رواية جديدة لأجلك نبض قلبي مكتملة لأسماء المصري - الفصل 14
قراءة رواية لأجلك نبض قلبي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لأجلك نبض قلبي
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية لأجلك نبض قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الرابع عشر
بدءت خديجه تسرد لهم ما حدث لها وسط نظراتهم المتضايقه
فلاش باك ****
وصلت خديجه لابواب الفندق و معها رفيقاتها و زملائها فى الدراسه و بالرغم من انها نقلت حديثا و لكنها اصبحت محبوبه لرقتها و هدوءها
جلست الفتايات بالاستقبال فى انتظار اخذ مفتاح غرفتهن فقد تم تقسيمهن كل اربعه افراد بغرفه واحده، و اثناء جلوسهن يقترب منهن ذلك الرجل الوقور الذى يرتدى حله رماديه بها شعار الفندق و يبدو عليه الاحترام
وقف قباله مشرف الطلاب و اخذ يتحدث معه بامور الندوات و التدريب و لكنه بنظره خاطفه لمح تلك الجالسه تضحك بصوت خافت وسط ضحات رفيقاتها العاليه و هى تضع يدها على فمها لتدارى ضحكتها بخجل
تسائل فى نفسه "هو لسه فى بنات حلوه و رقيقه بالشكل ده؟"
تحدث مع المشرف مره اخرى بعد ان لمح ذلك الشاب ذو البنيه العضليه متسائلا " هو البودى جارد اللى واقف ده تبع مين؟"
يردد المشرف منحنيا للامام ليقترب منه حتى لا يسمع حديثهما غيرهما"تبع خديجه الباشا "
لمعت عيناه و نظر للمشرف بفضول يقتل المرء و ردد متسائلا " بنت طه الباشا؟"
اومئ راسه بالموافقه و ردد " بنت اخوه بس عايشه معاهم انا عرفت من زمايلها ان ابوها مات و عمها جابها تعيش معاه حتى انه نقلها من الجامعه بتاعتها و دخلت السنه متاخره بالوسايط طبعا "
نظر ( صلاح الطيب) مدير الفندق لوجوه الفتيات فهتف بلهفه " انهى واحده فيهم؟"
" المحجبه البيضه اللى قاعده وسط البنات "
لمعت عيناه و ردد فى نفسه " مع ان شكلك طيب و بنت حلال بس جتيلى على الطبطاب عشان اخد حقى من ابن الباشا و كله بحسابه "
تقدم صلاح للترحيب بالطلاب فمد يده ليسلم عليهم جميعا و هو يعرف بنفسه و يردد"اى حد محتاج اى حاجه مكتبى مفتوح له، انتو جايين تتدربو فى اكبر فنادق الاقصر و عايز منكم انضباط و نظام و مش عايز لا هرجله و لا مشاكل"
نظر للحارس بنظره ذات معنى و ردد بخبث " البودى جارد ده بتاع مين؟"
تنحنحت خديجه فى حرج و اقتربت تجيب " انا "
تسائل بوقاحه " بنت انهى وزير يا ترى؟"
تضايقت من سخريته فاجابت بتفاخر حتى لا تعطيه الفرصه للاستهزاء بها او السخريه منها " انا خديجه الباشا "
قوس فمه و ردد بمكر " طيب معلش يا خديجه القوانين غير مسموح انه يحضر معاكى الندوات لانه مش طالب فحتضطرى تحضرى لوحدك "
رددت بتوتر ملحوظ " تمام مفيش مشكله"
اقتربت خديجه من الحارس و هتفت متوسله "معلش لو بس متقولش حاجه لابيه عمر لانه لو عرف ممكن يرجعنى القاهره و التدريب ده مهم جدا بالنسبه لى"
يومئ الحارس بالموافقه و بالفعل تحضر الندوات بدونه ليجلس بالخارج فى انتظارها
بدءت الندوات و التدريبات يوميا و لكن صدر قرار من الاداره بمنع حارسها من الحضور معها فى تدريبات المطبخ ايضا فعادت و توسلته بعدم اخبار عمر و كل ذلك و الشكوك تساور الحارس و لكنه يجلس ببهو الفندق ينتظرها لتنهى عملها
كان مدير الفندق دائم الحضور معهم و يظهر لهم اهتماما جما و اخذ يحاول التقرب من خديجه بصوره كبيره انتبهت لها و انتبه لها ايضا رفيقاتها
اقترب صلاح منها و انحنى قليلا بجزعه و هى مقتربه من المنطده تقطع بعض الخضروات بحرفيه شديده و ردد هاتفا " طبعا انتى دخلتى سياحه مخصوص عشان تشتغلى فى الفنادق بتاعتكم؟"
تركت ما بيدها و اجابته بلباقه " بالعكس انا فعلا نفسى اشتغل بره فنادق الباشا عشان اقدر اثبت نفسى "
نظر لها باعجاب شديد و ردد مادحا " بس انتى شاطره جدا و تقريبا اشطر واحده فى الجروب ده كله "
تبتسم فى خجل و تردد " ميرسى على ذوق حضرتك "
" لا العفو ميرسى على ايه بس؟ "
ظل الوضع هكذا يحاول دائما التقرب و التودد منها حتى اتى بيوم و انتظرها امام باب غرفتها فتفاجئت هى و رفيقاتها بوجوده فرددت بحيره " خير يا مستر صلاح "
تقدم منها و ردد برجاء" ممكن تقبلى عزومتى على العشا؟!"
توردت وجنتاها فى خجل من دعوته الصريحه و امام زميلاتها فاخذت تعض على شفتها السفلى بحرج و هى تفكر كيف لها ان ترفض دعوته دون احراجه فنظر لها بشهوه من اثر حركتها و توعد فى نفسه بان يتذوق تلك الكرزيتان الشهيتان
حاولت الرد عليه فخرج صوتها مبحوح من الخجل "اناااا متشكره بس مش حقدر و شكرا مره تانيه على العزومه"
تضايق من رفضها فتوعد لها بالمزيد ليفرض نفسه عليها بسهرتها بالمساء مع رفيقاتها و يجلس الى جوارها متعمدا الالتصاق بها فانكمشت على نفسها و اخذ هو يمرح و يلهو معهن وسط رفضها لاسلوبه المتجاوز فآثرت النهوض لتبحث عن حارسها الذى اختفى فجأه و لم تجده و لسوء الحظ لم تكن تعلم رقم هاتفه حتى تتصل به
اتجهت صوب المصعد لتدلف لغرفتها و فور انتزاعها ملابسها و بدء ارتدائها ملابس النوم وجدت الباب و قد فتح فظنت انها واحده من رفيقاتها و لكنها تتفاجئ به يدلف بدون استئذان
ترتبك و تمسك بالملابس تحاول مداره جسدها فتهرع لترتدى اسدال الصلاه وسط صراخها الحاد به " انت ازاى تدخل كده؟ايه قله الذوق دى؟ "
يبتسم بسماجه و هو يقترب منها و يردد" و مش قله ذوق منك لما تسبينى قاعد معاكى و تطلعى؟"
تشعر بمدى دونيته فتردد هادره به " انا لا كنت عزماك تقعد و لا كنت مرحبه بوجودك و اتفضل اطلع بره بدل ما اعملك فضيحه هنا "
يضحك عاليا بسخريه و استهزاء و يردد بلامبالاه"اعملى اللى انتى عيزاه...و لا حيهمنى "
تنظر له برهبه و خوف و تردد بصوت متلعثم " انت عايز ايه منى؟"
يظل يقترب منها غير عابئ بابتعادها عنه حتى اصبح لا يفصلهما سوى انشات قليله فانحنى بجزعه ليقابل وجهها و ردد بفحيح " معجب...و عايز اااا......"
صمت متعمدا ليبث فيها الرهبه فما شعرت بنفسها الا و هى تدفعه بعيدا بكل قوتها و هرعت خارج الغرفه تبحث عن ملاذ لها فوجدت رفيقاتها فى طريق العوده للغرفه فاخذت تصرخ مناديه عليهن حتى اقتربن منها بلهفه و رددت احداهن " فى ايه يا ديچا؟"
و قبل ان تتحدث كان صلاح قد اقترب منها و غير طريقته ليردد بخبث ماكرا " يعنى لما نزعل مع بعض تعملى فضايح كده برده؟"
تنظر له متعجبه فيكمل حديثه " و عموما طالما انتى جبانه كده مكنتيش عرضتى عليا اطلعلك الاوضه"
لمعت عيناها بما يحاول فعله و ما يتهمها به امام زملائها فصرخت به بصوره فجه " يا حيوان يا كداب...انت بتتهجم عليا و عايز تفهمهم انى انا اللى سمحتلك بده، ده انت طلعت فعلا انسان واطى "
يصفعها بقوه فيتجمع زملائها حولها و امسك احد زملائها من الشباب يده يبعده عنها و يحثه بالكلمات " ميصحش تمد ايدك على بنت "
انهارت خديجه باكيه من صفعته و اغتاظت لاتهامها بتلك الاتهامات الباطله فحاولت رفيقاتها تهدئنها فهتفت احداهن " متعيطيش يا ديچا، اكيد كلنا مصدقينك يعنى ده انتى مش بتفوتى فرض "
رددت اخرى " انا قلت من الاول انه معجب بيها من طريقته بس متوقعتش انه يطلع بجح كده "
تبكى خديجه و تصعد مع رفيقاتها و يصلها فى تلك اللحظه اتصال عدى الذى يفزع من بكائها و تطلب منه الاتصال بحارسها و ضروره عودتها فى اقرب فرصه
تقابل الحارس معها امام بوابه الفندق و جلست بالمطار فى انتظار اقرب طائره و التى كانت للاسف فى الصبح الباكر فاضطرت ان تنام باستقبال المطار و لكن النوم جافاها فجلست تتحدث مع حارسها و الذى قص عليها ما حدث معه
" انا كنت قاعد لا بيا و لا عليا بشرب عصير، لقيت واحد جه خبط فيا و مع انه هو اللى خبطنى لقيت نفسى بقوله سورى و فجأه اتحولت الحكايه انى انا الغلطان و لقيت امن الفندق بيصفى حسابى من غير سبب و بيمشونى بره الفندق، انا مكنتش فاهم حاجه و خفت اتصل بعمر بيه اعمل مشكله و يا دوب مفيش على ما فكرت اعمل ايه لقيت عدى بيه بيتصل بيا و بيقولى اخدك من على البوابه "
عوده ********
يقف عدى منتصبا متحفزا بجسده و تتوتر عضلاته و تنفعل تعابيره بعد ما استمع لما قصته خديجه على مسامعه فنظر له اباه و ردد بفضول " انت تعرفه اللى اسمه صلاح الطيب ده يا عدى؟"
اومئ براسه بالموافقه و جلس يحرك قدمه و ساقه بعصبيه فهتفت هاله بتحذير " عمر لو عرف اللى حصل حيصور قتيل،انا مش عارفه هى ايه الحكايه؟كل شويه حد يعمل مشكله بالشكل القذر ده.... شويه ابن عمها و شويه الحيوان ده "
هتفت بعفويه فتقوس فم عدى و تغيرت تعابيره و ردد بحيره " ماله ابن عمها؟هى مش كانت الحكايه ارض و فلوس و ورث و بس و لا فى حاجه تانيه مخبينها "
ارتبكت هاله و امتعض طه من عفويتها فحاول تهدئه الامور فردد بحسم " قفل يا عدى على الموضوع ده... عمر خلاص اتصرف و حله و مش حنعيده خلينا فى مصيبه دلوقتى "
وقف متتصبا بحده و ردد بضيق " اه طبعا طالما عمر بيه حلها تبقى خلصت....ماشى يا بابا و المره دى انا اللى ححلها و يا ريت بلاش عمر يعرف حاجه "
يردد طه بتخوف " بس عمر لو عرف من بره حيهد الدنيا فوق دماغنا "
انقشع وجهه من الغيره و اخذ يتنفس بصعوبه و ردد بهدوء حذر " متخافش يا بابا حضرتك مخلف راجل تانى غير عمر و انا حقدر احلها بس يا ريت انتو تبطلو تصغرونى بالشكل ده"
❈-❈-❈
فى الاقصر
سافر عدى ليقابل ذلك الحقير و هناك دلف مكتبه بدون استئذان و لكمه بوجهه و اخذ يصرخ به بحده " يا كلب...بقى انت فاكر نفسك راجل عشان تتشطر على بنت عمى بالشكل ده، ده انا حفرمك "
انتزع صلاح نفسه من قبضتى عدى و ضحك بسخريه و ردد " العين بالعين و السن بالسن و لا نسيت يا عدى بيه؟ "
اطلت شرارات الغضب من وجه عدى و هو ينظر لذلك الغير مبالى به فردد بحنق " لو قاصدك على السنيوره بتاعتك فمتنساش انها اللى كانت بتجرى ورايا و اوعى تفكر تقارنها بخديجه لان الفرق شاسع و اياك تحملنى ذنب اللى حصل و انت فاهم و عارف انى مش كده حتى لو كنت صايع و بتاع بنات عمرى ما عضيت فى صحابى و هى اللى كانت بتطاردنى و انت بدل ما تشكرنى انى كشفتهالك احسن ما تتدبس فى العينه الو*** دى جاى تتجاوز و تتطاول على لحمى؟!"
اطلق ضحكه ساخره و ردد " كنت بس عايز ادوقك من نفس الكاس و كده نبقى خالصين يا عدى "
" لا مش خالصين " اردفها و هو يلكمه بفكه لكمه قويه جعلت اسنانه تنزف فنظر له بنشوه انتصار و ردد بعجرفه " كده خالصين "
❈-❈-❈
فى الولايات المتحده
سافر عمر لامريكا بعد ان سمع بوجود طبيب متميز يعالج الامراض التناسليه مشهور بنجاح عملياته فقرر ان يجرب الامر فهو لن يخسر الكثير
اخذ الموعد للمعاينه بصعوبه فذلك الطبيب من الصعب جدا ان تستطيع التواصل معه او الحجز لديه الا بشهور و شهور ليدلف و يتقابل معه و يبدء التحدث بالانجليزيه " مرحبا بك تفضل "
جلس عمر و مد يده بملفه السميك الملئ بالاشاعات و التحاليل و الفحوصات فاخذ الطبيب ينظر لها بتفحص و بالنهايه تحدث هاتفا " حسنا ما اراه الآن ينبئ بصعوبه الامر"
شعر عمر بالحسره فاطرق راسه لاسفل حتى ردد الطبيب " و انا اهوى الحالات الصعبه تجعلنى اتحدى نفسى و اتحدى صعوبتها لذا ستمكث هنا بمشفاى بعض الوقت حتى تتاهل لاجراء جراحه شأنها تقليل الآثار الناتجه عن التليف "
تنهد بحيره و اردف " و ما نسبه نجاحها؟"
ابتسم الطبيب معاتبا اياه " سيبها على ربنا يا استاذ عمر "
نظر له بدهشه بعد تحدثه العربيه بطلاقه و باللهجه المصريه فاردف متسائلا " مصرى؟"
اجابه الطبيب " ايوه "
ابتسم عمر و ردد بحيره " اسم حضرتك بس خلانى متوقعتش"
اردف الطبيب ببسمه " ليه دانيال چوزيف اعتقد اسم منتشر فى مصر جدا "
ابتسم عمر بمجامله و ردد " اظن كده بقى ليا واسطه عشان يبقى فى اهتمام اكبر "
ردد دانيال " اكيد و حعمل اللى اقدر عليه عشان حالتك تخف"
❈-❈-❈
فى ڤيلا الباشا
جلست هاله بقلق فهى تعلم بخضوع عمر لعمليه جراحيه و لكنه طلب منها عدم البوح لاحد فلا يعلم سواها هى و والده فظلت فى غرفتها بمنأى عن الجميع متحججه باجهادها حتى لا يشعر احد بقلقها و تخوفها
تنهدت براحه فور رويه رقمه يتصل بها فاجابت بلهفه " ابنى يا حبيبى عامل ايه؟"
ردد عمر بصوت متعب " الحمد لله يا امى "
اجابته بحنين " يا حبيبى...صوتك تعبان خالص يا قلب امك، هى العمليه كانت صعبه و لا ايه؟
يتنهد عمر بتعب و اجهاد و يردد " مفيش حاجه سهله يا ماما "
تشعر هاله بضيقه و استسلامه فتتخوف عليه من الدخول بحاله الاكتئاب و التى قد اصابته قديما فاخذت تتحدث بتفائل "و الله ان شاء الله ربنا حيراضينا يا حبيبى عشان انت ابن حلال"
حاول التحدث بصوت طبيعى حتى لا تقلق عليه اكثر فردد " طول ما انتى معايا يا امى بدعواتك اكيد ربنا حيقف معايا "
تنهد باشتياق و هتف متسائلا " خديجه عامله ايه يا ماما بقالى كذا يوم مكلمتهاش "
" كويسه يا حبيبى، اهى بتروح الجامعه و كله تمام متقلقش"
❈-❈-❈
انتظرت و انتظرت اكثر من يوم حتى تحظى باتصاله المطمأن و لكنه ها هو لم يتحدث معها منذ اكثر من يومان فاخذت على عاتقها الاطمئنان على هاله و التحدث معها بامر عمر
وقفت امام باب غرفه هاله و طرقت الباب و دلفت بعد ان اذنت لها فتوترت هاله فور رؤيتها لبكائها و لكنها حاولت ان تتدارك الامر فرحبت بها " تعالى يا حبيبتى "
توجست خديجه خوفا من حالها و نظرت لها بترقب تردد بفضول " هو حضرتك معيطه ليه يا طنط؟.....مالك؟"
كففت عبراتها و رتبت بيدها الى جوارها لتجلس خديجه و رددت " ابدا اصل عمر وحشنى و كنت بكلمه "
لمعت عيناها فور ذكر اسمه و لاحظت هاله بالطبع فابتسمت و هتفت بمرح متسائله " وحشك؟"
شعرت خديجه بالخجل من سؤالها الصريح فنظرت الى الارض بحرج حتى وضعت هاله راحتها اسفل ذقنها و رفعت وجهها اليها و رددت بحب "بتحبيه؟"
ترقرقت العبرات بمقلتيها و ابت ان تنصاع لها فنزلت على صدغها معبره عن المها و صمتت فاستطردت هاله " و هو كمان بيحبك و يمكن اكتر ما انتى بتحبيه "
شعرت خديجه بالفرح من حديثها و لكنها سرعان ما عادت لحالتها المتخوفه و الحذره ناحيته فشعرت بها هاله و اعادت سؤالها " بتحبيه يا خديجه؟"
اومأت راسها بالموافقه فاضافت هاله " و لما انتى بتحبيه ايه بقى حكايه ابيه عمر اللى ماسكه فيها دى؟....بقى فى واحده تقول لجوزها يا ابيه؟"
شعرت بمشاعر متضاربه فاصبحت بحيره من امرها هل تخبرها بافعال عمر معها و التى جعلتها تتعلق به اكثر و اكثر ام تخبرها بدفعه لها بعيدا عنه فرددت بحزن " هو اللى عايز كده "
ابتسمت هاله بعد ان ايقنت ان مهمتها سهله للغايه فيبدو ان خديجه قد وقعت بحب عمر حد الجنون فاستطردت حديثها " بصى يا بنتى...الواحد فينا لما بيشوف حد بيحبه و بيخاف عليه ماشى فى سكه مش صح بيسيبه يكمل فيها و لا بيقف و يحذره و يمكن كمان يجبره انه يمشى فى الطريق الصح "
رددت خديجه " و اذا كان اللى قدامك بيبعدك بكل قوته و بطرق كلها اهانه لكرامتك حتعملى ايه؟"
تردد هاله ببسمه " لو بحبه و متاكده انه بيحبنى حعمل نفسى و لا واخده بالى من حاجه و حفضل جنبه لحد ما يرجع عن اللى فى دماغه "
حاولت خديجه فهم ما ترمى اليه فرددت بحيره "يعنى عيزانى اعمل ايه يا طنط لما ييجى و يقول احنا مستحيل نكون لبعض؟"
تبتسم هاله بسخريه فتلمع عين خديجه ظنا منها انها تسخر منها فتتضايق لتردد الاولى محاوله شرح ما قصدته " بصى يا بنتى...عمر مر بظروف مستحيل حد يقدر يعيشها و كل اللى سمعتيه مننا او منه عن الموضوع ده ميجيش حاجه فى الحقيقه و كلنا قعدنا سنين نحاول معاه عشان يرجع عمر بتاع زمان، بس عارفه ان عمر دلوقتى هو اقرب شخصيه لعمر بتاع زمان و هو متغيرش كده الا بعد ما دخلتى حياته "
شعرت بالبهجه من حديثها و نبض قلبها بشده لاجله حتى ظنت انه سيخرج من موضعه معلنا حبها له و تملكه لقبها فاكملت هاله " عمر حكالى قد ايه بيحبك من ساعه ما شافك فى فرح صاحبه يعنى قبل حتى ما نعرف انكم قرايب "
تتحفز حواسها لسماع تلك الكلمات و تنظر مترقبه باقى الحديث فتكمل هاله " عارفه انتى ايه مشكلتك يا ديچا؟"
" ايه يا طنط "تهتف بحيره
" انك واخده الموضوع كرامه و واحده بواحده و ماشيه فيه ع الهادى خالص و الامور دى مينفعش فيها الا الخطف "
تتعجب من حديثها و تردد بفضول " الخطف "
" اه طبعا...هو لو انتى عجبك فستان و لا طرحه حتفضلى واقفه تتفرجى عليها فى الڤاترينه و لا حتشتريها على طول خصوصا لو كانت اخر قطعه"
تبتسم خديجه و تردد بحيره " مش عارفه بصراحه بس غالبا حدخل و اشتريها بسرعه قبل ما تخلص "
" طيب ده و احنا بنتكلم عن فستان يعنى امره سهل....لو جينا بقى قسنا الموضوع ده على شريك حياتك و اللى بتحبيه حتفضلى سيباه كده لحد ما تيجى واحده تانيه و تخطفه، ده لو حتى مكانش بيحبك كان المفروض تفضلى تعملى المستحيل عشان يحس بيكى ما بال بقى انه بيحبك و بيموت فيكى كمان"
تشعر بغرابه الحديث و تردد " هو حضرتك متاكده انك بتتكلمى عن عمر؟....عمر بيحبنى بالشكل ده، امال ليه بيعمل معايا كده؟"
تضحك عاليا و تردد بمرح " معقد بقى حنعمل ايه؟ المهم انا عيزاكى توعدينى انك حتغيرى طريقتك معاه من بعد ما يرجع...فاهمه؟"
" حاضر يا طنط...بس اعمل ايه يعنى؟انا بصراحه خايفه اوى اقرب منه و ينهرنى و يجرحنى زى ما عمل قبل كده؟"
تردد هاله باصرار " حتى لو عمل تاكدى انه من ورا قلبه و انتى حتدخلى فى الموضوع على طول من غير لف و لا دوران"
" قصدك ايه يا طنط " هتفت بحيره لتجيبها هاله "حتقوليله بحبك من غير مقدمات و لا تعقيدات و لا مماطلات و انا متاكده انه مش حيقدر يقاوم اكتر من كده لما يسمعها صريحه منك "
❈-❈-❈
جلست لوچين بالنادى فى انتظار اخاها حتى يحضر و جلسا سويا فبدءت حديثها " اسمعنى كويس يا امير...من الاخر كده انا شايفه انك اتعلقت باللى اسمها خديجه دى "
ردد امير برقه " و مين يقدر يقاوم جمالها... بس ما انتى شوفتى عمر عامل عليها حصار قد ايه؟ده انا مبقتش اعرف اكلمها كلمتين على بعض و حتى بعد ما سافر قلت الدنيا حتتفتح شويه لقيت سى عدى عاملى فيها دور حامى الحمى و كانه الناصر صلاح الدين "
يقهقه الاخوان فتردد لوچين بمكر " طيب بص بقى، انت عارف انى بحب عمر من زمان و انا بصراحه من ساعه البت دى ما دخلت البيت عندهم و قلقت منها كده و خايفه لتخطف منى عمر...."
يقاطع حديثها و يردد بسخريه " و هو عمر حاسس بيكى من الاساس يا لوچى و بعدين صغيره اوى عليه و بتقوله يا ابيه و هو الوصى عليها...لا لا متخافيش اللى يتخاف منه بجد هو عدى الدنچوان اللى ممكن يوقعها فى شباكه "
" طيب ايه رايك نساعد بعض؟ ده احنا اخوات يعنى"
ردد امير مستفسرا" اسمعك الاول لان انتى دماغك سم و انا مش عايز مشاكل مع عيله الباشا"
رددت و عيونها تلمع بخطتها الماكره " طيب اسمعنى و انا اضمنلك انك لو عملت اللى حقولك عليه مش حيبقى فى مجال لعدى انه ينافسك "
يقترب منها و ينصت لها باهتمام و هى تخبره بتفاصيل خطتها الجهنميه
❈-❈-❈
قررت خديجه ان تعمل بنصيحه هاله و ان تظل تحاول مع عمر حتى يعترف بما يشعر به و يتقبل مشاعرهما سويا فجلست الى جوار ليان و اسيل و هتفت بخجل " بقولكم ايه يا بنات! ايه رايكم نخرج مع بعض...احنا مخرجناش سوا و لا مره "
ردت ليان " بس ابيه عمر اكيد مش حيوافق "
هللت اسيل بمرحها المعتاد " موافقه جدا يا ديچا و بعدين يا انسه ليان ابيه عمر مش هنا و عدى هو المسؤل و معتقدش ممكن يرفض لنا طلب و طالما حنخرج بالحراسه يبقى مفيش مشكله "
زفرت ليان بضيق و هى تردد بفروغ صبر " بجد انا مش فاهمه موضوع الحراسه الجديد ده اللى فرضه علينا ابيه عمر"
قوست اسيل فمها من صغر عقل اختها الكبيره و رددت بسخريه " يعنى فى حد يكره البرستيج الجامد ده، ثم ان ابيه عمر عمل كده من بعد موضوع خطف ديچا و ده امر طبيعى، مش يمكن عمامها يتجننو و يعملوها تانى "
ابتسمت خديجه فور تذكرها بتلك الصور الخاصه باعمامها و ابن عمها الارعن و هتفت بتاكيد " لا من الناحيه دى اطمنى انا متاكده انهم مستحيل يتجرءو و يعملو اى حاجه بعد اللى ابيه عمر عمله فيهم "
هتفت ليان بفضول " اموت و اعرف عمل معاهم ايه؟ و انتى غلسه و مش راضيه تحكى "
اجابت ببسمه مرسومه على محياها " لا بقى سورى...ده سر بينى و بين عمر "
ابتسمتا الاختان بخبث و ردت اسيل بمكر و سخريه " سر بينك و بين مين؟"
انتبهت خديجه لتفظها اسمه دون القاب فصححت كلمتها و اجابت " بينى و بين ابيه عمر "
ضحكت اسيل بصوت مسموع و رددت بمزاح " حلوه اوى ابيه عمر منك يا ديچا بس عمر طالعه تجنن "
" بطلى بقى " رددتها بنفاذ صبر
ضحكت الفتايات و تحدثن مع عدى بامر خروجهن فلم يمانع و ذهبن جميعا للتسوق و التنزه و استمتعن كثيرا باليوم و قررت العوده و لكن توقفت خديجه بتردد تهتف " بقولكم ايه؟...... ايه رايكم لو نشترى هديه لابيه عمر بمناسبه رجوعه؟"
تبتسم اسيل بخبث و تردد بمشاكسه " على فكره هو اكيد اللى حيجيب لنا هدايا "
" ايوه بس الامر ميمنعش اننا نجيبله هديه اكيد حيفرح بيها"
اقتربت اسيل منها متفحصه لملامحها و رددت مازحه " هاتيله انتى يا ديچا عشان تبقى اسبيشيال لكن لو كلنا جبنا حيبقى عادى "
ابتلعت لعابها بخجل فهى لم ترغب بان تصبح مكشوفه الى هذا الحد امامهما فتنحنحت بحرج و نظرت حولها حتى وقعت عيناها على مكان بعينه فاخذت تمشى بخطوات بطيئه اثناء حديثها معهما "طيب تعالو نشوف حاجات فى المحل ده اكيد حنلاقى حاجه كويسه "
وقفت تنظر للمعروضات من ربطات للعنق و ازرار للحلل و كل ما يلزم الرجل من زينه و عطور فبدت مدهوشه بجمال المعروضات و لكن اصابتها الحيره ماذا تشترى؟
تدخلت ليان بعد ان شعرت بملل البائع و الذى اخرج الكثير من المعروضات و لكن تردد خديجه جعل مهمته صعبه باقناعها شراء قطعه ما، فحاولت ليان ان تساعدها و لو بالقليل فهتفت " بصى يا ديچا....لا برفانات و لا ساعات و لا زراير تهم ابيه عمر، اكتر حاجه حيحبها الكرافتات و القمصان بتاعه البدل و بما انك مش حتعرفى تشترى قميص يبقى هو الكراڤت حيبقى حلو اوى "
اومأت راسها موافقه فهتفت اسيل " بس ابيه عمر عنده كرافتات بالهبل و هو نفسه بيدوخ عشان يجيب نقشه جديده و لا لون مش متكرر و بصراحه انا خايفه نجيب حاجه تطلع عنده "
صدقت ليان على حديث اختها " صح معاكى حق"
دب القلق و الحيره مره اخرى قلب خديجه فهى تريد هديه مميزه تخبره بمدى حبها له و تعلقها به، شئ صريح يخبره انها متمسكه به للابد فظلت تجوب المكان حتى وقعت عيناها على ضالتها فهتفت بمرح " لقيتها "
❈-❈-❈
فى الولايات المتحده
مكث عمر بالمشفى حتى اتمام شفائه فحدث طبيبه بتفائل " اظن كده انا بقيت تمام؟!"
قوس دانيال فمه و ردد بخفوت " انا مش حكدب عليك يا استاذ عمر انت حالتك كانت صعبه جدا و....."
يقاطعه عمر بحده " انت مش قلتلى العمليه نجحت؟"
" ايوه بس...."
عاد لمقاطعته بشراسه " بس ايه؟.....اتكلم بس ايه؟"
حاول دانيال تهدئته فتحدث معه بعقلانيه موضحا له الامر " طيب تهدى و تسمع عشان تفهم...و لا تفضل تتعصب و منستفدش حاجه؟؟"
اطرق عمر راسه بخزى و ردد بخفوت " اتكلم يا دكتور "
سحب الطبيب المقعد المجاور لفراش عمر و جلس امامه ينظر له بنظرات تفحصيه فهو يعلم ان حاله المريض النفسيه اولى خطوات العلاج و هو علم من متابعته لحاله عمر كم ان الموضوع يؤثر سلبا على نفسيته فاخذ يشرح له باستفاضه كيفيه التعايش مع الامل
" بص يا عمر و اسمحلى اشيل الالقاب بقى بيتهيئلى بقينا صحاب و لا ايه رايك؟"
انتصر دانيال بعد ان جعله يبتسم حتى و ان كانت ابتسامه بجانب فمه فاكمل حديثه " دلوقتى انت حالتك محتاجه متابعه دوريه و العلاج اللى بتاخده حتفضل ماشى عليه فتره و كل شهرين حنرجع نعمل التحاليل و الاشعه بتاعتنا "
هتف عمر بضيق " و العمليه كانت لازمتها ايه؟ بعد الالم و الوجع اللى مريت بيه و مفيش نتيجه "
ابتسم دانيال و ردد بهدوء" ازاى مفيش نتيجه؟ انا حفهمك بالراحه دلوقتى انت المصنع اللى بينتج الحيوانات المنويه عندك كان شغال بس بيطلعهم مش بس ميتين و كمان مشوهين و كميتهم قليله و طبيعى مكانش يحصل حمل لاى ست بتعاشرها بسبب ده، لكن بعد العمليه احنا صححنا السبب فى التشوهات و الكميه.... يفضل ايه؟"
هتف متسائلا فاجابه عمر " انهم ميتين "
ردد دانيال بمرح و كانه يقص عليه حدوته ما قبل النوم " الله ينور عليك....و ده اللى بيعمله العلاج، اه حياخد وقت بس الامل مش ممكن يروح "
حاول عمر كتم حنقه فردد متصنع الهدوء و هو يضغط على اسنانه " ما ده نفس كلام الدكتور فى لندن، انى ححتاج علاج فتره طويله يبقى ايه الجديد؟"
دانيال " لا مع احترامى للى قاله الدكتور، حتى لو العلاج كان ممكن يجيب نتيجه كانت الاجنه حتخرج فيها تشوهات و احنا كده عالجنا النقطه دى بس انت انتظم على العلاج و احب اشوفك كمان 6 شهور "
اومئ عمر براسه بالموافقه و ردد متسائلا بمزاح "طيب دلوقتى الدكتور فى لندن كان مانع عنى اى مجهود و اى نشاط رياضى او جنسى، يا ترى انت كمان حتقولى كده "
ضحك دانيال بصوره عاليه محدثا عمر بقهقه " لا طبعا، اى حاجه مش بتشتغل بتبوظ و تصدى "
انقطعت اوصال عمر من كثره الضحك على تشبيهه و ردد " يعنى اعيش حياتى عادى؟!"
" و اكتر من العادى، ده انا عايزك تمارس كل حاجه و بافراط كمان بس من غير منشطات، طبيعى يعنى..... مش انت متجوز؟"
" اه "
" طيب تمام...يبقى حياتك الزوجيه تكمل عادى خالص "
شعر عمر بتوجس و ردد بحرج " ايوه بس ده كتب كتاب بس يعنى مفيش....."
تفهم دانيال حالته فقاطعه هازا راسه و ردد " خلاص يبقى تعمل الدخله و باسرع وقت لان الجواز حيفيد حالتك "
تخوف عمر من حديثه فردد " يعنى الموضوع مضمون؟ اصل انا بصراحه مش عايز اعمل الدخله الا لو اتاكدت انى اتعالجت لان حرام عليا اظلمها معايا"
" هى متعرفش حالتك؟ "
اجابه بضيق " لا "
تنهد دانيال و وقف واضعا يده بجيب بنطاله و ردد "و انا مش حقدر اكدب عليك و اقولك ان الموضوع ممكن يتحل فى وقت قصير او حتى ممكن يتحل من اساسه احنا بنعمل محاولات و الباقى ده بايد ربنا و اظن ان من العدل انك تعرفها و تسيبها تختار "
تفهم عمر بان حالته شبه ميئوس منها فبعد حديث طبيبه المحفز له ها هو عاد ليحدثه بصراحه اكبر بصعوبه الامر فشعر و كانه يمشى بدائره مغلقه كلما خطى خطوات كثيره للامام يجد نفسه يعود لنقطه البدايه فتنهد بضيق و حسره على حاله
إلى حين نشر فصل جديد من رواية لأجلك نبض قلبي للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية