بالك" ابتسمت بإقتضاب ليتابع "بصي يا ستي.. تحبي تسمعي كلام واحد متأكدة إنه خايف عليكي وبيحبك وأقولك تعملي ايه بالظبط ولا مالوش لزوم أوجع قلبي وأهري بكلام كتير وأقولك كلمتين يواسوكي وخلاص"
"لا.. قولي وأنا هاسمع كلامك"
"أنتي أول حاجة عشان تعرفي تحكمي اذا كنتي بتحبي شهاب ولا سليم تبعدي عن الاتنين.. لا مكالمات ولا مقابلات ولا الهوا حتى.. ولا واتساب!! اتفقنا؟!" 
"بس يا بدر أنا لسه أنا وشهاب مخطوبين من يومين و.."
"مبسش.. أنتي مش كبيرة وعاقلة وعايزة تاخدي قرار ومش عايزة حد يتحكم فيكي..؟"
"آه طبعاً.."
"يبقا تعملي ده أول حاجة.. وبردو هتشوفي اللي بيحبك بجد مش هيعارض أي قرار تاخديه"
"طب والكلام اللي قاله سليم؟" 
"اللي أنا شايفه انه مقموص منك.. مقموص إنك روحتي صدقتي أروى وحتى مجتيش تفهمي منه بالراحة" زفر بعمق وهو يراها متلهفة لإستماع المزيد منه "زينة يا حبيبتي أنتي متسرعة، بيتأثر عليكي بسرعة، أنا فاهم إنك عايزة تعرفي الحق فين، وفاهم إنك بتعزي سليم، وبردو فاهم إنك مشوفتيش من شهاب غير كل خير وبردو كلام سليم يعني مالوش أي دليل.. يعني ايه ابعدي عن شهاب أصله وحش!!" أخبرها بسخرية ثم تابع "كلام ميدخلش الدماغ طبعاً.. لازم يكون فيه دليل على كلامه يا إما دي بقا غيرة وهو غيران عليكي مش أكتر.. لكن أنتي لما تاخدي كده فترة راحة بعيد عن الاتنين هتعرفي أنتي بتحبي مين بجد ومين اللي مجرد احتياج لحظي مش أكتر، وبعدين كمان ممكن تكتشفي حاجات ببعدك ده وهتشوفي مين فيهم زينة فارقة معاه أكتر"
"يعني أبعد أروح فين؟!" سألته وقد لمح الحيرة بعينيها ليتنهد بعمق 
"أي حتة.. أنا هاتصرف وهاكون معاكي كل يوم.. المهم مكان متشوفيش الاتنين فيه"
"طب تفتكر أروى صح ولا يعني بتقول كده على سليم وإياد وخلاص؟" سألته ليهز رأسه في عدم تصديق
"يا زينة أنتي شايفة ايه؟"
"ما أنا اللي هيجنني إني سمعت الكلام بوداني!!"
"طب بسيطة.. شوفتي كل كلامنا ده"
"آه ماله"
"تحبي أسجل قاعدتنا كلها وأقطع كلام معين واسمعه مثلاً لشهاب ولا لسليم.. تفتكري هيزعلوا ويتقمصوا ولا لأ؟! زي مثلاً وأنا بقولك انه مقموص.. وابن الكلب اللي مزعلك.. وكل الكلام اللي بيقوله على شهاب لا يدخل الدماغ ولا فيه دليل على كلامه.. كل ده مش لو سمعه هيزعل مني؟" سألها لتومأ له ليتابع "طب ما أنا بردو قولت عليه إنه بيحبك من وهو صغير.. لو سمع الكلمة دي مش هيتبسط مني؟" أومأت له بالموافقة فأكمل "شوفتي الموضوع سهل وبسيط.. ممكن أوصلك اللي أنا عايزه بمنتهى السهولة.. وبعدين أنتي فتحتي موبيل سليم وجبتي الكلام اللي ما بينه وبين إياد؟"
"لأ.. أروى هي اللي سمعتهوني.."
"كمان!!" زفر في ضيق "يا حبيبتي الموضوع واضح.. حوار من أروى مش أكتر" 
"طب وهي ليه تعمل كده؟" صاحت متسائلة
"يعني مش فاهمة.. عينها على الواد اللي حيلتي يا ستي" أخبرها لتبتسم بإقتضاب على كلماته 
"طب وحتى لو أنا بعدت.. وتأكدت إني بحب سليم ومحتجاه في حياتي.. سليم مبقاش قابلني أصلاً وبيعاملني بطريقة زي الزفت! وكمان راح خطب أروى"
"يعني هي الخطوبة كده خلاص!! مش هيسيبوا بعض غير بالموت مثلاً؟"
"لا أكيد لا.. بعد الشر"
"طيب يا زوزا.. بسيطة.. أعرفي أنتي عايزة ايه وأتأكدي من قرارك وبعدين أنا هاجبهولك لغاية عندك يقولك أنا آسف" تنهدت في حيرة ليُتابع "بصي بقا وركزي.. عايز منك حاجة مهمة أوي ونتفق عليها من النهاردة أوحاجتين يعني.. أول ولا هننسى الكلام؟"
"لا قول"
"أول حاجة تخليكي باردة شوية.. ما ياما بلاوي بتحصل في حياتنا.. اخدنا ايه يعني.. كله بيعدي.. اتفقنا؟!" أومأت له في تفهم 
"اتفقنا"
"تاني حاجة مش عايزك تسمعي حرف وتتعصبي وتتنرفزي وتزعلى علشان سمعتيه.. نهدا كده ونركز ونعقل وناخد الكلام ندوره جوا دماغنا.. عجبنا واقتنعنا بيه أهلاً وسهلاً، معجبناش يبقا خلاص نتناقش بهدوء.. لكن مش كل حاجة تتقال ولا تعرفيها يبقا كده خلاص يعني القيامة هتقوم.. أنا فاهم إنك مبتحبيش الظلم، وعارف إن نيتك مش وحشة من ناحية أي حد.. بس مش أي كلمة تتصدق وفي نفس الوقت متترعبيش وتقفلي على نفسك.. اتعاملي كده بهدوء وشغلي دماغك قبل ما تصدقي حد.. اتفقنا؟!" 
"اتفقنا"
"يا ساااتر.. ما لها القاعدة ياختي مع بدر.. ده أنا حتى قمر وكل البنات بيموتوا فيا" أخبرها مازحاً
"بدر ده أحلى واحد في الدنيا أصلا.."
"مش كده بذمتك.. ابقي تعالي ياختي أنا فاضي احكيلي همك بدل ما أنتي سايبة شوية عيال زي سليم وأروى وشهاب يقرفوكي"
"معندكش فكرة أنا اتزاح من عليا حِمل قد ايه" ابتسمت له 
"بس بردو زي ما اتفقنا.. كلام بدر فكري فيه، إذا حستيه صح يبقا أعمليه ولو مش مقتنعة متعمليهوش.. مش ده اللي اتفقنا عليه؟"
"ايوة بس أنا فعلاً مقتنعة بكلامك"
"ماشي يا ستي لما نشوف.. يالا بقا نروح نشوف ورانا ايه؟"
"تمام.." نظرت بساعتها لتتوسع عينيها "ده أنا مدية معاد لأسما.. المفروض هتخلص الساعة حداشر ونص"
"طيب وايه المشكلة؟"
"الساعة بقت حداشر وربع"
"طب اهدي يا زوزا" أخبرها عندما لاحظ نهوضها وجمعها لأشياءها "هاوصلك يا مجنونة"
"طيب يالا عشان متأخرش عليها"

❈-❈-❈
     

"بصي هو كويس.. الناس شافوهم في النادي مع بعض مرتين تلاتة.. ومفيش عليه غيراشتباه في قضية تهريب سلاح.. كانوا شاكين إنه على علاقة بخلية إرهابية بس طلع كل كلامه صح في التحقيقات وسابوه يمشي في الآخر ومفيش حاجة ثبتت إن كان ليه علاقة بالموضوع" استمعت أروى لتلك الجُملة ثم استعادت ما تحدث به شهاب في عقلها 
"الموضوع هيتأجل أسبوع كمان.. لا محتاجين شحنة أكبر وأنا بتصرف فيها.. هيدفعوا الضعف وأنت عارف سعر السوق كويس وأنا مش هاسيب فرصة زي دي تضيع من ايدينا.. لا متقلقش فلوس العمال هتوصلهم.. وليد.. أنا قولت اللي عندي.."
"ميرسي أوي لحضرتك.. تعبتك معايا"
"لا مفيش تعب ولا حاجة وسلميلي على بدر بيه كتير"
"يوصل.." أنهت المكالمة وهي لا تُصدق ما سمعته للتو، هل حقاً شهاب ووليد هذا الذي حدثه يتاجران بتجارة مشبوهة كالأسلحة؟ لقد ذكر "شحنة" عندما تحدث له.. ولكنه أيضاً ذكر كلمة "عمال"  لربما هما يعملان بأحدى مشروعاته.. حسناً.. ستتأكد من هذا الأمر بنفسها عندما تذكر الأمر أمامه..
"روح قلبي بيفكر في ايه وسرحان كده؟" سألها سليم بنظرة لعوب وهي لم تلاحظ وصوله لمكتبها 
"مفيش يا سليم" ابتسمت رغماً عنها فهي لم تتوقع أبداً أن سليم سيتغير معها هكذا "الشغل مش أكتر" 
"طب ما تسيبك منالشغل وتيجي نروح نشوفلنا حتة تلمنا كده ونتغدا فيها" أخبرها بينما استمعا لطرقات على الباب "آه نسيت في واحد برا عايزك"
"واحد مين ده؟" تعجبت ملامحها بل وشعر أنها تحولت للإرتباك 
"روحي شوفي.. أصل الـ Assistant بتاعتك مش في مكتبها وقالي أقولك بس نسيت.. شوفتك نسيت كل حاجة بصراحة" ابتسمت له بينما نظرت له بمكر مازح 
"يا سلام على الحب يا سيدي"
"شوفتي بقا.. هو اللي يفوق كده من اللي كان فيه وياخد باله انه كان غبي ويضيع واحدة زيك من ايده من حقه يحب ولا ميحبش؟" 
"لا يحب ويحب اوي كمان" أخبرته ثم توجهت للخارج وهي تفتح باب المكتب لترى أكبر وأروع باقة من الورود الحمراء التي رأتهه أعينها بحياتها بأكملها وبها بطاقة فتناولتها بسرعة لترى ما فيها 
"بقالنا يوم مخطوبين.. كل يوم وأنتي معايا ♥️"
سليم
"سليم أنا بجد مش عارفة أقولك ايه.. مفاجأة حلوة أوي.. شكراً بجد" أخبرته والسعادة ترتسم على ملامحها بينما تحولت ملامحه للإنزعاج
"ايه يا أروى فيه ايه؟" سألها بنبرة حادة 
"ايه بس أنت أتضايقت مني؟"
"آه طبعاً.. أنتي بتكلمي client (عميل) في meeting (اجتماع)" أخبرها لتضحك على ملامحه وأخذت ترتب الورود بزهرياتها بالمكتب
"أمال عايزني أقولك ايه يعني؟" 
"تقوليلي ايه!! تدلعيني، تيجي تحضنيني وتبوسيني.. تقوليلي متحرمش منك يا روحي.. الكلام الجامد ده" صدحت بضحكتها وهي لا تُصدق ما يقوله ولم تتوقع ذلك منه 
"ماشي المرة الجاية، ولا مش ناوي على مرة جاية.."
"مش ناوي!!" صاح ساخراً "ده كل يوم يا جميل خروجات ودلع وفسح.. أنتي مخطوبة لسليم الخولي يا حبيبتي.. وعارفة أنا فرفوش ازاي" ابتسمت بعذوبة وهي تنظر له 
"عارفة.. أنا حافظاك يا سليم"
"طيب تعالي كملي حفظ ويالا بينا نشوف هناكل ايه.. بصي بقا عايز أكسر الملل ونروح مكان عمرنا ما روحناه"
"يالا يا حبيبي"
توجها سوياً للخارج بعدما صمم سليم أن يُمسك بيدها أمام الجميع ولم يكترث حتى لصورته أمام العاملين فهو أراد أن تقع له كُلياً، أمّا عنها ففكرت بإختلافه السريع معها، فلربما هذه هي تلك البدايات التي يتحدث عنها الجميع ولكنها قررت أن تنتظر لترى ما الذي سيحدث بعدما تطول مُدة خطبتهما معاً..
❈-❈-❈

"ايه الشارع الجاي يمين مش كده؟" تحدثت أسما لصديقتها فريدة وفيروز أختها التي قد جلست بجانب زينة بالمقعد الخلفي وتبعهما بدر الدين بسيارته 
"يا بنتي أنتي أول مرة توصليني؟ أيوة هو يمين" أجابتها فريدة
"بنسى.. غصب عني معلش.. براحة بقا كفاياكي دبش" أخبرتها بينما لمحت زينة التي وكأنها أنقطعت عن العالم بأكمله وكرسته فقط لتتحدث لفيروز
"بس.. تعرفي.. ساعات كتيرة بحس كده إني مش مركزة، وكمان أي حاجة بتيجي جديدة في حياتي بتشغل بيها وبنسى القديم.. يعني مش عارفة أقول ايه عن الموضوع ده.."
"لا ده أحنا داخلين في تشتت وحيرة وموضوع كبير أوي سعادتك بقا.. لازم نتقابل ونحكي مع بعض كتير.. هاتي رقمك هاتي" حدثتها بود بينما تبادلا أرقام الهاتف سوياً وزينة تبتسم لها ولم تشعر بالقبل بهذا القدر من الراحة وصفاء الذهن مثلما شعرت وهي تتحدث لفيروز وكذلك صياغتها لمشاعرها بمنتهى البراعة..
صفت أسما السيارة وتبعها كذلك بدر الدين بسيارته ليترجل الجميع من السيارات الخاصة بهم وآتى بدر الدين بالقرب منهم وهو يصافح فيروز وفريدة 
"أنتوا تسيبكوا بقا من أسما وزينة وتجولي تخرجوا معايا" ابتسم لهما لتضحك فريدة ولكن فيروز ابتسمت بإقتضاب
"والله يا أنكل أنا معنديش مشكلة.." تحدثت فيروز 
"أنا أخلص امتحانات وهتلاقيني فوريرة وراك في أي حتة.. كفاية ست أسما اللي منشفاها علينا.. مذاكرة ومراجعة مذاكرة ومراجعة.. لما طلعت عيني" أخبرته فريدة 
"لا كله إلا أسما.. دي دحيحة العيلة بتاعتنا" ضحك الجميع لتبتسم فيروز مجدداً بإقتضاب 
"كان نفسي أقول لحضرتك أتفضل بس مفيش حد في البيت ويعني.."
"يا حبيبتي فاهم.. اتفضلوا يالا أطلعوا.. كمان فريدة هي وأسما امتحانهم بكرة وأنا مش هاعطلكوا.. إنما وعد إن شاء الله أجيلكوا يوم باباكم موجود فيه أو حتى نخرج كلنا"
"إن شاء الله.. بعد إذنك" ابتسمت له فريدة لتتمتم لأسما "أنتي خالك ده طلع حوار.. ورب الكعبة لو مكنش بيحب مراته كنت لهفته منها هوا" لتهز أسما رأسها في إنكار 
"بتقول ايه؟ ها ها.. قوليلي؟" 
"بتعاكسك يا خالو.. أتطمنت"
"ايوة بقا أموت أنا.." غمز لها "بس اوعي تجيبي سيرة لنورسين.. وأنتي يا زوزا.. خالك يروح فيها" ضحكت كلتاهما على كلماته "ها بقا.. رايحين فين كده؟"
"خالو أنا كنت هاعدي على شهاب علشان موبايله مقفول من الصبح وكلمته كذا مرة امبارح مردش.. قلقت شوية فهاروح أشوفه وكفاية بقا بلففك من الصبح" أجابته ليغمز لأسما لتشير له بعينيها في تفهم دون أن تدرك زينة فلقد أتفق سليم وإياد معها مسبقاً
"وأنتي يا أسما؟" 
"أنا عايزة أفك بقا شوية.. مادة بكرة دي أنا صمتها.. ممكن أروح معاكم بدل ما أروح كده دلوقتي.. اتخانقت من قاعدة البيت"
"تمام.. يبقا كلنا نروح لشهاب.. ها يا زوزا هتروحي معايا في العربية ولا مع أسما"
"لا أنا كده هتعب حضرتك و.."
"ما تتلمي بقا.. ايه حضرتك دي.. فكراني عجزت ولا ايه؟ ولا يعني مبقتش قادر على السواقة مثلاً؟" قاطعها لتضحك كل من أسما وزينة 
"لا في دي منقدرش نتكلم، يبقا لازم خالو يوصلك وإلا يزعل وأنتي عارفة زعله"
"خلاص ماشي.." وافقت زينة بإبتسامة 
"أنتي عندك مادة ايه بكرة يا أسما؟" سألها بينما لمس جبينه بيده وكأنه نسى أمراً هاماً "يوووه.. اديني نسيت الموبيل في العربية.. روحي معلش هاتيه يا زينة علشان شكل كده هنتغدا سوا برا ولازم أقول لنورسين إني مش هاتغدى معاها لتزعل.. حاكم دي مجنونة أنا عارفها"
"لا لا وتزعل ليه.. اجيبهولك حالاً" توجهت بعد أن أعطاها مفتاح سيارته التي تعمد أن يصفها خلف أسما بمسافة
"سريعاً كده.. أنا وزعتها.. ايه حكاية فيروز دي ومكشرة اوي كده ليه؟" سأل أسما لتتنهد بقليل من الآسى
"هي أخصائية نفسية.. وجوزها لسه ميت مفيش تلت شهور.. كانت مش موافقة خالص ترجع الشغل ومضايقة عشان موضوع جوزها.. لحيت عليها أنا وفريدة أنها بس تقابل زينة وإن زينة عندها كام مُشكلة ووافقت.. ده كده فكت كتير أوي يا خالو" أومأ في تفهم وقد تأثرت ملامحه "أنا بردو أفتكرت لما حضرتك زمان ودتها لدكتور.. أظن إن الفترة دي كانت فعلاً بتتحسن.. بس جه سفرها وأكيد مكملتش"
"حقيقي يا أسما أنتي دماغك هايلة وخطوة كويسة اوي فعلاً"
"خالو أنا ملاقتش الموبيل.." آتت زينة لتقاطع حديثهما 
"ايه ده!" مرر كفه على جيبه "تصدقي شكلي عجزت فعلاً وعندي بوادر زهايمر.. الموبيل أهو في جيبي" ضحكتا أسما وزينة "حقك عليا.. تمن التاكسي عندي.. عشان المشوار للعربية وكده" 
"يا خالو ولا يهمك" حدثته زينة 
"يالا يا أسما اتحركي ورانا.. وأنتي بقا تعالي كده اتشعلقي في دراعي عشان الناس تشوف قمر زيي كده ماشية معاه ويحسدوكي بقا وحركات" ضحكتا مجدداً ثم توجهت لتعانق ذراعها بساعده 
"أنا أطول.. ده أنا ليا الشرف"
"يالا يا جميل ده أنا اللي هيعاكسوكي مني" ابتسم لها وتوجها سوياً للسيارة بينما تمنى بداخله أن تكتشف سريعاً حقيقة شهاب.
❈-❈-❈
رمق الساعة بجانبه ليجدها قاربت الثالثة والنصف عصراً ليزفر في حنق لتأخره في النوم هكذا ولكنه نهض جالساً وهو يخلل شعره وحاول طرد أثار النوم من على وجهه ةتناسى تأخره في الاستيقاظ وتنفس براحة شديدة عندما تذكر ما فعله ليلة أمس وكم أنه أنه شعر بأن نشاطه تجدد بعد ليلته بصحبة سلمى..
"كفاية.. أرجوك.. كفاية.. مش هانسى كلمة تقولها تاني وهاعمل كل اللي أنت عايزه بس خلاص أرجوك ضهري كله بقا دم" تحدثت ببكاء هيستيري لينظر لها بعد أن فتح عيناه ليجد قطرات العرق تتسابق على جبينه ومنها إلي بُنيتيه ثم تفحص ظهرها ومؤخرتها وحتى ساقايها وما فعله بها كان مُرضياً له تماماً.. مرضياً لدرجة مريحة بشدة.. وكأنه شُفي من مرضٍ عضال لا يُشفى منه أحد.. خاصةً لو أن مكانها أحد أفراد تلك العائلة اللعينة..
ترك حزامه أرضاً ثم توجه ليركع خلفها غير آبهاً ولا مكترثاً لنحيبها ثم دفع جسدها للإلتفات لتصيح في صراخ مزق حلقها فقميصه الذي قيدها به إلي ذلك العامود لم يعد به ما مساحة تتسع لتحرك يداها وشعرت بالدماء في معصميها تكاد تنفجر من مدى ضيق ربطته حولها وتعاكس ذراعيها ليسببا له الآلم الشديد
"ايديا.. أرجوك.. فكني بس وهاعمل كل اللي تقول عليه" توسلته ببكاء صارخة ليقهقه بطريقة لم يفعلها أبداً وهو يعاشرها 
"لا ده أنتي شكلك نسيتي نفسك.. جرا ايه يا بت!!" صاح به بغضب وتحولت ملامحه للغضب والقسوة لينهال عليها صافعاً وجهها ومن ثم أخذ يصفعها مراراً وتكراراً دون إكتراث لبكائها الهيستري "انتي مش عارفة أنا ممكن أعمل فيكي ايه ولا نسيتي نفسك يا *****" أهانها بالسُباب وبنفس اللحظة كان داخلها ليشعر بجفافها الشديد ولكنه لم يعي ذلك إهتماماً فكل ما كان يكترث له هو إخراج عنفه بالكامل حتى يحصل على بالاً لا يشوبه شائبة ليرى كيف سيتصدى لبدر الدين 
توقف عن صفعها ودفع بداخلها بقوة قاسية للغاية ولم يلقِ بالاً لإرتجافها أسفله وصراخها الذي يدل على تألمها وتوجعها بما يفعله وجذب شعرها ليدفن برأسه جانب أذنها ووصد عيناه ليجد أوجه تلك العائلة جميعهم أمامه ليسحق أسنانه في غيظ
 "نسيتي نفسك ولا ايه" تحدث بين أسنانه لاهثاً "نسيتي إنك اترجتيني عشان أعمل فيكي اللي بعمله حالاً" أخبرها مجدداً بنبرة مُهينة "كلامي يا روح أمك مبقاش ليه لازمة ولا ايه" تحدث بين أسنانه المُطبقة ليزيد من قوة اجتذابه لشعرها ويتعالى صراخها "لو كنتي نسيتي مين شهاب فأنا أعرفك كويس يا لمامة" أزاد من قوة دفعه بها حتى أصبحت كل دفعاته بداخلها كالجحيم المستعر يلهب جسدها كالعذاب الأليم! 
"جرا ايه.. محدش عاملي حساب ولا ايه.. متعرفوش إني ممكن أبهدلكوا!! كل اللمة اللي أنتو فيها دي أنا أقدر أدمرها في ثواني.." أعتصر عيناه وهو يهذي بينما لم تستطع سلمى تبين يا ينطق به، فلقد كان قاسياً للغاية، ذراعيها كادتا أن تُخلعا عن جسدها، ودفعاته السريعة المتواترة وهو يصمم أن يصل لأعماقها أكثر من مرة اليوم كانت كفيلة بأن تجعلها تغيب عن الوعي.. امّا عندما غرس أصابعه بجروح ظهرها كانت بمثابة النهاية لقدرة تحملها وصرخت بشدة ولكنه لم يكترث ونتيجة لذلك العذاب الذي لم تناله على يده من قبل فقدت وعيها..
"أنا هوريكوا" تحدث وهو يلهث بشدة "أنا هادمركوا وهعرفكوا مين شهاب.. بقا أنا يتعملفيا كده ويكلمني واحد زي بدر وفت ده.. أنا هاوريله يعني ايه وساخة!" هذى مجدداً ولم يلاحظ إغمائها بين يداه وآخذ يدفع بها بعنف وجذب شعرها مرة أخرى بقبضته وتعرق جسده للغاية لتمتد يده الأخرى لأحدى ثدييها وغرس أصابعه بمنتهى القسوة به وهنا لم يستمع لصراخها ليفتح عينه لينظر لها أخيراً وقد تملكه الغضب الشديد ولم يكترث لحالتها وذلك الإغماء وشحوب وجهها لتلتف يده حول عنقها والأخرى غُرست بعظمة ترقوتها وبدأ جسده في الإرتجاف فوقها حتى حصل على خلاصه لينسلت من داخلها ثم نهض وحل وثاق يدها وتركها أرضاً غير آبهاً لها.. 
ارتسم الرضاء والراحة على وجهه ثم تناول هاتفه ليجد العديد من الإتصالات ما أن أعاده للإتصال بشبكة الهاتف حتى هاتفته زينة ليلعنها داخل نفسه ثم تمتم "وأنا ناقص قرفك على الصبح!"
"ايوة يا حبيبتي.." أجابها فهو لا يُريد أن يثبت لبدر الدين سوى عشقه لها  
"ايه ده أنت لسه نايم!! ده أحنا خلاص خمس دقايق ونبقا عندك"
"ايه!! احنا مين؟!" توسعت عيناه في دهشة ولكنه حدثها بنبرة طبيعية لينهض مُسرعاً ليفيق سلمى 
"أنا وأسما وخالو.. ده أنت يادوب تفتحلنا" تعجبت من سؤاله ولكنها أجابته
"ماشي يا حبيبتي توصلوا بالسلامة" وكز سلمى بعنف حتى تستيقظ ثم أدرك أنه لا يرتدي سوى سرواله الداخلي ولأول مرة يشعر أنه قد وقع بورطة!!
يُتبع..