-->

الفصل الواحد والعشرون - عشق ناضج وعشق مجنون



الفصل الواحد والعشرون


"أنا، ممم، امبارح حصل موقف محرج شوية وعلشان عارفة إن صهيب إنسان محترم، يعني، كلمته وخليته يساعدني و،" حمحمت ونبرتها مهتزة للغاية "وتقريباً مكنش فيه حد ممكن يساعدني غيره، أصل، أغلب اللي كانوا موجودين إمبارح يعني،" حاولت أن تبدو مقنعة بكلماتها ولكنها فشلت تماماً 
"عارفة يا سمر، أنا طول عمري كنت بعاملك زي بنتي، وبديكي صلاحيات كتير وكنت بثق فيكي، بس للأسف اللي عرفته يخليني متعاملش معاكي تاني، بعد إذنك تروحي تسلمي كل حاجتك في الـ HR ومعاهم إستقالتك، علشان بس منعملش شوشرة" أخبرها بنظرات ندم بعد أن لاحظ مدى إرتباكها وفشلت تماماً في إقناعه بأي سبب يُعتد به
"بس يا Mr. عمرو حضرتك فهمت الموضوع غلط وأنا كنت مضطرة إنـ"
"مضطرة إن تسيبي كل زمايلك الآنسات والستات المتجوزين وتكلمي صهيب بالذات!" أخبرها بإستنكار شديد وهو ينظر لها بمزيد من الندم لائماً ثم مط شفتاه في آسى "للأسف عمري ما كنت أتخيل إنك تكوني كده! بعد إذنك أطلعي برا" أخبرها ثم ألتفت ليوجه لها ظهره 
"بس حضرتـ.."
"ولا كلمة تانية، أنا سمعت كل حاجة بوداني، أتفضلي برا!" أخبرها بحزم ليتآكل سمر الغيظ الشديد وهي تشعر وكأنها وقعت بموقف صعب لا تستطيع التملص منه أبداً وألتفتت بالنهاية لتغادر مكتب مديرها، السابق!
❈-❈-❈
"هو حضرتك تعرفيني؟!" تحدثت لينا بإستفسار لتلك الفتاة الجالسة أمامها والتي أخبرتها والدتها أنها تجلس في إنتظارها بغرفة إستقبال الضيوف
"هو أنا لسه معرفكيش، بس أعرف حاجات ممكن تكون مهمة بالنسبالك، وطبعاً آسفة إني جيت من غير معاد" ضيقت لينا ما بين حاجبيها في تعجب من كلام تلك الفتاة وأعادت رأسها للخلف قليلاً في إستغراب من تلك التي لم يسبق لها التعامل معها هي حتى لا تعرفها ولكن أنتشلتها ماهيتاب من حالة الإستغراب تلك التي وقعت بها
"أنا ماهيتاب، صاحبة سمر، أو كنت صاحبتها، البنت اللي بتشتغل مع صهيب في البنك!" أخبرتها لتمتعض ملامح لينا ولكنها سارعت في الحديث كي لا تظن لينا ظناً خاطئاً عنها "للأسف سمر عندها هوس غريب بصهيب من ساعة ما أشتغل في البنك، مصممة يكون فيه ما بينهم أي علاقة تحت أي مسمى ومفيش حاجة بتوقفها عند حدها أبداً" شعرت بالآسف وهي تتحدث عنها بمثل تلك الطريقة ولكنها لن تترك لينا لتغرق بالمزيد من الحيرة أكثر من ذلك فتابعت 
"للأسف آخر مرة كنت فيها مع لينا صممت إني أروح أسمع مامتك وصهيب بيتكلموا في إيه، وأنا عشان صاحبتي وافقت بس للأسف فوقت متأخر أوي على تصرفاتها البشعة دي" حمحمت في إحراج من فعلتها ثم تابعت "اليوم ده كان يوم الخميس اللي فات، وأنا بصراحة سمعت كلام صهيب عنك وهو شكله إنسان محترم وبيحبك فعلاً وبيحترمك، وأنا يومها كان آخر مرة أكلم سمر أو أعرفها أصلاً" زفرت ولينا تنظر إليها في تعجب ولكنها هزت رأسها في عدم فهم 
"ماشي بس، أنا مش فاهمة أنتي بتقوليلي كل ده ليه؟ ولا يكونش صهيب هو اللي باعتك؟!" نظرت لها في تحفز وبدت نبرتها منفعلة ما إن آتى ذلك التفكير على عقلها لتبتسم لها ماهيتاب بإقتضاب
"لا مش صهيب، أنا اللي جايبني النهاردة إني كنت إمبارح صدفة أنا وخطيبي في نفس المكان اللي كنتو فيه، وكنت في الحمام ساعة ما سمر كانت جوا، أنا سمعتها وهي بتكلم صهيب في الموبيل وسمعت كل حاجة حصلت ما بينهم" تريثت برهة لإلتقاط أنفاسها بينما تعالت أنفاس لينا في إرتباك وتحرقت شوقاً لتعرف كل الذي حدث
"صهيب أنا آسفة بس أنا يعني، أنا أتعرضت لموقف هباب، ممكن بس تجيلي الحمام" رفعت ماهيتاب حاجبيها في إندهاش وهي تحاول إستيعاب ما سمعته
"لأ، مش هاينفع، كل اللي موجودين مفيهومش حد قريب ليا زيك، معلش أنا آسفة بس ممكن تيجي" توسلته في إلحاح أمّا ماهيتاب لم تدري ما الذي تريد سمر فعله حقاً فتريثت لتستمع للمزيد.
"إيه يا سمر خير؟!" حمحم صهيب وهو يشعر بالإرتباك من وجوده بدورة المياة الخاصة بالنساء 
"الـ skirt اتقطعت ومش عارفة أخرج ازاي، حتى بص!" لم تصدق حقاً ما سمعته ماهيتاب لتضع يدها لتغطي بها فمها ولم تتوقع أن سمر حقاً قد تتعرض لذلك الموقف وكادت أن تُغادر لتساعدها "مش عارفة أعمل إيه، حتى البليزر مش هنفع أربطه مكان القطعة، متعرفش حد معاه دباسة؟"
"دباسة إيه يا سمر اللي مع حد هنا، أكيد طبعاً مش هنلاقي"
"طيب أنا عندي فكرة، أمسك أنت بس الـ skirt وأنا هحاول أربطها في البليزر من فوق" زفر صهيب مجدداً
"ده بالحرف اللي سمعته وبعدين سمر للأسف عملت حركة مش كويسة خالص" 
"لازم أقلعها علشان أعرف أربطها"
"ازاي يعني يا سمر، أنتي أتجننتي؟" 
" أنا مضطرة، هاعمل إيه يعني، معلش حاول تمسكهالي كده" 
"لينا، أستني" 
"أنت هتسبني كده"
"يا شيخة حلي عني بقا قرفتيني!"
"ده كل اللي حصل، ووالله ده كل اللي سمعته وهو كان واضح عليه إنه فعلاً مش طايقها، وأنتي دخلتي ساعتها ولما مشيتي هو طلع وراكي وسابها ومفرقتش معاه في حاجة" أخبرتها بعدما قصت عليها الأمر بأكمله لتزفر لينا وشردت بالتفكير في الأمر برمته ولكن ماهيتاب باغتتها بسؤال "هو أنتي عرفتي ازاي يا لينا؟" 
"جاتلي رسالة على الموبايل" أجابتها بتلقائية 
"طيب بذمتك لو كل الناس متجمعين وقاعدين قدام عينك وصهيب وسمر بس همّ اللي في الحمام، يبقا مين اللي باعتلك الرسالة دي؟ مفيش غير سمر، أكيد بعتتها من أي رقم تاني هي جايباه" تنهدت لينا وشعرت أنها نظرت مسرعاً لصهيب وقد تخلت عن أي ذرة من الثقة قد تكون بينهما وصدقت كل ما لُفق له ولم تعطه حتى ولو فرصة واحدة ليدافع عن نفسه.
"أنا آسفة إني مدخلتش وقتها بس أنا كنت مصدومة من اللي بسمعه، وأنا جيت النهاردة علشان أقولك إن الإنسانة دي مريضة، ومتأكدة إن صهيب عمره ما فكر فيها لأنها كانت دايماً بتكلمني وتشتكيلي، وعموماً أنا كده ريحت ضميري وعرفتك الحقيقة فين!" أخبرتها لتنظر لها لينا بعسليتان حزينتان 
"متشكرة أوي يا ماهيتاب"
❈-❈-❈

"أنا متشكر يا مازن بجد مش عارف أقولك إيه" ابتسم له صهيب بتقدير وإمتنان
"متقولش حاجة احنا أخوات يعني، وبعدين لو مكانك بصراحة هتعلق بقشاية" أخبره ليضحك صهيب "إن شاء الله ماهي تفهمها كل حاجة وتقتنع وربنا إن شاء الله ميجبش ما بينكم حاجة وحشة"
"إن شاء الله"
"وعلى فكرة بقا أنت ولينا معزومين على خطوبتي أنا وماهيتاب، وهبعتلك اللوكيشن وهستناك" 
"بجد، ألف مبروك ربنا يتمملكوا على خير إن شاء الله"
"الله يبارك فيك، عقبالك" أخبره ليشرد صهيب للحظة 
"إن شاء الله قريب" أخبره بينما قاطعتهما ماهيتاب التي آتت لتوها لينظر لها صهيب بإستفسار 
"متقلقش، هي في الأول كانت فاكرة إنك أنت اللي باعتني، بس هي فهمت كل حاجة خلاص" أبتسمت له ليومأ هو لها 
"شكراً أوي بجد وحقيقي مش عارف أقولكم إيه" نظر لكليهما بإمتنان مجدداً
"متقولش حاجة، أطلع بس صالحها وهي أظن فهمت كل اللي حصل" أومأ صهيب لها 
"يالا هنستأذن احنا ومتنساش، هستناك في الخطوبة" حدثه مازن 
"اتفضل" 
غادرا ليدلفا السيارة الخاصة بمازن لتنظر له ماهيتاب بإمتنان شديد والإبتسامة لا تغادر شفتيها وشعرت بالفخر لأن هذا الشخص هو من يود أن يشاركها حياته.
"فيه إيه؟ بتبصي كده ليه؟" سألها مازن بإبتسامة لتبادله هي الأخرى إبتسامة لا تنم سوى عن السعادة الخالصة 
"عمري ما كنت أصدق إن أكتر حاجة كنت رافضاها في حياتي يطلع منها أكتر حد ممكن يسعدني في الدنيا" أخبرته هامسة لتتوسع إبتسامته 
"متقاطعيش بقا المرة الجاية، يمكن يطلع أحسن مني ولا حاجة" أخبرها مازحاً لتلكمه ولكن بلطف على ذراعه 
"مازن متبقاش بايخ وتقول الكلام ده" تحدثت في إنزعاج 
"إيه؟ بتحبيني أوي ومش هتقدري تعيشي من غيري؟" سألها ثم تبع سؤاله بغمزة بأحدى عيناه لتنظر هي له مُضيقة ما بين حاجبيها وتحاول جاهدة أن تتحكم في تلك الإبتسامة التي أندفعت لها شفتيها ثم ألتفتت ولم تعد تنظر له وسلطت نظرها على الطريق أمامها ليلتفت لها مجدداً
"شغل كسوف بقا وكده! بس هتطلع منك يا حبيبتي عاجلاً أم آجلاً" أخبرها لتتوسع إبتسامتها التي تحاول أن تسيطرعليها ولم تستطع التفوه بالمزيد من الكلمات.
