-->

الفصل التاسع عشر - مملكة الذئاب-Black


 


الفصل التاسع عشر



أصبحت أغلب الأعمال على كاهلى وحدى بعد رحيل ساب...كما أن تعلمت أساسيات العمل فى الأيام المنصرمه.... ولكن لم أصل إلى إحترافية ساب بالعمل.... ولكنى أحاول التحسين من أدائى بالعمل... لأن هذا الجشع لم يعد يقوم بأى عمل.... سوى بألقاء الأوامر فقط.... والجلوس بخيلاء بعيدا عن أمور العمل... حتى لا تتسخ ملابسه النظيفه.....


كما أن العمل بهذا المكان ليس هين بالمره... حيث أن هناك الكثير من الأشخاص يأتون إلى هنا على إسم ساب.... لعلمهم بجوده صناعته وسرعته فى تنفيذ الطلبيات مهما كان عددها.... كما لا يعلم كيف إستطاع ساب تحمل كل هذه الأمور..... من عمل شاق يقوم به بمفرده دون مساعده من أحد.... وأخوة متشبسين به يتحمل مسؤليتهم كامله بمفرده... وأب ك جورج لا يعنيه سوى نفسه فقط....


كان العمل متراكم عليه فهو من يذهب لجلب الأخشاب.... وإشعال النيران وتجهيز الأدوات وترتيبها....كل هذه الأشياء بسيطه.... لكن أن يثقل الأسلحه ويشكلها.... هذه هى الأمور التى لا يعرفها جيدا.... ف جورج لم يعلمه إياها بإتقان.... كما أن هناك بعض الأشخاص الذين أعادوا الأسلحه.... التى قام جورج ب صناعتها.... لكون الأسلحه ليست بجوده الأسلحه التى يصنعها ساب.....


كان اليوم مازال ببدايته... كما قام بتجهيز المكان للبدأ بالعمل...فقام بإشعال النيران... وحين إلتفت وجد أليس تقترب.... وتنظر له بإبتسامتها المشرقه فكانت كالعدوى له فإبتسم لها هو الأخر...إقتربت منه محتضنه إياه بقوه....


أليس بحب وهى محتضنه مارلين بقوه:إشتقت لك كثيرا...كيف حالك عزيزى!!...وكيف يعاملك أبى!...


أجابها مارلين بعينان تلمعان بعذق خالص:أصبحت بخير حين رأيتك حبيبتى...وظل يمسد على رأسها بحنان... وأكمل كيف هو حال أميرتى هل هى بخير!!...


إبتسمت أليس بحزن لاحظه مارلين قائله: إشتقت ل ساب كثيرا... كما أننى خائفه أن يكون قد أصابه مكروها ما.... فنحن لم نسمع عنه شيئا منذ أسبوعا وأكثر....وهذا ليس من عادته....


تجعد ما بين حاجبيه وقال بتفكير:من الممكن أن يكون لديه تراكم بالأعمال... ف أنا لن أعرفكى على ساب... إذا كان لديه عمل يوجه كامل تركيزه نحوه حتى ينتهى منه...أنا متأكد أنه حين ينتهى من أعماله سيأتى أو يبعث لنا من يطمأنا عليه....


أجابته أليس بتوتر:أعلم ولكن ما يقلقنى أن سيلا ذهبت إليه على مدار ثلاثه أيام متتاليه... ولم يسمح لها الحرس بالدخول إليه وملاقاته...كما لم يعطوها أى معلومه تجعلنا نطمئن عليه... وليس هذا فقط ف أمى تحلم أحلام مزعجه بخصوص ساب... وتستيقظ من سباتها تبكى وتردد أنها تريد رؤيه ساب....المنزل وقع بحاله من الخوف والحزن من حدوث شيئا ما له....


تنهد مارلين فهو الأخر ليس بيده شئ... فهذا القصر الملكى.....ورغم أنه عاش حياته كامله هنا... إلا أنه لم يفكر ولو مره بالإقتراب من هذه المنطقه....


فقال محاولا أن يهدأها:لا تقلقى سأجد طريقه نصل بها إليه... ولكن حتى نصل إليه... يجب أن تظلى قويه أمام أمك وإخوتك....وكلما تمكن منك القلق تذكرى عهدك الذى عاهدته ل ساب قبل رحيله...إنكى ستحمين إخوتك وأمك مهما تكلف الأمر ....وما أعلمه جيدا أن حبيبتى لا تنقص عهدا عاهدته أبدا....خاصه وإن كان عهدا يخص عزيزها ساب...قالها بإبتسامه حنونه وختم كلامه بتأكيد...أليس كذلك!!....


تساقطت دموع أليس وهى تؤمى برأسها ثم تشبست به قائله:أجل... أجل لن أنقضه ما حييت... فهو ساب ولا يستحق أن أنقص عهده....


إبتسم لها بحب قائلا:أجل هذه فتاتى التى وقعت بحبها منذ اللحظه الأوله...


كادت تجيبه إلا أن مارلين لأحظ قدوم جورج من بعيد....فقام بإبعاد أليس عن أحضانه... حتى لا تحدث مشكله هو بغنى عنها الأن.... وأمرها بالرحيل سريعا قبل أن يلاحظ جورج وجودها هنا....


وبالفعل رحلت أليس.... وعاد مارلين لإستكمال أعماله... دون أن يعطى ل جورج الذى دخل أدنى إهتمام يذكر.... وكأنه ليس حاضر....ف مارلين تيقن أن أفضل طريقه للتعايش مع من هم على شاكله جورج.... هو بتجنب وجوده كما كان يفعل ساب...


كما أنه يخشى على ساب هو الأخر.... ولكن لم يظهر ذلك ل أليس... حتى لا تصاب بالذعر وتغرق المكان بدموعها....


تنبه مارلين أن جورج يحدثه فقال ببرود:ماذا تقول ف أنا لم أنتبه لحديثك؟!...


جورج بغطرسه:وكيف لعقلك أن يكون حاضر معى... وهو قد رحل مع إبنتى منذ وقت قريب....


نظر له مارلين رافع إحدى حاجبيه وقال بتهكم:وما العيب بهذا... فهى حبيبتى بالأخير... ويحق لها أخذ عقلى وقلبى وجسدى إن أردت...خاتما كلامه بمكر....


رد عليه جورج بحده: عد إلى عملك أيها الصبى... قبل أن أقوم بفعل شئ سيندم كلانا عليه فيما بعد....


إبتسم له مارلين ببرود ولم يجب عليه وإلتفت لإستكمال عمله....


كان العمل مستمر حتى عند إقتراب الشمس من المغيب...وكانت الكميه التى جلبها من الأخشاب صباحا قد نفذت..ولم يتبقى سوى القليل...فقرر الذهاب لجلب البعض..ف السيد جورج طرأ له عملا ما فتركه ورحل ليقوم هو بكل الأعمال وحده...ما الذى كان ينتظره من شخص ك جورج...


ذهب لجلب الأخشاب... وهو عائد وجد رجل بزى الحرس يقف أمام الورشه....فتجعد ما بين حاجبيه وذات معدل نبضات قلبه...فأسرع الخطى ليرى ما الذى جلب هذا الحارس هنا...تمنى ألا يكون هناك مكروه أصاب ساب...


وصل مارلين للمكان وهو يحاول أخذ أنفاسه وألقى بالأخشاب أرضا...وسأل الحارس بتوتر ولهفه:أأنت قادم من أجل شئ يخص ساب!!..أهو بخير هل أصابه مكروه؟!...


لم يكن يعطى للحارس فرصه للرد أو الإجابه على أى من أسألته...فنظر له الحارس بحده دون أن ينطق بشئ... فلاحظ مارلين هذا فتحمحم وقال بهدوء:أعتذر لم أقصد هذا... ف أنا قلق عليه فقط هل هو بخير؟!...


أجابه الحارس بعمليه:عتقد أنك مارلين لقد وصفك بدقه...حتى أننى لم أخطاء بك لشده وصفه...تجعد ما بين حاجبي مارلين وكاد يسأله عن قصده...ولكن الحارس أكمل... أجل هو بخير... ويخبرك أن تذهب إليه عندما تنتهى من العمل اليوم... ولا تقم بإخبار أحد أنه قد أرسل فى طلبك....قم تركه راحلا...


ظل مارلين واقف مكانه يحاول إستيعاب الأمر..

والشكر للأله أنه إستوعب ما قاله الحارس.... وهو يرمش بعيناه ثم قام بحمل الأخشاب...حتى ينتهى من العمل سريعا ويذهب ل صديقه ويرى ماذا يريد....


               ❈-❈-❈            


كان ساب يعمل منذ الصباح بعد خروجه من غرفه الحكيم....كان الدواء جيدا إلى حد ما يجعل الألم مقبول لديه....أجل يشعر بالألم ولكنه يتحمله....


ولكن واجهته مشكله.... أن الإصابه أضغفت من مجهوده.... فلم يعد يستطيع الإمساك الأشياء الثقيله أو التحرك بسهوله لأن قدمه تعيقه عن إتمام عمله....

كما لا يريد أن يحتك بهذا الملك أو أى من أعوانه... لأى سببا كان... ولهذا أرسل بطلب مارلين ليساعده بالعمل....إلا أن يستطيع العوده كما كان... ويقوم بأعماله كامله وحده كما كان بالماضى....


لقد شعر بإجهاد كبير بسبب قيامه ببعض الأعمال فقط... ولكونه لم يعتاد على هذه الطريقه بالعمل....والتى فرضت عليه بسبب قدمه....لهذا شعر بالغضب من نفسه لتسرعها بمواجهة الملك... ومن الملك اللعين لكونه المتسبب بإصابه قدمه...


كان قد إنتهى من عمل اليوم... وقرر أن يذهب ليرى ليوناردو...فهو لم يأتيه منذ الليه التى مكثو بها معا...

كما أن شكله عندما رأه صباحا يعبر عن شدة إرهاقه... فقرر أن يرى ما به.... 


ولكن نظر لملابسه المتسخه فرأى أنه يجب عليه تبديلها.... فقرر أن يذهب للغرفه التى خصصها له الملك مع طائفه الحدادين لتغيير ملابسه المتسخه بأخرى نظيفه.... 


كما أن جسده متعب من عمل اليوم....ويأن من الألم....

كان الأمر مرهق له بحق..... حيث أن مفعول الدواء بدأ بالذهاب لشعوره بألم قاتل بقدمه....ولكن لم يعطى لها بالا فهذا ساب لا شئ يوقفه عما يريد...



ذهب لغرفته والتى لأول مره يدخلها منذ قدومه إلى هنا....كانت غرفه متوسطه الحجم....ذهب للحقيبه الموضوعه أرضا... وأخرج منها ملابس نظيفه....وكان هناك إناء عميق لغسل يديه...أمسك بقطعه من القماش النظيف ووضعها بالماء..ثم قام بمسح جسده كله....ثم قام بإرتداء ملابسه خارجا من الغرفه...

متوجهه إلى غرفه ليو....


كان يمشى بهدوء بسبب الألم المنتشر بقدمه....قرر بعد زيارته ل ليو أن يذهب للحكيم.... ليعطيه من بعض الدواء الذى أعطاه منه صباحا... ليخفف من حده الألم....


وصل ساب لغرفه ليو... وقام بطرق بابها منتظر أى إجابه... ولكن لا يوجد رد...كاد يطرق مره أخرى فتحدث أحد الحرس المار بجواره....


الحارس:الأمير ليس هنا... 


فسأله ساب بتعجب:وأين أجده؟!...


فأجاب الحارس بتلقائيه: إنه بغرفه الأميره ميلسيا ولم يغادرها منذ أمس....


أوما ساب له شاكرا إياه... وهو يقوم بالربط بين أحداث اليوم...قدوم ليو مشعث وعيون دامعه للحكيم وإخباره أنها إستيقظت....كما أن أمر ما كان يشغل بال الحكيم صباحا.... بعد ذهابه مع ليو.... لابد أن الأمر أكبر مما يتوقع....


نظر  ساب للجوار إلى أن وجد حارس.... فسأله عن مكان غرفه الأميرة ميلسيا....فدله عليها فذهب بإتجاها.... وهو يتمنى أن يكون الأمر هين....


وصل ساب أمام غرفه الأميره ميلسيا...وكان هناك حارسان يقفان أمامها....


سأل ساب الحارسان بهدوء:أهذه غرفه الأميرة ميلسيا؟!...


أجابه أحد الحارسان بحده :أجل... ماذا تريد؟!..


إرتفع إحدى حاجبى ساب لحده الواقف أمامه... فهو لم يقم سوى بسؤاله سؤال واحدا....لا يدعوا لهذه الحده المفرطه.... فقال ساب ببرود هو الأخر:إذا إذهب وأخبر الأمير ليو أن ساب يريدك بالخارج....


أجابه نفس الحارس بذات الحده:الملك لا يسمح بدخول أى شخص للغرفه... لهذا ليس مسموح لك بالدلوف الداخل...


حسنا هذا فوق طاقته ليوم واحد...فألم قدمه لم يعد يحتمل... فهو يقف عليها منذ الصباح... كما تحرك كثيرا فى خلال مده قصيره....


فتحدث ساب ببرود يشوبه بعض الحده... وعيناه مركزه بقوه على الواقف أمامه رغم قصره: أعتقد أن عقلك السميك لم يفهم كلمه مما قلت...كاد الحارس يرد عليه.... إلاأن ساب لم يعطيه فرصه.... وأكمل بحده ظاهره....لهذا سأقولها مره أخرى لعلها تصل لعقلك هذه المره...أريدك أن تخبر ذلك الأمير الذى بالداخل وأشار للباب بإصبعه... أن يخرج لأننى أريده بأمر هام....ونظر له نظره قويه تتحده أن يتحدث ولو كلمه واحده....



تنهد الحارس وهو ينظر له.... ثم طرق باب الغرفه منتظر إذن الدخول....وحين سمع الإذن دلف للداخل ليخبر الأمير بما قاله ساب....




وخلال هذا الوقت كان إستيفان قد إنتهى من إجتماعه الأخير لهذا اليوم....وكان بصحبته كلا من ماكس وألفين... وكالعاده لم يحضر ديفيد إلى الإجتماع... فهذا ما يحدث حين يتشاجر مع إستيفان...




قرر إستيفان أن يعرج على  ميلسيا ليرى كيف أصبحت حالتها الآن...وكذلك ذهب ماكس وألفين معه للإطمئنان عليها ... فهم لم يروها منذ أن سمعوا بالحادثه.....



وفى طريقهم تقابلوا مع ديفيد وكيت...و التى أسرعت خطاها.... لتحضن زوجها بحب وقامت بتقبيله.... 


تحدث ماكس بهدوء موجه حديثه ل ديفيد وكيت:إلى أين أنتم متوجهون يا رفاق؟!...


لم يجب عليه ديفيد... بل قام بتقليب عيناه... وكاد يرحل من أمامهم... إلا أن كيت تمسكت بيديه موقفه إياه.... فظل مكانه ولكنه نظر بعيدا عنهم..

لهذا قامت كيت بالرد بدلا عنه...



كيت بهدوء وإبتسامه مريحه :نحن ذاهبون لرؤيه ميلسيا...وأنتم إلى أين ذاهبون؟!... وفرقت أنظارها بينهم....




أجابها ماكس:إلى نفس المكان الذى ستذهبون إليه...




فقالت كيت وهى تجذب ديفيد معها ليتحركان  أمامهم:حسنا هيا بنا إذن....




عوده إلى ساب الذى ينتظر ليو بالخارج...ليطمئن عليه ثم يرحل.... لم يمر سوى دقيقه واحده... وخرج له ليو مسرعا من الغرفه...يبحث بنظراته عنه... وحين وجده ذهب مسرعا إليه وإحتضنه بقوه ....



ليو بعيون دامعه وصوت باكى :لقد قمت بأذيتها ساب... لم أفعل أى شئ مما إتفقنا عليه معا لإسعادها ... لقد قمت بتدميرها... لم تعد كما كانت ولن تعود....حتى أننى لا أستطيع أن أقدم لها المساعده وهى  تحتاجها الآن....أنا لست إبن جيدا

 لها أنا لا أستحقها ساب....




ظل ساب يربت على ظهره ليهدأ...كما أن ليو يلقى بثقل جسده على ساب... وهذا يرفع من شده الألم...



فأبعد ساب ليو عنه بهدوء... وقال له بقوه وثبات:لا يحق لك أن تتصرف بتلك الطريقه الصبيانيه...مهما حدث ستستردها مره أخرى....ولكن يجب أن تثبت أنك أهلا لها....

 


حاول ليو تنظيم تنفسه... وهو يؤمى ل ساب  برأسه...وقام بسحب ساب خلفه ذاهب بإتجاه الغرفه....إلا أن يدى ساب أوقفته....




ساب بتسأل:ماذا تفعل أنا لن أدخل هناك....



قال ليو بتعجب:لما هذا!!...لقد أرادت أن تراك من كثره حديثى عنك...وقد طلبت منى حين كنا معا بالنزهه.....أن أجلبك معى لتراك....لهذا يجب أن أنفذ ما طلبته منى.....هيا هيا...وقام بسحبه خلفه ولم يعطيه فرصه للإعتراض على حديثه..



دخل ساب لداخل الغرفه...لم يكن يوجد بها أحد سوى إمرأة نائمه على الفراش بعينان منفتحه....تنظر للأعلى...كانت ملامحها هادئه تبعث الراحه للنفس... والتى كان يشترك بها ليو معها....




نظر لها ساب بتعجب  وسأل ليو وهو لم يبعد عيناه عنها:ما الذى حدث لها؟!...كان يعلم جواب سؤاله مسبقا... ولكنه أرد أن يسمعه بأذنه لتتأكد ظنونه....



أجابه ليو وهو يجلس على كرسيه بإنهاك: لقد كانت جالسه معى مبتسمه...إلا أن أخبرتها بمعرفتى للأمر عندها تغير كل شئ... أصبحت لا تستطيع التنفس...كما أن لون وجهها شحب... ثم غابت عن الوعى...عدت بها إلى القصر مسرعا... وقام الحكيم بمعاينتها.... وأخبرنى أن ننتظر لبعض الوقت...ظللت بجوراها إلا أن أتى الصباح.... ووجدتها تفتح عينيها...حاولت التحدث معها إلا أنها بعالمها الخا منذ إستيقاظها.....لا تستجيب لأى كلمه مما أقول...وحينما رأها الحكيم حاول مخاطبتها.... ولكن لم يفلح هو الأخر..... وأخبرنى أنها تريد شخصا يشعر بها.... وكذلك الملك تحدث معها.... وأيضا لم تعطي أى إستجابه لحديثه... رغم قربه الشديد منها... وها أنا أحاول منذ الصباح... ولكن كما ترى لم أفلح...




أصبحت الغرفه بصمت لم يتحدث ساب...بعد أن إستمع لحديث ليو....وظل كلاهما ينظران إليها...ولكن هناك ومضات... من صوره لأمرأة أخرى تشابها بتلك الحاله ..إلا أن تحدث ساب قائلا

بهدوء: أتسمح...وأشار بإتجاه السرير...



أوما له ليو برأسه....فإقترب ساب منها بهدوء وجلس أمامها مباشره... ظل ينظر لها... ولم يكن يوجد بها شئ يتحرك... سوى تنفسها المنتظم... وعيناها  تنظر للأعلى... وهى الشئ الوحيد الدال على إستيقاظها....شكلها ونومتها هذه تذكره بأحد ما .... تشبها كثيرا بهذا الموقف ... أليس الأمر مثير للسخريه... وكأن القدر يحب معانته... ليذكره من وقت إلى أخر بما فعله...  ... كم يشعر بكم الألم الذى يشعر به ليو... كانوا متشابهين... ولكن مع إختلاف الأشخاص وإختلاف الأثام....




قرب ساب يديه إلى موضع قلبها...وجده ينبض ببطء....ظل يربت عليه برفق ولين...ثم إقترب من أذنها... وقال بصوت منخفض لا يسمعه سواها...صوت يحمل بين طياته ألم وعذاب جراء ما إقترفه بالماضى :أعلم أن الألم قد فاق الحد... كما لم يعد هناك طاقه.... لتتحملى كل هذه الأثام وحدك... والتى لم تكن لكى من البدايه... بل أجبروكى على حملها.... ولكنى أعلم كم المعاناه التى شعرتى بها بالماضى وما تشعرين به الأن....  ولهذا... توقف ساب عن الإكمال...


وخلال هذا كان ليو قد وقف من مقعده... لشعوره بإرتفاع معدل تنفس أمه.... كاد يتحدث إلا أن باب الغرفه قد تم فتحه...فإستدار وجد أن القادم... كان كلا من الملك ومستشاريه الثلاثه ومعهم كيت....



كادت كيت أن تتحدث لتحيه ليو.... إلا أنها توقفت حين لاحظت وجود شخص جالس أمام ميلسيا ويقابلهم ظهره...وهو متمسك بيديها....



سألت كيت ليو بهدوء:من هذا؟!...وما الذى يفعله؟!...



أجاب ليو بهدوء:إنه ساب صديقى .... تنبه كلا من ديفيد وألفين وماكس وكذلك كيت... حين إستمعوا للإسم... وإتجهت أنظار كيت بتعجب ل ساب.... ولكن ثلاثتهم توجهت أنظارهم ل إستيفان... الذى ينظر بقوه للفتى... والذى لم يشعر إلى الآن بوجودهم معه بذات المكان....



كاد ماكس أن يتحدث.... إلا أن إستيفان رفع يده ليصمتوا جميعا... وتتوجه الأنظار له.... 


فسأله ماكس:  ماذا هناك؟!... 


لم يجبه إستيفان بل أشار برأسه إلى ما يحدث أمامهم... وقال بصوت بارد... ومازلت عيناه لم تتزحزح عن ساب وميلسيا:ميلسيا....



بالفعل توجهت الأنظار ل ميلسيا... التى كان صدرها يعلو ويهبط بطريقه ملحوظه...وحينها وقعت الغرفه بصمت مطبق...منتظرين ما سيحدث...



كان ساب يحاول أخذ أنفاسه وكان كامل تركيزه موجه لما سيفعله....كما كانت عيناه تذرف الكثيرا من الدموع وبسخاء...كما إمتلأ قلبه بالندم... وكأنه من أقدم على فعل أمر شنيع... بحق تلك المرأة النائمه أمامه... وكان متمسك بيدى ميلسيا بإحدى يديه...ويده الأخرى مازلت تربط على قلبها...والذى يشعر بدقاته المتعاليه الآن تحت وطأ يديه...إذا هو ينجح بما يفعله لهذا إستمر....



ساب بصوت متألم: أقسم أننى رغم معرفتى بك منذ سويعات إلا أننى  سأستمع لكل ما يصدر منكى... بكائك قبل كلامك.... حزنك قبل فرحك....كما أشعر الآن بكم الكره الذى تكنيه لذاتك .... لهذا تخشين المواجهه.... تخشين نظره كره... من شخص هو كالحياة بالنسبه لكى.... 



ثم إبتلع ما بجوفه وخرجت منه شهقه بدون قصد..

أدت إلى إصابه البعض ب تجعيد ما بينى حاجبيه ... والدهشه لدى البعض الأخر...


أكمل ساب وهو يشعر بإقترابه مما يريد: أتعلمى أننى أملك كل تلك المشاعر التى تملكينها... إلا أنه رغم تشابهنا القريب بالألم ذاته...إلا أنك تملكين ما لا أملكه أنا...

تملكين  أناس يتشبسون بيكى...أشخاص رأيتهم يبكون خوفا من فقدانك... أتعلمى ماذا... إبتعد عن أذنها ونظر لعيناها.... 


وقال ساب بعينان مليئه بالدموع وصوت بحه من كثره كتمانه لشهقاته:أعلم أنكى تشعرى بى الآن وبقوة...ولهذا أريدك أن تعلمى جيدا ... أننى لو كنت أملك شخص واحد يريدنى... شخص واحد فقط..... كما أنا بكل مساؤى وإنكسارى وأحزانى وألامى... مثل ما تملكى أنتى ... لما أصبحت بذلك القبح الذى أنا عليه الأن...لهذا أنصحى أن تتمسكى بهم بكل ما أوتيتى من قوة...حتى لا تجدى نفسك بذات المكان الذى أنا به الأن...



كاد ساب أن يترك يديها إلا أنها هى من تمسكت بيده... كما وجهت نظرها إليه.... وإمتلأت عيناها بالدموع... هنا إمتدت يد ساب لوجها بإبتسامه حنونه قائلا:  إبكى.... وكأنه أعطها الإشاره... لفعل ما تمنت أن تفعله.....فقد  إرتمت بأحضان ساب تصرخ وتبكى بحرقه..... وكأنها تحاول إخراج كل هذا الألم الذى سكن مطول ب قلبها....كانت تخبأ وجهها بصدر ساب....وتحضنه بقوة وكأنها تخشى

من إختفائه...




كان صوت صراخها يضرب بصدره كنصل حاد... فيهتز له جدران قلبه بألم.... وكانت الصراخات تتوالى على صدره...تريد إخراج مثيلاتها من محبسها بداخل جدران قلبه.... وبالفعل نجحت صرخاتها بجعل ساب يحاول أخذ أنفاسه...لإستعادت وعيه حتى لا يسقط أسير ما حدث بالماضى.....  إلا أن عقله بدأ بإظهار الكثير من الصور.... لصرخات تمثل ألم عشر أضعاف ألم المرأة الساكنه بأحضانه الآن.... إلا أنه أجبر عقله على الثبات....



كان ليو يريد أن يذهب إليها.... يريد أن يخفف عنها .... إلا أن يد ديفيد أمسكت به مانعه إياه من هذا.... فنظر له وعيناه مليئه بالدموع ليترك يده.... فأشار له ديفيد برأسه...  وملامحه تحمل حزنا شديد بلا... فتوقف ليو مكانه ولم يقترب....



كما أن كيت كانت تبكى بقوه بأحضان ماكس...وهى تنظر ل ميلسيا المتشبسه ب ساب وصوت صراخها يملأ القصر.....وماكس يمسد بيده على ظهرها لتهدأ....وهو ينظر لما يحدث بحزن هو الأخر.... وكان  ألفين ينظر لوجه ميلسيا المحفور بصر الصبى بقوه...وصراخها الذى لم يهدأ بل يرتفع.....جعله يشعر بألم قوى بقلبه هو الأخر...



بينما نظر الملك كاد يثقب ظهر ساب ويد ميلسيا المتشبس به... كان ينظر لرأس الفتى المرفوع للسماء... وهو يحاول أن يعلم اللغز خلف هذا الفتى....ولما تكثر الأساله حوله.... إلا أنه يقر بأن الفتى إستطاع إخراج ميلسيا من شرنقتها  الخاصه...وهذا ما يهمه بالوقت الحالى....



بعد القليل من الوقت... هدأت صراخات ميلسيا...وذهبت بسبات عميق....ولم يمر وقت

 و أتى  الحكيم مهرولا....حيث وصل صوت صراخ ميلسيا إليه.... والذى تحدث حين دخل الغرفه....



الحكيم بخوف وبأنفاس منقطعه:ماذا يحدث؟!...

تخطاهم ليسرع بالإقتراب من ميلسيا ليرى ما بها....

إلا أنه توقف محله... حين وجد الصبى الذى قام بمعالجته أمس... يضع رأس ميلسيا برفق على الفراش....



شعر ساب بألم قوى بقلبه... جعله لا يستطيع التنفس بطريقه جيده... كما أن ألم قدمه ينهش الآن بكامل جسده.... وهناك طنين قوى يضرب بأذنه....ولكن رغم هذا حاول الوقوف.... ليذهب للحكيم حتى يعطيه الدواء... ليخفف من ألم قدمه....



إلتفت ساب بوجه مرهق... وعينان مليئه بخطوط حمراء لإحتباس الدموع بها... ونفس يحاول تنظيمه بسبب الألم الحاد الذى يشعر به بقلبه....وجد الغرفه مليئه بالأشخاص...



ظل ساب ينظر لهم بتيه... وكأنه يحاول معرفه من هؤلاء....إلا أن توقف نظره على الملك الذى ينظر له بمشاعر مختلطه الآن...ثم أبعد عيناه عنه ونظر بإتجاه الحكيم بتشوش....وقال وهو يحاول التوازن بصوت متقطع باكى: لق لقد كنت أبحث عن....



لم يكمل حديثه حيث سقط أرضا غائبا عن الوعى...وعلى أثرها صدرت من كيت صرخه قويه...وكادوا جميعا يذهبون تجاه...إلا أن صرخه إستيفان أوقفت الجميع بأمكانهم بذهول...فإستيفان لا يعلو صوته لأنه لا يحتاج لهذا...فهو حين يأمر يجاب...ولكنه صراخ عليهم الآن...... لهذا توقف الجميع بأمكانهم منتظرين ما سيحدث....




إستيفان بصوت مرتفع غاضب:توقفوا...



لم يترك لهم الفرصه... بل إقترب من الفراش متخطى الفتى الملقى أرضا... مما أد إلى إتساع أنظار الواقفين أمامه... ثم إقترب من ميلسيا النائمه... وقام بتقبيل رأسها بقوه... ثم إقترب من الفتى الملقى أرضا... وحمله بهدوأ خارجا من الغرفه....


يتبع..