-->

الفصل الثاني عشر - مملكة الذئاب Black

 




الفصل الثانى عشر


كان المكان يعمه السكون وكأنه لم يشهد على أى من أنواع العنف منذ ساعات قليله... 

كما إنه منتصف الليل والجميع بغرفهم...  إلا هذا الذى يجلس على كرسيه منذ ساعه أو أكثر... لا علم له  بعدد الساعات التى ظل بها هكذا... جالس مغمض العينين دون أى حركه تدل على وجوده بالغرفه... 

كل ما حدث اليوم منذ إستيقاظه من نومه إلى الأن يعاد بعقله... ولكن كان يتوقف عند أهم حدثين لهذا  اليوم... حين أخبر ليو بحقيقه ما حدث بالماضى.. والأخر حين تعرقل بهذا الفتى... 

عند هذه النقطه إرتفع الستار... ليكشف عن عينين إنبهر الجميع بها عند رؤيتها... وخاصه وإن كان فى اللقاء الأول بها...إنبهار لغرابه لونها يحمل رهبه وخوف من سلطتها وسطوتها على النفس...

إلا هذا الفتى رائ بعيناه خوفا... ولكن ليس ك هذا الخوف الذى يراه حين نرى شخصا ذو قوة وسلطه أمامنا... بل هو خوفا من نوعا أخر لم يستطيع تفسيره وهذا يزعجه... فلقد إعتاد على كشف خبايا كل من أمامه...

كما إنه مدرك أن هناك شئ ما خلف هذا الفتى..وهو يعلم أنه من ساعد ليو فى مواجهته اليوم...حيث أن ليو لم يتحدث من قبل رغم رؤيته هذا فى عيناه..... ولكن كان يعلم خوفه ف لماذا تكلم الأن....

تشكلت عقده حاجبيه دليلا على شدة تفكيره.... ليستطيع حل هذا اللغز الذى أمامه....

ولكنه تنهد وهى يقوم بإرجاع رأسه للخلف وتنفس بصوتا مسموع دليلا على إرهاقه....

بعد قليلا من الوقت قرر أن يقوم ليستريح لقليلا من الوقت...فغدا يوما ممتلأ كما أنه سيبدأ يومه بإخبار خالته العزيزة بمعرفه ليو للحقيقه...ويرى ما الذى سيفعله بعدها...

قام من على كرسيه العتيق وإلتفت مقرر الخروج من الغرفه..لفت إنتباه وجود رجلين يجلسون بحديقه القصر.... بمسافه ليست بالبعيده عن مرمى عيناه...

فتقدم إلى الأمام ليرى من هذان الحارسان المتكاسلان... عن أداء مهامهم وحمايه القصر....

وحين دقق النظر وجد ليو جالس وبجواره هذا الفتى.. وليو يتحدث بإنفعال ظاهر على تقاسيم وجهه... والفتى يستمع له بإهتمام...أدرك إستيفان أن ليو يقص له ما دار بينهم من حديث منذ قليل....

وتعجب لهذا كثيرا حيث أن ليو من الأشخاص الكتومين...وخاصه عما يدور بداخلهم فقليلا ما كان يتحدث عما يشعر...

وهنا ضاقت عينى إستيفان على هذا الفتى الجديد..... وقد قرر أن يضعه أمام عينيه... حتى يعلم خباياه كما سيقوم بالبحث عنه لمعرفه من أين أتى... وكيف تعرف على ليو ومتى أصبحوا بهذا القرب... 

ظل ينظر إليهم لبعض الوقت ثم إستدار راحلا من الغرفه...ذاهبا إلى غرفه نومه ليريح عقله لبعض الوقت... حتى يستطيع التفكير بطريقه صحيحه....


❈-❈-❈

           
ليو بإنفعال: أريد التحدث معك الأن بأمر ضرورى....

نظر ديفيد له بتعجب ثم تحرك ذاهبا دون أن يتحدث بأى كلمه...

وجه ساب كامل تركيزه إلى ليو وقال بتعب ظهر جليا  بصوته: صدقا ليو أنا لم يعد لدى طاقه لإكمال ساعه أخرى بهذا اليوم...كما أننى أيقنت أن العمل مع الحديد أفضل بكثير من العمل معكم أنتم البشر..هذا ما تعلمته اليوم...

نظر له ليو بإنكسار وكأنه حطمه بكلامه هذا وهو يقول: حسنا أعتذر منك.... لم أقصد أن أقوم بإزعاجك... أعدك أن لا تتكرر  مره أخرى... وإستدار راحلا...

ظلت أنظار ساب عليه وهو يتحرك راحلا من أمامه وعقله يخبره أن ما فعله هو الافضل...إلا أن قلبه اللعين لا يتفق مع عقله...

وحيث أن هذا اليوم كان يستمع إلى كلام قلبه...إذا فليكمل يومه بالإستماع إلى قلبه لأخر مره... 

ساب وهى يقوم بفرك عيناه  دليلا على إجهاده.. وحتى يستطيع المواصله... فجسده يحتاج إلى النوم فهو لم ينم جيدا منذ عده أيام...

ساب بتنهيده متعبه: ليو إنتظر أنا لم أقصد ما فهمته...هيا يا رجل فالنجلس قليلا ونتحدث...

وكأن ليو ينتظر نداء ساب... فعاد إليه وهو يقول له: كنت أعلم أنك لن تتركنى أذهب وأنا أحتاجك...تقدم معى حتى نجلس بمكان جيد...

تحرك ليو وساب خلفه حتى وصلا إلى شجره كبيره جلسوا تحتها... كما أن السماء صافيه والبدر مكتملا  فكان المكان مضيئ...

بعد أن جلس كلاهما قال ساب: حسنا أخبرنى عن ماذا تريد أن نتحدث...

ليو وهو ينظر إلى السماء: ألا تريد أن تعلم بماذا أخبرنى الملك!!..

ساب بإبتسامه: إذا أنت لا تعرفنى يا صديقى.. أنا لست من هواة معرفه أى شئ عن أى بشرى فى هذا الكون الفسيح .. لهذا أعتذر عن تخييب ظنك...

إبتسم ليو كذلك قائلا: أتعلم أتمنى أن أشبهك يوما ما...

لم يرد عليه ساب كما ذهبت إبتسامته قائلا فى نفسه:(وأنا لا أتمنى لك ذلك يا صديقى)...

ظلوا هكذا لقليلامن الوقت كلا ينظر أمامه... إلا أن تحدث ليو بصوت مرتعش...

ليو بإبتسامه منكسره: لقد كنت على حق فيما أخبرتنى به... ولم تكن أمى كما كنت أظنها... بل كانت أفضل مما تمنيت يوم...تنهد مكملا...
ولكنى أتسال لماذا لم أفكر مثلما فكرت أنت.. ألتلك الدرجه لم أكن أعلم شئ عن المرأة التى عاشت لتحمينى غقط.... لازلت أتسائل لماذا صدقت ما سمعته عنها... لماذا وضعتها  بموضع لا يليق سوى بالعاه...لم يستطع فمه إكمالها...

إبتلع ما بجوفه وأكمل وعيناه عادت لتتجمع الدموع بها للمره التى لا يعلم عددها اليوم...ولكن لم يعد يهتم ...

ليو بقهر ظهر جليا بصوته: أكنت على درجه عاليه من الوقاحه والواضعه حتى لا أشعر بها...وبكم البؤس والمهانه التى عايشتها من أجل أن تحمينى...

وأكمل وقد توتر صوته.. أتعلم أن الملك قال أن.. أن..  أنه ق..  قد تم إإ..  إختصابها... 

إلتفتت له أنظار ساب الذى نظر له بإتساع وتوقف تنفسه.. فهو لم يكن يدرك أن ما حدث بالماضى سيكون بتلك البشاعه.... وكأن الأيام تعاد أمامها ولكن على هيئه أشخاصا أخرون....

عاد من صدمته على صوت ليو المرتعش وهو يقول:  أتعلم أن الحقير الذى قام بفعلها هو أبى..  ولم يكتفى بهذا بل قام بجعلها تخرج بشراشيف التخت... أمام العامه حتى يقوم بإذلالها... 
وأنا الوغد الذى عاملها بسوء لأكثر من عام... رغم تمسكها بى وبوجودى إلا إننى لا أستحقها ولا أستحق هذا الحب...  أخشى النظر إلى وجهها... أخشى أن أخبرها أننى متأسف على كل ما صدر منى من أفعال فلا تتقبل إعتذارى... أتعلم إن مسامحتها لى ستقتلنى وتشعرنى بحقارتى أكثر من نبذها لى وبعدها عنى...

ثم نظر إلى ساب وأكمل:  أتعلم أتمنى لو أمحو الحزن الذى بقلبها... حتى تصبح ك ورده متفتحه كما كانت قبل وجودى جنينا برحمها...  

إبتسم ساب وهو يربت على كتفه بقوه يدعمه... وقال بصدق له: أتصدقنى لو أخبرتك أنك تستطيع فعلها..

قال ليو بإنهزام: لا أظن ذلك...

حينها قام ساب بضربه على رأسه وهو يقول بغضبا ظاهرى: ومتى أخبرتك بشئ ولم يتحقق أيها الغبى.. ثم أكمل وهو يشجعه... أعلم أنك تستطيع فعلها لهذا أخبرك أنك لها.. ليس لأخفف عنك..وإنما لأننى أصبحت أعلم ما أنت قادر علي فعله.. وهو أنك لا تخطأ حين تريد إصلاح شئ ما....

كما أننا بشر نخطأ ونصيب وأفضلنا من أدرك خطأه وحاول إصلاحه...وهذا ما أنت مقدم عليه الأن...لهذا أنا أحييك على شجاعتك التى لم يعد يمتلكها الكثيرون بهذا الوقت...

أشرقت عينى ليو لكلام ساب وقام بإلقاء جسده عليه  وإحتضنه بقوه...  فقام ساب بإبعاده وضربه مره بغضب زائف أخرى.. وهو يخبره ألا يقوم بلمسه....

ظل ليو يخبره بإبتسامه مشرقه وعين تشع عزيمه... بالخطط التى سيقوم بتنفيزها حين يشرق صباح الغد....

وساب يستمع له بإهتمام إلى أن شعر.... أنهم مراقبون من ذات الغرفه التى كان  بها منذ مده ليست بالبعيده...وحين توصل عقله للشخص الذى يملك تلك الغرفه...والذى يراقبهم الأن زادت نبضات قلبه.. ولم يعد يستمع إلى أى من كلام ليو...

ولكن لم يريد أن يقوم بأى رد فعل حتى لا يشعره بأنه شعر بمراقبته لهم...وظلت عيناه مع ليو وعقله بإتجاه أخر...إلى أن شعر بذهابه..حينها قرر الإلتفات والنظر إلى الشرفه فوجدها خاليه...

فتنفس بقوه غاضبا من حاله الخوف التى تتلبسه حين يشعر بهذا الثلجى...وعنف نفسه وقرر أن يواجه إذا تقابلا كما يفعل مع كل من يضايقه...

وعاد بتركيزه إلى ليو ليستمع إلى خططه...وبعد حوالى الساعه تقريبا...قام ليو بتوديع ساب ذاهبا إلى غرفته...

ظل ساب مكانه يفكر إذا قرر أن يعود للبيت الأن فلن يستطيع أن ينم سوى القليل..ولكن إذا ظل مكانه سينام بعض الوقت..كما أن شروق السماء سيوقظه.....

فقرر النوم مكانه وبالفعل لم يمر دقيقه... إلا وأصبح ساب بعالم مختلفا عن العالم كان فيه....


❈-❈-❈   



        


لم يمر الكثير من الوقت وأشرق صباح يوم جديد.... حيث بدات الشمس تظهر على إستحياء فى السماء..حتى أنارت الدنيا بضوئها...

كانت كيت قد إستيقظت بنشاط.. نظرت بحب وإبتسامه مشرقه ل ماكس الذى مازال بسبات عميق...لا يشعر بأى شئ حوله...

وقفت بجواره مقرره أن تقوم بإيقاظه... ليجلسوا معا لبعض الوقت ... ولكن قبل أن تضع يدها عليه قامت بسحبها مره أخرى.. مقرره أن تتركه ينعم ببعض النوم...فمازال الوقت مبكرا على إستيقاظه...

ظلت تدور فى الغرفه لبعض الوقت لا تفعل شئ... كما أن نوم زوجها العزيز لا يسمح لها بإحداث أى صوت أو ضجه بالغرفه لكى لا يستيقظ...

نظرت للخارج بملل وعادت ببصرها مره أخرى إلى الغرفه...ثم إبتسمت فجاءه وقامت مسرعه بإخراج ملابس مناسبه للخروج بها إلى حديقه القصر...

إنتهت من إرتداء ملابسها وخرجت بهدواء من الغرفه... 

كان المكان شبه ساكن سوى من حركه بعض الخدم الذين يقومون بإكمال أعمالهم.. والحرس الواقفين فى أماكنهم للحمايه...

ظلت تتنقل بين الزهور إلى أن وصلت إلى زهورها التى تعتنى بهم...ثم إلتفتت لتكمل رحلاتها فى الحديقه...

ولكن توقفت متعجبه حين وجدت أقدام شخص ممدده خلف الشجره الكبيره.. فظنت أنه أحد الجنود الذين تركوا أماكنهم وقرر أن يستريح قليلا...

حين إلتفت حول الشجره وجدت صبى متكور حول نفسه وهو بسبات عميق... فتعجبت لهذا فنظرت أمامها فوجدت أحد الحرس الذين يمرون بدوريه....

فأشارت إليه فتقدم منها وحياها..فسألته بتعجب فهى لأول مره ترى مشهد كهذا بقصر الملك...

كيت: من هذا وكيف تتركونه نائم بهذه الطريقه وهنا بحديقه القصر!!...

أجاب الحارس برسميه: أنه فتى يعمل مع الحدادين الذين أمر الملك بجلبهم من أجل أسلحه الجيش سيدتى... 

فقالت كيت بتعجب زاد أكثر: وإن يكن فهذا ليس سببا لنومه هنا هكذا....

أجاب الحارس: ولكنه كان أمس مع السيد ديفيد ..كما كان بغرفه الملك أمس..كما كان جالس أغلب الليل مع السيد ليو هنا... إلا أن تركه السيد الصغير ونام هو مكانه...لهذا تركناه مكانه فهو لم ينم سوى منذ ساعتين فقط...

شكرت كيت الحارس الذى عاد لمكانه..وإقتربت إلى الصبى النائم... وظلت تنظر له بحزن فمن المؤكد ليس له مكان للمبيت به... لهذا نام بهذه الطريقه هنا..

وتذكرت ما كانت عليه فى طفولتها... وكيف كانوا جميعا هى وإخوتها ووالدتها ينامون بنفس الغرفه الصغيره... ملتصقين ببعض ليس حبا ولكن إرتعاشا من شده البروده...

عادت من شرودها على قول الصبى لها بأبتسامه ناعسه:لا أظن أننى بهذا الجمال الذى يجعلكى تنظرنى إلى كل هذا الوقت..

نظرت إليه كيت وقد إبتسمت لعفويته فى الحديث معها..وها هو يشترك معها بشئ أخر  .. فهذا الصغير يذكرها بذاتها فى طفولتها: ألا تنظر إلى المرأه حين تستيقظ من نومك يا صغير...

كان ساب قد رأى نظرت الحزن بعيناها وكم أدرك أن بها الكثير والكثير من الحزن...ولكنه قرر أن يلفت إنتباها ليجعلها تبتعد عن حزنها....

فإرتفع حاجبى ساب وكأنه يقول لها حقا وقال: وأنتى ألا تظنين أن نظرك يحتاج إلى الحكيم ليعالجه لك...

إرتفعت ضحكات كيت على كلام الصبى... وحاولت أن تهداء من ضحكتها... 

قائله بقوه زائفه: ألا تعلم مع من تتحدث يا صغير... مشدده عليها لأنها أدركت أنها تزعجه...

وكم أحبت إزعاجه رغم أنها لم تتحدث معه سوى كلمات قليله لا تعد ... ولكنها أحبته منذ رأته فهو مشاغب....

قام ساب من مكانه وهو يخبرها بإستهانه وهو يقيمها بنظراته: أجل من ملابسك ف أنتى من تلك الطبقه اللعينه أقصد النبيله... التى تحب التباهى أمام الناس...أنهى كلامه بإبتسامه مستهزأه..

لم تختفى إبتسامه كيت فهذا كان شعورها بالماضى إتجاه تلك الطبقه اللعينه كما قال الصغير... ومازال هذا الشعور ملازم لها حتى الأن...

ولكن ما قاله ساب جعلها ترفع إحدى حاجبيه: ولكن أنتى لا تشبهينهم سوى بالملابس فقط... فحديثك يختلف عنهم كثيرا..فالتعجرف من أرقى صفاتهم... وأنتى لست مثلهم...كما أن ضحكتك بها صفاء يثبت أن صاحبتها طيبه القلب...مما يعنى أنك من العامه وتزوجتى بأحد أولئك المتعجرفين... أو أنك نبيله تربت مع شخص أحسن تربيتها....

إبتسمت كيت وقد تحركت معه للأمام حين تحرك هو...وقالت: حسنا لقد كنت جيدا فى نظرتك وصدقت فيما قلته كذلك فأنا من العامه... ثم ضيقت عينيها عليه وهى تكمل... أم أنك كنت تعرفنى مسبقا وتريد أن أظنك تستطيع قرائه البشر يا صغير... قالتها مغيظه إياه.....

لم يعر ساب إنتباه لأخر كلامها حيث أدرك أنها تريد إستفزاه... فقال : لا لا أعرفك مسبقا فهذه مرتى الأوله التى أراكى بها...كما أن ما فعلته معك من تقيم لشخصك ليس وليد الساعه...وإنما تجارب مرت على حياتى جعلتى أنتبه لما أراه ....

أومات كيت مقرره أن تغير ضفه الحديث وقالت بمشاكسه: ولكن كيف سمح الملك لك أن تعمل لديه...... ف أنت كما أرى صغير جدا على مثل تلك الأعمال...لأنهاوتحتاج إلى قوه بدنيه...

ساب برزانه: أولا هذا العمل يحتاج إلا براعه وسرعه كذلك وكلا الصفتان أملكهم فأعزض ما أحتاجه من قوه من خلالهما....كما أن من طلبنى للعمل السيد ديفيد وليس الملك...

ضربت كيت جبهتها وكأنها أدركت أمر ما: كيف لم أفكر ب ديفيد فهكذا أمر لابد أن يكون من صنع ديفيد...

نظر ساب بإبتسامه مشاكسه فقد راقته هذه المرأة.... التى لم تنظر له بدونيه أو بحقاره أو نظرت إمرأة رجل أمامها...بل أنها تراه صغير رغم كره لهذه الكلمه لكنه تقبلها منها...وتتعامل معه بحماس طفله يشبه حماس ليلى الجميله...

ورغم أن معرفته بها منذ قليل إلا أنه أحب وجودها... فقرر أن يثبت لها أنها مخطأه... كما أنه يحب أن يرى نظرت الصدمه التى ستعتلى وجهها حين ترى عمله...

رغم أنه لم يفعلها مسبقا إلا أن تلك السيدة ستصبح إستثناء لبعض قواعده...

فتقدم أمامها وقال لها بمشاكسه: إذا إتبعينى حتى أريكى ماذا يستطيع هذا الصغير أن يفعل... ثم توقف وإلتفت لها مكملا ببرود زائف وهو ينظر لملابسها...أم ستخشين على ملابسك النظيفه من الإتساخ....

وتركها خلفه وهى تنظر له متسعه العينان من حديثه...ثم ديقت عيناها وهى تقول داخلها: سأريك ما الذى تستطيع أن تفعله هذه المرأة أيها الصغير القصير...

وقامت بالذهاب خلفه لترى ماذا سيفعل بتحمس صغيره ستشاهد شئ جديد....

دخل ساب للمكان وجده ضخم من الداخل ومتسع.... كما أن هناك مسافه لا بأس بها بين كل موقد نار وأخر.... حتى يسهل على كل حداد العمل بسهوله وراحه...

فقرر الدخول والبحث عن موقد لم يتم إستعماله من بين المواقيد الموجوده...فوجد أول موقد لم يتم إستعماله وباقى المواقيد عليها أثار عمل الأمس...

فأكمل السير ونظر لكل المواقيد بالمكان ليرى هل هناك موقدأخر نظيف كالذى بالمقدمه....  ولكن لم يجد... 

وكانت كيت قد دخلت خلفه... ولكن لم تتحدث لأنها ترى أنه ينظر بإهتمام للمكان وكأنه يقيمه... ظلت واقفه أمام بوابه الدخول تنتظر خطوته التاليه...

عاد ساب إلى أول موقد وقام بوضع الكثير من الحطب به وأشعلهم  ..وإبتسامته تزيد كلما وضع المزيد من الحطب...

فإرتفع حاجبيها لهذا فسألته متعجبه: ما الذى يجعلك تبتسم هكذا بإتساع..فأنا لا أظن أن وضع الحطب يجعل الإنسان يبتسم بتلك الطريقه....أم أن المكان قد لاقا إعجابك...

نظر لها ومازالت الإبتسامه لم تفارقه وهو يقول: لن أنكر أن المكان تم تصميمه بطريقه جيده...ولكن ليس ذلك ما جعلنى أبتسم.... إنظرى إلى كل تلك المواقيد... وإنظرى للذى بالمقدمه وقولى لى ما الإختلاف بينهم...

نظرت كيت بتركيز إلى المواقيد ثم إلى الموقد الذى بالأمام وقالت: هؤلاء يظهر عليها السواد دليل على أنه تم العمل بها..أما هذا الموقد وأشارت برأسها إلى موقده...نظيف لم يتم العمل فيه...

قال ساب ضاحكا: ألا ترين أن هذا شئ مضحك...

قالت كيت بعدم فهم: لا أظن هذا.. ما هو مقصدك...

قال ساب: أنظرى وأشار إلى البوابه وقال هذه البوابه إذا عبرتى من خلالها ما أول شئ ستقع عيناكى عليه... 

نظرت كيت وقالت: أول شئ سأراه هذا الموقد الأمامى ... الذى تقف أمامه الأن....

قال ساب: حسنا وإذا عبر الملك من خلال البوابه ما أول شئ سيراه.. ومن أول من سيسأله الملك عن عمله...

قالت كيت بعفويه: أنت ولكن ما المضح.... ولكنها لم تكمل وإتسعت عيناها واضعه يدها على فمها من الإستنتاج الذى توصلت له....

نظرت ل ساب الذى ينظر لها رافع إحدى حاجبيه ويبتسم له..فقام كلاهما بالضحك بصوت مرتفع.... 

بعد أن هدأت ضحكاتهم عاد ساب لإكمال وضع الحطب...إلا أن قالت كيت بتعجب: كم هم أزكياء فقد تركوا الموقد الأمامى لمن يريد الموت أولا..وكنت أنت المختار...

فقال ساب بإبتسامه: أجل هذا ما أراه...

فقالت كيت بمشاكسه: ولكن ألا تخاف... فمما أراه أنهم جميعا يخشون الملك.. وإلا كان أحدهم أخذ الموقد بدلا من تركه لك...

أجابها ساب ببرود: ومما سأخاف أنا أقوم بعملى على أكمل وجهه..ف لما سأخاف منه...

تحرك بخفه  وهو يرى أعداد الأسلحه التى تم صنعها على الموقد المجاور له... ليرى ما فاته وقام بجلب قطعه كبيره من الحديد... تعد فى مثل حجم جسده... ووضعها بسلاسه على الموقد... وعاد وقام بجلب خمس قطع أخرى أمثال التى أمامه... على مرات متفرقه ووضعهم بجوار الأخرى....

ثم إلتفت لهاوهو يقول لها: أمستعده للقادم...

هزت كيت رأسها بإبتسامه هو تقول أجل بحماس طفولى.... هز ساب رأسه وهو يقول فى نفسه أنها تخبرنى بالصغير... وأفعالها هى التى تدل على طفولتها.....

ظل يتحدثون عن أمور عده وهذا ليس بطبع ساب فهو قليل الكلام...ولكنه ولأول مره يستريح فى كلامه مع إمرأة غير أمه....

وكان كل فتره يقوم بتقليب قطع الحديد إلى أن توهجت قطع الحديد دليل على شده سخونتها...

قام بجذب أحد قطع الحديد وأخرجها من الموقد.... ووضعها على طاوله مستطيله الشكل مصنوعه من الحديد القوى... حتى يسهل العمل عليها  دون أن تنكسر....

جلب مطرقه كبيره إلى حد ما وقام بالطرق عليها لبعض الوقت...ثم أخذها ووضعها بالوقد مره أخرى بعد أن وضعها بإناء ما عميق... وبدأت قطعه الحديد تذوب بداخله بعد أن أضاف عليها ماده ما.... ثم أتى بالقطعه الثانى وفعل معها مثل الأخرى ووضعها مع الأخرى....

ولكنه أتى على القطعه الثالثه بعد أن قام بالطرق عليها...قام بسحبها ورميها على الأرض وسكب عليها الماء...فخرج الكثير من الدخان...

قام بإخراج القطعه الرابعه وقام بطرقها كذلك ولكنه لم يقوم برميها كالسابقه...بل وضعها بالإناء العميق مع القطعتان التى أوشكوا على الذوابان بالكامل... 
وفعل هذا أيضا مع القطعه الأخيره...

عاد إلى القطعه التى تركها على الأرض وأتى بالمطرقه وضرب عليها بقوه..فتكسرت إلى قطع لو قام بالضغط عليها تذوب.... فقام وجمع أجزائها بمكان ما... وعاد إلى الإناء الذى به قطع الحديد  وقاام بتحريكه ليبدأ  الحديد كله بالذوبان....

ثم ذهب للمكان الذى به قطع الحديد الخام... وظل يبحث لبعض الوقت عن شئ ما... كل هذا وكيت تتابعه بإهتمام بالغ....كما إنها لم تتحدث إليه لأنه يعمل بتركيز... ولكنها تسالت عن ماذا يبحث كل هذا الوقت بين قطع الحديد الكبيره...

إلى أن خرج وهو يبتسم ومعه قطعه حديد ولكن صغيره عن القطع الأخره... ولكن لها بريق خفيف...

قام بوضع تلك القطعه على الموقد منفرده... لوقت قليل ثم جذبها ووضعها بالإناء الكبير دون طرقها...

ثم إلتفت إلى كيت سألا: أتمنى ألا تكونى قد مللتى فالجزء الشيق لم يأتى بعد...

قالت كيت بإبتسامه: لا لم أمل.. ولكن هناك سؤال أريد طرحه عليك... 

لماذا قمت بإلقاء قطعت الحديد هذه...وأشارت لقطعه حديد ملقاه على الارض... ولماذا ظللت تبحث عن تلك القطعه رغم وجود الكثير منها أمامك...

قال ساب: هذا سؤالين وليس سؤال واحد..رفعت كيت حاجبها وكأنه تسأله حقا... هذه ليست الإجابه المنتظره....

أجاب ساب بإبتسامه وهو يشرح لها قائلا: حسنا قطعه الحديد التى قمت برميها... إنها لا تصلح لأن تكون سلاح... فأنتى كما رأيتي قطعه الحديد قد تفتت إلى قطع صغيره... بعد ثالث طرقه بخلاف الأخريات...

أما القطعه التى ذهبت لجلبها...أنها ليست بالحديد إنه معدن أخر أضيفه على الحديد.. أنه يشبه الحديد فى بعض الأجزاء...  ولكنه ليس مثله....بل يساعد الحديد على جعل السلاح أكثر قوه وأكثر عمرا... كما يكون مرنا عند الطرق عليه... ويسهل تشكيله... كما يساعدنى على الإسراع فى العمل...

كانت كيت تستمع بإهتمام لكل ما قاله..ولكن طرحت سؤال أخر...

كيت بإهتمام: ولكن لماذا هذه القطعه تفتت؟؟..

قال ساب بإبتسامه صبوره: .. لأنها ليست قطعه حديد خام... لأن بها مواد أخرى...  تدخلت مع قطعه الحديد... فأصبحت أضعف من قطعه الحديد الخام....والتى أضعفت من قوتها لذلك تفتت...

أومأت له كيت وقد فهمت الأمر... وأدركت أن هذا العمل ليس شاق جسديا فقط.... بل يحتاج إلى عين مبصره وعقل يعمل... حتى تخرج الاشياء على أكمل وجهه....

قالت كيت بإبتسامه: أتعلم كنت أظن أن....

لم تكمل حديثها حيث عبر بعض الأشخاص... الذين تدل ملابسهم أنهم يعملون هنا... وهم ينظرون إتجاها بتعجب من وجودها...

ولكن الأنظار  توجهت  إلى الفتى الجديد بالمكان والذى يقوم بوضع الحديد فى الموقد.... فأطلق أحدهم ضحكه ساخره... لأن حجم الفتى وهيئته ضعيفه على مثل هذا العمل...


 وقد أصبح المكان ممتلئ بالحدادين ومساعديهم لأنه وقت العمل...وذهب كلا إلى موقده إلا ذلك الرجل الذى أطلق ضحكه ساخره...




فقال الرجل بسخريه لازعه: ماذا هل تركك سيدك  لتعمل أنت مكانه يا فتى....


تعجبت كيت من هجوم الرجل الغير مبرر ف ساب لم يتحدث معهم او ينظر حتى بإتجاههم..وقررت أن ترد عليهم ظننا منها أن ساب لن يقوم بالرد عليهم..إذا فهى لا تعلم من هو ساب بعد....


ساب متحدثا بسخريه توازى سخريه المتحدث إليه..... دون أن ينظر له حتى دليل على عدم إحترامه له...


ساب: أجل فعلها وقد ترك لكم رساله... يشكركم فيها على أنكم شغلتم كل المواقد... إلا الموقد الأمامى تركتموه إليه... حتى يرى الملك أعماله هو أولا...



بهت الرجل والواقفين كذلك وذهب كلا إلى عمله... فقد أدرك الفتى ما حاولو هم فعله... 


صدم كيت رد ساب الساخر...وحاولت أن لا تضحك بصوت مرتفع بسبب ما قاله ساب للرجل..ولكنها غمزت له مشجعه إياه وهى تبتسم بقوه...



هز ساب رأسه وعاد إلى عمله حيث أتى بالعديد من القوالب... التى على شكل سيف ووضعها بالتساوى أمامه... وقام بلف قطع كبيره من القماش على يديه..... وذهب وجلب الإناء على شئ متحرك ووضعه أمامه... واللهيب كان شديد الحراره... 



ظلت كيت تنظر له بتعجب... فقط وصلت حرارته ل كيت الجالسه بعيدا عنه...فما بالك بالواقف أمامها..ولكن لم يظهر عليه أى تأثير..وكأنه إعتاد على الأمر حتى لا أصبح يشعر بأى شئ...


قام بجلب شئ عميق وله يد طويله..وقام بملأه بالحديد المنصهر ووضعه بالقوالب التى على شكل سيوف...


لم يضعه بقالب واحد بل قام بوضعه فى إثنين ثم أخد القوالب سريعا إلى المياه ووضعها بها... ثم أخرجها سريعا...


ثم أخذ الإناء ووضعه مكانه مره أخرى... ما فعله ساب لفت إنتباه الجميع بوضع السائل بقالبين وليس واحد فقط...كيف سيعمل على كلاهما وهو وحده... ليس له مساعد يقوم يجلب ما يريد من أدوات..



فترك كلا عمله وظلت أنظارهم عليه ليروا ماذا سيفعل... إلا أن تكلم الرجل الذى كان يريد السخريه من ساب منذ قليلا ولكن لم يستطع...



الرجل متكلما يريد أن يثأر من الصبى كما يرى أن ما يفعله الأن خطأ: ماذا تفعل يا فتى أنسيت أنه لا يصح أن تضع السائل سوى بقالب واحد... أم نسى سيدك أن يخبرك هذا....



هنا ضحك كل من بالمكان إلا كيت التى إغتاظت من هذا الرجل...كما أنها أدركت أنهم لا يعلمون أن ساب هو الحداد نفسه وليس مساعده... فهى قد رأت الأن أن كل حداد معه أخر يساعده... لهذا فهم يظنون أن ساب هو مساعد الحداد...



وصدقا لا تلومهم فى هذا فهى ذاتها كانت تظنه لا يعرف أى شئ...عن هذا العمل كما أنها لم تقم بالرد لأنها أدركت أن الصغير ليس بالهين..وسيرد له الإهانه كما فعل منذ قليلا...



ولكن الغريب أن ساب لم يعر كلام الرجل أى إهتمام بل كان كل تركيزه موجهه للعمل الذى أمامه...



كانت كيت مترقبه لرد ساب ولم تكن وحدها بل الحدادين الأخرين كذلك...


وليس هم فقط بل كان الملك وألفين وديفيد قرارو أن يروا سير  الأعمال... وإستمعوا إلى حديث الحداد الساخر....


كان ديفيد سيتدخل ليقوم بالرد عليهم وإرجع كلا إلى رأس عمله...ولكن منعه الملك بإشاره من يديه....



أرد إستيفان أن يرى ما هو رد الفتى على كلام الرجل فهو يعلم أن كلام الرجل صحيح... كما أنه لا يوجد سوى شخص واحد يعرفه إستطاع أن يعمل بهذه الطريقه... وهنا كثره الأسأله والألغاز حول هذا الفتى ولم تقل وهذا زاد من إنعقاد حاجبيه.....



قام الرجل بإكمال سخريته من ساب... حين لم يقم الأخر بالرد عليه بل تجاهله فقط....


الرجل: ألم يعلمك كذلك أنه لا يصح أن تضع القالب بأكمله بالماء... بل تقوم بصب الماء عليه وتقوم بطرقه....


كان ساب تركيزه على عمله كما إنه لم يفقد هدوءه وكأنه إعتاد على التنمر...


قام بإخراج القالبان معا وقام بالطرق على كلاهما بنفس الوقت...وهو يحمل مطرقتين بيديه  ثم ضغط على مقدمه القالب... ثم ضربه مره أخرى فخرج السيف من القالب سليم.... فقام بأخذه وأداره..كان الوجه الأخر ما زال متوهج وكأن الماء لم تلمسه أبدا...



أتى بدلو ماء وقام بسكبه عليه... ثم قام بالطرق عليه بقوه كبيره وسريعه... وأتى بقطعه حديديه رفيعه وأصبح يطرق ويقوم بتحديد الحواف بتلك القطعه بسرعه وقوه... ثم قام وأخذ السيف ووضعه بالنيران... وعاد وفعل بالقالب الأخر مثل الأول...





بعدها وضعها مع الأخرى... وقام بالإتيان بالإناء مره أخرى ووضع به السائل مره أخرى بنفس القوالب وتركهم قليلا..ثم وضعهم بالماء وأخرجهم سريعا منها...



ثم أخرج السيف الذى بالنار وظل يطرق عليه لبعض الوقت... إلى أن أصبح على الشكل الذى أرد... ثم وضعه بالنار مره أخرى... وأخرج الأخر ثم قام بذات الشئ معه...



ثم أخرج الأول ووضعه بالماء وأخرج القوالب وقام بنفس الخطوات التى قام بها... وأخرج السيف الأخر من النار ووضعه بالماء ووضع الاخرين مكانهم...


كل ما كان يحدث الأن على مرئى ومسمع من الملك ومستشاريه... الذين صدموا من سرعه الفتى وخفيته فى الإنتقال من عمل لأخر....


قام ساب بوضع بعض المواد فى إناء صغير... وقام بدقها جيدا ووضعها على الوقد إلى أن تحولت إلى سائل...

ثم أخذها وقام بدهن السيف بها ثم وضع السيفان مره أخرى بالنار.... ثم أكمل العمل الأخر...


ثم وضع السيفان بالنار كما فعل بالذى سبقهم...
وأخرج الأخران الذان كان يلمعان بشده...ثم أمسك بقطعه من القماش المبلل.. ومررها على السيف الذى أخرج الكثير من البخار... 



كانت الأنظار عليه منذ تحدث الرجل معه...كان التعجب مرسوم على وجوه كل الحاضرين...



كان ساب موجه كامل تركيزه على العمل...نظرت كيت بجوارها صدفه وجدت الملك وألفين وديفيد ينظرون لما يقوم ساب بفعله...



إلتفتت إلى ساب الذى كان قد إنتهى... وقام بإمساك المطرقه وقام بالضرب على السيف لأكثر من مره.... ولكن السيف ظل كما هو لم يتغير أو ينكسر أو يتم ثنيه..ترك المطرقه وقام برفع السيف وهو ينظر إلى السيف كأنه يقيمه....ثم قام برمى السيف بقوه بإتجاه الرجل فإستقر بجوار رأسه.. ولم السيف يبتعد عن رأس الرجل بإنشات قليله...




ساب بسخريه: هذا ما علمنى إياه سيدى.. ما الذى  تعلمته أنت من سيدك... أم أن سيدك لم يأتى بعد ليقص عليك ما يجب عليك أن تفعله...



غضب الرجل من كلام الصبى كما كان بصدمه مما فعله الصبى... فقام بأخد المطرقه التى كانت بجوار موقده يريد ضرب ساب بها... لم يتحرك ساب من مكانه ولم يظهر عليه أى مظهر من مظاهر الخوف أو عدم الثبات...



كانت كيت مصدومه كليا مما رأت... وهى مازالت تضع يدها على فمها مما حدث منذ لحظات.... ومازالت أنظار الملك وألفين وديفيد على هذا الحدث...



كان الرجل قد أوشك على الأقتراب من ساب للفتك به...لأنه رأى أن صبيا قد أهانه إهانه لا تغتفر....




إلا أن صوت الملك المهيب أوقفه مكانه وجعل الجميع ينظر إتجاه البوابه... 

الملك بصوت أجبر الجميع على الخضوع: فليعد كلا إلا رأس عمله... وإن تكرر شئ كالذى رأيته الأن فلا تلومون إلا أنفسكم...




كان ديفيد قد إقترب من كيت وأخذها خارجا من هذا المكان... لأنه ليس من الجيد مكوثها هنا إذا حدث تطور بالأحداث...


لم يحتاج الملك إلا تكرار كلامه حيث ذهب كلا إلى عمله ليباشر به...وكان ساب قد سبقهم إلى هذا حيث كان يشعر به حين دلف إلى المكان... أدرك ذلك من رائحته التى إستطاعه شمها رغم الدخان المتراكم حوله من الموقد...إلا أنه شمها وبقوه كذلك كما شعر بخطواته هو ومن معه...فهذه الأمور أصبحت جزء منه لن يشعر بالأمان... إن لم يقم بإعمال كافه حواسه جيدا لحمايه ذاته من القادم... أو الإستعدات لها...


كان ساب قد عاد إلى عمله ولم يلتفت إلى أحد...إلا أن قام الملك بندائه: أنت أيها الفتى صانع السيوف فالتأتى أمامى الأن...


تكلم الملك مباشر عند وقف ساب أمامه والذى لم يرفع عيناه إليه : لا أريد حدوث مثل هذه الأمور مره أخرى... لأنه إذا حدث لن يعجبك ما سيحدث... 


إغتاظ ساب من حديث هذا الملك ألا يكفيه  أنه غاضب من وقوفه أمامه ك طفل صغير...بل ويتحدث بعجرفه رغم معرفته بما حدث وأنه ليس السبب بالمشاجره... 


إذا لابد أن يكون هذا الحديث موجه لهذا الرجل الملعون لا أن يكون موجهه إليه...


لم يرد ساب عليه وأرد الذهاب لإكمال عمله... لأنه يعلم إن أجابه لن تكون إجابه جيده... لملك تم تحذيره منه من قبل أقرب الاقربين إليه...


إرتفع حاجب الملك لعدم رد الفتى عليه... فقال بصوت مهيب يدل على بوادر ظهور غضبه...


إستيفان بهدواء زائف: أسمعت ما قلته يا فتى!!...


هنا وقد وصلت طاقه التحمل لدى ساب إلى نهايتها......ما بالهم ينادونه بالفتى منذ إستيقظ من نومه...


فنظر للملك بعينان تحمل من الثوره والغضب ما ينذرك بوجود عاصفه عما قريب...


ساب بإنفعال وقد طفح به الكيل......


يتبع....