❈-❈-❈

 "حقك عليا أنا آسف!" أخبرها صهيب الذي آتى لها بأكبر باقة ورود حمراء رآتها في يوم لتومأ له بإقتضاب وتحاشت النظر إلي عينيه 
"ما خلاص بقا متتقليش! قولنا إني كنت غلطان!" تحدث مجدداً لتومأ هي مجدداً ولم تخبره بأي شيء وشرعت في ترتيب الورود بكل زهريات المنزل فما آتى به يكفي ليوضع بالكثير من الزهريات 
"طب بصي كده" أخبرها لتلتفت له دون أن تتحدث ليعطيها صندوقاً لتحمحم وهي تفتحه لتجد العديد من لفافات الشاورما التي يعلم أنها تعشقها 
"متشكرة" أخبرته بإقتضاب بينما تناولت الصندوق وتوجهت حيث غرفة الجلوس ليزفر صهيب في تأفف وهو يتبعها ليجدها تجلس على الأريكة المقابلة للتلفاز فجلس بجانبها ولم تعيره أي إهتمام وشرعت في تناول الطعام أمامها 
"أنتي فعلاً هتاكلي كل ده لوحدك؟" نظر لها بحاجبان رُفعا من الدهشة 
"أتفضل" أخبرته وهي تقرب منه الصندوق ليتناول لفافة من لفافات الشاورما ونبرتها غير واضحة بسبب مضغها للطعام ليبتسم هو
"متشكرين يا فندم! مش عارف والله أقولك إيه على العزومة الحلوة دي" 
"أنت عاوز إيه بقا؟" صاحت بإنزعاج وهي تتناول الطعام
"عاوز نتصالح وتبطلي تكشري في وشي كده" أخبرها في هدوء
"ماشي، هافكر في الموضوع" أخبرته ليزفر صهيب في إرهاق 
"أنتي بردو مصممة إنك تفضلي تعامليني كـ"
"بص بقا!" نهضت لتنظر إليه وهي ممسكة بالطعام وتتناوله في نهم بينما أحتدت نبرتها "أنت متجيش تقولي نتصالح يبقا في ثواني نتصالح، ومش عشان يعني الورد والشاورما يبقا خلاص سامحتك، تيجي تقولي معجب، وشوية حلو وشوية وحش، وتحكيلي عن اللزجة اللي أسمها سمر دي وبعدين تـ" توقفت لتتناول جزءاً مما تُمسك بيدها "تيجي تقولي أروح معاك الـ outing وأشوفك واقف مع واحدة شبه عريانة في الحمام وعايز تصالحني في ثواني بالشاورما والورد!! أديني فرصة بقا وأهمد خالص لغاية ما أفكر في الموضوع"
أبتسم وهو يشاهدها بإستمتاع وهي تتشاجر معه وبنفس الوقت تمضغ الطعام وكأنما إذا هبت عاصفة عليها لن تكترث ولن تترك الطعام مهما كان!
"هاديكي فرصة حاضر" نهض وهو يتوجه نحوها ولم يلق بالاً لملامحها المنفعلة "بس أشوف الضحكة الحلوة" أخذ خطوة نحوها لتبتعد هي عنه للخلف 
"بمزاجي، لما أفك شوية" أخبرته وهي لا زالت تتناول الطعام 
"لا دلوقتي" أخبرها وهو يتقدم نحوها مجدداً لتحاول هي الإبتعاد عنه لتعود للخلف فتعثرت في تلك المنضدة خلفها ليحيط صهيب خصرها بذراعه 
"أبعد لو سمحت"
"مش هابعد غير لما أشوفك بتضحكي" همس وقد تقارب منها للغاية حتى شعرت بأنفاسه لتزدرد ما بفمها دفعة واحدة 
"أبعد بقا متبقاش سخيف" أخبرته في إرتباك
"طب قولي إنك صالحتيني خلاص وإلا هاعمل حاجة مش هتعجبك المرادي بجد وهاكون قاصدها" أخبرها هامساً لتتلاقى عسليتيها المتوسعتان بعينيه التي يبدو عليها المكر الشديد وكاد أن يقترب ليُقبل وجنتها لتدفع هي ببقايا الطعام في فمه ليحاول هو الإمساك به بأحدى يداه لتنجح هي في الإفلات منه وتركته لتتوجه مسرعة نحو غرفتها!
