-->

الفصل الأول - شهاب قاتم



الفصل الأول


بعد مرور شهر وثلاثة أسابيع..
هنا...
هنا حيث بدأ كل شيء.. حيث بدأ العشق الزائف... حيث بدأ شهاب الدمنهوري يُصبح أسوأ رجل على ظهر الكرة الأرضية.. هنا أول موعد غرامي له في حياته بأكملها.. أول مرة يشعر بالفرحة والسعادة وخفقات القلب المتسارعة من لوعة رؤية حبيبته... هنا بدأ بقبول أول عرض لصفقة من الصفقات المشبوهة... يأتي اليوم ليتذكر من أين بدأ وما هي دوافعه.. يأتي ليتذكر أن إنتقامه من كل إمرأة مغرورة زاهية بنفسها يجب أن يمتن له العالم بأكمله عليه.. يأتي هنا جالساً ليحتسي فنجان من القهوة ثم يطلب العديد من المشروبات التي لن يتناولها فقط ليدفع الكثير من الأموال. 
هو يتذكر أول مرة جلس هنا لملاقاته غادة وشعر بإحراجه وتعرقه في وجل ما أن لم يستطع دفع الفاتورة عند نهاية جلستهما، لقد أخبرته أنهما سيدرسا سوياً للإختبار القادم وقد أقتنع تماماً وصدقها، صدقها وشعر بالسعادة لأنه سينهال من عينيها وقربها ونظراتها إليه، يومها أخذ كل ما تبقى من أموالٍ تكاد لا تُذكر  ليضعها بجيبه وحمل بمحفظته تلك الأوراق المالية التي كان يُخفيها للمصائب الشديدة ولكن فخامة هذا المكان وترته، أربكته، دفعت لقلبه الخوف، وكان منقذه الوحيد هو وليد!
"إيه ده! شهاب ازيك" ابتسم له وليد ليعقد شهاب حاجباه وهو لا يدري لماذا لا يكف هذا الرجل عن إزعاجه وتتبعه أينما وجد 
"أهلاً ازيك" حدثه شهاب بينما لم يرد أن يُثير ريبة غادة "معلش بعد إذنك هقوله حاجة" أستأذن منها بلباقة بينما مشيا سوياً للبار ولم تكترث غادة بالحقيقة وطالعت هاتفها دون اهتمام 
"ايه.. مش ناوي تفكر في اللي قولتلك عليه؟" غمز له وليد ليزفر شهاب حانقاً
"بص أنا قولتلك إني ماليش في الحاجات دي" حدثه بنفاذ صبر
"وأنا مش بقولك يبقا ليك.. أنت مجرد هتوفرلي اتناشر ساعة في المخزن اللي أنت ماسكه بليل وقصاده هتاخد مبلغ، لا أنت البايع ولا أنت الشاري، شوية بضاعة في كراتين بنهرب من الضرايب بيها ولا من شاف ولا من دِري"
"بعد اذنك، أنا مش بتاع السكة دي، مش هاكون موقع للشبهات" كاد أن يُغادره بينما أوقفه وليد 
"شبهات ايه يا باشا! ده أنت الأول على دُفعتك والطالب المثالي، استحالة حد يشك فيك، وبعدين ده أنا جايبلك حاجة تشربها" ابتسم له في خبث والرجل يمد لهما كوبان من العصير "وجايبلك عصير اهو عشان عارف إن مالكش في حاجات تانية" غمز له مرة أخرى لينظر شهاب لكوب العصير الشهي لمدة طالت وبالرغم من إرادته في تناوله ولكنه لم يتعود أن يتذوق ما لا يقدر عليه.. بالإضافة لغادة الجالسة هناك فهو لا يدري كيف سيقوم بدفع كل تلك الأموال وهو ليس معه سوى القليل، لا بل الفُتات! أدرك أنه لم يكن على حق عندما وافقها على اللقاء هنا منذ البداية!
"شوف، خلي معاك العربون ده" دس وليد بجيبه ظرفاً "ولو سألتك قولها إني كنت مستلف منك فلوس ورجعتهالك عشان عارف رط النسوان، والف هنا وشفا على العصير، ومتنساش تديني ردك!" ابتسم له مجدداً ليتركه أمام كوب العصير الذي ود أن يلتهمه دفعة واحدة بينما مرر يده على الظرف الذي بجيبه لتتوسع عينيه من كثرة تلك الأموال التي ربما لم يرها في حياته من قبل..
فقط لولا إضطراره لوجوده بصحبة غادة أمام أي ثمن لما كان سيقبل بتلك الصفقة الغريبة!! فقط سينفق هذا المال من أجلها وسيكفيهم الكثير من اللقاءات وسينهي التعامل فوراً مع هذا الرجل البغيض الذي لا يتركه ولو لثوان دون أن يقترح عليه أن يتستر على بعض صناديق البضاعة.. هو لا يدري ما بها ولا يريد أن يعرف.. فقط يريد التخلص منه بلا رجعة.. 
ابتسم ابتسامة جانبية في زهو عندما تذكر كيف تخلص من وليد وأطاح به للأبد وأودى بحياته في ذلك السجن.. ولولا البغيض الآخر بدر الدين لما كان جعل كل الذنب ليقع عليه، ولكن يوماً ما؛ يوماً ما سيجعله يدفع ثمن استهتاره به وبذكاءه! أيظن لإمتلاكه حفنة تسجيلات مرئية له بصحبة عاهرات أم حتى بعض أدلة على صفقات سلاح لا يدري من همّ أصحابها سيستطيع أن يهدده طوال العمر! سيكون غبياً للغاية حينها!
"يالا علشان نبدأ بقا، أنا خايفة أوي من exam بكرة ده يا شهاب" تحدثت غادة بنبرة خائفة ليبتسم هو لها
"متقلقيش، أنا جانبك ومعاكي ومش هاسيبك النهاردة لغاية ما أخلصلك المادة"
تذكر أن تلك كانت جملتها الأولى له عند أول لقاء لهما سوياً ليرمق المكان حوله زافراً ثم أخرج من جيبه حفنة من الأموال التي تقارب أجر احدى النادلين بالمكان ثم تركها على المائدة ليضع يديه في جيبيه وهو ينظر أين بدأت أول صفقة له والآن لقد قتل صاحبها، نعم هو من بدأ وأخفى عليه أمر الأسلحة، رمق نفس المنضدة بنفس الركن ليتذكر أول لقاء جمعه بغادة ليأخذ شهيقاً كي يُملئ رئتيه وتوجه للخارج حتى يرتب أفكاره مرة ثانية.
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
أمسكت بدفترها الذي تدون به بعض الملاحظات عنه.. لقد عكفت طوال الشهران والنصف الماضيان وهي تفكر بهذا الرجل، تفكر بأخو صديقتها.. تفكر بشهاب الدمنهوري.. من هو؟ وكيف وصل لذلك؟ وما الذي يحرك دوافعه لفعل ما يفعله؟
لقد أخبرها بدر الدين عن علاقة غادة وشهاب بعدما نجح بدر الدين هو ونورسين في التحدث إليها.. أكان هذا بأكمله لتركها إياه؟ أأكتشف علاقتها بزوجها الحالي لذلك آلم الخيانة لم يتقبله جيداً وقتها؟ 
ولكن قد ينتحر بعض الأشخاص، يكتئبون، يحاولون تحاشي علاقات الحب، أو حتى يغرقون أنفسهم بفعل شيء ما كهواية أو لُعبة رياضية ولكن أن يكون الشخص عنيفاً؟ أن يختطفها من منزلها؟ أن يعاشرها بتلك الطريقة التي لا يدل أي شيء بها عن الحب؟! من حقاً هذا الشخص؟ وما دافع هوسه بالعنف الشديد الذي يتعامل به مع جميع النساء..
لقد حدثتها سلمى بُناءاً على إخبار بدر الدين لها أنها ستساعدهم في التخلص من بؤرة الشر المتمركزة في ذلك الشخص غريب الأطوار.. عنفه العجيب الذي أخبرتها به ببكاء مرير وهمس مرتبك وكأنه يقف أمامها غير مبرر.. سلمى!! حسناًهي بائعة هوى.. لما يُجبرها وقد تم الأمر بينهما بالتراضي منذ الوهلة الأولى؟ لماذا يتمتم بتلك الكلمات التي بالكاد كانت تستطيع تميزها؟ أسلمى وغادة محقتان أم هناك وجه آخر للأمر وكلتاهما فقط فزعتان من عنفه غير المبرر ولا تعرفان شيئاً، أم هي من لا تفقه شيئاً في تلك الشخصية الصعبة التي ولأول مرة تواجه مثلها؟!
لن تنكر أنه تشعر بصداع رأسها يتضاعف، لن تنكر أنها تتحرى شوقاً للتعامل معه، لقد ظلت تدرس شخصيته التي تلقتها من العديد من الكلمات من الأشخاص المختلفة بدءاً ببدر الدين ونهايةً بزينة.. لقد عكفت على رؤيته وهو مع تلك النساء ويعذبهن من التسجيلات التي بعثها لها بدر الدين.. لقد درست الأسباب الواضحة لعذابه اياهن! ولكن هو يُخفي الكثير.. ليس هناك شيئاً جلياً به.. وكأنه بؤرة في أعمق بقاع المحيطات التي لم يصل لها الضوء ولو لمرة واحدة في الحياة كي تستطيع رؤية بواطنها وما تحتويه تلك الأعماق القاتمة! 
زفرت وهي تعكص شعرها للأعلى ثم نظرت لدولابها الذي أكتث بالعديد من الوريقات والملاحظات عن هذا الرجل الغريب الذي لا تستطيع معرفة ما يدور برأسه ولا تعرف حتى شخصيته وتلك الطريقة التي حتم بدر الدين بها عليها أن تعالجه أو حتى ترى ماذا به وتستطيع فهمه لا تستطيع الهروب منها أبداً.. وبالرغم من إرادتها في الهروب ولكنها وقعت من جديد ضحية لواحدة من حالاتها العنيدة!! وقعت في فصولها وبعشقها لكل ما هو صعب! أو هكذا ظنت!!
