رواية جديدة لأجلك نبض قلبي مكتملة لأسماء المصري - الفصل 35
قراءة رواية لأجلك نبض قلبي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لأجلك نبض قلبي
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية لأجلك نبض قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الخامس والثلاثون
دلفت بلهفه و فزع لغرفه سميره تغلق الباب بسرعه و حده و هى تلهث بانفاسها و تستند بظهرها على الباب فنظرت لها سميره بدهشه و رددت " بسم الله الرحمن الرحيم....مالك يا بنتى وشك مخطوف كده ليه؟"
اقتربت منها لوچين و جلست بجوارها تردد بحذر "احنا مع بعض فى الحكايه دى و لا حتسبينى لوحدى؟"
نظرت لها بتخوف فهى تعلم تماما تهورها فتخوفت من ملامحها المذعوره و شكلها المبعثر لتردد بخوف ظاهر على محياها " عملتى ايه يا لوچى؟"
ببكاء و خوف " مكنش قصدى و الله مكنش قصدى بس انتى لازم تقوليلهم انى كنت معاكى هنا طول الوقت و تبقى كلمتى قصاد كلمتها"
ظلت قابعه لحظات تحاول استيعاب ما القته عليها تلك المعتوهه لتردد بعدها بخفوت " مين اللى وقعت؟ خديجه؟"
اومأت براسها بهلع فلمعت عين سميره بذعر و صرخت بها " نهارك اسود.....و اللى فى بطنها؟ الله يخرب بيتك "
لمحت بدايات تخاذل من جانبها فصرخت بها بحده "انتى قولتيلى اننا مع بعض...اوعى تتخلى عنى، هى وقعت من غير ما اقصد و الله ما كنت قاصده "
وقفت من مكانها لتردد " الله يخرب بيتك...الله يخرب بيتك، دى ممكن تموت "
جلست بلا ادنى شعور بالندم لتردد " يا ريت... حتسهل علينا حاجات كتير اوى "
شهقت سميره و هى ترى فى نظراتها الحقوده لمعه قد اخافتها فهذه المعتوهه قد تورطها بجريمه قتل دون ان تعى لذلك فندمت على اشراكها بذلك الامر و اخذت تلعن الامر بسرها لتردد " الله يهدك يا شيخه...انا كان مالى و مالك يا بت المجانين انتى "
نظرت نيره بحرج لاخواته البنات و والدته الموجودات بغرفه الملابس الخاصه به يرتبن ملابسه فرددت بخجل و هى تسحب الملابس من يد رفيقتها " بس بقى متكسفنيش... اخواته و مامته هنا "
خرجت هاله من غرفه الملابس و نظرت حولها فلم تجد خديجه فتخوفت ان تكون شعرت بتوعك فهتفت متسائله " هى ديچا فين يا بنات؟ "
رددت والده نيره و هى تطوى بعض الشراشف تقوم برصهم بالادراج الخاصه بهم " كانت جعانه و نزلت تاكل "
ابتسمت اسيل و رددت بمرح " ليلو بتهزر يا مامى.... احنا اصلا طول الوقت بنحفل عليها و هى مش بتضايق "
اتجهت اسيل للخارج اثناء تحدثها بمرح " تلاقيها قاعده بتحب فى ابيه عمر يا مامى "
خرجت و اتجهت للدرج حتى تنزل و لكنها تسمرت مكانها اعلى الدرج عندما وجدتها ملقاه على الارض لا تتحرك فصرخت صرخه مدويه سمعتها سميره و لوچين بوضوح و لكن جاءت ضعيفه لجناح عدى لبعده عن الدرج و ايضا اصوات الموسيقى العاليه فاخذت اسيل تصرخ و تصرخ و هى تهرع لاسفل حتى تتفقدها
هرع الجميع فور سماعهن لصرخات اسيل و خرجت سميره بدورها و ترافقها لوچين ترسم الدهشه على محياها
ظل يعمل حتى قاطعه رنين هاتفه فوجدها والدته ليردد بمرح " ايه يا امى خصلتو؟"
