-->

الفصل السابع عشر - عطر الفهد






الفصل السابع عشر

كانا ألبرت و إيزابيلا يجلسان في قصر كاظم ينتظران عودة تانيا و أوس لكي يطمأن قلبهم و كان يجلس معهما كاظم الذي كان يستشيط غضباً مما فعله إبنه بينما جاسمين في المطبخ تشرف على إعداد العشاء فكاظم أصر على اتناول ألبرت و بيلا العشاء معهم .. مرت دقائق تبادلوا فيها الأحاديث المختلفه ليجدوا أوس يدلف و معه تانيا التي تظهر عليها علامات البرود لتتجه بيلا إليها ...

بيلا و هي تكوب وجهها بحب : صغيرتي .. هل أنتِ بخير ؟!!!

تانيا و هي تلتقط يدها و تقبلها بحب : بخير أمي .. لا تقلقي حبيبتي ..

كاظم بجديه : تانيا .. لقد علمت بما فعله هذا الأحمق و صدقيني لن أدافع عنه ... سوف أدعمكِ دائماً ...

أوس بإعتراض : أبي ... ماذا تقول ...

كاظم ببرود : أصمت أيها الأحمق .. لدينا حديث طويل بمفردنا .. حينها يمكنك التحدث .. أما الآن لا أريد سماع كلمه واحده منك ...

ألبرت و هو ينظر لكاظم : شكراً لك سيد كاظم .. و لكن حالياً .... تانيا سوف تعود معي لمنزلها ...

كاظم : سيد ألبرت ... تانيا أصبحت فرد من عائلتي منذ أن وطأت قدميها هذا المنزل .. و لن أرتضي بأن تذهب من هنا إلا لمنزل زوجها ...

أوس بذهول : زوجها ...

كاظم بخبث و هو يبتسم داخلياً : أجل .. زوجها .. بالطبع هي ستتعرف على أحدٍ ما في الجامعه .. رجل لن يهينها أو يجعلها تشعر بالحزن .. رجل يحترمها و يقدرها .. حينها سوف أزوجه لها فوراً ...

أوس بغضب : هل تعي لما تقوله أبي .. رجل ماذا .. أن هو من سيتزوجها ...

كاظم بخبث : لكنك أهنتها و أحزنتها ... و ترتب على هذا إعتقادنا جميعا أنك لا تستحقها ...

كان الجميع يشاهد ما يحدث بإستمتاع و سعاده و منهم تانيا التي كانت تعلم أن هذا الحديث سوف يجعله يُجن و بالطبع هو سيقوم بمعاقبتها هي .. لتبدو عليها علامات التوتر .. لتخرج من شرودها على صوت جاسمين ...

جاسمين : هيا .. العشاء جاهز ..

أوس بغضب : سوف أصعد لغرفتي ..

كاظم ببرود : إفعلها و سوف تنال عقابك كالأطفال ...

هنا لم يستطع أحد أن يكتم ضحكاتها أكثر لتصدح قهقهات الجميع بسبب ملامح الغيظ و الإنزعاج التي على وجه أوس ... ليجلس الجميع يتناولون طعامهم مع الأحاديث التي يتداولوها .. بينما أوس كان ينظر بتوعد لتانيا التي كانت تنظر إليه بإنتصار ... إنتهى العشاء ليذهب ألبرت و بيلا بعد تحدثهما مع تانيا و إطمئنانهما عليها ...

ألبرت و هو يحتضن تانيا بحنان : صغيرتي الحلوه ... تعلمين جيداً إنني متواجد لأجلك دائماً ... أليس كذلك ؟ ..

تانيا بحب و هي تغمر نفسها بحضنه : أجل أبي .. أعلم ذلك ..

إيزابيلا و هي تربت على ظهرها بحنان : و أنا أيضا هنا حبيبتي .. أي وقت تحتاجين إلينا سوف تجدينا بجانبك ...

تانيا و هي تُقبل وجنة بيلا : شكراً لكي أمي ..

رحلا الإثنين لتصعد تانيا إلى غرفتها بينما ذهب أوس مع والده إلى غرفة المكتب الخاصه به ...

كاظم ببرود و هو جالس على المقعد خلف مكتبه بينما أوس يقف أمامه : هل حقاً تحب تانيا ؟

أوس و قد لمعت عينيه بعشق : أنا أعشقها .. أهيم بها ...

كاظم : لا أظن ذلك ..

أوس بإستغراب : ماذا .. لماذا تقول هذا ؟!!!

كاظم : من يعشق إمرأه لا يسمح لأحد بإهانتها و إحزانها حتى لو كان هو هذا الشخص .. يفضل الموت على أن يقوم بإحزانها .. و أنت ماذا فعلت ؟!!

أوس بحزن و خجل من نفسه : لم أكن أقصد ذلك .. أعمتني غيرتي ..

كاظم و هو يقف أمامه و يربت على كتفه : أنا أعلم أوس مدى غيرتك على تانيا ... فأنت مثلي و فهد أيضاً كذلك .. فهي جينات متوارثه في عائلتنا ... لكن لا يجب أن تجعل الغيره تتحكم بك و بأفعالك و كلماتك ... لقد أحزنتها بني .. جعلتها تشعر بما نقدمه لها بأننا نشفق عليها أو هذا يجعلنا نتحكم بها ... و اللفظ الذي وصفتها به جعلها تشعر بإنك تراها هكذا لأنك تساعدها ...

أوس بدهشه : أنا حقاً لم أفكر بتلك الطريقه ... أنت محق أبي ... يالي من أحمق ...
كاظم و هو يقهقه : هههههه حقاً أحمق و غبي .. و الآن إذهب إليها و حاول أن تجعلها تفهم ...

أوس و هو يتنهد : حسناً أبي .. شكراً لك ...

ترك أوس والده و صعد الدرج حتى وقف أمام غرفة تانيا التي كانت في الحمام تقف تحت المرش الذي كان يقطر المياه الدافئه على جسدها علها تستطيع الهدوء فبالرغم من البرود الذي يرتسم على ملامحها إلا أنها تشعر بالنيران تشتعل بداخلها ... هي كانت تعلم أن معظم الأشخاص و العائلات سوف يظنون أنها عاهره كما وصفها أوس لمجرد قبولها المكوث في معهم و العمل لكن أن يقوم أوس بوصفها هكذا شعرت بأن خنجر قد طعن قلبها ...

تانيا بغضب : سوف أجعلك تعلم من هي تانيا .. سوف أقوم بتربيتك مجددا .. فقط أصبر قليلاً سيد أوس ...

إنتهت مما تفعله لتخرج و هي ترتدي المأزر الخاص بالحمام و تقوم بتجفيف شعرها بمنشفه صغيره لتفاجئ بأوس يجلس على الأريكه المتواجده بغرفتها لتتجه إلى باب الغرفه و تقوم بفتحه بهدوء ...

تانيا ببرود : أخرج من هنا فوراً ...

أوس و هو يقف بدهشه : تانيا ...

تانيا : قلت للخارج و لا تدخل هذه الغرفه مرة أخرى ...

أوس و هو يزفر الهواء بشده : تانيا .. دعينا نتحدث ..

تانيا بغضب : قلت لك للخارج .. انا لست إحدى عاهراتك لتدخل غرفتي وقتما تشاء ... غرفتي تعني خصوصيتي ... و أنت ليس لديك الحق أن تقتحم خصوصيتي هكذا ... للخااااارج .. 

لم يعي أوس على نفسه إلا و هو يجذبها من ذراعها بقوم و يقوم بإغلاق باب الغرفه بالمفتاح و يضعه بجيبه بينما يجعلها تستند بظهرها على الباب و يحاوطها بذراعيه على الحائط و يضغط جسده بقوه على جسدها ...

أوس و هو ينظر إليها : أخبريني صغيرتي الآن .. ماذا كنتِ تقولين ؟ ...

كانت تشعر بالتوتر و وجنتيها قد توردتا من الخجل و أنفاسها بدأت تتزايد بسبب هذا القرب الموتر لها ... لتحاول إستعادة قوتها مرة أخرى ...

تانيا و هي تتصنع البرود : قلت لك إذهب للخارج و لا تتعدى حدود خصوصياتي ...
أوس و هو يحرك يده على عنقها الظاهر أمامه : معي ... لا يوجد شيء يدعى خصوصياتك ... أخبرتك من قبل ... أنتِ ملكي ... أنتِ إمرأتي و أنتِ بنفسك وافقتي و قلتي هذا ... هل نسيتي ...

