الفصل السادس عشر - عطر الفهد
الفصل السادس عشر
كانت تقف أمام قبرين من يراها يظن أنها تمثالا لا حياة و لا روح بها ... لا تبكي ... لا تتحدث ... لا تصرخ .. لا تفعل شيء .. فقط تنظر .. لكن عينيها ... اه من عينيها كانت تتحدث بحروف الألم و الوجع ... تتحدث بحروف عتاب و لوم .. لتخرج بعض الكلمات من فمها ..
تانيا بحزن : أبي .. أمي .. لماذا تركتوني بمفردي .. لما لم تأخذوني معكم .. أنا بحاجتكم .. بحاجه لحبكم و حنانكم ...
فقط نطقت تلك الكلمات لتجلس بعد ذلك على الأرض أما القبرين و هي تنظر أمامها
بفراغ و جمود و كأن العالم من حولها تلاشى ...
.............................. ..
عِطر : أنا أعلم أين هي تانيا ؟
أوس بلهفه : أين هي ؟ خذيني إليها ...
عِطر : إذا كانت غاضبه حقاً .. فهي لن تذهب إلا إلى المقابر لتزور والديها ...
أنهت عِطر كلماتها لتتجه مع فهد و البقية للعنوان الذي تتواجد به المقابر ... كانت عِطر تذهب مع تانيا لتلك المقابر أثناء خروجهم من دار الأيتام مع ألبرت و بيلا حتى تزور والديها ... مرت فقط 20 دقيقه لتقف السيارات و تترجل عِطر بخطوات مسرعه أشبه بالركض فهي قلقه على تانيا .. تشعر أنها ليست بخير ... كان الجميع خلفها ... أوس كان كالمجنون يشعر بقلبه سوف يخرج من ضلوعه بسبب خوفه على تانيا .. جنيته الشرسه التي اغضبها بسبب غبائه ..
توقف الجميع و هو ينظر أمامه لتلك الجالسه على الأرض تضم ركبتيها إلى صدرها و تستند برأسها عليهم فقط تنظر أمامها بدون حركه ...توقف الجميع عن التحرك ماعدا عِطر التي أكملت خطواتها تجاه تانيا ...
عِطر و هي تنحني على ركبتيها بجوار تانيا و تحتضنها : تانيا ... حبيبتي .. ما بكِ .. ما الذي حدث ... هيا أخبريني لا تظلي صامته هكذا ..
أوس توقف بعجز بجوار فهد الذي ما إن رأى ما يحدث حتى نظر إلى أوس ...
فهد : ماذا فعلت بالفتاه أوس ...
جاسمين بغضب : الغبي .. قد نعتها بالعاهره بطريقه غير مباشره ..
ألبرت بغضب و هو يقف أمام اوس : ماذا فعلت ؟!!!
لم ينتبه أحد لتانيا التي أبتعدت عن عِطر لتقف بجمود و برود تتجه إليهم تاركه خلفها عِطر التي شعرت بالدهشه و الإستغراب من تصرفها هذا ...
تانيا ببرود : سيدة جاسمين .. شكراً لإعتنائك بي الفتره الماضيه .. لكن أرجو منكِ أن تقبلي إستقالتي من العمل هذا أولاً ... ثانياً و بما إني تركت العمل فسوف أترك المنزل أيضاً و أخبري سيد كاظم بإمتناني له لكني لن أستطع قبول عرضه بأن يتكلف بمصاريف جامعتي ... فأني لدي المال الكافي لذلك ... شكراً لكم و أرجو منكي أن ترسلي حاجياتي الشخصيه على منزلي مع السائق ... أنا فااه يتيمه أجل تربيت في دار للأيتام لكن أبي ألبرت و أمي بيلا قاما بتربيتي جيداً ... لذلك أنا لست عاهره سيدتي .. لست عاهره أبداً ... ليس معنى أنني قبلت بما منحتوني إياه إنني عاهره سيدتي .. لست كذلك أبداً .. و شكراً لكم على كل شيء ...