سمع اصوات صافرات الاسعاف خلفها و هى تتحدث بانهيار و بكاء بكلمات غير مفهومه فردد بذعر "براحه عشان افهم....فى ايه؟"
اجابته بجهل " معرفش...معرفش، الاسعاف واخدها و كلنا وراها بالعربيات بس انا خفت اكلم اخوك احسن يسوق بجنان و يعمل حادثه لا قدر الله...روح انت هاته و تعالى على المستشفى يا عدى "
قوس عمر فمه بضيق و ردد " بس كده مش حينفع لان انا اللى حشيل شغل عدى و هو مسافر شهر العسل و الشركه كده حتبقى لوحدها "
تحدث معتز بتسائل " طيب يعنى ايه الميعاد اللى حيناسبك؟ "
اجابه على الفور " اول ما يرجع عدى الشغل.....انا حسأله حياخد اجازه قد ايه عشان تحجز انت كمان ميعاد.... وحجز القاعه عليا كمان يا عريس "
ابتسم معتز و ردد بامتنان " الله يكرمك يا عمر...بس احنا اتفقنا منعملش فرح، يعنى كتب الكتاب حيكون فى الجامع و حاخدها و نسافر على طول....بس عليك انت بقى تاخد بالك من عمر و الحاجه عنايات "
اومأ براسه مرددا "لازم حاخدهم يقعدو معايا مش حينفع اسيبهم لوحدهم"
قاطع حديثهما دلوف عدى المفاجئ دون طرق الباب حتى فرأى عمر حالته ليحاول المزح معه فردد " ايه يا دودى جيت قى وقتك "
حك عدى ذقنه بطرف اصبعه و ظهرت الرهبه على تقاسيم وجهه فنظر له عمر بتخوف و ردد " فى ايه؟"
ابتلع لعابه و حاول ان يخرج صوته هادئا قدر الامكان و لكنه خرج خائفا مذعورا " قوم معايا بس و حقولك فى الطريق "
هب عمر من مكانه يتجه ناحيه اخاه بلهفه بعد ان ايقن وجود خطب ما و ردد بذعر" خديجه جرالها حاجه؟ "
تغيرت ملامح عدى للحزن فور ان نطق اسمها فعلم ان الامر يخصها فردد بذعر و هو يمسكه من تلابيبه يهزه بقسوه " انطق يا عدى...مراتى جرالها حاجه؟"
تلعثم بالاجابه " و.وق عت من على السلم "
انتاب عمر الم بصدره على الفور فامسك به يدلكه بحركات خفيفه انتبه لها معتز الواقف متسمرا رعبا من حاله عمر فاقترب منه و اسنده يدلك له صدره بدوره فردد عمر و قد اغرورقت عيناه بالعبرات و احمرت حدقتاه فاصبحت الرؤيه مشوشه لديه فهتف بانكسار " هى فين؟ ودينى عندها يا عدى "
ظلت تعافر لتتحدث فخرجت اهه ضعيفه من فمها انتبه لها الطبيب فاقترب من اذنها و همس بجانبها "متخافيش....احنا قربنا نوصل المستشفى "
انتبه طبيب العظام لها فنظر لزميله و ردد بحزم "استدعى دكتور نسا هنا فورا "
لم يجد استجابه فعاد يردد " ان شاء الله حتبقى كويسه، ادعيلها انت بس "
اخذت افكاره بالتسارع و التخبط فى راسه، هل يمكن ان يكون هذا عقاب الله له لشكوكه التى ذرعت رغما عنه بنسب ابنته له و بخيانه زوجته؟ هل يمكن ان يكون عقابه على شكوكه بنعم الله عليه ان يحرم من تلك النعم فظل بدوامه افكاره حتى خرجت منه كلمات لم يفهما عدى و لكنه استمع لها " خفف عقابك عليا يا رب "
شعر عدى بتصدع داخل صدره و اجتاحت الالام قلبه من رؤيه تصدع و انكسار اخاه الاكبر بهذا الشكل فهو حتى لم يكن يظن باحلامه ان يكن اخاه بهذا الضعف مره اخرى لاى اسباب بعد ان عانى الكثير و الكثير بالعلاجات النفسيه حتى اصبح ما هو عليه الان (عمر الباشا الذى يهابه الجميع)
وصلت سياره عدى لابواب المشفى فهرع عمر بسرعه ليدلف و توقف فور ان وجد عائلته تجلس امامه و الجميع بحاله بكاء هستيرى فاقترب من هاله التى وقفت بلهفه تحتضنه و تحثه على الصبر وسط تجمده و تصلب جسده اسفل اناملها
جلس عمر بجوارهم محنى الراس و متهدل الاكتاف و مقوس الظهر يضع راسه على راحتيه يستند بهما على قدمه لتشعر ليان بمدى ضعف و انكسار اخاها فربتت على ظهره تردد " ادعيلها يا ابيه "
ظلت تطرق الارض بتوتر مجيئا و ايابا حتى شعرت سميره برأسها تؤلمها فهدرت بها " يا بنتى خيلتينى...اقعدى بقى "
جلست بتوتر تفرك يديها ببعضها البعض تردد و الكره يعميها " تفتكرى حتقوم منها؟"
اجابتها سميره " الله اعلم، عماله اتصل على هاله مش بترد عليا، و ادينى كلمت طه يروح يشوفهم و يطمنا "
اشتعلت النيران بداخلها و رددت بتحذير " بس انتى معايا يا طنط و كلمتى حتكون قصاد كلمتها، حتقوليلهم انى كنت معاكى طول الوقت مش كده؟"
خرج اخيرا الاطباء يتحدثون مع بعضهم البعض حتى اقترب منهم جمع العائله بلهفه فتحدث احدهم " واحده واحده يا جماعه....فين جوزها؟"
وقف عمر امامه بانكسار فربت الطبيب على كتفه بعد ان رأى حالته و ردد بطمأنه " اطمن الحمد لله، لحقنا الجنين "
فرح الجميع بهذا الخبر و لكن عمر ظل متسمرا مكانه ينظر للطبيب بحزن ليردف بالنهايه " مراتى يا دكتور اهم "
اجابه بمهنيه " الحمد لله هى كويسه، بس فى ارتجاج فى المخ فلازم تتحط تحت الملاحظه اربعه و عشرين ساعه و عندها كسر فى ضلعها و غير كده كل الحكايه شويه رضوض و كدمات، ربنا كان رحيم بيها"
انحنى عمر يستند على ركبتيه بيده ياخذ انفاس عميقه و يطردها خارجه و هو يتنحنح بغصه البكاء و يردد " الحمد لله...الحمد لله "
حاول عمر التصادم معه و لكن اوقفه عدى و معتز الذى ردد هامسا " اصبر بس يا عمر، انا ليا معارفى هنا فى المستشفى حخليهم يدخلوك بس اهدى شويه"
فور اقتراب نصل السكين من بشرتها صرخت عاليا فخرجت صرختها تصم الآذان لينهض عمر الجالس الى جوارها يوبخ الممرضه و التى ما كانت الا تضع دواءها بالابره الطبيه المغروسه برسغها
جلس مكانه مره اخرى و اخذ يتحسس راحتها فرددت الممرضه بتحذير " اوعى حد يشوفك احسن حتاذى لو عرفو انك هنا "
نظرت الممرضه لعمر و اعادت تنظر لخديجه لتردد بهمس " انا المفروض انادى على الدكتور يطمن عليكى دلوقتى بس بصراحه صعبان عليا اصحى جوزك....منمش طول الليل و لا بطل عياط و هد الدنيا عشان يفضل معاكى فى العنايه "
خرجت الممرضه و ظلت خديجه تنظر له بعشق فاق الحدود حتى وجدته يتململ فى نومته الغير مريحه و شعرت بيدها متعرقه من اثر استمرار مسكه لها فحركت اصابعها قليلا اسفل راسه ليشعر هو بحركتها فينتفض بسرعه يردد بلهفه " خديجه...حياتى، انتى كويسه "
ابتسمت له و همست بوهن " الحمد لله يا حبيبى، المهم دنيا كويسه بجد يا عمر؟ "
قبلها من كفها و ربت عليه و ردد " كويسه و الله ما تقلقيش، انا لما لقيتكم انتو الاتنين فى خطر مكانش هاممنى حد غيرك يا ديچتى "
اخذ ينظر لها بتفحص ليردد بالنهايه " وقعتى ازاى يا ديچا؟"
تلعثمت و نظرت له بحزن بائن و قبل ان تجيبه دلفت الممرضه تحثه على الخروج و تردد " الدكتور جاى حيبص عليها و يخرجها لاوضه و ساعتها الزياره حتبقى سهله "
افاق الجميع منذ الساعات الاولى من النهار لتدلف هاله المطبخ تحث الخدم على تجهيز الافطار مبكرا حتى يستطيعوا الذهاب للمشفى بعد ان اصر عدى على حياه المبيت معهم خوفا عليها من المكوث بمفردها و ايضا تواجد نيره و والدتها بالاضافه لرفيقتها نورهان
جلس الجميع على المائده و اخذت نيره و والدتها تجاهدا حتى تطعم حياه و ابنها محمد وسط رفضهما لتناول الطعام حتى صاح عدى " يعنى خديجه لما تشوفك كده مش حتتخض عليكى يا طنط، الله يكرمك كلى كويس مش عايز حد منكم يقع منى انا فيا اللى مكفينى كفايه عليا عمر "
اومأت هاله فنظر عدى لعمته و ردد بتساؤل " الاوضه بتاعتك جنب السلم يا عمتى، مسمعتيش اى حاجه ساعه ما وقعت؟"
سعلت و كادت ان تختنق بطعامها و رددت بتفسير "البنات كانو مولعين اغانى و صوتها كان عالى اوى، غير انى كنت مولعه التلفزيون اللى عندى فى الاوضه و مسمعتش حاجه "
قوس حاجبيه من رده فعلها فهتف يكمل " و لوچين كانت فين؟ البنات قالو انها مكانتش معاهم و لا دخلت الجناح خالص تساعدهم "
رددت فورا " كانت قاعده معايا طول الوقت بنتفرج على المسلسل "
جلس عمر بغرفه خديجه بعد ان اطمأن عليها الطبيب و اخرجها من العنايه فرفعها المختصين من على السرير النقال بدفعه واحده و وضعوها على فراشها بالغرفه لتطلق خديجه اهه ضعيفه من اثر تحريكها ليتنبه لها عمر فيهتف محذرا " براحه يا جماعه "
خرج الممرضون و اغلق عمر ورائهم الباب و اقترب منها ليخلع عنها حجاب راسها و اخذ يسندها بالوسائد فابتلعت لعابها بالم لينظر عمر لها بحزن و غصه
رددت و عبراتها تنزل على صدغها " عايزه مسكن... خليهم يدونى مسكن "
ادمعت عيناه و هو يراها تتالم بهذا الشكل فاستدعى الممرضه يطلب منها ان تعطيها مسكن لياتى ردها الحازم " الدكتور قال ان كتر المسكنات غلط عشان الحمل فانا مقدرش اديها اكتر من كده"
جلس الى جوارها يطئطئ راسه باستسلام ليردد "مش قادر اعملك حاجه... لا انا قادر اسكنلك الالم و لا قادر اشيله عنك "
دلف عدى لغرفه المكتب يشعل سيجارته فى انتظارهم ليتجهزوا حتى يذهبوا جميعا للمشفى فدلفت الخادمه و بيدها قهوته لتضعها امامه و يدها ترتعش قليلا
ابتلعت لعابها برهبه و رددت بزعر " انا عارفه ايه اللى حصل للست خديجه "
لمعت عيناه لتقص عليه استراقها السمع دون قصد لحديث لوچين و سميره عن دفع خديجه عن الدرج و اتفاقهما سويا بان تخبر سميره الجميع بوجود لوچين معها حتى تبعد عنها الشبهات
وقف مكانه و ضرب سطح المكتب بحنق و اخذ يصر على اسنانه بغيظ فهتفت الخادمه " انا غلبانه و خايفه على اكل عيشى، و النبى يا بيه متقولش ان انا اللى حكيت لك حاجه "
اومأ لها يطمئنها " متقلقيش يا ام محمد، بس لو سمحتى ناديلى ماما "
وقفت مسرعه تخرج من المكتب لتستدعى هاله و التى فور ان دلفت رددت بتسرع " يلا يا عدى، اخوك كلمنى و قالى انها خرجت من العنايه "
اجابها عدى بغل " دى مش اول مره تحاول تقتل خديجه، و انا كده جبت اخرى معاها و مع ذلك مش عارف ايه الحل؟ فى الاول و الاخر دى بنت خالى "
اجابته بحزن " اخويا غلبان و حكايه زى دى حتكسره على الاخر "
ردد عدى بحزم " لوچين و كرهها لخديجه مفهوم، مع انه مبالغ فيه بس مفهوم... شايفه انها السبب ان عمر متجوزهاش، بس اللى مش فاهمه موقف عمتى!! هى ليه بتكره خديجه اوى كده يا ماما؟ "
هتفت هاله توضح " سميره طول عمرها محمله عبد الرحمن و حياه ذنب اللى حصل لها "
تضايق عدى من تبريرها الغير مجدى فصرخ بحده "ايه الكلام ده يا ماما؟ انتى بتبررى ايه؟ لو كل واحد حيسيب خطيبته و هى حترفض تتجوز من بعده و فى الاخر توصل لحاله عمتى، كان زمان الدنيا خربت"
تفرك يدها و تبلل شفتاها استعدادا لقصها ما حدث منذ خمس و عشرون عاما لتردد " بعد ما عبد الرحمن سابها و لان البلد كلها كانت عارفه انها خطيبته محدش جه و اتقدم لها لحد ما البنات الاصغر منها فى العيله كلهم اتجوزو و خلفو كمان، لحد ما جه عريس من بره البلد... كان انسان كويس و مرتاح ماديا و حياخدها و يعيش بره "
ابتلعت لعابها لتكمل " خطبها شويه و بعدين بدء يطلب منها شويه تجاوزات و هى من خوفها احسن يسيبها كانت بتوافق عشان متبقاش اتخطبت واتسابت مرتين، طبعا تفكير جاهل و كان على قد تفكيرها فى الوقت ده، لحد ما اخد منها اللى هو عاوزه و بعدها فك الخطوبه "
نظرت للمعه عين عدى المنذره بالشر و اكملت "فضلت هى مخبيه اللى حصل و كان كل ما يجيلها عريس ترفضه و كان عمك طاهر الله يرحمه محتار معاها.... لحد ما ابوك رجع من السعوديه بعد ما طاهر مات و اخدها تعيش معانا و وقتها عرف اللى حصل و بقى مفيش فى ايده حاجه يعملها غير انها تعيش كده "
بحزن اكملت " عاشت معانا و كانت بتشوفنى و انا بحمل و اخلف و هى مش من حقها حتى انها تفكر فى الجواز فبقت محمله عبد الرحمن الذنب هو و حياه ان لولا انه سابها مكانش ده حصل خصوصا انها عرضت عليه وقت ما سابها انه يتجوزها على حياه بس هو رفض طبعا بسبب اللى حصل لام عمر بسبب جوازه ابوك منى "
ظل عدى صامتا فتخوفت هاله من رده فعله فهتفت بحذر " عدى..... اوعى يا بنى السر ده يطلع بره، لا عمتك و لا ابوك حيستحملو ان حد يعرف بعد السنين دى كلها "
اومأ بانكسار و ردد متسائلا " و لوچين حنعمل معاها ايه؟ حنستنى لما تتحول لعمتى التانيه؟ و لا اسوء كمان "
بكت حتى تقطعت نياطها فامسك عدى كوب من الماء و ناوله لها فارتشفت منه قليلا حتى تهدأ و رددت " انا حتكلم مع سعيد و اقوله، البنت دى محتاجه مصحه نفسيه تتعالج فيها، و العلاج مش عيب ما عمر بجلاله قدره كان بيتعالج و العلاج هو اللى وصله للى هو فيه دلوقتى "
اوصلها عدى لمنزل اخيها قبيل الذهاب للمشفى فدلفت بخطى ثابته حتى جلست فى مقابل سعيد الذى هتف بطيبه " طمنينى على خديجه "
تحدثت بضيق " لوجين هى اللى زقتها من على السلم "
انتفض فزعا و ردد بحده " ايه الكلام الفارغ اللى بتقوليه ده؟ هو عشان ما انا صدقت المره اللى فاتت انها حاولت تغرقها...جايه دلوقتى عايزه تلبسيها دى كمان؟!"
