-->

الفصل الحادي والعشرون - مملكة الذئاب Black


 

الفصل الحادى والعشرون 


لقد مره شهرا على ما حدث بغرفه الأميره ميلسيا... والتى أصبحت حالتها جيده الأن..... كما تعافت وعادت كما كانت... بل وأصبحت مشرقه ك ورده تفتحت بيوم ربيعى مشمس....وذلك بسبب معامله الجميع لها برقه وحب خالص..كما ظلت كيت تأتيها يوميا لمجالستا...حتى لا تتكرها بمفردها..وهذا أسعدها.....وما أسعدها أكثر ليو الذى يهتم بها كثيرا... خلال هذه الفتره وكأنها إبنته المدلله.... وللحق أحبت ميلسيا هذا الشعور كثيرا... 


كما قامت ميلسيا بسؤال ليو عن الشخص الذى تحدث إليها بسباتها....فقط إستمعت لكل حديثه...وطلبت من ليو أن يخبرها من هو.....إلا أنه ظل يررد إجابته...و التى ظل يخبرها بها على مدار هذا الشهر....أن الشخص الذى تحدث لها حين يشعر بتحسن هو من سيأتى إليها....هكذا وعد ساب أنه لن يخبرها من هو حتى يخبرها هو بذلك...


كما لم يهدأ ديفيد... إلا بعد إنفجاره بوجه إستيفان... حين أدرك ما فعله من أجله بذلك اليوم...وظل يخبره أن أفعاله.... غير مناسبه لملك عظيم.... وكيف له التصرف بهذا الطيش.... والذى قد يتسبب بمقتله.... وهذا ما لا يتقبله.... أجل فهذه الطريقه التى يعبر بها ديفيد...... عن مشاعره لأحبته حين يشعر بغضب تجاههم..... ويرتفع معدل حمايتهم لديه.... والذى تلاقه إستيفان ببردوه القاتل كالعاده.....


كما كان أتفق أربعتهم.... ديفيد وألفين وليو وكيت على تنفيذ مخططهم ظل قائم....ولكن بدون ماكس الذى مازال رافض لمخططهم...ولكنهم لم يقدموا على فعل شئ بعد.... حيث أن الأجوار بالقصر متوتره بعض الشئ.. بسبب غضب الملك إستيفان المتواصل.. من أقل الأخطاء... والذى فسروه على أنه تهربا.... حتى يخشوا من سؤاله... عما فعله ذلك اليوم.....

وبالفعل هذا ما نجح به.....حيث لم يجرؤ أحدهم.... على سؤاله ولو سؤالا واحدا فقط.... عما حدث هذا اليوم.....


كما ظلت هناك بعض الأوقات المتوتره... داخل جدارن القصر...وبصفه خاصه داخل جدران معمل الحكيم.... والذى لم يخرج منه ساب طوال الشهر المنصرم...وهذا بسبب تعليمات الملك الصارمه تجاه هذا الأمر...حيث قام بتعين حارسان.... أحدهم يقف بالصباح.... والأخر بالمساء... على باب الحكيم هذا بالبدايه...


ولكن هذا لم يفلح..وخاصه حين تشاجر ساب بعنف مع الحارس...حين أرد الخروج.... بل وقام بضربه وكاد يتجاوز هذا...إلا أنه وجد مجموعه من الحراس أمامه...والتى منعته من هذا.... بل وأجبروه على الدخول مره أخرى....ثم أصبحت الحراسه على باب الحكيم.... تمثل حارسان بالصباح.... وحارسان بالمساء...حتى يستطعوا إيقاف الفتى عن الخروج إذا حاول...وهذا ما يفعله ساب كلما حانت له الفرصه....

ولكنه لم ينجح....وكل هذا حتى يتلاقى كامل علاجه.... وتشفى جميع جروحه.... وتلتأم كذلك 


وبخصوص ذلك القرار الذى إتخذه الملك...تجاه مكوث ساب بغرفه الرعايه لدى الحكيم.... فقد قام بإضاح السبب لإصدقائه...وهذا لكثره المشاكل التى يسببها الصبى... منذ تم إحتجازه بتلك الغرفه... كما كانت أعينهم توجه له الكثير من الأساله تجاه ما يحدث.... ولكن لم يجرأ أحدهم على سؤاله... وكأنهم يدركون أن حديثهم سيشعل غضبه.... فقرر إشباع فضولهم.... تجاه الحدث الأكبر الأن.... ألا وهو إحتجازه للصبى.... منذ ما يعادل الشهر تقريبا.... بغرفه أمامها حارسان يمنعانه من الخروج....


حيث أوضح الملك إستيفان سببه...والذى كان أنه أراد رد ما فعله الصبى تجاه ميلسيا من شئ جيد... لهذا أرد تقديم المساعده له....ورأى هذا بجعل قدمه تتحسن... ولن يحدث هذا إلا بمكوثه بغرفه الرعايه مع الحكيم..... والوحيد الذى يقرر خروجه من هناك هو الحكيم وحده....


حين أخبرهم الملك بهذا...كادت ضحكه ساخره تنفلت من ديفيد إلا أنه أوقفها باللحظه الأخيره...فهذه الأيام من الجيد لو حاولت ألا تقوم بإغضاب إستيفان...

والذى قام بعزل أكثر من وزير.... بهذا الشهر لأخطاء تعد عاديه.... إلا أنها كانت فادحه بنظره....


وقرر الملك أن يبتعد عن الصبى.... بعد التأكد من سلامته.... وأنه قد تعافى من إصابته التى تسبب بها....كما أنه نجح بالإبتعاد عنه ولم يراه منذ يوم الحادثه....


كما كان مارلين يأتى يوميا... للسؤال عن ساب ومعرفه أى شئ عنه....فهو إلى الأن لم يسمح له بمقابلته...وهذا جعل قلقه مضاعف.... وخاصه أن الحراس لم يعطوه أى أمل.... بوجود ساب هل هو داخل القصر أم خارجه؟!... 


كما أن الأجواء مشتعله بمنزل ساب....وخاصه حين أدركوا كذبه.... حيث أخبرهم أن ساب بخير.... وأنهم قد تقابلوا بوقت سابق.... وأن ساب يرسل تحياته لهم...ويعدهم بزياده عما قريب.....ولكن هذه ليست المعضله هنا...حيث أن الكذبه قد إنطلت عليهم وصدقها الجميع...


إلا أنه بسبب غبائه...... أخطاء ل أليس وأخبرها بالحقيقه...ولكن هو له عذره.... فقد تفاقم قلقه على ساب.... الذى ظل يذهب له يوميا لمده ثلاث أسابيع متتاليه..... ولم يصل لشئ.... وكان يريد من يتشاطر معه هذا القلق.... إلا أن إختياره كان غير موفق...فقد كان رد فعل أليس غير متوقع..... فقد ظلت تبكى وتتنتحب أمامه..... حين أخبرها بالحقيقه.... كما تخيلت ما قد أصاب أخيها...... وأن من المؤكد أنه وقع بخطر كبير.......


ولم ينتهى الأمر هنا.... بل ذهبت لمنزلها تخبرهم جميعا بالحقيقه كامله..... ومن وقتها ومنزلهم مليئ بالنساء الباكيات..... وكأنما قد جائهم خبر وفاة عزيزهم ساب.... كما صدم حين لاحظ أن فكتوريا أكثرهم نحيبا..... فبعد أن كانوا جميعا يبكون..... أصبحت الفتيات يحاولن تهدئت أمهم.... لأكثر من مره..... ولكنهم لم يفحلوا بهذا...


كما لا نستطيع أن ننسا الشيطانه الصغيره.... والتى جائت إلى بوجه غاضب..... وظلت تلكمنى وتضربنى بوجه محتقن.... من شده البكاء والصراخ..... لكونى السبب بما حدث لأخيها وحبيبها ساب... وهنا تحولت من صديقهم لعدوهم اللدود... حتى حبيبتى أصبحت معهم ضدى... 


حسنا هؤلاء هم معشر النساء..... ماذا سأنتظر منهم... ولهذا أنا أقسم أننى لن أرحل اليوم.... سوى بخبرا أكيد عن وجود ساب بهذا القصر اللعين.... حقا كنت على حق بكره هذا القصر منذ البدايه.....كما لم يشعر بمن قام بتعقبه حتى وصل إلى القصر....


❈-❈-❈






كان الحكيم يقوم بفحص قدم ساب...ووجد أنها أصبحت معافا بالكامل...ولهذا قرر أن يأمر الحرس بترك باب معمله والذهاب لأعمالهم.....فقد إنتهت مهمتهم...وبالفعل قام الحرس بتنفيذ ما أمر به....


قد يظن البعض..... أن علاقه الحكيم بساب متوتره ويشوبها النزاع..... حيث أن خروج ساب كان متوقف على الحكيم..... والذى لم يعطيه إذن الخروج إلا اليوم.... إلا أنهم تقاربوا كثيرا.... خلال هذه الفتره وأدرك الحكيم.... أن ساب له شغف تجاه بعض الأمراض.... وكيفيه علاجها.... 


كما ظل الحكيم يروى له.... كيف بدأ مسيرة العلميه.... وكيف أصبح ما هو عليه الأن... وقد جلب له بعض الكتب لقرأتها...... إلا أن ساب رفض هذا وأخبره أنه قد فقد هذا الشغف بالماضى.... لم يعد لديه طاقه لهذه الأمور..... وأن شغفه بعمله ك حداد أكبر من هذا.....


ولكن هذا ليس كل شئ.... فما صدم ساب... أن الحكيم يكون الشقيق الأصغر العجوز دوغلاس.... وهذا جعل ساب يصدم بالبدايه... إلا أنه أحبه كثيرا.. بل وقص عليه مغامراته مع العجوز دوغلاس.... وما تعلمه منه.... كما أخبره عن أسرته أخواته الحسنوات.. وأمه وأبيه ولكن بصوره موجزه....كما أخبره عن هوس سيلا... بالكتب عموما.... وبالطب خاصه... إلا أنه أطال الحديث عن صغيرته ليلى...ليلى الجميله وكم هى مشاكسه وعنيده...


وكم أعجب الحكيم بهذا الصبى.... الذى لم يتخطى الخامسه والعشرون من عمره بعد.... ويملك الكثير من المسؤليات على عاتقه.... .وما ذاد من إعجابه به.... حبه وتفانيه تجاه أسرته.... والذى لم يتحدث عنها كثيرا....كما أنه متأكد أن ساب شخصا خاص جدا لدى شقيقه دوغلاس...فهو يعلم أن أخيه له نظره بالبشر...


ورغم كل هذا..... لا يمنع أنه كان هناك أوقات يختنق بها ساب.... من طول مكوثه بذات المكان... لمده طويله.... وهذا ما لم يحدث له من قبل....كما سبب حدوث الكثير من المشاجرات..... مع حرس القصر والذى لم يعد هناك أحد منهم.... لا يعرف ساب وجنونه.....


كان ساب يحمل غضب شديد.... تجاه الملك حين خرج من غرفه الحكيم.... كما كان سيذهب له ليسأله عن سبب ما قام به.... وإن كان سيقوم بمعالجته.... فلما قام بكسر قدمه من البدايه....ولكنه توقف وقرر الإستماع لما قالته سابين.... ويبتعد عن الملك قدر الإمكان.... فهو لا يريد أن يراها متأذيه... كما رأها بأخر لقاء بينهم...ولهذا قرر الذهاب لعمله...


كان كلا من ديفيد وألفين واقفين... يتناقشون ببعض الأعمال.... بساحه القصر الخلفيه.... منتظرين الملك وماكس... حتى يأتى ويرى ما تم إنهائه من أعمال... حتى تأتى العربات لتحمل الأسلحه..... التى صنعت لهذا الشهر.... ليتم إرسالها إلى الجيش....


وبالفعل لم يمضى الكثير من الوقت.... إلا وحضر كلا من الملك وماكس..... وخلال هذا أمر ديفيد الحرس بإدخال العربات.... التى كانت تنتظر الأوامر خارج القصر .... وبالفعل بدأت العربات بالدخول....


ولم يلاحظ أحد.... ذلك الجسد الذى أدخل نفسه.... أسفل إحد هذه العربات الواقفه بالخارج.... وهذا لصغر حجمه...... ثم تمسك بإحدى العجلات متعلقا بها.... والتى كان ترتيبها ثانى عربه.... ستقوم بالعبور من بوابه القصر .....


كان ساب بهذا الوقت.... قد نزل للساحه الخلفيه.... وإقترب من الملك ومستشاريه.... إلا أنه تجاهل وجودهم....كما لم يلاحظوا هم وجوده.... لإنشغالهم باللأعمال التى أمامهم.... وإتجاه ل مكان عمله.... ومع تحركه.... كانت العربه الثانيه مرت..... من البوابه الأماميه للقصر....


ومعها كان مارلين يتجادل ببعض من الحده مع الحرس..... الذين رفضوا الإجابه... على أى من أسألته..... فإستدار محاولا أخذ أنفاسه متنهدا.. وكاد يتحدث.... إلا أنه لاحظ وجود شئ غريب..... أسفل إحدى العربات.... التى مرت الأن من أمامه..... 


وكاد يتجاهلها.... إلا أن عيناه أصبحت على وسعها.... من هول ما يراه..... وإنطلقت اللعنات بعقله كالمطر...

ثم قرر التهور.... حتى يحاول إنقاظ ما يمكن إنقاظه... وبالفعل حاول مراوغه الحرس للدخول.... وكادوا يمسكون به.... إلا أنه سريع.... فإستطاع الإنفلات منهم..... إلا أنهم ظلوا يلحقون به..... إلا أنه أسرع حتى يصل إلى تلك العربه..... قبل حدوث كارثه....


وظل يصرخ بصوت مرتفع..... على سائق العربه حتى يوقفها..... مما أدى إلى لفت إنتباه جميع الحرس المحيطين به.... مما أدى لكثرت أعداهم حوله.... وهم يحاولون الإمساك به... ولكن كان صوت صهيل الفرس عاليا... فلم يسمعه السائق.... حتى يوقف عربته..... وكلما إقترب منه الحرس...... أسرع خطاه.... حتى تخطوا مسافه لا بأس بها..... بمقدمه القصر.... ولكنهم إستطاعوا الإمساك بمارلين..... 


وكاد أحد الحراس أن يضربه.... إلا أن مارلين أسرع بالقول..... وقال بعنف وقوه وهو يشير على العربه: طفله.... هناك طفله.... تتمسك بعلاجات العربه.... قد تلقى حتفها إذا إنزلقت يدها.... وبالفعل نظر الحرس للعربه.... التى يشير إليها.... فوجدوا أن هناك طفله.... متعلقه بإحدى عجلات العربه....


فقال أحد الحرس لزميله.... وهو يسرع بإجاه العربه.... لا تتركه يفلت منك حتى أعود لك... وأسرع هو خلف العربه.... لعله ينقذ هذه الصغيره...


إلا أن مارلين ظل يترجى الحارس.... الذى يمسكه ليتركه يذهب خلف العربه..... وأخبره أن هذه الطفله هى أخته الوحيده....وأنه يجب أن يطمئن عليها.... إلا أن الحارس رفض هذا...وأخبره أن الحارس سيقوم بجلبها...وأخذه معه مره أخرى...أمام البوابه الأماميه لينتظروا الحارس..... 


ظل الحارس يركض خلف العربه..... ويصرخ عليه ليتوقف..... مما أدى إلى لفت الأنظار له.... وخاصه أن العربه قد تباطأت حركاتها..... لإقترابها من موقع الملك وأعوانه..... الذين كانوا ينظرون بتعجب تجاه هذا الحارس..... 


وكذلك ساب الذى كاد يدخل البناء إلتفت..... لأنه ظن أن هناك أمر ما يحدث.... ولكن عندما وجد حارس هو من يصرخ...... فعاد ليكمل طريقه.... إلا أن هناك عينان كالصقر قد رأته.... فخرجت طفله صغيره.... من أسفل العربه حين توقفت....ونادت بصوت مرتفع بإسم ساب.... مما جعل قدمه تتجمد محلها....وجعلت الأنظار تتجه لها بقوه وتعجب ظاهر....كاد الحارس يقترب منها.... إلا أن الملك أمره بالتوقف...


توقف عقل ساب للحظه واحده... ثم عاد للعمل مره أخرى بسرعه...فإلتفت فوجدها ليلى الصغير...اللعنه كيف أتت إلى هنا بمفردها...وكيف سمحوا لها بالدخول....أسرع ساب من خطاه تجاهها....وهو ينظر لها بشوق وخوف.... وهو يتفحصها بنظره.... ليرى هل هى بخير أم لا؟!...


ولكنه لاحظ وقفتها.... ونظراتها الشرسه والغاضبه بذات الوقت..... وهو يقترب منها.... على مرأى من الملك وأعوانه..... والحرس وكذلك العمال الذين ينقلون الأسلحه إلى العربه..... والذين توقفوا ليرى ماسيحدث..... 


فمن يرى الصغيرة الأن..... يقسم من نظراتها الحاده... أنها أم تنتظر صغيرها..... حتى يأتى إليها وتعاقبه على أخطأه.....


وحين رأى ساب.... تلك الوقفه.... وتلك النظرات... أدرك أنها ستقتله.... لهذا قرر أن يهدأها.... ويسترضيها ويشتم عبيرها الذى يعشقه..... ثم يعنفها بعدها على كل ما فعلته.... تنفس بقوه.... لأنه يعلم أن مهمته تعد مستحيله.....


كانت الصغيره تقف أمام الملك وأعوانه..... ولكن إنتباها كان تجاه شخص واحد فقط.... إقترب ساب منها مبتسما بشوق جارف.... ظهر جليا بعيناه.... وإنخفض لمستوها دون إحتضانها..... لأنه يدرك إذا فعلها..... قبل إرضاها حينها ستقوم برد فعل غير متوقع...فمن الممكن أن تتقبله أو ترفضه ... وهو لا يريد إحداث مشكله.... مع صغيرته أمام الملك وحاشيته....ولكنه نظر إلى الملك بإعتذر...وما صدمه أن الملك أومأ له بهدوأ....وأمر العمال أن يعود كلا إلا عمله....وظل يكمل هو ومستشاريه حديثهم...


نظر ساب بشوق صادق وبعض اللوم.... للصغيره التى أمامه:حبيبتى ليلى الجميله.... كيف أتيتى إلى هنا؟!...وكيف سمحوا لكى بالقدوم إلى هنا بمفردك؟!...هل أمى تعلم بقدومك إلى هنا؟!...


حسنا حديث ساب الرقيق.... لفت أنظار الملك ومستشاريه..... فهذه المره الأولى.... التى يستمعون بها ل رجل يتحدث بهذا اللين..... هكذا أمام أحد....


ولكن حديثه هذا.... لم يلقى إستحسان الصغيره ليلى...التى تحدثت بحده وغضب..... مع عينان تلمع بالدموع تأبى النزول....والتى لم يهمها بالأمر سوى شئ واحد: لا تقل لى حبيبتى...أنا لست حبيبتك بعدالأن.... ف أنت لم تعد تحبنى... كيف لك أن تتركنى كل هذا الوقت وحيده.... إن كنت تحبنى حقا.....ثم لا دخل لك كيف أتيت... كان السؤال الأحق أن تسألنى لماذا أتيت؟!...


حسنا إجابه الصغيره صدمتهم.... وخاصه ديفيد الذى يشعر من حديثها..... وكأنها زوجه ساب.... وتعنفه على تركه لها.... فجاء بعقله أن هذه صغيره.... وتفعل كل هذا..... فما بالك إذا كانت إمرأة راشده.... بل وزوجه يالله..... لا تفكر بالأمر ديفيد..... هو الأن يحمد الله على عدم زوجه إلا الأن....... فحقا الموت قتيلا بالحرب..... أفضل من التزوج بإمرأة.....


أرد ساب أن يأخذها لمكان أكثر خصوصيه.. ليستطيع التحدث معها بحريه... ولكنه يدرك أنها لن تذعن لطلبه....ولكنه لم يهتم لوجود أحد يسمع حديثهم...

فكل ما يهمه الأن هو إرضاء صغيرته....


فقال بإبتسامته التى يخصها بها: حسنا جميلتى... أنا أعلم أنك قد أتيتى.... لأنكى قد إشتقتى لى... لهذا لم أسألك هذا السؤال....وأنا أسف لهذا....وكاد يكمل


إلا أن ليلى نفت حديثه برأسها... وقالت بحده وغضب وصوت مرتفع بعض الشئ : وأنا لا أقبل إعتذار هذا.... ف أنت قد وعدتنى من قبل... وعدتنى أنك لن تجعلنى أتالم... كما يفعل أبى...ولكنك قد خالفت وعدك لى...وجعلتى أتالم....ولقد كان ألما بشعا...لقد ظللت أبكى كثير.... لعلك تسمع بكائى.... وتأتى كما كنت تفعل.... ولكنك لم تأتى.... كما أنك لم تعد تحبى.... أنهت كلامها بشهقه عاليه... كما سمحت لدموعها بالنزول بسخاء....وحاولت مسح عيناها بيديها الصغيرتان...فكان شكلها قابلا للأكل....


لكن ساب لم يتحدث بعد ما قالته الصغيره...كما حاول الحفاظ على إبتسامته...ولكنه لم يستطع....هو يدرك أنها طفله صغيره...كما أنها تعبر عن إستيائها مما فعله...ورغم أنها صغيره إلا أن قلبه تألم كثيرا من حديثها....


فقال لها ساب بخفوت.... ولكن إستطاع الملك ومستشاريه سماعه.... لقربهم منهم...وكذلك لإنتباهم لحديثهم...رغم أن أنظارهم كانت موجه للعمال... الذىن ينقلون الأسلحه للعربه :حقا هل أنا ك جورج بنظرك الأن.... هل جعلتك تتألمين كل هذا القدر.... إذا فهذا الساب يستحق الألم.... الذى عايشه طوال هذا الشهر المنصرم ..... 


ولكنى أقسم لكى أن صوتك.... لم يغب عنى طوال هذا الشهر..... وخير دليل على هذا.... صمت وقام بإخراج قطعه من القماش.... بها ثلاثون قطعه مجففه من قطع الفاكهه..... بإحدى جيوبه..... وقام بوضعه بيديها الصغيرتان.... وأكمل بهدوأ وهو ينظر إليها.... إنهم ثلاثون قطعه.... بعدد الأيام التى بقيت بها بعيد عنكى.... كنت أحتفظ كل يوم بواحدك.... إلى حين ألقاكى ومن ثم فأعطيكى إياها.... وها قد أتيتى الأن..... لهذا هم لك....


ثم وقف من أمامها.... ونظر للحارس الواقف بالخلف وقال بطلب من السيد ديفيد: هل من الممكن أن يذهب مع الصغيره للمنزل.... ويخبرهم أنى بخير.... وأننى سأذهب لهم بأقرب وقت...... أومأ له ديفيد وأشار للحارس بالإقتراب....


ترك ساب ليلى وإلتفت وكاد يبتعد عنها..... إلا أن صوت بكاء الصغيره إرتفع..... ومعها إرتفع صوت شهقاتها..... هنا أغمض ساب عيناه بقوه..... وعاد إليها مره أخرى....


نظر إليها ساب بثبات.... وبعض الحزن لكل هذه الدموع... التى كانت بسببه هو :ألم تقولى ما لديك يا صغيؤه.... وأنا كذلك.... ورأيتى أننى بخير.... إذا لما البكاء...فأنت تعلمنى أننى أكره إحزانك.... فما بالك بالبكاء.....ونظر لها بحاجبين معقودين... دليل على إنزاعجه من ذاته.... بسبب ما فعله للصغيره....


وهنا وكأنها الإشاره للصغيره.... بعدم التوقف عن البكاء....و نظرت له بوجه.... قد أصبح شديد الإحمرار وقالت بصوت متقطع من شده بكائها :لي.... ليلى لم.... لم ت تعد جمي جميله بع بعد اليوم..... ف فقد

أ أحزنت س ساب....


فتنهد ساب مبتسم بحب..... وقال بمرح يدرك أن له أثر بالغ على الصغيره..... وخاصه عندما تبكى هكذا بشده: ومن تلك التى ستصبح بجمال ليلى.... حتى تترك لها لقبك يا جميلتى..... لا أظن أن هناك من هى أجمل أو ألطف من جميلتى..... وقام بإحتضانها وتقبيلها بقوه....


فقامت هو بالتمسك به بقوه.... وظلت تبكى بقوه.... ظل يمسح على رأسها.... ونظر بإتجاه الملك ومستشاريه..... الذين ينظرون تجاه الطفله المعلقه برقبته بزهول.... من هول ما سمعوه منها....وقدم ساب إعتذاره... طالبا من السيد. ديفيد أن تظل معه لبعض الوقت..... وأن يذهب أحد الحرس لمنزله..... ليطمئنهم أن الصغيره معه.....


أخذ ساب الصغيره بمكان بعيد نسبيا....وظل يمسد على ظهرها.... إلا أن هدأت شهقاتها.... وكذلك توقفت عن البكاء....


فقال لها ساب بمرح.... وحاجبين مرتفعان: من الجيد أنك مازلتى متمسكه بفاكهتك.... ظننت أنك ستلقينها أرضا.... ولكنى أظن أن حبك للفاكهه.... قد غلب غضبك منى... وقام بقرص أنفها المحمر.... وهو ينظر لها بإبتسامه حنونه.....


فنظرت له ليلى بشوق.... وقالت بحزن: لا ليس كما تظن..... بل لأنك أنت من قمت بجمعها من أجلى.... لهذا لا أستطيع إلقائها أرضا.....


قام ساب بإحتضانها جيدا.... وظل يقبل رأسها... وينعم برائحتها الجيده لبعض الوقت..... ثم قال لها بتسليه: إذا بما أن الجميله هنا.... ما رأيك أن أريكى مكان عملى هنا..... ظهرت إبتسامه متسعه.... وعينان تلمع بالحماس على وجهه الصغيره..... وظلت تهز رأسها له بالموافقه..... دليلا على سعادتها.... وقد تناست كل ما حدث منذ قليل..... قفزت ليلى تسبقه للداخل.... فقام ساب بهز رأسه..... دليل على نجاح خطته..... فهذه ليلى إذا أحزنتها..... قدم لها أى شئ يسعدها... وحينها ستعود كما كانت.....


بعد قليل من الوقت..... وجد مارلين الحارس الذى ركض خلف العربه..... قادم بإتجاهه.... فإرتفعت ضربات قلبه خوفا..... من أن يكون هناك مكروه قد أصاب الصغيره..... فنظر للحارس بقلق....


سأل مارلين الحارس بخوف: هل ليلى بخير؟!.. أين هى؟!... أريد أن أرها..... لما لم تجلبها معك.... 


فتنهد الحارس.... وأجابه قائلا بعمليه: هى الأن مع الشخص الذى أتت من أجله..... كما تم إخبارى أن أذهب لمنزله..... لإخبار أهلها أنها هنا..... وأن ساب سيأتى فى زياره قريبه.....


فقال مارلين بحاجب معقودين: أنت تخبرنى الأن.... أن صفله.... لم يتعدى طولها شبرا.... إستطاعت أن تفعل... ما لم أستطع أنا فعله.... طوال شهرا كاملا..... اللعنه قالها صارخا...... مما أدى إلى صدور.... بعض الضحكات من الواقفين.....


نظر له الحارس..... وهز رأسه بسخريه.... على أفعال الواقف أمامه..... ثم أعاد سؤاله مره أخرى: إذا هل سترشدنى إلى منزل ساب... أم أبحث عنه بمفردى.... نظر له مارلين بسخط.... وأجابه أن يتبعه... حتى يصلوا إلى المكان المنشود....


كان ساب يقوم... بتجهيز المعدات اللازمه.... لبدأ العمل.... وبعد أن إنتهى إلتفت بإتجاه الصغيره... ليسألها إن أعجبها المكان..... ولكنه لم يجدها بمكانها.... فظل يبحث بنظره عنها بأرجاء المكان.... ولكنه لم يجدها أيضا..... فقرر البحث عنها بالخارج....لعلها تلعب أمام البناء.....


وخلال هذا.... كانت الصغيره ليلى تجلس بحماس فى البدايه..... ولكن ذهب كل هذا أدراج الرياح.... حين ظل ساب يهتم بوضع الحطب.... لوقت هى رأت أنه طويل جدا.... لهذا قررت أن تخرج للحديقه الخارجيه قليلا..... ثم تعود له بعد إنتهائه.... من وضع الحطب....


وهى تسير للخارج.... وجدت ليلى أربعه رجال.... أصحاب بنيه ضخمه وكبيره جدا بالنسبه لها..... يتحدثون بأمر ما هى لا تفهمه..... ولكن ما لفت نظرها ثيابهم النظيفه والجميله..... وكذلك وقفتهم الشامخه والتى لا تدل سوى على شئ واحد.....

أنهم أمراء...... أجل فقد أخبرها ساب أنه سيأخذها إلى مكان عمله بيوما ما..... وترى فارسها التى ستقع بالحب معه.... 


إقتربت منهم الصغيره... حتى تستطيع أن ترى ملامحم جيدا..... وتنتقى منهم رجل واحد ليصبح حبيبها.... ثم تخبره بحبها..... كما فعلت أليس سابقا.... عن كيفيه إيقاعها ل مارلين فى حبها.... وهى ستفعل مثلها.... فقامت بترتيب ثيابها..... وتقدمت منهم بخيلأ حتى وقفت أمامهم..... ومعها توقفوا هم عن الحديث.... ونظروا بإتجاها منتظرين ما ستقوله.... إلا أن صمتها طال... كماظلت تنظر لهم..... وكأنها تقيمهم من أجل شيئا ما....


إلا أن إستيفان لم يكن يملك الصبر.... وخاصه بهذه الأيام....  فنظر لها ببرود.... وقال؛: ماذا تريدين أيتها الطفله.... فالتتحدثى.... أو لترحلى عند أخاكى.... 


كاد ماكس وألفين وديفيد.... أن يخبروه أن الواقفه أمامه طفله.... وليست شخص كبير.... وقد يسبب حديثه هذا بإخافتها منه....


إلا أن نظرت الصغيره له.... والتى لا تتناسب مع سنها....كانت عكس ما قالوه.... عن إمكان وقوعها فى الخوف من حديث الملك.... حسنا لقد وقعت بشر أعمالك أيها الملك.... فلو كانت النظرات تقتل... لوقع الملك قتيلا لنظراتها.... هذه الطفله كما لقبها منذ لحظات....


يتبع...