الفصل الثاني - ظلمات حصونه
- الفصل الثاني -
صاحت والدة "ادهم" بابتسامه مُجها حديثها الى "منال"
_ اومال فين العروسة يا مدام منال ، مش هنشوفها ولا ايه!!.
ابتسمت لها "منال" بحب وترحاب مُعقبه
_ اكيد طبعا مالك راح يجبها اهو
غمرت البسمه وجهها بعد سماعها صوت شقيقها مُعلنا عن موافقة والدها مُحدثها بابتسامة وهو يغمزها بمرح
_ تعالى كلمى بابا يا عروسة
ارتسمت السعادة على وجه "ديانة" بينما صاحت شقيقتهم "ملك" بمرح وهى تقبلها
_ الف الف مليون مبروك يا قلبى واخيرا هنخلص منك الحمدلله
كركر كلا من "ديانة" و" مالك" على طريقة شقيتهم وقامت بضربها بخفه مُعقبه
_ عقبالك يا ام سبعه وسبعين لسان
_ يارب يا اختى
.
رمقها "مالك" بنظرة صارمة اسكتتها بينما امسك يد "ديانة" وخرج بها متوجهن اليهم ، دلفت بصحبة اخيها الى تلك الغرفة التى يجلسون بها مُتحدثه بخجل
_ مساء الخير
طلعت عليهم بزروقاتها المُلفتان مُرتدية ذلك الفستان الكشميرى تاركه العنان لشعرها المُتدلى منه بعض الخصلات المنسدله على وجهها مما ذادتها جمالا وذلك الحذاء ذو الكعب العالى مما جعلها تبدو فى غاية الجمال والاناقة
نظر جميع من فى الغرفة لها باعجاب كبير فهى شديدة الجمال حتى "ادهم" صُدم حينما رائها فهو لم يراها بهذا الجمال من قبل ليشعر بالرضا على نفسه انه قام بتلك الخطوة وتقدم لها بطلب الزواج
صاح والد "ادهم" بابتسامة فخر باختيار ابنه رادفا
_ طب يا جماعة انا بقول مفيش داعى نضيع الوقت اكتر من كده ، احنا نقرا الفاتحة النهارده والخطوبة زى ما اتففنا الخميس الجاى
ابتسم "محمود" بسعاده لرؤيته البسمه على وجه ابنته متحدثا بسعاده
_ على خيرة الله
_______
يقف فى منتصف الغرفة التى لا يوجد بها اى مخرج سوا ذلك الباب المغلق جيدا الذى لا يستطيع فتحه ليتقدم ويجلس على ذلك الفراش منتظرا ان ياتى اليه احد ليخبره لما هو هنا وماذا يردون منه ولماذا احضروه تلك الرجال بهذه الطريقة !!
جلس يفكر من الذى يمكن ان يُحضره بتلك الطريقه ولماذا؟! ، ظل يفكر فى تلك الطريقة التى احضروه بها تلك السيارة السواد الذى اقتحمت شارعهم واخذته من بين الناس وفرت به اتياه به الى هذا البيت الغريب عنه
قطع تفكيره دخول ذلك الشخص الضخم الذى يبدو انه من ذى الطبقه العليا بصحبة رجاله ليسرع "خالد" بالنهوض ليقف امامه رادفا بغضب
_ انت مين وعايز ايه؟! وازاى تجبنى بالطريقة دى و...
لم يُنهى جملته لتقاطعه صفعة قوية اسكتته من احد رجال "جواد" ليرمقة ببرود رادفا
_ اولا تتكلم معايا بأدب ده طبعا لو عايز تفضل عايش!!