أنهت أحرف كلماتها لتتحرك قدميها بعدة خطوات حتى شعرت بيد فولاذيه تعتصر ذراعها لتلتفت تجد أوس يقف أمامها و عينيه تتقد غضب لتنظر إليه ببرود ... لم ينطق حرف واحد لقد جذبها معه حتى سيارته تحت أنظار الجميع ...
ألبرت بغضب : أوس .. أترك إبنتي .. اتركها ...
أوس بغضب بعد أن وضع تانيا في السياره و أغلق الباب : أعذرني سيد ألبرت .. أنا بحاجه لأتحدث معها ....
إيزابيلا التي كانت تدرس الموقف بعنايه و هدوء : أتركهم ألبرت .. يجب أن يقوموا بحل مشاكلهم بمفردهم ... أتركهم أنا أثق بأوس ...
لم ينتظر أوس أكثر لينطلق بسيارته بسرعه كبيره ليترك خلفه عاصفة من التراب ...
تانيا بغضب : صف السياره ... أريد أن أنزل .. صفها هيا ...
أوس و هو يصر على أسنانه : أصمتي تانيا ... الأفضل أن تصمتي حتى نصل ....
تانيا بغضب : و إذا لم أصمت ما الذي ستفعله .. ها ... ماذا ستفعل ؟!!!
أوس و قد اتقدت عينيه ناراً و هو يضرب المقود بغضب : قلت لكي أصمتي و أتقي شر غضبي ...
نظرت تانيا إليه و كانت تنتوي الرد عليه لتصمت و تبتلع ريقها برعب و هي ترى في عينيه موتها إن لم تصمت ... طال الصمت بينهم حتى قطعته تانيا ...
تانيا : إلى أين نحن ذاهبون .. هذا ليس طريق القصر و لا طريق منزلي ...
لم يرد عليها بحرف واحد فقط ظل يقود السياره ليقف بعد فتره في مرآب خاص بناطحة سحاب شاهقة الإرتفاع .... ليترجل من السياره و يفتح الباب لها ..
أوس ببرود : ترجلي من السياره ...
فضلت تانيا طاعته حتى لا يحدث ما لا يُحمد عقباه ... هبطت من السياره ليمسكها من يدها ليسير و هي معه حتى وقفا أمام مصعد خاص ليدخلاه و يضغط على الزر الخاص بالطابق المطلوب ألا و هو ال 25 ... كان المصعد عباره عن مرآه كبيره في كل جانب ... فكانت تراه و ترى الغضب بعينيه .. لأول مره تراه بهذا الغضب .. هي تتذكر المرات التي حذرها بها من غضبه ...
تانيا لنفسها : هو الذي بدأ و أساء لي ثم يغضب ... حسناً سيد أوس سوف نرى ما نهاية كل هذا ..
القليل مر لتجد تانيا باب المصعد ينفتح ليخرج أوس و يأمرها بإتباعه ... لتخرج تجد نفسها في ردهه شقة أقل ما يقال عنها أنها رائعه .... كانت تنظر حولها و لم تشعر إلا بأوس الذي أمسكها من يدها ليلصق ظهرها بعنف على الحائط خلفها لتكون محاصره بين الحائط و جسده الذي يضغط عليها بقوه بينما يداه أخذت يديها تقيدها أعلى رأسها ...
أوس بهمس غاضب : كم مره حذرتك من غضبي تانيا .. ها .. كم مره ؟!!!
تانيا بغضب : تنعتني بالعاهره و تغضب ... حقاً ...
أوس و هو يضغط بيده على خصرها بقسوه : هل رأيت الفستان الذي كنتِ تتطلعين إليه بإعجاب .. ها ...
تانيا بألم : أنت قلت .. كنت أتطلع إليه ... لم أرتديه حتى للتجربه ..
أوس و هو يخفف قبضته عن خصرها بعد أن شعر بألمها : أنتِ أخبرتيني أنه أعجبك .. و هذا جعلني أفهم أنكِ تريدين شراءه و إرتداءه ...
تانيا و قد دفعته عنها بكامل غضبها و قوتها ليبتعد عنها و هي تتخذ بعض الخطوات : و إن يكن .. هذا لا يعطيك الحق لتنعتني بالعاهره .. هل فهمت .. لا يعطيك الحق .. انا لست بعاهره ... لست بعاهره أوس ...
