الفصل السابع والسبعون - شهاب قاتم
- الفصل السابع والسبعون -
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
اذا اردت ان تفهم انسانا فانظر فعله في لحظة اختيار حر وحينئذ سوف تفاجأ تماما فقد تري القديس يزني وقد تري العاهره تصلي.. وقد تري الطبيب يشرب السم.. وقد تفاجأ بصديقك يطعنك وبعدوك ينقذك وقد تري الخادم سيدا في افعاله..
والسيد احقر من احقر خادم في اعماله..
(مصطفى محمود)
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
أغلقت شاشة الهاتف بعد أن غيرت اعداد الخصوصية إلي العام وهي تنظر لها بإبتسامة إنتصار تحدثت مُدعية الحُزن:
- معلش.. كان لازم اجيبه بأي طريقة بقى.. مش هنضيع الليلة كلها واحنا مستنين.. بس قوليلي هو اللي كان مزعلك اوي كده علشان كده كان شكلك زعلان ومعيطة؟ لأ ملوش حق بصراحة!
ابعدت ذلك المسدس الممسكة به جانبًا لترمقها "فيروز" بنظرات خوف ومن ثم نظرت إلي "عمرو" الملقى بجانبها واعادت نظرها لها لتهمس قائلة:
- أروى.. عمرو مالوش ذنب.. شوفي إيه اللي يخلصك واعمليه.. بس عمرو عنده حياته وبـ..
قاطعتها زافرة بتأفف وقالت بإرهاق زائف:
- يااه.. للدرجادي اختار واحدة طيبة.. متقلقيش ابن خالتك قرفني الشهور اللي فاتت واحسنله يحل عني بفضيحة بقى.. وبعدين بصراحة مكنتش اظن إن حيوان مغتصب زيه هيتجوز واحدة زيك بس يالا اهو ظلمك وظلم نفسه يوم ما فكر يمد ايده عليا!
ابتلعت وهي تعلم أن كلماتها صادقة، لوهلة يفجعها القدر بذلك المآل الذي آلت له حياتها، إمرأة كانت لا تفعل سوى الصواب اصبحت متواطئة مع رجل مغتصب وقاتل وكل ذلك تحت مُسمى العشق!
اشارت لأحدى الرجال وهي تُملي تعليماتها:
- قلعوه وخدروها!
اتسعت عينيها في رعب مما أدركته في ثوانٍ وهي لا تتخيل أبدًا أن هذا سيحدث لها، فضيحة، يخلعوا عنه ملابسه، سيقوموا بتخديرها، يستحيل.. عليها التصرف بسرعة بأي طريقة!
اقترب الرجال ليفعلوا ما املته عليهم لتنهض هي فأمسكت "أروى" بالسلاح من جديد وبالرغم من ثقله إلا انها حاولت أن تحكم مسكتها عليه بصحبة تلك القفازات المزعجة ليتصلب جسد الأخرى بأكمله في رعب مما سيحدث لها وفجأة استمعت لصوت احدى الرجال:
- كده تمام الكاميرات اتفرغت ومش هترجع تسجل حاجة غير كمان يومين.. والكاميرات الجديدة اتوصلت في البيت كله زي ما حضرتك قولتي!
أومأت له بالتفهم بينما ازداد فزع "فيروز" من تلك الصور التي ترجمتها سريعًا بعقلها لتعلم أنها ستنتقم لما فعله بها يومًا ما عن طريقها هي وشعرت بالصدمة الشديدة ولكنها تمنت بداخلها أن كلماته لها قبل أن يغادر كانت صادقة، فهي ليست المرأة التي ستقوم بالخيانة أبدًا وقبل أن تحاول الدفاع عن نفسها وجدت انها تغيب عن الوعي بسرعة بعد أن احكم رجلان خلفها وضع قطعة قماش على انفها!
"دلوقتي أنا بس بقا معايا دليل إن راجل نام معاكي.. كل ده كان متصور"
اندفعت تلك الغصة بحلقها لشهقات بكاء هيستيري ليخبرها من جديد:
"وابقي بقا وريني.. الفيديو بتاعك قصاد الفيديو بتاعي.. ونشوف مين اللي فضيحته هتبقا أكبر.. يا.. يا بنت مامي"
توجه لأحدى الأرفف المُعلقة بحمامه ولبس قفازاً وتوجه إليها مرة أخرى ليتأكد من غسل جسدها بأكمله بالمياة والصابون وهي ترتجف أسفل يده ليبتسم في راحة وتشفي شديد ثم جذبها من شعرها مرة أخرى لخارج الحمام وهو يجعلها ترتدي ملابسها المُمزقة بالإجبار ثم أحضر قميصه المتسخ ليضعه عليها
"ده بس عشان أنتي بنت عمي.."
امتعضت ملامحها وهي تتذكر كلماته لها بتلك الليلة لتتابع الرجال وهم يقوموا بتخليصها من ملابسها لتقارن الآن، هي الوحيدة التي سيكون معها الدليل على خيانة زوجته، ترتدي قفازات مثله يومها، وحتى لو تفقد التسجيلات لن يجد شيئًا بها!
ابتسمت في انتصار وشيك لتقوم بأخذ احدى العقاقير المنشطة جنسيًا التي تعزز رغبة الرجال لتُجبر "عمرو" على تناولها لاحقًا، فلقد درست هذا الأمر كثيرًا طوال مصاحبته لها بالأيام الماضية وهي تخبره عن معاناة احدى اصدقائها مع زوجها، لقد عملت كثيرًا على احكام الأمر حتى يُصدق تلك الخُدعة وتنطلي عليه.. لم تترك فرصة واحدة للفشل، فلقد احتقنت دمائها لأكثر من عام بتوقها للإنتقام منه على كل ما فعله بها!
صدح هاتفها بالرنين لتستمع إلي أين وصل "شهاب" وعلمت أنه بطريقه عائدًا إلي المنزل لتُنهي مكالمتها ثم تمتمت:
- وانت علشان ابن عمي مش هسيبك غير وأنا مموتاك انت وهي!
تنهدت براحة ستصل إليها الآن بعد عدة دقائق قليلة، إذا كان هو افسد حياتها وقتها وعرضها للإغتصاب وحادثة شديدة لتستيقظ تجد أن كل ما قاربت على امتلاكه ذهب في مهب الريح ستفعل به هي الأخرى المثل.. ولكنها ستُنهي حياته ولن تترك له الفرصة بالإنتقام!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
في نفس الوقت..
نظر إلي تلك الصورة دون تصديق، يستحيل أن تفعل به ذلك! أهذا معناه أنها تعانده فقط لتقوم بالتخلص منه؟ ولكن هما جالسان بالمنزل سويًا ليس إلا!
هل معهما شخصًا آخر؟ هل تريد أن تجعله يشعر انها مُحقة بالإبتعاد عنه وتريد أن تُعجل من نهايتهما بأي طريقة؟ عليه أن يتوقف عن كثرة التساؤلات بعقله ويرى بنفسه!
انطلق بالسيارة من جديد عائدًا في اتجاه المنزل الذي تركها به، يحاول أن يوقف دمائه عن القلق الذي تحول إلي غضب شديد وعقله عن التهادي لأنها تستفزه أو قد تكون قامت بخيانته بالفعل.. حاول أن ينظم أنفاسه ولكن فشل تمامًا..
خطرت على باله فكرة بأن يتفقد سجل نظام التسجيل الذي لا يخلو أي منزل من منازله به ليحاول الولوج إلي التسجيلات وهو يقود بسرعة شديدة وزاغت عيناه تارة إلي شاشة الهاتف الممسك به وتارة إلي الطريق أمامه ليجد أن الوضع طبيعي وليس هناك أية تسجيلات تدل على دخول المنزل أو الخروج منه!
زفر حانقًا وهو يُفكر، لن يستطيع الولوج إلي هذا النظام إلا من يعلم بكلمة المرور، يا له من غبي، لماذا هيئ كل الأكواد لنفس الكلمات التي تعلمها هي.. ألهذا الحد عمته ثقته بها وعشقه لها؟!
خلل شعره في ارتباك وهو يحاول أن يهدأ من نفسه ولكن دون فائدة وأخذت حركات جسده تتوتر شيئًا فشيئًا كلما اقترب تجاه المنزل وهو يعد تلك الدقائق المتبقية التي تفصله عن رؤيتها ورؤية ما يحدث!
هل ستكون غادرت بعد نشرها لتلك الصورة؟ لماذا كان غبيًا وظن انه امتلكها للأبد ليرفع مراقبته عنها؟ هما حتى لم يعودا سوى منذ عدة ساعات! هناك شيئًا خاطئًا بالأمر! أكانت تعد كل ذلك له؟ ألهذا تغيرت معه؟ هل تكون هي من اصابت اخيه واختها بتلك الحادث لتجبره أن يعودا؟
تشتت عقله بمزيد من التساؤلات وهو يتوتر ولكن كان كل ما يفصله عن تصديقه بأنها تقوم بالأمر أن يُحدثها، أن يراها وحدها دون هذا الكائن الكريه الذي التقطت الصورة معه، منذ متى وهي على علاقة به؟ هل حدث ذلك عندما ابتاع لها الهاتف وهما بألمانيا؟ هل عادت علاقتها لتوطد به وقتها؟
صدح هاتفه بالرنين ليرفض المكالمة وهو على وشك الوصول إلي المنزل لا تفصله سوى دقيقتان ليعود الهاتف من جديد للرنين ففعل مجددًا نفس الشيء وكاد أن يخرج من السيارة ليعاود الهاتف الضجيج بالرنين ليجيب وهو على مشارف قتل ذلك المُتصل في مثل هذا الوقت من الليل وفي وسط ما يمر به ليجيب بحنق وقبل أن يصرخ بالمتصل استمع له:
- أنا آسف إني بكلم حضرتك في وقت زي ده.. بس الـ social media مقلوبة بتلت صور لمراتك مع ابن خالتها وهمّ يعني..
توقف صوت مدير الشئون القانونية بشركاته الذي ميزه بعد أن استمع له ليُصاب بالصدمة الشديدة ولكنه ترجل بمزيد من الغضب وهو يوشك على اغلاق المكالمة ليعاود الرجل التحدث:
- احنا بنحاول نوصل لمصدر اللي نشر الصور دي بس كلها مواقع اونلاين من الحاجات الـ fake بس ان شاء الله هنحاول نلم الموضـ..
لم ينتظر ليُنهي المكالمة وامتعضت ملامحه بلهاثٍ غاضب ليتفقد ما الذي يحدث ليرى صورتها بظهرها العاري بصحبة ابن خالتها بمنتصفه العاري ايضًا ليُميز انها هي على الفور وهي تجلس في قبالته وتحيط عنقه بيديها ليندلع بركانًا من الغضب بداخله وهو يوشك على الدخول إلي المنزل..
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
زفر وهو يفتح عينيه ليجد نفسه بمكان غير المكان الذي كان به مع "اروى" قبل أن يسقط في النوم .. وجد أنه عاريًا لا يرتدي شيئًا، نهض جالسًا وهو يشعر بشعور غريب يتحكم في جسده، لينظر بجانبه ليجد "فيروز" في فراشٍ يجمعهما وهي تبدو عارية أيضًا..
نظر إليها في استغرابٍ شديد، ما الذي تفعله معه هنا؟ وأين هما؟ وما هذا المنزل الذي يجمعهما؟ ولماذا تنظر له بتلك الطريقة وهي لا تنطق بأي حرف؟
اقترب ليلمس وجهها ليتفقد هل هي مريضة أم ما الذي دفعها للتواجد معه في هذا الفراش ثم هتف بها بتساؤل:
- فيروز.. هو ايه اللي حصل؟
نظرت إليه وهي تحاول أن تُصيح، أن تتحدث بالكلمات، أن تصرخ، ولكن لا شيء يُفيد، تشعر وكأنما لسانها انعقد وكل محاولاتها للنهوض والابتعاد عنه تبوء بالفشل!
ازداد الأمر بداخله حيرة واندفعت الإثارة لمنتصفه السُفلي وهو يشعر بتهشم رأسه ليحاول فهم ما الذي حدث له ليرتاب أنه قد تعرض للتخدير أو أخذ منوم أو كيف عرفت أنه مع "اروى" هو لا يستطيع ربط الأحداث ببعضها البعض بعد فسألها من جديد وهو يقترب منها شبه مُعتليها وتعجب من نظرتها له بتلك الأعين الناعسة فهمس لها:
- فهميني طيب أنا جيت هنا ازاي؟ يعني أنا كلمتك او قابلتك أو حاجة حصلت؟
أطلقت انينًا ليقترب وهو يتفحصها ليعتليها أكثر في تفحص ولعن بداخل نفسه وهو لا يدري لماذا يشعر بكل تلك الإثارة الشديدة وشعر بمدى تصلب رجولته ليرتطم بها دون شعور وأخذت تحاول اصدار همهمات غير مفهومة فتضاربت الأفكار بداخله اهي تحاول أن تثيره أكثر وهي من فعلت به ذلك أم تحاول التحدث ولا تستطيع ولم ير أيًا منهما الذي لمح لتوه ما يحدث وهي تطلق تلك الهمهمات..
سلط عينيه لثانية واحدة عليهما وهذا الحقير يولي ظهره له وهي تطلق تلك الآنات بمنتهى القذارة ليجد نفسه يغادر ماشيًا إلي مكتبه وأنفاسه تتعالى بلهيب الغضب الذي اكتسحه ومزقه بداخله لتتزايد سرعة خطواته وذهب إلي مكتبه ليفتح به احدى الأدراج التي تحتوي على بعض الخدع ليرفع الأوراق بها وجزءًا منها خشبي ثم آتى بأحدى الأسلحة النارية وعاد مهرولًا إلي الغرفة مرة أخرى!
دخل الغرفة عليهما ليلتفت "عمرو" عندما شعر بتواجد احد ليصيح في تلعثم عندما تبين أنه ممسكًا بسلاحٍ بيديه:
- أنا مش عارف.. أنا هنا.. أنا معرفش حاجة.. انا لقيت نفسي معاها وهي جنبي قالعة هدومها و..
لم يتركه ليُكمل بعد أن جذب الأغطية ليشاهدها عارية وهو في حالة إنتشاء تام فعاجله بطلقة بمنتصف جبهته بينما تفقدها بملامح غلفها الغضب وانطلق شرار الإنتقام من عينيه لتتوسع عيناها في صدمة ليصرخ بها وهو يتجه نحوها:
- إيه خايفة.. ده أنا هاموتك الليلادي!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
ابتسمت في انتصار وهي ترى ما يفعله عندما جذبها من شعرها وهي تُطلق آنات متألمة ولا تقوي سوى على البُكاء من مُقلتيها ليُحكم بغباءه الأمر أكثر عندما كمم فمها بأحدى ملابسها المُلقاة أرضًا وكذلك يديها ليجذبها وهي مرتمية أرضًا ليغادر بها الغرفة وبدأت قليلًا في الإستفاقة وحاولت أن تصرخ باكية بكلماتٍ عدة ولكن لم يغادر شفتاها شيئًا بعد أن كمم فمها بإحكام لتعلم أن توقيتها كان مثالي وأن هذا الحقير تصرف بمنتهى الغباء!..
أخيرًا هي الآن من تملك هذه التسجيلات وحدها وهو لن يجد شيئًا ليستند عليه فكل نظام الحماية والمراقبة لن تقوم بتسجيل أيًا مما سيحدث سوى بعد يومين مثلما اخبرها المُختص فنهضت وهي ترمق تلك الورقتان التي تحمل دليل زواجها العُرفي من "عمرو" لتمزقهما ثم وضعت الوريقات بأحدى جيوبها ونظرت إلي الشاشة التي تنقل جثته على الفراش ليخطر لها فكرة ستُريحها كثيرًا من كل شيء..
جذبت هاتفًا يحمل رقم مبهم مسجل ببيانات مُزيفة اعدته لليلة فقط وسجلت رقم اختها الذي نقلته من هاتفها وأرسلت بموقعًا منه ثم هاتفتها وهي تدعي البُكاء:
- زينة الحقيني ارجوكي.. انا كنت رايحة الغردقة وسافرنا بالعربية فجأة لقيت ناس خطفوني.. موتوا السواق.. وسبوني في أوضة هنا.. بالعافية لقيت موبايل تاني في جيبه بعد ما فكروا انه معاه موبيل واحد بس وخايفة لا حد يسمعني..
اندهشت اختها مما تستمع له ولصوتها الذي يستغيث في ذعر لتهتف بها:
- طيب اهدي علشان اعرف اوصلك بس واساعدك.. اشرحيلي براحة.. انتي فين؟
ادعت المزيد من البكاء وهمست لها:
- انا في بيت غريب.. اخدوا مني الموبايل وصوروني .. بعد ما قلعوني هدومي وقالولي لو قولتي لحد هنفضحك.. أنا مش عارفة اعمل ايه..
ادعت التلعثم وغياب الكلمات لتهمس وكأنها لا تريد أن يصل صوتها لمسامع أحد:
- خايفة اقول لخالو او اي حد يبلغوا البوليس وفجأة الفيديو كله يبقى على النت.. أنا مرعوبة يا زينة.. بلاش بوليس الله يخليكي هنتفضح فيها والبلد كلها هتعرف! وماما لو عرفت هتقول لإخواتنا وهتروح فيها.. أنا خايفة يجوا يعرفوا شكلهم يقوموا ضربينهم بالنار دول معاهم مسدسات..
تشتت "زينة" من هول ما تستمع له لتهمس "أروى" من جديد في رعب ادعته ببراعة:
- الموبايل ده خلاص هيفصل شحن ده 10 %.. بعت منه لرقمك لوكيشن على واتساب.. أنا قاعدة في اوضة و..
ابتلعت وهي تتصنع عدم استطاعة التحدث ثم تابعت:
- فيه برا جنينة قدامها.. وفيه راجليناللي جابوني.. حاولي تلفي من الجنينة محدش برا من الناحية دي.. أنا مش معايا أي هدوم ولا لاقية حاجة البسها واستحالة اطلع كده في الشارع!
هتفت بها اختها:
- طيب هاجيلك مسافة السكة انا شوفت اللوكيشن اهو..
همست لها بمزيد من الفزع الذي أكملت في تصنعه وادعت البًكاء في قهر كاذب:
- ارجوكي بلاش حد يعرف يا زينة أنا هتفضح فيها.. مش هاستحمل خالو وسليم يشوفوني كده ولا أي حد من اخواتي.. ولو حد جه اكيد ممكن يضربوهم بالمسدسات.. أنا مش عارفة عايزين مني ايه..
انتي اكتر واحدة شكلك مش معروف فينا.. البسي اي حاجة تخفي شكلك.. إنما الباقين كلهم في الشغل وممكن يبقوا عارفينهم واول ما يشوفوهم يموتوهم.. أنا خايفة.. مش عارفة.. مش عارفة اعمل ايه
ممكن تنطي من على السور ارجوكي واوعي حد يشوفك.. هاخد الهدوم منك ونحاول ننط من على السور.. هما فاكرين إني مش هاقدر امشي طول مانا مش معايا هدوم وفاكرين إن مش معايا موبايل..
تحدثت "زينة" بلهفة وهي ترتدي ما يقع أمام عينيها:
- اهدي بس وخدي بالك من نفسك على ما اجيلك..
تريثت لبرهة وهمست في ذُعر:
- بصي خلي السواق يجي قدام البيت وكأنه بيسأل عن حاجة على ما تكوني انتي لحقتيني.. بس بلاش والنبي تقولي لحد من عندنا لا يموتوا.. بسرعة والنبي يا زينة الله يخليكي الموضوع مفيهوش هزار..
أنهت المُكالمة وهي تبتسم بخبثٍ وهي تتخيل أن قضية القتل تلك ستكون "زينة" الوحيدة الجاني بها بعد أن تتحول بصماتها على هذا السلاح وستقتل به نفسها!
هي كل ما تريده أن تأتي بالقرب من المنزل وبقية الرجال سيتكفلون بالبقية.. ولن يدع هذا مجالًا للشك عند زوجها انها كانت على علاقة بـ "عمرو" أو حتى "شهاب" الذي ترك بصماته على السلاح بعد أن القاه أرضًا ولتحصد هي الإنتقام عندما يفترقا عن بعضهما البعض!
وحتى لو اخبرت زوجها أو أي من اخواتها بعد مغادرة المنزل ستكون قد ماتت بالفعل قبل قدومهم وسيحاول الرجال منعهم إلي أن تقوم بإنهاء الأمر كله!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
لهث بغضب رامقًا اياها وهي تبكي وتصيح أسفل قدماه ليجذب احدى السكاكين من احدى الأدراج المُلحقة بالمطبخ ليشعر الإشمئزاز وكأنه كان يعيش معها في كذبة محكمة لطيلة شهر كامل حتى تنفذ انتقامها منه بهذه القذارة التي فعلت فِعلتها بها!
لقد فعل كل شيءٍ من اجلها، لقد حاول التغير بحقٍ هذه المرة، لم يبخل حتى عليها بنقل املاكه لها، وهي الآن تأتي ليجدها بفراشٍ واحدٍ مع رجل آخر.. كيف استطاعت فعلها؟ ما الذي اختلفت به الآن عن أي عاهرة اخرى؟
لماذا لم يُفكر وقتها أن الجزاء من جنس العمل؟ ألم يفعل هذا بزوجة والده؟ ألم يقم بتخديرها بالسابق واعين اخيه الطفل الذي لا ذنب له تنهمر منها الدموع مثل ما ينهمر الغضب بدمائه الآن؟ ألا يثق بها على الإطلاق؟ ألا يملك ولو شفقة بداخله عليها؟
رؤية رجل منتشي بالكامل مع زوجته العارية وهي تطلق تلك الهمهمات لم يكن بأمرًا هينًا على أي رجل، لا هو بمرضه ولا سواه، الخيانة لطالما تُصيب بمقتل وتترك الرجل كالأعمى لا يُصدق سوى أن ما يراه حقيقي حتى الثُمالة!
انخفض بجسده وهو يجبرها بإحكام على مواجهة الأرضية بينما يداها مُقيدتان خلف ظهرها ولا يغادر فمها سوى صرخات وكلمات غير مفهومة ليبدأ بفعل نفس فعلته بهذا الرجل، بدأ في الضغط على السكين وهو يمرره محدثًا قطعًا على طيلة ذراعيها لييلهث متحدثًا بحرقة:
- بتستغبيني.. ولا فاكرة إن علشان حبيتك واديتك كل حاجة هاستحمل اشوف خيانتي يا قذرة بعينيا وساعتها هاسكت واطلقك! لا انتي متعرفيش مين شهاب.. ده أنا هموتك ومفيش حد يقدر يمسك عليا غلطة!
ابتلع وهو يجذب شعرها بقوة بقبضة يده ودفع وجهها للأرض ليبدأ بتمرير السكين من مؤخرة رأسها إلي نهاية ظهرها وهي تحاول التفلت منه وبكت بمرارة وحاولت الصراخ بالعديد من الكلمات ولكنه بات كالأعمى لا يرى أمامه سوى صورة هذا الحقير وهو منتشي بالكامل أسفل الأغطية التي جذبها من عليهما!
بصق عليها ثم نهض وهو يرى دمائها تنزف أسفله بينما هي تصرخ وتبكي من شدة الآلم ومن بشاعة ما يحدث لها ولم تعد تحتمل لا الآلام ولا مجرد فكرة أنه صدق كل هذا وهو من كان يفعل بالنساء نفس الأمر في يومًا من الأيام!
ركلها بحذاءه بقوة في معدتها ليتعالي آنينها المُتألم ثم جذبها أكثر وهي لا تزال مواجهة للأرض ثم اكمل بقية حديثه وهو يحترق آلمًا وغضبًا بآن واحد:
- أنا بقى مش هتغير لدرجة إني اقبل مراتي تخوني.. هو مش الزانية بيموتوها.. أنا بقى هموتك وابقى خلصت منك بعد ما فضحتيني بصورك يا زبالة!
مرر السكين بطول ساقيها ليتعالى صراخها ولم يدرك أن أروى تشاهد كل ما يحدث في تلذذ فهي لم تكن تتصور أن الأمر سيصل إلي ذلك الحد وانتظرت قدوم اختها في استمتاع شديد وراحة واكملت مشاهدتها لهذا المنظر الخلاب وهو يحترق من كثرة الغضب ليُسكن هذا غضبها الذي تحملته منذ أن اغتصبها!
ترك السكين جانبًا ثم أشعل النار بالموقد وقام بخلع سترته ليُلقيها أرضًا ومن ثم قميصه وتوجه ليبحث عن أي معطر للهواء أو مبيد حشري قابل للإشتعال فهذه ليست مرته الأولى في أن يحرق بشرًا..
حاولت الزحف أرضًا وهي قاربت على الإختناق وفقدان وعيها من كثرة البُكاء وهذا الذعر الذي يحدث لها وآلامها لا تنفك تمزقها وحاولت أن تتخلص من تقيده اياها لتجده يُلقي بشيء مشتعل فوق ظهرها ويبخ شيئًا لتتعالى النيران وصرخت هي حتى تمزقت حبالها الصوتية وهي تشعر بهذا الإحتراق والنيران على ظهرها وشعرها بأكمله يلهبها واستمر في فعلته إلي أن شعرت بأن الآلم لم تعد تستطيع تحمله!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
هشم أسنانه من كثرة خوفه وهو قد آتى بأربعة حراس وسائقان وذهب بصحبة "زينة" بعد أن قصت عليه الأمر سريعًا وتفاقم قلقه من اجل ابنة اخته ولكنه أخبر "سليم" و "زياد" واكتفى بأنهم سيأتوا من العمل بحراسة عددها أكبر وشعر بالخوف لو أن هذا الأمر سيُكشف أمام الدنيا بأكملها!
هتفت "زينة" بقلق لتقول:
- خالو أنا خايفة.. مش هاقدر افضل قاعدة واسيب أروى كده!
رمقها بتحذير ولكنه حاول أن يتمالك نفسه ليُطمئنها:
- متقلقيش إن شاء الله هنلحقها والموضوع مش هيكون كبير! اديني كده المكالمة اسمعها..
ناولته هاتفها على الفور ليستمع بتفحص لتلك المُكالمة وهي يُلاحظ أنها مرتعدة وتتحدث بصوت خافت والكلمات تخرج من فمها بذعر ولكن أن تؤكد ألا يأتي أحد من اخواتها وذهاب زينة وحدها جعله يقلق!
أخذ يُفكر وتهادى عقله أن تلك الفعلة قد يكون السبب بها هو "شهاب" لمقايضته بما يملكه عليه ليبتلع في تعالي ارتباكه وحاول بشتى الطرق ألا يدع عقله يُحيك تلك المؤامرات قبل اكتشاف من الذي يفعل بهم ذلك ليعقد قبضته في محاولة لسيطرته على غضبه وحاول انتظار الدقائق التي تفصله عن الوصول لهذا الموقع!
فكر من جديد بكلمات "اروى" فهي مُحقة لو نمى ذلك لعلم أي سُلطات أو جريدة سيفضحوا حتمًا ولن يمر الأمر بيسر.. يتمنى فقط ألا يحدث لأي منهم شيئًا وتضرع بداخله أن يمر الأمر دون فقد أي من أبناءه! أو اخيه! كما تمنى ألا تكون تلك الفتاة وراءها أمرٌ آخر فلقد بات يرتاب بكل ما يأتي من مصائب بسببها!
لو كان أخبر أي من اخواتها كانوا سيصيبهم الذعر من اجل اختهم، يتوسل بداخله أن يستطيع كلًا من "سليم" و "زياد" أن يلحقوه بالمزيد من الرجال ويأتوا قبل أن يتفاقم الأمر ويصل حيث اللارجعة فهو لن يستطيع تحمل أن تُصاب أيًا من بنات اخته الصغيرتان ولا ابنه ولا أخيه كذلك!
لأول مرة لا يعرف ما إن كان تصرفه صائبًا أم لا وشعر بالتشتت الشديد والقلق يتفاقم بداخله كلما اقتربت المسافة!
لوهلة شعر بغبائه أنه وافق "زينة" على الحضور معه ولكن أمام توسلاتها وخوفها الشديد وإلحاحها على الأمر وأنهم لا يملكون وقتًا كان عليه الإنصياع لها خوفًا من أن تكتشف "نورسين" أو ابنته أي مما يحدث!
حاول استلهام الهدوء بالرغم من ابنة اخته الباكية بجانبه وزوجة ابنه الوحيد وهو يتمنى ألا يخرج الأمر عن سيطرته قبل أن ينقذ "أروى" التي لا ذنب لها بشيء!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
ألقى بسترته الثقيلة عليها حتى اكتفى من تسبيب الحريق بجسدها وهي تبكي في ذعرٍ من شدة الآلام التي الحقها بها ليرمقها في اشمئزاز ولا يُصدق أنه يُبدد كل ما عشقه بها بصنع يديه ثم اعتلاها وهو يمرر يداه حتى يُصيبها بمزيد من الوجع لتصرخ هي مرة أخرى ولكنها اوشكت على فقدان وعيها من شدة تلك الحروق التي اصابتها وهو يركلها بقسوة دون توقف!
حدثها مُتكلما بآلم وهو هاكمًا على نفسه وعلى تصديقه أنها فعلت كل هذا لتتخلص منه:
- تعالي بقى اوريكي الحرام بجد، اوريكي كنت بعامل الستات ازاي! علشان تعرفي في يوم إني حبيت واحدة قذرة متستاهلش!
سرعان ما اعتلاها وهو يستحث نفسه على التصلب لتصرخ هي عندما شعرت أنه سيمارس معها الجنس الشرجي المُحرم بمنتهى القسوة وتمزقت حبالها الصوتية من كثرة الصراخ ولم تملك حيلة اسفله!
لهث ليصرخ بأذنها بحرقة:
- ليه عملتي فيا كده.. ليه خلتيني نوصل للدرجة دي.. كنتي بتخونيني من واحنا في المانيا صح؟ لما اديتلك الموبايل زي الغبي!
عقد كلتا قبضتاه على عنقها التي تضررت ببشاعة من الإحتراق لتتوجع بما يحدث لها وقاربت على فقد أنفاسها وهو يخنقها بيداه ليشعر هو بهدوء أنفاسها ليتوقف عن فعلته ثم جعلها تلتفت اسفله لتتلاقى أعينهما وكلٍ يبكي على ما يحدث له ليهمس بين أسنانه المُطبقة:
- لأ مش هاموتك دلوقتي.. مش قبل ما اطلقك.. مش ده اللي كنتي عايزاه .. حاضر! بس بعد ما اعذبك اكتر من كده! علشان يوم ما افتكر إني قتلتك ابقى اتشفيت فيكي!
اخترقها بعنف وقسوة شديدة ودموعها تنهمر وأمسك بخصرها بغلظة وهي لا تتحمل تلك الآلام بجروجها ولا بجسدها الذي احترق ودفع بها قاصدًا أن يتغلغل بداخلها ليُصيبها بوجع شديد وهو يصل لعنق رحمها!
شعرت بأنها لم تعد تستطيع تحمل الآلم ولا حتى الصراخ لتخور قواها بشدة وبات تميزها لكل ما يحدث كالتشويش فلقد فقدت الكثير من الدماء والوجع لا يرأف بها لتشارف على فقدان الوعي وهو يرتجف بداخلها وهمس بحرقة:
- ده اللي انتي كنتي خايفة منه إنك تحملي مني.. منعتيني ساعتها علشان ابعد عنك وميبقاش فيه حاجة تربط بيني وبينك! اديني هموتك وانتي اخر حاجة حسيتي بيها هو أنا يا حيوانة!
التقط أنفاسه لينهض وهو يحاول التحكم في نفسه وذهب من جديد ليُحضر السكين حتى يتخلص منها للأبد وربما قد يتخلص من نفسه هو الآخر فهو لم يعد يريد الإستمرار بهذه الحياة بعد الآن!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
هتفت في هاتفها بدهشة:
- إيه.. معاها حراسة.. مين ده؟.. لا بصوا امنعوا كل اللي معاها وهاتوها على الأوضة اللي موجود فيها.. بسرعة علشان خلاص هنمشي.. متنسوش تدخلوها من الجنينة.. ومتموتوش حد علشان الموضوع ميكبرش عن كده.. اضربوهم بس متموتهومش..
زفرت في حنق بعد علمها أن تلك التافهة الصغيرة صممت واحضرت معها رجال ولم تمر سوى دقائق تآكلها بها الغيظ من تلك التي تبرهن لها كل مرة أنها لا تريد سوى افساد كل ما خططت له لتجد الباب يُفتح بعد انتظارها واحدى الرجال يُلقى بها بالداخل لترمقها في تقزز واشمئزاز وهي تُمسك بنفس السلاح الذي استخدمه "شهاب" منذ ثوانٍ ولكنها ارتدت قفازات كل لا يجد أي احد بصماتها!
ابتسمت في تهكم لها لتقول:
- طول عمرك هتفضلي غبية! اخدتي مني كل حاجة بس مش هاسيبك تتهني يا زينة، المفروض أنا اللي كنت اتجوز وسليم والمفروض ابنكو ده يبقى ابني وحتى ماما المفروض كانت تعاملني انا كده مش انتي!
نظرت لها بدهشة وقبل أن تتحدث عاجلتها بأحدى الرصاصات بمنتصف صدرها ثم سرعان ما وضعت السلاح بين يديها لتُطبع عليه بصماتها وفرت للخارج بصحبة نفس السلاح المطبوع عليه بصماتها لتتجه نحو "شهاب" الذي كان ممسكًا بعصا غليظة وهو لا يتوانى عن ضرب زوجته بها!
لهث وهو يتوقف من كثرة المجهود الذي بذله وهو يقسو عليها ببشاعة ليقول بين بُكائه:
- انتي طالق.. اديكي خلصتي مني بعد كل حاجة.. دلوقتي اموتك علشـ..
صدحت ضحكتها من على مسافة ليلتفت ليجد "اروى" تُمسك بنفس السلاح الذي كان يستخدمه لتقابله بأعين مُنتصرة وهي تقول:
- لا بجد يعني احسن من اللي انا فكرت فيه.. جبتلي حقي كله وأنا شايفاك محروق عليها وصدقت زي الأهبل انها بتخونك!
ابتسمت وهي تُشهر السلاح وتتجه نحوه ثم أطلقت احدى الطلقات لتُصيبه بقدمه ليكتم انينه وظل واقفًا لتقول هي في تلذذ:
- فاكر يوم اللي انت عملته فيا وهددتني تفضحني.. اهو كل اللي اتعمل في مراتك ده بيترفع دلوقتي في كل حتة.. علشان تعرف يعني ايه تغتصب واحدة وتبهدلها .. انت السبب انت اللي خسرتني كل حاجة!
برق طيف من الدموع بعينيها لتمنعه سريعًا لتهتف بحرقة:
- خططت لكل حاجة بقالي اكتر من سنة، روحت استحملت ابن خالتها التافه ده وهو اهبل وقالي على كل الأدوية اللي بتخدر، عرفت منه كل حاجة وانت غبي وصدقت..
أطلقت من جديد احدى الأعيرة النارية على نفس القدم عندما وجدته واقفًا واقعًا في الدهشة ولم يتأثر وكل ما ودته هو أن تراه اسفل قدماها كالذليل كما فعل بها بيومٍ ما..
حدثته بسخرية لتقول:
- عامل فيها جامد اوي وانتي غبي.. لدرجة إنك صدقت إن مراتك تخون.. واضح إن ظلمك للستات كلها واحد عندك!
نظر نحو "فيروز" وهو يُدرك الآن فداحة ما فعله ولم يثو على الحديث ليصيح احدى الرجال:
- يالا يا استاذة فيه ناس كتيرة برا ومش هنعرف نوقف قدامهم.. لازم نلحق نمشي
نظرت له في تشفي ثم عاجلت "فيروز" بطلقة بمنتصف ظهرها وعادت لتحدثه:
- اديني موتهالك.. علشان انت كمان قبل ما تومت تعرف إنه مش من السهل تغتصب واحدة! علشان في اخر لحظة ليك تعرف إنك كلب ولا تسوى.. كنت فاكر إني هعدي اغتصابي واللي عملته فيا بالساهل.. انت غبي..
أطلقت من السلاح مجددًا ببطنه وكادت أن تُعاجله بأخرى لتجد من يمنعها من خلفها مُمسكًا بهذا السلاح وهناك رجال دخلوا من الباب الآخر ليسيطروا على الرجل الذي يتبعها لتترك السلاح بعد تلك القبضة القوية التي منعتها والتفتت لتجد أنه "سليم" الذي صفعها بقوة وهو يصرخ بها:
- لما القذر ده اللي اغتصبك مقولتيش واتكلمتي ليه؟ جاية تومتي وتقتلي وعايزة تاخدي مراتي وابويا في رجليكي.. انتي شيطانة يا شيخة! أعوذ بالله منك!
أمسك بشعرها وهو ممسك بالسلاح بعد أن استطاع بصحبة رجال الحراسة الذي احضرهم بعدد كبير عكس ما فعل والده اختراق المنزل من الخلف هو وعمه "زياد" وتوجه نحو "شهاب" ليبصق عليه وتوعده بلهاثٍ غاضب:
- بقى زي الكلب اغتصبتها وكمان كنت جاي تبص في وشنا.. والله العظيم لا أكون موديك في ستين داهية!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
التفتت لتنظر له وهي جالسة بالمقعد الجانبي للسيارة ثم حدثته في امتنان:
- شكرًا يا معاذ.. والله عارفة إنك راجع تعبان بس انت عارف فيروز ياما وقفت جنبنا!
أومأ لها ورد في تعجب متسائلًا:
- هي فعلًا ياما وقفت جنبنا.. بس هي ردت عليكي ولا لسه؟
هزت رأسها في انكار وتفقدت هاتفها من جديد لتقول:
- لأ.. مش عارفة ليه مع اني لسه كنت مكلماها واتفقت انك اول ما تيجي هتوصلني.. مظنش تكون نامت وانا مأكدة عليها!
زفرت في حيرة وتفقدت هاتفها فقد تكون ارسلت لها برسالة على احدى التطبيقات ولكنها لم تجد بينما ازداد تعجب "معاذ" من الأمر لتخفض هي احدى الشاشات ومسحت الإشعارات بضغطة واحدة لتلمح احداها بإسم "فيروز" فتفقدت حسابها من ذلك التطبيق وانفرج ثغرها لترى العديد من التعليقات:
- اعوذ بالله، ربنا يستر علينا وعلى بناتنا .. بقى فيه واحدة تجهر بالمعصية كده؟ بدل ما تستر على نفسها!
- أنا لو مكان جوزها هادبحها.. واحدة قذرة..
- يا جماعة متحكموش من غير ما تفهموا..
- اهو دلوقتي بتوع الفيمنست هيقولوا تلاقي جوزها هو اللي ابتدى! ادوهم بس ساعتين زمن وهتلاقيهم كتبوا بوستاتهم!
- مش دي اللي لسه نازلها فيديو ومرات رجل اعمال وبتخونه.. ياختي جتك نيلة على ايه ده انتي منظرك يقرف
- يا أهل الخير بدل ما تشيعوا الفاحشة وتتكلموا عن ناس منعرفهاش مالوش لازمة الكلام ده.. اميتوا الباطل بالسكوت عنه..
- دي هتبقى قضية رأي عام وتريند وهنشوف فتي بقى للصبح.. انا خلاص كرهت البلد دي باللي فيها بقت عيشة تقرف
هتفت "لبنى" بإندهاش:
- يا لهوي هو فيه ايه.. بص كده يا معاذ؟
تناول الهاتف منها ورفع حاجباه في دهشة والتعليقات لا تكف عن الإزدياد:
- يمكن علشان كده مبتردش..
اعطى لها الهاتف وازاد من سرعة السيارة بطريقة غريبة لتشعر زوجته بالقلق الشديد لتهمس في تساؤل:
- ايه الكلام ده يا معاذ.. ازاي فيروز هتبقى كده؟
تماسك وهو يعقد حاجباه ثم حدثها بنبرة جادة ليقول:
- ادينا اهو هنروح نشوف!
اكملت بحث عن تلك الأخبار التي قرآتها في التعليقات اسفل الصورة الخاصة بيها هي وابن خالتها لتفزع اكثر عندما وجدت احدى صورها وهي عارية معه ومقاطع مصورة لزوجها وهو يُعذبها!
ازدادت دهشتها وهي لا تقوى على التكلم وتصلب جسدها بينما صف السيارة أمام المنزل وتأكد من حمله لسلاح عمله وترجل من السيارة وشعر بالقلق ليأخذ زوجته معه ثم همس بها وهو يتفقد المكان حوله بحرص خصوصًا أنه لاحظ أن الباب غير مُغلق فهمس لها:
- بصي هندخل ونشوف فيه ايه وخليكي جانبي ولو اخدتي بالك من حاجة تعرفيني!
أومأت له بقلق ليُمسك بسلاحه وضرب الباب بقدمه ليمح بعينيه سريعًا المكان ليجد جسد "شهاب" مُلقى أرضًا وهو ينزف فتوجه نحوه بخطوات هادئة وامسكت به زوجته في ذعر وهمست:
- ايه ده يا معاذ اللي حصل هو مات ولا هنلحقه ولا..
قاطعها وهو يحاول التصرف:
- اهدي يا لبنى علشان نعرف نتصرف.. متلمسيش اي حاجة..
آتى باحدى المحارم من المطبخ حيث كان ثلاثتهم ووضعها فوق عنقه ليجد أن هناك نبضًا ليُهاتف سريعًا احدى اصدقائه ممن يثق أنهم سيقدموا المساعدة على الفور!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
هتف برعبٍ ما إن دخل الغرفة وهو يتجه نحو والده:
- بابا.. انت كويس؟
ابتسم متوجعًا ثم اجابه بصوت متألم قليلًا:
- اسد ياض.. دي كانت اي كلام لدرجة انهم مبنجنويش..
زفر في راحة وهو يتفقده بحسرة ثم همس له:
- زينة في اوضة العمليات، طمنوني انها هتخرج منها ان شاء الله..
احتقنت دماءه بالغضب ليصرخ بحقد:
- كله من الكلبة أروى.. القذر اللي انت كنت بتدافع عنه هو السبب في كل حاجة.. هو اللي اغتصبها وضربته بالنار قدام عينيا! أنا مش عارف ازاي سكتت كل ده!
زفر "بدر الدين" في إرهاق وحاول أن يُعدل من جلسته على السرير ليبادر ابنه بمساعدته بينما تحدث له بجمود:
- مفيش فايدة فيها.. ده لو حد عرف هتبقى قضية ومصيبة.. أنا لما سمعت المكالمة حسيت إن فيه حاجة غلط!
نظر إليه عاقدًا حاجباه ثم سأله:
- انتو عرفتوا ازاي؟
اجابه بنبرة غابت في حُزن شديد:
- أروى كلمت زينة وقالتلها انها اتخطفت وناس صوروها.. البنت جت تجري عليا وقالتلي الحق يا خالو وكانت منهارة وبتعيط وصممت متسبنيش لوحدي.. حقك عليا والله يا سليم ما كنت اعرف انها هتوصل بيها الدرجة انها تعرضها لضرب بالنار!
سأله من جديد:
- وأنت اصلًا ازاي حد ضربك؟
تنهد ليقول مجيبًا:
- نزلنا من العربية فجأة لقينا عدد اكتر مننا ولما اخدوا زينة حاولت امنعهم واتصابت بطلقة في رجليا..
أومأ في اقتضاب ثم همس بشرود:
- منها لله.. الإنسانة دي مفيش نهاية لشرها أبدًا.. أنا خليت عمي ياخدها ويخفيها من وشي وإلا كنت هموتها بإيديا.. ولا التانية اللي متبهدلة حروق واغتصاب ومضروبة بالنار.. أنا مش عارف هنقول لأهلها إيه!
سأله بآسى وهو مجرد تخيل الأمر جعله يشعر بالفزع لما كان عليه يومًا ما وأنه قد كان ليفعل المثل وقت مرضه كما شعر بتأنيب الضمير لجعلها في البداية تساعده:
- كويس إنك وزياد لحقتوا الدنيا.. هي فيروز لسه في العمليات؟
أومأ له "سليم" وامتعضت ملامحه في اشمئزاز ليهمس بحرقة:
- ازاي انسان يعمل في مراته كده؟ ازاي أروى دي كده بشرها ده كله.. لو على أروى فأنا هربيها حاضر والكلب التاني ده هافضحه!
نهض يتنفس بغضب وأجرى مكالمة ليوقفه والده في لهفة:
- انت هتعمل إيه؟
التفت ناظرًا له بغضب وقليل من اللوم:
- اللي المفروض كان يتعمل من زمان! هسلم كل الأدلة اللي معانا ونخلص منه في ستين داهية!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
بعد مرور شهران. . .
فتح عينيه وهو يشعر برأسه تكاد أن تنفجر من الآلم وهو على سرير صغير بغرفة غريبة ليجد رجلًا يظن أنه يعرفه ليتحامل على الآلم الذي لا يتوقف ثم همس:
- فيروز.. فيروز فين؟
أخذ يخلع تلك الأجهزة الطبية عنه وتذكر الآن أن الذي يجلس أمامه هو "معاذ" ليراقبه بإمتعاض وصاح الآخر وقد بدأ يستعيد وعيه ولم يكترث للآلام التي تفتك برأسه:
- بقولك هي فين رد عليا!!
ترك السرير ليحاول الوقوف اكثر من مرة ليجد أن قدمه اليُمنى التي تلقى بها الرصاصتان لا تحمله مثل السابق ليحاول السير وكل ذلك الوقت يراقبه "معاذ" في سكوت ليصرخ مجددًا:
- أنا ايه اللي بيحصلي ليه مش قادر امشي، ده من الطلقتين اللي اخدتهم.. فهمني ايه اللي بيحصل.. وفيروز فين بقولك!
تنهد لينظر له بآسى ممزوجًا بالغضب ثم همس له:
- رجليك اتصابت وعمرها ما هتبقى زي الأول..
شعر بالصدمة وهو يستمع لتلك الكلمات ليطأطأ الآخر برأسه وتابع بحزن:
- البقية في حياتك.. فيروز ماتت وهي حامل!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
#يُتبع . . .
الفصل القادم بتاريخ الإثنان 15 مارس 2021