❈-❈-❈
"يعني خلاص أتصالحو؟!" التفت أمجد إليها سائلاً لتومأ جيهان له 
"شكلهم كده، بس شوفته يا عيني عمال يلف وراها وعمال يتحايل عليها" أجابته ثم ضحكت بخفوت 
"بتتقل يعني!" توسعت إبتسامته لتومأ جيهان له "وهو أنا لو أتقفشت كده مكان صهيب هتصدقيني ولا هتصدقي إللي شوفتيه؟" أخذت جيهان شهيقاً مطولاً ثم أطلقته لتنظر له بجدية 
"بص يا أمجد، أنا من أهم الحاجات اللي عجبتني فيك كانت الصراحة اللي بيني وبينك، الثقة، العقل والطريقة اللي بتفكر بيها، مظنش إنك لو الخيانة من طبعك كنت أتجوزتني بعد عشرين سنة من وفاة مراتك، كنت ممكن تتجوز من زمان أو حتى لو هدفك تدور على واحدة ست وخلاص كنت بردو عملتها من زمان، فمظنش إنك أنت بالذات اللي تعمل كده، ولو كنت مكان صهيب كنت هاكلمك بهدوء وأسألك على اللي شوفته واحكم عقلي، وأظن لو تعرف واحدة زي البنت زميلته دي كنت هتقولي، ولا أنت شايف إيه؟" 
 تفحصته بعسليتيها وقد ألقت بالكرة في ملعبه ليقترب منها مضيقاً عيناه في تفكير في كلماتها ليزفر هو الآخر زفرة مطولة ليُمسك بيدها في لطف وحدق بعينيها لثوان ليجيبها في النهاية
"ده أنتي واثقة فيا أوي بقا على كده" غمز لها ممازحاً "أروح أعمل اللي نفسي فيه خلاص يعني؟" سألها ممازحاً
"عايز تروح روح، بس أنا واثقة فيك، وواثقة إن عمرك ما هتكسر الثقة دي أبداً"
"تعرفي فعلاً يا جيهان الثقة دي أهم حاجة بين الأتنين في أي علاقة سواء جواز أو صحوبية أو حتى بين الأب وابنه أو الأم وبنتها، تقريباً لو العلاقة مفيهاش ثقة مبيبقالهاش لازمة!" تنهد لتومأ هي له في موافقة 
"طيب بمناسبة ثقة الأم وبنتها والأب وابنه، نظامنا هيكون إيه مع لينا وصهيب؟" 
"نظامنا من ناحية إيه بالظبط؟" هز رأسه بملامح تدل على الإستفسار
"يعني، الاتنين، في بيت واحد، وفيه ما بينهم حب و شاب في سنه، و، وهي صغيرة"
"والله نبدأ بخطوبة ولو تمام الدنيا بينهم يبقا كتب كتاب وبعدين يتجوزوا وقت ما يحبوا، سواء قبل ما لينا تخلص الكلية أو بعد ما تخلصها ده إختيارها ونشوف هتوافق على إيه" أومأت له بالموافقة لتشرد بالتفكير في مصير ابنتها التي تشعر بالقلق والخوف ما إن أنتهى مثل مصيرها فهي لم تفكر يوماً أن تتزوج ابنتها في مثل تلك السن الصغيرة أبداً.
❈-❈-❈


رمقت تلك الصور في غلٍ شديد عند معرفة نبأ خطبتهما، حسناً لقد وجدا بعضهما البعد على تطبيق فيسبوك ولكن هذا لن يوقفها، فلقد حصل على رقمها، على الصور التي تحتاجها، على العديد من الأشياء التي ستجعله يتركها في ثانية واحدة ولن يتقبل فكرة رؤيتها مجدداً.
فقط بأسبوع واحد لن تكون هي الخاسرة بتلك اللعبة السخيفة التي بدأ هو بها، لم يعد الأمر أنها تعشقه فحسب؛ بل هو دمر عملها، دمر ذلك العشق الذي لطالما حملته بداخلها له، كما دمر كل ما واظبت على فعله لسنتان بأكملهما!
ستدمر له كل شيء كما بدأ هو بتدميرها، لن تشعر بالراحة إلا عند رؤيته مدمراً مثلها، ستدمر تلك العلاقة بفتاته السخيفة التي أختارها بدلاً منها، ستدمر عمله مثلما دمر عملها، ولن تتوقف حتى تراه خارج ذلك العمل وتاركاً تلك الفتاة خلفه! 
ستتركه ليتعرف على فداحة إختياره الغبي بأن يذهب لتلك الفتاة ويتركها هي دون أن يعير مشاعرها إهتماماً يُذكر!

يُتبع..