ثانيا انا بقى مين وعايز ايه وجبتك هنا ليه ده انت هتعرفة لوحدك
شاح "جواد" بنظرة تجاه باب الغرفة الذى فُتح ودخلت "سلمى" فى خوف وضعف لينظر لها خالد فى صدمه ويدرك انه اوقع نفسه فى مصيبة كبيرة ، اغمض عيناه فى غضب ليُحدثه " جواد" فى برود
_ طبعا انت عارف سلمى وعز المعرفه كمان ، وعارف انت عملت ايه معاها بمنتهى الوساخة والنداله ، وانا مش جى عشان اقولك انت غلط والكلام الفارغ ده لا ، انا جى عشان اللى غلط يتربى
جلس "جواد" على احدى الارائك الموجوده فى تلك الغرفه ليرمقه بنفس ذلك البرود مُحدثه
_ انا طبعا عارف انها غلطت ولازم تتربى وتربيتها هتكون بانها هتنزل اللى فى بطنها وتتحرم منه وكفاية اللى هى عاشتة ده لوحده كفيل انه يربيها ، اما انت بقى فانا شايف انك لسه متربتش فقولت لازم اربيك
رمقة بشبح ابتسامه لم تتحرك لها شفتيه كثيرا مُعقبا
_ الراجل بيتربط من لسانه يا خالد واللى بيقول كلمة لازم يبقى قدها ولو مش قدها يستحمل نتيجة اخطائه وانت مش راجل وعشان كده لازم تتعاقب وتتربى من اول وجديد
رجع بظهرهى للخلف واكمل حديثه مُعقبا
_ سمعت انك قولت لسملى جمله عجبتنى اوى بصراحه
قولتلها "انا لو منك اروح اسقط واعمل عمليه وارجع بنت زى الاول ولا من شاف ولا من درى" وانا عجبتنى فكرتك اوى وهتتنفذ بس مش فيها هى لوحدها ، لا وفيك انت كمان
شعر "خالد" بالتوتر وكاد ان يُصيح به ليجد رجال "جواد" يحملونه ويلقوا به على الفراش واخذوا يجردونه من ملابسه بالكامل ويثبتونه على ذلك الفراش ، صاح بهم فى فزع ورعب يصرخ مستنجدا بها
_ انتوا ... انتوا بتعملوا فيا ايه!! يا سلمى
قال اسمها وهو يصرخ من شدة الرعب الذى شعر به ، بينما شعرت هى بالخجل من رؤيتة هكذا لتُشرع فى البكاء ، هى لا تعلم ما الذى سوف يفعله به "جواد"
لاحظ جواد بكائها ليرمقها بنظرة زرعت الخوف داخل قلبها لتلاحظ دخول ذلك الرجل حاملا بيدة تلك الحقيبة ، ليُحدثة "جواد" ببرود
_ اهلا يا دكتور ، احنا سهلنالك المهمه اهو ، هو جاهز يعنى ممكن بنج موضعى ونخلص الموضوع ده
ردف "الطبيب" مُعقبا
_ تحت امرك يا جواد بيه
صاح "خالد" فى زُعر وفزع وهو عارٍ الجسد تماما مُثبت على الفراش من قبل رجال "جواد" ، فهناك رجلان مُمسكان بيديه الاثنان مفرقان بينهم ورجلان اخران مثبتان قدميه مُباعدان بينهما لفتح المجال لهذا الطبيب..
_ بنج ايه وموضوع ايه اللى يخلص انت هتعمل ايه ؟!