تانيا و قد ظهر عليها التوتر : لا أستطيع أوس ... لا أستطيع النسيان و التغاضي .. صدى كلماتك مستمر في التردد على أذني ....

أوس و هو يحاوطها بذراعيه : أنا آسف صغيرتي .. حقاً آسف ... أعلم أنكِ لديكي كل الحق ... لكن أنا أغار ... فقط أغار علي من أحب و أعشق ... و أنتِ حي من أحب و أعشق ... سامحيني صغيرتي ...

دقات قلبها كانت تقرع كالطبول و هي تستمع لنبرة صوته العاشقه لتميل عليه تحتضنه هي أيضاً لتنسى كل وعودها الواهيه لنفسها .. لتبكي بقهر و صوت مرتفع و هي تشد على إحتضانه ... ليفزع هو من صوت بكائها يحملها برفق و يتجه للفراش يجلس عليه و هي بحضنه ...

أوس بحنان : صغيرتي .. حبيبتي .. لماذا تبكي .. ها .. اخبريني ...

تانيا ببكاء : لا تفعل هذا بي مجددا ... لا تقل هذا مجددا .. هل فهمت .. لا تفعل ...
أوس و هو يحتضنها بقوه : لن أفعل .. صدقيني ...

تانيا و هي تنظر لعينيه ببكاء : عدني .. عدني بذلك ..

أوس و هو يقبل يدها برقه : أعدك حبيبتي ...

أنهى كلماته ليلثم شفتيها في قبله رقيقه دافئه بينما أنامله تمسح برفق دموعها المتساقطه على وجنتها ... ليبتعد عن شفتيها ...

أوس بحب و هو يسند جبينه على جبينها : أحبك تانيا ... أحبك  ....

تانيا و هي مغمضه عينيها : أحبك اوس ..

وضعها أوس برفق على الفراش ليذهب و يقف أما خزانتها يلتقط منها بعض القطع من الملابس ثم يضعها بجوارها ...

أوس بحنان : هيا صغيرتي .. قومي بإرتداء ملابس و إذهبي للنوم .. فأنتي متعبه ... تصبحين على خير ..

ليطبع قبله دافئه على جبهتها ثم يخرج من الغرفه و يذهب لجناحه .. يقف تحت مرش الماء الذي يبعث منه قطرات بارده تتهادى على جسده ... علها تهدأ نيران غضبه من نفسه ...

أوس و هو يضرب الحائط بيده : غبي أوس ... أنت غبي لكي تفعل هذا بحبيبتك ... لكن صبراً سوف أعوضها ...

لتلمع عينيه بحماس و حب بسبب الفكره التي جالت بعقله ... ليخرج يرتدي بنطال قطني منزلي ثم يتجه للفراش لكي ينام و على وجهه إبتسامه سعيده لما سيفعله ....


⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢


مضى يومان على تلك الأحداث كانا فهد و أوس يشرفان على تحضير الحفل الذي سيقام بمناسبة عقد الصفقه مع الروس ... بينما عِطر تعمل من المنزل و أخذت كريستين تتقرب منها و تتعامل معها بحنان و حب و تعتني بها ... بينما تانيا كانت لا تفارق جاسمين تتعلم منها كيف تتعامل مع الجميع و تحضر مع اجتماعاتها ...
و اليوم هو يوم الحفل ... استيقظت عِطر لتذهب إلى الحمام لتاخذ حماماً دافئاً و تقوم بروتينها اليومي و ترتدي ثيابها ثم تتجه إلى جناح فهد .. تطرق الباب عدة طرقات و لم يأتيها الرد لتعلم أنه لم يستيقظ بعد لتدلف إلى الداخل .... و تتجه إلى فراشه تجده نائم بعمق لتجلس بجواره و هي تتأمله بحب لتفاجئ به عاري الصدر .... تمتد أناملها لتداعب وجنته برقه و حب ثم تهبط تتحسس صدره العاري بأنامل مرتجفه بسبب المشاعر التي غزت جسدها من حب .. عشق .. رغبه و تملك للفهد النائم أمامها ... فلم تشعر بنفسها إلا و هي تخفض رأسها تقبل جبينه بحب دافئ .. ثم تسند جبينها على جبينه لتغمض عينيها ....

عِطر بهمس دافئ : آه لو تعلم كم أحبك ... آه لو تعلم كم أنا خائفه مما سيحدث في المستقبل .. آه لو تعلم كم أنا ضعيفه و بحاجتك حبيبي ... أنا أموت فقط من فكرة أنك في يومٍ ما قد تتركني ...

فهد و هو يحتضنها بحب و تملك : و من قال إنني أستطيع الإبتعاد عنكِ و تركك ... أنتِ روحي و حياتي .. كيف أتركك و أنا أعشقك يا عِطري ..

كان يحتضنها بقوه فهو إستيقظ ما إن شعر بأناملها تداعب وجهه ليجاهد كي يبقي عينيه مغلقه مستمتعاً بما تفعله حبيبته و لكن ما إن إستمع لحديثها لم يستطع الصمت أكثر ... فحبيبته يبدو و أن الخوف من فقدانه يسيطر عليها و هذا ما لم يسمح به أبدا ...

عِطر و هي تحاول الإبتعاد بخجل : فهد ... أنااا .. أنا...

فهد و هو يعتدل ليجلس بينما يحتضن عِطر إليه : يبدو أن صغيرتي كانت تتأملني و أنا نائم ...

عِطر بخجل : لقد .. لقد طرقت الباب لكنك لم ترد .. لذلك دلفت لإيقاظك ...

فهد و هو يداعب خصلاتها الغجريه المنسدله على ظهرها : اممممم ... ليتكِ تقومي بإيقاظي هكذا دوماً ...

عِطر و هي تنهض لتقف أمامه : أنا سوف أذهب لأحضر الفطار مع خالتي كريستين ...

فهد و هو يقف يجذبها من ذراعها : أنتِ إفطاري ...

و لم تشعر بعدها إلا و هي مسطحه على الفراش و فهد يعتليها ينظر إليها بحب و عشق ... ليلثم شفتيها بقبله سلبت أنفاسها و يده تتغلغل في خصلاتها السوداء .. بينما يده الأخرى تتلمس منحنيات جسدها بعشق و رغبه ... بينما هي لم تشعر بنفسها إلا و هي تحاول مبادلته ببعثره و يديها تطوق ظهره العاري لتضمه إليها أكثر و هي تشعر بفراشات تداعب معدتها .. بحب و رغبه تقودها للجنون و عدم التحكم بجسدها .. عقلها أو روحها ...

هبط بشفتيه على عنقها الظاهر لعينيه لتداعب أنفاسه الساخنه جلدها الحساس لترتجف هي بين يديه ليضغط بيديه على خصرها ثم يمتص جلد عنقها بين شفتيه بتملك ثم يلعقه و يقبله ليعلن ملكيته لها ليسمع منها تأوه جعله يُجن لينظر في عينيها بحب و تملك ...

فهد بنبره تملكيه : أنتِ ملكي عِطر ... حبيبتي .. إمرأتي .. و من تكون هكذا لا يجب أن تخشى شيء ...هل فهمتِ ؟!!!!

عِطر و هي تلهث أنفاسها من الإثاره و الرغبه : فهمت ..

فهد و هو يقبل جبينها : جيد .. الأفضل الآن أن تذهبي حتى لا أتملكك بالفعل .. لكن لا تهبطي للأسفل و أنتِ هكذا ... إذهبِ إلى غرفتك و قومي بأخذ حمام بارد حتى تهدأي ... حسناً صغيرتي ...

عِطر بخجل : حسناً ...

ذهبت عِطر لغرفتها كي تفعل ما أخبرها فهد به ثم تهبط الدرج و تتجه إلى المطبخ كي تساعد كريستين بينما فهد يقف في غرفة ملابسه داخل جناحه يقوم بإرتداء ثيابه كي يذهب إلى الشركه ... ليتجه إلى الاسفل يجد عِطر و كريستين يضعون الطعام ... لتذهب كريستين بينما هو يجذب عِطر تجلس على قدميه و لم نعد عِطر تعترض فهي قد علمت مهما اعترضت لن يفيدها بشيء .. لتتناول طعامه من يديه و هي تطعمه لينتهيا و ينهض فهد و قبل خروجه ...

فهد : صغيرتي سوف تأتي فتيات ليساعدوكي من أجل حفل اليوم ... حاولي ألا تجهدي نفسك و إرتاحي حتى يأتوا ...

عِطر بتساؤل : لما .. أنا أستطيع تدبير نفسي ...

فهد و هو يقبل جبينها : لا تعترضي حبيبتي .. أراكِ مساءاً ...

أنهى حديثه ليذهب و مرت بضع ساعات كانت عِطر تحاول مساعدة كريستين التي رفضت بشده حيث فهد قد أخبر ألا تجعل عِطر تقوم بأي عمل في المنزل .. فقط تهتم به و بجناحه و مكتبه ... لتتجه عِطر إلى غرفتها تحاول إختيار فستاناً من تلك الفساتين التي قام فهد بشرائها لها حتى ترتديه في الحفل ... لتسمع صوت طرقات خفيفه على الباب ثم تتجه كي تفتحه لتجد كريستين و خلفها مجموعه من الفتيات ....

كريستين : آنسه عِطر .. هؤلاء الفتيات اللائي أرسلهم سيد فهد لمساعدتك ...

لترحب بهم عِطر و تدعوهم للداخل ... ليستمعوا إلى دقات أخرى لتفتح عِطر الباب لتجد إحدى الخادمات تقف و بيدها صندوق كبير ...

الخادمه : آنستي .. لقد أرسل سيد فهد هذا الصندوق لأجلك ....

لتحمله عِطر و تدلف إلى الداخل .. تضعه ثم تفتحه و تحمل ما بداخله و عينيها تتسع بدهشه و إعجاب كما فعلت الفتيات اللائي معها في غرفتها ... لقد أحضر لها فستان رائع مع ما يحتاجه من حذاء و حقيبه و إكسسوارات ... حيث كان ....


 الحذاء مع الحقيبه كانا ...



 إحدى الفتيات : واااااو .. هذا رائع ... و الألوان سوف تجعلنا نبدع في المكياج و الشعر .. هيا .. هيا آنستي لدينا الكثير لنفعله ...

عِطر و هي تدلف للشرفه .. فقط بضع دقائق ...

كان يجلس على مكتبه و هو يعمل ليستمع إلى صوت هاتفه يعلن عن قدوم إتصال ليبتسم حين رأى أسم عِطر ينير شاشة هاتفه .... ليلتقطه و يجيب ....

فهد : عِطري .. كيف حالك صغيرتي ؟!!

عِطر : بخير فهد .. و أنت .. كيف حالك ...

فهد : بخير صغيرتي ... أصبحت بخير حينما سمعت صوتك ..

عِطر بإبتسامه : شكراً لك فهد .. الفستان رائع حقاً .. شكراً لك ...

فهد بحب : سوف يكون رائع فقط غندم ترتدينه ... فأنا أنتظر على أحر من الجمر لأراكِ به حبيبتي ...

عِطر بتلعثم و خجل : ااا .. الفتيات ينتظروني .. أراك مساءاً ..

فهد بحب : حسناً حبيبتي .. أراكِ مساءاً ...

أغلقت عِطر الهاتف مع فهد لتبدأن الفتيات في عملهن .. فمنهم من إهتمت بشعرها و أخرى بالمكياج ... و فتاة أخرى بأظافرها و قدميها و يديها ... كانوا يدللونها و يجعلوها تشعر بأنها ملكه كما طلب منهم فهد ... و لم تنسى كريستين أن تقوم بإطعامها هي و الفتيات اللائي كن يمرحن مع عِطر و يعاملونها بلطف حتى يبعدن عنها التوتر ..... فلم تشعر بالوقت الذي مر بسرعه لتنظر إلى نفسها في المرآه بدهشه .. فهي لم تتعرف على نفسها في المرآه ...

إحدى الفتيات بمرح : سوف يُجن الفهد عندما يراكِ هكذا ...

فتاة أخرى بإعجاب : أجل فأنتِ رائعة الجمال حقاً ..

الفتاة الأخرى بإبتسامه لطيفه دافئه : ليحفظكِ الله من عيون الناس ....

دقات على الباب يسمعونها لتدلف كريستين و بيدها كوب من العصير .... لتقف بأعين متسعه و هي ترى عِطر أمامها ...

كريستين بدهشه : يا الله ... ما هذا الجمال يا فتاة ...

عِطر بخجل : شكراً لكي خالتي ...

كريستين و هي تعطيها كوب العصير : هيا إشربي هذا ... لقد طلب مني السيد فهد أن أحضره لكي ...

عِطر بإبتسامه : هل عاد فهد ؟!!

كريستين : أجل و هو في إنتظارك بالأسفل ... هيا إشربي العصير لكي نهبط الدرج للأسفل ....

كان فهد قد عاد من العمل ليصعد إلى جناحه يأخذ حماماً دافئاً ليرتدي ثيابه التي كانت بدله حرص أن يلائم لونها فستان عِطر ..




ليرفع خصلاته السوداء للأعلى .. يرتدي إحدى ساعاته باهظة الثمن يرش قطرات عطره المميزه ... لينتهي و يهبط الدرج و يطلب من كريستين أن تصعد لعِطر و تعطيها كوباً من العصير و تخبرها أنه ينتظرها بالأسفل.... كان يقف ينتظرها عند الدرج و هو يعبث بهاتفه ليسمع صوت إرتطام كعبها بالأرضيه ليرفع عينيه التي لمعت ببريق إعجاب و حب لما يرى ... فهي كانت كالأميره بهذا الفستان مع خصلاتها السوداء التي أصبحت مموجه لينسدل جزء منها على جانب وجهها بينما الباقي ينسدل على ظهرها ... شفتيها التي تزينت باللون الأحمر القاني ... عينيها التي رسمت و تظللت بظلال أبرز لونها العسلي ... كانت باهرة الجمال حقا ...
أما هي فقد سُلب عقلها من طلته التي سحرتها ... رائحة عطره النفاذه التي تغلغلت لصدرها تجذبها إليه بشده .... لتجده أمامها يلتقط يدها يقبلها برفق و لطف بينما عينيه تنظر في عينيها بحب و عشق واضح وضوح العيان ...

فهد بحب : عِطري ... حبيبتي ... كم أنتِ جميله يا عمري ...

عِطر بخجل : شكراً لك ... أنت أيضاً وسيم جداً ...

إقترب فهد منها ليستنشق عطرها من عنقها بينما يده تتلمس خصلات شعرها برقه ليغمض عينيه يستمتع برائحتها الدافئه ثم يطبع قبله دافئه على جبينها ...

فهد و هو يمسك يدها برقه : هيا حبيبتي دعينا نذهب ...

ليتجها إلى السياره و يجلسا بالمقعد الخلفي لتشعر عِطر بالتوتر و الخوف فهي تخشى من التجمعات و إزدحام الأشخاص حولها ليشعر فهد بهذا ... ليحاوط أناملها بأنامله بدفئ و يضغط عليها بحب ...

فهد بنبره دافئه : لا تقلقي عِطر .. فأنا سوف أظل بجانبك .. فقط إهدئي حبيبتي ... و أيضاً إبقي بجانبي لا تذهبي بعيداً دون إخباري و لا تتحدثي مع رجال آخرين .. مفهوم عِطري ...

عِطر بمزاح : هل الفهد يغار ؟!!!

فهد بتملك و غيره : غيرتي تحرق الأخضر و اليابس صغيرتي فتجنبيها ... مفهوم؟!!!

عِطر بحب : مفهوم حبيبي ....

وصلا لمكان الحفل الذي كان في إحدى الصالات المكشوفه لإحدى الفنادق الشهيره ... كان المكان في غاية الجمال و الروعه ليدلف فهد مع عِطر التي كانت تتأبط ذراعه و هي تدعي بداخلها أن تمر تلك الليله على خير ...


⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢


كان الوضع ذاته مع تانيا التي أحضرت لها جاسمين بعض الفتيات ليساعدونها بينما أخبرتها أن فستانها أوس فقط من يعلم عنه و لم يصل بعد ... لكن جاسمين مضطره أن تذهب إلى الفندق حتى تشرف على التحضيرات بنفسها و أنها سوف تجهز نفسها في إحدى أجنحة الفندق هي و كاظم ....

و ها هي تجلس في غرفتها تنتظر أوس حتى يعطيها فستانها فالفتيات كانوا قد أنتهوا و قد إندهشت من معرفتهم اللون الخاص بالفستان و تصميمه حتى يستطيعون تنسيق المكياج و الشعر معه ... دقائق فقط لتستمع إلى طرقات على الباب لتفتحه و تجد إحدى الخادمات تحمل صندوقاً كبيراً و تخبرها أن أوس قد أحضره لها ... لتذهب الفتاة و تفتح تانيا الصندوق و ترى ما بداخله لتشهق من الدهشه ... و تخرج تجري على جناح أوس و تدلفه دون طرقه .... لتجده يقف عاري الصدر لا يستره شيء سوى منشفه على خصره و أخرى على عنقه يجفف بها شعره ...

تانيا و هي تحتضنه دون أن تشعر : شكراً لك .. شكراً .. شكراً .. إنه نفس الفستان الذي أعجبت به .. شكراً لك حبيبي ...

أوس و هو يكوب وجهها بحب : إنه هو أجل حبيبتي ... لكن أجريت له بعض التعديلات حتى يناسبك أكثر ...

تانيا بسعاده : أجل لاحظت ذلك .. لكنه أصبح أجمل ...

أوس بسعاده من سعادتها : سوف يكون أجمل بإرتدائك له ... و الآن هيا حتى لا نتأخر ... و أيضا أنا يجب أن أرتدي ملابسي ...

و كأن بإنتهاء كلماته قد أدركت أنه عاري ... لتتسع عينيها و تضع يديها على وجهها و هي تركض حتى خرجت من جناحه لتستمع إلى صوت ضحكاته التي تطرب أذانها ...
إنتهت تانيا من تجهيز نفسها لتهبط الدرج تجد أوس يجلس بغرفة المعيشه ينتظرها لتقف أمامه و تتسع عينيه ينظر إليها ليقف و يلتف حولها و هو يصفر بإعجاب فهي كانت جميله بهذا الفستان و الحذاء حيث كانت ترتدي ...





 كانت خصلاتها مموجه بخفه لتترك على جانب وجهها ... مع ملمع شفاه باللون الوردي اللامع ... ظلال ثقيله على أعينها تبرز زرقتها الجميله مع قطرات من عطرها الجذاب ....

أوس بحب : جميله جنيتي الشرسه ... أنتي جميله ...

تانيا رفعت أعينها لتنظر إليه لتبرق أعينها بإعجاب واضح لما تراه فهو كان يرتدي تلك البدله الملائمه للون فستانها ... حيث ...


 و الأجمل من ذلك أنها تنعكس على عينيه ... و ما زاده وسامه أنه لم يرفع خصلاتها للأعلى كالعاده بل قام بقصها قليلا و تركها بحريه لتزيده وسامه و رجوله ...

تانيا و هي تتلمس وجنته : و أنت رائع صغيري ...

أوس بجديه : تانيا لن أخبركِ بمدى غيرتي مرة أخرى ....

تانيا قبل أن يكمل حديثه : لا تقلق حبيبي ... أنا أفهمك .. لا تقلق ...

أوس بحب و هو يقبل يدها : حسناً دعينا نذهب ...

ذهبا لمكان الحفل يدلفا للداخل و يتجهوا لمكان كاظم و جاسمين كما فعل فهد و عِطر ليتجمعوا على طاوله واحده و معهم دكتور سيرجي ... ليترك فهد .. اوس و كاظم الفتيات و ينهضوا يتجولوا في الحفل حتى يرحبوا بضيوفهم ...

جاسمين للفتيات : واااو .. انتن جميلات أيتها الفتيات ...

ليبتسمن بخجل ... مرت دقائق قليله ليأتي فهد و يطلب من عِطر أن تنهض معه ليتجولا في الحفل و كذلك فعل اوس و كاظم ... كان الجيع بعلم أن اولاء الفتيات ملك هؤلاء الرجال فلم يستطع رجل واحد رفع عينه لينظر لهن .... أخذ فهد عِطر و اتجه بها إلى حمام السباحه الذي يبتعد قليلا عن الموسيقي و الازدحام ... فقد لاحظ أنها تشعر بالتوتر و ليست بخير ..

فهد برقه : هل أنتِ بخير صغيرتي ...

عِطر و هي تستند عليه : أجل ... فقط لست معتاده على تلك الأجواء ...

فهد و هو يحتضنها من الجانب : إبقي هنا قليلا و أنا سوف أذهب لكي أحضر شيء نشربه ... إجلسي هنا ...

عِطر : حسناً حبيبي ...

ذهب فهد و هو ينظر إلى بقعة ما و يومئ برأسه لأحد ما .. و لم يكن هذا الشخص سوى ديفيد الذي دعاه فهد لكي يرى عِطر عن قرب و يحاول التقرب منها بتمهل و بطئ ...

ديفيد و هو يقف بجانب عِطر : الموسيقى صاخبه و الحفل مزدحم جداً .. أليس كذلك ...

عِطر بخوف و توتر : من أنت ...

ديفيد بإبتسامه دافئه : أنا ديفيد ... خال فهد ...

عِطر بدهشه : لا تخبرني أنك نفسه ديفيد الذي كان يتجسس على فهد ...

ديفيد و هو يقهقه : هههههه كانت مشاكل بيننا و قد حُلت .. نحن الآن متوافقان ... لا تقلقي .. ففهد هو من دعاني للحفل اليوم ...

عِطر براحه : حسناً .. هذا جيد ...

كان ديفيد عينيه تلمع بسعاده عارمه ... قلبه يرقص فرحاً لرؤيته إبنته .. فهي جميله .. نسخه صغيره من حبيبة قلبه روز .. هذه إبنته إمرأه جميله .. هادئه و رقيقه ...

ديفيد بإبتسامه حزينه : هل تعلمين ان لدي إبنه مثلك ..

عِطر : حقاً .. هذا جميل .. أين هي .. ألم تأتِ معك ..

ديفيد بألم : لا أعلم عنها شيء ..

عِطر بتساؤل : كيف ذلك ؟

ديفيد : أنا لم أعلم بوجودها إلا منذ عام .. لقد أخفتها أمها عني ...

عِطر بحزن : هذا سيء .. كيف لها أن تفعل هذا ..

ديفيد بشرود حزين : هي محقه فيما فعلته فما حدث لنا بسبب عائلتنا جعلها تفعل ذلك ..

عِطر : و لما لم تبحث عنها و تجدها ...

ديفيد : أنا أعلم أين هي الآن و أعلم كل شيء لكن ليس لدي الجرأه للذهاب إليها و إخبارها كل شيء فهي قد عانت كثيرا و لا زالت و خائف ألا تسامحني ...

عِطر بألم : صدقني سوف تفعل .. على الأقل سوف تعلم من يكونوا أهلها ... سوف تسامحك صدقني و إن لم تفعل فهي غبيه ... فهناك الكثير غيرها يتمنى أن يجد والده و والدته ...

كان ديفيد يعلم أنها تتحدث عن نفسها .. كان يشعر بخنجر يطعن قلبه و هو يشعر تلك النبره المتألمه التي تتحدث بها .... ليقطع حديثهما هذا كارثه قد حلت عليهم جميعاً .... 
كان فهد يقف بعيدا يراقب ما يحدث ليشعر بيد توضع على كتفه ... لينظر و يجد مارك ليبتسم بسعاده .. فهو كأخ لهم هو و أوس ..

فهد و هو يحتضن مارك بسعاده : مارك .. متى عدت .. لقد أشتقت إليك ...

مارك بسعاده : و انا أيضا .. عدت منذ عدة أيام و مكثت مع عمي ديفيد ...

فهد : مرحبا بعودتك .. أين زوجتك و أولادك .. و ايضا شقيقتك ..

مارك و هو ينظر تجاه الطاوله : أنظر ها هي زوجتي تجلس مع عمتي جاسمين .. و الاولاد في المنزل طبعا .. و كلارا .. ذهبت تبحث عن عمي ديفيد ..

فهد و هو ينظر تجاه ديفيد و عِطر بسرعه ليجد كلارا تقف أمامهم : يا الله .. هيا مارك يجب ان نذهب ..


⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

كلارا بغنج مزيف : عمي ديفيد .. أنت هنا و أنا أبحث عنك ...

كلارا كانت فتاه في ال23 من عمرها .. تخصص هندسه طبيه فهي درست هذا المجال كي تتقرب من فهد ... عيون خضراء .. شعر اشقر ... قوام مثالي ...

ديفيد بتوتر : كلارا .. ماذا تريدين ..

كلارا : امممم .. الن تعرفنا على بعضنا ...

عِطر بإبتسامه : أنا عِطر ..


كلارا بإبتسامه جانبيه : و أنا كلارا .. إبنة عم فهد ... و ... و خطيبته 




⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

 #يُتبع

بقلم الكاتبة Silver Angel