-->

المشهد الثاني - مروان ورحيق



المشهد الثاني " بالمغسلة " 


مرت أربعة أيام لم تلمح طيفه بهم حتي ،، تكاد تجن لرؤيته لقد اشتاقت له بشدة ،، إنه كإدمان يُسيطر علي عروقها اشتاقت لتجلس جواره كل ليلة وهو يعمل تعبث هنا وهناك .. تداعب لحيته .. وتتحدث معه حديث تافه يسايرها به وكل هذا علي قلبه كالعسل أو كان كذلك . 

 كانت تفرك ذراعيها وعنقها بلا فائدة وكأنهم في اشتياق شاق للمساته ومحاربة شدية لعدم تواجده ،، القليل فقط من الجواري من حولها هنا تعاطفن معها فهمست لإحداهن متسائلة : 
" لما تفعلن هذا أنا لم أعامل إحداكن بسوء يوماً " . 

أجابتها إحداهن ممن يجلسن حولها : 
" إنهن جواري الملك بالنهاية ،، جميعهن يحلمن بربع مكانتك حتي " . 

مطت رحيق شفتيها بأسي قائلة : 
" لم تعد لي مكانة ليحلمن بها " . 

تنهد كل من حولها بتعاطف حقيقي علي حالها ،، القليلات فقط من أظهرن امتنانهن لها كرد لمعاملتها الطيبة معهن والباقي ماكرات متشفيات بها لأن الساحة خلت لهن أخيراً ،، ستموت قهراً حقاً لو طلب إحداهن لقضاء ليلة معه . 

من بعيد راقبت دخول السيدة كلثوم متجهة لها حتي أمرتها قائلة : 
" قفي معي رحيق " . 

وقفت رحيق وكلها أمل بأنه يطلبها متسائلة : 
" إلي أين " . 

قالت كلثوم بجدية : 
" للمغسلة يا رحيق " . 

همست قاطبة جبينها : 
" المغسلة ماذا سأفعل هناك " . 

صاحت إحداهن حينها متشدقة بسخرية : 
" عفواً سُموك اليوم يوم غسيل الثياب " . 

زجرتها كلثوم حينها فابتلعت تلكَ الجارية ريقها بصمت وتسائلت أخري : 
" أليس من المفترض أن نذهب نحن أيضاً " . 

قالت السيدة كلثوم بنفي : 
" ستقوم رحيق بالغسيل اليوم وحدها كي تعتاد الأمر " . 
ثم نظرت لرحيق قائلة : " هيا يا رحيق " . 

همست رحيق ببؤس وهي تسير خلفها متذمرة كالأطفال أي غسيل هذا التي ستغسله : 
" حاضر " . 

دخلت حجرة الغسيل ووقفت بشفتين مذمومتين تسمعها وهي تخبرها : 
" هذه ثياب الملك تُغسل أولاً وحدها وهذه .. " . 

لم تسمع رحيق بعد ذلك شئ وقد لمعت عينيها عند ذكر اسمه وأخذت تتذكر الكثير والكثير بينهم حتي غفلت عن خروج كلثوم من الغرفة ودخول أخر وقف يراقبها حتي بات علي مقربة خطيرة للغاية منها وما إن تحركت حتي اصطدم ظهرها بصدره وصرخت مُجفلة مقشعرة بخوف وهي تلتفت بسرعة مصطدمة بعينيه المشتهية التي جذبتها لعالم وردي رُغماً عنها بدون استإذان ولم تعرف متي وكيف أطبق علي ثغرها بشفتيه يقبلها كما لم يفعل يوماً ،، يبثها حرارة كعاشق ولهان مُشتاق بشراسة . 

كانت تتمسك بتلابيب سترته وكأنها تخشي أن يطير من أمامها تاركة له ذاتها فبرغبتها أو لا هو الملك ويفعل ما يحلو له وهي بالتأكيد راغبة فقد كادت تفقد ذرات عقلها لتراه فقط وليس لأن تكون بين ذراعيه هكذا . 

استكانت مُجهدة مُغلقة لعينيها داخل ذراعيه بين الأغطية علي الأرض بغرفة الغسيل تلك ،، يغطيها بسترته الطويلة ويحيط جسدها بصدره العاري مُتطلعاً بجمود لهدوئها منذ أن فاجئها بوجوده حتي الأن لم تتفوه بكلمة واحدة حتي . 

بعد فترة وقف متنهداً لتتعلق عينيها بصدره الصلب المتحرك بوتيرة تنفس هادئة وعينيه الجامدة التي لا تفهم منهم شئ ،، التقط فستانها ليناولها إياه فالتقطته منه وسحب سترته التي تغطيها عنها فجأة لتشهق بخجل ولكنه أولاها ظهره فوراً تاركاً إياها ترتدي فستانها بتخبط وقد تلعبك أسفل خصرها فأخذت وقتاً وسط ارتعاشها كان هو ارتدي سترته وانتهي ليقرر مساعدتها .

جذبها لتتوقف يديها عن العمل وقد نزل بمستواه لقدميها وبكل هدوء أدخل يديه من أسفل فستانها متلمساً خصرها بتعمد وهو يفك تلبك فستانها ليتركه بعد ذلك متسرسلاً علي قدميها ثم وقف مُعدلاً من هيئتها بقول منتشي : 
" لديكِ غسيل الأن ،، إلي اللقاء " . 

أولاها ظهره ليغادر فشهقت وكأنه يأخذ الهواء معه ،، هل فقط هكذا سيذهب هكذا وكأن شئ لم يحدث ،، هل كان يفعل هذا مع جواريه من قبل ،، تلعثمت وهي تناديه : 
" مر .. م .. مولاي " . 

توقف مكانه للحظات قبل أن يلتفت لها مُستفسراً لتقترب منه ،، مدت ذراعيها خلف عنقه لتسحب شيئاً أحس بهِ يُسحب من أسفل سترته لأعلي وقد كان شالها الأسود الرقيق مُلتصقاً بسترته من الداخل ،، عيونه الحادة كانت تفترس ملامحها وأنفاسه كادت تلتهمها حتي ابتعدت قابضة علي شالِها بقوة ليربت علي وجنتيها بخشونة قائلاً بإثناء قبل أن يغادرها : 
" أحسنتي " . 

#يُتبع .