-->

رواية جديدة لأجلك نبض قلبي مكتملة لأسماء المصري - الفصل 15

قراءة رواية لأجلك نبض قلبي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 






رواية لأجلك نبض قلبي

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية لأجلك نبض قلبي

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الخامس عشر


فى ڤيلا الباشا 


جلس عدى ينتظر الفتايات حتى تعود من الخارج بعد تاخرهن و قد تضايق من تاخيرهن فاتصل بهاتف خديجه ليحثها على العوده 


دلفت الفتايات بمرح بعد ان امضوا وقت ساحر من التنزه و التسوق و المرح و فور دخولهن تفاجئن بوجود امير و لوچين يدلفا من بوابه الڤيلا 


جلسوا جميعا يشاهدوا احد الافلام الاجنبيه الجديده و التى قد احضرها معه امير و اثناء مشاهدتهم اقترب امير من خديجه و التصق بمقعدها فانكمشت هى توجسا من اقترابه الشديد فنظرت له متسائله "فى حاجه يا امير؟!" 


ردد هامسا " الفيلم عجبك؟" 

ابتسمن بمجامله و رددت بحرج " اه جميل اوى " 

تحدث برقه " كنت خايف زوقى ميعجبكيش " 


انتبه عدى لاقتراب امير الغير مبرر منها فنظر له بحنق و اخذت افكاره تتسارع براسه متخوفا هل من الممكن ان تقع بحبه؟ هل تاخر فى اخبارها بمشاعره؟ و هل عليه ان يخبرها الآن ام ينتظر حتى يتاكد من مشاعرها؟ 


اقترب عدى من امير و امسكه من مؤخره عنقه و ردد بصوت اجش " انت مالك لازق فى خديجه ليه كده من قله الكراسى يعنى؟ " 


حاول امير تدارك موقفه الخجل فردد بمزاح " اصل الحته دى تراوه يا عدى " 

هدر به بغضب و حده " اتلم ياض انت، بدل ما الزقك قفا اخلى عنيك تنزل تتنطط قدامك " 


ابتسموا جميعا من حديثه فنظر له امير بضيق و حرج و ردد " مالك يا عدى قلبت على عمر كده ليه؟" 


عدى بحسم " ما اتضح ان عمر عنده حق انه لما يشوف حاجه غلط ميسكتش و قفل بقى بدل ما اكدرك بكره فى الشغل" 


انتقلت ليان و اسيل خلف خديجه التى اتخذت جانبا لتنظر الى هديتها ببسمه بلهاء فوقفت وراءها ليان تتصنع العزف على آله الكمان و اخذت اسيل تدندن بصوتها لحن رومانسى كنوع من السخريه بها 


انقشع وجهها بضيق و رددت باستنكار " و الله انا زعلانه منكم و مش حخرج معاكم تانى " 

اسيل بمرح " خلاص متزعليش و الله مش حنحفل عليكى تانى بس بشرط " 


رفعت حاجبها بتعجب و رددت بحيره " يعنى انتو قاصدين تحفلو؟....ماشى يا ليان انتى و اسيل و ايه بقى يا زقرده الشرط " 

اسيل " تقولى الحقيقه....انتى بتحبى ابيه عمر؟" 


تورد وجهها خجلا و تعرق جبينها الهذا الحد اصبحت تقرء امام العيان فها هى زوجه عمها قد قرأت ما بداخلها و الآن الاختان قد تنبهتا لمشاعرها فحاولت اخفاء ما تستطيع فرددت بحذر " ايه الكلام ده؟.....طبعا بحبه، يعنى انتى مش بتحبيه؟" 


رددت اسيل بمكر "بحبه عشان هو اخويا" 

ابتلعت لعابها بخجل و رددت وسط تورد وجنتاها "و انا بحبه عشان هو....." 


صمتت قليلا و شردت فى مخيلاتها و لحظاتها الجيده معه فرددت و سهام الحب تنطلق من عينها "عشان هو الامان و الحمايه " 


ابتسمت كل من ليان و اسيل بفرحه فقد صدق حدثهما بوجود مشاعر من جهتها لعمر 

❈-❈-❈

 

تاهب المنزل فاليوم المقرر لعوده عمر من سفرته الطويله و التى تجاوزت الشهر و نصف الشهر فوقفت خديجه بالمطبخ على قدم و ساق تعد له اكلاته المفضله و التى اصرت والدته على ان تكون انواع معينه من المأكولات البحريه و خبزت خديجه الحلويات و زينتها و كانه يوجد حفل عيد ميلاد او خطبه


اقترب موعد الوصول فصعدت غرفتها و جلست تلف هديتها بورق الهدايا و تضعها بحقيبه معطره و وقفت امام مرآه الزينه لتتزين دون مبالغه حتى لا تشعر احد بلهفتها و لكن هيهات فقد رات امها فرحتها فاقتربت منها بود و رددت " اهدى شويه يا ديچا...كده كل اللى فى البيت حياخدو بالهم " 


توترت خديجه من تلميح والدتها فرددت " مالى يا ماما؟ " 

حياه ببسمه " طايره من على الارض يا عين امك " 


بللت شفتاها بلعابها حتى تخفى حرجها فرددت هاتفه " باين عليا اوى؟" 

ابتسمت حياه بفرحه و رددت " ربنا يسعدك يا بنتى و يا رب دايما اشوفك فرحانه " 

❈-❈-❈ 


وصل الى ابواب المطار فاخذ نفسا عميقا و خلع سترته ليستشعر دفئ الطقس على عكس البروده التى ظل بها لخمسين يوما بالتمام و الكمال 


كان يعد الايام بل الساعات و اكثر كان يعد اللحظات حتى يجتمع بها و يراها عن قرب يستشعر انفاسها و يستنشق عبيرها فقد افتقدها بشده و علم ان حياته بدونها لا تسوى شيئا فحتى اقرب الناس اليه لم يفتقده بهذا الشكل المؤلم للحواس و المشاعر.. فمتى شعر بالم جم لفراق احد؟ 


وصل بسيارته الى ابواب الڤيلا و ترجل منها و قرع جرس الباب لتهرع هاله بلهفه تفتح له و هى تصرخ باشتياق " ابنى....وحشتنى اوى اوى يا حبيبى " 


تعلقت به و احتضنته فربت على ظهرها بحنان و هو يقبل جبينها و وجنتيها و يردد باشتياق متبادل " و انتى اكتر يا ماما " 


ظلت هاله باحضانه حتى اقترب طه و شاكسها بدغدغتها برقه و هو يهتف بمزاح " لاااا انا بغير...سيب امك ياض انت، ده انا اللى اسمى جوزها محضنتهاش كده من عشر سنين " 


نظر له عمر ببسمه و ردد بمشاكسه " شكلك مش مسيطر يا طه بيه " 

" اتلم ياض و تعالى سلم عليا احسن وحشتنى " 


احتضن عمر والده فهمس له الاخير متسائلا " انت تمام؟" 

اومئ له برتابه " الحمد لله " 


بعد ان سلم على الجميع ظلت خديجه تقف بجوار اخيها فاقترب منهما و انحنى ليصبح فى طول الصغير محمد و عبث بشعره و هو يهتف" ازيك يا بطل وحشنى " 

محمد" و انت كمان يا ابيه عمر " 


اعتدل بوقفته شامخا و نظر لها باشتياق و لوعه فتعلقت عيناه بعيناها المشتاقه و كانها سهام نفدت الى قلبه و عندما وجد عيناها تلمع من شده اشتياقها له حاول اخفاء مشاعره فردد بجديه " ازيك يا خديجه؟" 


ضمت شفتاها فى توتر و عضت على شفتها السفلى و رددت " الحمد لله...حمد الله على السلامه " 

" الله يسلمك " 


انحنى و قبلها من جبينها فابتسمت ليان و اسيل و راتهما خديجه التى احتدت نظراتها لهما متوعده لهما بتوبيخ شديد 


جلس الجميع على مائده الطعام فوجد عمر اصناف الطعام كلها من البحريات و المليئه بماده الفسفور ففهم على الفور انها تحاول مساعدته على اتمام علاجه فضحك عاليا و ردد بسخريه " ايه يا ماما ده كله، ده الواحد ياكل الاكله دى و ينور بعدها " 


ردد عدى بسخافه متجاوزا فى الحديث " لا و انت الصادق يطلع على الفندق و يستلقطله مزه اوكرانيه و لا......" 


قاطعه عمر بحده " اتلم يا زفت اخواتك البنات " 

تحرج عدى من عفويته فحاول طه تدارك الامر فردد بمزاح " معملتش امك الاكله دى ليله دخلتنا، جايه تعملها دلوقتى لما الواحد عجز " 


ردد عدى بمرح " الدهن فى العتاقى يا طه بيه و انت لسه شباب و لا خلاص راحت عليك؟" 

ردد طه بضحك " راحت على مين ياض انت انا لسه فى عز شبابى " 


عدى بسخافه " ايوه كده بدل ما تبوظ سمعتى انا و عمر فى الاوساط " 

ردد ساخرا " و انت فكرك يا حيوان انت و لا عمر طالعين لمين يعنى، ايه نبته شيطانى ما انتو ولادى يعنى طالعين لى " 


صفق عدى بسماجه و ردد بسوقيه" يا بابا يا جامد ابوك انحرف يا عمر باشا " 


ضحك الجميع و ظل المرح و السرور طوال فتره تناولهم الطعام حتى هتفت خديجه برقتها الساحره التى تخطف القلوب " ايه رايكم ناخد صوره؟" 


ابتسم عمر و ردد بهمس " كده قدام الجمبرى و الاستاكوزا، الناس حتفهمنا غلط " 


ضحكت خديجه على مزحته و لكنه اشعرها بالحرج فعضت على شفتها السفلى فاقترب منها و همس لها باذنها " مش قلنا تبطلى الحركه دى " 


توترت خديجه و ارتبكت و نظر عدى لاخيه بضيق و غيره و لكنه آثرها فى نفسه فهو يعلم حالته و يعلم رفضه للزواج فهو لم يشعر بالمنافسه ابدا تجاهه من ناحيه خديجه و لكن لحظه...هل يعقل ان تقع خديجه بحبه حتى دون ان يتكبد العناء معها؟....نعم فهو ساحر و لديه شخصيه جاذبه للنساء فان كان عدى يجذبهن بوسامته فان عمر يجذبهن بشخصيته بالاضافه لوسامته فهو يجمع بين الامرين لذا شعر بغصه تضرب قلبه خوفا على فقدها فقرر فى النهايه ان يحادثها باقرب فرصه عن مشاعره ناحيتها 


اخرج عمر حقيبه كبيره مليئه بالهدايا و اخذ يوزعها على اخواته و امه و حياه و حتى عمته، اقترب من خديجه ليعطيها هديتها و ردد" دى عشانك، بس يا ريت تفتحيها و انتى لوحدك" 


توترت من تلميحه و تنهدت برقه و اغمضت عيناها و هى تومئ له بالموافقه 

انتهت الامسيه السعيده و صعد كل منهم لغرفته فدلفت خديجه لغرفتها و فتحت هديتها لتجدها قطعه نادره لاله تصوير تبدو باهظه الثمن فابتسمت و احتضنت الهديه لتتفاجئ بصوره له ملصقه بها و هو اسفل جبل ريشمور ( جبل مشهور بالولايات المتحده محفور عليه وجوه لاربعه روساء امريكا) و كتب على ظهرها ( لازم فى يوم حاخدك و نيجى هنا سوا نتصور بالكاميرا بتاعتك و نحط وشوشنا مكانهم) 


ابتسمت بفرحه و احتضنت الصوره و قبلتها ثم دثتها تحت وسادتها و جلست تطبع صور تلك الليله بعد ان عدلتها و امسكتها بيد و امسكت باليد الاخرى هديتها و خرجت من غرفتها قاصده غرفه عمر 


بطرقات خفيفه تكاد تسمع طرقت خديجه بابه فاذن لها بالدخول لتتفاجئ بوقوفه عارى الصدر يرتدى بنطال رياضى و يضع منشفه قطنيه حول رقبته و راسه و شعره تقطر بقطرات ماء فتنحنحت بحرج و ردد بخفوت " بعطلك عن حاجه " 


ابتسم لها و هو يكمل تجفيف شعر راسه و ردد " لا يا ديچا تعالى، اصل بعد اكله ماما دى كان لازم اخد شاور متين عشان ريحه الجمبرى و الكفيار تطلع منى" 


ابتسمت بحرج و اقتربت منه و هى ممسكه بهديتها فضغطت على شفتاها تضمهما معا فضحك عمر ضحكه ساحره و ردد باستسلام " يعنى هو يا عض شفايف....يا تضميهم كده، ارحمينى يا ديچا " 


تضرب الارض بقدمها كالاطفال و تردد ببلاهه " اعمل ايه طيب؟، ثم انا مش فاهمه بتضايقك فى ايه الحركه دى و كل ما تشوفنى بعملها تزعقلى " 


اقترب منها و انحنى قليلا حتى يصبح قريبا من وجهها و ردد بصوت خفيض " اما تكبرى حتعرفى معنى الحركه دى " 


رددت بعفويه " انا مش صغيره و على فكره بقى " 

وضعت يداها الممسكه بهديته فى خصرها و اهتزت بعنف و اكملت " انا فاضل لى 7 شهور و ابقى عندى 21 سنه " 


ابتسم بتسليه و ردد بمشاكسه " ياااه...ده احنا كبرنا خالص و بقى عندك 21 سنه و تقدرى ترفعى الوصايه كمان " 


تضايقت من تلميحه فرددت بصوت حزين يملئه الشجن " انا لو حرفع الوصايه بس عشان تبطل تشوفنى صغيره " 


نظر لها نظرات عاشقه لملامحها الطفوليه البريئه و ردد و هو يداعب وجنتها بيده " انا حتجنن و اعرف ايه اللى انتى مسكاه فى ايدك؟!!" 

" دى هديتك " 


رفع حاجبه لاعلى و ردد بانبهار " جيبالى هديه؟!" 

" ايوه بمناسبه رجوعك بالسلامه " 


مدت يدها فاخذها منها و قام بتقطيع ورق الهدايا الملفوفه به و فتحها ليجدها علبه كبيره الحجم فنظر لها و ردد " ده كتاب و لا ايه؟!" 


ابتسمت بتسليه فاكمل فتح العلبه ليجد البوم كبير خاص بحفظ الصور الفوتغرافيه فنظر له بدهشه و ردد " البوم صور؟" 


ابتلعت لعابها بتوتر و رددت و هى تعطيه الصور التى قامت بطباعتها و رددت بعذوبه " انا عارفه ان موضوع الصور ده بقى موضه قديمه، كل الناس بقت بتحتفظ بالصور على الموبيلات او فى اللاب، بس انت عارف انا قد ايه بحب التصوير و مهم عندى اوى توثيق الذكريات الحلوه و بتمنى انى اشاركك انت كمان توثق اوقاتك الحلوه بانى اصور و انت تحتفظ بيهم فى الالبوم و بكره لما تكبر ترجع تفتح الالبوم يمكن وقتها تفتكرنى و يمكن ......." 


صمتت لتنزل عبراتها على صدغها فتكمل و هى تكففها بيدها " و يمكن وقتها اكون قاعده جنبك و بنتفرج عليهم سوا و يمكن بعدين لما تعجز و يبقى عندك احفاد تقعد و تفرجهم على ذكرياتك و تحكيلهم عن لحظاتك السعيده " 


ضغطت دون قصد على جرحه الغائر فانقشع وجهه بالضيق و تدلى وجهه لاسفل محاولا اخفاء رده فعله على حديثها فرفعت وجهها اكثر حتى تلتقى عيناها و رددت بصوت هامس و معذب " عمر....انا ب..." 


قطع حديثها طرقات على الباب اتبعها دخول عدى المفاجئ فارتبكت خديجه و اخذت خطوه للوراء.... لم يستطع عدى رويه ذلك الاقتراب الحميمى فردد بادب " بعطلكم عن حاجه؟" 


ردد عمر بلهفه و كأن دخول عدى اصبح له طوق نجاه فهو قد فهم ان حديثها سيذهب لمكان ابعد من آماله و احلامه حتى " تعالى يا عدى، دى خديجه كانت جيبالى صورنا اللى اتصورناها انهارده و جايبه البوم هديه عشانهم " 


نظر عدى ببسمه عذبه و ردد " هديه ذوقها راقى، هى خديجه كده انسانه راقيه و ذوق " 


ابتسمت بخجل و تحرجت من وجودها فاستاذنت بادب " طيب اسيبكم تتكلمو مع بعض، عن اذنكم" 


اذن لها بالخروج ثم التفت لاخيه بفضول و ردد "تعالى يا عدى...خير؟!" 

ردد عدى بتوجس " حابب بس اعرفك اللى حصل فى غيابك عشان متعرفش من بره " 


احتدت تعابيره و تقوس فمه و نظر لاخيه بفضول و ردد بلهفه " عدى...ادخل فى الموضوع انت عارف معنديش صبر انا للتلاعب بالكلام....حصل ايه؟" 


قص عليه ما حدث مع خديجه اثناء فتره تدريبها بالاقصر و رده فعل عدى مع ذلك الندل المدعو صلاح الطيب فجلس عمر يصر على اسنانه بحنق و احتقنت عيناه بحمره غاضبه فهدر صائحا " هو ده اللى ربنا قدرك عليه؟ انت كده شايف انك جبت حقها على اللى حصل؟ انت ازاى معدوم الشخصيه كده؟" 


حاول عدى الدفاع عن نفسه و لكن غضب عمر قد حجمه فاصبح كالثور الهائج لا يرى امامه من حده غضبه حتى اجتمع كل من بالمنزل على اثر صياحه الهادر " انت يا بنى ادم كان المفروض يا تعرفنى فى ساعتها و انا كنت اتصرفت... حتى و انا فى اخر الدنيا كنت حتصرف احسن من تصرفك يا اما كنت اخدت حقها صح "


فرغ فاه خديجه بعد ان ايقنت علم عمر بما حدث لها فتوجست خوفا من ان يتهور فتلك المره إن تهور يمكن ان يتطور الامر لابعد من مجرد تجمع لكبار البلده كما حدث مع عمها و ابنه الارعن فاقتربت منه تهدئه " اهدى يا عمر الموضوع خلص و عدى عليه اكتر من شهر و نص " 


نظر لها بضيق و ردد " عارف.....و اللى مضايقنى ازاى بعد المده دى اقدر اعمل اى تصرف " 


" خلاص مبقاش فى حاجه تتعمل و عدى خلص الموضوع، اهدى و متكبرش الموضوع " رددها طه بحذر فهو يعلم غضب ابنه و الى اين يمكن ان يوصله 


جلس عمر يهز قدمه بعصبيه شديده و يزفر دخان سيجارته بحده رامقا عدى بنظرات احتقاريه فتغيرت تقاسيم وجهه فور ان تلمست هاله كتفه لتهتف بحنانها الامومى " خلصت يا عمر....عشان خاطرى اهدى و متعملش حاجه، كفايه اللى حصل قبل كده" 


تذكر عدى ازمه اعمام خديجه فهتف بحنق " و انت ساعه موضوع ابن عمها...ما انت خبيت علينا اللى حصل و يا عالم اتصرفت ازاى؟ محدش وقفلك و علقك المشنقه لكن انا اللى غلطان من الاول انى بكبرك " 


انتفض عمر من جلسته ليمسك عدى من تلابيبه و يوبخه بالفاظ لاذعه و حانقه هادرا به و دافعا اياه بكل قسوه " انت غصب عنك تكبرنى طالما غبى و مبتعرفش تتصرف و بتخلى اللى يسوا و اللى ميسواش يتطاول على عيله الباشا بسبب نجاستك و قرفك، لما انت دنچوان اوى كده و رايح تتزفت مع خطيبته عايزه يعمل ايه لما يقع فى ايده واحده تخصك....انت متخيل يا حيوان انت لو كانت وقعت فى ايده واحده من اخواتك كان حصل لها ايه؟و لا متخيل لو خديجه مكانتش عرفت تتصرف كان ممكن الامور توصل لفين، و انت بكل برود تقولى انك حلتها....عملت ايه يا سبع الرجال؟ هااا روحت ضربته؟! لا حمش ياض " 


حاولت خديجه اثناءه عن عصبيته و عناده و التى قد تؤدى الى كوارث فتلمست كفه باناملها الرقيقه الناعمه و هى تحدثه بعفويه " خلاص يا عمر عشان خاطرى متكبرش الموضوع " 


نظر لها ببسمه ساخره و ردد " هو الموضوع كبير يا خديجه بس انتى اللى صغيره عشان تفهميه " 

طلب من الجميع اخلاء الغرفه بعد ان وصل حنقه لعنان السماء و ظل جالسا يفكر فيما يفعله 


مر يومان على عودته و هو هادئ متصنع الابتسام و لكن هاله تشعر بغليانه من الداخل فاقتربت منه و رددت بحيطه " انا عارفه انك مش حتعدى الموضوع من غيرما تعمل حاجه.....بس وحياتى عندك يا عمر بلاش تهور " 


حاول طمأنتها فحدثها بصوت رزين " مفيش حاجه ينفع تتعمل يا امى، لو كان فى.... كنت عملت بس وقت العمايل فات" 


رددت هاله بفرحه و اطمئنان " يعنى خلاص بجد؟اطمن يا بنى" 

قبل يدهها و هو يطمئنها " اطمنى " 

❈-❈-❈ 


استيقظ باكرا و اجرى العديد من المكالمات الهاتفيه شاعلا سيجاره وراءها اخرى حتى اتم ما يدور بداخل راسه من يومان و نزل الدرج حتى يتناول وجبه الافطار مع عائلته فوجد امير و لوچين جالسان على المائده مع عائلته فى انتظار نزوله 


رحبت به لوچين بهيام و التصقت به تحتضنه " حمد الله على السلامه...وحشتنى، قصدى وحشتنا اوى يا عمر " 


نظر لها باذدراء فهو يعلم محاولاتها للتقرب منه و ردد بصوت هادئ و هو يزيح يدها بعيدا عن رقبته " ازيك يا لوچين؟" 


ردت بحزن ووجوم " ايه الرد الجامد ده يا عمر؟ بقالى قد ايه مشفتكش تيجى انت ترد عليا كده؟!" 


" طيب يا لوچين، ازيك يا روح قلبى وحشتينى موت اخبارك ايه؟......حلو كده؟!"رددها بسخريه مستهزءا منها مما جعل خديجه تبتسم فى قراره نفسها فهى لاحظت اهتمام لوچين الزائد عن الحد بعمر و فطنت لمشاعرها ناحيته 


جلس عمر يتناول فطوره ثم نظر لخديجه هاتفا "خديجه...جهزى نفسك عشان مسافرين يومين للبلد" 


توترت ملامحها و تجعدت تفاصيل وجهها من اثر ضيقها و رددت برفض و ضيق " البلد!!....انا مش عايزه اروح هناك، و النبى يا ابيه عمر بلاش " 


ردد بحده طفيفه " ايه لعب العيال ده؟ الارض هناك عليها كام مشكله و محتاجك معايا عشان تشوفى بنفسك و تحددى عايزة تعملى ايه فى مالك و مال اخوكى و مامتك " 


" انا موافقه على اى حاجه انت شايفها يا ابيه بس و النبى بلاش تودينى هناك " 

توسلت له راجيه اياه فردد بغضب " انتى خايفه يعنى و لا ايه؟....هو حد يقدر يتجرأ يكلمك و انا معاكى؟ انتى مستقليه بيا يا خديجه؟ " 


ابتلعت لعابها بتوتر و رددت بتلعثم " لا طبعا مش ممكن اخاف و انا معاك " 

ردد بحسم " خلاص يبقى تطلعى تجهزى شنطتك عشان مسافرين كمان ساعتين " 


اومأت بالموافقه و صعدت تحضر حقيبه سفر صغيره لسفرتها و انطلقا الاثنان لوجهتهما و التى كانت المطار 


نظرت خديجه من نافذه السياره و رددت بتعجب "احنا ايه اللى جايبنا المطار؟" 

اجابها بايجاز "عشان مسافرين" 

" ايوه يعنى مسافرين فين؟" 


اجابها و هو يترجل من سيارته و يفتح بابها يمد يده لها و يسحبها من السياره " تعالى عشان منتاخرش" 


تبعته كالمغيبه حتى وصلا لمقاعدهما فى الطائره و جلسا و ربطا احزمه الامان و بدء ذلك الصوت المعلن عن الرحله المتجه للاقصر 


نظرت له بخوف و احتقنت عيناها بالضيق و الرهبه و هتفت " الاقصر!!...انت عملت ايه؟" 


ابتسم ابتسامه جانبيه خبيثه و ردد بثقه و غرور "لسه معملتش حاجه، بس متستعجليش كله باوانه حلو " 


ظلت طوال الطريق خائفه متوتره مما قد يفعله او من اثره لاحقا فان كان الامر مر مرور الكرام سابقا و ذلك لان عائلتها لم يصعدوا الموضوع للجهات المسئوله بالبلد، فالاكيد ان تلك المره لن يسكت ذلك المدعو صلاح عن حقه و من السهل عليه ان ياخذه بالقانون 


وصلا لابواب نفس الفندق الذى نزلت به اثناء تدريبها ( فندق طيبه) فوجدت ترحيب رهيب بشخصيته و تفاجئت بحجز جناح كبير لهما بصفتها زوجته 

دلف عمر للجناح فوجدته مقسم من الداخل بشكل ساحر لغرفه استقبال و غرفه نوم صغيره و اخرى كبيره فنظرت له بحيره و رددت " عمر...هو ايه اللى بيحصل بالظبط؟ " 


نظر لها ببسمه رقيقه و ردد بمزاح " اصبرى تاخدى شغل حلو من المعلم لابنه " 


ضحكت بعفويه على مزحته و لكن وجهها عاد للعبوس و القلق حينما حضر مدير الفندق و معه ذلك الارعن الى جناحهما و هو مطئطئ الراس بخجل فردد المدير " زى ما حضرتك امرت يا عمر بيه، استاذ صلاح جاى بنفسه يعتذر لحضرتك و للانسه...." 


قاطعه عمر صارخا بحده " قصدك المدام يا بيه....مش انا وريتك القسيمه و لا ايه الموضوع؟" 


اومئ براسه فنظر عمر لصلاح باذدراء و غل و هتف مناديا اياه باستخفاف " تعالى هنا يا صلاح " 


تحرك امامه و وقف قبالته و نظر فى الارض فاكمل عمر " شايف اللى انت اتهجمت عليها دى!......شايف اللى انت ضربتها بالقلم قدام زمايلها دى!...... شايف اللى انت اتهمتها فى شرفها و اتبليت عليها دى!.....عرفت تبقى مين يا صلاح؟" 


ابتلع لعابه بغصه و رهبه و ردد بصوت مهتز " تبقى مرات عمر الباشا " 


انحنى ناحيه اذنه و ردد بصوت كفحيح الافعى قاصدا بث الرعب فى اوصاله " و انت عارف ان عمر الباشا بيسيب حقه" 


ارتمى صلاح ارضا فور ان سمع تلك الكلمات و قبل حذاءه و هو يرجوه " حقك عليا و الله ما كنت اعرف انها مراتك...و الله ما كنت اعرف، انا كان كل قصدى انى اضايق عدى بسبب اللى عمله " 


هدر بفحيح مخيف و صوت اجش " اتعلم لما تيجى تاخد حقك، تاخده من راجل مش من واحده ست عشان تفضل راجل فى عيون الناس " 


حاول مدير الفندق تلطيف الاجواء فردد بهدوء "شوف يا عمر بيه الترضيه المناسبه ليك ايه و احنا تحت امرك " 


ابتسم بمكر و وضع يده فى جيب بنطاله ليخرج علبه سجائره و اشعلها ثم اخذ يزفر دخانها ببطئ و اقترب من ذلك الجاثى على الارض و اطفئ سيجارته بكتفه و سط صراخ صلاح الهادر من الالم و ردد عمر ببرود " انا مش جاى اضربه عشان( عدى) قام بالواجب بس انا ليا شروطى يا اما......." 


صمت ليبث الرعب بهما فاكمل بعد لحظات ترقب منهما " يا اما متلوموش الا نفسكم على اللى حعمله" 


ارتبك المدير فور التهديد الصريح فهتف بلهفه " كل طلباتك اوامر يا عمر بيه " 

جلس عمر بعجرفه و وضع قدم فوق الاخرى و اخذ يهزها بشكل مسرحى و ردد بهدوء " اولا يترفد " 

اجابه المدير " اوامرك " 


" ثانيا مفيش فندق تبع السلسله بتاعتكم تشغله فى اى محافظه " انتظر المدير ليسمع باقى شروط عمر فردد " ثالثا الالم اللى اخدته مراتى على وشها حياخذ زيه بالظبط و فى اللوبى و قدام الناس كلها" 


ابتلعت تلك الجالسه تشاهد افعاله المخيفه لعابها بتوتر و نهضت من مكانها لتتحدث و لاول مره بصوت ضعيف " خلاص يا عمر انا مسامحه " 


" بس انا مش مسامح و لو مش عيزانى اتهور و اعمل اكتر من كده حتنفذى كلامى بالحرف الواحد" 


ارتعبت من ملامحه الجامده و المخيفه فاطرقت راسها كدليل على خضوعها لاوامره و بالفعل نزلوا جميعا لبهو الفندق و وقفت خديجه بحرج تنتظر اوامر عمر الذى امرها بصوت مرعب " يلا " 


ضربته برقه على صدغه فشعر صلاح بالارتياح و لو قليلا بالرغم من الاهانه التى تعرض لها امام النزلاء و لكن عمر لم يرضى بذلك فصرخ بها " اضربيه بجد يا ديچا و الا حقوم انا بنفسى اخد حق مراتى " 


نظر لها صلاح بتوسل ان تصفعه صفعه اقوى حتى لا يقع بيد ذلك الشرس ففعلت و لكن كانت رقيقه مثلها فاردف عمر " لا...مش حاسسها، اخر فرصه و صدقينى ذنبه حيبقى فى رقبتك " 


استجمعت قواها و صفعته صفعه مؤلمه المت وجهه و يدها على حد سواء ظاهره احمرار وجنته بشكل كبير فابتسم عمر برضا و امسك يدها قبلها و صعد بها الى جناحهما 


فور ان دلفا سحبت يدها منه بقوه و نظرت لكفها الملون بحمره مؤلمه فتلهف عليها و هرع لثلاجه المشروبات احضر منها شيئا باردا وضعه على يدها و هو يردد بقلق " وجعاكى؟!" 

" شويه " 

" طيب كده احسن؟" 

" ايوه " 


نظر لها نظرات متفحصه لملامحها فتوتر من جمالها و حاول ان يتمالك نفسه فوقف و نظر لها بجديه و ردد " نامى انتى فى الاوضه الكبيره و انا حنام فى الاوضه التانيه " 


اومأت بالموافقه فهى لا تريد مجادلته بشئ فقد خارت قواها من احداث اليوم المؤسفه و المؤلمه على حد سواء 

❈-❈-❈ 


افاقت من نومها على صوته الهادى و هو يجلس الى جوارها يتفحص جمالها و جسدها الغض الناصع البياض و شعرها المجعد الذهبى فاخذت انفاسه تلهث برغبه جامحه فاحاطت نفسها بغطاء الفراش بتوتر و خجل 


اردف عمر بجديه مصطنعه " يلا عشان نفطر و ننزل نلف شويه فى البلد، و اوعى متكونيش جايبه الكاميرا معاكى " 


ابتسمت بفرحه طفل جاءته لعبه جديده فرددت بمرح " انا مش بتحرك من غيرها متقلقش " 

ابتسم برضا " طيب تمام، يلا بينا عشان افسحك شويه " 


و بالفعل قضيا يوم من احلام يقظتها و لكن فى الحقيقه و كانت كل ما يقترب منها و يمسك يدها او يحتضنها بعفويه تقرص نفسها لتتاكد انها لا تحلم و وثّقت ذلك اليوم بالكثير من الصور 


عادا للفندق و كانت خديجه قد اخذت قرارها بالبوح له بمشاعرها فقد فاض بها الكيل و ليحدث ما يحدث فانتظرت حتى غير ملابسه باخرى بيتيه مريحه و جلس بالاستقبال الملحق بالجناح يتابع التلفاز حتى اقتربت منه و سحبت جهاز التحكم من يده و اطفأت التلفاز فنظر لها بضيق و ردد بحده " ايه يا ديچا بشوف الاخبار " 


ابتسمت بعذوبه و رددت برقه قاتله" ابقى اعرفها من النت، انا عايزه اتكلم معاك شويه " 


اعتدل فى جلسه حتى يواجهها و نظر لها باهتمام و هتف " فى ايه؟قلقتينى......فى حاجه ضايقتك؟ " 


ابتسمت و رددت" بالعكس، ده اليوم انهارده كان تحفه و اتبسطت اوى " 

عمر بفضول " امال ايه الحكايه؟" 


جلست متوتره تفرك يدها بعضها ببعض فحاول هو تخفيف الموقف عليها " انا عارف ان اللى حصل تقيل عليكى شويه، بس مكانش ينفع يتعمل غير كده " 


رددت بعفويه " مع انى مش بحب العنف و انت بصراحه الطرق بتاعتك عنيفه شويه بس بجد بحس بالامان لما بتصمم تاخد حقى بالشكل اللى يرضيك، فانا عايزه اشكرك على ده " 


ابتسم برقه " يا ستى لا شكر على واجب "

نظرت له بوله و بللت شفتاها بطرف لسانها لتخفى توترها و رددت بصوت مبحوح " عمر....اناااا بحبك " 


ارتبكت من نظرته الجامده و لكنها استجمعت شجاعتها و استطردت " انا خلاص مبقتش عارفه اخبى اكتر من كده او حتى ادارى، لدرجه انى بقيت مكشوفه لكل اللى حواليا و مش عارفه رد فعلك حيكون ايه بس انا........." 


قاطعها عمر باقترابه الشديد منها و التقاطه لشفتاها الكرزيتين و تقبيلها قبله جامحه بثت فيها احاسيس لم تعلم بوجودها حتى لتغيب هى عن واقعها و تشرد معه فى لحظاتهم السعيده


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية لأجلك نبض قلبي للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة