-->

الفصل الثالث عشر - مملكة الذئاب Black

 


الفصل الثالث عشر


هنا وقد وصلت طاقه التحمل لدى ساب إلى نهايتها......ما بالهم ينادونه بالفتى منذ إستيقظ من نومه...


فنظر للملك بعينان تحمل من الثوره والغضب ما ينذرك بوجود عاصفه عما قريب...وصدقا هو ليس من ذلك النوع الذى يثور سريعا...ولكن هم من يجبرونه على فعل هذا...


ساب بإنفعال حاول إخفائه... ولكن قد طفح به الكيل:أظن أنه من العدل أن يكون هذا الحديث موجه إلى هذا الرجل لا أنا...وخاصه أنك سيدى وشدد عليها من شده غيظه... كنت حاضر منذ البدايه...أم إننى مخطأ فى هذا...


حسنا هذا الصغير تعدى الكثير من الحدود فى خلال يوم وليله واحده....


لم يكن الحديث الذى صدر من الملك أو ساب مسموع لأحد....حيث كان صوت المطارق يعم أرجاء المكان...ولم يسمع الحديث سوى ألفين فقط... الذى تعجب من رد الصبى...أنه يعلم أن الصبى على صواب فيما قاله وأن الخطأ يقع على الرجل الأخر لا عليه... فهو من إبتدأ بإفتعال المشاكل....


ولكن أن يقوم بالرد على الملك بهذه الطريقه وهذا الأسلوب...فهذا الصبى مجنون حتما...ولكن ألفين كعادته ظل صامت مترقب للقادم....دون أن يظهر عليه أى رد فعل على أنه إستمع لكلام الصبى...


كما لم يظهر على الملك أى تعبير يدل على تأثره بكلام ساب... وكأنه كان ينتظر منه هذا الكلام...


لم يجب الملك عليه فى وقتها...بل ظل ينظر إليه بنظراته القويه... إلا أن توترت نظرات ساب الذى شعر أنه سيخترقه فأجبر نفسه على إخفاض نظره... وهو يقوم بضرب أسنانه ببعضها البعض دليل على شده إنفعاله وغضبه الذى يكبته بصعوبه...


كما أن ساب يعلم أنه أخطأ حين تحدث بهذا الأسلوب... ولكن هذا الملك محترف فى جعله يخرج عن طوره... 


إنحنى الملك حتى يصل لطول ساب... والذى إرتفعت عيناه بصدمه لتقرب الملك الشديد منه... كان سيعود خطوه إلى الوراء...ولكن ظل متمسك أمامه حتى لا يشعره بتأثيره عليه...


كما لم يخفض عينيه هذه المره محاولا الثبات ظاهريا.... ولكن عيناه خانته حيث رمش بعيناه حين تحدث الملك قائلا ببحه إلتقطاتها أذناه جيدا: إتبعنى...فقط هذا ما صدر من الملك....


وإلتفت خارج من المكان بسرعه البرق..ولم يعطى للواقف أمامه أى فرصه لإخباره بأعماله المتراكمه أوحتى بالرد عليه....


كما بهتت ملامح ساب حين سمع ما قاله الملك ورحيله دون سماع رده... كما تسارعت دقات قلبه حين أدرك أنه سيجتمع به فى مكان ما مره أخرى... وهو الذى أقسم أن يتجنبه ويتجنب أى شئ يخصه.... وها هو لم يفى بوعده والذى لم يمر عليه بضع سويعات.... وظل يفكر بمخرج من هذا المأزق ... إلى أن لفت إنتباه كلام ألفين الموجه له...


ألفين بهدواء وهو يستدير للرحيل: لقد إستمعت إليه جيدا... وأنصحك أن تفكر بحديثك قبل أن يخرج من فمك....لأنه سيوقعك فى الكثير من المشاكل... كما أنصحك ألا تنخدع بصبره الظاهرى هذا... كما أنه ليس من الجيد أن تجعل الملك يوجه تركيزه نحوك... لأنك حينها ستكون هالك لا محال... وبعد أن إستدار راحلا توقف ثانيه وهو يقول بسخريه مبتسما... كما إنه لا يحب الإنتظار...


رحل ألفين وساب مازال يحاول إستيعاب ما حدث له الأن... ثم رمش بعينيه وهو يضع يديه على رأسه قائلا بغضب منه ومن نفسه: اللعنه الملعونه علي هذا اليوم الذى لن ينتهى على خير...


وتحرك ذاهبا للملك وهو يتمنى أن حدوث أمر يمنعه من الذهاب إليه....


❈-❈-❈




كان الطريق يعمه الفوضى من الباعه والماره.... ورغم أن الشمس مشرقه بحراره شبه عاليه والسماء صافيه... إلا أن هناك بعض نسمات الهواء...... التى تجعل الجو محبب لدى البعض..... وخاصه تلك التى تنظر من شرفتها على ما يحدث بالطريق بشرود....وهى تستمع لأصوات الماره ومزاحهم...


إلتفتت إلى البيت تنظر إلى جدرانه بعيون تملأها الحسره على ساكنيه... وجدته ك بيت مهجور غادره أهله دون وداع... بيت لو تحدثت جدرانه لأخبرت الماره أن لا تنخدع بمظهره.... فدائما ما تكون المظاهر خداعه... هذا ما عليه بيتنا.... من يراه يظن أن القاطنين به متفاهمين ومتحابين فيما بينهم....


ولكن عذرا فها أنا أخبرك أن هذا ليس صحيح... فرغم عدد الأشخاص الذين يعيشون بهذا البيت.....والذين يعدون إخوه كما هم متقاربين بالعمر... إلا أن كل شخص منهم لا يلتفت إلى الأخر وكأنه لا يراه....هكذا نحن وأنا بالمقدمه....ثم إستدارت تنظر من شرفتها  مره أخرى وهى تحدث نفسها ساخره....


أليس بسخريه: هذه أنا التى لا تفكر سوى بالزواج ممن تحب وترغب... لتستطيع الخروج من هذا البيت الذى يقيدها ويحرمها من أبسط حقوقها... 



كما أفكر بكيف سأقوم بإقناع مارلين للهرب من هذا المكان..والذى أصبح صديق أخى على غير عاده ساب..... الذى لا يتخذ أصدقاء.... وإذا ذكرت أصدقائه لا تجد سوى سام فقط...كما أعلم أن ساب أصبح صديقه لأجلى...ااااه منك ساب وتنفست بصوت مسموع....


كما أن نظرت مارلين للأمور تغيرت... فقد رأى أنه وجد ب ساب الصديق والأخ... الذى كان يبحث عنه منذ أن رحل عنه أقرب الأقربين له.... وهو لن يقوم بخيانته حتى ولو كان الثمن حبه لها...إرتسمت إبتسامه هازئه على شفتاها...


ساب ساب ساب ظلت ترددها كثيراا بقلبها وعقلها... وكانت كل مره ينطق بها قلبها يزداد ألما هذا ما هو عليه دائما.... سواء كان فتاة كما كانت بالماضى أم فتى كما هو الآن... لا يترك قلب أحدهم إلا ويأخذ جزء منه ويرحل تاركه يشتاق له....وهنا تألم قلبها على ما ألت لها أحوالهم جميعا....وهنا قد تحولت إبتسامتها لأخرى منكسره...وعينان إمتلائت بالدموع وهى ما زالت تتذكر ذلك الوعد التى كانت أول من خالفه...


ولكنها لن تصمت رغم كل شئ... فمكانها ليس بجوار أم ك أمها لا تستطيع الدفاع عنهم ولا عن نفسها...ولا أب لا يهتم سوى للمال فقط.... وإن وجد أن ببيع أهل بيته جميعا سيجنى له المال الوفير لفعلها كما فعلها ف السابق...


ولكن المضحك بالأمر أن من يمنعه الشخص الذى قام ببيعه بالماضى...فقد أصبح يخشى من ساب أكثر من خشيته خساره ماله... رغم محاولته إخفاء هذا...إلا أنه ظاهر للعيان... وهذا هو الشئ الوحيد الذى يجعلها تستمر بالعيش بهذا البيت....


أما جوليا أختها التى تليها  فهى من تقوم بدور العاقله بينهم...تحاول أن تكون مكان ساب بغيابه ولكن لا يستمع لها أحد...وبمقدمتهم الجميله ليلى كما يناديها ساب....


كما تحاول الدفاع عن أمى كثيراا.... أمام بطش أبى المتواصل... وخاصه حينما يكون ساب متغيبا عن البيت...فهو الوحيد الذى يستطيع منعه من الإقتراب منها.... لهذا تحصل على بعض الكدمات لتلاقيها الضرب بدلا من أمى والتى لا تملك سوى البكاء فقط...


هذا لا يعنى أننى لا أحب أمى بل أحبها حبا كبيرا...ولكنى تعلمت أن الحب وحده لا يكفى... إذا قبلت هى هذه الحياه فما ذنبنا نحن أن نعيش ما تعيشه هى....لهذا لم أحاول أن أدافع عنها منذ أن قام أبى بكسر إحدى قدمى...أمامها وهى كالعاده التى لم تفاجئنى ظلت تبكى فقط...ولم تحاول أن تدافع عنى...وأنا التى قد تم كسرإحدى قدماى بسبب دفاعى عنها....


ولكن جوليا لم تتعلم ومازالت تحاول حمايتها.... فدائما ما تقول أن ساب طلب منها حمايه أمى بغيابه وهى لن تخذله...ألم أقل من قبل أنه قد أخذ جزء ليس بالصغير من قلوب كل من رأوه....فما بال بأخواته...



وهنا أتى بعقلها  ماحدث حين أتت سابين من المقاطعه.... كانت مختلف كليا سواء كان شكلا أو تفكيرا ب لبس غريب وأمرها إيانا ألا نناديها سوى ب ساب... كل هذا لم يكن يخيفنى فكان الاهم أن سابين قد عادت....إتسعت إبتسامتها وذرفت عيناها الدموع وكأن المشهد يعاد أمامها....وسعادتها الشديده لرؤيته حين قدم.....


ولكن ما أدركته لاحقا أن روح سابين التى كانت تنتظر مجيئها قد فنيت معها بذلك المكان... الذى ظلت فيه عده سنوات... لهذا لم يعد شئ كما كان ف سابين لم تعد سابين بل أصبحت شخصا أخر يدعى ساب لا نعرفه ولم نلتقى به من قبل....


لم تنسى نظره سابين حين علمت بموت ليلى الصغيره... كما لم يتكرم جورج لإخبارها بموت أختها الصغيره....والتى ماتت بعد ذهابها ب شهريين فقط...


وأردت أمى أن لا تمحى وجود الرضيعه التى أحبتها سابين... فقامت بتسميت الفتاه الأخيره التى أنجبتها ب إسم ليلى على إسم الرضيعه التى ماتت بعمر الشهريين.. والتى قامت سابين ببيع نفسها حتى تحافظ عليها... حتى تظل بجوار أمها ولا تتربى على أيدى غيرها...


ولكنها ماتت لسوء صحتها وإهمال علاجها... وبالطبع كان هذا بسبب جورج الذى رفض دفع المال لعلاج الصغيره حتى ماتت...ولكن ما فعلته أمى لم يزد الوضع إلا سوء... 


مازالت تتذكر تلك النظره التى رأتها بعينى سابين نظره إنكسار تخبرهم الكثير...  وكأنها تقول أردت أن أحميها من وحوش العالم الخارجى ببقائها معكم... ولكننى نسيت أن الوحش الحقيقى قابع بهذا البيت...وكان السؤال الوحيد الذى طرحته يومها بصوت مهتز وجسدا مرتعش: ألم يكن من حقى معرفه ما حدث للصغيره التى قدمت نفسى فداء لها حتى تعيش هى...


ولكن لم تتلقى رد سوى إنحناء رأس أمى وإنخراطها ببكاء مرير... وجميعا ننظر لما يحدث ونبكى بصمت ولم تستطيع إحدانا التحدث...وصدقا كان سيصابنى الدهشه إذا حاولت أمى التبرير مجرد التبرير لما حدث...ولكنها لم تحاول حتى....


ومن يومها لم أرى أى نظره تدل على إنسانيه سابين.... سوى عند محادثتها لأمى رغم ما فعلته لها  او إلى ليلى الصغيره... حيث تخصهم بتلك النظرات العطوفا.... تنهدت وهى تحاول أن تتوقف عن ذرف الدموع...رافعه رأسها للأعلى حتى تسلطت أشعه الشمس على وجهها والرياح تهب بنسماتها فتطايرت خصلات شعرها على وجهها تداعبها...وكأنها تواسيها على أحوالهم...


إستدرات خارجه من غرفتها ذاهبه إلى الأسفل....لتحاول إخراج نفسها من تلك الأفكار المؤلمه لقلبها....


ولكنها إلتقت ب سيلا التى إصدمت بها.... وهى تحمل إحدى كتبها التى يقوم ساب بجلبها لها كلما سنحت له الفرصه....


نظرت لها سيلا بهدوأ وأكملت طريقها إلى غرفتها...إبتسمت اليس وهى تهبطت درجات السلم للذهاب إلى المطبخ...لترى ماذا ستفعل اليوم من طعام...


وهى تتذكر سيلا أم تقول دوده الكتب الوحيده التى أردت التعلم فينا بعد ساب فلم نكن أنا ولا جوليامن محبى الكتب...كما أننى لم أراها يوما جالسه بدون كتابها....وكأنه رفيقها الذى وعدته على البقاء ولم تخلف وعدها هذا...


تعتبر سيلا هى أكثرهم هدواء تحب الاعتزال عن الجميع...ولكن أقربهم لقلبها ساب...فهو من ساعدها على إستكمال تعليمها رغم تكليف...حيث لا توجد سوى مدرسه واحده لأبناء أصحاب الطبقات النبيله والأمراء... ولهذا فقد كان يعمل ساب أيام متواصله دون راحه حتى يوفر المال اللازم لها... حتى يستطيع أن يجعلها تحقق حلمها فى أن تصبح شئ ذو قيمه...


وهذا ما يحدث فمازالت تدرس بتلك المدرسه...وهذا لسبب تفوقها كما أصبحت من أفضل الطلاب لدى المعلمين....


كم أتمنى أن تعيش حياه كريمه هى وجوليا وليلى كم سيسعدها هذا بل وسيسعد ساب أكثر....


أخرجها من شرودها جزب أحدهم لملابسها...وكانت تعلم من هى فمن غيرها قصير بهذا البيت... إلتفتت لها ببرود ظاهرى...


اليس ببرود وهى تنظر لها حتى تجعل الواقفه أمامه تشتعل غضبا فكم تحب رؤيها غاضبه... وخاصه وأن ساب ليس هنا فلا أحد يستطيع الإقترب منها مادام هو هنا ولكنه ليس هنا الأن لذلك لا ضير من بعض المشاكسات...


أليس: ماذا هل فقدتى لسانك الذى بطولك يا صغيره حتى تقومى بجزب ملابسى... والتى ستتمزق بفضلك الأن...


وبالفعل لم يستغرق الأمر بضع ثوانى حتى أصبح وجه الصغيره أحمر... وهى تتكلم بحده لا تناسب سنها الصغير: لا لم أفقده ولكن أنتى من فقدتى قدرتك على السمع ف أنا أناديكى منذ مده كبيره...ولكن أنتى من لم تقومى بالرد على....


ثم نظرت لفستانها قائلا بتقزز لايناسب طفله تخطت الخامسه...ومن ثم فإن ما تردينه لا يضع تحت مسمى ملابس ألا ترى جميلات البلده...ثم إلتفتت راحله دون أن تدع فرصه ل أليس أن ترد عليها....


ظلت أليس تنظر لأثر الصغيره ثم إنفجرت ضاحكه على تلك الصغيره سليطه اللسان...واااه منك يا ساب فهو من أعطاها تلك الرخصه للرد على أى شخص لا يعجبها....


إلتفتت تقوم بإكمال عملها اليومى.... حتى تنتهى منه سريعا وتذهب ل مارلين ل تفقد أحواله....


❈-❈-❈




عندما خرج من البناء المخصص لعمل الحدادين....

ظل يعنف نفسه على عدم ثباته... أمام هذا الملك الذى لا يشعر براحه ف وجوده حول محيطه... ولا إطمئنان لنظراته الثاقبه هذه....


تنفس بعمق وهو يسير ليذهب له... وكان بعالمه الخاص يحاول بناء أفكاره مره أخرى حتى لا يخطأ مره ثانيه...


كما كان يفكر بترك هذا العمل.... الذى لا يجنى منه سوى لفت الأنظار إليه وهذا أكثر ما يكره... ولكن تذكر أليس والتى رغم كثره أخطائها لا يستطيع تركها وهى تحتاجه... كما أنه أقسم على حمايتها هى وأخواته حتى ولو كان المقابل هو... هذا ما تعاهد عليه بالماضى وليس له القدره على أن يخل بعهدا كما أخل بأخر ف الماضى ...


هذا الحديث دفعه لتهدأ أعصابه...ويعود ساب الهادى الذى لا يشغله شاغل سوى عمله...


صادف أن كيت وديفيد يتحدثان معا أمام بهو القصر الشاسع... والذى يعد منظر أسر للعيون التى تراه أول مره.... بسبب طوله والأزهار المتواجد على جانبيه والتى تحمل الكثير والكثير من الألوان النادره الجذابه...


لكن إذا نظرت لهم جيدا ستجدهم يتشاجرون لا يتحدثون....حيث كان ديفيد يتحدث بحده... وهو يقوم بتحريك يده أمامه ليوضح شئ ما...أما كيت التى كانت تنظر له بحده... ولكنها تحاول تمالك نفسها حتى لا تقوم بقتل ديفيد..



كان ولا بد أن يمر ساب من جوارهم للذهاب إلى غرفه الملك...وكم تمنى ألا يلتفتوا إليه عند عبوره من البهو الواسع هذا....ويلتهون بشجارهم...


ولكن تحطمت أماله حين إستدار ديفيد إليه... حين رأه مقبلا عليهم وهو يقول له بحده حين رأه: إلى أين أنت ذاهب يا فتى... ألن تقوم بإنهاء أعمالك التى تركتها لتتراكم عليك منذ أمس....هل يجب على إتباع كلا منكم لإنهاء عمله اللعنه على ذلك... هيا عد إلى عملك.... وأناحينما أنتهى مع هذه الصغيره سألحق بك...


أجابه ساب وكيت بذات الوقت...كيت بحده: قلت لك أنا لست صغيره... أما ساب فقال بهدواء: لا لن أذهب...


نظر ديفيد لكلاهما ثم قال ل كيت: أصمتى قليلا أيتها الصغيره...وأنت ف لتخبرنى لماذا لن تعود إلى عملك.. ماذا يحدث!!... ف أنا أشعر أن ورائك كارثه أخرى...وبالفعل صمتت كيت التى لم تختفى الحده من وجهها..ولكن صمتت لتعلم عن أى شئ يتحدث هؤلاء...



أجابه ساب بهدواء: لا شئ سوى أن الملك أمرنى أن أتبعه.... وأنت تحتجزنى هنا لتلقى على أسالتك التى لا تنتهى... 


ديفيد وهو ينظر له بهدواء مزيف وهو يضم يديه إلى صدره : لن أقوم بسؤالك ماذا فعلت... ولكننى لن أتدخل لأى منكم بعد الآن فقد جعلتمونى أشيب ف شبابى....وتركهم ورحل من أمامهم...



حينما إنتهى زاد تعجب كيت... على ذلك الصبى الذى لم تتعرف عليه سوى من ساعات...



كان ساب ينظر لأثر ديفيد بشرود..فأخرجته كيت من شروده وهى تنظر له بإبتسامه مطمئنه:أعتقد أنه من الأفضل أن تذهب للملك فهو لا يحب الإنتظار....


إلتفت لها ساب وقد عاد للواقع وأوما لها براسه وتركها راحلا...


ظلت تنظر لأثر متعجبه من حال هذا الفتى.... الذى كان مختلفا وهو يتكلم معها صباحا يضحك ويمزح وكأنها تقربه منذ أعوام... وهذا الفتى الذى كان يقف أمامها الأن...


تنهدت وقررت أن تصعد إلى غرفتها... لترى هل إستيقظ زوجها العزيز أم لا....


واقف الأن أمام غرفه الملك ينتظر السماح له بالدخول...ولكن وللعجيب خرج الحارس يخبره أن ينتظر قليلا.... ف الملك مشغول الأن وسيأمر بإدخاله بعد قليل....كيف هذا وهو من أمرنى بأن أتبعه....

حاول ساب عدم التفكير بالأمر حتى لا يثور مره أخرى...وقد أيقن أن هذا الملك يحب مضايقته لا أكثر... رغم عدم معرفته به من قبل....إلا أن هذا هو التحليل الوحيد لأفعال هذا الملك صاحب النظرات الخارقه....

طال إنتظاره فقرر أن يرحل وليحدث ما يحدث..ولكن حدث أن دخل الحارس للملك بأوراق قد جلبها له ليقوم بتوقيعها...وحينما خرج الحارس أمر ساب بالدخول...بأمر من الملك...

تنفس بهدواء مذكر نفسه بالثبات الذى طالما لازمه... دخل ساب وهو يحاول أن لا ينظر للجالس أمامه بكل تلك الهيبه...والتى لم يهتز لها ساب... بل إهتز من تلك النظرات التى تخترقه فقط... ولكن برع ف عدم إظهار ذلك...

لم يتحدث ساب أو يبدأ الحديث ترك الأمر له...كما أنه الملك لا يصح أن يبدا بالحديث قبله...

عاد الملك ونظر إلى الورق الذى أمامه يراجعه بدقه...

وتحدث قائلا بصوته الذى يحمل بحه مميزه: أخبرنى أيها الصغير من أين أنت... 


قرر ساب أن يتعامل معه بهدواء فالغضب من كلماته لا يغير من ما يقول...لهذا قرر التركيز على أسألته لينتهى منها ويرخل سريعا...

ساب بهدواء: من المدينه سيدى...

الملك مكمل قرائه الاوراق المتراكه أمامه...وهو يقول بهدواء أقرب للبرود: إذا أنت لست من المقاطعه...

ونظر له منتظر إجابته...


أجابه ساب بتلقائيه: سيدى أنت قلت من أين أنا ولم تقل أين عشت...وأجل لقد عشت فتره لا بأس بها بالمقاطعه...بعد أن إنتهى من كلامه إنتبه إلى ما قاله...أغمض عيناه لاعن ذاته.... وخاصه أن الملك لم يتكلم بعد ما قال... اللعنه على هذا اللسان الوقح الذى لا يترك فرص للرد على الأخرين...

إرتفع نظر ساب للملك ليحاول الإعتزار...ولكن هذا كان قرر ليس جيد... حيث وجد الملك يقوم بإلقاء الأوراق التى كان يحملها بيده... والتى كان يطالعها بإهتمام منذ لحظات... مرجعا كرسيه وهو يقوم بالتحرك ف إتجاهه...وملامحه لا تدل على أى شئ.......

إبتلع ساب ما ف جوفه وأغمض عيناه... وقام بالنظر لعينى الملك الذى وقف الأن بمحاذته.... وتحدث سريعا حتى ينقذ ذاته من المأزق الذى أوقع نفسه به: أعتذر سيدى...صدقا هذا شئ ليس بيدى للتحكم فيه فهى قد أصبحت عاده لدى منذ زمن...ولا أستطيع تغيريها مهما حاولت هذا...لهذا أعتذ منك مره أخرى على وقاحتى حين تحدثت منذ قليل...

هنا تكلم الملك إستيفان وهو يعود ويستند على مكتبه... ويضم يديه إلى صدره بأريحيه: وماذا عن ما فعلته سابقا...


هنا نظر له ساب بعينى متسعه ثم حاول إنتقاء ألفاظه قائلا: أعتذر منك سيدى ولكنى لن أعتذر عن ما فعلته سابقا لأننى لا أرى أنه قد صدر منى أمر خطأ..فأنا قد حاولت أن أحمى ليو وأحميك من غضبك... 

إرتفع حاجب الملك بإعجاب لصراحته الزائده...ولكن لم يعقب فأكمل ساب: أعلم أنها قد تكون لدى البعض طريقه غريبه... ولكنى أجدها فعاله وخاصه بمواقف مشابه لموقف أمس...



رد الملك وهو رافع إحدى حاجبيه : إذا أنت ترى إيقاعك لى أمر جيد..كان سؤال أكتر منه تقريرا.


أجاب ساب بسلاسه: لم أقصد هذا مما قلته..أنا لم اقصد أن أقوم بإيقاعك ولكنها كانت الطريقه الوحيده لإبعاد ليو عن مرمى عيناك...سيدى....

قال الملك برزانه مغيرا الحديث: أتعرف العجوز دوغلاس...

أجاب ساب بثقه: أجل اعرفه فهو معلمى ويعد من قام بتربيتى...

إبتسم الملك وقال بوقاحه قصدها: إذا لقد علمت من أين تعلم كل هذه الرود الجاهره... والوقاحه الزائده ف الحديث.


لم يستطع ساب أن يرد عليه كما يجب فيكفى ما أفتعله منذ قليل... ولم يعقب على حديث الملك الذى راه إهانه له...

إتسعت إبتسامه الملك حينما لم يقم الفتى بالرد عليه... فقال: أنت تتعلم سريعا وأنا أحب هذا... كما أننى قد رأيت أن عملك جيد..لهذا سأقوم بتوكيل أمر ما إليك... سأقوم بجلب نوع خاص من المعادن...

لترى هل سيصلح لصنع  سيف جيد به.... وإن حدث ونجحت بالأمر... سأوكل لك الإشرف على أعمال المعدات بأكمله...

أوما ساب له دون تعقيب...ثم طلب منه الإنصراف إلى عمله فأذن له الملك بهذا...

خرج ساب وهى يتنهد بقوه وهو يهنأ نفسه لأنه خرج بقليل من الخسائر...ولكنه تذكر مخططه ف الرحيل وراى أنه مستحيل الآن...

أكمل طريقه ليخرج من القصر للذهاب إلى عمله الذى ينتظره...كان يمر بحديقه القصر...فوجد ليو يجلس بجوار إمرأة جميله ورقيقه... يتحدثون معا ويبتسمون...كما أن عينى ليو تشع ضوء براق دليل على سعادته بإبتسامه الجالسه أمامه...

عاد إلى عمله وبدأ بزياده وضع الحطب حتى تشتعل النيران أكثر...وكان هناك صوت صراخ لأحدهم...ولكنه لم يلتفت له...ولكن لفت إنتباه صوت صراخ قوى لصبى... 

فإستدار ليرى ما يحدث فوقعت عيناه على الرجل الذى كان يتشاجر معه منذ قليل..

وقدقام بوضع السيف المشتعل على إحدى يدى الصبى...والذى يحاول أن يصمت صرخاته بوضع يديه على فمه...حتى لايزيد عليه سيده العقاب....

هنا إشتعلت نظرات ساب وهو يرى تعامل هذا الرجل الوقح مع الصبى الصغير..والمسثير للسخريه أن الحميع يتفرجون دون ان يحاول أحدهم التدخل لحمايه الصبى... 

لهذا قرر ساب عدم الإنضام لهم ف النظر لهذا الحدث الذى يراه مؤلم للقلب.... بل قرر أن يكون جزء من ذلك الحدث....

يتبع...