"بصي أنا تعبت منها بقا شوفيلها حل" استمعت فيروز لصوت فريدة أختها التي بدت أنها تتحدث لأحد ما، ومرت ثواني لتجد باب غرفتها يُفتح عليها لتدلف هبة ثم وصدت الباب خلفها ومن ثم وضعت صينية الطعام على منضدة صغيرة بالغرفة
"أنتي ايه حكايتك بقا؟!" نظرت لها عاقدة ذراعيها "يا لهوي.. أنتي أخويا جننك ولا ايه!!" صاحت في دهشة عندما رآت تلك القصاصات اللانهائية التي تخفي دولاب ملابسها بالكامل لتتنهد فيروز وهي تنظر لها في حيرة "ده يا بنتي اسيبك اسبوع ارجع الاقي كده.. الواد جننك ولا ايه؟"
"أنا حاسة دماغي هتولع من كتر التفكير يا هبة.. أنا عمو بدر قاللي كل حاجة عنه خلاص.. عرفت منك كل حاجة ممكن أوصلها.. كلمت تلت ستات أتعامل معاهم.. ناقص بس اني أشوفه واتكلم معاه!"
"ياما أنا خايفة عليكي أوي يا فيروز!!" همست في قلق 
"هو أنتي عرفتي حاجة تانية من طنط ؟!" ضيقت عينتيها ناظرة لها في تساؤل وريبة 
"والله أبداً.. كل اللي أعرفه عنه قولتهولك" وسعت عينتيها ثم نظرت لها بقلق لتقترب منها واضعة يديها على كتفي صديقتها "ما تسيبك من شهاب يا حبيبتي وارجعي المدرسة.. أو حتى انزلي المصحات زي زمان.. بس أرجوكي أنا قلقانة أوي منه.. بلاش المرادي يا فيروز علشان خاطري" 
"وهيجرى ايه يعني يا هبة ما أنتي عارفة إن يوم ما حالة بتشدني مبقدرش أبطل أفكر فيها!" 
"يا حبيبتي ده مش حالة إدمان ولا إكتئاب بعد الولادة.. ده سادية وعنف وتاجر سلاح ومعاه فلوس تخليه يدمر أي حد! ابعدي عن الموضوع ده أبوس ايديك!" توسلتها ثم نظرت لها بإهتمام شديد 
"مش أنتي اللي كنتي بتتحايلي عليا أرجع تاني.. اديني رجعت أهو يا ستي.. وبعدين أنا هاعرف أتعامل معاه كويس.. ولو لا قدر الله اتعرضلي أبسط ما فيها هالحق نفسي منه، انتي عارفة ماهر ياما علمني حاجات تخليني ابعد اي حد ممكن يتعرضلي.. وبابا صمم إني أكمل في موضوع الكونج فو علشان لو أتعرضت لموقف زي ده، وأنتي كمان هتكوني بتعرفي تحركاتي معاه أول بأول وكمان عمو بدر هيعرف وأكيد هيقدر يتصرف.. لو على الفلوس فأنا ورايا عمو بدر ولو على الحالة النفسية أنا هاعرف أتصرف.. وموضوع السلاح لو حسيت بأي خطر هاعرف معاذ!"
"معاذ؟!" ضيقت ما بين حاجبيها في استغراب "هو عرف حاجة؟!" سألتها بعفوية لتدمع عينتيها العسليتين وأومأت لها بالإنكار 
"لسه"
"هتعرفوا إن شاء الله، متقلقيش يا حبيبتي وبكرة الظالم هياخد جزاءه"
"يارب يا هبة، أنا نفسي بس اللي عمل كده يتعاقب" همست في حُزن ولكنها لن تشعر بالراحة حتى يُسجن من قتل زوجها 
"هيتعاقب، بكرة حقك يجيلك أنتي وأهله كلهم!" 
"يارب" 
"طب" حمحمت وهي تحاول أن تُثنيها عما تذكرته "مفكرتيش أول مرة هتقابلي شهاب هتقابليه ازاي؟! أو الفكرة مش ازاي، الفكرة أنتي هتقوليله ايه أصلاً؟!" تنهدت فيروز وتوجهت لسريرها وسيطر الشرود على ملامحها لتُمسك هبة بصينية الطعام  وتوجهت لتضعها أمامها لتجلس ونظرت إليها في تحفز "هناكل واحنا بنشوف حل.." رفعت احدى حاجبيها ونظرت له نظرة لا تقبل النقاش لتومأ على مضض وشرعت في تناول الطعام وهي مُجبرة 
"أنا بفكر في الموضوع ده بس مش لاقياله حل!"
"طيب ايه رأيك اروحله واتحجج مثلاً إن ماما تعبانة وانتي تيجي معايا و"
"لا لا! مش هاينفع" قاطعتها بنبرة غير واضحة بسبب الطعام "شهاب مبيطقكوش وبمجرد ما هيشوفني معاكي أكيد شخص زي ده هيكرهني كده من غير أسباب حتى وهيحطني في الخانة السودا"
"تصدقي صح!" تحدثت وهي تمضغ بقايا طعامها 
"بصي.. شخص زيه لازم يعرف كل حاجة عني صح! لازم يعرف إني كنت بشتغل في مدرسة وبتطوع لو فيه حالة محتاجة مساعدة ويعرف موضوع جوزي والسجون اللي كنت بروحها وكل حاجة.. يا إما لو كدبت عليه ممكن يعرف بسهولة وفي الآخر موصلش معاه لحاجة"
"يعني هتقوليله Hi ، عمو بدر باعتني أعالجك ، Bye!" صاحت في مزاح وهي تشير بيدها ليضحكا سوياً 
"أكيد مش هجيبله سيرة عمو بدر خالص! بس كل معلومة ممكن يلاقيها عني لازم أبقا عاملة حسابها كويس! لازم يطمنلي علشان أقدر أفهم هو ماله فيه ايه!"
"يا بنتي ده عمره ما فكر يسأل علينا، فكرة قاعدتين مع واحد بالشخصية اللي أنتي بتقولي عليها دي هتخليه يتكلم بسهولة؟!"سألتها هبة وهي رافضة تماماً لفكرة ذهاب فيروز له 
"متعرفيش أسبابه ايه!" حدثتها وقد لاحظت هبة نبرتها التي تُدافع عنه 
"أسبابه!! أنتي بتدافعي عنه من دلوقتي يا فيروز بعد كل اللي عرفتيه عنه؟" سألتها في دهشة
"لأ! أكيد لأ، واحد بكل اللي بيعمله ده أكيد مش هدافع عنه بس، بس أكيد من وجهة نظره ليه أسبابه" تريثت بين كلماتها التي لا تدري من أين آتت ولكنها تُؤمن بقرارة نفسها أنه لديه الأسباب الكافية لكل ما يفعله 
"طب تقدري تقوليلي ايه الأسباب دي؟!" عقدت ذراعيها في تحفز وهي تترك الطعام أمامها لتزم فيروز شفتيها وهي تنظر لها في لوم "إيه خلاص مبقتش صاحبتك اللي ممكن تحكيلها علشان أسرار المريض؟!" رفعت حاجبها في تحفز 
"يا هبة مش كده، بس في الأول وفي الآخر أنتي أخته! فاهمة ده معناه ايه؟!" 
"أنتي ليه محسساني إني مش معالجة نفسية زيي زيك و"
"بس مش تعالجي أخوكي، وبعدين يا هبة إنتي اختارتي الإدمان ." قاطعتها لتقاطعها هبة مُسرعة 
"يا سلام!! مش هافهم مثلاً؟! وتخصصنا سوا إكلينكي ده ميخلنيش أفهم على الأقل ملامح الحالة يعني؟" زفرت فيروز زفرة طويلة ثم نظرت لها بجدية 
"كل اللي بيعملوا مع الستات أرجعه لموضوع غادة اللي حبها زمان.. لكن اللي عمله مع سلمى مش قادرة أوصل لحاجة فيه!! يعني" هزت كتفيها في حيرة وشردت "لما عمو بدر حكالي قاعدته مع غادة وهي بتحكيله هو وطنط نورسين فهمت أنه عامل نفسه قاضي على أي واحدة شبهها ومقتنع إن اللي بيعمله ده صح.. إنما سلمى اللي المفروض إنها prostitute (مومس) عنفه معاها مالهوش أي مبرر، وكمان بيديها الفلوس وبزيادة مبالغ فيها!" تنهدت بالمزيد من الحيرة "معلش يا هبة احكيلي تاني كده مامتك سابت جوزها الأولاني ازاي وبعدين ازاي منعها انها تكلم شهاب!" استمعت لزفرة من هبة تدل على الإنزعاج 
"ما قولتلك قبل كده، إيه لازمة الكلام تاني؟" حدثتها سائلة في إنزعاج 
"معلش عشان خاطري، يمكن أوصل لحاجة تانية!" أخبرتها في توسل لتومأ لها هبة في إقتضاب ثم بدأت في الحديث
"ماما كانت..." بدا الحديث صعباً في البداية عليها لتقترب فيروز مُربتة على ذراع صديقتها في تشجيع لتُكمل هبة "ماما كانت بتحب جوزها أوي من وهمّ صغيرين في الجامعة.. وكانت بردو مُعجبة بطموحه وبإجتهاده في الجامعة وبذكاءه.. بس عمرها ما اتصورت طموحه ده اللي كان عايز يوصله إنه هيكلفهم كتير أوي.. أتجوزوا وخلفوا شهاب بعد جوازهم بسنة ونص، واللي أعرفه إنه مكنش عايز أطفال يعني علشان المصاريف والمسئولية.." هزت هبة كتفيها وامتعضت ملامحها ثم تابعت 
"كان بخيل أوي.. كان بيحوش كل فلوسه علشان يبدأ مشروعه.. كان بخيل لدرجة انه ميجبش أكل أو هدوم وأحياناً أدوية.. وأهل ماما لما كانوا بيعرفوا وبيحاولوا يساعدوا كان بيرفض دايما.. زي ما بيقولوا لا بيحن ولا بيسيب رحمة ربنا تنزل.. وبردو وقتها كان مرتبه يعتبر كبير.. ولما ماما اتكلمت معاه وقالتله إنها خلاص مش هتقدر على العيشة دي قالها ماشي نتطلق بس مش هتاخدي شهاب.. ماما ساعتها مقدرتش تاخد الخطوة دي.. وفضلت مستنية لأنها كانت بتحب شهاب أوي.. بس اللي غير كل حاجة ان فيه حمل حصل تاني وهو رفض يوديها لدكتور أو إنه يصرف على حمل تاني وماما سقطت" حمحمت هبة في صعوبة وهي تحاول التغلب على مشاعرها 
"ماما كان لازم تنفصل عنه.. مكنش هينفع تكمل كده، كان ممكن أي حاجة تانية أكبر من دي تحصل وده دمرها.. وهو كان إنسان عملي اوي.. إنفصلوا بهدوء بس كان شرطه الوحيد إنها متاخدش شهاب بعيد عنه ويفضل عايش معاه"
"طب مامتك بعدها مكنتش بتشوف شهاب أو بتكلمه؟" بالرغم من تأثر فيروز الواضح من أجل صديقتها ولكنها تريد أن تصل لأي سبب يخص شهاب
"حاولت كتير أوي.. ولسه بتحاول.. وآخر مرة شافته كان في عزا باباه.. بصي يا فيروز والله ماما كانت بتتكلم كتير وكانت بتحاول تشوفه بس باباه كان دايماً يُرفض ويتحجج لغاية لما كبر وجاتله منحة الدراسة في ايطاليا ويادوب لسه راجع من حوالي سنة وشوية.. وماما عمرها ما وصلت لرقمه أو وصلتله غير كام مرة في المدرسة والغريب إن شهاب كان بيرفض يتكلم معاها أو يرد عليها ففهمنا إن باباه مالي دماغه أوي من ناحية ماما" تنهدت في آسى لتومأ فيروز في تفهم وهي تحاول ربط كل هذا لتصل لسبب مقنع لما يفعله شهاب.
