-->

المقدمة - مملكة الذئاب Black


المقدمه

فى عصر لم تكن فيه المرأة سوى أداء للشهوه والانجاب فقط لا غير....وكان للرجل مالم يكن لها من إحترام وتقدير بل وسلطه وحكم ...لن تحصل هى عليه ما دامت تحت مسمى أنها انثى وليست ذكر.... 
كما لا يسمح لها بالتعلم لأنها كالمواشى لا تمتلك عقل.... هذا ما تم ترسيخه بعقول النساء من قبل الرجال  فى هذا العصر.... 

إستيقظ ساب صباحا ليذهب إلى عمله الذى لم يكن يظن أنه سيعمل به يوما....إلا أنه مصدر الرزق الوحيد الذى يعيل به إسرته.... لهذا هو كان ماهرا به.... 

ساب بصوت مرتفع حتى يصل صوته لأمه التى تعمل بالمطبخ :أمى أنا ذاهب حتى لا أتأخر عن العمل.... 

حين إستمعت فكتوريا لصوت ساب أسرعت بالخروج من المطبخ حتى توقفه قائله بخوف: إنتظر ساب 
فالتأكل فطورك أولا حتى تقوى على العمل.....كما  إنك لا تحتاج أن أخبرك كم أن عملك شاق.... أليس كذلك؟!... أنهت حديثها وهى تنظر ل ساب بترجى لعله يعدل عن قراره ويظل حتى يتناول طعامه ثم يرحل.... 

نظر لها ساب بحب قائلا:أقسم أننى لا أشعر بالجوع حبيبتى.... ثم أكمل بإبتسامه مازحه.... كما إن فعلت وجلست لأتناول طعامى لأرضيكى.... فهذا سيغضب زوجك العزيز الذى سيقوم حينها بدقى مكان سيوفه... لعدم سير الأعمال كما يريد..... ولا أظنك ترضين هذا لى...أنهى حديثه بمشاكتها كما يفعل دائما حتى لا تحزن....ثم تركها راحلا لعمله.... 

ساب قائلا فى نفسه وهو يسير تجاه عمله: يجب عليا الاسراع.... فأنا لست بمزاجا جيد حتى أستمع لأحد أحاديث جورج الممله والمثيره للإستفزاز..... عن تراكم الأعمال.... وتأخيرى عن وقت العمل.... الذى أقوم أنا به وحدى دون مساعده منه..... تنهد ساب بصوتا مسموع وهو يدلك ما بين حاجبيه.... إلا أنه لمح ذلك الحرق الذى أوشك على الإختفاء بيده...... مما جعله يبتسم بسخريه وهو يمرر يده عليه بهدوء ويتذكر أول يوما له بالعمل مع أبيه..... كان صغيرا وقتها حين ظن والده أنه لا يفقه شئ بهذا العمل.. فقام بإحراقه حين لم يستمع ساب لأوامره الغير صحيحه وقتها..... 

ولكن كل هذا تبدل الأن وأصبح أبيه لا يستطيع التحدث معه أو الإقتراب منه لضربه أو لضرب أحد أخواته..... ليس لأن ساب أصبح شخصا بالغ... بل لأن ساب هو من يدير العمل بأكمله..... وهو من يقوم بجلب المال الذى يجعل فم أبيه مطبق طوال الوقت خوفا من إنقطاع هذه الأموال التى يعطيها له ساب.... 

أبعد ساب نظره عن يده وهو يقول بصوتا هامس: ألا يظن أن ما حدث لى بالماضى كان كافيا حتى يأتى هو ليكمل ما صنعه غيره.... 

وصل ساب لعمله وقد كانت ورشته لصناعه السيوف والدروع للمحاربين..... دلف ساب داخل ورشته فوجد جورج جالسا كما توقع...... وملامحه تحمل الضيق بسبب تأخير ساب.....إلا أن ساب لم يعطى له إهتمام  وتحدث ببرود..... فهذه هى الطريقه التى يتحدث بها مع جورج: ما هى طلبيات هذا اليوم سيد جورج؟!.... 

تغيرت تعابير وجه جورج من الضيق إلى السخريه قائلا بإستفزاز :الن تقول مرحبا ابى؟!... 

إرتفع حاجب ساب حين إستمع لما قاله جورج إلا أنه أجابه بتهكم :أظن أن العمل أهم من معرفة أحوالك جورج.... أليس كذلك؟!... 

جورج بحده وصوتا مرتفع: لا تنسى أننى أبيك أيها الحقير.... لهذا لا تتحدث معى بهذا الطريقه حتى لا أقوم بتأديبك أفهمت.... 

لم تتغير ملامح ساب البارده بل نظر له بثبات قائلا 
:لا أظنك بهذا الغباء جورج..لتفعل هذا ف أنت تحتاجنى من أجل إتمام العمل....حتى تستطيع جنى المال....لهذا لا تستطيع فعلها.... 

يعلم جورج أن ساب محق بكل ما قاله لهذا رد عليه بغضب: هيا كف عن الحديث.... وإبداء العمل هياااا..

إبتسم ساب بسخريه وهو يشعل الموقد قائلا:هذا ماقلته من البدايه.... ثم صمت وبدء عمله..... 

وبعد يوم شااق وجهد كبير إنتهى ساب من عمله.. الذى كان يأتيه الكثير من الناس.....لأنه من أفضل صانعى السيوف فى العاصمه..... بل وفى المملكه أيضا.... بما تعلمه على يد أمهر صانعى السيوف على مر سنواات من حياته...

بعد أن قام بغلق ورشته..... قرر العوده الى بيته وعدم الذهاب لمكانا أخر....ولكن فى طريقه للعوده راى ماريا الفتاة التى تتربص به فى كل مكان..... وتتمنى قربه بشده.... 

ساب فى نفسه :هذا ما ينقصنى بعد يوم شاق أن أراكى ماريا..... ومع كونه لا يفضل التعامل بتلك الطريقه الفظه معها او مع غيرها..... إلا أنه يجب أن يفعل ذلك.... كما أنها شقيقة صديقه وهذا جعله يحدثها  بهذه الطريقه.... كما أنه من المحال الوقوع بالحب معه هو خاصه.... 

ولهذا تعامل معها بغطرسه حتى لا تنجذب إليه تلك الفتاه كما يقول..... حتى لا تقع فى حبه إلا أنه يظن   أنها قد وقعت بالفعل فى حبه.... وهذا يجعله لا يغير من إسلوبه معها فى الحديث.... 

ماريا بابتسامه واسعه:مرحبا ساب كيف هو حالك ثم أكملت بحب... إشتقت لك.... ثم تنحنحت حين نظر لها ساب بحاجبا مرفوع.... وقالت أقصد إشتقنا لك.... ف أخى قد ذهب إليك أمس ولم يجدك بورشه العمل الخاص بك...

ساب بإبتسامه زمجه :أنا بخير ماريا ولكن تعلمين أن عملى يحتاج إلى أغلب وقتى.. لذلك لا أركم كثيرا.. كما أخبرى أخاكى أن يأتينى ورشه العمل..... فأنا سأكون متواجد تلك الايام.....والان وداعا فعليا الذهاب....... ورحل سريعا دون أن يعطيها فرصه لتوقفه.... 

ماريا بعيون حالمه : رافقتك السلامه وبداخلها (يا من ملكت قلبى )بإبتسامتها الواسعه.... 

عاد ساب إلى البيت مجهدا.... بعد إنتهائه من تلك الاعمال المتراكمه.. التى تركها له والده ليقوم بها وحده ككل يوم...

ساب بإرهاقبعد دلوفه لمنزلهم: أمى لقد عدت.... 

كان يجلس جورج أمام طاوله الطعام....يقوم بعد بعض الأموال وكانت فكتوريا تجلس بعيدا عنه.... إلا أنها أسرعت تجاه ساب بحنان وهى تقول بحب :
حبيبتى لابد أنكى جائعه.. سأقوم بتحضير الطعام لكى اﻷن....وكادت تدلف لمطبخها لتسرع من إعداد الطعام.... 

إلا أن جورج قاطعها بصوته العالى وهو يقول بحده: ألم أخبرك يا إمرأة ألا تدليلها إنها فتى وليس فتاه واللعنه....متى ستتعلمين أن تطيعى أوامرى ..أم تفضلين أن أكسر لكى راسك اليابس هذا!!

كان ساب يشعر بالأرهاق فهو لم يستريح منذ الصباح..... نظر ساب إلى والدته فوجدها تنظر له بحزن وعيناها تلمع حزنا على صغيرتها....أقسم ساب أنه لا يكره أكثر من رؤية والدته تنظر له بتلك الطريقه.... كما أنه يعلم إن حاولت والدته الرد على جورج.... سيقوم بضربها وهو لا طاقه له ليرفع إصبعا واحد بيده.... 


لهذا رد ساب رغم الألم الذى شعر به بقلبه.... بسبب حديث جورج إلا إنه لم يفكر بهذا الألم كما يفعل دائما وقال بسخريه شديده: لا تغضب كثيرا جورج.. ف أنا أصبحت كما أردت أنت.... فكلما نظرت ل نفسى كل يوم أرى صنيعك.... أرى ساب فقط.. ولا أرى تلك الفتاه التى كانت تدعى سابين..... فقد قمت بعملك على أكمل وجه وقمت بقتلها منذ الصغر.... فلا تجذع هكذا..... 

وتركت المكان وعادت الى حجرتها مع دموع متحجره بعيونها الزيتيه تأبى الخروج...... 

يتبع