الفصل الخامس - ظلمات حصونه
- الفصل الخامس -
طرق الباب بحماس ولهفة مُتحمسا كى يرى عروسته الصغيرة ويعتذر منها على عدم حضوره خطبتها ، دلف البيت مُناديا اياها بحب واشتياق
_ يا عروسة انتى فين يا حبيبة قلبى
لاحظ عدم وجود احدا بالبيت سوا شقيقته الصغيرة التى توترت من مجرد ان رأت شقيقها امامها وشرعت فى البكاء دون توقف
اسرعت "ملك" بالركض لتدفن وجهها داخل صدر شقيقها ولا تتوقف عن البكاء ، شعر "مالك" بالقلق والرهبه مما فعلته شقيقته ليربط على كتفيها مُحاولا تهدئتها رادفا
_ مالك يا حبيبتى بتعيطى ليه فى ايه؟! وفين الباقين
اجهشت من البكاء مُحاوله التحدث من بين شهقاتها رادفة
_ فى واحد جيه امبارح وقال انه ابن عم ديانة وهددنا بمسدسات وناس كانت معاه وضرب ادهم واتجوز ديانة واخدها ومشى ، بعدها ماما صرخت واغمى عليها وبابا اخدها المستشفى
توسعت اعيُن "مالك" بكثير من الصدمه والغضب فى انٍ واحد لا يعلم كيف حدث ذلك خلال ليلة واحدة ومن يكون ذلك الشخص الذى فعل كل هذا ولماذا ، هو لم يكن يعرف انها لديها عائلة سواهم من يكون ذلك الشخص ، رمقها بكثير من الغضب الممزوج بالخوف من ان يحدث لها شئ مُتسائلا.
اسمه اية ابن عمها ده؟!
ردفت بتوتر وهى ترتجف من اثر بكائها مٌعقبة
_ جواد هاشم الدمنهورى
~~~~
تحذير هام
هذا المشهد قد يحتوى على الفاظ ومشاهد عنيفة للبالغين فقط وقد لا تروق للبعض اذا كنت لا تُرجح هذا النوع من المشاهد ارجوا عدم القراءة
توسعت زرقاوتاه بكثير من الغضب الذى اعتلى ملامحه التى تصرخ بالجمود والحدة ليرمقها بضيق ولم يستطع التحكم بنفسه بعد تلك اللحظه فهى تخطت معه كل الحدود التى لم يتخطها احدا قط
شعر بالغضب الشديد من وقاحتها معه فهى ليست إلا عاهرة مثل تلك العاهرات التى يستأجرهم ليمارس معهم بأحقر الطرق المُمكنة والمؤلمة أيضا فهولاء العاهرات يجب ان يتعلموا كيف تكون المُعامله مع أسيادهم
رمقها بكثير من التوعد وقد أمتلأت مُخيلته بتلك الافكار التى ستصبح أفعال الان ، تلك العاهرة يجب ان تُعاقب على وقاحتها معه ويجب ان يُعلمها درس لا تنساه ابدا
كادت ان تُكمل لتُسكتها هذه الصفعات القوية تلك التى اسقطتها ارضا من شدتها ونتج عن اثرها تلك الدماء المُنسدله من فمها ولكنه لم يبدأ بعد
اقترب منها جاذبا اياها من شعرها مُلقيا بها على ذلك الفراش ثم فتح احدى الادراج مُلتقطا تلك الحبال ، أنهال عليها واخذ يُكبل يديها لتشعر هى بالرهبة من تلك الصفعات التى تناولتها ومما يفعله اهو يُكبلها ولكن لما ذ؟؟ اهذا الاحمق فقض عقله!!
_ انت..انت بتعمل ايه؟ ابعد عنى
لم يكترث لحديثها فهو أصبح كالثور الهائج ولن يستمع او يرى شيئا إلا بعد ما ينتهى من تنفيذ كل ما يدور برأسه وينتهى من تلقينها درس قاس يجعلها ترتعب كلما سمعت صوته او رأته
أنتهى الاخر من تكبيل يدها ثم جذبها مرة اخرى من شعرها مُلقيا بها على ذلك الكرسى وجعل ركبتيها تنثنيين على هذا المقعد ووجهها مُقابلا لظهر ذلك الكرسى ، ثم أخذ يُحاوطها بالحبال كى لا تستطيع الفرار من بين يديه....
بعد ان انتهى من تكبيل يدهيا توجه الى غرفة تبديل الملابس وتركها خلفه تشعر بالرعب والفزع مما فعله بها وتُخمن لماذا قيدها بتلك الطريقة!! وماذا سيفعل بها؟؟
كادت ان تفقد عقلها من كثرة التفكير والتخيلات المرعبة ، لماذا تركها مُقيدة بتلك الطريقة وذهب!! ماذا ينوى ان يفعل بها!! تلك الوضعيه التى تركها عليها تبدو مُهينه للغاية والاكثر إهانة انها لا تستطيع النهوض او الحركه ، فهو حاكم تقييدها
بعد وقت ليس بقليل خرج "جواد" من غرفة تبديل الملابس بعد ان ارتدى ذلك البنطال الجينز الكحلى وهذا القميص الأبيض مُمشطا شعرة البنى ويبدو فى غاية الاناقه والرُقى
اقترب منها بهدوء دون التفوه باى كلمة رامقا إياها بنظرة ثاقبة لم تستطع ان تُفسرها او تُدرك معناها ليزداد توترها ولم تستطع التماسك اكثر من ذلك لتزفر بغضب
_ فكنى حالا وبطل شغل المجرمين ده
لاول مرة ترى تلك البسمة المُستهزئه على وجهه والتى لم تلامس عيناه وايضا لم تفهم معناها ، ليأتها صوته الرخيم رادفا بحدة بعد ان تلاشت البسمة من على وجهِه
_ هو انتى لسه شفتى حاجه من شغل المجرمين!! "اخذ يدور حولها ليصبح امامها مباشرا ليرى نظرة الانكسار بعينيها لتشعر الاخرى بكثير من الخجل والاهانة لتلك الوضعية التى لا تستطيع النهوض منها ليبتسم باستهزاء مكملا حديثه"
_ تعرفى انا كنت ناوى أقتلك اول ما ألقيكى بس بعد ما شوفتك وشفت نظرة الغرور والكبرياء فى عنيكى فكرت فى فكرة احسن...قولت لازم اكسر غرورك وكبريائك وأذلك واخليكى تنزلى تحت رجلى وتترجينى عشان أرحمك وأموتك ولما أمِل من اللعبة دى أبقى أقتلك
رمقتة بكثيرا من العند والكبرياء وقد تبدلت ملامح وجهها من الرهبة والخوف إلى الاشمئزاز والأحتقار رادفة بغرور مُماثل لغروره
_ انا مش هقولك أنت عايز تقتلنى ليه ولا هخاف منك.. انا هقولك انت بتحلم انا عمرى ما هكسر نفسى لحد ولو عايز تقتلنى متضيعش وقتك وأقتلنى دلوقتى..عشان انا مش هعمل اللى انت بتقول عليه ده
أبتسم بكثير من المكر والشر واصبحت نظرة عيناه حادة جدا لدرجة تجعل من يراها يشعر بالرهبة والفزع ولكنها تماسكت وحافظت على ثباتها امامه ليعقب بتحدى
_ هنشوف!!
ألتف حولها حتى أصبح خلفها مباشرا وهى لاتزال بتلك الوضعية المُخزية لتصبح مؤخرتها فى موجة وجهِه لتشعر هى بالكثير من الخجل والتوتر ولكنها مازلت تُحافظ على ثباتها امامه
ظل هو ينظر إلى تلك المؤخرة البارزة التى تصرخ بالأنوثة والاثارة ليتمنى بداخلة لو انه يستطيع ان يمتلكها ويتناسى أنها تكون عدوته وأبنة المرأه التى قتلت والدتة ، أخرج إحدى يديه من جيب بنطاله ليتحسس بها مؤخرتها التى يفصل بينها وبين يديه تلك الملابس اللعينه لينتفض جسدها وتملأة القشعريرة من تلك اللمسات التى لا ترحمها ، شعرت بكثير من التوتر الذى لا يُحتمل لتزجره بكلمات مُتلعثمة
_ انت...انت..بتعمل...ايه!! ابعد..ابعد عنى
أفاقه صوتها من شروده وسريعا ما تمالك نفسه وعاد لصوبة مُذكرا نفسة انه يجب ان يُعاقبها على مافعلته معه منذ قليل ، أخذ يُمرر يديه إلى ان وصل لبداية بنطالها واخذ يُزيحه من فوق جسدها
شهقت "ديانة" بصدمة وارتعش جسدها برهبة من تلك الحركة التى فعلها ليتصلب جسدها من شدة الخجل والخوف بينما هو لم يكترث لما حدث لها ليُكمل ما يفعله حتى ازاح سرولها الداخلى لتصبح امامه عارية المنتصف السفلى تماما
شعرت "ديانة" بالغضب الممزوج بالخجل والتوتر فهى لم تكن بذلك المنظر أمام أحد ابدا ليتحول ذلك الخجل والتوتر والهلع إلى هذا الغضب والصراخ بان يتوقف عما يفعله لتزجره بصراخ
_ انت بتعمل ايه يا حيوان يا زباله انت..ابعد عنى
_ انا حيوان يا واطية يا بنت الواطيه طب انا هربيكى من اول وجديد عشان من الواضح كده..انك ملاقتيش حد يربيكى!
تفوه بتلك الكلمات وهو يخلع حزامة بغيظ كبير مما جعل قلب "ديانة" يرتعب مما استمعت إليه ، لماذا يقوم بخلع حزامة!! ماذا ينوى ان يفعل بها!! لتردف بفزع وتوتر
_ انت...انت..هتعمل أيه!!
أنتهى من خلع حزامه وقام بثنيه لكى يُزيد من شدته وقوة ضربه رامقا اياها بنظرة توعد وغضب رادفا
_ اللى بيغلط لازم يتحاسب وانتى غلطتى بدل الغلطة عشرة عشان كده هحاسبك ومش هسيبك يا بنت لبنى الش*** غير لما تترجينى انى ارحمك
أرتفعت يده بهذا الحزام الجلدى لأعلى ثم تهاوت تلك الجلدة على مؤخرتها لتصرخ بألم لم تشعر به من قبل وظنت ان لحمها قد تمزق من شدة تلك الضربة
لم يتركها ان تأخذ هُدنة ليُناولها الضربة الثانيه التى أشعرتها بلهيب النيران فى ذلك المكان الذى تهاوت به تلك الضربة لتصرخ به مُحاولة ايقافه عما يفعل رادفة
_ اااه...كفاية..انت بتعمل كده ليييه؟
لم يكترث لصرخاتها التى تصل إلى خارج الفيلا ليزداد من حدة ضرباته لها ليتهاوى عليها بالجلدة الثالثة رادفا
_ بعلمك الادب اللى محدش علمهولك ومش هبطل ضرب فيكى لحد ما تترجينى انى ارحمك..
لم تكترث لتلك الآلام التى تمزقها اربا ولكنها لن تخضع له مهما كلف الامر لتضغط على نفسها لتبدو صامده قائله
_ نجوم السما أقربلك...عمرى ما هتكسرلك أبدا
شعر بالكثير من الغضب ليُناولها الجلدة الرابعة بقسوة تفوق هؤلاء الذين سبقوها ليتمزق حلقها من شدة الصراخ من تلك الضربة مما يجعل اى شخص بمكانها يصرخ بطلب الرحمه والعفو ولكنها ليست شخصيتها فهى لم تكن ضعيفة يوما ، لن تضعف امام قسوة وجبروت هذا الجواد ستُحارب فى سبيل الحفاظ على كبريائها حتى ولو كانت مُحاصرة بين ظُلُمات حُصُونه
ظلت تصرخ بألم على اثر تلك الجلدات التى تهاوت عليها تاركة تلك العلامة الحمراء على جسدها الحليبى
بينما هو لم يعد يحتمل ذلك الغضب وأخذ يجلدها بغضب وقسوة على موخرتها وقدميها لدرجة انها اوشكت على الانفجار بالدماء من اثر تلك الضربات بينما ظلت هى تصرخ ببكاء وألم تنهال عليه بالشتائم ولكن دون فائده فهى وقعت بين يديه الان ولن يتركها سوى بخروج روح أحدهما!
