-->

الفصل الثاني والعشرون والأخير - عطر الفهد

 الفصل الثاني والعشرون والأخير 


 كانت جالسه بجوار فراشه تقوم بوضع الكمادات البارده على جبهته حيث أنه كان مصاب بالحمى نتيجة لعدم تحمله الأمطار المتساقطه عليه و البروده الشديده تلك الليله 


Flash Back

عِطر بحب : إشتقت إليك فهد .. أحبك .. 

تفاجئ فهد بحديثها و لكنه إستطاع إخفاء مشاعره و يرتدي قناع البرود ... لتنظر إليه عِطر تبحث بعينيه عن حبه و عشقه لها و لم تجد سوى البرود لتعلم أن ما فعلته و إبتعادها عنه لن يمر بسهوله ... هو سوف يعاقبها و بقسوه و هي مستعده تماماً لهذا العقاب .. لكن هو يجب أن يفهمها ... يجب أن يشعر بالنيران المتأججه بداخلها ... نظرت بعينيه بضعف و شوق ثم طبعت قبله رقيقه على وجنته ثم خطت مبتعده عنه تتجه إلى وجهتها المعتاده حيث الحافله التي تقلها إلى منزل كاترينا ... اما فهد كان ينظر إليها بشرود ليشعر بقطرات المطر تهطل عليه مع البروده التي إشتدت ... يلتفت إلى حارسه و يخبره بأن يتبعها حتى تصل إلى المنزل ليتجه إلى الفندق سيراً تحت الأمطار غير عابئ بشيء سوى قبلتها و مدى إشتياقه إليها ... 
عادت عِطر إلى المنزل ليستقبلها ريكس  الذي ينتظرها على الباب بسعاده و فرح .. لقد أصبح صديق لها و هي تحبه كثيراً .. تمرح و تلعب معه فهو لطيف ... 

عِطر بإبتسامه و هي تداعب ريكس : هو هنا ريكس .. لقد جاء .. يرسم على وجهه ملامح البرود فهو يتألم مما فعلته و ما تفوهت به أنا أعلم ذلك .. لكن انا أتألم أيضاً .. إتألم من الجميع .. لماذا لا يشعر بي .. أنا أحبه بل أعشقه لكن أنا محطمه أشعر أنني لا أصلح لشيء ...

كاترينا و هي تقف خلفها : أنتِ حمقاء عِطر .. الرجل جاء خلفك بعد ان ترككِ فتره كي تستعيدي نفسك و أنتِ ماءا فعلتِ .. تركتيه خلفك و أتيتِ هنا تتحدثي مع ريكس ... لماذا لم تتحدثي معه و تخبريه كل شيء بداخلك .. لماذا ... 
عِطر بحزن : هو مجروح مني كاترينا .. لن يستمع إلي ثقي بي .. هو لن يستمع ...

كاترينا : و أنتِ سوف تستسلمين .. لا سوف تتحدثين معه غداً .. هل فهمتِ هو يحبك و سوف يفهمك ..

عِطر بتوتر : هل تعتقدين ذلك ...

كاترينا و هي تحتضنها : أجل .. هو سوف يفعل صدقيني .. 

مرت الليله و قد أتخذت عِطر قرارها بأن تتحدث عِطر مع فهد فور رؤيتها له .. ليحين موعد عملها في التالي ... فتذهب للفندق لتجد أنه متواجد في الجناح الخاص به لتقلق عليه حيث أنها علمت أنه لم يخرج من جناحه و أيضاً لم يطلب الطعام او اي شيى آخر ... لتقوم بالإتصال عليه لكنه لم يرد .. فلم يكن أمامها حل آخر سوى أن تذهب إليه و معاها النسخه الإحتياطيه من المفتاح الإلكتروني الخاص بجناحه رغم أن هذا ممنوع و مخالف لقوانين الفندق لكن قلقها و خوفها عليه اقوى من أي قوانين ... طرقت الباب عدة مرات لكن لا رد .. لتفتح الباب بالمفتاح و تدلف للداخل لتجده نائم على الفراش تقترب منه لتجد جسده متعرق بشده .. ثم وضعت يدها على جبهته لتجد حرارته مرتفعه فهو يحترق ... إزداد خوف و قلق عِطر عليه و لا تعلم ما الذي عليها فعله إلتقطت هاتفها و قامت بمحادثة كاترينا التي ما أخبرتها عِطر بما يحدث مع فهد أغلقت معها الهاتف و قامت بالإتصال بطبيب الفندق الخاص و طلبت منه التوجه لجناح فهد ... دقاىق قليه و كان الطبيب يقوم بفحص فهد تحت نظرات عِطر القلقه و المرعوبه عليه ... 

الطبيب بعد إنتهاء الفحص : هو مصاب بالحمى .. يبدو أنه غير معتاد على الأجواء البارده .. لكن أيضاً يبدو أنه غير مهتم بغذائه جيداً .. سوف اقوم بإرسال الدواء لكي مع أحد العاملين هنا و يجب أن تقومي بعمل كمادات بارده له ... سوف يستيقظ صباحاً .. إبقي بجانبه و أنا سوف أخبر الإداره بأنني من طلبت منكِ البقاء هنا .. لا تقلقي ... 

عِطر بإبتسامه مصطنعه : شكراً لك دكتور ... 
الطبيب : حسناً .. عندما يستيقظ قومي بإخباري حتى آتي للإطمئنان عليه ... 

رحل الطبيب و بعد 10 دقائق أحضر عامل في الفندق الدواء لعِطر مع ورقه مكتوب بها الإرشادات التي يجب على عِطر إتباعها عند إعطاء فهد الأدويه ... لتبدء بوضع الكمادات البارده له .. لكن ثيابه كانت متعرقه بشده لتقرر أنها يجب أن تبدلها ... قامت بإخراج تيشرت رمادي قطني اللون مع بنطال أسود قطني أيضاً ... إقتربت منه بتوتر و خجل لتبعد الغطاء عنه بحرص ثم قامت بإبعاد التيشرت عنه بأنامل مرتجفه لتسند رأسه على ذراعها و بيدها الأخرى تقوم بإخراج التيشرت من رأسه لتشعر بتحرك رأس فهد و تسمعه يهمهم ببعض الكلمات ... 

فهد بهمهمه : عِطر ... هل هذه أنتِ ... انا أشتم رائحتك .. لماذا رحلتِ و تركتيني أعاني بدونك .. صدقيني أنا أعاني ... 

عِطر بندم و هي تحتضنه : آسفه حبيبي .. حقاً آسفه .. إسترح الآن .. هيا .. 

أنهت كلماتها لتقوم بإلباسه ثيابه و دثره بالغطاء ثم وضعت الكمادات البارده على جبهته و أعطته أدويته في وقتها .. لتجد أن اعراض الحمى قد بدأت في الإختفاء ... 

End Of Flash Back

كانت تضع القماشه المبتله بالمياه البارده على جبهته و هي بجواره على الفراش لتبدأ أناملها بمداعبة خصلاته السوداء ... فهي إشتاقت إليه جداً .. 

عِطر بحب : هيا فهد .. أرني عيناك فأنا أشتقت إليهم .. هيا حبيبي أفيق لكي أخبرك بمدى حبي و عشقي لك .. هيا لكي أخبرك كم أنا آسفه لأنني رحلت هكذا ... 

كانت تتحدث و عينيها تءرف الدموع التي تساقطت على وجه فهد الذي أستيقظ منذ أن شعر بأناملها تداعب خصلاته لكنه أراد أن يستمع إليها و يستمتع بما تفعله لكن ما أن شعر بدموعها لم يستطع التحمل أكثر و أيضاً كلماتها بتلك النبره الحزينه جعلته يضرب بكلماته عن العقاب و الإنتقام عرض الحائط و لم يشعر بنفسه إلا و هو يحاوطها بذراعيه بتملك و حب ...

فهد و هو يحتضنها بتملك : غبيه و حمقاء .. غبيه عِطر .. لماذا رحلتِ .. 

عِطر ببكاء : كنت بحاجه لذلك صدقني ... كنت بحاجه للإبتعاد .. شعرت أن الجميع خدعني حتى أنت ... الجميع كان يعلم بماهية والداي و لم يخبرني أحد منكم .. أمي كانت تعلم إنني إبنتها و لم تحاول حتى التحدث معي .. تركتني بمفردي و هي بإمكانها التواجد معي .. انا أتألم فهد أتألم .. و انت أيضا كنت تعلم كل شيء و لم تخبرني .. لماذا لم تفعل لماذا ... 

