الفصل الأول - ظلمات حصونه
- الفصل الأول -
يُطالعها باستنكار مندهشا من غضبها المبالغ فيه فهو لم يقل لها شئ لكى تغضب هكذا ، هو فقد طلب منها قليلا من الوقت لكى يكون جاهزا لخطوة مثل هذه ليزفر بتأفف
_ هو انا ممكن افهم انتى متعصبة ليه دلوقتى؟ انا كل اللى طلبته منك شوية وقت مش اكتر على الاقل اكون جاهز اتقدم لاهلك...
نظرت له نظرة حاده تدل على ما تحمله له من غضب واعتراض على كلامه ، هى لا تريد ان تستمر معه فى علاقة ليس لها اى مُسمى سوا انهم اصدقاء وهى لا تعترف بمثل هذة العلاقات بين الشاب والفتاة لتزجره فى حده وغضب يتطاير من اعينها..
_ بقولك ايه يا ادهم انا مش عجبنى الهبل اللى بينا ده احنا بقالنا سنه بنقول نفس الكلام...اديك وقت ايه اكتر من كده؟؟ انت خلاص دى اخر سنه ليك فى الكليه وهتتخرج وهتشتغل فى شركة باباك يعنى معندكش حجه!! وانا جو الصحبيه اللى بينا ده مبقاش يعجبنى انا عايزه ارتباط رسمى يا كده يا كل واحد يروح لحاله..
قالت جملتها الاخيرة وهى تشعر بالغضب الشديد لدرجة انها كادت ان تلكمه فى صدره ولكنها تمالكت غضبها لكى لا تفسد الامر بينهم..
لاحظ "ادهم" كل ذالك الغضب ليشعر انه لا مفر يجب ان يستمع اليها لكى لا تظن انه لا يريدها او يتهرب منها فهو يريدها ان تكون معه دائما ولكنه كان يريد ان يُكون نفسِه قبل اى شئ ولكن ما الضرر من ارتباط رسمى لكى يتخلص من ثرثرة تلك العندية...
_ يا ديانه انا كنت عايز استنى شوية لحد ما اسس شركة لنفسى مبقاش شغال عند حد عشان لما اجى اكلم باباكى اقوله ادهم النصار مش ابن بكرى النصار كنت عايز اعمل اسم لنفسى بس خلاص هعمل ايه!!
نظر وهو يبتسم لها بحب واعجاب شديد
_ امرى لله حدديلى معاد مع باباكى يوم الخميس اجيب بابا وماما ونيجى نشرب الشاى عندكم
غمرت البسمة وجهها مضيفه بمرح
_ امممم هفكر
رفع حاجباه فى استنكار ليُعقب بمشاكسه
_ خلاص رجعت فى كلامى
زجرته فى صدرة زافره بحنق
_ انت غلس وبارد
ردف مبتسما بحب
_ بس بحبك
كست الحمرة وجهها وشعرت بكثيرا من التردد لتردف بخجل
_ وانا كمان
______
دالف بهيئته المهيبة بطول قامته وعرض منكبيه ونظرة زرقاوتاه القاتمة التى تقطع انفاس جميع من حوله ، متحركا بخطوات ثابتة متجها إلى مكتبه موجها حديثة الى احد الاشخاص عبر جهازه الخلوى
_تمام معدنا النهارده
انهى مكالمتة موجها حديثة الى سكرتيرته رادفا بصرامة
_ بلغى هاشم بيه انى وصلت وفى مكتبى
اومات له بالموفقة بينما دلف هو مكتبة نازعا سُترته مُشمرا اكمامه ، توجه الى مكتبه وجلس على كرسيه ليضغط على الذر بجانبه محدثا سكرتيرتة امرا
_ خليهم يبعتولى القهوة بتاعتى
انهى حديثه دون انتظار اى رد منها ، نظر الى تلك الملفات امامة مُتفحصا اياها عازما على ان يُلقى بهم نظرة مُتابعا لما يحدث فى شركته واذا كان كل شئ على ما يرام ، وما ان بدا بتفحصهم قاطعه دخول والده الى المكتب ويبدو عليه الغضب الشديد ليزفر بملل
_ صباح الخير يا هاشم بيه
رمقة "هاشم" بنظرة تحمل الكثير من الغضب والنفور مُعقبا بضيق
_ مفيش خير لحد ما تجبلى البت دى وترميها هنا تحت رجلى
اغمض "جواد" عيناه مُحاولا التخلص من كل هذا الغضب الذى شعر به عند التحدث عن تلك الفتاة اللعينه ليضيف بغرور وثقة
_ متقلقش انا قربت اوى واكيد هجبها المرة دى
ضيق "هاشم" ما بين عيناه متحدث باستفسار
_ انت عرفت حاجه جديدة ؟!