أنهت تانيا حديثها لتهبط على الأرض بركبتيها و تبكي بحزن و ألم لتشعر به يحاوطها و يضمها إلى صدره بينما يقبل جبينها بقوه و حب لتشهق هي في بكائها و تبكي بقوه و هي تلومه ...
تانيا ببكاء : لماذا أوس ... لماذا .. أنت تعلم أنني لست هكذا .. تعلم هذا جيداً .. تعلم أنك الرجل الوحيد الذي نبض له قلبي و سمحت له بلمسي ... لماذا أنت قاسي هكذا ...
أوس بحنان و دفئ : آسف جنيتي .. أنا آسف حقاً لقد أعمتني الغيره ... لم أستطع أن أتخيلك ترتدين هذا الفستان و الرجال تنظر لكي ... لم أستطع حقاً .. أنا آسف حبيبتي ...
لم ترد عليه تانيا و لكنها ظلت تبكي و هو يحتضنها لينهض و هو يحملها و يدلف بها إلى غرفة المعيشه الخاصه بتلك الشقه ليجلس على الأريكه و هي بحضنه مستمره بالبكاء ليمسح على ظهرها بحنان و دفئ ...
أوس بحنان : يكفي بكاء تانيا .. يكفي حبيبتي ...
تانيا ببرود و هي تبتعد عن حضنه و تنهض : أعدني إلى منزلي و لا تنسى أن تجعل السائق يجلب حاجيتي كما أخبرت والدتك ..
أوس ببرود و هو يقف أمامها : منزل ماذا الذي سوف تعودين إليه تانيا ؟
تانيا : منزلي .. منزل أبي ألبرت و أمي إيزابيلا ..
لم تشعر بنفسها إلا و أوس يجذبها من ذراعها و يطبق بشفتيه على شفتيها يقبلها بغضب قوه و يديه تحاوط خصرها بشده لتشعر بطعم الحديد في فمها ليترك شفتيها و يهمس باذنها بينما أنفاسه الساخنه تُلهب عنقها ...
أوس بهمس : لن تذهبي لأي مكان تانيا .. أنتي ملكي ... إمرأتي ... و إمرأتي تظل بجانبي و لا تبتعد عني ... هل فهمتي يا إمرأه ..
لم تجيبه تانيا بسبب تخدرها من أنفاسه تلك ليقوم هو بإمتصاص بشرة عنقها بقوه و لعقها لتخرج آنه مثيره من شفتي تانيا ليقوم بتقبيل مكان ختم ملكيته بحب و رقه ...
أوس بهمس مثير : هل فهمتي تانيا .. لن تذهبي لمكان ...
تانيا بهمس : فهمت أوس .. فهمت ...
أوس و هو يبقل جانب شفتيها : جيد جنيتي ... جيد
تانيا و هي تبتعد عنه : أريد الذهاب ... و لا تعتقد أني سامحتك ... فقط سوف أعود معك إكراماً لخالتي ... لكن بالنسبة لك لا تعتقد إن ببعض القبلات و الهمسات فالموضوع إنتهى .. لا سيد اوس أنت تحلم ... و الآن أريد الذهاب من هنا ... فأنا لست إحدى عاهراتك لتجلبني لشقتك الخاصه ...
أنهت كلماتها لتتركه بفاه مفتوح و أعين متسعه من دهشته و هي تتجه لخارج الشقه و تدلف للمصعد ...
أوس لنفسه بدهشه : هل هذه تانيا التي كانت تذوب من قبلاتي و همساتي منذ لحظات ... اااه يبدو أنها سوف تعاقبني عما تفوهت به .. هي محقه يجب أن أتحكم بغضبي و لساني .. غبي أوس .. أنت غبي ...
فاق أوس من شروده على صوت تانيا و هي تناديه لكي يذهبوا ... ليدلف معها المصعد و يهبطوا للمرآب ثم يتجهوا إلى قصر والده بالسياره .....
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
كانت عِطر تجلس بجانب فهد في السياره ... فبعد ذهاب تانيا و أوس رحل الجميع ... بعد أن طمأن فهد ألبرت و إيزابيلا أن اوس لن يفعل شيء يؤذي تانيا .. لكن جاسمين رأت القلق في أعينهم فعرضت عليهم الذهاب معها إلى القصر و إنتظار تانيا هناك للإطمئنان عليها ........
كانت عِطر صامته تنظر من نافذتها إلى الخارج و يبدو عليها التعب و الإرهاق مع الحزن أيضاً ... فيبدو حديث تانيا قد أحزنها ... ليحاول أن يخفف عنها قليلاً ...
فهد بحنان و هو يضم يد عِطر بين يده : صغيرتي .. هل أنتِ بخير ...
عِطر و هي تنظر إليه بإبتسامه خافته : أشعر بالقليل من التعب و الإرهاق ... لا تقلق ...
فهد بحنان : لقد إقتربنا من المنزل .. عدة دقائق فقط لنصل ...
لتومئ له عِطر و هي تسند نفسها على ظهر الكرسي و تغمض عينيها بتعب و تضغط بحب على يد فهد الذي مازال يمسك يدها ... لتمر دقائق بسيطه و يقف فهد بسيارته أمام باب القصر الخاص به .. ليترجل من السياره و يتجه لباب عِطر يفتح لها الباب لتترجل هي أيضاً ليدلفوا إلى الداخل ... كانت كريستين بإنتظارهم لتتحدث ..
كريستين : حمدا لله على سلامتكم ... سوف أحضر الطعام و أضعه على المائده ...
فهد : لا كريستين سوف نتناول أنا و عِطر الطعام بجناحي ...
عِطر بهمس و هي تميل إلى أذنه : فهد .. هذا لا يصح ...
فهد بهمس مماثل : هشششش .. لا تعترضي ..
كريستين : حسنا سيد فهد ... سوف أفعل و أيضا ملابس الآنسه عِطر قد وصلت و قمت بترتيبها في غرفتها ...
عِطر بإمتنان : شكراً لكِ سيدة كريستين لماذا أتعبتِ نفسك ... كان بإمكاني ترتيبهم ...
كريستين بإبتسامه : أنا لم أفعل شيء يا حلوه ... فأنا أشعر بأنك إبنتي ... ( لتميل عليها كريستين و تهمس بأذنها لكن بصوت مسموع لفهد ) لا تناديني سيدتي مره أخرى .. خالتي .. ناديني خالتي ..
عِطر بإبتسامه : شكراً لكِ .. خالتي ..
فهد بسعاده : يبدو أن كريستين قد رضت عنكِ عِطر ... فلا أحد يحرؤ على رفع الألقاب معها ...
عِطر بسعاده : هذا من دواعي سروري أنها سمحت لي ...
كريستين و هي تتصنع الجديه : هيا .. هيا للأعلى و أنا سوف أجلب الطعام لكم ....
صعدا للأعلى و قبل أن تذهب عِطر إلى غرفتها جذبها فهد إليه برقه ...
فهد بهمس و هو يمرر أنامله على وجنته : صغيرتي .. تحتاجين لحمام دافئ مع ثياب منزليه مريحه للنوم .. إفعلي ذلك و سوف أكون في جناحي بإنتظارك لتناول الطعام ...
عِطر بهمس : حسناً ...
لتذهب بعد ذلك إلى غرفتها لتتجه إلى غرفة ملابسها الملحقه بها ... تنظر إلى الثياب المرتبه .. حيث قامت كريستين بوضع كل نوعيه من الثياب بمفردها ... لتنتقل إلى ملابس النوم العاريه و للتي تكشف أكثر مما تستر و القطع الداخليه لتجحظ عينيها و هي ترى تلك القطع التي لم تختارها و لم تقوم بوضعها ضمن المشتريات ...
عِطر بدهشه : فهد ... فهد قام بشرائها .. يا إلهي ..