كان يستمع إليها بحزن و غضب من الجميع و من قبلهم نفسه اجل غاضب من نفسه لأنها للاسف محقه هو كان يعلم و لم يخبرها هو خدعها مثلهم .. جعلها تتألم مثلها لذلك أدرك الآن انها محقه بغضبها و محقه بالرحيل ليبعدها عن حضنه بلطف ينظر لعسليتيها الممتلئه بالدموع يمسح على وجنتيها برفق و حنان ثم يسند جبينه على جبينها يتنفس من انفاسها ... 

فهد بحب و حنان : هشششش صغيرتي .. إهدأي .. أنت محقه ..لكن أنت لم تعطي أحد فرصه لتوضيح أي شيء .. كان يجب أن تستمعي إلينا لا أن ترحلي هكذا ... 

عِطر بهمس : لم أستطع التحمل أو التفكير بعد حديث كلارا .. كنت أستشيط غصباً و أيضاً كنت أشعر بالضياع و إنني غير مرغوبه من أمي ... و عند معرفتي بأنك كنت تعلم شعرت و كأن قلبي قد تمزق بخنجر ... ثقتي بك عمياء فهد و في تلك اللحظه شعرت بأنك خنتني و خنت ثقتي ... أخبرني لو أنت كنت في وضعي هذا ما الذي كنت سوف تشعر به و ماذا كنت ستفعل ... صدقني حاولت كثيرا التماسك و البقاء و ان أستمع للتوضيح لكنني لم أستطع التحمل .. لم أستطع .... 

فهد بإرهاق و تعب قد ظهر على صوته : حسناً صغيرتي أنا أفهمك جيداً ... لا تقلقي ... 

عِطر بقلق : فهد .. هل أنت بخير .. 

فهد بنعاس و ارهاق : اريد النوم فقط .. 

أنهى حديثه ليغمض عينيه لتشعر عِطر بالذعر لتلتقط هاتفها و تقوم بالإتصال على الطبيب الذي صعد إلى جناح فهد و يقوم بمعاودة فحصه مره أخرى .. 

الطبيب : آنسه عِطر .. سيد فهد مرهق جسدياً و نفسياً .. يجب وضع المحاليل له و القيام ببعض الفحوصات لمعرفة ما هو الخلل المتواجد بجسده لذلك الأفضل نقله للمشفى ...

عِطر بذعر : ماذا .. مشفى ماذا دكتور ... هل هو بخير .. اخبرني الحقيقه ... 

الطبيب بهدوء : إسمعيني جيداً .. لا داعي لذعرك هذا ... انا على علم بانه خطيبك هذا ما أخبرتني به كاترينا لكن صدقيني لا داعي لهذا القلق .. هو يبدو أنه أهمل صحته و هذا ناتج عن سوء حالته النفسيه لذلك أنا افضل نقله للمشفى للقيام بالفخوصات اللازمه و توفير الراحه له ... بمعنى آخر أنا سوف أجعله ينام لفتره و سوف أمد جسده بالمغذيات و الفيتامينات اللازمه حتى تعود له قوته .. لذلك سوف أقوم بنقله الآن و أنت سوف ترافقيه ... 

هدأت عِطر قليلاً بعد حديثها مع الطبيب الذي جعلها تشعر بالذنب لأنها متيقنه أنها السبب لما وصلت له حالة فهد .. لذلك وافقت على نقل فهد إلى المشفى و التقطت هاتفها تخبر كاترينا بما حدث .... ليتم نقل فهد إلى المشفى بسيارة الإسعاف التي أحضرها الطبيب و جلست عِطر بجواره ... تم إجراء الفحوصات اللازمه لفهد فور وصوله إلى المشفى ليتبين أنه لديه ضعف عام بسبب عدم إهتمامه بغذائه و صحته الفتره الماضيه مع الضغط النفسي و العصبي الذي كان يمر به ليتم نقله إلى جناح خاص و توصيل المغذيات اللازمه له مع حقنه بمهدئات لجعله نائم أطول فتره ممكنه حتى يستريح جسده و اعصابه و يستعيد قوته ... كل هذا و عِطر تموت بسبب شعورها بالذنب فهي السبب لتدهور صحته و حالته النفسيه هكذا .. هي لم تكن تعلم أن لديها هذا التأثير القوي عليه .... ذهبت كاترينا إلى عِطر بعد إنتهائها من عملها لكي تكون بجانبها و قد أحضرت لها بعض الثياب ... كانت عِطر قد أحضرت هاتف فهد معها لتسمع صوت رنينه و تنظر إليه لتلتقط عينيها إسم والد فهد ... لتشعر بتوترها يزداد و تلك التشنجات الطفيفه تعاودها فهي لم تتناول أدويتها منذ تلك الليله التي مرض بها فهد .. لتلاحظها كاترينا حيث أخبرها شقيقها سيرجي بما تعانيه عِطر لكي تنتبه إليها جيداً .. 

كاترينا بقلق : عِطر ... ماذا هناك .. 

عِطر بتوتر : كاترينا .. والد فهد يتصل .. ماذا افعل ؟!!!

كاترينا : هششش إهدأي و قومي بالرد عليه ... هيا ... 

عِطر بعد أن قامت بالرد على الهاتف : عمي كاظم ... مرحباً .. 

كاظم بدهشه : عِطر ... كيف حالك ... هل أنتِ مع فهد .. لماذا قمتي بالرد على هاتفه ... هل هو بخير والدته تشعر أنه ليس بخير .. أخبريني صغيرتي .. هل هو بخير ... 

لم تستطع عِطر الرد عليه ... ماذا تخبره .. هل تخبره ان إبنه مريض و يعاني بسببها ... لم تستطع تمالك نفسها أكثر لتستسلم لتلك التشنجات اللعينه التي أصابتها بقوه الآن و هي تستمع لصوت كاظم يستمر بسؤاله عن إبنه ... 

كاترينا بعد إن ألتقطت الهاتف من يد عِطر : سيد كاظم .. انا كاترينا شقيقة سيرجي أرجوك يجب عليك أن تأتي إلى موسكو أنت و سيرجي بأسرع وقت .. ارجوك سيد كاظم ... 

أنهت حديثها و أغلقت الهاتف لتقوم بإستدعاء الطبيب لعِطر التي أنهارت بسبب التشنجات القويه التي أصابتها لتسقط على الأرض بجوار فراش فهد ... دقيقتان و ضج جناح فهد بطبيب و معه عدة ممرضات لينقلوا عِطر إلى غرفه خاصه بها و قد شرحت لهم كاترينا مما تعاني عِطر كما هاتفت أخيها سيرجي و جعلت الطبيب يتحدث معه و أخبره بما يجب فعله مع عِطر حتى يأتي و يقوم بمتابعتها بنفسه .........

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

كانت جاسمين تشعر بالقلق على فهد فمنذ رحيل عِطر و هو حالته غير جيده حتى عندما سافر إلى موسكو شعرت بالقلق قلبها كان يؤلمها يخبرها أن إبنها ليس بخير ... و الآن قد تأكد حدسها فها هو كاظم يخبرها بأنه يجب عليه السفر مع سيرجي إلى موسكو ففهد و عِطر ليسا بخير أبداً ... 

جاسمين ببكاء : سوف أذهب معاك و يجب إخبار ديفيد و روز ليأتوا معنا و أيضاً ألبرت و بيلا ... 

كاظم : ليس لدينا الوقت لكل هذا جاسمين لقد طلبت من الطيار أن يقوم بالإجراءات اللازمه لكي نسافر في أسرع وقت .... 

جاسمين بغضب أول مره يراه كاظم منها : كااااظم ... هذا إبني .. و التي معه تكون إبنة أخي و إبنة روز .. ألبرت و بيلا قاما بتربيتها ... لهذا نعم سوف نذهب معك ... 

تركته بفاه مفتوح من الصدمه و الدهشه .. بالطبع هذا ما سوف يحدث فهذا ألم قلب الأم على إبنها و لأنها أم فهي تعلم بما سيشعر به البقيه .. إتجهت إلى هاتفها و تحدثت مع أخيها الذي ما أخبرته ما حدث و ضرورة توجههم إلى موسكو قام بالتحدث إلى روز بهدوء حتى لا تنهار مرة أخرى بينما كاظم تحدث مع ألبرت و إيزابيلا لكي يحضرا نفسهما للسفر .... خرج كاظم من جناحه يبحث عن أوس الذي كان يجلس مع تانيا في غرفة المعيشه يشاهدون فيلماً ما ... 

كاظم بجديه : أوس .. سوف نسافر إلى موسكو .. قوم بتحضير نفسك و أخبر سيد جورج بأنه سوف يتولى إدارة الأعمال حتى عودتنا .. و أنتِ تانيا حضري نفسك .. هيا بأسرع وقت .. 

أوس بقلق : ماذا هناك ابي ... هل فهد و عِطر بخير .. أرجوك أخبرني .. 

كاظم و هو يزفر بشده : لا أعلم صدقني بني ... لا اعلم .. 

تانيا ببكاء : عِطر ليست بخير أنا أشعر بذلك ... هيا أوس دعنا نحضر أنفسنا هيا ... 

بعد مضي وقت كان الجميع بالطائره الخاصه التي تخص كاظم متجهين إلى موسكو ...الجميع خائف و قلق لا يعلمون ما الذي حدث مع أولادهم .. كان سيرجي يحاول تهدئتهم لكن بالطبع لم يستطع ... هبطت الطائره ليتصل سيرجي بشقيقته كي تخبره بأسم المشفى ليكونوا متوجدين أمامها بعد نصف ساعه ليقفوا يستمعون ما حدث بتوتر و خوف و قلق بادي على وجوههم ... كانوا لا يصدقون ان فهد القوي .. حاد الطباع ... الذي يهابه الكبير قبل الصغير يضعفه إبتعاد حبيبته عنه هكذا ... 
إتجه سيرجي و معه ديفيد .. روز .. ألبرت .. بيلا و تانيا إلى غرفة عِطر ليجدوها نائمه متصل بيدها مصل لتهدئتها ... ليتناقش سيرجي مع الطبيب الذي تابع حالتها ليعلم أن حالتها كانت سيئه لكن الطبيب فعل كما أخبره .... مر يومان فهد تحت تأثير المنوم و عِطر إحتار سيرجي في أمرها فهو قد قطع عنها المصل المهدأ لهذا كان يجب أن تستيقظ لكنها لم تفعل و عند القيام بالفحوصات اللازمه لم يجد أي شيء جسدي يمنعها من الاستيقاظ .. لهذا تأكد أن السبب نفسي و هو ما حدث مع فهد ... لذلك أتخذ قرار أن على فهد النهوض و الإستيقاظ حتى يستطيع إفاقة عِطر و لهذا تناقش مع الطبيب الخاص بفهد الذي أخبره أنه بكل الأحوال كان سوف يوقظه غداً فهذا يكفي حتى لا يعتاد جسده على النوم هكذا ... و في اليوم التالي كان الجميع بجناح فهد في المشفى بينما الطبيب قد فصل عن جسده المغذيات و المهدئات التي تجعله نائماً .. مرت نصف ساعه حتى بدأ فهد بالإستيقاظ و هو لا يردد سوى كلمه واحده ألا و هي عِطر لينتبه الجميه له و تهرول والدته نحوه .. 

جاسمين ببكاء : فهد .. بني .. 

فهد بنعاس : أمي .. اين انا .. اين عِطر .. ما الذي حدث ... 

كاظم بحنان : إهدا فهد .. كل شيء بخير فقط إهدأ ... 

مر بعض الوقت حتى إستعاد فهد وعيه بالكامل ليخبره سيرجي بكل ما حدث و كيف أنهارت عِطر و لم تستطع التحمل أكثر لينهض واقفاً بسرعه ليشعر بدوار يسيطر عليه .. جلس قليلا يستعيد قوته ليساعده أوس بتبديل ثيابه ثم توجه إلى غرفة عِطر يجد بجانبها روز تبكي بشده بينما ديفيد .. ألبرت .. بيلا و تانيا ينظرون بحزن ... 

روز ببكاء : فهد ... صغيرتي لا تريد الإستيقاظ .. هي لا تفيق مهما حاول معها الطبيب 

فهد بإبتسامه بسيطه : لا تقلقي خالتي .. لا تقلقي .. 

أنهى فهد حديثه ليتجه إلى فراش عِطر يرفعها إليه ليحتضنها بحب و حنان لينظر سيرجي للبقيه يشير إليهم بالخروج و تركهم بمفردهم ليفعلوا ... 

فهد و هو يهمس بإذن عِطر بحب : حبيبتي ... صغيرتي .. هيا يا عمري إستيقظي .. هيا الجميع هنا ينتظرك ... هيا عِطر أنا لا أستطيع العيش بدونك ... 

كان يتحدث إليها و قلبه يتمزق و هو يراها هكذا نائمه .. ضعيفه .. مستسلمه لأحزانها .. كان مع كلماته تلك يوزع قبلاته على أنحاء وجهها ...

فهد بحزن : أرجوكِ عِطر هيا .. أنا أرجوكِ لأجلي إستيقظي .. 
كانت تستمع إلى كلماته و كانها دواء لجروحها ... كلماته أنعشت قلبها و كأنها كانت في سكرات الموت و هو قام بإنعاشها لتبدأ عينيها بالرفرفه دليل على إستيقاظها بينما فهد كان يحتضنها بحب و تملك .. ليستمع إلى صوتها الذي جعل قلبه يرقص فرحاً بإستيقاظ معشوقته ... 

عِطر بهمس ضعيف : فهد .. 

فهد بحب : عيون فهد ... روح فهد ... 
ليقوم فهد بالضغط على الزر المتواجد بجوار الفراش لكي يستدعي سيرجي بينما شفتيه لم تترك مكان في وجه عِطر لم تقبله ... 

فهد بحنان : عِطر ... صغيرتي .. أخبريني بما تشعري هيا ... 

لم يكمل حديثه ليدلف سيرجي بمفرده إليهم و يطلب من فهد الإبتعاد قليلاً حتى يستطيع فحصها ليطمأن أنها بخير...

سيرجي : بماذا تشعرين عِطر ؟!!!

عِطر بوهن : أشعر بالضعف .. جسدي يؤلمني و لا استطيع تحريكه بسهوله ... كل جزء يؤلمني ... 

سيرجي بجديه : هذا متوقع .. لقد أصبتِ بتشنجات شديده و حتى بعد أن هدأت التشنجات ظللتِ في ثبات عميق لا تستيقظي منه ... لذلك عضلات جسدك تؤلمك ... لكن لا تقلقي كل شيء آخر بخير ... 

كان فهد قلبه يتألم و هو يرى صغيرته بهذا الضعف و الألم ليقترب منها بعد إنتهاء سيرجي من حديثه ليحتضنها بحب و حنان .. دقائق قليله ليهجم إعصار إلى غرفتهم .. أجل هذا الإعصار لم يكن سوى روز و البقيه .. 

روز ببكاء و هي تقترب من عِطر : عِطر .. إبنتي ... 

أشار سيرجي لفهد و للبقيه أن يتركوا عِطر مع روز .. ديفيد .. البرت و بيلا بمفردهم و قد حدث حيث خرج فهد و عينيه و قلبه متعلقين بها ... إقتربت روز بخطوات مثقله بالهم و الحزن و الالم لتجلس على الفراش أمامها تنظر إليها بحب و شوق أم لأبنتها .. بينما عِطر كانت قد تعبت و أرهقت نفسياً و جسدياً .. تريد أن تعيش حياة طبيعيه بسلام مع عائلتها و حبيبها لم تدرك عِطر نفسها إلا و هي تحتضن روز بقوه ... 

روز ببكاء : عِطر .. إبنتي سامحيني أرجوكِ .. انا كنت خائفه عليكِ .. 

عِطر ببكاء : أرجوك .. لا تتحدثي في الماضي لقد تعبت و أرهقت ... أريد أن أنسى .. أرجوك .. و بتردد نظرت عِطر لروز و هي تكمل حديثها  أرجوكِ أمي .. 

أمي .. كلمه أنتظرت سماعها لمدة 18 عام كامله .. كلمه أيقظت بقلبها كل مشاعر و الحب الأمومي الجياش .. كلمه جعلت قلبها دقاته تتسارع ليسمعها من بالجهه الأخرى من العالم .. 

روز ببكاء : أ أ أمي .. هل قلت أمي عِطر .. لتلتفت بإتجاه البقيه هل سمعتم لقد نادتني بأمي .. هل سمعتم هذا .. هذا حقيقي صحيح ... 

ديفيد بسعاده و هو يخطو تجاههم : أجل حبيبتي .. أجل .. 

عِطر بإبتسامه : هل تتذكر تلك الإبنه التي حدثتني عنها .. لقد سامحتك و غفرت لك أبي ... 
هنا ديفيد لم يتحمل أكثر ليقترب يحتضن حبيبته و إبنته و هم يبكون بسعاده لا تستطيع الكلمات وصفها ... 

عِطر و هي تبتعد عن حضنهم بينما تنظر تجاه ألبرت و بيلا الذين يبكون بإبتسامه : أبي ألبرت .... أمي بيلا .. هل لي بإحتصانكما ... 

ركضوا تجاهها يحتضنوها بحب أمومي و أبوي و هي تحتضنهم بحب و إمتنان لوجودهم في حياتها فكيف لها أن تنساهم أو تنكر ما فعلوه من أجلها فهم من راعوها في مرضها و قاموا بتربيتها و تعليمها .. لم يبخلوا عنها بشيء .. فهي إبنتهم .. بالتأكيد إبنتهم .. 

ديفيد بسعاده : أنا لا أعلم كيف أشكركم على إعتنائكم و تربيتكم لعِطر .. حقاً لا أعلم ... 

ألبرت بإبتسامه و هو يقبل جبين عِطر : عِطر هي إبنتي .. ملاكي الصغير .. بسببها حياتنا على الأرض جنه ... 

روز بإبتسامه : لقد قمتم بتربيتها و رعايتها بأفضل طريقه .. حقاً هي إبنتكم لا نستطيع أن ننكر ذلك ... 

بيلا بإبتسامه : هي ملاكنا الصغير الذي جلب السعاده لحياتنا .. لولاها ما كنا شعرنا بشعور الام و الأب .. هي سعادتنا في الدنيا ... 

تانيا و هي تقتحم غرفة عِطر مع اوس و فهد و والديه :هذااا يكفي .. أريد رؤيتها و ضربها حتى لا تفعلها مرة أخرى ... 

عِطر بتوتر فهي تعلم صديقتها مجنونه و ستفعلها : تانيا .. حبيبتي .. إهدأي .. 
تانيا بغضب طفولي : أصبحت الآن حبيبتك ايتها الخائنه الصغيره هاه .. ترحلي دون توديعي و لا تتحدثي معي .. و تقلقيني عليكي و انت مريضه هكذا ... اعاااااا 

صرخت تانيا نهاية كلامها لتنقض على عِطر تريد ضربها و عضها ليقوم أوس بإحتضانها و تكتيفها بالقوه ... 

تانيا بغضب : أتركني أوس .. دعني عليها لكي أجعلها تتعلم كيف تقعل هذا مرة أخرى ... 

كان شجارهم الطفولي دعوه للضحك و السعاده حيث أنطلقت ضحكات الجميع عليهم و فهد الذي أخذ يعلو صدره و يهبط من الضحك بينما يحتضن عِطر لصدره .. بعد فتره قصيره دلف سيرجي و معه كاترينا التي ما إن رأت عِطر حتى ركضت إليها و قامت بإخراجها من حضن فهد بالقوه لتحتضنها هي وسط ضحكات الجميع على فهد الذي وصل فاهه للأرض بسبب ما فعلته كاترينا .... مضت عدة أيام أصبح كلا من عِطر و فهد بخير .. ليعود الجميع إلى لندن بعد أن قام أوس بإتمام الصفقه التى كانت إحدى أسباب سفر فهد لموسكو .. و أيضا أصر سيرجي أن تذهب معهم كاترينا التي وافقت تحت ضغط الجميع عليها و أصطحبت معها ريكس ..... 

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

بعد مرور 4 سنوات 

كانت حديقة قصر فهد متزينه بطريقه تقطع الأنفاس من جمالها و يتواجد بها الصفوه من رجال الأعمل مع زوجاتهم و أيضاً صفوة المجتمع الإنجليزي ... ليدلف فهد الذي كانت عِطر تتأبط ذراعه و هما بكامل أناقتهما .. يليهما أوس و تانيا .. ديفيد و روز .. كاظم و جاسمين .. ألبرت و تانيا بينما سيرجي و عائلته معهما كاترينا في الحديقه يتحدثون مع مارك و زوجته ... دقائق مرت ليقف كاظم و بيده المايكرفون لتقف الموسيقى و يبدأ الحديث ... 

كاظم بسعاده : مرحباً بكم جميعاً .. إنها لسعاده بالغه أن تتواجدوا معنا بينما نحن نحتفل بتخرج زوجات أبنائي من الجامعه ... عِطر زوجة فهد تخرجت من كلية إدارة الأعمال بدرجة إمتياز مع مرتبة الشرف و أيضاً حصلت على شهاده في الأدب الإنجليزي ... بينما تانيا تخرجت من كلية الهندسه المدنيه بتقدير إمتياز أيضاً مع مرتبة الشرف ... حقيقة أنا فخور بهم .. فخور بأولادي و زوجاتهم اللائي هن بناتي ... مبارك لكم التخرج حبيباتي .. 

أنهى حديثه لتنهال التهنئه و المباركه على الفتيات اللائي كن ينظرن لأزواجهن بحب و سعاده و تقدير ... بينما أزواجهن ينظروا إليهم بحب و فخر ... 

فهد بحب : أحبك عِطر .. أحبك صغيرتي .. 

عِطر بحب : و أنا أعشقك حبيبي ... 

كانا فهد و عِطر قد تزوجا بعد عودتهم من موسكو فهو لم يستطع الصبر أكثر حيث أقترح والده أن يصبر قليلا حتى تنتهي على الأقل العام الدراسي الأول لعِطر لكنه رفض و بشده و كذلك أوس الذي أصر أن يكون زفافه مع أخيه .. فلم يجد الأب مخرج من ذلك و لهذا تحدث مع ديفيد و ألبرت و روز و بيلا الذبن كان رأيهم مثله لكن أمام إصرار فهد و أوس لم يستطيعوا الرفض .. ليتزوجوا في زفاف أسطوري و في أثناء الزفاف فاجئ فهد ديفيد و روز بأنه قد رتب لإتمام عقد قرانهم .. فيكفي السنين التي ضاعت من حياتهما في فراق و ألم .. كان فهد و أوس الداعم الرئيسي للفتيات في حياتهم و دراستهم ... كانوا يقوموا بمساعدتهم في الدراسه و بكل شيء يخص حياتهم ... 

أوس بحب : مبارك تخرجك حبيبتي ... 

تانيا بسعاده : شكراً لك حبيبي .. فأنت السبب في تفوقي و نجاحي هذا ... 
شعر أوس بيد صغير تحرك بنطاله لينظر إلى الأسفل يجد طفل صغيريبلغ من العمر 3 اعوام ذو عينان زرقاء كالبحر مثل تانيا مع شعر بني يماقل لون شعره و بشره بيضاء يرتدي بدله باللون الأسود مماثله لخاصته ... 

أوس و هو يحمل الطفل : ليث .. ماذا هناك حبيبي ... 

ليث بغضب : أنظر أبي .. فرانك إبن عمو مارك يرقص مع عِطر الصغيره أنظر ... انا اريد ضربه أبي .. عِطر الصغيره ملكي أنا .. لا أحد يرقص معها غيري ... 

هنا و لم يستطع أوس و تانيا تمالك نفسهما من الضحك ... أنهم يعلمون أن ليث يحب عِطر الصغيره و يغار عليها ... لكن لم يتوقعوا غيرته تصل إلى هذا الحد ... ليستشيط ليث غضباً مثل والده ليهبط إلى الأرض يركض تجاه عمه فهد ... 

ليث بغضب طفولي : عمي فهد .. 

فهد :ماذا هناك ليث .. 

ليث بغضب : كيف تترك عِطر الصغيره ترقص هكذا مع فرانك ألا تغار عليها مثلما تغار على خالتي عِطر .. 

فهد و قد ظهرت عقدة حاجبيه : بالطبع أغار لكنها لازالت صغيره ليث ... ثم ما شأنك أنت .. 

ليث بغضب طفولي : هي ملكي أنا و عندما نكبر سوف أتزوجها فهي لي ... عطري انا .. 

هنا أتسعت أعين الجميع من حديثه لأن صوته كان مرتفع فسمعه الجميع تقريباً ... كانوا يعلمون أنه يحبها لكن اعتقدوا انه حب طفولي و لم يخطر ببالهم قط أنه يفكر في الزواج غي المستقبل بها ... كانت عِطر الصغيره نسخه من والدتها .. أعين عسليه بشعر أسود عجري طويل قد يكون أطول منها ذات بشره بيضاء ... و بالطبع تلازمها تلك المتلازمه ... 

عِطر الصغيره : ليث .. لا تغضب .. أنا أحزن عندما تغضب او تحزن .. فرانك هو فقط صديقي .. أليس كذلك فرانك .. 

فرانك بطفوله : أجل نحن فقط أصدقاء فأنا أحب أنجيلا رفيقتي في المدرسه .. 

و هنا هلك الجميع من الضحك على هؤلاء الأطفال فمنهم من أتضحت معالمه المستقبليه من جديه و عشق و غيؤه و منهم من ظلت ملامحه مبهمه وراء مرحلة الطفوله .... 

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢

النهاية

الروايه الحمد لله إنتهت أتمنى تكون نالت إعجابكم .. 
أعذروني لو كنت بتأخر في النشر بس كل شخص و ليه ظروفه 
هيكون في روايه جديده و لا لأ .. مش عارفه بس حالياً هحاول أعيد نشر رواياتي على الأكونت الجديد بتاعي على الواتباد فأرجوكم متابعته .. الأكونت الجديد بإسم 

SilverAngel4000

شكراً ليكم و بتمنلكم التوفيق و السعادة