بحزن و معاتبه اردفت " انا برده يا سعيد حعمل كده؟و انت صدقت المره اللى فاتت عشان ابنك اكدلك الكلام "
ردد بغضب " و المره دى حيبقى كلام خديجه قصاد كلام لوچين و يمكن تكون بتتبلى عليها "
زفرت باستلام لتردد " خديجه اصلا مقالتش حاجه البنت لسه فى المستشفى يا سعيد، دى الخدامه هى اللى سمعت الكلام من بنتك نفسها "
ارتمى على المقعد بوهن ليردد " انا مش عارف اعمل معاها ايه؟علاج و دخلتها مصحه و دكاتره و جلسات، خطوبه و الولد شاريها و بيحبها،اعمل ايه بس يا هاله؟ لو خطيبها عرف اكيد حيسيبها"
خرت خديجه من المشفى بعد ان ظل عمر يمكث معها لا يتركها لحظه و اصر عدى على تاجيل حفل الزفاف حتى بعد اصرار خديجه و عمر ان يتركه بنفس ميعاده و لكنه رفض ليجيب بحب " عشان خديجه تقدر ترقص كويس مع نيرو"
بمساعده زوجها الذى اثبت لها انه سندها بالحياه عادت لمنزلها وسط تجمع عائلتها لتدلف للمنزل تشعر بالاشتياق له و تجلس تستريح على الاريكه فيقبل عمر كفها و يربت عليه و يردد بحب " بيتك نور يا حبيبتى...حمد الله على السلامه "
اومئ لها عمر و بدءت الاحاديث الجانبيه باظهار ما كان يوم الحادث لتردد اسيل " عارفه يا ديچا ساعه ما شوفتك واقعه فى الارض بالمنظر ده....حسيت ان قلبى حيقف من كتر الخوف و الله "
رددت حياه بحزن على حال ابنتها " الحمد لله، ربنا ستر "
صمت قليلا و نظر له بهدوء ليهدر به عمر " انت قلتلى سيب الموضوع عليا....هااا، عملت ايه لانى مش ناوى اسيب حق مراتى "
توتر عدى و ردد بهدوء " اهدى و انا ححكيلك على كل حاجه "
ردد عدى بضيق " خالى اخدها و سافر بيها هى و مراته و امير لدبى، كنت عايزتى اعمل ايه؟ اسافر وراهم؟ "
صرخ به يردد "يعنى انت شايف انى اسكت خلاص يا عدى، كانت حتموتها اول مره غرقانه و دلوقتى كانت حتموتها هى و بنتى اللى فى بطنها و خلاص خدها و سافر و حنحط ايدينا على خدنا و نقول حنعملها ايه؟"
تردد عدى فى الاجابه و هتف "امك كانت حتموت من الزعل يا عمر على اللى حصل و ملحقتش اعمل حاجه لقيتهم سافرو،و بعدين الحمد لله خديجه بقت كويسه و بنتك ربنا حفظهالك"
زفر فى ضيق و جلس بحده يردد بعصبيه " مراتى اللى بسندها عشان تقوم و تقعد و بنتى اللى لو راحت مكنتش حعرف اجيب غيرها، انت فاهم انا كان حيجرالى ايه يا عدى؟ "
ربت على كتفه يهدئه " عارف و الله و حاسس بيك، بس مفيش قدامنا حاجه... حاليا لما تفوق ابقى سافر لهم و خد حقك بالشكل اللى يعجبك و اصلا الدور و الباقى على عمتك اللى كرهها خلاها تغطى على العمله السودا دى "
ابتلعت لعابها و هى تنظر له بحرج فاقترب منها مبتسما و وضع انامله يتحسس بشره عنقها و يردد بمشاكسه " مالك بتبصيلى كده ليه، خلى بالك انا بقالى كتير اوى مشحنتش و بصتك دى ممكن تخلينى اضعف "
ضحكت من قلبها على مشاكسته و اطرقت راسها بخجل فقبل جبينها و اسند خاصته عليها و اخذ يتنفس بعمق و يردد " الحمد لله على نعمتك يا رب..... الحمد لله انك حفظتهم ليا "
وضعت راحتيها على صدغه و نظرت له بعشق و هيام و رددت بتأثر " ربنا يخليك لينا انا و دنيتك يا حبيبى "
قبلها قبله عميقه اججت مشاعرهما على حد سواء فابتعد ينظر لها بشوق و هو يردد " لااا... انا انام فى الاوضه التانيه احسن "
قوست فمها بضيق و هتفت بصوت طفولى مصطنع "اهون عليك تسبنى لوحدى؟ "
ضحك على طفولتها و اقترب منها يحتضنها بحذر حتى لا يؤلمها و همس باذنها " مش حتستحملينى يا باربى.... خايف اوجعك "
ذهب المطبخ و جهز لها الطعام و عاد لتتناوله منه بنهم و كأنها لم تاكل منذ يومين فاخذ ينظر لها بحب و عاطفه
تركت من يدها بواقى الطعام بضيق و وقفت من مكانها فقطع عمر طريقها يحتضنها برقه و ردد "كملى اكلك انا بهزر معاكى "
رفعت كتفيها علامه على الرفض فقبل وجنتها بحب و هتف " حقك عليا... مش ححفل عليكى تانى، يلا كملى اكلك "
ابتلع لعابه باثاره و هو يتحسس بشرتها الناعمه و اخذ يغمض عيناه و لكنه لم يستطع ان يصم اذنه عن تلك الاصوات المحفزه التى تطلقها من فمها فردد اخيرا و هو يضغط على شفتيه باثاره " ارحمينى شويه يا باربى...... انا بنهار كده "
ابتسمت ببسمه خبيثه استطاع ان يلمحها فرفع حاجبه بتعجب و ردد بضيق " كده برده؟ و لما اتهور دلوقتى حيكون ايه الحال؟ "
ابتلع لعابه باثاره و انحنى يقبلها بشغف طال انتظاره و اخذ ينزل بقبلاته على طول عنقها و صعودا مره اخرى لشفتيها و اسندها بوساده حتى لا تتالم و اخذ يمارس حميميته معها برقه و حذر شديدين حتى غابا معا عن عالمنا
اخذت تنظر فى المرأه للفستان و هى تضعه على جسدها بحزن حتى دلف عمر و وجدها على هذه الحاله فاحتضنها من الخلف و شدد عليها حتى التصق ظهرها بصدره العريض و اخذ يقبلها من عنقها و عمق من قبلته على شريانها النابض بعشق و ردد بصوت هامس " مالك يا باربى؟"
نظرت له و هى تنزل شفتها السفلى بحزن كالاطفال و رددت بصوت حزين " الفستان مش داخل فيا "
قبلها مره اخرى من كتفها و ادارها حتى تصبح فى مواجهته و ردد بتاكيد " عشان دنيا قربت تيجى للدنيا و طبيعى انها كبرت "
احتضنها بحب و ردد و هى لا تزال داخل احضانه "تعالى ننزل نجيب فستان جديد انا و انتى و المره دى انا اللى حختار"
وافقت على مضض ليقبلها بشغف و هو يردد بتدليل " لو فضلتى مقلضمه كده كتير حنسى كل حاجه و اقعد اشحن لحد ما يبان لك صحاب و يبقى حد يخلصك من تحت ايدى "
ضحكه رقيعه اتبعتها نظره لعوب ليرفع هو حاجبيه و يردد " ده انتى مش هامك بقى!"