( نظرت حولها لعلها تجد بعض القطع المحتشمه التي تستطيع إرتدائها لتجد بيجاما مكونه من ثلاث قطع من قماش الحرير الناعم باللون السكري الهادئ و الأسود ... حيث البنطال قصير قليلا مع دانتيل باللون الأسود من الأسفل و توب بحمالات تنتهي حوافه بالحرير الأسود يصل طوله إلى منتصف المعده حيث تظهر البعض من بشرتها مع روب من الحرير بأكمام يصل طولها إلى منتصف ذراعها و تنتهي الحواف بدانتيل أسود أيضاً .. لتتجه إلى الأدراج و تلتقط حمالة صدر و قطعة ملابس داخليه باللون الأسود ) بالطبع ليست محتشمه كثيرا ... لكنها أفضل من البقيه .....
لتتجه إلى فراشها تضع عليه تلك القطع و تتجه للحمام تخلع عنها ملابسها و تقف تحت مرش الماء تستمتع بالمياه الدافئه و هي مغلقة العينين لتنتهي و تخرج من الحمام و هي تلف جسدها بمنشفة و منشفه أخرى على رأسها تلف بها شعرها ..... تقف أمام طاولة الزينه تنظر لنفسها في المرآه و هي تقوم بتجفيف شعرها بالمنشفه و تمشيطه لتقرر تركه مبلل قليلا فليس لديها الطاقه لتجفيفه ... إرتدت ملابسها و وقفت أمام المرآه تنظر لنفسها بخجل و هي لا تعلم كيف ستقف هكذا أمام فهد لتزفر بتوتر و تتجه إلى الخارج حيث جناح فهد ...
كان قد أخذ حماماً دافئاً و هو يقف تحت مرش الماء يبتسم بإستمتاع عند تخيله لرد فعل عِطر عندما ترى تلك القطع من الملابس .. لينتهي و يخرج و هو يجفف شعره بمنشفه و أخرى ملتفه حول خصره ليتجه إلى غرفة ملابسه يلتقط بنطال قطني أسود مع تيشرت قطني بنفس اللون ليستمع إلى طرقات على الباب تليها دخول كريستين و خلفها خادمه يحملون الطعام ... لتذهب الخادمه و تبقى كريستين تضع أطباق الطعام على المائده الصغيره المتواجده في جناح فهد لتنتهي تفتح الباب لتجد عِطر أمامها على وشك أن تطرق الباب لتبتسم كريستين لها بود و تذهب ... ظلت عِطر واقفه كما هي تشعر بالخجل و التوتر ...
فهد بإبتسامه : إدخلي عِطر و إغلقي الباب خلفك صغيرتي ...
فعلت عِطر ما طلبه منها فهد لتقف و هي تستند على الباب بينما ظهرها لفهد ... شعر بخجلها و توترها ليتقدم منها و تشعر هي بيده التي تحاوط خصرها بحنان و ذقنه التي تستند على كتفها و أنفاسه تلهب عنقها ....
فهد بهمس و هو يستنشق رائحتها : اممممم رائحة العسل ... يبدو أن إختياري لرائحة سائل الإستحمام كان موفق ...
عِطر بتلعثم : اا .. فهد .. ماذا تفعل ؟
ادارها فهد إليه ليبتعد عدة خطوات للخلف و يقف يتأملها بحب و إعجاب من شعرها لقدميها التي كانت ترتدي بهما حذاء منزلي بسيط كان قطعه من البيجاما بينما هي كانت تفرك يديها بخجل و قد إشتعلت وجنتيها لتصبح كالطماطم في نظر فهد الذي ينظر لها بعشق و هيام ....
فهد بعشق : تقدمي عِطر .. تعالي ...
لتتقدم عِطر بخطوات صغيره خجله تقف أمامه ليلتقط يدها و يجلس على المقعد المقابل للطاوله التي عليها الطعام و يجلسها على قدميه و هو يحاوط خصرها بيده ....
عِطر بإعتراض : فهد .. ماذا تفعل ..
فهد ببرود : أراكِ تعترضين كثيراً صغيرتي ...
عِطر بتوتر : أنا لا أقصد فهد ..
فهد بحنان و دفئ و هو يمسح على خصلاتها : هششش ... لا بأس صغيرتي ... إهدأي ... ( ليهدأ توتر عِطر ) مممم شعرك لازال مبتل ... لماذا لم تجففيه ...
عِطر بإرهاق : لم أستطع .. فأنا أشعر بالإرهاق ..
فهد و هو يقبل جبينها برقه : حسناً دعينا نطعمك صغيرتي لنذهب للنوم ...
ليبدأ فهد إطعام عِطر بإهتمام و عنايه بينما هي هادئه بين ذراعيه ...
عِطر : أنت لم تتناول شيء فهد ..
فهد : المهم أنتِ صغيرتي ...
عِطر و هي تلتقط ملعقه من الطعام : هيا فهد إفتح فمك ...
ليفعل فهد و يتناول الطعام من يدها و هو ينظر إليها بسعاده و حب ... لينتهوا من تناولهم للطعام لينهض فهد و تنهض معه عِطر و هو يجذب يدها ليقف أمام المدفأه التي بجناحه ... لتجد عِطر أنه وضع مفرش مع بعض الوسائد الصغيره و طاوله صغيره منخفضه عليها عصائر متنوعه ... ليجلس و تجلس بجواره عِطر التي ما إن جلست حتى ضمها فهد لحضنه و يلتقط جهاز تحكم عن بعد و يضغط على زر التشغيل المتواجد به لتصدح موسيقى رومانسيه هادئه في الجناح ....
فهد و هو يستنشق رائحة عِطر : عِطر ... أريد إخبارك شيء ما ...
عِطر و هي تدفن نفسها بحضن فهد أكثر : ماذا هناك ...
فهد : لقد تحدثت مع دكتور سيرجي .. و إتضح أن جلسات مع طبيبه نفسيه قد تفيدك جداً ... حيث تساعدك على التحكم بإنفعالاتك و توترك و بذلك تحد من التشنجات التي تصيبك ...
عِطر و هي تبتعد عن حضنه : طبيبه نفسيه ؟!!!!
فهد و هو يقوم بضمها مرة أخرى إليه : أجل صغيرتي .. صدقيني هذا سوف يفيدك ...
عِطر و هي تغمض عينيها : حسناً فهد ... سوف أفعل أي شيء لكي أتخلص من تلك التشنجات ... فهي لا تؤلم جسدي فقط ... هي تؤلم روحي أيضاً .. فأنا أخاف أن تصيبني في أي وقت و أمام أي أحد ... أخاف أن تصيبني و أنا بمفردي و أعاني منها و لا يشعر بي أحد لكي ينقذني ...
فهد بحب : حسناً صغيرتي ... سوف أبحث عن طبيب أو طبيبه لكي تساعدنا .. لا تقلقي
شعر فهد بدموعها تسيل على وجنتيها ليجعلها تلتفت إليه و يحتضنها ليجعل وجهها مقابل لقلبه و هو يحتضنها و يحاوطها بذراعيه بقوه بينما هي تبكي و قد بدأت شهقاتها ترتفع ... كان فهد متأكد أنها لا تبكي لهذا السبب ... هو يعلم أن ما حدث مع تانيا اليوم قد أثر بها ...
فهد و هو يبعدها عنه و ينظر إليه : عِطر ... لا تفكري بما حدث مع تانيا اليوم ...
أوس لم يقصد .. هو فقط يغضب بسرعه و غضبه غيرته يعميانه ... لكنه لا يقصد ما يتفوه به ...
عِطر و قد إتسعت عينيها : كيف عرفت ؟!!
فهد و هو يكوب وجنتيها بيديه : أنتِ صغيرتي .. أفهم و أعرف ما يدور بداخلك دون أن تتحدثي ..
لتبتسم عِطر دون حديث و هي تمسد وجنتها بيده الدافئه و هي تغمض عينيها .. لتفاجئ بفهد يقف و يجعلها تقف معه ... ليسيرا و يقف بها في منتصف الجناح ...
فهد برقه : دعينا نرقص ...
عِطر بخجل : لا أعرف ....
فهد و هو يلتقط يدها : سوف أعلمك ..
ليضع يد على خصرها و يده الأخرى ممسكه بيدها لتفعل المثل و يتحرك بها فهد بخفه و رقه ... ثم يحتضنها لتضع رأسها على كتفه ...
فهد برقه : أحبك عِطر ...
لتبتعد عنه عِطر و تقف بفاه مفتوح و أعين متسعه .... لا تصدق ما قاله ... هل حقاً أعترف بحبه لها ... هو يحبها ... فهد يحبها ... لم يكن يشفق عليها ...
عِطر بدهشه : ماذا قلت ...
فهد و هو ينظر إليها : أحبك عِطر ...
عِطر بسعاده : حقاً .. هل تفعل ..
فهد و هو يلتقط يدها يقبلها برقه : أجل أفعل ... ماذا عنكي ...
عِطر و هي تبتسم و تبكي : هل تسأل حقاً ... هل تسأل فهد ؟
فهد و هو يمسح دموعها بأناملها : أريد سماعها منكِ عِطر ...
عِطر بحب و هي تغمض عينيها : أحبك فهد .. أحبك ..
عند إنتهاء حروفها شعرت بفهد يقبلها برقه و حب ... يحرك شفتيه ببطئ لذيذ على شفتيها و هو يحاوطها بيد و يده الأخرى تتغلغل في خصلاتها الغجريه لتحاوط هي خصره بيدين ترتجف خجلاً و عشقاً للذي يقبلها بعشق و نهم ... لتشعر بيديه تتحرك على منحنيات جسدها ... لتتجرأ يده أكثر ليحل ربطة روب البيجاما لتبدأ أنامله بإرسال كهرباء محببه في أنحاء جسدها ... حيث أصبحت يده تتحرك على بشرتها العاريه .. كانت تشعر بفراشات تداعب معدتها بسعاده و حب ... لا تعلم ما يجب عليها فعله فأستسلمت لما يفعله و هي تشعر به يأخذها للسماء ...
فهد كان يشعر بالجنه و هو يتذوق شفتيها الذي كان يحلم بهما ... يشعر بأنه يتذوق عسل عينيها من شفتيها ... كان يمتصهما بحب و نهم و عشق ... شعر بشغفه بها يتضاعف و هو يتذوقها و يديه تتحرك على بشرتها الناعمه كالأطفال .. كان يستنشق رائحتها التي كانت تقوده للجنون لم يستطع السيطره أكثر فهي أول إمرأه في حياته ... أول إمرأه يلمسها هكذا ... و سوف تكون الوحيده .. ليمسك يديها يضعهم على صدره من أسفل التيشرت الخاص به .. بينما هو ينحني يزيح شعرها على الجانب ليقبل عنقها برقه و حب ...
فهد بنبره مثاره : إلمسيني عِطر .. إلمسيني حبيبتي ...
عِطر بهمس : لا أعلم كيف ... لا أعلم حبيبي ..
و كأن كلمة حبيبي كانت الضوء الأخضر له ليحملها يضعها يضعها برقه على فراشه ليستلقي فوقها و يديه تقيد يديها فوق رأسها لينحني يلتقط شفتيها في قبله عنيفه يبث بها شغفه و حبه لتستمر قبلتهم حتى شعر بحاجتهم للهواء ... ليبتعد عنها و هو ينظر لعينيها التي أصبحت أغمق لرغبتها به التي تأججت ....
فهد بنبره مثيره : أنتِ ملك من عِطري ؟!!
عِطر بحب و هي تنظر إليه : ملكك فهد ...
فهد بنبره دافئه متملكه : إمرأة من ؟!!!
عِطر بحب : إمرأتك ...
لينخفض فهد و يميل على عنقها يمتصه بحب و قوه ثم يلعق مكان إمتصاصه و يقبله بحب و عشق .. ليستمع إلى تأوه مثير خرج من بين شفتيها ليتصنم مكانه و قد فاق لنفسه ليدفن نفسه في عنقها يستنشق رائحتها و يبتعد من فوقها ثم يمسك يدها يجعلها تجلس على الفراش .....
كانت عِطر تشعر بالإثاره و الخجل في آن واحد لتخفض رأسها تنظر ليديها المتشابكه في حضنها لتجد فهد يرفع وجهها للأعلى و هو ينظر لها بإبتسامه دافئه ..
فهد بحب : عِطري ... حبيبتي ... دعينا نذهب للنوم .. حسناً ؟
لتنهض عِطر بخفه من على الفراش تنوي الذهاب لغرفتها ليمسك فهد يدها : إلى أين صغيرتي ...
عِطر بخجل : إلى غرفتي ...
فهد و هو يستلقي على الفراش و يسحبها لتستلقي بجواره و هو يحتضنها : سوف تنامين الليله في حضني .. أريد أن أشعر بكِ بين ذراعي .. أريد أن أستيقظ أرى عسليتيك أول شيء ... هيا يا عمري .. لترتاحي و تنامي ..
كانت عِطر تشعر بضربات قلبها تتراقص بسبب ما تسمعه لتضع رأسها على صدر فهد و هي تغمض عينيها لتستمع إلى ضربات قلبه التي لا تقل قوه عن ضرباتها ... و تشعر بذراعيه تحاوطها .. لتغمض عينيها و تذهب لنوم عميق تشعر فيه بالحب و الدفئ و الحنان ... بينما فهد إرتسمت إبتسامه دافئه على شفتيه و هو يضمها أكثر إليه و هو يقبل خصلاتها الغجريه ليذهب هو أيضا لعالم الأحلام تكون هي بطلته ....
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
كان يجلس في مكتبه الخاص داخل قصره و هو ينظر إلى صورها التي أرسلتها روز على هاتفه ... ليشعر بباب المكتب يفتح لينظر من الذي تجرأ و دخل إلى مكتبه دون إذنه ... ليقف بدهشه و هو يرى من يتواجد أمامه ...
دايفيد بدهشه : مارك ؟!!!
مارك بإبتسامه مرحه : كيف حالك عمي ؟ ..
ديفيد و هو يذهب إليه يختضنه بسعاده : جيد .. جيد جدا بسبب رؤيتك بني ... لقد أتيت في وقتك .. فأنا بحاجتك ...
مارك و هو ينظر لعمه بقلق : ماذا هناك عمي ... أخبرني .. هل أنت بخير ...
ديفيد : أجل بخير و لكن بما أنك طبيب نفسي ... فسوف تساعدني .. أو بمعنى آخر .. تساعد إبنتي ..
مارك بدهشه : إبنتك؟!! ... هل لديك إبنه عمي؟!!
ديفيد و هو يجلس : إجلس و سوف أخبرك كل شيء .. لكن اولاً أخبرني ... كيف حال زوجتك و أبناؤك ... و شقيقتك ... هل أتوا معك ..
مارك : لا .. لقد أتيت قبلهم حتى أقوم بشراء منزل لنا هنا و أقوم بترتيب كل شيء ... سوف نستقر هنا ..
ديفيد بسعاده : هذا خبر جميل .. فأنت منذ زمن بعيد عن هنا ...
مارك بحزن : لم أستطع البقاء هنا بعد وفاة أبي و أمي في هذا الحادث ... أنت تعلم عمي لم أستطع تخطي الأمر حتى الآن .. لهذا إنتقلت أنا و شقيقتي مع جداي من أمي إلى باريس و أقمت و درست هناك ...
ديفيد بمرح : و أحببت و تزوجت هناك أيضا ...
مارك بإبتسامه : أجل .. أحببت أجمل إمرأه قد تراها عيني ... و الآن أخبرني ..
ديفيد : سوف أخبرك كل شيء ...
ليقص عليه ديفيد كل شيء عن عِطر و ما تمر به و ما حدث ...
مارك بإصرار : لا تقلق عمي سوف أتابع أنا حالتها ... لا تقلق سوف أجعلها تتحسن ... لكن يجب أنا أقابل فهد لأقنعه بذلك ...
ديفيد بجديه : حسناً سوف أرتب معه موعد لذلك ....
مارك بقلق : لكن أنا خائف من رد فعل شقيقتي .. أنت تعلم أنها تعشق فهد بل مهووسه به ...
ديفيد بجديه : لن أتركها تخرب حياة عِطر و فهد .. لا تقلق .. يكفي ما حدث في الماضي ...
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
#يُتبع
بقلم الكاتبة Silver Angel