"اديني حكيتلك تاني.. وصلتي لحاجة؟" سألتها هبة لتشرد فيروز بعنتيها التي شابهت لون العسل الصافِ
"لو بتقولي باباه بخيل. ده يمكن يوصلني لأنه بعد ما بقا معاه فلوس كتيرة اوي بقا مثلاً بيصرف ببذخ على واحدة زي سلمى! ودايماً بينزل لموظفينه علاوات وحوافز كتيرة.. وزي ما زينة عرفتني كان بيسيب tips كتير أوي وهما في أي مكان!" توقفت لتطنب أكثر بالتفكير "علشان عاش عيشة صعبة يمكن مش عايز غيره يعاني.. أظن يعني!" زفرت زفرة طويلة وتحدثت وهي تشرد تماماً بالأمر 
"أنا شخصياً تعبت من الإنسان ده.. كفاية زعل ماما عليه السنين دي كلها ودلوقتي حالته دي صعبة أوي.. ابعدي عنه يا فيروز وشيلي الموضوع من دماغك!" حدثتها هبة في إنزعاج لتلتفت فيروز ناظرة لها 
"خلاص بقا أرجوكي،متقوليليش الكلام ده.. أنتي عارفة إني مش هارجع عن اللي في دماغي" حدثتها بهدوء ونظرة توسل لصديقتها بألا تحدثها عن تركها ونسيانها للأمر لتنظر لها هبة في إنزعاج 
"ماشي.. اديكي تعرفي كل حاجة اهو!! هتعملي ايه؟ وهتعملي ايه في إن الأستاذ تاجر سلاح؟ ولا ده بردو ليه سبب مقنع من وجهة نظرك؟" سألتها في تحفز 
"بصي.. أنا هاكلم عمو بدر وأكيد هنلاقي طريقة مقنعة تقربني منه علشان أشوفه وأتكلم معاه"
"طب ما تقومي تكلميه مستنية ايه؟!"
"يا بنتي الراجل فرح ابنه النهاردة! وأنا أصلاً المفروض كنت أروح بس دول عملوه في الساحل وبصراحة بردو مش عايزة أقابله كتير عشان شهاب يوم ما يعرفني ميفهمش إني كنت على علاقة بيه" 
"خلاص.. كلميه بكرة واتفقوا" أومأت لها فيروز بالموافقة ثم شردت مجدداً بكل ما يخص شهاب لتنظر لها هبة بآسى ولا تدري لماذا شعرت بشعور سيء نحو الأمر برمته!
"هاشم وطنط عاملين إيه؟" سألتها فيروز 
"هاشم كالعادة مقضيها يعني شغله وخروجات، وبالنسبة لماما فهي من ساعة عزا بابا شهاب وهي مضايقة أوي ونفسها تكلمه وتشوفه بس كالعادة يعني بيرفض ومش بتعرف توصله!" 
"إن شاء الله هيكلمها، مسألة وقت بس مش أكتر"
"يارب"
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
"بدر.. أنا آسفة!" همست هديل في ندمٍ شديد ليتفحصها بدر الدين أخيها وهو لم يتوقع أنه سيخوض مثل تلك المحادثة في هذا اليوم فأومأ لها في تفهم متنهداً ثم نظر لها بثاقبتيه وكأنما يلومها ولكنها لم تعد تحتمل حمل ذلك العبء بداخلها دون أن تتركه ليذهب علّه يُخفف من وطأة الآلم بداخلها 
"آسفة على كل حاجة قولتهالك.. آسفة إني مسمعتش غير نفسي وصدقت خيالي المريض.. يا ريتني سمعت كلامك يا بدر.. يا ريتني فوقت لولادي زي ما أنت وشاهندة دايماً نصحتوني" همست في ندم لتتجمع الدموع بعينتيها 
"يمكن لو كنت قربت أكتر من زينة كنت عرفت إنها بتحب سليم من زمان وكانت الفرحة دي جات في وقت تاني خالص، يمكن كنت لحقت أروى ومكنش حصل اللي حصلها.. يمكن كانت كل حاجة أتغيرت.. يمكن كان ولادي حبوني بجد" همست في حُرقة وأنسابت دموعها ليقترب منها أخيها مجففاً تلك الدموع وهو ينظر له في ود أخوي لم يفقده حتى بعد كل تلك السنوات
"خلاص يا هديل.. بلاش تفكري كده.. فكري لقدام.. فكري إن بكرة كل حاجة هتكون أحسن.. زينة اهي قدامك ومبسوطة وعروسة بتحب جوزها.. ولادك متجمعين وفرحانين بأختهم.. وأنا متأكد إن أروى لو كانت معاهم كانت هتكون مبسوطة هي كمان.. كل حاجة بتتغير مع الوقت.. بكرة تطمني عليهم زي ما أطمنتي على زينة وتفرحي بيهم ويقربوا منك.. وبكرة أروى تقوم وتطمني عليها هي كمان" حاول أن يبتسم لها لتومأ هي له ولكن عينتاها أمتلئت بالندم
"يعني أنت مسامحني على كل حاجة يا بدر؟!" سألته بنبرة طغى عليها التوسل ليومأ لها 
"في حد بردو ميسامحش أخته الصغيرة.. تعالي يا جزمة!!" ضمها إليه في عناق أخوي ولأول مرة يشعر بضعفها وإنكسارها وهي تبكي بصدره "ما خلاص بقا متبقيش أم العروسة النكدية.. فرفشي بقا شوية خللي العيال يتبسطوا" أخبرها مازحاً ليشعر بتحرك يدها التي تجفف دموعها وفرق عناقهما لينظر لها بإبتسامة 
"أنا جانبك يا هديل أنتي وولادك، أنا أخوكي الكبير وعمري ما هاسيب حاجة وحشة تحصلكم.. وهافضل جانبك لغاية ما كل حاجة تكون أحسن" نظر لها بودٍ شديد وهو يُحاول أن يُشعرها بأنه والجميع يتقبلها تماماً 
"يارب يا بدر.. يارب أخلص من الكابوس اللي أنا عايشاه ده"
"بص بتقولي كابوس!! يا ماما أحنا في فرح.. مبروك ياختي كده.. روحي يا ماما اقعدي جنب ولادك واتبسطي أنهم متجمعين" أخبرها وهو يدفعها رغماً عنها ليجبر شبح إبتسامة على شفتيها وسارت نحو أبناءها بينما أنضمت له نورسين 
"ايه؟! بوظت لحظة رومانسية بين أخ وأخته؟!" نظرت له بعنتين اتسعتا في استفسار مازح 
"رومانسية ايه دي نكدية، البت والواد بيتجوزوا وهي لسه بتعيط!"
"على الله متجيش تعيطلي أنت بعد ما نرجع البيت"
"لا يا ختي أنا فرفوش ومش نكدي زيها" نظر لها بإمتعاض لتقترب منه وداعبته في وجنه 
"يخليك ليا يا فرفوشي يا أبو العريس يا قمر يا بدورتي" مازحته ليحاول أن يبتعد بينما قرصت هي وجنه أكثر ليجذبها هو إليه ويعانقها أمام أنظار الجميع
"بدر.. احنا وسط الناس وعيب اللي بتعملوا ده.. يقولوا علينا ايه مراهقين؟" همست في دهشة وهو يعانقها وقد تركت وجنه
"يولعوا بجاز.. راجل وبيحب مراته يا جدعان.. سيبوني أعبر عن حبي براحتي بقا" ابتسمت هي بينما لم يكترث هو وقد لاحظ أنظار الجميع بدأت تُسلط عليهما بينما توسعت ابتسامته عندما غمز له سليم الذي لم يغفله ولو للحظة واحدة حتى بيوم عُرسه ليومأ هو له مُدعياً عدم الإكتراث ولكن أعماق ثاقبتيه صرختا في احتياج شديد ألا يتركه وما عناقه لزوجته سوى إحتياج شديد لأن تخبره بأن كل ما يحدث هو مجرد حلم ولن يتركه سليم ولن يذهب لأيام دون رؤيته!
ترك سليم زينة وهو يدرك ما يمر به والده ليقترب منه مبتسماً له ليرمقه بدر الدين بتعجب فلتوه قد ترك عروسه وحدها ليفرق عناقه عن نورسين لتتركهما هي ووقفت على مقربة منهما 
"إيه يا حيلتها، مش هاين عليك تسيبني وجايلي بردو تعكنن عليا يوم فرحك؟" سأله بتهكم ليُخفي شعوره الحقيقي 
"ما خلاص بقا يا عم بدر، عرفنا إنك جامد وإن مش فارق معاك إني هاتجوز وأنشغل عنك" أخبره بإبتسامة 
"تصدق إنك إبن كلب فعلاً! ما تتجوز ولا تعمل اللي تعمله، إيه فاكرني هافضل رابطك جنبي يعني؟ ده هم وإنزاح يا أخويا" 
"تصدق إنك لو خبيت على الدنيا دي كلها إنك عادي ومبسوط مش هاتعرف تخبي عليا إن فيك حتة مضايقة إني هاتجوز وهاسيبك، وبعدين دول همّ كام يوم عُمي ما فيش غيرهم، إعتبرني مسافر بخلص شغل والأيام هتعدي وهتلاقيني لازقلك تاني" 
"لا ناصح يا حيلتها! يالا روح لعروستك خليني أخلص منك" أخفى مشاعره وحاول ألا يظهر الإنزعاج على ملامحه لتتوسع إبتسامة سليم 
"طب وأبو العريس، ده الأساس بردو، أسيبه وأمشي ازاي؟" 
"يوووه بقا عليك يا سليم، هاسيبك أنا وامـ.." أوقفه سليم جاذباً إياه من ذراعه ليوقفه 
"أستنى بس ده أنا محضرلك مفاجأة هايلة" نظر له مُضيقاً عيناه بخبث والمُزاح يداعب حدقتيه 
"مفاجأة! قول يا أخويا قول، ياما جاب الغراب لأمه" أخبره في تهكم ليشير سليم لعمته شاهندة التي ناولته مكبر الصوت لينظر له بدر الدين في تعجب شديد 
"يا جماعة مش علشان النهاردة فرحي يعني هاتبسط وأنسى أبسط بدر الدين الخولي، الراجل اللي مفيش حد في الدنيا أقربلي منه، كنت ناوي والنية خير يعني أغنيله أغنية كده حلوة بالمناسبة السعيدة دي" التفت له لينظر له بإبتسامة
"غني غني يا أخويا بصوتك العجيب ده" ابتسم له بدر الدين بعد أن أخبره متهكماً "خلينا نشوف هيطلع منك إيه" أومأ له في ثقة
"هابهركوا والله" ترقب الجميع وأعينهم مسلطة على كليهما ليبدأ سليم في الغناء 
"لو جبنا سيرة الجدعنة، أسمك لازم يتقال، صاحبي إللي بيه بفتخر، من يوم ما كنا عيال
مهما الأيام تتعبه، عمره ما بص شمال
في الشدة راجل جدع، واقف كما الأبطال، والدنيا مهما إديته، ميغيروش المال
لا عمره مني أشتكى، وعمر قلبه ما شال
تشرف أي حد، علشان راجل بجد، لو وسط النار تسد، عمرك ما تجيب ورا
بتكبر من اللي منك، جدع من صغر سنك، مقدرش أستغنى عنك، حبيبي وربنا
بحبك يا صاحبي من وانا لسه بحبي، وأنا مسنود عليك، ده أخويا وحبيبي
في الأوجاع طبيبي، حلوة حياتي بيك
توب الرجولة معمول عموله على قد جسمك، لو غبت حتى في أي حتة كفاية إسمك
بحَبِّكَ يا صَاحِبَي مِنْ وانا لسه بِحَبِّي، وَأَنَا مسنود عَلَيكِ دِهُ أَخَوِيَا وَحَبيبَي
فِي الأوجاع طَبِيبَي، حلْوَةً حَيَّاتَي بيك
يميل عليا الزمن بإيديك بترفعني، بتحب من غير ثمن عمرك ما بتبيعني
بتحس بيا من غير ما أقول ولا حرف، ديماً في ظهري في كل لحظة ضعف
بتخاف عليا، ديماً معايا، معايا كتف في كتف
توب الرُّجُولَةَ مَعْمُولَ عموله عَلَى قَدْ جَسَّمَكَ
لَوْ غِبْتُ حَتَّى فِي أََيُّ حتة كُفَاِيَّةٍ إسمك" أنتهى سليم ليصفق الجميع بعد أن ضحكوا سوياً وهمّ ينظرون له بإبتسامات وإستمتاع شديد بينما دمعت عينتا بدر الدين
"متشكرين يا سيدي، متغنيش تاني بقا عشان صوتك نشاز" أخبره في مُزاح وهو يحاول أن يتغلب على مشاعره"
"بقا دي آخرتها يا بدر؟"
"تعالى يا ابن الكب تعالى" جذبه في عناق وكليهما يحاولان أن يتغلبا على مشاعرهما وعدم البكاء أمام الجميع "ربنا ميحرمنيش منك، مبروك يا سليم" همس له دون أن يستمع إليهما أحد
"الله يبارك في يا بابا، ربنا يخليك ليا" همس له هو الآخر ثم فرقا عناقهما وأستكمل الجميع أمسيتهم السعيدة.
*ملحوظة* فكرة الأغنية من أحدى القراء وأقترحتها عليا.. شكراً ليكي 
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
دلف الجناح الخاص به الذي أستأجره، بالرغم من امتلاكه لمنزلين هنا ولكنه يُحب أن يشعر بما يستطيع الثراء فعله.. امتلاكه للأموال يُمكنه من فعل الكثير..
نظر لتلك المومس الذي أستطاع أن يُحضرها فلطالما عرف كيف يُحضر مثل تلك الفتيات إلي هنا ووجدها مُعصبة العينين كما أخبرها أن تفعل فأخذ يخلع ملابسه بأكملها ثم توجه نحوها ليجذبها من شعرها إلي أعلى السرير ثم خلع عنها تلك الملابس المثيرة السوداء التي تظن أنها ستثيره بها..
ابتسم بتهكم وهو يُقيد كلتا يداها بجانبي رأس السرير وشعر بالسخرية الشديدة.. فهو يتمنى لو تعلم تلك المومس التي قارب على مضاجعتها أنه لا يكترث لها ولا يحتاج لإثارة كي يفعل ما يقارب على فعله..
ابتعد عنها ناظراً لجسدها العاري، جسدها مختلف كثير عن سلمى التي تحملته لكثير من الوقت، تمنى لو أنها لم تغادر، ولكنه لا يُريد أن يُأذيها أكثر من ذلك.. هو فقط يريد التخلص من ذلك العبأ الذي يحمله منذ أكثر من شهران في جسد تلك العاهرة ويُفرغ كل الطاقة الجحيمية الثائرة بداخله كالبركان حتى يستطيع التفكير بذهنٍ صافٍ فيما سيفعله بعد ذلك لينتقم من تلك العائلة بأكملها حتى لا يدع شخص واحد يُشعره بفشله الذريع.. لا هو لن يتقبل أن يكون فاشلاً في أمرٍ مهما كان..
أعتلاها ولم يكترث لأية مداعبات أو حتى مُقدمات وأطمئن أن تلك الفتاة لا تتحدث العربية فلقد هاتفها منذ ساعتان ولغتها الإيطالية المُتقنة تدل على أنها لن تستطيع إدراك أياً مما يُريد التفوه به فلقد حمله بداخله لأيام مرت عليه كالسنوات العجاف وقد حان الوقت ليطلق ذلك الكبت الدفين لينطلق من بين شفتيه ليخفف عنه قليلاً.. 
مرر أصابعه على عظمتي ترقوتها بلطف شديد وداكنتيه البُنيتين لم يتوقفا على النظر لجسدها في شراهة وافتراس لما يريد فعله به، يود بعد أن ينتهي منها أن يرى علامات العبء الذي يشعر به تنعكس على ذلك الجسد عندما يفرغ منه، يود أن يُدميه، أن تخلف أثار أصابعه كدمات تُعبر أنه قد أفرغ ذلك الثقل على كتفيه!! غرس أصابعه بمنتهى القسوة بمنحنى التقاء عظمتيها بعنقها لتصرخ الفتاة في آلم خالص ليُطلق زفرة تعبيراً على الراحة التي أوشك في الحصول عليها وكانت صرختها بمثابة إشارة البدأ له ليشرع فيما أنتظره لأيامٍ طويلة..
لم يكن يعلم أنه مُخطأ للغاية.. لم يكن يدري أن عذابه لأجساد النساء وقسوته وعنفه معهن بتلك الطريقة لا يُخفف عنه الأمر بل العكس تماماً، هو يُعيد فعلته مرة وأخرى وأخرى ومئات المرات ولكنه لا يدري أن فقده لأي شخص قريب منه ووحدته المضنية المُرعبة تدفعه لمعاشرة النساء بعنف حتى يبوح لهن بما يشعر به وبما يريد نطقه حتى يشعر بالقليل من الراحة.. لا يدرك أنه يحتاج لمن يسمعه.. لا يشعر بذلك الإحتياج المفرط لإنسان يسمعه دون إلقاء الأحكام عليه.. فهو يظن أن عاهرة لا تريد سوى المال ستتحمل كل ما سيفعله وستستمع له حتى تحصل على المقابل وستتركه في النهاية ولن تستطيع أن تحكم عليه، وحتى لو فعلت فهو لن يكترث لما ستظنه عنه!!
تنقلت أصابعه من موضع إلي آخر بجسدها وهو يعتصره بقسوة، قبضتاه على ثدييها، إغراسه لأصابعه بخصرها وكأنما قارب على التغلغل لجدسها كالسكاكين، إمراره لأظافره على كل ما تستطيع يداه أن تصل له حتى تتخلف الجروح البسيطة على جسدها جعل أنفاسه تتعالى في شعور بالإثارة التي أندفعت لرجولته.. عقد حاجباه ثم ابتعد قليلاً بجسده نحو نهاية السرير وهو يجذب ساقيها مُحافظاً على إفتراقهما والتباعد بينهما لتشعر الفتاة بآلم بكلتا ذراعيها المُقيدتان بإحكام وصرخت من جديد في آلم ليبتسم إبتسامة جانبة ثم استقر بين مُلتقى ساقيها ليدلفها برجولته موصداً عيناه في استمتاع..
أرجع رأسه للخلف وأطلق زفرات متتالية بتلك الراحة الشديدة التي يشعر بها ليحاسب نفسه وزجرها داخل عقله على أنه توقف عن معاشرة النساء تلك الأيام الماضية، لماذا توقف؟ هذا تماماً ما يحتاج أن يشعر به، يحتاج أن يشعر بإمرأة متألمة أسفله، تشعر بالوجع لا بالإثارة، فهو يشعر بجفافها تماماً وهذا ما يوده.. أن تشعر المرأة بالإجبار أسفله وبإضطرارها لتحمله وتحمل قسوته وعنفه.. ويا حبذا لو أنها أخبرته بالتوقف أو الترفق بها، وقتها يُدرك أنها تُماثل وتشابه كل من يريد الإنتقام منهم ويُطلق كل ما يريد فعله بأعداءه وبكل من يكرهه لينعكس بمزيداً من القسوة على تلك التي أسفله..
"آه.." أطلق أنيناً وهو يُزيد من سرعته داخلها ولكن دون أن يصل لحد السرعة التي تُشعره بالكفاية بينما تغلغلت أصابعه بساقيها وهو يعمل على تفريقهما جيداً فهو اليوم يُريد أن يخرج كل ما بداخله من أعباء بمنتهى البطئ كما تسللت له تلك الأعباء رويداً رويداً وتعاقبت حتى آلمته بشدة ولن يُكيل الآلم لتلك المومس مرة واحدة بل سينقله لجسدها رويداً رويداً حتى تبكي وتتوسله أن يتوقف.. 
ازداد اعتصاره لعينتيه الموصدتين وهو يتذكر وجوه عائلة الخولي بأكملها، تذكر سليم!! يُشابه هيثم كثيراً أليس كذلك؟ إقترابه من عائلته وضحكاته تُذكره بإمتلاك هيثم للعديد من الأصدقاء وقهقهاته التي لم تتوقف دائماً لهم.. أقترب وهو يستند بأصابعه فقط فوق أنوثها بقليل ليدعها تشعر بثقل جسده بأكمله وانغرست أصابعه بعظامها لتصرخ الفتاة أسفله في آلم ليبتسم في راحة.. 
تقطعت أنفاسه وهو يلجها بسرعة مقبولة ليتذكر تلك المرات التي اجتمع بها مع بدر الدين وكلماته اللاذعة له التي تسللت لمسامعه لتشعره بكم هو ضئيل أمامه ليطبق أسنانه في عنف واحدى يداه انتقلت لثدي المرأة لتعتصره وبنفسه الوقت يجذبه وكأنما سيقتلعه دون محالة لتصرخ هي في آلم مما يفعله ولم يستمع هو سوى صوت تآلم بدر الدين الذي كان بالطبع من محض خياله المريض!!
هذا لم يكن كافياً له، ولم يكن ذلك الرجل الذي يستأجر احدى الأماكن المتوفر بها أدوات التعذيب، كان يطلق العنان لكبته المكتوم بداخله حتى يخرج على أي جسد أمامه.. كان يريد المزيد..
لم يملك سوى أحزمته التي تمتاز بالجلد الفاخر الذي قد طُبع عليه أحدى العلامات التجارية الشهيرة لأحدى دور الأزياء التي لا يملك الكثيرون المال للشراء منه.. توقف لينهض لترتعب الفتاة من توقفه المفاجئ وهي لا تعلم أنه أراد أن يُسبب لها المزيد من الآلام حتى يُثلج صدره النتيجة التي سترتسم على جسد الفتاة!! 
هي عاهرة وتستحق ما يفعله بها لأنها بالنهاية ستحصل على المال وهو يحمل بداخله كبتاً عميقاً لم يُحرر منذ أشهر ويستحق أن يرى إنعكاسه على جسدها.. 
بدأ بأول جلدة لها لتصرخ هي ويزفر هو في راحة ثم توالت جلداته وتوالى صراخها، توالت دموعها التي هبطت من أسفل عصابة عينيها وبدأت إعترافاته في التوالي دون شعور منه بأنه يعترف بما يؤلمه 
"ليه أخسر.. أنا مبخسرش.. شهاب دايماً بيكسب.. كفاية أوي اللي خسرته زمان" تحدث بعربية عامية لم تفهمها الفتاة وبين كل كلمة وكلمة يتريث ليجلدها بينما عينتاه التمعتا ببريق غريب كشهب في ليلة صيفية تواترت في قلب السماء لتصيبها بطعنات يصعب معالجتها على يد أمهر الجراحين..
"أنا بكرة أوريكو.. هوريكوا انتقامي.. منك يا سليم.. منك يا بدر الدين.. منك يا غادة أنتي وأمي.. مش هسيب حد فيكو غير لما اثبتله إني أحسن منه وأنتقم من الكل" تواترت الكلمات لتغادر شفتاه ليستكين قليلاً وهو يلهث بأنفاس مُتعبة من كُثرة الجلدات التي تألمت لها ذراعه وأنقض على فريسته التي تمثلت بها صور ومشاهد لكل من كرههم يوماً ما ليفترسها بمضاجعة شرسة ضارية مستمتعاً بصراخاتها التي يستمع لها في لذة مُتخيلاً أنها صرخات كل أعداءه بأكملهم!
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
"تعرف يا سليم.. كل اللي حصل النهاردة كان عبارة عن حلم بيتحقق.. حلم حلمته زمان وأنا صُغيرة وعمري ما قولت لحد عليه" همست وهو يعانقها مستندة برأسها على التقاء كتفه بصدره ليقوي من ذراعيه حول خصرها وضمها إليه أكثر وهما ينظران إلي تلاطم موجات البحر من شرفة احدى المنازل الخاصة النائية الذي أختاراه ليُقضيا به عدة أيام قبل سفرهما للخارج 
"احكيلي الحلم!!" همس بأذنها وهو يوصد عيناه في استمتاع بعد أن ذهب الجميع وأصبح معها وحده ليخطو معها أولى الخطوات في حياتهما الزوجية
"حلمت إني لابسة فستان أبيض وقدام البحر.. كنت بكتب زي ما أنا ما متعودة.. يمكن الحلم ده عمري ما حكيت لحد عليه غير فيروز!" همست مجيبة بإبتسامة 
"فيروز دي شكلي هبتدي أغير منها على فكرة" أخبرها في إنزعاج لتلتفت لها متصنعة العبوس 
"ليه تغير منها.. حرام عليك"
"لا بلاش تكشري الله يخليكي.. مش من أولها نكد أبوس ايدك" أخبرها لتضحك هي 
"عارفة إن حبيبي فرفوش ومش بيطيق النكد.. خلاص أنسى التكشيرة دي خالص.."
"أنسى أبوها كمان" أخبرها وهو يشرد بتلك الإبتسامة ليقترب مٌقبلاً اياها في عشق خالص بمنتهى الرقة وقربها منه أكثر ولكنها أثارت دهشته بدفعها له وابتعادها عنه 
"لا استنى"
"استنى ايه يا شيخة حرام عليكي بقا.. ما أنا مستني بقالي سنين.. بتبعدي ليه تآني ده أنا خللت خلاص؟!" حدثها في توسل منزعجاً
"نصلي الأول سوا.. وناكل تمر ونشرب لبن!" رفع حاجباه في دهشة وتوسعت عيناه وهو ينظر لها 
"نصلي!! وناكل تمر!! ونشرب لبن!! خير إن شاء الله؟! بتتوحمي.. مش الوحم بيجي بعد الدخلة بفترة ولا ايه؟" سألها لتبتسم له 
"فيروز قالتلي إن المفروض ده اللي يحصل.. يعني.. دي سُنة وكده!"
"سُنة!!" قلب شفتاه وهو يومأ في تعجب "أنا بجد شكلي هاكره فيروز"
"يالا بطل كسل وأسمع الكلام، فيروز معاها حق، ده الصح على فكرة، أنا قريت في الموضوع وكلامها طلع صح"
"ماشي يا ستي أوامر، وجبتي بقا التمر واللبن ولا هندور على ديليفري في الصحرا اللي أحنا فيها دي؟!" 
"لا يا سخيف!" نظرت له بإمتعاض مازح "وصيت نوري وجابت كل حاجة"
"بتتفقوا من ورايا!! من أولها يا هانم!! ده أنا هاطلع عينك"
"بس ياض، يالا أدخل أتوضا على ما أغير وأجيلك" تقدمت لتدلف للغرفة
"بقا فيه عروسة تقول لجوزها ياض!!" رفع حاجباه وهو يهُز رأسه في إنكار "شكلها جوازة مهببة ولا إيه" تمتم لتستمع هي له لتصيح في مُزاح 
"بتقول حاجة يا حبيبي؟!"
"بقول إن لساني أتشل من كتر السعادة يا حبيبتي.." صاح مجيباً ثم زفر في تعجب عندما أختفت عن عيناه ليتمتم "بركاتك يا ست فيروز، مين كان يصدق إن دي زينة بنت عمتي"
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
ظهيرة اليوم التالي..
حاول شهاب مواجهة تلك الأشعة القوية التي تسللت من شرفة الفندق الذي يقيم به ليحمحم محاولاً طرد النعاس الذي يحاربه بقوة ليبتلع لعابه ثم أجبر عينتاه على الإتساع ونهض متكئاً على وسادة خلف رأسه التي أعادها للخلف وهو ينظر بسقف الغرفة المُزين بفخامة شديدة ثم رمق أرضية ذلك الجناح الذي أستأجره وابتسم ابتسامة جانبية عندما رأى تلك الحقائب التي تحمل العديد من أسماء أشهر مصممي الأزياء بإيطاليا!
رفع الأغطية التي سترت أسفل خصره حتى نهاية ساقيه ليجد نفسه عارياً فتوسعت ابتسامته وهو يواجه بعقله ذكريات عديدة ينتقم عن طريقها وبكل ما يفعله من الذين يكرههم بشدة ثم أعاد الغطاء مرة أخرى وهو يشعر بالفخر..
شهاب كرم الدمنهوري الفتى الجامعي المُرتبك عندما كانت غادة أمام عيناه تتسوق بإستهتار ولا تلقِ بالاً لتلك الأموال التي تنفقها بمنتهى الإستفزاز، كان يشعر بمدى ضئالته أمامها لعدم إمتلاكه قدراً كافياً من الأموال!! فلتنظر له الآن.. فلتنظر لتلك الأرضية المغطاة بحقائب عدة قد لا تستطيع هي شرائها الآن بعد زواجها من ذلك الذي يظن نفسه ثرياً.. هو حتى بكل أمواله هو وعائلته لن يرتقي هو وكل ما يملكه من أموال ليكون نقطة في بحر مما يمتلكه شهاب!!
شهاب كرم الدمنهوري الفتى العاشق الذي كلما أختلى بغادة، فتاته التي يعشقها، لم يتمنَ سوى معانقتها حتى تذهب في النوم ليحيطها بذراعيه في عشق وهو يتمعن في تفاصيل ملامحها التي حفظها عن ظهر قلب.. ها هو عارٍ بعدما قضى ليلة من ممارسة جنسية ماجنة عنيفة مع أحدى بائعات الهوى.. لم يعد ذلك الفتى الذي يرتبك لإقترابه من فتاة بل العكس.. ترتجف الآن النساء لرؤيتهن اياه، خاصة بعد ليلة كمثل التي دمر بها جسد مومس ظنت أنها تسحر الرجال بما تمتلكه من فتنة ولكنها لم تعلم أن تعويذته الملتحفة بأموال كثيرة قد تتركها ممسوسة بجان لا يحضره سوى طلسم معقد لن يقوى سوى الوقت على أن يُشفيها ويُبرئها من أثر سحره الموجع الذي صرخ به جسدها في توسل أنه قد تلقى كفايته ولم يعد يتحمل عنف أكثر، فلطالما توقفت النساء أسفله بعد عناء عن تأدية طقوس الإغراء مُذعنات بوصولهن حد الكفاية ولكن شهاب الدمنهوري يتوقف عندما يُفرغ آلامه هو ويصل لحد الكفاية من إطلاق آنات آلمه الذي يجعله سائراً كالمسحور بإرادة الإنتقام وليست أجساد العاهرات أسفله من تحدد كفايته عن طقوسه العنيفة المنتقمة!
شهاب كرم الدمنهوري الحالم بأحلام وردية في العراء وهو لا يجد ما يستر به جسده سوى ملابس بالية رثة قد تغير لونها من تكرار إزالة الأوساخ المتعلقة بها، أحياناً لم يملك سواها فتركها تجف وهو عارٍ، ها هو قد حقق أحلامه الآن بعد أن خطى خطوات كثيرة، لا؛ بل جرى كالحصان الجامح في درب ملطخ بدماء الكثير من الأشخاص ليصل إلي ما وصل له اليوم وخاصة بتلك اللحظة هو يخطو عارياً بالرغم من إمتلاكه للكثير من الملابس التي لا يستطيع عدها وتوجه حيث ذلك البهو المتسع المُلحق بجناحه ليتناول فطوره الذي لم يظن أنه سيحصل على فُتاته منذ سنوات.. كم أنه سعيد بكل ما حققه من إنتصارات..
نعم لقد آلم غادة وسيؤلمها وسيستمر في إيلامه لها كما آلمته ولن يتوقف عن إيلامها حتى ولو أزهق روحها أسفله يوماً ما.. لقد أنتقم من العديد من النساء التي شابهن عجرفتها وكل مغرورة مثلها.. لقد أنتقم بمضاجعته لكل وضيعة أختارت المتعة على حساب زواجها أو عائلتها مثلما فعلت أمه.. لقد تخلص من وليد الذي دفعه ليعمل بالسلاح رغماً عنه.. يا له من غبي!! لقد أستغل حاجته للمال.. وها هو شهاب الدمنهوري قد أستغل حاجة وليد للمال مرة أخرى.. لقد خدعه يوماً ما ووجد نفسه في تجارة أسلحة غير مشروعة.. ولكن بعد سنوات رد له شهاب الصاع.. لقد أستغل حاجته لإستمرار الأموال بين يداه.. لقد قتل بداخله بؤرة الدنس التي لا تتوقف عن النهم للمزيد من القذارة، فأمثال وليد لا تتوقف عن الإنغماس في وحلها سوى بالموت وها هو قد خلصه وأنتقم لنفسه!! 
ألم يعلم أنه كان يُسجل له كل شيء؟ لقاءاته بتجار الأسلحة، بالسائقين الذين ينقلون الشحنات، بكل من يشتري منه، بكل من يُسخرهم لنقل تلك الأسلحة؟ تاريخه الأسود بأكمله يمتلكه.. يمتلكه على رقاقة بيانات محمولة يمتلك منها الكثير من النسخ!! كان يلجأ له لذكاءه بتدبير نقل الشحنات، ألم يُفكر ولو لمرة واحدة بأن ذكاء شهاب الدمنهوري قد ينقلب عليه؟!
ألم يظن بأن ذاكرة محمولة وعدة صور وبعض تسجيلات هاتفية ستجعله مجرماً دولياً في نظر أي سُلطة لأي دولة؟! ألم يُفكر ليوم واحد بإستطاعة شهاب أن يخدعه مثلما فعل معه؟ لقد فكر كثيراً، لقد خطط كثيراً، لقد أمتلك العديد من الدلائل التي عندما ألقى ببعضاً منها (كفاعل خير) للسُلطات صدقوها بسهولة.
يتبقى فقط أمر عائلة الخولي بكل أفرادها.. سيُذيل قائمة إنتصاراته ليكون هذا الإنتصار الأخير.. وقتها سيشعر بالراحة الدائمة ولن يملك بعدها تلك الإرادة المُلحة بالإنتقام!! سيعود حتماً للإنتقام! سيعود غداً، فلقد آتى لهُنا ليتذكر من كان وكيف أصبح!! يتذكر أنه أصبح يقدر على فعل كل شيء بمنتهى السهولة، يمتلك الآن ذاكرة منتعشة بالعديد من الأسباب الكافية ليُدمر بلدة بأكملها وليس عائلة فحسب، سيعود لينتقم منهم جميعاً وسيبدأ ببدر الدين وابنه سليم!!
بصق الطعام المُتبقي في فمه أرضاً ثم ألقى صينية الطعام بأكملها أرضاً ثم نظر للطعام أسفل قدميه في إستهزاء شديد، ها هو يملك القدرة على إحضار الطعام وها هو لا يريده ولا يشعر حتى بالذنب لإلقاءه أرضاً وتوجه بإبتسامة وهو يطلب إحضار طعاماً جديداً..
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
ابتسم بإقتضاب وهو يتناول قهوته بحديقة منزله ورغماً عنه تذكر العديد من الواقف التي جمعته بسليم، منذ الوهلة الأولى وهو يعبث بشعره بالمشفى، وصولاً إلي حفلة زواجه يوم أمس.
لم يكن ليظن بيوم أنه يستطيع أن يكون لديه ابناً كما سليم، لقد مر أكثر من عشرون عاماً عليهما سوياً، من كان ليظن أن بدر الدين الخولي الرجل الذي لا يستطيع أن يتعامل مع طفل واحد قد كبر الآن وزواج ابنه كان بالأمس! 
شعر بالإمتنان الشديد لليلي التي أخفت عليه أمر إنجابها له، تمنى كثيراً لو كانت معه يوم أمس لتشاهد سليم يوم زواجه وهو يتزوج بمن يعشقها بعد حب صامت دام لسنوات عديدة منذ صباه.
"ربنا يرحمك يا ليلى" تمتم هامساً ثم شرد مُتذكراً المزيد من المواقف بصحبة سليم
 "مبروك يا عمو.. والله كان نفسي أكون معاكم امبارح بس الطريق كان طويل أوي وكان صعب أرجع متأخر أوي كده" حدثته فيروز بالهاتف الذي أنتشله من أفكاره، وقد حملت نبرتها بعض الندم 
"يا بنتي ولا يهمك ملحوقة إن شاء الله تيجي تباركيلهم"
"لو كان بس المكان قريب شوية كنت هتلاقيني أول واحدة موجودة"
"معلش.. أنا مكنش ينفع أعمله غير في مكان بعيد عن كل الأماكن اللي يعرفها شهاب.. كان لازم أكون مجهز حراسة.. ده أنا سيبتهم ومعاهم جيش عشان خوفي عليهم"
"إن شاء الله مفيش حاجة هتحصل" همست له وهي حتى لا تثق بكلمتها 
"شهاب مش سهل!! كل حاجة كان بيعملها بتقول إنه بينتقم.. وحتى مصمم على الإنتقام! أنا لولا راقبته وعرفت هو مخبي ايه كان ممكن يودي سليم في داهية!" زفر بدر الدين في إنزعاج 
"هو ازاي طلع سليم من السجن صحيح؟!" تسائلت في تعجب 
"جه أدلة إن المتهم هو وليد وأخلوا سبيل سليم!! لغاية دلوقتي معرفش ازاي.. يعني لو حاجة مسجلها أكيد كنت هلاقيها على الـ laptop بتاعه، بس هو حويط زيادة عن اللزوم، أكيد فيه مكان تاني بيحتفظ بالمصايب اللي مخبيها"
"وهو حضرتك لسه مراقبه؟!" تسائلت في استفسار 
"أنا كنت فاكر إني مراقبتي ليه مالهاش لازمة بعد ما بقا في إيدي كل الفيديوهات وكل اللي وصلتله على اللابتوب بتاعه.. بس بعد موضوع تهديده ليا ده على الموبيل ابتديت أراقبه تاني.. أنا أصلاً استنيت لغاية ما يبعد شوية علشان نقدر نعمل فرح سليم وزينة.. كنت خايف بصراحة يبوظ كل حاجة ولما عرفت إنه سافر إيطاليا قولت ألحق أجوزهم في الوقت ده.." 
"طيب كويس.." أخبرته بنبرة أتضح من خلالها أنها تريد التحدث بأمر ما
"أشمعنى يعني بتسألي؟!" سألها في استفسار لمعرفة دوافعها تجاه الأمر برمته لتحمحم هي في تردد 
"علشان.. علشان قررت إني أقابله!" تريث بدر الدين لبرهة ولا يدري لماذا توقف عن الحديث وهو من كان يريد منها أن تفعل ذلك بالمقام الأول
"خلاص.. اخدتي القرار؟!" سألها بإبتسامة لم تراها، وكان لمصلحتها وإلا كانت لتشعر بالقلق من القدوم على ما تريد فعله 
"آه.. أظن أنا بقالي شهرين ونص مبعملش حاجة غير اني بسمع حكايات عنه وبجمع معلومات عنه من كل اللي يعرفه" زفر بدر الدين بعمق ثم قرر أن يتابع معها هذا الحديث
"طيب وفكرتي هتقابليه ازاي؟!"
"أنا فكرت فيه، في شخصيته، في الأسباب اللي بتخليه يعمل اللي بيعمله، فكرت في إن واحد بذكاء شهاب مينفعش نكدب عليه أو نستهون بذكاءه، واحد بذكاءه مينفعش أخبي عليه إني معالجة نفسية للأطفال الصبح وللمجرمين بليل، مش ده الذكي اللي قدر ببساطة يسحب زينة في يوم من وسطكوا من غير ما تحسوا؟.. مينفعش أكدب وأقوله إن جوزي مكنش ظابط يا إما ممكن يعرف وبسهولة كمان.. لازم كل ده يعرفه عني من أول قاعدة لينا مع بعض أياً كانت ازاي وامتى.. بس مش هاقدر أخبي غير معرفتي بيك.. ممكن حتى أقوله إني أعرف زينة من بعيد.. لازم أضمن إن مفيش أي حاجة أخبيها عليه علشان يستجيبلي ويصدقني ويطمنلي في إنه يبدأ يحكيلي ويثق فيا يا إما لو مفيش ثقة يبقا مستحيل يقبل علاج مني.. فكرت في كل حاجة وفي مواقف كتيرة لكن مش عارفة هقابله ازاي.." زفرت بعد أن أخرجت خلاصة تفكيرها بتلك الأيام لتترجمها من مجرد أفكار لكلمات
"ممم.. أنتي ذكية يا فيروز.. أنا بحترم ده فيكي.. كلامك في منتهى المنطق والعقل.. واحد زي شهاب بطبعه الشكاك وإنه كان مراقب سليم مش بعيد يراقبك لما تبدأي تدخلي حياته" تمتم مُفكراً في سبب مقنع لدخول فيروز حياته بأكملها 
"أظن إن حضرتك تعرف عنه كل اللي أنا أعرفه.. أنا تقريباً كل اللي أعرفه عنه عرفته منك وبمساعدتك.. أرجوك لو عايزني أساعده حاول تلاقيلي أي سبب مقنع إني أشوفه أو أقابله.. أنا عارفة إن حضرتك تقدر تفتحلي أبواب كتيرة وبمساعدتك وذكاءك أكيد هاقدر أقابله، أنا واثقة في حضرتك.." توسلته بلهجة مُلحة 
"طيب.. سيبيني أفكر شوية" همهم بعد مدة من الصمت 
"أنا متأكدة وواثقة إن حضرتك هتقدر تحل الموضوع"
"تمام.. خليني أفكر كده وهارد عليكي.."
أنهى المكالمة معها وهو غارقاً بالتفكير مُحاولاً أن يجد طريقة مناسبة حتى تلتقي به فيروز.. عقد حاجباه في تركيز شديد وهو يحاول أن يفكر، ما الذي يجعل مهندس شهير، رجل أعمال، كل عمله يتعلق بتشيد مجمعات سكنية لصفوة المجتمع وقرى سياحية لا يبتاعها سوى الأثرياء يلتقي بمعالجة نفسية من طبقة متوسطة، زوجها الراحل من احدى الضباط الذين قد يلاحقون رجل كشهاب المتورط بالعديد من صفقات الأسلحة؟ ما السبب الذي قد يجمع بينهما؟ 
بمّ ستخبره؟! أنها تريد معالجته؟! كيف علمت إذن أنه يحتاج لعلاج؟ هذا إن كان مريضاً من الأساس!! وهل سيتقبل دخولها في حياته هكذا بمنتهى السهولة؟! أنسيَّ أن أولى مراحل العلاج أن يؤمن المريض بمرضه!!
أطلق ضحكة بخفوت متهكماً وهو يُطنب بالتفكير، أنّى له تلك الفكرة الحمقاء بتدخلها في حياته؟ لربما أخذته فكرة أن يسعد الجميع ويعيشون دون قيد الألم النفسي والمعاناة المؤلمة بأن يتدخل في حياته عن طريق فيروز ليصلح الأمر ويُصلح من حياة رجل مثله، نسيّ أنه قد يعرض فيروز نفسها للمخاطرة، نسيّ أن شهاب ليس بالرجل اللين ذو القلب الذي يشعر بالجميع، هو ليس بدر الدين الذي يشعر بالرعب كلما أقترب أحد غريب لعائلته، أنسيّ أن شهاب بمجرد أقترابه من أبناء عمه تحول لوحش يريد الفتك بالجميع؟ بدأ بزينة ولولا تدخله لكان أضر بالجميع، ها هو بدر الدين الخولي المُضحي من أجل العائلة ظن أن يستطيع أن يُغير الكون بأكمله مرة أخرى، ولكن ليست كل مرة كسابقتها..
"ملك الكون مكشر وسرحان في ايه؟!" بالرغم من فضولها الذي لا تتوقف عنه ولكن أطربت أذناه بسيمفونية لن يشاركها أبداً مع سواها، بالرغم من أنه سؤال يبدو عادياً ولكنه يعي ما خلفه جيداً،. أستمع جيداً لنبرتها الحنونة التي تتغنى بما لا يفهمه سواه "أنا هنا.. أنا معك دائماً وأبداً.. أحكِ لي كل ما يُقلقك وسنتعداه سوياً يداً بيد ولن أتركك حتى نضع كل ما يُقلقك بطي النسيان ليُصبح من الماضي السحيق"
"ملك الكون تعب من التفكير يا نورسين!!" تنهد لتشعر هي بقلة حيلته وهذا غير معهود منه تماماً 
"يا ساتر!! مين بس اللي مضايق حبيب قلبي كده؟" عبست ملامحها وطغى عليها الإستفسار الشديد 
"مفيش" زفر بعمق وهو يشرد بزرقاوتيها اللتين لم يعشق مثلهما طوال سنين عمره بأكملها "فيروز قررت تقابل شهاب"
"يا فرج الله!! دي حاجة تبسط مش تضايق خالص"
"ماشي، بس ازاي تقابله؟ دي مصممة تفهمه كل حاجة عنها، انها دكتورة وإن جوزها اللي مات كان ظابط، بتقول إن مينفعش نستهون بعقله وذكاءه، وعلى فكرة معاها حق، وإنها حتى مستعدة تقوله إنها تعرف زينة من بعيد، مش هاتخبي عليه بس غير الحوار اللي مخبينه عليه في إني قولتلها تتكلم معاه وتشوف لو محتاج علاج"
"كلام زي الفل وفي منتهى العقل" نظرت له بزرقاوتين واثقتين
"ماشي بس هتقابله ازاي؟ ايه اللي يخلي مهندس زيه يقابل دكتورة زيها؟ ايه اللي يجمعهم؟" سألها لتسكت هي لبرهة ثم تمتمت مُعقبة على كلماته 
"عندك حق، موضوع عايز تفكير فعلاً!"
"شوفتي" زفر في تفكير عميق
"ما قولنا بقا إن ملوك الكون مسؤلياتهم بتكون كبيرة شوية، أول مرة تعرف ولا ايه؟!" رمقته بزرقاوتين مازحتان ليبتسم لها في عشق وهو يستغرق بثاقبتيه بكل تفاصيل ملامحها المُحببة التي لا يمل منها أبداً
"أنا بحبك أوي يا نوري! حتى لو بتهزري وأنا بتكلم بجد بحس إنك بتخففي عني كل حاجة حتى لو أصعب حاجة في الدنيا" 
"وأنا بموت فيك يا ملك الكون يا عيون نوري أنت" نهضت لتقبله على وجنته 
"حبيبتي، أنا مش ابن أختك، بوسي جوزك بضمير شوية!! حرام يعني ده الراجل هيتجنن من كتر التفكير ودماغه وجعاه أوي ومفيش حاجة هتنفعه قد بوستين حلوين من اللي بينسوه أسمه دول!" نظر لها بخبث بينما أحاط خصرها بقوة بين ذراعيه 
"يا راجل إتلم!!" رفعت حاجبيها ثم أخفضتهما في مُزاح "بنفكر في فيروز وشهاب تقلب الحوار قلة أدب، مش لما نلاقي حل الأول نبقا نقل أدبنا براحتنا، وبعدين ده أنت ابنك لسه متجوز امبارح، ما تكبر بقا" همست له بنبرة لعوب ليجذبها له أكثر حتى سقطت جالسة رغماً عنها على ساقيه ولكنها لم تمانع وأحاطت عنقه بذراعيها 
"أنا أكبر على أي حاجة إلا قلة الأدب معاك يا جميل، بترجعني شباب على طول" أبتسم لها بمزيد من خبث "وبعدين ما أنتي عارفة إن قلة الأدب دي بتغسلني كده من جوا وبتخليني فريش اوي" 
"شوف بقا ملوك الكون!! طب نلاقي حل الأول للي بنفكر فيه وبعدين نقضيها قلة أدب للصبح"
"يا خوفي لا يكون كلام وبس" تنهد مُضيقاً عيناه وهو ينظر لها بثاقبتيه وارتسمت على شفتاه ابتسامة 
"لا مش كلام!! ويعني صراحة أنت وحشتني، الكام يوم اللي فاتوا عشان جواز سليم مكنتش عارفة أتلم عليك!!"
"أقفش!! يعني يتمنعن وهن الراغبات!!" همس بأذنها بمنتهى الخبث مازحاً لتصدح ضحكتها التي يعشقها ليُقبلها في ود شديد 
"دول راغبات أوي، بس نلاقي حل لشهاب الأول!" 
"شكلك كده بتضحكي عليا لغاية ما تنيميني في ايدك"
"لا عاش ولا كان اللي يضحك على بدورتي" ابتسمت له ثم قبلته على جبينه وازداد تعلقها بعنقه "قولي بقا بتفكر في ايه؟ شايف ممكن يتقابلوا ازاي؟!" 
"حقيقي يا نوري مش عارف" زفر مجدداً بشرود ثم وضع رأسه على صدرها وهو يوصد عيناه في راحة 
"طب بقولك إيه، أنت موافق انها تعرفه كل حاجة عنها مش كده؟!" سألته وهي تضمه أكثر إليها لتشعر بإنعكاسة إيماءته على صدرها "طيب أنا عندي فكرة!!" 
"الحقيني بيها علشان نخلص ونقوم نشوف قلة الأدب اللي ورانا، مسئولية بردو، وأنا راجل مسؤول ومستعجل بصراحة علشان أأدي مسؤلياتي على أكمل وجه" همس بصدرها وهو يُمرمغ وجه به في مداعبة لتضحك هي 
"ماشي يا عم المسؤول، مش أنت قولت ان شهاب بيحب يبعزق فلوس يمين وشمال وزينة قالت بنفسها إنه كان بيفضل يوزع فلوس على الناس؟!" همهم بالموافقة ثم غمغم في إنزعاج 
"منك لله يا شهاب الكلب" 
"وفيروز لسه ميت جوزها وحب عمرها وسقطت وكان عندها مشاكل في الخلفة؟!" 
"أنجزي في يومك بدل ما أرتكب فيكي جريمة دلوقتي علشان جبت أخري خلاص، بلاش أسئلة كتير أنا وأنتي عارفين إجابتها كويس، قولي بتفكري في إيه؟!" ضحكت مجدداً بينما زفر هو في انزعاج 
"الله!! مش لازم أعمل فيها جامدة علشان لقيت حل وملك الكون ملقهوش، سيبني أتغر شوية وأتدلع عليك"
"أتدلعي على اللي جابوني كمان يا ستي" نظر لها في امتعاض ثم تحولت ملامحه للتوسل "بس متنسيش إني راجل وعندي احتياجات إلهي ما يحوجك لزنقة" صدحت ضحكتها مجدداً ثم خللت شعره الفحمي ونظرت له بعشق تام ثم تحولت نظرتها وملامحها للجدية 
"مشروع خيري.. مستشفى.. مستشفى متخصصة بس لعلاج الستات اللي مش بتخلف أو بتواجه مشاكل في الحمل والولادة! فيروز صاحبة الفكرة.. ونظراً لإنه حنين وكريم مع موظفينه وأكتر حد بينزل علاوات وحوافز ومكافآت فيروز هتروحله علشان يتبنى الفكرة وشركته تبني المستشفى!! واسمه يتكتب عليها وأسم شركته! إيه رأيك؟!" رفعت احدى حاجبيها في انتصار لينهض هو حاملاً اياها "بدر يا مجنون!! أفرض سيدرا شافتنا" تحدثت في دهشة وتمسكت به كي لا تسقط
"أبو سيدرا على اللي خلفها"
"طب قولت ايه؟!" 
"فكرة مجنونة بس هتحتاج حاجات كتيرة أوي وترتيبات" 
"وأنت قدها"
"قدها ونص وتلت أربع" همس لها ثم بدأ في تقبيلها أسفل أذنها 
"بدر بجد نزلني مينفعش البنت تشوفنا كده" 
"مش قادر أستحمل واللي يشوف يشوف، مش هاسيبك ثانية كمان" 
"طب نزلني علشان متتعبش، مش هتشيلني لغاية فوق يعني احنا مبقيناش صغيرين على الكلام ده" شهقت في خفوت وهي تتوسله 
"مين ده اللي يتعب، متجوزة سوسن يا حبيبتي ولا إيه!!"
"بدر أخص عليك متـ.." ولم تكمل جملتها لمقاطعته اياها بقبلة خبيرة لطالما تبادلاها كلما لح عليه عشقه لها بأن يبرهنه لها بلمسات محمومة لم يعطها سوى لها هي وحدها دون سائر نساء الكون!
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
"سليم" همست زينة ليلتفت لها فهو لتوه قد فرغ من الإستحمام ولكنه توقف مكانه وهو ينظر لها مشدوهاً بتلك الملابس المثيرة وسُلب عقله تماماً بإختلاط ذلك اللون الأحمر القاتم بلون جسدها الذي يعشقه ليحدد كل أنملة بجسدها ليُظهر فتنته الطاغية بينما ستر بشفافية منحنياتها لتتركه لاهثاً متوسلاً كي يُقبل كل ما وقعت عيناه عليه
"يا قلب وعيون وروح وعقل سليم!" أقترب منها مهرولاً لتبتسم له في إغراء ثم دفعت شعرها للخلف بحركة أنثوية أغرته بشدة 
"ايه رأيك حلو؟! أصلي كنت حاسة إنه مش هيليق عليا!" همست بإغراء ليغيب عقله عن الواقع ونظر لجسدها بشهوة شديدة لا يستطيع التحكم بها
"مش هيليق!! قولي مش هيليق غير عليكي" همس وعيناه يتفقدا جسدها في شغف لممارسة العديد من فنون عشقه التي لطالما حاربها لسنوات 
"ممم، طب أروح أغير وألبس غيـ.."
"لا، تروحي فين وتسيبيني كده!" قاطعها بإبتسامة بينما نظر لها في لوم "أنتي تخليكي هنا أحسن أتجنن، أنتي متبعديش عني ثانية بعد اللي عملتيه فيا ده، يرضيكي كده اللي وصلتله بسببك؟!" صاح لائماً بينما أمسك بيدها ليضعها أسفل خصره لتنظر هي له بجرأة شديدة 
"ده واضح إن تأثيري بقا حلو أوي" رفعت احدى حاجبيها في انتصار 
"تأثيرك بقا حلو!" تمتم وملامحه تعتليها الإنكار "يا شيخة حرام عليكي ده أنا متعذب من زمان" همس لها في توسل بينما أحترقت عيناه بزرقاويتيها ولكنه لا يريد أن يُبالغ معها بعد ليلة أمس فهي لتوها فقدت عُذريتها ولا يريد أن يؤلمها بأي شكل من الأشكال
"وأنا ميرضنيش جوزي حبيبي يتعذب أكتر من كده" دفعته نحو السرير بينما أخذت يدها تداعب أسفل خصره 
"زينة!! بلاش، أستني لبكرة عشـ.."
"أنا زي القرد، ومفيش وجع ولا حاجة، ومش هاسيبك يا سليم!" قاطعته بجرأة وابتسامة مُغرية
"يخربيت سنينك! اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش وأنتي خايفة لا خالو يدخل علينا!!" همس لها بإستفزاز لتصدح ضحكتها ثم دفعته بكل ما أوتيت من قوة ليسقط على السرير خلفه وأعتلته جالسة أسفل خصره 
"جوزي!! وحبيبي!! ولسه عرايس.. خالو يجي ولا نوري تسمع.. ولا هيفرق معايا!" همست له وأقتربت لتقبله بينما أوقفها ليأتي بجسدها أسفله في ثوان
"أموت أنا في الجرأة.. حلوة جوزي دي منك أوي.. قوليها تاني بقا!" أقترب ليبعثر أنفاسه على ثدييها المكشوفان أسفل ذلك الثوب القرمزي المُغرى لتئن هي في شعور بالإثارة وهمست بطريقة سلبت عقله 
"جوزي حبيبي يسمع الكلام ويسيبني بقا المرادي أبسطه زي ما بسطني امبارح" تحدثت بالقرب من أذنه لتتوسع ابتسامته لتفر هي بعدها هاربة من أسفله ليلتفت إليها ناظراً لها في تعجب بينما أقتربت مرة أخرى لتعتليه فأدرك ما تريده
"هتبسطيني ازاي بقا؟!" رفع احدى حاجباه متسائلاً لتجذب هي تلك المنشفة التي حاوط أسفل خصره بها وألقتها أرضاً
"لا.. ده أنا اللي معلمني مسابش حاجة إلا وقالي عليها"
"وده مين ده إن شاء الله؟" ابتسم لها غامزاً لتقابله بإبتسامة هي الأخرى 
"جوزي.. حبيبي.. سليم" همست وهي تقبله بعنقه ليوصد عيناه بإبتسامة واستمتاع تاركاً لها زمام الأمور بأكملها ولا يُصدق أن طفلته الآن أصبحت إمرأة تذيب عقله وتتحكم في مشاعره ببراعة شديدة دون هوادة ولا رحمة!
"آه" غادرت تلك الآنة شفتاه وهو يرتجف داخلها بينما حاوطت هي عنقه بشدة وأرتجفت بنفس الوقت وهي تعتصر خصره بين ساقيها بقوة ولم تعد تستطيع السيطرة على أنفاسها اللاهثة عندما آتيا شهوتهما سوياً ثم خارت قواها بأكملها ليحتضنها هو في عشق شديد بين ذراعيه 
"ده أنا طلعت مدرس شاطر أوي" همس بالقرب من أذنها لتبتسم هي 
"أحلى حاجة عملتها بجد إنك كتبت الكتاب بدري.. خلتني أكسب خبرة بردو!!"
"يا بت اتلمي.. يخربيتك" لهثا سوياً وهما يضحكا بخفوت
"ده أنا ياما شوفت بلاوي في ألمانيا.. كنت محتاجة اللي يوجهني بس.. حوشت كل ده للراجل اللي هاحبه وفجرت كل الكبت بقا.. ولسه هافجر" أخبرته بينما أراح جسدها على السرير ثم جعلها تتوسد صدره وذراعه يحاوط جسدها 
"وأتوجهتي ياختي؟!" رمقها بنظرة جانبية وهو ينظر للأسفل 
"أوي أوي.. أتعلمت على ايد مدرس شاطر اوي" ابتسمت وهي تقبل صدره ثم حاولت النهوض
"إيه رايحة فين؟!" سألها في تعجب
"بصراحة عطشانة اوي.. هاجيب مياة"
"خليكي يا حبيبتي وأنا هاجيبلك" ابتسم لها ثم قبل جبينها ونهض هو لتنظر لجسده العاري وهي تتفحصه ملتهمة شفتيها في شبق للمزيد منه بينما غاب هو عن عينيها ليحضر لها المياة وبعد أن أمسك بالزجاجة أستمع لهاتفه يصدر احدى الإشعارات ولقد نساه تماماً فظن أن ربما هذا والده فتوجه ليتفقد الهاتف لتمتعض ملامحه وعقد حاجباه في غضب مما قرأ
"مبروك عليك خطيبتي يا ابن بدر الدين.. معلش ما كنتش فاضي أحضر فرحكم.. بس أوعدك لازم آجي أبارك لبنت عمي وخطيبتي بنفسي قريب!!" 
 ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢



#يتبع