نهض "جواد" متوجها الى نافذة مكتبة مستنشق بعض الهواء ليستعيد هدوئه مرة اخره وضاف مُفسرا
_ جالى خبر ان فى القاهرة فى كلية ادارة الاعمال فى بنت طالبه اسمها "ديانة شرف شمس الدين الدمنهورى" وفى سنه تانيه يعنى عندها ٢٠ سنه
نهض "هاشم" فى عجل ممسكا ذراع "جواد" رادفا بغضب
_ ابعت هتهالى دلوقتى حالا يا جواد
ابتسم "جواد" باستهزار مضيفا
_ اخطفها يعنى !! بالعقل.... كلها يومين والهانم هتبقى تحت رجليك فى الفيلا
_______
دلفت المنزل بسعادة عارمة والبسمة منيرة وجهها الحليبى الملائكى ، وقفت تحاول تنظيم انفاسها قبل الدخول لوالديها لكى تقص عليهم ما حدث بينها وبين "ادهم" وتخبرهم بأنه يود زيارتهم وتعلمهم بميعاد مجيئه هو واسرته كى يستعدوا لذلك ، طرقت على بابا مكتب والدها طرقتين بيدها الصغيرة حتى استمعت صوت ابيها يسمح لها بالدخول
دلفت الغرفة متوجه الى والدها مُعانقة اياه رادفة بحب
_ حبيبى يا احلى واجمل بابا فى الدنيا كلها
رمقها "محمود" بنظرة استفستار رافعا احدى حاجباه مُعقبا
_ ايه الحنية والحب المبالغ فيهم دول!! ، شكلك عايزة حاجة
حمحت "ديانة" بحراج فوالدها دائما ما يُكشفها ويعرف نواياها ، ابتسمت له بحب رادفه
_ بصراحة اه فى حاجة وحاجة مهمه كمان
ردف مُعقبا بمرح
_ بصراحة وحاجة مهمة ، استر يارب
ابتسمت على مشاكسة والدها لها ، اضافت بابتسامة هادئة وهى ترمقة على استحياء
_ فى شاب زميلى فى الكلية عايز يجى يقابل حضرتك
اعتلت الصدمة وجهه فهو كان يعلم انه سيأتى مثل هذا اليوم ولكن ليس الان فهو متعلق بها كثيرا ، ليس من السهل عليه ان يُفارقها بتلك السرعة ، نظر لها باستفسار مضيفا
_ عريس !!
اومات برأسها بكثير من الحرج والحياء ، بينما هو ابتسم لها نصف ابتسامه لم تلامس عيناه رادفا باستفسرار ممزوج بالحزن
_ مستعجلة اوى كده زهقتى مننا خلاص
رمقته بالكثير من الحب ثم احتضنته رادفة بمرح
_ يا حبيبى هو انت شايفنى رايحة أتجوز دلوقتى دى هتبقى مجرد خطوبة ، ده طبعا بعد اذنك
ابتسم لها بحب وعاطفة مُستفسرا
_ وده فى سنه كام وبيشتغل ايه وابن مين
ابتسمت على طريقة والدها التى لا تلائمه فهو لا يميل الى المظاهر حيث انه يهتم بجوهر الشخص الذى امامه ثم اخذت تُجاوبة
_ اسمة ادهم بكرى النصار ابن بكرى النصار صاحب شركة النصار للاستراد والتصدير فى اخر سنه فى الكلية وهيخلص ويشتغل مع باباه
شعر انه لا مفر ولن يجد مخرج من ذلك المأذق ليزفر فى حنق ومبتسما نصف ابتسامة
_ امرى لله قوليله يجيب اهله ويشرفنا يوم الخميس الجاى اما نشوف مجايبك
غمرت البسمة وجهها من شدة السعادة ، احتضنتة بحب مُعقبة بلهفة
_ شكرا يا احلى بابا فى الدنيا كلها
_______
يجلس هذا الفتى الذى لا يتخطى العاشرة من عمره بصحبه شقيقته التى تصغره بستة اعوام يلعبان ويمرحان فى حديقة هذا القصر الذى يصرخ بالثراء والفخامة ، كانت ايضا مديرة المنزل تجلس معهم لمراقبتهم وحفظ سلامتهم فهم مازلوا اطفالا
هتفت بغضب طفولى وبرئ موجة الحديث الى شقيقها مُعقبة
_ ايه ده يا جواد انت بتغش
رمقها بغضب طفيف وملامح منزعجه مُعقبا بحنق
_ لا انا مش بغش انتى اللى فاشله وعيب تقوليلى بتغش انا هروح اقول لماما واخليها تعاقبك
اسرع "جواد" فى الركض تجاة داخل القصر بينما "زينة" ادركت انها اوقعت بنفسها فى مازق وسوف تُعاقب على ما تفوهت به لتصيح به كى يتوقف ولا يخبر والدتهما
_ استنى بس يا جواد والله مش قصدى تعالى بس انا اسفه طيب
كانت تناديه ولكن دون فائده فهو بالكاد اصبح داخل القصر ولم يلتفت لها قط
_ ماما يا ماما...
دلف "جواد" الى القصر وهو يُنادى على والدته بينما استوقفة صوت الشجار من الطابق العلوى ويبدو انه صوت والدته
كاد "جواد" ان يصعد الى هذا الطابق ليعرف ماذا يجرى ولماذا يتشاجرون بهذة الطريقة
اوقفة صراخ والدتة وهى تسقط من اعلى الدرج لتقع امام اعيُنه ارضاً مُلقاه على بطنها فاقدة النطق او الحركة والدماء تسيل من بين قدميها
صاح "جواد" بكثير من الخوف والفزع صارخا
_ مامااااا
فاق من شروده على تلك العاهرة التى جلست فوق ساقيه بدلال ودلع لينهض "جواد" وسقطت هى ارضا اسفل قدمية ليرمقها بغضب واشمئزاز رادفا
_ جرا ايه يا وسخه انتى هتنسى نفسك ولى ايه؟! انا سمحتلك تقعدى على رجلى؟؟
ردفت بتوتر وارتباك من ذلك الغضب الذى سيطر عليه دون سابق انذار او تحذير
_ انا اسفه يا جواد بيه انا بس لاقيتك سرحان قولت افوق حضرتك
جذبها من شعرها بكثير من الضيق والغضب عازما على ان يُخرج كل ما يحمله من الم وغضب على تلك العاهرة التى احضرها مقابل المال ، حسنا لتعمل لكى تحلل هذا المال..
_ ادينى فوقت اهو استحملى انتى بقى نتيجه فوقانى
القى بها على الفراش مُنهالا عليها لكى يمزق ثيايها ثم تخلص من جميع ملابسه ليبدا معها بتلك الممارسه العنيفه الخاليه من المشاعر والرحمه والانسانيه يفرغ بها كل ما يحمله من وجعا وحسرة داخل تلك العاهرة بمنتهى القسوة والعنف
ظلت هى تصرخ بالم مُحاوله استعطافه لكى يهدأ من حدة دفعاته ولكن دون فائدة فكل مرة تطلب منه ان يقلل من عنفه يزداد اكثر ، كيف له ان يقلل من عنفه وقسوته فهو يشعر بالراحه والسلام من سماعه لصوت هذا الصراخ ليُهون عليه ما يشعر به
كل مرة كانت تصرخ بها تلك العاهرة كان يشعر وكانه هو من صرخ لكى يتخلص من كل هذا الاشتياق والضعف كم يتمنى ان يصرخ الان ولكن كيف له ان يصرخ فهو رجلا لا يصرخ بل يجعل تلك العاهرات هن من يصرخن
لم يكترث لتلك التى تصرخ اسفله وكادت ان تفقد وعيها من شدة عنفه معها بل كان كل ما يعنيه ان يتخلص من المه ويصل الى ذروته ، بعد ان انتهى منها تركها ونهض ملقيا لها هذا الشيك الذى يحمل مبلغ اكبر من اى مبلغ ممكن ان تحلم به عاهرة مثلها بيوم من الايام
انتهى من اخذ حمامه وارتداء ثيابه وشرع فى الذهاب تجاه الباب رادفا لها بعدم اهتمام بلهجه امره
_ ارجع ملقكيش
_______
دلفت غرفتها بعد ان تناول الجميع العشاء بينما لحقت بها تلك المشاكسة ويبدو عليها ملامح الاستفسار والفضول رادفة
_ انا سمعت بابا وماما بيتكلموا على عريس.. العريس ده يخصك صح!!
ابتسمت "ديانه" على طريقة تلك الفتاة الفضولية التى لا تسمح لشئ ان يحدث دون علمها لتردف بمرح
_ ايوه يا مخابرات البيت العريس ده يخصنى
جلست وقد اعتلت وجهها ملامح العبث الممزوجه بالفضول والاهتمام لتردف بعتاب
_ كده من غير ملوكه حبيبتك ما تعرف "تغيرت ملامح وجهها من العبث الى الفضول والتشويق" ابقى اعاتبك بعدين المهم قوليلى مين ده وعرفتيه ازاى وقالك ايه وقولتيله ايه و.....
_ حيلك حيلك.... يالهوى ده بابا وماما مسألونيش الاسئله دى كلها!!
صاحت بها "ديانة" بعد ان شعرت بالتشتت من كثرة اسئلتها وعدم اعطئها الفرصه للرد ، اغمضت عينيها للحظه مُحاولة ترتيب الكلام لكى تُجاولها على كل تلك الاسئله لتردف بابتسامه حب
_ اسمة ادهم ، وكان زميلى فى الكليه وخلاص دى اخر سنه ليه اتعرفنا على بعض من سنه والعلاقة اتطورت واصريت عليه ان عشان علاقتنا تستمر لازم يكون فيه ارتباط رسمى
ابتسمت لها "ملك" بمكر رافعة احدى حاجبيها
_ من سنه يا نمس انت من غير ما كوكى حبيبتك تعرف
_ والله يا كوكى الموضع كان زماله مش اكتر فجاة لقيته بيقولى انه بيحبنى و...
قاطعتها "ملك" مُعقبة باستفسار
_ طب وانتى.. بتحبيه!!
صمتت "ديانة" لقليل من الوقت لا تعلم ماذا تقول فهى لم تسال نفسها هذا السؤال من قبل اهى حقا تحبه ام انه الشخص المناسب فقط لتردف بتشتت وتردد
_ بصى انا مش عارفه اسمي اللى بينا ده حب ولا لأ بس انا مرتاحه معاه تفكيرنا قريب من بعض وكذلك سننا ، مستقبلة كويس عنده كرير وبيحلم بانه يبنى نفسه بنفسه اهله ناس محترمين هو شخصية طيبة وحنين ومحترم وحاسه انه فعلا بيحبنى و...
قطع حديثها هذا الصوت الرجولى وهو يدلف الغرفة مُعلقا بمرح
_ يعنى نقول مبروك!!
ابتسمت "ديانة" على طريقة اخيها لتُسرع فى احتضانه بحب واشتياق رادفة
_ انا والله كرهت شغلك اللى حرمنا منك على طول ده
بادلها "مالك" الحضن واحتضن شقيقته الاخرى رادفا بتهكم
_ لا مهو واضح الاشتياق واخد حدة معاكى فقولتى تلاقى اللى يعوضك يا اختى
لكزته فى صدره مُعنفة اياه بغضب طفيف
_ محدش فى الدنيا كلها يعوضنى عنك...يالا انت ضهرى
ابتسم لها بحب وحنان وهو يضم كلاهما الى صدره مره اخرى مُعقبا
_ ربنا ميحرمنيش منكوا ابدا
رد كلاهما فى انٍ واحد
_ ولا منك يا حبيبى
________
صف سيارتة بالمرأب ثم تقدم بخطوات ثابتة الى ان دخل الفيلا ليلتقى بها امامه ويبدو عليها الانزعاج وعدم الرضا بمجرد ان رأت وجهه لتصيح به فى حنق وغضب
_ اية اللى جابك يا جواد ؟! مش خلاص اشتريت فيلا جديدة واستقريت فيها ونسيتنا احنا ، جاى تورينا وشك تانى ليه!!
اغمض عينه محاولا امتصاص غضبهِ فهو لا يسمح لاحد ان يتكلم معه بتلك الطريقة ولكنها ليست كأحد فهى والدتة ولا يستطيع ان يُعاملها كالاخرين فهى لها مكانة خاصة عنده
تقدم اليها "جواد" بهدوء وانحنى لها كى يُقبل جبهتها فى حب واحترام رادفا بهدوء
_ انا انسى اى حاجة فى الدنيا إلا انى انساكوا
رفعت حاجبها باستهزاء مُعقبة بتهكم
_ زى ما نسيت انك لازم تجيب بنت لبنى فى اسرع وقت قبل ما تكمل الواحد وعشرين سنه او على الاقل تتأكد انها ميتة
نظر لها بغضب طفيف زافرا فى حنق
_ هجيبها ، وقريب اوى كمان
ابتسمت باستهزاء مُحاوله استفزازه
_ اتمنى
كاد ان يخبرها انه اوشك على الوصول اليها لتقاطعة شقيقتة متحدثة بمرح ومشاكسه
_ جواد ايه ده انت هنا بجد ، يا سلام يا ولاد هو العيد بكره ولى ايه!!
لانت ملامحة قليلا فهو كالحجارة لا يملك اى احساس او مشاعر ولكنه معها يُحاول ان يكون ليس ذلك الشخص القاسى الجامد فهى تكاد تكون نقطة ضعفه الوحيدة ، هى شقيقتة الوحيدة ويعتبرها طفلتة وليست شقيقتة ، احتضنها "جواد" متحدثا باستنكار
_ مكبرين الموضوع اوى انتوا على فكرة ، ده هو شهر اللى غبت عنكوا فيه ، ارجع القيكوا اللى بتقولى ايه اللى جابك والتانية بتقولى هو العيد بكرة !!
كركرت "زينة" على حديث شقيقها وعلى ملامحه التى تحولت من الجمود الى الاستنكار مُعقبة
_ وانت يا جواد شايف ان الشهر ده مدة قليلة!! ولا انت عجبتك العيشة لوحدك ؟؟
تحولت ملامحه للبرود ورمق بعينيه للاعلى بملل مُعقبا
_ ايوه العيشة عجبانى لوحدى ارتحتوا بقى ؟! ولو سمحتوا معدش حد يتكلم معايا فى حوار انى عايش لوحدى ده تانى انا مرتاح كده
نظرت له "زينة" بعتاب ولكنها فضلت ان تنهى ذالك الحديث خاصة بعد ان شعرت بتوتر العلاقه بين "جواد" و" هناء" فعزمت على ان تُغير مجرى ذلك الحديث قائلة
_ طب متيجى ارسمك ، والله قمر وهطلعك قمرين.. تعالى كده معايا
مدت ذراعها ممسكة بيده وهى تبتسم بحماس آخذه إياه إلى مرسمها الموجود بحديقة منزلهم ، بينما كانت "هناء" ترمقهم بغل وخبث محاولة قدر إمكانها أن تداريه عنهما
_______
لما منذ ان اتى الى البيت يجدها تبكى هكذا وتحاول اخفاء بكائها عن والدتها؟؟ لما تبدو مثل الزهرة الدابلة؟ فهو لم يراها تبكى من قبل ، دائما ما يراى بسمتها على وجهها ، يجب ان يعلم ماذا يجرى!! ماذا فعلت تلك الغبية وتحاول اخفائه!! تقدم اليها ببضع خطوات حتى اصبح يقف امامها مباشرة
كانت "سلمى" شاردة الذهن تبكى على ما فعلته بنفسِها لتلاحظ ذلك الجسد الماثل امامها بطول قامته وعرض منكبيه يضع يده بجيبه بغرور وكبرياء ليحدثها بحده وغرور مستفسرا عما بها
_ بتعيطى ليه يا بت ؟
جففت دموعها سريعا فى لهفه وارتباك مُعقبة بخوف
_ جواد بيه !! لا مش بعيط حضرتك تأمرنى بحاجه ؟؟
رمقها بنظرة حادة دبت الرعب فى قلبها ، ثم قبض على ذراعها بشده وصاح بغضب وحنق
_ لما اسال فى جاجه تردى عليا ومن غير كدب احسنلك
انفجرت فى البكاء عندما تذكرت ما حدث لها واخذت ترتجف بين يديه ليزيد من شدة قبضه على ذراعها ويصيح بها فى نهى
_ من غير عياط ، اتكلمى من غير عياط
هبطت راقعة عند قدميه فى توسل وبكاء مُستعطفه اياه
_ ابوس رجلك يا جواد بيه... ابوس رجلك الحقنى ، ابوس رجلك الحقنى ومتفضحنيش او تقول لامى والنبى
ادرك انها فعلت مصيبة ويبدو انها تخُص العرض ليرمقها ببرود ثم توجه ناحية الطاوله لسحب احدى الكراسى ليجلس عليه واضعا قدم فوق الاخرة باستعلاء رادفا ببرود
_ اسحبيلك كرسى وتعالى اترزعى هنا قدامى
فعلت ما امراها به ليرمقها ببرود رادفا
_ هببتى ايه ؟!
اخفضت رأسها بالارض خجلا مما فعلته ولكن ليس لديها خيار اخر عليها ان تستنجد بأحد وإلا ستندم كثيرا لتعزم على ان تُخبره لكى يُساعدها ، تحدثت بندم وبكاء
_ من سنه كده بعد ما خلصت الثانويه العامة اتعرفت على شاب من عندنا من الحتة كان معروف عنه ان اخلاقة كويسة ، قربنا من بعض وحبينا بعض اوى والحب ده اتطور وبقى....
شعرت بالخجل ليزجرها "جواد" كى تُكمل مُعقبا
_ كملى يا سلمى ومتنسيش حاجه
ابتلعت فى ارتباك واخذت نفسا طويلا ثم اكملت
_ بقى يقولى انه بيحبنى وهيتجوزنى وانى مراته وربنا شاهد عليه وانه عايز يتأكد انى بحبه وبثق فية وانا كنت مصدقاه وسبته يقرب منى ، لحد ما جية يوم و....
_ يبقى انتى مش بتحبينى ولا بتثقى فيا يا سلمى
أردفت والدموع تملئ عينها مُعقبه
_ دا انا محبتش حد فى الدنيا كلها قدك يا خالد بس اللى انت بتطلبه ده صعب اوى
جذبها الى صدره مطمئنا اياها فى حنان
_ يا بت انا بحبك بس تعبان ومحتاج الحاجه دى اوى انتى حبيبتى لازم تساعدينى، يعنى لو روحت عملت كده مع واحده تانية مش هتزعلى!!
نظرت له باستكار من مجرد فكرة انه سوف يفعل هذا مع فتاه غيرها لتزداد حيرتها ليردف بضيق وحنق
_ خلاص يا سلمى مش هنعمل كده بس على فكرة ده معناه انك مش واثقة فيا وبما ان مفيش ثقة بينا يبقى مينفعش يبقى فى جواز بينا ، او تكونى مثلا خايفه انى اعرف حاجه كده ولا كده
قال جملتة الاخيرة بنظرة شك ليجن جنونها من سماع تلك الكلمات لتصيح به باكيه
_ انت بتقول ايه يا خالد ازاى تفكر فيا كده ، انا بس خايفه انك تسيبنى او تتخلى عنى او تقول عليا بنت مش كويسه عشان سبتلك نفسى
صاح بها ناهيا كلامها فى حب وحنان
_ يعنى مش واثقه فيا يا سلمى!! يا بت دا انا مقدرش ابعد عنك وبعدين هقول عنك مش كويسة ازاى مش انا هتأكد بنفسى دلوقتى انك كويسة ومحدش لمسك قبلى ولا ايه ؟!
اومأت راسها باستسلام لما ينوى فعله ليبتسم لها بانتصار مقربا اياه الى صدره هامسا
_ يلا بينا بقى يا حبيبة قلبى
امسك يداها وتوجه بها الى الغرفة مُغلقا الباب خلفة ، رمقها كالاسد الذى يكاد ينقض على فريسته لُيقربها اليه وينهال عليها بالقُبل الحارة ويده تعبث داخل ملابسها الى ان اصبحت كالغائبة عن الوعى بين يدية لا تعلم متى جردها من ملابسها لتصبح امامه عارية هكذة اذابها فى لذة لمساته المتفرقة على جسدها وشغف ونعومة قُبلاته ولم تفق من هذه اللذة والمتعة الا عندما انتهى مما كان يريده وفقدت عذريتها....
لتنهار من البكاء وهو لم يتاثر بشئ مما قصته عليه بل مازال ناظرا لها منتظرا ان تُكمل حديثها لتردف ببكاء مرير
_ فضل كل فترة يطلب منى نعيد اللى عملنا ده لحد من اسبوع كده كان بقالى فترة تعبانه اوى وماما لاحظت انى تعبانه فقالتلى اروح اكشف ، اخدت واحده صحبتى وروحت كشفت اكتشفت انى حامل ، جريت عليه عشان اقوله بس رده صدمنى...
_ الحقنى يا خالد فى مصيبة
شعر بالفزع من هيئتها وخوفها تلك ليردف مستفسرا
_ مصيبة ايه يا بت مالك؟؟
لتشرع فى بكائها مُعقبة
_ انا حامل يا خالد
صُدم مما قالتة ليرتبك قليلا فهذا الشئ لم يكن فى حسبانه وهو لا يستطيع تحمل تلك المسؤلية الان ليجد ان اسلم حل له هو التخلى عنها ، تمالك نفسه ليحدثها بقسوة واشمئزاز
_ من مين يا بت؟؟
صُعقت من هذا السؤال ومن ردة فعلة لتصيح ببكاء
_ من مين ازاى يعنى هو انا كنت اتهببت مع حد غيرك
ليرمقها بنظرة احتقار زافرا
_ وانا اعرف منين يا حبيبتى اللى تسيب نفسها لواحد مش جوزها تسيب نفسها لاى حد تانى
قبض على ذراعيها بقسوة مُتحدثا اليها بحده وجبروت
_ اياكى اشوف وشك تانى ولو حتى بالصدفه هفضحك يا سلملى ومش بس كده هورى الناس كلها صورنا واحنا مع بعض فى السرير وساعتها لا انا ولا غيرى هنعبرك ، انا لو منك اروح اسقط واعمل عمليه وارجع بنت زى الاول ولا من شاف ولى من درى ، ومعتش اشوف وشك تانى انسينى انتى فاهمه!!
القاها بعيدا عنه ثم اعطاها ظهره وتركها وذهب لتجلس هى تبكى وتصفع نفسها على وجهها على ما فعلته بنفسِها
ظلت تبكى بحرقة وقهر على ما حدث له لتزفر بين دموعها فى ضعف
_ سابنى ومشى ومن ساعتها بكلمة مش بيرد عليا وانا مش عارفه اعمل ايه !!
ليفاجائها "جواد" بعدة صفاعات على وجهها لتشعر بالفزع والرعب منه فهو لم يسبق له ان مد يداه عليها، نظرت له برهبة وزعر ليصيح بها فى حقن وغضب
_ دول عشان انتى واحدة زبالة ورخيصة مبصتيش لامك المكسورة عليكى من بعد موت ابوكى عشان تربيكى وتعلمك وتدخلك كلية انتى متستهليهاش هو وسخ وابن كلب بس ميتلامش انتى اللى رخيصه عشان كده وساخته طلعت عليكى
انحنت لتقبل قدماه فى ضعف وانكسار باكية مُعقبة
_ ابوس رجلك يا جواد بيه انا زبالة واستاهل كل اللى يجرالى بس استر عليا امى لو عرفت هتروح فيها ابوس ايدك استرنى
ليرمقها باشمئزاز مُعقبا
_ اللى انا هعمله ده مش عشانك ده عشان امك بس ، انتى هتيجى معايا دلوقتى واللى هقوله هيتنفذ ومش عايز اسمع نفسك مهما حصل والا والله هدفنك انتى وهو فى تربه واحده صاحين
اومأت براسها موافقه عما قاله مُعقبه بخوف
_ حاااضر
#يتبع. . .