فيحملها على الفور و يتجه بها للفراش و هو يردد بعبثيه " معلش يا دنيا بابى حيضايقك شويتين"
جلست بجواره داخل السياره فاخذ ينظر لها بترقب لنوبه غضبها التى شعر انها وشيكه فلم يجد رده فعل ليهتف بحذر " لو ملقناش حاجه فى الكام محل اللى فاضلين، حرجع اجيبلك الفستان اللى عجبك "
نظر لها بتفحص و ردد بحذر " طيب تعالى ناكل و نشرب حاجه على السريع و بعدين نختار واحد سوا و اوعدك انى مش حعترض على اختيارك "
ابتسمت بجانب فمها كانها تعلم جيدا انه لن يوفى بوعده فجلسا ليتناولا الطعام حتى جاءه اتصال من رفيقه معتز يردد " مينفعش تيجى الشركه شويه يا عمر؟"
ضحك بخفه و جاذبيه و ردد " طيب تعالى نشترى الفستان الاخير اللى عجبك و اهو المحل على طريقنا"
ابتسمت له بحب و غادر هو لتظل بمكانها حتى شعرت بالضجر ففتحت جارور مكتبه لتجد ذلك الدفتر الاسود المكتوب به مذكراته فتتلمسه بتردد و تحدث نفسها " لا ميصحش اقراها، عملتها قبل كده و لحد انهارده مش قادره اصارحه "
ظلت على حالتها من التخبط حتى فاز فضولها و فتحت الجارور باصرار و هى تردد لنفسها " حيكون كاتب ايه يعنى؟"
اخذت تقرأ من نهايته لتجده يشرح كم يعشقها و كم وجودها بحياته اهم شئ بحياته و اخذت تقلب الصفحات حتى وقعت عيناها على صفحه بعينها
(الشك يقتلنى رويدا رويدا و انا لا اعلم حقيقه حملها حتى عندما اخبرنى الطبيب باستحاله حملها و انا اكاد لا اصدق)
( اليوم قررت ان استمع لداوود و اجرى ذلك الاختبار حتى اقطع الشك باليقين و لكن هل من الممكن ان تخوننى زوجتى و مع من؟مع اخى)
( اضطررت ان اخذ عينه حمض نووى من عدى حتى اطابقها بعينه الجنين، انا اشعر بغبطه و تصدع بداخلى)
(ابنتى.....من صلبى، كيف استمعت لهؤلاء الذين شككوا بزوجتى و كيف خانتنى ثقتى بها ما اشعر به الآن ليس ندم و لكنه العذاب نفسه بعد ان شككت باقرب الناس الى زوجتى و اخى)
( هل ستسامحنى يوميا ان علمت بحقيقتى المخجله، انسان لا يثق بنفسه و لا بالاخرين؟هل ستظل نظره العشق و الانبهار التى اراها بعينها إن افتضحت امامها كانسان ضعيف؟ساعدنى يا الهى)
( شعورى بالذنب جعلنى اتقصى الامر،كيف حدث الحمل بعد كل تلك المحاولات الفاشله و هذه التحاليل المخزيه و الامر المنطقى الوحيد على حد قول طبيبى هو ان جسدها كان لا يزال يحتفظ بآثار المنشطات و تصادف وقت نشاطها مع نشاط هولاء الموتى القابعين بداخلى ليخرج احدهم سليم و معافى الى النور يلقحها بابنتى و دنيتى)
دلف عمر المكتب بعد ان انهى عمله ليتفاجئ بها تمسك بيدها دفتر مذكراته و يظهر على معالمها الحزن و الانكسار فاقترب منها بلهفه يسحبه من يدها و هو يردد " ايه اللى خلاكى تفتحى درج مكتبى؟"
إلى حين نشر فصل جديد من رواية لأجلك نبض قلبي للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية