-->

رواية جديدة لأجلك نبض قلبي مكتملة لأسماء المصري - الفصل 7

قراءة رواية لأجلك نبض قلبي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 






رواية لأجلك نبض قلبي

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية لأجلك نبض قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل السابع


يتصل عمر بالاستقبال و يخبرهم باحضار سياره للاسعاف و يخبر عائلته بمرضها و يركب معها سياره الاسعاف و يتبعه الجميع بسياره الفندق 


تشخص الحاله بالتهاب حاد فى الزائده الدوديه و ضروره استئصالها سريعا فتتجهز خديجه لدخول العمليات وسط الضيق الشديد الذى اعتمر صدره و لم يستطع اخفاءه عن ما حوله 


جلس الجميع بالانتظار امام غرفه العمليات حتى خرج الطبيب يطمأنهم على حالتها و الذى فور ان رآه عمر هب واقفا و اسرع ناحيته ليساله بلهفه "خديجه عامله ايه يا دكتور؟" 


الطبيب " اطمنو....هى كويسه جدا و ربع ساعه بالكتير و تخرج اوضتها..بس واضح ان الالتهاب ده من فتره و كان بييجى و يروح لان الزايده مش بس كانت ملتهبه لا كمان كانت متضخمه " 


عمر بتخوف "هى كانت اشتكت لى من الوجع ده من يومين و فعلا قالت انه بقاله فتره بيجيلها " 

يتضايق عبد الرحمن و يردد بحده " ولما انت عارف ليه مبلغتناش انها تعبانه؟ " 


ينظر له عمر بضيق من اسلوبه و يردد بحنق " انا مكنتش فاهم  ان الموضوع جد و هى فهمتنى ان الموضوع بسيط و اكيد يا عمى لو اعرف ان الحكايه بالخطوره دى مكنتش سكت" 


يحاول طه تهدئه الامور فيردد بهدوء " خلاص يا جماعه....و الحمد لله انها جت على قد كده "


يجلس عمر فى ترقب و انتظار خروجها لغرفه و هو يسترجع احداث ما مرت به و ما راته فيفكر كيف ستنظر له الآن.... لقد رآى تالمها فور رؤيته على تلك الحاله، نعم كانت تتالم و لم يكن تالمها نتيجه لمرضها فقط فقد راى فى عينها التخاذل فقد خذلها


ظل عمر يطرق الارض ذهابا و ايابا و هو واضع يده فى جيب بنطاله و يظهر عليه القلق الشديد حتى تلحظ اخواته البنات قلقه فتنحنى اسيل على اذن اختها و تردد هامسه " شايفه ابيه عمر عامل ازاى؟" 


تجيبها ليان " ايوه...قلقان خالص، ده مكنش عامل كده لما بابى دخل عمل العمليه دى...الظاهر كده ان كلامك صح و الموضوع زى ما قلتى مشروع نسب بس ابيه عمر عنده علم مش من وراه و لا حاجه " 


تردد اسيل بتمنى " طيب يا ريت، دى خديجه اموره و عسوله و دمها خفيف و غير كده حتفرس اللى بالى بالك " 


ترددها و هى تبتسم فى خبث فتحاول اختها فهم ما ترمى اليه لتردد متسائله " قصدك مين؟" 

اسيل بمكر " حيكون مين؟ السنيوره لوچى بنت خالك " 


ينظر عمر لاختيه بغضب و يرمقهما بنظرات تحذيريه فيتوقفا عن الكلام على الفور 

تخرج خديجه للغرفه و يطمئن عليها الجميع و تحاول التهرب من نظرات عمر الذى اخذ يتفرس ملامحها المتعبه حتى يستطيع قراءة ما يدور بخلدها و لكنها آثرت ان تحاول التعامل معه فى اضيق الحدود 


تحاول هاله استكمال خطتها و لكن دون مساعده حياه لانشغالها بابنتها فتنظر لطه و تردد بصوت مسموع " طه....انا بقول تاخد عبد الرحمن و البنات و ترجعو الفندق " 

يجيبها طه بتعجب " و انتو؟" 


هاله بمكر " حقعد شويه انا و هاله و يبقى عمر يوصلنى " 

طه " حيوصلك بايه؟ مفيش غير عربيه الفندق "


هاله بملل " يا طه ابقى ابعتها تانى العربيه مش قصه" 

ينظر طه  لابن عمه و يردد برجاء " قوم يا عبده خلينا نرجع" 


عبد الرحمن برفض " انا مش حمشى و اسيب بنتى" 

هاله متوسله " يا عبد الرحمن ابنك نام على نفسه و صحتك كمان متستحملش..... اقولك روح مع طه و تعالى الصبح من بدرى  ده هو يا دوب سواد الليل" 


تحاول زوجته اقناعه بعد ان تخوفت من تدهور حالته فتردد بتوسل " روح انت يا عبده عشان محمد حرام و انا هنا مع خديجه " 


ينصاع لرجائها بالنهايه فيذهب الجميع للفندق و تظل هاله و حياه و عمر فقط فيجلسوا جميعا معها فى الغرفه و خديجه تستريح على الفراش فيقترب منها عمر و ينظر لها بتساؤل " انتى كويسه دلوقتى و لا فى حاجه بتوجعك؟" 


تحرك راسها بالرفض دون التحدث فتنظر هاله لعمر و تستشعر توترا ملحوظا فتهمس لحياه مردده " ما تيجى نشرب حاجه فى الكافيتريا؟" 


حياه بحزن " و مين له نفس فى حاجه يا هاله؟" 

هاله بتوسل " معلش...تعالى بس نسيبهم شويه مع بعض يا حياه " 


توافق حياه فتخرجا و تتركهما بمفردهما فينتهز عمر الفرصه و يقرب المقعد من فراشها و يجلس بجوارها و اخذ ينظر لها و لكن الصمت طال اكثر من اللازم فقطعه بعد ان سعل سعله صغيره ليزيل حشرجه صوته هاتفا " خديجه.....ممكن تبصيلى؟" 


تنظر له فيرى الحزن بعيونها فيردد باسى " مكنتش احب تشوفينى فى الوضع ده...انا بجد اسف " 

تجيبه خديجه بصوت متعب " انت حر فى حياتك يا عمر " 


يتعجب من ردها و لكنه لا ييأس فيقترب اكثر و يمسك كف يدها بين يديه و يحدثها بهدوء " انا عمرى ما اعتذرت لحد قبل كده...فاعرفى قيمه الاعتذار ده " 


متعجرف....مغرور....انانى... حاد و ماذا ايضا، اخذت تتصارع افكارها بداخلها و فى النهايه تحسم امرها بان تعامله بجفاء فتردد موضحه " بص يا عمر...لما اتكلمنا مع بعض قلتلى لو فى حد فى حياتك احب اعرف، و انا قلتلك مفيش و مش ناويه طول ما انا المفروض انى مراتك حتى لو كان على الورق فلازم احترمك....و على العكس تماما انا حتى مسالتش اذا انت فى حد فى حياتك او لا لانه ببساطه ميهمنيش بس اللى يهمنى انك تحترمنى و لو بالكذب يعنى لو عايز تعمل الحاجات دى يبقى يا ريت متعملهاش قدامى  غير كده انت حر " 


يومئ راسه بالايجاب بعد ان شعر بالحرج من حديثها و لكن طريقتها قد آلامته الهذا الحد لا يؤثر وجوده فى حياتها من عدمه و لكن لحظه الم يكن ذلك ما تريده ايها المغرور اذا لما انت متضايق لهذا الحد....اما تريدها او لا....لماذ تتخبط بافكارك و مشاعرك... فلتمحى تلك اللعنه التى تشعر بها تجاهها منذ ان رايتها اول مره فهى تستحق افضل منك 


يظل جالسا تتضارب افكاره داخل عقله ليعود الصمت يسود تواجدهما مع بعضهما، و فى المقهى الخاص بالمشفى تحاول هاله اخراج حياه من حاله الحزن فتردد مازحه " خطه الشطه باظت " 


حياه ببسمه رقيقه " الولد اللى اتفقتى معاه ملحقش يعمل حاجه، بس انا قلتلك من الاول ان بنتى مش بتاعه صحوبيه و الكلام الفاضى ده " 


هاله " الحكايه مكانتش عايزه اكتر من انه يقعد معاها خمس دقايق بس شوفتى عمر جرى ناحيتها على طول ازاى؟ و الله انا حاسه ان فى حاجه بس الموضوع محتاج زقه صغيره كمان" 


حياه برجاء " معلش يا هاله...سيبى الحكايه تمشى براحتها بلاش احنا نتدخل اكتر من كده بدل ما تبوظ خالص " 

هاله بخبث و تخطيط " اخر خطه حعملها و بعد كده حسيبهم مع نفسهم " 


يقطع حديثها رنين هاتفها فتجيب على المتصل فهو زوجها " ايوه يا طه، وصلتم الفندق؟ " 

يجيبها بحنق و غضب شديد تستشعره هى من صوته " وصلنا" 


هاله بتخوف" مالك؟ حاجه حصلت؟" 

طه بغضب " ابنك فين؟ اديهولى مش بيرد عليا " 

هاله بقلق " طيب حطلعله فوق و اخليه يكلمك...انا تحت فى الكافتريا " 


طه بتعجل " طب بسرعه عشان الحق المصيبه دى" 

هاله برهبه " فى ايه يا طه؟ قلقتنى...ما تتكلم " 

طه بفروغ صبر " اخلصى يا هاله خلينى الحق اتصرف و اكيد حبقى احكيلك " 


تصعد بقلق و تتبعها حياه حتى تدلفا لغرفه خديجه لتجدا الصمت و الهدوء يعم المكان فتقترب منه و تردد بصوت هامس حتى لا توقظ خديجه النائمه "هى نايمه من بدرى؟" 

عمر " لا من شويه " 

هاله " طيب ابوك عايزك تكلمه احسن بيقول فى مشكله " 


يزفر عمر متضايقا و يردد بحنق " هو ده وقت مشاكل الفندق يا ماما، انا فى ايه و لا فى ايه؟" 

هاله برجاء " معلش يا حبيبى شوفه بس احسن ده كان متعصب اوى " 


يتصل به من هاتف هاله فيجيب طه على الفور بصياح غاضب " ايه الزفت اللى هببته ده يا باشا و مش بترد عليا ليه؟" 

تلمع عين عمر فى ضيق و يردد بحده " فى ايه؟ انا نسيت موبايلى فى الاوضه و بعدين مالك ايه الاسلوب ده يا بابا؟" 


طه بصياح هادر " اسلوب!...انت لسه شفت اسلوب، تقدر تقول لى انت كان مين عندك فى الاوضه بتاعتك انهارده؟" 


يفهم عمر تلميحه بوجود تلك السائحه بغرفته فيردد دون اكتراث " ايوه...و بعدين؟" 

طه بنفاذ صبر  متهكما " لا و لا حاجه ابدا يا استاذ عمر، الست مقدمه فيك شكوى و شرطه السياحه حتعملك محضر بس كده، بسيطه يعنى " 


عمر بسخريه " ده على اساس ايه الشكوى و المحضر؟" 

طه " قالت انك قلتلها انك صاحب الفندق و اخدتها معاك تفرجها اوضتك و هناك بقى......" 


يقاطعه عمر " ايوه هناك بقى ايه؟ اعتديت عليها مثلا، و لا كان بمزاجها؟" 

طه بقسوه " عمر....مستعبطش، الامن جايبها بملايه السرير من اللوبى و قالت انك طلعتها بره الاوضه بالمنظر ده " 


عمر بقوه و شكيمه " طيب انت مشكلتك فين دلوقتى؟ سيبها تعمل اللى هى عيزاه، تعمل محضر و لا تقدم شكوى...اللى يريحها و انا حتصرف " 


طه بصياح " حتتصرف ازاى؟ ده انت غلبت عدى فى استهتاره، ده عمره ما عمل كده و سمعه الفندق حيحصل فيها ايه؟" 

عمر بهدوء " ممكن تهدى و انا ححلهالك " 


طه " حتحلها ازاى؟" 

عمر " نيم بس انت الليله دى لبكره الصبح و انا ححلهالك و متقلقش " 


تمكث خديجه يومان بالمشفى و فى تلك الاثناء يحاول عمر حل ازمه السائحه التى فور ان راته تبدلت ملامحها من الضيق الى الاثاره بعد ان هذب ذقنه و هندم ملابسه و عطر جسده فاصبح فى شده الوسامه فاذدردت لعابها بصعوبه فور اقترابه منها و جلس الى جوارها فى ردهه الفندق و اقترب منها هامسا لها بصوت عذب قاصدا تشتيتها ليردد " لم اكن اعلم ان وقتى الحميمى معك لم يكن بتلك الجوده " 


ارتبكت و توترت ملامحها و هى تنظر له و تسحب شفتها السفلى من شده وسامته و رائحه عطره التى بعثرتها لاشلاء و انفاسه القريبه من عنقها و التى جعلتها تشرد بعالم اخر ليعود و يحدثها بنعومه "فلتخبرينى اذا لما انتى غاضبه الى هذا الحد لدرجه ان تشتكيننى لشرطه السياحه " 

ليكمل بعجرفه و غرور " و التى للعلم فقط لن تستطيع ايذائى بشئ" 


تتلعثم السائحه بالحديث و تردد بارتباك "اانا...اقصد، لل لقد...." 

يقاطعها عمر " اعلم انى اسأت التصرف و لكن ماذا كنتى تتوقعين و زوجتى تتالم امامى بهذا الشكل؟" 


السائحه " لم اكن اعلم انك متزوج " 

عمر ببسمه ساخره" و انا لا اعلم ما اسمك حتى الآن...لذا اظن اننا تعادلنا " 

السائحه بفضول " اذا ما بها زوجتك؟" 


عمر " استأصلت الزائده الدوديه و هى بالمشفى الآن" 

تنظر له بنظره لعوب و تحدثه بجرآءه " اذا هل ستعوضنى عن ليله امس ام ماذا؟" 


يشعر عمر بالنفور و لكنه يحاول ان يخفى مشاعره ليردد و هو راسما بسمه كاذبه على شفتاه " الم تكتفى ليله امس؟" 

السائحه بجرأه " بالعكس تماما " 


يبتسم عمر ابتسامه صفراء و يردد " ساجعلهم يحجزون لك الغرفه الملكيه لتقضى بها ما تبقى من اقامتك هنا و اعدك بزياره اخرى و لكن بعد ان تطيب زوجتى " 


تتعجب السائحه منه و تردد باستهزاء " اذا كنت تحبها كل هذا الحب، فلماذا تخونها؟" 

يغضب عمر منها و يقترب كثيرا من اذنها ليردد بصوره مهينه و متعجرفه " زوجتى انقى من ان اجرب معها تلك الاشياء المهينه التى افعلها مع غيرها  فمعاشرتى لاخريات ليست بهدف الخيانه و لكن لاحتياجى لتلك الافعال التى ارى انها لا تناسب زوجتى " 


تشعر بالاهانه الشديده فتلوى فمها فى ضيق و تردد بمهانه " لماذا انت قاصٍ بهذا الشكل؟  انا احاول ان اتغاضى عن فعلتك ليله امس و ها انت ذا تعيد الكره باهانتى " 


يعكس عمر قدميه واضعا قدم فوق الاخرى و هو يستند بغرور و قوه على المقعد و يردد بصوت رخيم " تلك شخصيتى، و كل من يعرفنى يتقبلنى كما انا حتى زوجتى لم تتحدث و لم تعارض وجودك بفراشى كما رايتى و انتى اذا تقبلتيننى كما انا سترتاحين كثيرا و الآن اصعدى لغرفتك حتى تجمعى اشيائك انتى و رفاقك و تصعدى للجناح الملكى و بعد ان اطمأن على زوجتى سوف احادثك" 


القى بكلماته عليها و كانه يعطيها اوامر عسكريه و لم تجد هى مفر الا ان تقبل بما القاه على مسامعها خصوصا بعد ان علمت من بعض العاملين بالفندق انه ضابط بالجيش و انه يملك احد اكبر شركات الحراسات الخاصه فايقنت انها لم تتعرف على شخص عادى بل هو شخص من نوع خاص مما زادها اعجابا به لتنهى هى شكواها و تقوم بسحبها فور مغادرته 

❈-❈-❈


تمر ايام حتى تشفى خديجه و يعودوا جميعا للقاهره و تمكث عائله خديجه بضعه ايام بڤيلا الباشا حتى تطيب خديجه تماما و هناك يتعرف عدى عليها  و يراها لاول مره فقد كان مسافرا كل تلك المده


فور دخولهم جميعا من ابواب الڤيلا يرحب بهم عدى ممازحا اياهم " يا اهلا يا اهلا....حمد الله على السلامه، يا جى من السفر، وحشانا الابتسامه " 


يصمت عن الغناء فور ان رأى عمر يحمل تلك الفتاه فائقه الجمال و يتبعه ذلك الرجل و تلك المرأه كبيره الشبه بالفتاه و رغم كبر سنها الا انها تبدو جميله هى الاخرى 


نظر عمر الحامل لخديجه على يديه كدميه صغيره الى اخيه و اخذ يردد بتهكم " ده انت اللى حمد الله على السلامه، بقالك قد ايه مسافر؟ " 


يحاول عدى انهاء الحوار فهو يعرف اخيه تمام المعرفه و لا يريد ان يقوم بتوبيخه امام من ظن انهم غرباء فتحدث بلباقه " طيب بس حط الانسه ترتاح واضح انها تعبانه " 

ليوجه نظره اليها و يحدثها برقه معرفا بنفسه " انا عدى " 


تومئ خديجه راسها بخجل فهى  قد رفضت ان يحملها عمر لشعورها بالخجل و لكنه اصر فوجهت نظرها لتلك الانفاس القريبه منها و التى قد بعثرتها اشلاءا ناهيك عن اقترابها من جسده المشدود و ملامستها لعضلاته العريضه فاذدردت لعابها بصعوبه و هى تحاول التحدث له " ممكن تنزلتى انا بقيت كويسه؟ " 


لا يعير لها عمر اى اهتمام و كانها لم تتحدث و صعد الدرج و دخل الغرفه التى خصصت لها قبيل سفرتهم ووضعها على الفراش و قام بتدثيرها و جلس الى جوارها ممسكا بيدها و هو ينظر لها نظرات شتتها فاشاحت بوجهها للجانب الاخر فردد عمر بضيق "برده بديرى وشك عنى....خلاص يا ديچا بقى "


تنظر له و ترسم ابتسامه ضعيفه على وجهها و تحدثه بصوت رقيق و لكنه حزين" خلاص يا عمر صدقنى انا بجد بقيت كويسه بس لو تسيبنى اغير هدومى " 


يقف مسرعا و يتجه ناحيه الباب و هو يردد بعجاله "حبعتلك شنطتك و ليان عشان تساعدك " 


يخرج قبل حتى ان تعترض على شئ و ينزل الدرج ليخبر اخته بالصعود لمساعدتها و على جانب اخر وقف طه ينظر لابنه الاوسط بخزى و سحبه من يده ليقوم بتعريفه على ضيوفهم فردد بصوت حاد بعض الشيئ " ده ابن عمى عبد الرحمن و دى مراته و ده محمد ابنه " 


يقترب عدى منهم و يصافحهم بلباقه و يردد " اهلا و سهلا نورتم " 

عبد الرحمن " ده نورك يا بنى " 


يشير طه بيده للداخل و هو يردد " ادخل يا عبده عشان ترتاح من الطريق انت و حياه اوضتكم جاهزه" 


يتجه عبد الرحمن لغرفتهما و يقترب عدى من اخته الصغرى اسيل او كما يسميها هو بنشره الاخبار و التى يوجد لديها كل المعلومات فيسالها متفحصا اياها " قوليلى بقى يا رويتر مين دول و ايه حكايتهم؟ " 


تجيبه اسيل ببسمه " ابن عم بابا و صاحبه اوى من زمان " 

لتتحول نبره صوتها الى الهمس " ده اللى كان خاطب عمتو زمان و سابها عشان يتجوز طنط حياه" 


يردد عدى ممازحا " و الله معاه حق دى و هى طنط زى القمر امال كانت عامله ازاى و هى صغيره؟" 

يكمل استجوابها " ايوه بقى و كنتو فين و هم بيعملو ايه معاكم؟" 


تجيبه باستفاضه " ابدا يا سيدى...اونكل عبد الرحمن عنده مرض وحش و بيوصى بابى على ولاده و بابى بقى حب يخرجه من جو المرض و عزمه فى الفندق عندنا فى شرم بس الاجازه اتضربت " 


ينظر لها متعجبا و يسالها " اضربت ليه، انا هنا من 3 ايام و عرفت انكم مسافرين من اسبوع " 

اسيل " ايوه ما احنا قعدنا كام يوم كده فى الاول لحد ما ديچا تعبت و دخلت المستشفى و ساعتها بقى الاجازه باظت " 


تلمع عين عدى فور سماعه لاسمها و ردد متسائلا بفضول " اسمها ديچا؟" 

اسيل " اسمها خديجه بس بنقول لها ديچا " 

عدى " و حصلها ايه هناك؟" 


اسيل " عملت عمليه الزايده و كانت تعبانه خالص، عارف يا عدى ديچا دى عسوله اوى و انا زعلت عليها لما تعبت اكتر ما زعلت على الاجازه اللى باظت " 

عدى " و هم حيقعدو هنا؟" 

اسيل " اه بابى اصر عليهم يفضلو هنا لحد ما ديچا تفك الغرز و تقدر ترجع المنصوره " 


يبتسم عدى بمرح و يردد " هم من المنصوره؟ عشان كده زى القمر " 

اسيل باغاظه " امال لو شفت شعرها بقى....خيوط دهب يا دودى " 

عدى مستفسرا " شقره؟" 

اسيل " اه.... و طبيعى من غير صبغات " 

❈-❈-❈



تمر ايام و عائله خديجه لا تزال تمكث بڤيلا الباشا و لكن عمر عاد لروتينه من تنظيم مواعيد كل شئ فى المنزل حتى انه ادخل ضمن نظامه مواعيد دواء و طعام خديجه و التى تنازل عن نزولها للجلوس معهم و امر الخدم باطعامها بالفراش و حرص ان يكون ميعاد اطعامها قبيل الميعاد المخصص لهم حتى يستطيع التواجد معها و اطعامها بنفسه 


كانت خديجه دائما ما ترفض اطعامها من قبل عمر و لكنه كان يصر و لا تجد مفرا سوى ان تنصاع لامره العسكرى " خلصى كل الاكل عشان العلاج " 

خديجه بضجر " يا عمر كفايه انا شبعت و زهقت من النوم فى السرير" 


يجيبها ممازحا بسخريه " مامتك بتقول عليكى بتحبى النوم، ادينى سايبك تنامى براحتك اهو " 

خديجه بضيق " ايوه بس مش كده، ده انا مش بقوم من السرير...دى عمليه صغيره مش مستاهله كل ده" 


يحاول عمر مهادنتها فيردد بصوت رقيق " خلاص يا ستى هانت و بكره الصبح حنروح نفك الغرز و ترتاحى " 

خديجه بنفاذ صبر " اه يا ريت احسن مليت و زهقت و عايزه ارجع المنصوره اشوف اللى ورايا بقى " 


ينتبه عمر لحديثها فمعها حق انها بمجرد ان تطيب ستعود الى بلدتها فاخذت افكاره فى التصارع مع قلبه الذى ابى ان لا يراها يوميا كما تعود منذ عشره ايام، ان يطعمها بيده...ان يدثرها بنفسه و هو قريب من وجهها يشعر بانفاسها تلفح عنقه و صدغه، ان يشتم رائحتها المماثله لعبير الزهور فى الربيع، ان يرى خضروتاها التى تسحرانه ليتدخل عقله و ينهاه عن تلك الافكار فهو و لا بد ان ينهى تلك المشاعر التى يشعر بها تجاهها 


تنتبه خديجه لشروده فتنظر لملامحه التى تعشقها و كانها تحاول حفرها داخل ذاكرتها لتعيد تذكرها عند سفرها و بعدها عنه فهى قد اعتادت ان تراه كل يوم و تشعر بحنيته و رقته معها فى التعامل فطوال فتره مرضها لم تعهده عنيف او قاسٍ بل اصبح رقيق ودود يعاملها كانها قطعه ثمينه يخاف عليها من ان تخدش او تجرح و كم راقها شخصيته تلك التى يحاول دائما اخفائها عن الجميع مرتدى قناع القسوه و الصرامه و لكن كان والده دائما ما يردد بان عمر قلبه ابيض و ان صرامته تلك ليست بحقيقته....نعم فلقد صدق فهى لم ترى بمثل طيبته و حنانه و لكنها ستحرم منه قريبا بعد ان تعود لبلدتها 


تفيق من شرودها و يفيق من شروده على صوت ليان التى انتبهت لتحديقهما لبعضهما البعض فتنحنحت بصوت عالى ثم رددت " ابيه عمر....السفره جاهزه تحت " 

يجيبها عمر بقوه مصطنعه " طيب انزلى و انا جاى وراكى " 


تضحك ليان ضحكه خبيثه فور خروجها فهما مكشوفين امامها بنظراتهما و شرودهما الدائم.... و فور الانتهاء من الافطار يردد عمر بحزم " انا رايح الشركه انهارده عندى شغل ضرورى، يا ريت متنسوش ميعاد علاج خديجه " 


تردد هاله ببسمه " متقلقش يا حبيبى كلنا معاها " 

ينظر عدى لامه باستخفاف و يلوى فمه و يردد بصوت هامس مقلدا اياها بصوت مصطنع " متخافش يا حبيبى " 


تنظر له ليان و تردد بضيق " بطل بقى،مصر تحصل مشكله...مش تحمد ربنا ان سفرك عدى على خير و انشغال بابى و ابيه عمر بخديجه خلاهم ميتكلموش معاك فى حاجه " 


عدى بلامبالاه" حتى لو اتكلمو...انا اصلا مش هاممنى، انا بشتغل و بتعب و من حقى اجازه اريح فيها اعصابى " 


ينهى الحديث مع اخته و يصعد لغرفه خديجه فيطرق الباب لتسمح له بالدخول فيردد بمرحه الدائم " الجميل عامل ايه انهارده؟" 

تبتسم خديجه من خفه ظله و تردد " الحمد لله " 


عدى برقه ممازحا اياها "انا ما صدقت ابو لهب راح الشغل و قلت اطلع اهزر معاكى شويه " 

تضحك خديجه من قلبها على نعته لاخيه الاكبر بهذا اللقب و تردد بمرح " مش خايف يسمعك مره و انت بتقول عليه كده؟" 


عدى " انتى حتعملى زى البنات...لا مش خايف بقى ايه رايك؟" 

تنظر خديجه خلفه و تلمع عينها و تردد بخضه "عمر..اتفضل " 


ينظر عدى خلفه بلهفه و خوف و يظهر الرعب على ملامحه فيتزعزع فؤاده فتنهار خديجه ضاحكه بعد ان انتبه انها قد تصنعت وجود عمر فضحك هو الاخر حتى تعالت ضحكاتهما و اخذا ينظرا لبعضهما ببسمه و رددت خديجه بمرح " لااا واضح خالص انك مش خايف منه " 


يحدثها معاتبا " كده يا ديچا...ماشى انا زعلان منك" 

ليتصنع العبوس فتبتسم له و تردد برقه " لا خلاص حقك عليا متزعلش " 

يظل متصنع العبوس فتردد بمحايله " خلاص بقى عشان خاطرى " 


ينظر لها بمكر و يردد " حصالحك بس يشرط " 

خديجه ببسمه " ايه هو؟" 

عدى " تنزلى نلعب مع بعض جيم بلاى ستيشن " 


تضحك عاليا و تردد " محرمتش خساره؟" 

عدى " يا بنتى انا بسيبك تغلبيتى بمزاجى عشان متزعليش " 

خديجه بمزاح" طيب و ماله...بس انهارده بقى سيبنى اخسر بمجهودى " 

عدى " طيب يلا عشان الحق العب معاكى قبل ما اروح الشغل " 


يسندها بيده و تنزل معه الدرج فتراهما هاله و التى اخذت تردد متخوفه " كل يوم لعب بلاى ستيشن؟ و لو عمر اخد خبر انها بنتزل من السرير و انك مش بتروح شغلك فى ميعاده حيهد الدنيا فوق دماغنا " 


عدى بملل " و النبى يا ماما تفكك منى شويه و خليكى فى حبيب القلب عمر " 

هاله بضيق " احترم نفسك شويه يا ولد انت... انا امك و ده اخوك الكبير " 

يتجه عدى لغرفه المعيشه الموضوع بها التلفاز و هو يتمتم " خليكى كده على طول مش شايفه غيره " 


تلاحظ خديجه تمتمته فتردد بفضول " مالك يا عدى؟ ده اخوك الكبير...طيب يا ريت انا عندى اخ كبير كده يبقى هو المسؤل عن كل حاجه فى البيت بجد احساس جميل اوى بالراحه و الامان....."


يقاطعها عدى باستخفاف " و الزهق و الخنقه و الحبس....اصل انتى مش عايشه معانا و بتشوفى بيعمل ايه؟ ده ربنا هاديه اليومين دول عشان انتو بس هنا، لكن انتى متخيله ان عمر فى الاساس كده و دى شخصيته! لا خالص.....ده غير ست الحبايب بقى اللى مش بتفكر فى حاجه غير ازاى ترضيه حتى لو على حساب كل اللى فى البيت "


ينظر لها بضيق و يردد متسائلا " انتى عارفه انها مش امه؟" 

تجيبه خديجه بحزن " ايوه عارفه...بس مش معنى كده انها تتعامل معاه وحش و تبقى مرات اب " 


عدى " اهى عشان تبقى فى نظر الناس مش مرات اب عملت عليا انا بالتحديد دور مرات الاب، بقت ام ليه هو و عاملتنى كانها مرات ابويا " 


تضحك خديجه عاليا و تنظر له بتسليه وتردد بمرح " و الله انت مشكله...بقى فى ام حتعامل ابنها كانها مرات ابوه؟انت بس اللى غيران من عمر و عندك حق لانه الكبير و هو اللى واخد اهتمام البيت كله غير ان شخصيته بتجبر اللى قدامه انه يسمع كلامه حتى لو مش موافق عليه...صخره، حجر " 


عدى " ايه؟ ايه صخره، حجر دى؟" 

خديجه " اول مره قابلته فيها اتعامل معايا بطريقه وحشه جدا و انا من وقتها و طلعت عليه الالقاب دى" 

يضحك عدى و يردد " يعنى مش انا بس اللى مطلع عليه القاب بزمتك مش لايق عليه ابولهب " 


خديجه برقه " لا حرام عليك مش لدرجه ابولهب " 

ينظر لها بضيق و يردد بملل " طيب يلا يا ختى العبى خلينى اغلبك و اروح شغلى " 

خديجه بضحك " قال يغلبنى قال " 


تاتى لوچين لزياره عمتها فى منتصف اليوم و معها اخيها الاكبر امير الذى فور تعرفه على خديجه اخذ يتقرب منها لاعجابه الشديد بها 


امير " يعنى طالما بتحبى التصوير اوى كده كنتى دخلتى فنون" 

تجيبه خديجه " انا حسيت ان التصوير مش محتاج شهاده لكن الطبخ محتاج " 

امير بفضول " بس مش حاسه نفسك متلخبطه و متشتته بينهم؟ " 


خديجه بعمليه " لا خالص.. بالعكس انا منظمه وقتى و بعرف ادبر امورى كويس " 

امير بحزن دفين "و الله الواحد حيزعل انك حتسافرى...متخليكم عايشين هنا فى مصر" 

خديجه برقه " لو شفت المنصوره حتعرف ان صعب حد يسيبها و يعيش فى زحمه القاهره " 

❈-❈-❈


يصر عمر على ايصال عائله خديجه لمنزلهم بالمنصوره بعد ان قامت بفك القطب من جرحها و الاطمئنان على صحتها و فور وصولهم حاول عمر المغادره للعوده للقاهره مباشره متحججا بالاعمال و لكن تمسك به عبد الرحمن بعد ان اطمأن من ناحيته عندما رأى على مدار عشره ايام معاملته الرقيقه و خوفه الظاهر على خديجه بل و اعتنائه الشديد بها اثناء مرضها 


عبد الرحمن باصرار:مستحيل اسيبك تسوق بالليل كده،انت تبات هنا و بكره الصبح تنزل على القاهره 

يوافق بالنهايه عمر على طلبه و لكنه يرفض رفضا قاطعا ان يبيت بغرفه خديجه لاحتياجها للراحه بفراشها و اصر على النوم بغرفه الصالون فقامت حياه بتهيئتها له 


فى المساء افاقت من نومها تشعر بالعطش الشديد فتوجهت للمطبخ لاحضار كوب من الماء البارد و عند عودتها سمعت همهمات و اصوات نزاع خارجه من غرفه الصالون فتجمدت مكانها من الخوف حتى تيقنت بان تلك الاصوات ما هى الا اصوات منازعه عمر اثناء نومه 


تشجعت للدخول و محاوله ايقاظه بعد ان رأته يتصبب عرقا و ينازع فى نومه و كان احدا ما يقوم بخنقه فتردد بصوت هامس " عمر...اصحى " 


لا يجيبها و يظل ينازع حتى دفعته فى كتفه بقوه و هى تردد بتخوف " اصحى يا عمر مالك؟"


ينتفض عمر فزعا من نومه بلهاث و تعرق و اخذ ياخذ انفاسه ببطئ لتحاول هى تهدئته فتعطيه كوبا من الماء و هى تردد بلهفه " اهدى...خد اشرب "


يلتقط منها كوب الماء و يشربه على دفعه واحده و هو يبتلع بصعوبه و الم و ظلت هى تربت على ظهره حتى هدءت انفاسه قليلا لتردد فى قلق " اكيد كابوس...استعيذ بالله من الشيطان الرجيم " 


ينظر لها عمر ببسمه متعبه و يردد بتمنى " يا ريته كابوس...ده حقيقه و بتتكرر معايا كل يوم " 

خديجه بفضول " انا سمعت عن الاعتقال بس معرفش تفاصيل" 


عمر باجهاد " كل اللى سمعتيه و مسمعتيهوش ميجيش حاجه فى الحقيقه.... انا اللى شفته اصعب من انه يتحكى " 


تدمع عينها من حديثه و انكسار صوته فينظر لها ببسمه و يقترب منها و يحتضنها و يربت عليها و يردد " طيب انتى بتعيطى ليه دلوقتى؟ امال لو حكيت حتعملى ايه؟" 


ينظر لعبراتها و يقوم بمسحها بابهاميه و يقترب من شفتيها و يقبلها قبله ناعمه وسط استسلامها له و لكنه لا ينفك ان يفقد السيطره على نفسه فتتحول رقته الى جموح فتحاول خديجه الابتعاد عنه و دفعه بعيدا عنها حتى تلتقط انفاسها فينتبه لنفسه على الفور و يبتعد عنها و هو يلهث بانفاسه لتبتعد هى عنه و تظل تنظر للارض و تفر من امامه بسرعه و تدخل غرفتها لتستند على الباب بعد غلقه و هى تبتسم بفرح و تاخذ انفاسها بسرعه و توتر 


ينظر عمر فى اثرها و صدره يعلو و يهبط فيجلس على الاريكه و هو يأنب نفسه و يوبخها بضيق فيردد " غبى....غبى...ليه عملت كده؟" 


تظل خديجه يجافيها النوم و هى تتقلب فى فراشها تستعيد قبلته و احساسها بقبلتها الاولى حتى ياتيها النعاس لتفيق على صوت والدتها الحنون و هى تردد " ديچا...اصحى يا حبيبتى" 


تنظر لها خديجه بنعاس و تثاؤب " حاضر يا ماما....و النبى جهزى الفطار بسرعه عشان عمر يلحق يسافر" 

تنظر لها حياه باستسلام و تردد " عمر مشى يا ديچا...صحيت انا و ابوكى ملقناهوش و ابوكى كلمه قاله ان وراه شغل مهم و كان لازم يمشى بدرى " 


تتعجب خديجه من فعلته و لكنها تلتمس له الاعذار فهو قد اخبرهم امس بان لديه اعمال هامه فتدلف للمرحاض و عندما تخرج تمسك بهاتفها لتحدثه و لكنه لا يجيب اول مره فتكرر الاتصال فلا يجيب فتحدث نفسها ببراءه و صفاء نيه " يا سايق و مش عارف يرد...يا وصل و معاه شغل....اكلمه كمان شويه اطمن عليه " 


و لكنها تحاول الاتصال به على مدار اليوم حتى يأست بالنهايه ان يجيبها فبدءت تشعر بالقلق و تضارب افكارها لتردد بخفوت " هو بيعمل كده ليه؟ انا بجد مش فهماه " 

❈-❈-❈ 


فى ڤيلا الباشا 

يجلس عمر شارد الذهن فتنتبه هاله لحالته فتهتف متسائله " مالك يا عمر سرحان فى ايه يا حبيبى؟" 

يجيبها عمر بايجاز " عندى مشكله فى الشغل.... متشغليش بالك" 


يصدح هاتف ليان بالرنين فتهتف بفرحه " دى ديچا" 

ينظر عمر بترقب و هى تجيبها فتهتف ليان " و انتى وحشتينى و الله...عامله ايه انهارده؟" 

خديجه " الحمد لله....و انتو كلكم كويسين؟" 


ليان برقه " اه كلنا تمام الحمد لله و قاعدين اهو مستنيين العشا " 

تردد خديجه و هى تحاول اخفاء فضولها " و عمر جه من الشغل؟" 


فتستطرد بتلعثم " اصله مشى بدرى و مش عارفه وصل امتى و بابا عايز يطمن عليه " 

تجيبها ليان بخبث " هو كويس، بس شكله مضايق و لسه قايل لماما ان عنده مشكله فى الشغل " 

خديجه بتخوف " طيب يعنى هو كويس؟" 


" اه و الله...خدى كلميه " ترددها و هى تتجه ناحيه عمر و بدون مقدمات تعطيه هاتفها و هى تردد بمكر " ديچا عايزه تطمن عليك " 


يرتبك عمر بشكل يلحظه الجميع و ينظر لاخته بشرر يتطاير من عينيه و ياخذ منها الهاتف بعصبيه و حده و يقف من مكانه يتجه لغرفه المكتب و يجيب باقتضاب " الو " 


تبتلع خديجه لعابها بحرج و تردد بخفوت "ازيك؟" 

عمر بايجاز " الحمد لله " 


تحاول خديجه فتح حديث معه و لكنها تستشعر اقتضابه فتختلق حديثا وديا " بابا كان عايز يطمن انك وصلت، بس مكنتش بترد على التليفون...فقلقنا احسن يكون حصل حاجه " 

يجيبها عمر بايجاز لينهى الحوار " لا بس كنت مشغول " 

تشعر بالحرج من رده الحاد فتتنحنح بحرج و تردد متسائله " طيب انت كويس دلوقتى؟"


يشعر عمر بطريقتها لفتح احاديث معه و يفهم ان تلك القبله لن تمر مرور الكرام فهو بخبرته المعهوده قد علم افتقارها للخبره و تيقن بانه لربما اول شاب يقبلها و بالطبع اختبارها معه لتلك المشاعر قد يربكها و ربما يجعلها تنجرف بمشاعرها نحوه التى حاول من قبل كبحها فهى صغيره بالسن و عديمه للخبره و قد تقع بسهوله فى عشقه 


يطول بهما الصمت حتى تردد خديجه بحرج "عمر....انت معايا؟" 

يجيبها " ايوه...انا سامعك "


يتوجه ليجلس على مكتبه و يريح ظهره على المقعد الجلدى و يخرج سجائره و قداحته الباهظه ليشعل سيجارته حتى ينفث عن غضبه من نفسه اولا ليردد بصوت مهزوز " اسمعينى يا خديجه شويه عشان احنا محتاجين نتكلم و نحط النقط على الحروف"


تتخوف من طريقته فى استهلال الحديث فتتزعزع اوصالها و تهتف بخفوت " انا سمعاك " 

" بالنسبه للى حصل بينا امبارح انا حابب اوضحه " 


يتنهد قليلا و ياخذ نفسا من سيجارته و يزفره بقوه و يكمل حديثه " عايزك تعتبريه محصلش.....يعنى يا ريت تنسيه خالص عشان نعرف نتعامل مع بعض بعد كده " 

تبتلع غصه فى حلقها و تظل صامته بعد ان شعرت بالم بعتصر صدرها فيكمل حديثه بقسوه مقصوده "انا فهمتك اننا مينفعش يكون فى بينا حاجه ....." 


فور نطقه لتلك الكلمات تشعر بالغضب الشديد نحوه فتقاطعه هاتفه بحده "و لما مينفعش يكون فى حاجه....ليه عملت كده؟" 


يجيبها بقسوه حاده " عشان انا راجل و بالنسبه لى الامر متعداش رغبه زى ما جت فى لحظات، راحت فى ثوانى و اللى كان المفروض انك تمنعينى مش تتجاوبى معايا بالشكل ده " 


اهه مكتومه حبستها بداخلها فور ان شعرت بسكين حاد يخترق عظام صدرها لينغرز بقلبها فتضع يدها عليه محاوله تدليكه لتخفيف ذلك الالم القاسى و تحاول التماسك لاظهار قوه مصطنعه لتحفظ بها ما تبقى من كرامتها المهدره على يده و حفظ ماء وجهها فتردد بتحفظ


" انت صح....مكانش المفروض اسيبك تعمل كده، كان المفروض اردلك عملتك دى بقلم على وشك عشان يفوقك من غرورك اللى مصورلك انى دايبه فى غرامك " 


يبتسم ابتسامه جانبيه و يردد بسخريه " يعنى انتى مش دايبه فى غرامى؟" 

تجيبه بحده " لا طبعا و لو على اللى حصل فكان بس انى ارتبكت و انت كنت صعبان عليا بعد الكابوس فمحبتش انهرك او اهينك و انت فى الوضع ده، لكن لو تصرفى حيخليك تفتكر حاجه تانيه...يبقى لازم تفوق لنفسك و تعرف انا مين و انت مين؟" 


" انا مين و انتى مين يا ترى؟" يحدثها باستهزاء و سخريه واضحه فى صوته فتردد بعصبيه و استخفاف 

" انا خديجه اللى اصغر من اختك يا ابيه عمر " 


يبتسم فى قراره نفسه بعد نعتها له بذلك اللقب فيردد مبتسما " ابيه عمر طالعه منك تجنن بصراحه، و براڤو عليكى لان ده اللى كان مفروض يحصل و ياريت من انهارده متقوليش غير يا ابيه عمر " 

تردد باستهزاء " بس كده،  انت تؤمر " 


يغلق معها المكالمه و هو يشعر بكم الالم الذى تسبب لها به فحتى بعد ان حاولت اخفاء ضيقها و المها قد شعر هو بكل اوجاعها فصغر سنها حال دون حبكها و اصطناعها القوه امامه فجلس لتدمع عيناه بعد ان تاكد من مشاعره ناحيتها و التى لربما شعر بها من لحظه لقائهما بزفاف اخو رفيقه 


تدلف هاله بطيبتها المعهوده عليه لتخبره بتجهيز الطعام لتجده على تلك الحاله و عيناه تترقرق بالعبرات فتردد بتخوف " مالك يا عمر...مالك يا قلب امك؟" 


يجيبها بخزى " مفيش يا امى " 

" ازاى مفيش؟ الدموع اللى محبوسه فى عنيك دى و تقولى مفيش...ده انا امك يا عمر و اكتر واحده فهماك و عرفاك يا حبيبى " 


يرتمى فى احضانها و يبكى بالم و يردد " تعبان اوى يا امى.....تعبان و مش قادر اكمل " 

هاله بحزن " ايه يا حبيبى اللى حصل بس؟ مكالمه خديجه....حصل حاجه، قالتلك حاجه ضايقتك؟" 


يبتسم بالم و ينظر لها بعيون دامعه و يردد بانكسار "انا كسرتها اوى يا ماما، مش عارف حبص ازاى فى وشها بعد كده؟" 

تبتسم هاله و تردد بحب " انت حبيتها يا عمر؟" 


" انا بحبها من يوم ما شفتها من قبل حتى ما اعرف انها بنت عمى، بس مينفعش " 

" ليه يا حبيبى مينفعش؟ و اذا قلتلك ان هى كمان بتحبك " 


ترددها هاله و هى تربت على راسه بحنين فيجيبها ببسمه منكسره " عارف...عارف يا ماما، بس برده مينفعش و اللى عملته معاها مش بس كفيل انه يخليها تكرهنى....ده كفيل انها متبقاش طايقه تسمع اسمى تانى " 


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية لأجلك نبض قلبي للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة