-->

الفصل الأول - مملكة الذئاب Black



الفصل الاول

بعد أن إنتهى العشاء الكارثى إتجه ساب إلى غرفته ونظر لنفسه جيدا فى المرأه... وهو يسأل ذاته ذات السؤال الذى يسأله منذ اليوم الذى أصبح به ساب لا سابين .... أحقا لا يحق لى مجرد التفكير بك سابين... أيها الإسم المحرم على صاحبته نطقه.... أحقا لم يعد يتبقى لى شئ منك  حتى أحتفظ به لنفسى؟!... وأغمض عيناه يحاول عدم البكاء فهو لم يعد لديه الطاقه للبكاء.... 

وفى وسط كل هذه الحروب الداخليه التى تواجهها... وجدت فتاه صغيره فى الخامسه من العمر تمتلك ذات العيون الزيتيه تقف أمامها بوجهه عابس..... فشقت الابتسامه وجهها لتلك الجميله كما تناديها دائما...

ساب وقد تغيرت ملامحه من الألم إلى الإبتسام سريعا وقال : ما بال الجميله عبوسه اليوم أهناك من قام بمضايقتها!!....ليلى وهى تضيق عينها على ساب وكأنه مجرم قد تم إتهامه بأبشع الجرائم على مر التاريخ :أجل أنت ساب.... 

نظر لها ساب نظره متفاجأه وقال بصدمه مصطنعه :مااذا.. ماذا فعل ذلك ال ساب ل ليلى الجميله حتى تحزن.... 

ليلى بحزن وهى تقوس شفتاها للخارج لتبدو له أكثر حزنا: لم تأتنى بفاكهتى المفضل كما كنت تفعل.... ف ليلى لم تعد شخصا مهما لك بعد اليوم ساب... لهذا لم تجلب لى فاكهتى المفضله أليس كذلك؟!... 

ساب وهو يعلم ما تفعله الصغيرة إلا أنه يجاريها به: أعتذر منكى صغيرتى... سأذهب وأتى لكى بأفضل فاكهه لافضل ليلى فى الحال... ولكن لا تحزنى حسنا.... أومأت له ليلى بسعاده.... وقد إختفى عبوسها وحزنها أدراج الرياح....ثم تحرك ساب تجاه باب غرفته.... 

ولكن قبل خروجه من المنزل نادته ليلى بصوت مرتفع مع أبتسامه واسعه....أحبك أخى ساب..... فإبتسم ساب بسخريه وقال لنفسه: وكأن ما قالته الصغيره ليلى كان جوابا على سؤالى منذ قليل... بالفعل لم يعد هناك وجود لك سابين.... 

ثم مضى في طريقه الى العجوز فرنسوا... والذى كان معروف عنه أن لديه كل شئ تريده... وأى شئ تبحث عنه... ليبتاع منه الفاكهه للصغيره.. مع بعض الأشياء الأخرى لخواته حتى لا يتشاجروا هم والصغيرة..... 
وبعد أن إنتهى عاد إلى المنزل وأعطى الفتيات ما جلبه.... ثم ذهب الى غرفته وقام بتبديل ثيابه..وذهب فى سبات عميق لعله يجد ضالته فى أحدى أحلامه بعيدا عن هذا الواقع المرير..

أشرق الصباح بيوم جديد محزن لدى البعض... ومبهج لدى البعض.... وكارثى لدى البعض الاخر.... حيث إستيقظ جميع من فى المنزل على صرااخ حاد وقد كان ل جورج.....ولكن ليس صراخه وحده...حيث كان صوته مصاحبا لصوت فتاه ترد عليه بقوة وغضب.... 

خرج ساب وجميع من فى البيت على هذه الاصوات المرتفعه.... ووجد والدته وهى تحاول ان تمنع والده من الفتك بأخته ولكن دون جدوه.... ف لا أحد يخشى من والدته بهذا المنزل حتى الصغيره ليلى.... 

كما كان جورج كالثور الهائج يصرخ بغضب كبير.... وأليس شقيقته هى من كانت تبكى وتصرخ عليه بحده هى الأخرى....كما كانت  أجزاء من  ملابسها قد تمزقت من كثره جذب جورج لها....وهنا تذكر ساب موقف مشابه لهذا بالماضى وما كان يفعله جورج بوالدته...

ولكن أنتبه ساب لما يحدث أمامه سريعا... وامر جوليا الاخت الوسط أن تصطحب أخواتها الى الأعلى..
حتى لا يشاهدو ما يحدث من مشادات... وحتى لا يؤثر ذلك على الصغيرة وتصاب بالفزع.... 

ثم تقدم ساب مسرعا ليوقف تلك المشاحنه بين المسمى ب والده وشقيقته..... وحاول إبعاد جورج  عن الفتك ب  أليس.... ولكنه أدرك من سباب جورج وحديثه الغاضب..... أنه قد رائ أليس مع شاب ما لأكثر من مرة....وأن جورج قد قام بضرب ذلك الشاب وأليس أيضا لتجاوزها الحد معه...

ساب بصوتا حاد مرتفع حتى يصمت الجميع:حسنا فالتهدا قليل جورج حتى نعلم ماذا فعلت اليس.. لعلك أخطائت فى فهم ما حدث.... ثم حول بصره ل أليس وقال بثبات إخبرينى ما الذى حدث أليس؟!... 

جورج بصوت مرتفع وغاضب: أخطأت كيف.... وأنا قد رايته وهو يأخذها معه لمنزل ما بمفردهما... ولولا أننى تدخلت وأوقفتهما لا أعلم ما الذى كانت ستفعله تلك العاهره معه.... وأنت تقول لى أننى قد أخطأت...
اللعنه على ذلك.... 

كاد ساب يقوم بالرد عليه إلا أن أليس سبقته قائله  بغضب : أنا لم أقم بفعل خطاء حتى تحاسبنى عليه... كما أنك لا تعلم عنا شئ حتى تتدخل بشؤوننا.... 

جورج وقد أشتد غضبه وأوشك على قتلها: أيتها الفاسقه أتظنينى أننى ساسمح لكى أن تلوثى سمعتى أمام أصدقائى..... فقد لكونك إبنتى الفاجره فقد رأكى أحدهم أمس..... وقام بإخبارى أنه قد رأكى وأنتى مع ذلك المخنث أكثر من مره .....

أليس وقد طفح بها الكيل من شده الأختناق وكثرة الإتهامات الباطله فى حقها : ماذا الا يحق لى أن أحب أحدهم كما تفعل جميع الفتيات بسنى...كما أننى لا أرى أن ما أقوم به شئ خاطئ...فأنا أحب مارلين وهو يحبى لهذا لا يوجد مانع لأقترب منه....أم أنك تريد أن تفعل بى ما فعلته ب سابين... ااه أعتذر فهو ساب عند الجميع وكذلك لدينا...لهذا لا يحب لنا مجرد التلفظ بإسمها أليس كذلك؟!... 

كان غضب أليس يزداد وخاصه... حين تتذكر ما فعله والدها بشقيقتها... فأكملت قائله بوجهه باكى مائلا للإحمرار وهى تشير ل ساب :  من المؤكد أنه يعجبك ما تراه اليس كذلك.!!  واللعنه أصبحت أنظر لها وأرى رجل لا فتاه أمامى.... حتى شقيقتها الصغرى تظنها رجل..... أتريد أن أكون مثلها هاا.... ولكنى لست سابين أبى..... فان وافقت هى على ذلك سابقا  فأنا لاا حتى لو سلبتنى روحى... 

شهقت فكتوريا من كلام أبنتها الصغيره بحق شقيقتها الكبرى... ولكن لا تستطيع التحدث ومنعها عن قول المزيد فكل ما تقوله صحيح ..ولكن ما الجديد فهى دائما صامته.... دائما ما تكون متفرجه فقط.... لا يحق لها التدخل.... ولكنها من منعت ذاتها من هذا الحق وليس غيرها من فعل بها هذا.... 
ولكنها نظرت بحزن ل سابين صغيرتها ولكنها بالفعل لم تعد سابين بل ساب فقط.... كما قالت اليس فإمتلئت عيناها بدموع الحسره... 

جورج وقد كان كل ما يره أمامه الان هو دماء أليس فقط : ألم أقول من قبل أن النساء ليسو سوى قمامه لا يخرج منها سوى الريح النتن... والشكل القزر قالها وهو ينظر ل فكتوريا بتقزز.... مما جعلها تنظر بعيدا عنه وهى تبكى بحسره.... 

كان كل هذا يحدث أمام ساب... الذى لم يصدر صوتا منذ بدأت أليس بالتحدث... إلا أنه وقبل أن يكمل جورج  حديثه.... صدح صوت ساب العالى والغاضب: أصمتا..... حيث إشتد غضبه من كلاهما... ومع كلمته أصبح الصمت سيد المكان.... 

-ساب وقد شعر أنه إذا طال الحديث أكثر من هذا.... سيقطع جورج رأس اليس.... وهى ترى أنه محق فقد تعدت اليس حدودها كثيرا..... رغم دوافع جورج الضعيفه من جهه خوفه من حديث أصدقائه عنه بالسوء بسبب إبنته.... والقويه من جهه أخرى لإنحلال أليس ورؤيتها أن ما تفعله هو الصواب.... وكالمعتاد حاول ساب أن ينهى هذا النقاش قائلا بثبات  :يكفى الى هذا الحد إنتهينا جورج... أريدك ان تبتعد عن هذا الفتى وأنا ساصلح الامر من هنا.... 

أرادت أليس أن تتحدث وقد أدركت ما تفوهت به من أخطأ.... ولكن نظره من ساب أوقفتها تحذرها من التمادى أكثر....والذى قال لها بحده: وأنتى ستلزمين البيت الا أن أقرر ماذا سافعل معك ومع تبجحك الزائد هذا... أذهبى لغرفتك حاالا.... 

ثم أعاد بصره لجورج مره اخره وقال بغضب وصوتا كاره: ساقولها لك للمره الاخيره جورج... لا تقترب من الفتيات بتلك الطريقه مره اخرى.... ف أنا لن أغفر لك ثانية.... ثم منذ متى وأنت تخشى عليهم جورج فكلانا يعلم أنك لا تحب أى من القائمين بهذا المنزل... أنت لا تخشى إلا على مكانتك فقط لا غير ..وما حدث اليوم أنا كفيل بأن أنهيه.... لهذا لا تتدخل بأمر الفتيات مرة أخرى.... كما لن يعاد النقاش بهذا الموضوع.... فأنت قلتها تكره النساء لهذا أنصحك أن تبتعد عنهن... 

نظر له جورج بأستخفاف قائلا :حسنا ولكن أنهيه سريعا حتى لا أقوم بقتلها.... إن تكلم أحدهم عنها مره أخرى.. ثم خرج مغلق الباب خلفه بعنف..
بعد خروج جورج.... وبعد أن انتهى الجدال.... عم السكون والهدوء المكان مرة أخرى....فتنفس بإرهاق وقرر الصعود مره اخرى الى غرفته ليتجهز للعمل.. ولكن عند إلتفاته وجد أن والدته تنظر له وعينيها مليئه بالدموع والاسف.... والاهم الخذلان.... الخذلان من ذاتها لعدم قدرتها على حمايه فتياتها.... وخاصه هى.... 

فكتوريا بصوت متحشر من البكاء: أعتذر منك صغيرتى لإننى لم أكن تلك الام التى تتمنين ..ولا تلك التى تحمى صغارها جيدا من بطش والدهم..... حتى أنها لا تستطيع ان تفعل سوى الصمت والبكاء... هذا كل ما أملكه لكنه لا يفيدكم بشئ.... 

أسرع اليها ساب وقام بإحتضانها وقال بحب: هونى عليكى أمى لم يكن لكى يد فى كل هذا.... ثم ألا يكفيكى أننى أراكى أجمل وأقوى أمراه بالوجود....كما  يكفينى أن أرى هذه العيون اللامعه ايتها الجميله.... 
إبتسمت فيكتوريا بحزن وهى تنظر ل ساب.... فتلك دائما عاده صغيرتها تخفى أحزانها جيدا لتنشر الراحه بقلب والدتها فقط.... ولكن السؤال هنا هل تستحقها هى؟!... 

ولكن قطع تفكيرها  هبوط ليلى السريع.... وهى تقاطع تلك اللحظه وصرخت بغضب طفولي: ساب انا هى جميلتك فقط لا غيرى.... أم تقول ذلك لكل أمراه تراها لتتغزل بها.... هنا ضحك ساب ملئى فمه ووالدته كذلك... وهو ينظر ل ليلى الصغيره بأندهاش...


❈-❈-❈






وفى مكان أخر حيث الأرض الرطبه.... والخيام والجنود منتشرين بكل مكان.... منهم من يحمل سيفه ومنهم من يحرس... فكل منهم له مهامه الخاصه  الذى كان يتلقاها من قادته.... مكان فيه كل شئ منظم وأهمها.... الجزء المخصص لتعليم الجنود الفنون القتالين فى ساحه المعركه بمهاره...

يقف ذلك الوسيم كما يلقب نفسه امام الجميع وخاصه النساء الحسنوات..... يقف أمام أحدهم فى مبارزه قويه...والتى أشتدت بينه وبين خصمه حيث كان يلتف حولهم عدد لا باس به من الجنود.... والكثير من المراهنات على من سيفوز بتلك المبارزه.... فمن يتقاتلان أهم قادتهم..... وليس هذا فقد بل مستشارى الملك وأصدقائه المقربون.... 

ديفيد بغطرسه وهو بنصف القتال الذى أشتد:هيا أيها الرجل هل هذا كل ما لديك.... لم أكن أظنك هكذا.... وأنهى حديثه بإكدى إبتسامته الساخره... 

لم يجبه خصمه الذى يتحلى بقدرا كبير من الهدوء والرزانه عكس صديقه ديفيد... ولكنه رد عليه سريعا حيث قام بمباغتته بالعديد من الضربات القويه.... التى تصدى ديفيد لبعضها.... إلا أن خصمه لم يعطه فرصه وقام بعرقلته بقوه ... مما جعل ديفيد يقع أرضا.... 

الفين بسخريه لازعه:حسنا أيها القوى ماذا الان.... أين ذهب لسانك السليط؟!... هيا قف وأرنى ماالديك.... ثم قام بإبعاد سيفه عنه مما جعله يفوز عليه مره أخرى... مع أتساع أبتسامته وأنزعاج الاخر لخسارته المتكرره.... 

ديفيد بترفع حتى يحافظ على ما تبقى من ماء وجهه: حسنا أنا من تركت تفوز تلك المره... حتى لا تصاب بالحزن يا صديقى.... 

نظر الفين له بحاجب مرفوع وينظر له كأنه قد أصيب بخلل ما فى عقله...إلا أنه نفى برأسه ما توصل إليه.... وهو ينظر  لذلك المتسلط المغرور أمامه المسمى بصديقه وقال بتعجب مصتنع: أحقا ما تقول فماذا إذا  عن تلك المره التى سبقت هذه.... والتى سبقتها.... وغيرها.... وتقول أنك تفعلها  لعدم أحزانى حقا شكرا لكرمك هذا سيد ديفيد ..فلولاك لما إستطعت الفوز مطلقا.... 

وبعد أنتهائهم من تلك المشاحنه.... التى دائما ما تكون خلف كل مبارزه يقفون بها أمام بعضهم البعض.... قال الفين بهدوء عملى: لقد وردت الى رساله من الملك..... فحواها أنه يريد عودتنا على وجهه السرعه لمعرفه نتائج ما طلبه منا.... 

إلتفت له ديفيد وقد تحول وجهه للجاد قائلا: أعتقد أنه مازال مهتم أيضا بمعرفة نتائج ما قمت بالبحث عنه.... وكذلك الحدادين الذين طلب جلبهم أيضا.... فقد كلفنى بأن أبحث عنهم بشخصى لأهميه الامر لديه.... ف أنا لازلت أتذكر ما حدث معنا فى أخر معاركنا..... بسبب تلك السيوف التى لم تتحمل سوى ضربه واحده فتنكسر للعديد من القطع.... 

وأكمل ألفين ولا تلك الدروع التى لم تتحمل سوى ضربه واحد ثم تنشق الى نصفين.... قالها الفين وهو ينظر الى البعيد ..

تنهد ديفيد حيث كانت نتيجه المعركه حاسمه بالفوز لهم منذ البدايه.... فهم مملكه الذئاب وكان لهم الغلبه من حيث الزكاء القوة العدديه كذلك ....ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن..حيث كانت حرب دمويه.. مات خلالها الالف من الجنود وخلفت الكثير من الجرحه....كل هذا كان نتيجه لذلك الصلح الذى قمنا به مع هذا الحقير خوسيه.... والمعاهده التى كانت السبب بموت الكثير منا دون أن ندرى....والتى نصت على أن يعطينا اللعين الاسلحه اللازمه للحرب... ونحن نعطيهم الحمايه بالمقابل...لقد أردها الحقير ان تكون مذبحة جماعيه.... 

ثم أبتسم ديفيد مكملا: ولكن لأخبرك شئ.... أتعلم أن ما فعلناه به هو ورجاله قد أعحبنى... لدرجه أننى أردت أن أكرر رؤيه هذه المشاهد... ولكن لم أعرف كيف؟!.. نظر له ألفين نظره أحقا كل ماحدث لنا من خسائر بشريه وماديه ومعنويه لا يهمك منها... سوى مافعلناه بذلك المخنث...

ظل ديفيد مبتبسما لتلك الذكرى القريبه..... أتذكر الفين أن بعدما قام الملك بقطع راسه ووضعها على باب قصره مع بقيه جنوده..... قد أرعب باقى الممالك المجاوره من التفكير بالأقتراب من حودنا أو المساس بأحد ممتلكاتنا يا رجل....اللعنه كم أحب تفكير الملك حين يتعامل بغضبا مع تلك الأمور.... 

رد عليه ألفين بسخريه وهو ينظر له بنظرات ذات مغزى: لم أراك من محبى غضب الملك من قبل ديفيد.... 

لم يعطى ديفيد بالا لحديث ألفين وكأنه لم يسمعه.... وأكمل حديثه قائلا: ولكن ما أتعجب منه كيف فكر الملك بتجنيد الكثير من الفتيان والرجال.... وإعاده صناعه السيوف والدروع من جديد.... ولكن داخل مملكته بحدادين من شعبه.... حتى لا يحدث خسائر كالتى حدثت بتلك المعركه....أتعلم أننى أحب تفكيره وأنه لا يقع بذات الخطأ مرتين.... 

أجابه ألفين قائلا بهدوء: ما حدث لنا علمنا أنه لا يجب أن نثق بأحد..... كما أن أفضل الأعمال هى ما تقوم تحت أنظارك ومتابعتك... حتى تعلم الجيد  منها فتأخذه وتستمر به والسيئ توقفه....والأن هيا قم بحزم أمتعتك حتى نعود للقصر بأقرب وقت ممكن.... أومأ له ديفيد وذهب كلا منهم لخيمته ليجمع أغراضه....   

❈-❈-❈

دخل ساب إلى غرفته للأستعداد للعمل.... ولكن كان ذهنه عالق بما قالته أليس بالأسفل.... كما وجد نفسه يفكر بما حدث بالماضى....وخاصه ما حدث قبل ثلاثه عشر عام مضى... 

"فلاش بااك"

تنظر تلك الفتاه ذات الثامنه أعوام الى والدتها التى تبكى خوفا من قدوم زوجها.... ومعرفته أنها قد وضعت أنثى للمره الخامسه على التوالى.... وكم كان زوجها يكره الاناث كثيرا...

رغم صغر سن الفتاة.... ولكنها تعى مايحدث حولها جيدا.... حيث كانت ترى والدها يقوم بضرب والدتها بإستمرار..... فى السابق لم تكن تعرف السبب وراء ضربه الشديد لوالدتها..... أما الان فانها تعلم سبب ضرب والدها لوالدتها جيدا..... حيث إن والدتها لم تأتى له بالصبى الذى يريد ويحلم به.... كما كان يخبرها دائما.... 

قطع تاملها لوالدتها الخائفه والتى كانت تحمل الصغيرة بيدها..... دخول والدها المفزع...ومن ملامح وجهه أدركت والدتها وهى أيضا.... أنه علم بوضها لفتاه أخرى وليس صبى....فقامت والدتها بوضع الرضيعه بمكان بعيدا نسبيا عنها حتى لايصيبها أذى..... 

وما حدث تاليا جعل عيني الفتاة تخرج من محجرها خوفا وفزعا..... حيث قام أبوها بجر والدتها من الفراش وضربها الى أن نزفت.... وفقدت الوعى من شده الضرب.... ثم ترك المكان وغادر وكأنه لم يفعل شئ....حاولت هذه الصغيره أن تسعف والدتها المريضه... 

ولكن صراخ وبكاء أخواتها وكذلك الصغيره شتتها.... فذهبت وحملت تلك الصغيره المولوده حديثا بيدين مرتعشتين..... ووضعتها على قدم أليس الجالسه أرضا حتى تسكتها.... وأمرتهم بصوتا مرتجف حاولت بث القوة به: إذا ظللتم تبكون.... سيعود والدكم مره أخرى ويضرب والدتنا... أتريدون أن يحدث ذلك...نفى الصغار برأسهم..... بالفعل توقفوا عن البكاء كما حاولوا إسكات الصغيره...... 

ثم عادت هى لوالدتها فى محاوله منها أن تساعدها على الإفاقه.... فقد تكرر أمامها هذا المشهد.... حتى أصبحت تعرف كيف تتعامل معه..... وتقوم بالخطوات اللازمه لإفاقتها.... كما أنها تستطيع القرأة... لهذا أصبت تأتى بالكتب التى كانت تجدها عند فرنسوا الذى يبيع كل شئ.... والتى كانت تتحدث عن الأعشاب وتقرأ بها.... حتى تستطيع معالجه والدتها بطريقه صحيحه.... 

وهى تقوم  بمداوه جروح والدتها وجدت سيلا..... أختها التى كانت تبلغ العامين فقط.... تجلس بجوارها مع أهداب مليئه بالدموع ووجهها أحمر من كثره البكاء... وقالت بحزن: هل ثتصبح أمى بخير ثابين

التفتت لها سابين مع أبتسامه حاولت رسمها على وجهها قائله بدف: أجل صغيرتى لا تخافى فوالدتنا قويه... 

لما يقوم أبى دائما بضرب أمى هكذا سابين.... أهو يكرهنا حقا كما يقول لها.... قالتها الصغيره جوليا ذات الاربعه أعوام... 

قالت اليس بتفكير: أعتقد هذا لذلك يقوم بضرب أمى كثيرا.... اليس كذلك سابين....

ونظروا جميعا بإتجاها لعلها تؤكد شكوكهم حول ما يشعرون به أو حتى تنفيه... 

إلا أنها ظلت تنظر إليهم وقد أدركت أنها لم تعد وحدها من تعى ما يحدث حولها من أمور..... تحدث بين والديها وأن الصغار أيضا أدركوا هذا وبسهوله.... 

ولكن سابين قالت كاذبه وهى تنظر لهم بين كل فنيه والأخرى حتى ترى هل يصدقون حديثها أم لا: من قال هذا بالعكس إن والدنا يحب والدتنا ويحبنا كثيرا.... كما يجب أن نعلم جميعنا.... أن ما يحدث بينهما لا علاقه لنا به.... ولا يجب أن نتكلم به...فهذا حديث للكبار فقط..... هل كلامى واضح أيها الحسنوات؟!..... وكأنها كانت تحاول أقناع نفسها 
بهذا الحديث الغير صحيح... قبل أقناع أخواتها به....

ثم عادت لتركز على مداوات والدتها.... فتحدثت أليس بإعجاب: أنتى تقومين بمداوات أمى بطريقه جيده..... أتمنى أن تصبحى حكيمه حين  تكبيرين.... كما تمنيتى سابين..... لتعالجى كل من يحتاج المساعده.... 

نظرت لها سابين بإبتسامه حقيقيه هذه المرة... فهذا حقا ما تتمناه.... أن تصبح حكيمه تداوى المرضى وتساعدهم.... 

"انتهاء الفلاش باك"

أعادها من شرودها بالماضى دخول ليلى المفاجئ وهى تصيح بطفوليه تليق بها: هيا أخى ساب فقد وضعت أمى الفطور لتأكل قبل ذهابك للعمل... هيا أسرع.... ثم خرجت كالاعصار كما دخلت.... وبالفعل تجهزت سابين أم نقول ساب للذهاب إلى العمل...
لكنها ظلت تفكر بأمنتيها تلك... وأيقنت أنه ليس كل ما نتمناه قد يحدث كما نريد....وإنما يحدث بطريقه أخرى أبشع من أن يتصورها عقل طفله.... لم تكن قد تخطت الحاديه عشر وقتها....

يتبع