قال جملتة تلك بصراخ ليرمقة "جواد" ببرود مُعقبا
_ بما انك عيل وسخ ملكش كلمة جبان وقذر فانا قررت اسمع بنصيحتك وانهى الحاجه الوحيده اللى بتربط بينك وبين الرجاله عشان متبقاش وصمة عار عليهم وتتضاف ليهم وانت مش منهم ، اللى بيقول كلمه يبقى قدها ولو طلع عيل خ** يستحمل بقى اللى يجراله وبما انك طلعت مرا فى كلمتك يبقى نخليك مرا بجد بقى
ادرك "خالد" ما ينوى عليه "جواد" وماذا يريد ان يفعل به ، صرخ "خالد بفزع وزُعر
_ مرا ايه وتنهى ايه !! انت مجنون ؟؟ الحقينى يا سلمى
قال جملته الاخيرة وهو ينظر اليها بتوسل مُستنجدا بها لتنظر هى ارضا وهى لا تستطيع التوقف عن البكاء ليدرك انه كسر قلبها وانهى كل هذا الحب التى كانت تحمله له فى ذلك اليوم عندما تخلى عنها وسبها فى شرفها ، ليشرع فى البكاء من شدة خوفه مما سيحدث له خلال ثوانٍ
قام "جواد" بالجلوس على ذلك الكرسى بجانب الفراش يُتابع ما امر به الطبيب ان يفعله
لاحظ "خالد" اقتراب الطبيب منه بعد ان انتهى من اعداد كل ما سيحتاج اليه بجانبه ، ثم رائه ممسكا باحدى الابر بيداه مفرغا ما بداخل ذلك الامبول بتلك الابرة ومقتربا منه
كاد قلب "خالد" ان يتوقف من شدة الرعب فهو على وشك ان يفقد رجولته الى الابد من وراء عملته الرخيصة التى لم يكن ينوى ان يفعلها والان هو يندم على كل ما فعله ليصيح برعب وفزع عندما رأى الطبيب يقترب منه ليصرخ رادفا
_ ابوس ايدك يا جواد بيه ابوس رجلك بلاش كدا هعملك اللى انت عايزه بس كله الا كده
توقف الطبيب منتظرا اوامر "جواد" ليبتسم هو ابتسامه لم تلامس عيناه ليردف ببرود
_ انا خلاص مش عايز منك حاجه ، انا عايز اربيك بس واعلمك درس تحلف بيه طول عمرك ، وانت عارف الواحد عشان يتعلم الدرس لازم يدفع التمن غالى ورجولتك هى تمن غلطك وعشان متضحكش على اى بنت تانيه اصل ديل الكلب مبيتعدلش فلازم يتقطع ، اما سلمى بقى فانا هعرف اعوضها ازاى
نظر "جواد" الى الطبيب مُتحدثا باستفسار
_ وقفت ليه يا دكتور؟ انا مطلبتش منك توقف!! كمل
تقدم الطبيب تجاة "خالد" المُثبت امامه جيدا والذى لم يتوقف عن الصراخ والبكاء ليجلس الطبيب بين قدميه المثبتتان من قبل هذان الرجلان ممسكا برجولته حاقننا اياه بتلك المخدر لكى يبدا فى عمليه!!
لاحظ "جواد" فزع سلملى ليزجرها بحنق
_ اطلعى برا يا سلمى
نظرت له بضعف وترجى بان يتوقف ولاكن لا تستطيع ان تطلب منه ذلك فهو يُعتبر كفرد من عائلتها بل كل عائلته فهى ترعرعت فى بيتهم وتحت رعايتهم كادت ان تخرج ليوقفها صوت "خالد"
صاح "خالد" فاقدا للامل بعد رؤيته لما فعله الطبيب ليصرخ بهستريا مُحدثا كلا من "جواد" و"سلمى"
_ لا يا سلمى متسبنيش ابوس ايدكوا متعملوش فيا كده ابوس ايدك يا جواد بيه ، والنبى يا سلمى هعملك كل اللى انتى عايزه والله العظيم هتجوزك وهعترف بالطفل وعمرى ما هزعلك والنبى يا سلمى الحقينى ابوس ايدكوا بلاش كده والنبى بالله عليكوااا
كان يصيح بكل كلمه وهو يصرخ بفزع ورعب ليرتجف قلب "سلمى" من البكاء والحسرة لتُسرع وتلقى بنفسِها تحت قدمى "جواد" بترجى وضعف هامسه
_ ابوس رجلك خلاص يا جواد بيه انا مش عايزه منه حاجه سيبه يمشى ابوس رجلك سيبه خلاص مش عايزه حاجه بالله عليك
نظر لها "جواد" بغضب ليصيح بها فى حنق
_ انا مش قولت اطلعى برا ، يلااا
اسرعت "سلمى" بالخروج من الغرفه بينما "خالد" ظل يصرخ فى نهى من ان يفعلوا به هكذا ، ليزداد صراخه عندما راى تلك الاداة الحادة تقترب من رجولته ليرتجف قلبه من الخوف ليصيح نهيا
_ لا ابوس رجليكوا بالله عليك يا جواد بيه حرمت والنبى ، والله ما هعمل كده تانى وهصلح غلطتى ، بلاش كده بلاش كده يا جواد بيه ابوس رجلك لاااااااا
كاد الطبيب ان يفعلها بعد ان امسك برجولة "خالد" باحدى يديه وباليد الاخرة ذلك المشرط الطبى ليوقفة صوت "جواد" رادفا
_ لحظة يا دكتور
اقترب "جواد " من الفراش مُلاقيا اعينه باعين "خالد" الذى كاد ان بتوقف قلبه من الصراخ مُتحدث ببرود
_ هى كلمة واحده ومش هقررها ، ابعت اجيب الماذون ونخلص؟؟ ولى اخلى الدكتور يكمل وبردو هنخلص!!
اوما "خالد" براسه كالمجنون صارخا بلهفه
_ لا لا هات الماذون والله هعملكوا اللى انتوا عايزينوا بس بلاش الدكتور ابوس رجلك
ابتسم "جواد" ابتسامه لم تلامس عيناه ليردف بهدوء
_ معلش يا دكتور تعبناك معانا بس خليك بردو لو حبينا نرجع فى كلامنا ولى حاجه ، سيبوه يلبس وابعتوا هاتولى ماذون...
______
كان قلب "سلمى" يرتجف من الرعب وازداد فزعها عندما توقف "خالد" عن الصراخ لتُخمن انه قد تجرد من رجولته او ربما يكون قد مات ، شرعت فى البكاء واخذت تلعنه بداخلها فهو من اوصل كلا منهما الى هذا الحال ، هو من فعل بنفسه وبها هذا
توقفت عن البكاء عندما رأت "جواد" يخرج من الغرفه وكل من كانوا معه ومعهم ذلك الطبيب لتبتلع فى رعب فيبدو ان الدور عليها وحان وقت ان يُنزل ذلك الطفل ليقطع تفكيرها صوت "جواد" زافرا بحنق
_ الماذون جى فى السكه ، ادخلى اعدى معاه وشوفى نفسك لسه عايزه يكتب عليكى ولى لا وفى الحالتين انا هعرف احميكى
شعرت "سلمى" بالسعاده العارمه بانها سوف تتزوج حبيبها ولكنها تذكرت ما فعله "جواد" لتشعر بالحزن مرة اخرى ولكن يكفيفها انه سيسترها ويعترف بذلك الطفل
كادت ان تدخُل الغرفة ليوقفها "جواد" مستهزا
_ على فكرة انا معملتلوش حاجه... لسه زى ما هو ، موقتا لحد ما نعرف ردك ايه !!
ابتسمت له براحة وامتنان ثم دلفت الى الغرفة لتُصعق مما تراه فهو جالسا على الفراش مرتديا سرواله الدخلى فقط ولا يتوقف عن البكاء كالاطفال
التقطت ملابسه من الارض واقتربت لتجلس بجانبه على الفراش لكى تُهدى من روعته وبمجرد ان جلست بجانبه ارتما فى صدرها واخذا يبكى ويعتذر بندم
_ انا اسف يا سلمى والله العظيم مش هتتقرر تانى سامحينى انا بحبك والله بحبك انتى عارفه ظروفى عشان كده عملت معاكى كده لكن انا والله العظيم بحبك
اخذت "سلمى" تربط على كتفيه مُهدى اياه مُتحدثه بحب وتسامح
_ مسمحاك يا خالد بس قوم البس عشان الماذون جى
قطع حديثهم صوت طرقات احدى رجال "جواد" معلنا عن وصل الماذون لتردف "سلمى" فى حرج
_ احنا جاين اهو
________
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى مودة ورحمة
صاح "الماذون" بتلك الجملة مُعلنا عن اتمام عقد القيران
لتملئ الفرحة قلب كلا من "سلملى" و "خالد" ليردف "جواد" مُعقبا
_ معلش يا عم الشيخ هتستنى شويه عشان نطلق تانى
تفاجئ "الماذون" من هذا الطلب وكاد ان يتحدث ليقاطعه "خالد" بخفوت وانكسار مُوجها حديثه ل"جواد"
_ بعد اذنك يا جواد بيه ممكن اتكلم مع حضرتك كلمتين على انفراد !!
رفع "جواد" حاجباه فى استنكار وعقب مستهزئا
_ هو البنج اثر عليك ولى ايه ؟؟ الدكتور معملش حاجه لسه !!
شعر "خالد" بالحرج الشديد من كلمات "جواد" ليُعقب على استحياء
_ انا عايز اتكلم مع حضرتك فى حاجه بعد اذنك
زفر فى حنق مُعقبا
_ تعالى ورايا
دلف "جواد" الى احدى الغرف بصحبة "خالد" مُغلقا الباب خلفه مُعقبا باسهزاء
_ خير يا زينة الرجاله !!
شعر "خالد" بالحرج من كل تلك الاستهزاء من قبل "جواد" ، استجمع شجاعته لُيعقب بانكسار
_ انا مش عايز اطلق يا جواد بيه
التفت اليه "جواد" مبتسما بسخريه
_ ايه بقيت راجل كده فجاه ؟!
ردف "خالد" بانكسار والدموع متحجرة فى عيناه
_ متفكرش انى وحش اوى كده ، انا حبيتها بجد واكتر مما تتخيل كمان بس غصب عنى كنت مستنى منى ايه!! انا شاب خريج كلية تجارة بتقدير جيد جدا اتخرجت وطلع عينى على وظيفه ملقتش اضطريت اشتغل على توكتوك عشان يا دوب اكفى مصاريفى الشخصية ، هروح ازاى بقى اخطب واجيب شبكة واعمل عفش واشترى شقه واعمل فرح منين كل ده ؟! من السبعين جنية اجرتى من كفيتى على التوكتوك طول النهار والليل!!
ليبتسم على حالهِ ويكمل باستهزاء
_ لا وكمان اخلف عشان اجيب اطفال احرمهم !!
يبقى الناس بتاكل لحمه وفراخ وانا اكلهم فول وفلافل عشان ده اللى على قد حالى ، ممكن اجبلهم اللحمه مرة فى الشهر لكن مقدرش اجبها كل اسبوع قولى انت لو انت مكانى كنت عملت ايه ؟!!
اخذ نفسا عميقا مُتحدث ببردو وعدم تاثر
_ طب وايه اللى غير رايك دلوقتى وخلاك مش عايز تطلق ؟!
مرر يده على وجهه مُزيحا تلك الدموع التى خانتة وتهاوت من عيناه مضيفا بحسرة
_ عشان مش ضامن الدنيا هتقابلنى فى واحده تحبنى واحبها زى سلمى ولى لا ، عشان مش ضامن ان غلطة انى انام مع واحده بحبها وتحمل منى دى هتتكر تانى ولى لا ، عشان مش عايز اخسرها او اخسر اللى فى بطنها
ليغمض عينه فى الم مضيفا
_ ظروفى وحشة!! خلاص ادى الله وادى حكمتة اللى حصل حصل وانا مش هضيع الفرصه الحلوة الوحيده اللى حصلتلى من ايدى ، هاخدها ونعيش فى بيت امى وابويا واللى ربنا يقسم بيه هنعيش بيه وده اللى ربنا كتبه وانا موفق بتدبير ربنا
اوما له بالموافقة لينهض مُتوجها ناحية الباب ليضيف مُعقبا وهو يلتف اليه مره اخره
_ مفيش طلاق ، هستناك بكرة فى المكتب عندى هبعتلك عربية بالسواق تجيبك ولو لعبت بديلك انت عارف هجيبك ازاى
_______
فى احدى الشليهات الخاصه بالطبقه العُليا بمحافظة الاسكندرية كانت تجلس فى هدوء تام وعزله لا تُحاول الاختلاط باحد او الهروب من ذلك المكان ، كيف لها ان تهرب من كل هؤلاء الرجال الذين يُحاوطونها وتلك الفتاة التى تجلس معها حتى انها لا تسطيع القراءة والكتابة ، كيف لها ان تُساعدها وهى غير قادره على الكلام ، لو كانت قادره على الكلام ما كانت لتكون هنا ابدا
دلف اليها بغروره وغطرسته المعتاده ينظر اليها باستحقار مثل كل مرة يراها بها ليلتفت الى تلك الفتاه امرا اياها ان تتركهما بمفردهما لبعض الوقت ، بالفعل خرجت تلك الفتاه من الغرفة ليتوجه هو اليه رامقا اياها بكثير من الحقد والغل رادفا
_ اخيرا يا لبنى بعد ٢٠ سنه فى عذاب وحيرة ووجع قلب وقلة راحة لناس عايشه وناس ميته ، خلاص كله هيرتاح...
اعتلت وجهها ملامح الاستغراب لتنظر له باهتمام تحاول ان تستنتج ما يحاول الوصول اليه بينما اكمل هو متحدثا باستهزاء
_بصراحة انا عندى خبرين والاتنين احلى من بعض ، الخبر الاول ان الحمدلله لقينا ديانة وهجبهالك تشوفيها
شعرت "لبنى" بالزعر والفزع مما استمعت اليه توسعت عيناها بصدمة كبيرة ليرتجف قلبها من شدة الرعب والفزع لترمقه بنظرة توسل مُستعطفه اياه
ادرك الاخر ما تحاول الوصول الية بتلك النظره ، ابتسم فى مكر وشر واكمل حديثه
_ والخبر التانى بقى هو انكم انتوا الاتنين هتموتوا فى نفس اليوم اللى هجبهالك فيه ، شوفتى انا حقانى ازاى! زى ما هما الاتنين ماتوا مع بعض انتوا الاتنين هتموتوا مع بعض ، ده طبعا بعد ما اوريكوا اوسخ انواع العذاب اللى فى الدنيا
ظلت تبكى بقهر تُحاول ان تتحدث ولكن دون فائدة لتلعن حظها على تلك الصدمة التى حدثت لها بهذا اليوم حينما فقدت النطق
شعرت بالعجز الشديد لتُسرع فى التوجه اليه ورمت بنفسها تحت قدميه مُترجيه اياه بانكسار وضعف ليركلها بقدميه بعيدا عنه بمنتهى القسوه والجحود صائحا بغضب
_ ابعدى عنى يا وسخة ، اوعى تفكرى تقربى منى تانى يا زبالة مش عايز نجاستك توسخنى
ذهب وتركها تبكى وتصرخ بألم ورعب
________
دلفت السكرتيرة الى مكتب "جواد" مُعلنه عن وصول "خالد" رادفة
_ مستر جواد الشاب اللى حضرتك قولت عليه وصل
رمقة "اياد" باستفسار موجها الحديث الى جواد رادفا
_ شاب مين!!
رمقها "جواد" بهدوء مُضيفا
_ خلية عندك برا لحد ما اقولك دخليه
اومأت له بالموافقة وشرعت فى التوجه الى الباب رادفه
_ تحت امرك يا فندم
رمقه "اياد" باستفسار منتظرا ان يُجيبة "جواد" ليغمض عيناه وعزم على ان يخبره
_ هقولك عشان عايز منك حاجات كتير هتعملهالوا
قص عليه "جواد" كل ما حدث وحديثة مع "سلمى" وما فعله ب" خالد" وحديثة معه
صُعق "اياد" مما استمع اليه من "جواد" هو لم يندهش لما فعله "خالد" فهذا يحدث كل يوم بين الشباب القذر والفتيات الساذجه ولكن ما صدمه رد فعل صديقه ليردف مستنكرا
_ انت طبعا مكنتش هتعمل فى الواد كده!!
رانت شفتاى "جواد" بابتسامة جانبيه مُسهزاً بحديث صديقة مُضيفا
_ لا وحياتك دا انا مكنتش هعمل غير كده واشوفله عريس كمان قبل ما اشوفلها هى
انفجر "اياد" ضاحكا على حديث "جواد" وطريقته الفظه فى التعامل مع تلك الامور الحساسه رادفا
_ دا انت جاحد يا عم ، يعنى تاخد من الواد اعز ما يملك وكمان تشوفله عريس
_ والله كانت هخليه يقعد جمبها زيه زيها هو زباله وهى رخيصه بس اللى منعنى الطفل اللى فى بطنها عشان ملوش ذنب فى حاجه
قال جملته تلك وهو لايزال ثابت لا يتاثر باى شئ ، بينما "اياد" قد تاثر بحديثه رادفا
_ عندك حق بس يا اخى حرام عليك ده زمان الواد قلبة كان هيقف من كتر الخضه
ردف "جواد" وهو ينظر فى حاسوبه بهدوء
_ المهم الولد ده خريج كليه تجارة عايزك تشوفله اى حاجه عندنا تكون مناسبه ليه وكمان عايزك تشوفله شقة كويسه عندنا وتخصم نص إجارها من مرتبه كل شهر وياريت لو تكون شقه مفروشه كامله
رفع "اياد" حاجبيه باندهاش من حديث "جواد" فهو لم يراه لطيفا مع احدا من قبل ، من اين اتى بكل هذا العطف ليقطع تفكيرة صوت "جواد" مُتحدثا الى سكرتيرته امرا اياه بان تسمح ل "خالد" بالدخول
دلف "خالد" مكتب "جواد" رادفا بحرج
_ صباح الخير يا جواد بيه
_ اهلا يا سيد الرجاله
قال جملة وهو لايزال ينظر الى ذلك الحاسوب ليشعر "خالد" بالحرج من كلمات "جواد" ، ثم سمح له بالجلوس وشرع فى الحديث معه رادفا بتحذير
_ اسمع يا خالد انا مبحبش اقرر كلامى مرتين عشان كده افهمنى كويس انت هتتعين عندى فى الشركه "اشار تجاه اياد واكمل" ومستر اياد هو اللى هيبقى المسؤل عنك وليك شقة مفروشه كامله وهيتخصم كل ده من المرتب كل شهر كده يبقى فاضل الجواز هتتقدم لامها زيك زى اى عريس وهى هتوافق اهلك او امها محدش فيهم يعرف عن اى حاجه حصلت ولو بالصدفة الفرح يتم وكل حاجه ، اظن انت ممكن تحل مشكله المنديل والكلام ده ولى دى كمان عايز حد يحلهالك " رمقة باستهذاء ثم اكمل" المهم بعد الجواز بسبع شهور تكون ولدت وتقولوا انه ابن سبعه والكلام ده ويبقى الحوار خلص
لم يستطيع "خالد" التفوه بكلمه لا يعلم ماذا يقول او ماذا يفعل ليرمقة بامتنان رادفا
_ شكرا يا مستر جواد
#يتبع...