أخذت تصرخ بكل ما بها من آلام إلى أن تمزق حلقها من شدة الصراخ وأخذت تصيح به فى صراخً وبكاء رادفة
_ كفاية بقى ابعد عنى...يا كااافر انا بكرهك
لم يكترت لتلك الكلمات او لهذا الصراخ الذى كان يصدع بالمنزل باكمله بل أزداد غضبة أكثر وأذاد من شدة ضربه لها لاهثا بحده
_ ولسه هخليكى تكرهينى أكتر وهوريكى يا بنت لبنى الوسخة وهفضل أبهدلك لحد ما روحك النجسه تطلع فى أيدى يا واطية
لم تنتبه لتلك الكلمات التى تفوه بها توا لم تعد تستمع إلا لتلك الضربات المُتهاوية على جسدها وصُراخها الذى مزق حنجرتها وذلك الدوار الذى شعرت به حتى قاربت على فقدان وعيها من كثرت صُراخها ، ظلت تبكى مُعقبة
_ سبنى بقى معتش قادرة استحمل ، كفاية ب....
انقطع صوتها مرة واحده بعد أن فقدت وعيها من كثرة الصراخ والالم ليتوقف هو رامقا اياها بأشمئزاز وأحتقار
ابتعد "جواد" عنها ملتقطا هاتفه المحمول ثم قام بالبحث عن رقم "اياد" ثم اتصل به وهو لا يكترث لما فعله بها لتو مُعقبا بين لاهثه
_ هاتلى دكتور وتعالى على الفيلا بتاعتى دلوقتى حالا
انهى اتصاله دون الانتظار لسماع رد "إياد" الذى صوعق من طلب "جواد" بينما هو نظر لها بكثير من الغضب والتوعد هاتفا
_ مش هسمح يحصلك حاجه بالسرعه دى ، أنا لسه ببدا معاكى ولسه الجوله طويلة يا بنت لبنى
~~~~
يجلس الجميع حول طاولة الطعام يتناولون الافطار وكلا منهم منشغلا فى ما يخصه فهم ليسوا بالاسرة المحبه للمناقشة وتبادل الاحاديث والاقوال فكل منهم لديه عالمه الخاص به الذى يشغلة ويروق له حوار انهم لا يتبادلوا الاراء فكل منهم لديه وجهة نظره الخاصة التى تبعد كل البعد عن وجهة نظر الاخرين..
كانت "زينة" ممسكه بهاتفها منشغلة فى الحديث مع صديقتها عبر احدى مواقع التواصل الإجتماعى فهى لا تكترث لهذا الحديث بين والدها وزوجته التى تكون خالتها شقيقة والدتها المتوفية ولكنها تجتنب التعامل معها على قدر المستطاع فهى لا تجد بينهم لغة حوار على عكس "ماجدة" تماما فهى عندما توجه الحديث اليها فيما يخصها تشعر بالتأثر والاهتمام للاستماع اليها على الرغم من انها لا تستطيع الكلام ولا الحركه الا انها حنونة وذو قلب طاهر ونقى..
اما بالنسبة لتلك المرأه المغرورة "هناء" فهى لا تتاثر بشئ فهى قاسية كالحجارة لم يرها احدا تبتسم سوا مرات معدوده تكاد تكون مرة كل عدة اعوام فهى جافة المشاعر ، قاسية الطباع وهكذا ربت "جواد" على ان يكون مثلها حاد الطباع قاسى القلب جاف المشاغر مغرور لا يحب ولا يحن ولا يكترث لمن حوله فماذا تنتظر من طفل كبُر وترعرع على يد امرأة كهذه...
بينما "هاشم" كان يتفقد حسابة على احدى مواقع التواصل الاجتماعى مُتابعا اخر الاخبار فى مجال عملة وهل مازالت شركته تتصدر المركز الاول بين شركات العقارت فى الوطن العربى ومن المراكز الاولى عالميا فى هذا المجال ام تغير شئ!!
انتهى الجميع من تناول الطعام وشرعوا فى النهوض مستعدون لبدء يومهم بينما انتبهى الجميع لصوت جرس باب الفيلا وكل هذة الطرفات التى كادت ان تخترق هذا الباب ليفزع الجميع من تلك الهمجيه ، بينما اسرعت الخادمة فى الذهاب لفتح الباب
دلف "مالك" بكثير من الغضب والتوعد لهذا الجواد عازما على ان يُكسر عظام راسه واخذ شقيقته والعوده بها الى منزلهم ليصيح بصوتٍ عالٍ مناديا اياه بحنق
_ انت ياللى اسمك جواد ، انت فين يا حقير يا زباله
صعق الجميع من كلمات هذا الشاب الغريب الذى لم يسبق لهم ان رآه احد منهم فعلى كل هذا اما انه مجنون وفقد عقلة تمام اما انه لا يعرف من هو الشخص الذى ينعته بالحقير وفى كلتا الحالتين هو محظوظ بان "جواد" ليس هنا والا لكان فى تعداد الموتى الان
رمقة "هاشم" بالكثير من الغضب والحنق فمن هذا الذى يتجرأ ويدخل الى قصرِه بتلك الهمجية وينعت ولده بتلك الشتائم والاوصاف ، ردف بنبرة غاضبة ولاهثة من شدة غضبة قائلا:
_ انت مين انت؟؟ وازاى تدخل بيتى بالطريقة دى!! وازاى تشتم ابنى فى بيتى؟؟
رمقه "مالك" بغضب والنيران تطاير من عسليتيه بكثير من الضيق رادفا
_ زى ما ابنك دخل بيتى فى غيابى وخطف اختى وضرب خطيبها وهدد اهلى بالسلاح
ادرك "هاشم" ان هذا يكون احد ابناء تلك العائله التى كانت تمكث عندهم تلك الفتاة ليغمض عينيه بهدوء مُحاولا السيطرة على انفاسه قليلا بينما صاحت به "زينة" فى صدمه قائلة:
_ خطف اختك ازاى يعنى وهيخطفها ليه ومين هى اختك دى؟!
كاد "مالك" ان يصيح بها ليقاطعه صوت "هاشم" بغرور وهدوء مُعقبا
_ اولا هو مخطفهاش هو اتجوزها...ثانيا هى مش اختك هى بنت اخويا...ثالثا هى ملهاش خطيب غير جواد لانها مخطوباله من وهى فى بطن امها...رابعا اطلع برا بدل ما اخلى الامن يجى يشيلك ويرميك برا
شعر "مالك" بالغضب من حديث ذلك الرجل الذى تمنى لو كان يستطيع ان يلكمة عدة لكمات وينهال عليه ضربا حتى يجد هذا الجواد ويمزق احشائه ويأخذ شقيقته ويرحل من هذا المنزل اللعين
بينما "زينة" قد شعرت بالصدمة مما تستمع اليه هل لديها ابنة عم سوا هذه د....لا هل حقا قام "جواد" بالزواج من تلك الفتاة الذى تدعو "ديانة" كيف له ان يفعل ذلك أليست هذة ابنة المراة التى أدخلت الحزن والتعاسه الى هذا البيت وكسرت قلب جميع من به وتركت لهم جرح لن يُنسى قبل وفاتها ، كيف تزوجها وهو كان يود ان يقتلها!! هى بالطبع ترفض تلك الفكرة وتقول أنها ليس لها أى ذنب لما فعلته والدتها ولكن كيف تغير رأى "جواد" وتزوجها أم أنه تزوجها حتى ينتقم منها ويُذيقها شتى أنواع العذاب ، كانت شارده تفكر فيما استمعت اليه بينما افاقها صوت "مالك" الصارخ بغضب وحنق بوجة "هاشم" قائلا:
_ بقولك ايه الكلام ده ميدخلش عليا انا عايز اختى حالا بدل ما ابلغ عنكوا واوديكوا فى ستين داهية
ابتسم "هاشم" على كلمات ذلك الشاب رادفا بتهكم
_ وهتبلغ تقولهم ايه!! عايز اختى اللى هى مش اختى عشان عمها وابن عمها اللى هو جوزها خدها مننا
كاد "مالك" ان يفقد اعصابة وينهال بالضرب على هذا الرجل الوقح المغرور ولكن سريعا ما تدخل رجال الامن ممسكين ب"مالك" دافعين اياه للخارج بينما صاح هو بغضب وحنق قائلا:
_ مش هسيبكوا وهفضحكوا فى الدنيا كلها يا عصابة وهعرف ازاى اجيب اختى منكوا
اسرع "هاشم" فى التوجه الى مكتبه مغلقا الباب خلفة هاربا من ابنته التى لن تجعل هذا الموضوع يمر مرور الكرام بينما هى رمقت والدها بعتاب الى ان اختفى من امامها ثم وجهت نظرها تجاة هناء الذى يبدو عليها ملامح الرضا لترمفها بنظرة غضب ثم التقطت حقيبتها واسرعت فى الخروج من هذا المنزل ملاحقة لهذا الشاب
~~~~
أنتهى الطبيب من فحصها كاملة ومؤكدا ان هذا الطبيب هو الطبيب الخاص ب"جواد" والذى يُحضرة كلما لُزم الامر ، بالطبع لاحظ الطبيب علامات اصابع يده على وجه تلك الفتاة الملقاه امامه ، ثم لاحظ ايضا هذه العلامات حول معصميها ، فمن الوضح انها كانت تتعرض للعنف الشديد
رمق الطبيب "جواد" بغضب وضيق بينما عمل كثيرا على ألا يُظهر هذا الغضب له لانه يعلم جيدا إذا شعر "جواد" بانه يُعدل عليه او غاضبا منه سيجعله يندم على تلك الطريقه كثيرا
تحولت نظرات هذا الطبيب من الغضب إلى العتاب ثم توجه بالحديث نحو "جواد" الواقف أمامه وكأنه لم يفعل شئ قط ، ردف الطبيب بكثير من الحرج والتردد ولكنه يجب عليه أن يستفسر عما حدث حتى يعرف ما عليه فعله قائلا:
_ جواد بيه بعد أذنك ممكن افهم ايه اللى حصل!! عشان أعرف أيه اللى المفروض أعمله!!
رمقة "جواد" بهدوئه المعتاد عاكسا تلك الضجه الكبيرة بدخله ماذا يقول له!! ايخبره انه اخذ يصفعها ثم كبل يديها وايضا قدميها وانهال عليها بالضرب إلى أن فقدت وعيها وكل هذا دون مبرر وهو فقط كان ينتظر فرصه صغيرة كى يبدأ معها بلعبة الجلاد والضحية!! لا بالطبع لن يقل هذا الهراء ليس من حق أحدا أن يتدخل بينه وبينها هى ملكه وله الحق ان يفعل بها ما يشاء هذه الفتاة ابنة القاتلة التى أفقدته والدته منذ طفولته وحان الان موعد الانتقام...
أخذ "جواد" نفسا عميقا ثم ألقى بنظره مرة ثانية إلى الطبيب وأردف بهدوء غير مكترث لما فعله
_ وانت مستنينى أعرفك شغلك بيتعمل أزاى!!
حمحم الطبيب بتردد مما يود ان يستفسر عنه ولكنه أستجمع شجاعته وتناسى خوفه لانه إذا كان ما يفكر به حدث بالفعل فتلك الفتاة تحتاج النقل الى المشفى فى الحال ليردف مستفسرا بعتاب
_ يا جواد بيه البنت اللى قدامى واضح عليها أثار الضرب والعنف وواضح انها كانت متكتفه وأظن كل ده بيوحى لشئ واحد بس...إن دى مُحاولة أغتصاب ولو كان ده فعلا حصل لازم تتنقل للمستشفى حالا و....
قطع حديثة "جواد" الذى أنهال عليه باللكمات إلى ان اوشك على فقدان وعيه بين يديه ومن حسن حظه ان "إياد" التى كان ينتظر بالخارج استمع إلى تلك الضجه وتدخل بالوقت المناسب وإلا كان قتله "جواد" بين يديه
فصل "إياد" بين "جواد" وهذا الطبيب مُحاولا تهدئة "جواد" إلى ان نحج فى التفرقه بينهم وترك ذلك الطبيب يلهث مُحاولا تنظيم أنفاسه بعد ما فعله به الاخر
أردف "إياد" موجها حديثه الى الطبيب مستفسرا عما حدث وما الامر الذى جعل"جواد" ينهال عليه ضربا هكذا
_ ممكن أفهم ايه اللى حصل يا دكتور ؟
حاول الطبيب تنظيم انفاسة كيف يشرح ل "اياد" خطورة ما يدور براسه رادفا بغضب شديد
_ يا استاذ إياد انا قدامى حاله واضح انها تعرضت للضرب والعنف وايدها الاتنين واضح عليهم انها كانت مربوطه واخرهم حالة الاغماء اللى هى فيها وده بيدل ان دى مُحاولة اغتصاب ولو كان ده فعلا حصل لازم تتنقل المستشفى فورا لان ممكن يكون حصل نزيف او تهتك فى الرحم وده خطر جدا ، هو ده كان سؤالى لجواد بيه هل حصل كده او لا؟؟
رمق "إياد" "جواد" الذى تحولت نظرته للغضب مره اخرى ليلتفت الى الطبيب قائلا
_ طب بعد اذنك يا دكتور ممكن تستنى برا دقيقة واحده
تفهم الطبيب حديث "إياد" وانه سوف يستفسر منه عما حدث ليخرج الطبيب من الغرفة منتظرا بالخارج بينما توجه "إياد" بنظره الى "جواد" الذى ادرك ما يدور بعقل صديقه ليصيح به فى غضب قائلا
_ أيه عايز تعرف انت كمان اذا كنت نمت مع مراتى ولا لأ!!
زفر "إياد" بهدوء كى لا يثير غضب "جواد" اكثر قائلا
_ جواد انا وانت صحاب من زمان وعمرى ما فكرت ادخل فى أمور عيلتك والتطفل عليكم ولا عمرى هعمل كده بس البنت دى لو حصلها حاجه هتقع فى مشكله كبيرة خصوصا بعد اللى حصل امبارح ولو فعلا عملت كده لازم نعرف الدكتور عشان يلحق يتصرف
رمقة "جواد" بغضب ولكنه أقنع نفسه بحديث "إياد" ليزفر فى ملل من ظنهم به فى انه سوف يمارس معها شيئا فهو يشمئذ منها فكيف سيمارس معها بالطبع لأ
أغمض "جواد" عينيه بملل رادفا بهدوء وبروده المعتاد
_ لا مقربتش منها...خلاص كده!!
شعر "إياد" بالغضب من مراوغة صديقه ليزجره بحنق
_ أومال ايه اللى حصل؟؟
زفر "جواد" بغضب من كثرة اسئلة "إياد" له وانه لا يترك له مفر ليشعر بالملل من تلك الثرثرة عازما على ان يخبره ما حدث حتى يتخلص من تلك المسرحية قائلا:
_ ضربتها يا إياد اتكلمت معايا باسلوب وحش فضربتها
ليرمقه الاخر بنظرات شك رادفا باستفسار
_ طب وربط ايدها ورجلها ليه وضربتها ازاى عشان يغمى عليها كده
شعر "جواد" بالكثير من الغضب لينفجر بوجه صديقة الذى لاول مرة يراه غاضبا لهذه الدرجه وايضا يخرج غضبه فالمعتاد منه انه يتحكم كثير بغضبه كى لا يُظهره امام خصمه ليصيح به فى غضب
_ جلدتها يا إياد قلت ادبها عليا بنت الوسخة ، قلعتها هدومها وكتفتها وضربتها بالحزام لحد ما أغمى عليها وكان نفسى أفضل أضربها لحد ما روحها تطلع فى ايدى بس لسه مش هموتها دلوقتى ، لما اخلص انتقامى منها واحس انى شفيت غليلى ابقى اموتها
فزع "إياد" من هيئة "جواد" الذى لم يرَه هكذا فى حياته وتلك الطريقة التى عذبها بها لولا انه صديقه منذ الطفوله وأنه يعلم حقيقة الامر ويلتمس له العذر ولكن ما ذنب تلك المسكينه لما يجعلها تدفع تمن أخطاء غيرها وهى لم تفعل شئ
لم يرد "إياد" ان يفتح مجال للمناقشه الان فعليه ان يخرج لطبيب ليخبره ما عليه فعله
~~~~
_ لو سمحت
إلتفت إليها "مالك" وهو لايزال يشعر بالكثير من الغضب عازما على ان يعرف مكان شقيقته ويطمئن عليها ، رمقها بكثير من الضيق والحده رادفا
_ أعرفى أنى مش هسيبكوا وهعرف أجيب اختى واوديكوا فى ستين داهية
حاولت تهدئته كى تفهم ما الذى حدث واذا كان لها ان تنقذ شقيقها قبل ان يفعل شئ يُؤذه قبل ان يُؤذى تلك الفتاه لتردف بهدوء
_ طب ممكن اسألك على شوية حاجات بعدها هاخدك واخليك تشوفها انا عارفه ممكن يكون اخدها على فين
صمت قليلا كى يعلم أيثق بها وبحديثها ام هى تُعطله حتى يستطيعون فعل شئ بها قبل ان يصل لها ولكنه عندما نظر الى زرقاوتيها شعر بالراحه والاطمئنان فهى تبدو مليئة بالبراءة لا تعرف عن شىء اسمه الكذب
اخذ نفسا طويلا باستسلام لفكرة ان يثق بها فليس امامه حل اخر ليردف مستفسرا
_ عايزه تسألى عن ايه؟؟
أردفت بكثيرا من الذوق والاحترام
_ طب ممكن نروح نقعد فى مكان هادى عشان اللى عايزه اسالك فيه كتير اوى!!
شعر بالقلق لقليل من الوقت ماذا تريد تلك الفتاة وهل حقا ستأخذه لعند "ديانة" كى يطمئن عليها ام انها تكذب عليه ولكنه عزم على ان يثق بها وان لم تكن جديرة بالثقه فسوف يجعلها تندم ندما كبيرا
أومأ لها بالموفقة وسريعا ما توجها إلى احد المقاهى لتناول الحديث ، كان الكثير والكثير من الاسئلة تدور برأسها لا تعلم ماذا تفعل اهى تُحاول ان تجد اجوبه لاسئلتها عن الفتاة ابنة المرأه التى قتلت والدتها ام انها تُحاول حماية شقيقها من ان يفعل شئ يُقعه بالمصائب!!
رمقها "مالك" بنفاذ صبر بعد ان وصلَ إلى هذا المقهى منتظرا منها ان تتحدث بعد ان طلب كلا منها القهوة الملائمه له ليردف مستفسرا
_ ها..اتفضلى..عايزه تسألى عن ايه؟!
اغمضت عينيها مُحاوله ان تتناسى انها تُحاول ان تسأل عن ابنة المرأه التى قتلت والدتها بل انها تسأل عن ابنة عمها الغائبه منذ اكثر من عشرون عاما لتزفر مستفسرة
_ هو انتوا لقيتهوها أزاى او اصلا وصلتلكوا ازاى وامتى؟
زفر بملل من تلك الاسئله التى لا يجد لها اى أهمية رادفا
_ هيفرق معاكى يعنى؟!
اخذ نفسا عميقا بعد ان عزم ان يخبرها ما تريد ان تعرفه حتى ينتهى من هذا الحديث ويذهب كى يعرف مكان "ديانه" ليردف مُعقبا
_ كان بابا وماما راجعين من أسكندرية على القاهرة وكانوا مسافرين فى القطر كان انا وقتها عندى ٨ سنين. بابا وقتها لقى مكان كويس فى القطر نقدر نقعد فيه قبل ما نقعد لقينا شنطه كبيرة وفيها بيبى..ماما فتحتها لاقتها ديانة وكام معاها ظرف.. الظرف ده كان فيه ورقتين بس شهادة ميلادها ورسالة من ولدتها بتقول
(أنا عارفة إن مكنش ينفع اعمل كده بس والله العظيم غصب عنى لازم أعمل كده عشان بنتى تعيش انا كنت متجوزة رجل محترم جدا وخلفت منه البنت دى واتوفى من يومين وانا اكتشفت إنى عندى سرطان وفى المرحلة الاخيرة وأهل جوزى كانوت مقاطعينه عشان اتجوزنى ولما عرفوا انه مات خافوا انى اطالب بالورث بتاع بنتى وعرفت انهم عايزين يقتلوها بعد ما اموت.. أبوس ايديكوا اللى يلاقى بنتى يحميها ويبعد بيها عن أهلها حتى لو هتودوها لناس مبتخلفش يربوها بس ابوي ايدكوا احموا بنتى وابعدوها عن اسكندرية كلها)
_ كدابة وظالمة وزبالة
صاحت "زينة" بتلك الكلمات والدموع ملأت عينيها وشرعت فى البكاء بهستريا كبيرة عند تذكرها لهذا الحادث الكبير الذى حول منزلهم من ذلك المنزل السعيد الى هذا المنزل التعيس الملئ بالام والاوجاع
بينما "مالك" قد صُدم من تلك الكلمات التى صرخت بها "زينة" ومن كل هذا البكاء الذى لم يجد له تفسيرا ليُخرج بعض المناديل الورقيه من جيبه ويعطيها لها رابطا على كتفيها مُحاولا تهدئتها
لا يعلم لماذا بكائها ينهش فى قلبه لماذا تأثر بها هكذا وهو لا يعرفها او سبق له رؤيتها سوى من بضع ساعات لماذا اذا يشعر بذلك الضيق من رؤيتها تبكى!!
_ طيب..اهدى طيب.. فهمينى كدابة لية؟!
صرخت "زينة" فى وجهه بحرقة والم كبير رادفة
_ عشان هى اللى قتلت امى
وقعت تلك الكلمات على مسمع "مالك" كالصاعقة ، كيف يمكن ان يحدث هذا؟؟
_ ماما يا ماما...
دلف "جواد" الى القصر وهو يُنادى على والدته بينما استوقفه صوت الشجار من الطابق العلوى ويبدو انه صوت والدته
كاد "جواد" ان يصعد الى هذا الطابق ليعرف ماذا يجرى ولماذا يتشاجرون بهذة الطريقة
اوقفة صراخ والدتة وهى تسقط من اعلى الدرج لتقع امام اعيُنه ارضاً مُلقاه على بطنها فاقدة النطق او الحركة والدماء تسيل من بين قدميها بينما "لبنى" تقف فى الاعلى ويبدو عليها الصدمة والفزع لتنظر خلفها وترجع إلى الوراء فى فزعاً وذُعر
صاح "جواد" بكثير من الخوف والفزع صارخا
_ مامااااا
اسرع "جواد" فى الذهاب اليها بينما وجد "ماجدة" تسقط هى الاخر ولكن ليست من الدرج بينما سقطت من الطابق العلوى مُلقاه على رأسها ليصرخ هذا الطفل الصغير بكثير من الفزع مُستنجدا باحد
_ يا خالتو هناااء الحقينى يا خالتو
صرخت "هناء" بكامل صوتها وصاحت بكثير من الذُعر
_ تهااانى
بينما لبنى وقفت مُصعقة مما حدث فى لحظة واحدة لتُسرع فى التوجه الى "ماجدة" التى بدت وكأنها فارقت الحياة من كثرة الدماء التى سالت من رأسها بينما "تهانى" كانت مازلات تتمتم ببعض الكلمات حتى غابت عن الوعى
بينما صرخت "هناء" بوجه "لبنى" والدموع تنهمر من عينيها رادفة
_ حرام عليكى يا لبنى ليه تعملى فيهم كده...عشان لعب عيال صغيرين تعملى فى اختى وبنت عمى كده منك لله يا لبنى اختى بتمووووت
صُدمت "لبنى" من حديث "هناء" وكادت ان تتحدث ليقاطعها صراخ "زينة" التى دلفت القصر بصحبة والدها "هاشم" الذى صُعق من ذلك المنظر الذى يراه فزوجته وشقيقته مُلقاتان ارضا وكلا منهما تنزف الكثير من الدماء وليُصدمه اكثر ما قالته "هناء" ولكنه اسرع فى الركض تجاههم صارخا ب "هناء" ان تتصل بالاسعاف وب "شرف" على الفور
اسرعت "هناء" فى التوجه الى الهاتف وطبعت احد الارقام ليأتها صوته لتصرخ به بألم وحرقه قائله
_ الحقنا يا شرف مراتك قتلت اختى واختك يا شرررف
ازداد بكائها ونحيبها عند تذكر ذلك الحادث المرير الذى ترك لهم الكثير من الجروح التى مذقت ارواحهم
بينما صُعق "مالك" من هذا الحديث واخذ صراعا بداخله من كثرة الاسئلة، احقا والدة "ديانة" فعلت ذلك!! احقا قتلت شقيقة زوجها وزوجة شقيق زوجها ولكن لما؟؟ ايُعقل ان يتسبب شجار بين النساء داخل منزل فى قتل احدهم!! كيف سيُخبر "ديانة" بهذا الامر!!
"ديانة"!! كيف ستعيش "ديانة" مع ذلك الشخص الذى رأى والدته تُقتل على يد والدتها !! هل سينتقم منها على ما فعلته والدتها ولكن ما ذنبها؟؟
بعد الكثير من التفكير والتساؤلات فى عقل "مالك" ومُحاولاته الكثيرة فى تهدئة "زينة" واخيرا توقفت عن البكاء ليسألها بهدوء مُقدرا حالتها وألمها قائلا
_ وبعدين حصل ايه؟؟
ابتلعت "زينة" بكثير من الألم ثم مررت يهدها على وجهها مٌحاوله تجفيف وجهها قائله
_ الاسعاف جت وخدت ماما وعمتوا ماجدة وبابا وخالتو هناء ولبنى دى راحوا معاهم بس بردو المصايب مخلصتش لحد كده...
وصلوا إلى المشفى وانتقل كلا من "تهانى" و "ماجدة" إلى غرفة العمليات و "ماجدة" كانت لاتزال بها القليل من النبض ولكن حالتها خطرة جدا و "تهانى" ايضا لا تقل عنها خطورة
اسرعت "هناء" فى التوجه إلى "لبنى" واخذت تصرخ بوجهها على فعلتها وانها هى من فعلت هذا وانها ستُعاقب على ما فتلته ولكن بعد ان يطمئنوا على "تهانى" و "ماجدة"
جلس "هاشم" واضعا رأسه بين كفية مُنكسرا مشدودا لما حدث ولكن حقا لا تأتى المصائب إلا جماعة..
هرول إليه أحد رجاله العاملين معه ويبدو عليه ملامح الفزع والذُعر لا يعلم كيف ينقل له هذا الخبر ولكنه يجب ان يعلم حتى يقوم بفعل اللازم
اقترب منه فى رعب من ان يبلغه هذا الخبر ليبتلع بقلق عازما على ان يخبره وليُصبره خالقه قائلا
_ البقاء..لله..يا..هاشم..بيه
فُزع "هاشم" من تلك الجملة واخذ يرتجف من الذُعر ولكنه ظل يُحاول ان يتماسك ويبقى واقفا على قدميه ثم ابتلع بألم وحسرة رادفا باستفسار
_ تهانى...ولا ماجدة؟؟
وضع ذلك الرجل وجهه ارضا بحزن واسى رادفا
_ شرف بيه اخوك...عمل حادثه و....تعيش انت
_شرررف
صرخت "هناء" باسمه بألم وحسرة كبيرة وكأن روحها قد سُلبت منها وبالطبع لها الحق ان تحزن فهذا هو الرجل الذى لطالما حلمت به وتمنت ان تكون له ولكن النصيب كان له رأى اخر
بينما سقطت "لبنى" فاقدة للوعى لم تستطع تحمل كل تلك الصدمات فى يوم واحد وقد مات الآن الشخص الوحيد الذى كان سيُدافع عنها ويحميها من هؤلاء الذين لن يرحموها مهما فعلت او مهما قالت
بينما لم يستطع "هاشم" المُقاومة اكثر لتخونه قدميه ليسقط ارضا مُنحنى الظهر فقد فارقه سنده وعُكازه الذى كان يستند عليه ، فقد مات شقيقه الذى كان له بمثابة اخا وابنا وصديقًا وكل شىء ، لقد كُسر ظهره الان
_ وبعدها باسبوع ماما ماتت هى واللى كان فى بطنها وعمتو ماجدة جالها جلطه فى المخ اتسببتلها فى شلل كلى وعجزت عن الكلام ومن وقتها وهى قاعدة على كرسى متحرك لا بتتكلم ولا يتحرك
اغمضت "زينة" عينيها بالم وحسرة بينما ربت "مالك" على كتفها مُحاولا مواستها لتهدأ قليلا ليردف باستفسار
_ طب ولبنى عملتوا معاها ايه؟!
رمقته بثبات وهدوء بعد ان سيطرت على نفسها مرة اخرى رادفه
_ بعد موت عمو شرف جتلها صدمة خلتها مبتقدرش تتكلم وبعد موت ماما خدت ديانة واختفت وبعدها بمدة قصيرة جلنا خبر وفاتها بس مكناش عارفين مكان ديانة..ومن وقتها بابا فضل يدور على ديانة وجواد كمان لما كبر فضل يدور عليها عشان ياخدوا طارهم فى ديانة من اللى عملته لبنى
تغيرت ملامح "مالك" من التأثر والتعاطف إلى الغضب والضيق بينما لاحظت "زينة" ذلك لتُضيف بتوضيح
_ انا عارفة انها ملهاش ذنب بس بابا وجواد وخالتو هناء مش شايفين كده..عشان كده انا قاعده معاك هنا..هى ملهاش ذنب تدفع تمن حاجه معملتهاش وجواد كمان ملوش ذنب يقتلها ويدمر حياته عشان ينتقم من واحده ماتت..هما الاتنين ماتوا سواء ماما او لبنى وربنا هو اللى هيجبلها حقها مش موت ديانة هو اللى هيريح ماما
كلمات "زينة" هدأت من غضب "مالك" ولكنه مازال يشعر بالقلق على "ديانة" ليردف باحترام
_ طب ممكن تنفذى وعدك وتاخدينى اشوفها دلوقتى
اومأت له بالموافقة ثم اصطحبته وتوجهت الى منزل جواد الخاص به
~~~~~
_ خير يا سى شرف ايه الحاجه المهمه اللى مجمعنا كلنا علشانها
قال "هاشم" تلك الكلمات بتهكم مُوجها حديثه إلى شقيقة الذى اصبح ذراعه اليمين وشريكه فى كل املاكه بعد ان اصبح راجل ناضج يُعتمد عليه بعد ان انهى كليته واصبح يعمل مع شقيقه منذ اكثر من عامين ليردف "شرف" بمشاكسة
_ يعنى الحق عليا انى عايز افرحكوا بيا ، خلاص مش مفرحكوا
لتندهش "هناء" من تلك الكلمات وتُعقب بلهفه واندفاع
_لا لا يا هاشم متزعلش شرف وسيبه يفرحنا بقى.. متزعلش يا شرف وقول
ليرمقها شرف بابتسامة امتنان واحترام رادفا
_ تسلميلى يا بنت عمى
توجه بنظرة تجاه "هاشم" وشرع فى متابعة حديثه
_ شوف بقى يا عم هاشم انت اخويا الكبير وابويا وصحبى وحبيبى عشان كده انا معتمد على ربنا ثم عليك فى الموضوع ده انك تقنع ابوك...دلوقتى انا خلصت الجامعه بقالى سنين والحمدلله من وقتها واحنا كتفنا فى كتف بعض واسمنا بيكبر مشاء الله جيه الوقت اللى اكمل فيه نص دينى بقى
ابتسم "هاشم" بسعادة بالغة وقد ادرك ما يريد ان يصل إليه واول من جاء برأسه هى "هناء ليردف بمشاكسه
_ عايز تتجوز!! ودى مين اللى امها داعيه عليها دى؟؟ الله يكون فى عونها والله
دق قلب "هناء" بشدة فهى الان يتحقق لها اكبر حلم حلمت به منذ ايام وشهور وسنين تتمنى ان يحدث ما يحدث الان ، ابتسمت "هناء" مُستعده ان يلقى بطلبه للزواج منها ليردف "شرف" بضحك على حديث اخيه
_ يا عم هى قابلة المهم ابوك يقبل
ابتسم له بمراوغة قائلا
_ دى مين دى اللى موقعاك على بوزك كده
ابتسم "شرف" بسعادة مُعقبا
_ بنت كانت زميلتى فى الجامعة حبيتها وانا فى سنة تالتة بس هى كانت لسه فى سنة اولى واتفقنا انها بعد ما تخلص نروح نُطلبها من عمها عشان والدها متوفى
صُعق الجميع من تلك الكلمات فالجميع كان يظن انه سيقول انه يود الزواج من "هناء" ولكن خاب ظنهم جميعا لتتغير ملامح وجههم بينما "هناء" لم تتحمل تلك الكلمات واسرعت فى الركض لخارج المنزل بينما لحقتها "ماجدة" كى تواسيها وتخفف عنها ولحقتها "تهانى"
شعر "شرف" وكأنه قال شىء خاطئ لماذا تغيرت اوجه الكل فجأة ليتوجه بالنظر الى شقيقة رادفا باستفسار
_ فى ايه يا هاشم!! هو انا قولت حاجه غلط؟
اغمض "هاشم" اعيُنه بهدوء كى لا يكسر قلب شقيقه ولكنه لا يعلم ماذا يفعل بهذا الظرف ليردف بحب
_ لا يا حبيبى مقولتش حاجه غلط بس...بصراحه كلنا كنا فكرينك هتطلب ايد هناء...عشان هى بنت عمك ومتربية قدامك وكده
تغيرت ملامح وجه "شرف" للانزعاج من تلك الكلمات التى لا تروق له ابدا زافرا بضيق
_ هناء!! هناء اختى يا هاشم..عندى زى ماجدة وتهانى مقدرش اشوفها غير كده وعمرى ما تخيلتها اصلا ولا هتخيلها فى يوم من الايام
فاق "هاشم" من شروده الذى عاد به خمسة وعشرون عاما الى الماضى ليزفر بضيق والدموع تحجرت فى عيناه رادفا
_ يا ريتك كنت تخيلتها يا شرف مكنش زمان كل ده حصل يا ابن ابويا وامى...
~~~~
صف كلا من "زينة" و "مالك" سيارتهما بالمرأب الخاص بمنزل "جواد" بينما توجها لدخول الفيلا
دلفوا الى داخل الفيلا واثناء دخولهما كان الطبيب يرحل بصحبة "إياد" الذى تفاجأ من مجئ "زينة" وذلك الشاب الذى لم يرَه من قبل ليردف موجها حديثه إلى الطبيب
_ طيب يا دكتور شكرا على تعبك وياريت متزعلش من جواد هو بس كانت اعصابه مشدودة
_ ولا يهمك يا استاذ إياد اهم حاجه متنساش اللى قولتلك عليه...بعد اذنك
أردف الطبيب بتلك الكلمات ورحل بينما شعرا كلا من "زينة" و "مالك" بالقلق ليقترب منهم "إياد" بهدوء رادفا
_ أزيك يا زينة
أردفت بقلق ولهفة مستفسره عما يحدث
_ الحمدلله يا إياد...أومال فين جواد!! والدكتور ده كان هنا بيعمل ايه؟؟
كاد "إياد" ان يتحدث ليقاطعه "مالك" الذى صاح به فى غضب وحنق مستفسرا
_ اختى فين؟؟
ليأتيه ذلك الصوت الرجولى الذى ملأ صداه البيت بأكمله وهو يهبط الدرج واضعا يده بجيب بنطاله بغطرسته وبروده المعتاد رادفا
_ اختك مين دى يا روح اختك؟!
#يتبع...