الفصل الثالث والعشرون - مملكة الذئاب Black
الفصل الثالث والعشرون
أعاد إستيفان أنظاره للأوراق التى أمامه....منتظرا أن يخرج الفتى حتى يعود إلى أعماله...إلا أن الفتى لم يترك موقعه.... فأعاد نظره إليه مره أخرى.... وجده واقف كما هو..... ولكن هذه المره ينظر له الفتى بغضب يحرق الأخضر واليابس.....
تحدث ساب بصوت مكتوم غاضب:لما؟!...لما تفعل كل هذا معى؟!... ثم صمت قليلا... وأغمض عيناه... ثم نظر أرضا وأكمل.... بصوت متضايق وحاجبين معقودين ..... أعلم أنك لا تتقبل وجودى.... وتفضل إهانتى كلما رأيتنى..... كما أعلم أنك الملك... لهذا لا يحق لأمثالى... الرد على حديثك المهين تجاههم كلما....
ولكنى بشر.... ولدى كرامه وكبرياء.... ولم يعد لدى طاقه لتحمل مثل تلك الإهانات.... كما أننى أشعر بسلبيه هائله تصيبنى..... وتجبرنى على إخراج أسوء ما بداخلى.... لأواجهها تجاهك.... وهذا غير مقبول لكونك الملك..... كما لا يحق لى مجرد الدفاع عن ذاتى أمامك سيدى.....
ولهذا أتمنى إذا حدث وتصادفنا..... ألا تقوم بإهانتى متعمدا.... كما تفعل بكل مره نلتقى بها..... ثم نظر له بهدوء منتظر ما سيقوله الملك.... وهو متأكد أن الملك أما سيأمر بقتله الأن..... لتبجحه بالحديث معه.... أو سيقوم بسجنه.....
ولكن الملك نظر له بثبات.... وقال: وإن لم أفعل ما أمرتنى به الأن أيها الصبى....ماذا ستفعل؟!...
حسنا هذا ما لم يتوقعه ساب..... أن يعود الملك ويهاجمه بالحديث مره أخرى..... بل ويتهمه أنه أمره بالإبتعاد عنه.....
نظر له ساب بصدمه...... وقد تشوش عقله من تفكير هذا الملك الغريب..... فقال بتعجب وحاجبين معقودين: أحقا هذا كل ما فهمته من حديثى؟!.... أنا لم أأمرك بشئ....ف أنت الملك كيف لى فعل هذا؟!....
قام الملك من مقعده بهيبته المعهوده.... وقد أعجبته اللعبه كثيرا.... فقرر أن يكمل للنهايه.... حتى يضع حدا لكل ما يشعر به.... من حمايه تجاه هذا الصبى....
فأكمل الملك بثبات.... وهو يتحرك تجاه الصبى الذى ينظر له بصدمه.... ولم يفهم إلى الأن ماذا يحدث: إذا وتتهمنى بالكذب أيضا... أنهى جملته وهو يقف أمام الصبى..... الذى إتسعت عيناه مما سمع.... وقد ظهر اللون الأحمر على صفائح وجهه..... دليل على كبته الشديد لغضبه.....
أغمض ساب عيناه..... فهو يدرك جيدا ما يحاول الملك القيام به..... ولكنه قرر أن لا ينساق خلفه...كما يحدث بكل مره يواجهه.... فأخذ أنفاسه..... وتراجع خطوه للخلف..... بسبب قرب الملك الشديد منه....والذى يوتره بشده....
وقال ساب بهدوء وهو ينظر له بثبات: لا أظن أن بمقدار شخص مثلى..... فعل كل هذه الأمور ل ملك بمكانتك سيدى..... كما إذا أتينا بأحدهم .... وأخبرناه بما قلته منذ قليلا..... لن يصدق هذا..... لأنه يعلم علما يقينا.... أنه ليس بمقدور أحدهم التحدث معك بتلك الطريقه المهينه مطلقا...... فأنت معروف بهيبتك وسلطتك بين الجميع..... ولهذا أتمنى أن تأذن لى بالإنصراف سيدى....
حسنا هذا الحديث أتخذ منحنى جديد..... كما أعجب الملك.... بطريقه الصبى... الذى إستطاع إخراج نفسه بسهوله مما أوقعه هو فيه..... ولكن لم ينتهى الحديث بعد.....
لهذا إقترب الملك الخطوه التى تراجعها ساب...... وإنحنى بجسده للأمام..... حتى يصبح وجهه بمستوى وجهه ساب.... قائلا بعينى تلمع إصرار: حسنا فلنأتى بأحدهم..... ونسأله عما بدر منك..... وهل هناك حقا من إستطاع التواقح معى بالحديث؟!.... أم لا؟!....وسنرى ماذا سيكون رده؟!....
نظر له ساب بعينى متسعه.... وهو يقول بنفسه حتما لقد جن جنون هذا الملك..... أقسم أنه قد أصيب بالجنون.... لم يجبه ساب..... فقد شل لسانه.... وتوقف عن الحديث.....
والذى يرى كلما أطال الحديث مع هذا الملك المراوغ... كلما كثرت ثغراته وأخطائه.... التى لا يعلم ما هى إلى الأن.... عندما لم يجب ساب..... إستقام الملك واقفا..... وأمر بدخول الحارس له.... وحين دلف الحارس للمكتب..... أمره بجلب السيد ديفيد هنا.... على وجهه السرعه..... لأمر هام......
وبالفعل إنصرف الحارس..... لتنفيذ أمر الملك.... وساب مازال ينظر لأثر الحارس الذى رحل منذ لحظات...... ثم نظر إلى الملك بتشوش.... فنظر بصدمه وغضب مما يحدث...لهذا تحدث دون أني يفكربحديثه : أتمزح معى؟!... ما الذى تفعله؟!... وماذا ستخبر السيد ديفيد؟!.... هل ستخبره أنك تتوهم بأشياء لم تحدث؟!... أم ماذا؟!.... ف أنا لم أعد أفهمك حقا؟!....كما لا أريد فهمك...ولكن واللعنه ما الذى يحدث؟!....
حسنا هذا ما أرده الملكوقد حصل عليه..... حيث إرتفع حاجب الملك..... وظهرت نظرت إستمتاع بعينه كما مازال نظره مثبت على ساب.... الذى خرج الحديث من فمه..... بدون تفكير....
حسنا لا يعلم إستيفان.... ما السر وراء ما يشعر به الأن.... هل هو شعوره الذى كان صحيحا منذ البدايه... أم هو شعوره بالسعاده.... لأن هناك من هو مثله لا يأبى لأحد..... مادام يرى أنه على حق....إذا هو ليس بمفرده..... أم لشجاعه هذا الصبى.... رغم علمه بأنه من الممكن..... أن يلقى حتفه بعد دقائق من الأن..... ولكنه يظن أنه يشعر بكل هؤلاء جميعا.....
ظل المكان واقع بصمت مطبق.... بعد حديث ساب الذى أدرك معنى حديثه.... الذى صدر عنه منذ لحظات فوضع يديه على رأسه..... وإلتفت معطى الملك ظهره وهو يحاول تمالك أعصابه.... وأخذ أنفاسه.... ويلعن نفسه بكل لعنات العالم الذى يعرفها..... وظل يحدث نفسه أنه كان على الطريق الصحيح..... فهو لم يخطأ ولو مره منذ دخوله.....إذا لما..... لما ينفلت لسانه ويقول هذا الحديث اللعين......
أصبح ساب متيقن الأن..... أنه سيعدم لا محال..... أغمض عيناه..... وهو يحاول التفكير بشئ ليخرج نفسه مما وقع فيه..... وإلتفت مره أخرى تجاه الملك.... وكاد يتحدث..... إلا أن الباب قد تم طرقه فأمر الملك بدخول الوافد.... وقد كان ديفيد....
فأغمض ساب عيناه...للمره المئه خلال هذه الساعه.... وهو لم يتخيل لنفسه هذه النهايه السريعه.... تعجب ديفيد حين أته الحارس..... يخبره بأن الملك يريده بمكتبه على وجهه السرعه..... فذهب مسرعا... ولا يعلم ما الذى يحدث..... ولكن حين دلف للداخل..... وجد ساب واقف أمام مكتب الملك..... فتعجب لماذا ساب مازال موجود إلى الأن بمكتب الملك؟!....
وقف ديفيد بجوار ساب.... ولاحظ توتر الجو المحيط... فنظر إلى الملك بترقب.... وسأله بإحترام: لقد أرسلت بطلبى سيدى..... بماذا تأمرنى؟!....
نظر له الملك وقال بهدوء..... وهو ينظر إلى ساب الذى ينظر له بتوتر...... يحاول إخفاء بساتر البرود: ماذا ستفعل إذا قام أحدهم بتهديد الملك؟!....فإلتفت وجه ديفيد بسرعه البرق.... لوجه ساب وكأنه يسأله أحقا فعلت هذا....إلا أن الملك أكمل..... بل وقام بتكذيب حديثى..... وليس هذا فقط.... بل نظر لى وكأننى شخصا قد أصيب بالجنون..... وأخيرا قام بإهانتى.... أخبرنى ديفيد.... كيف سيتم معاقبة شخصا فعل كل هذه الأمور للملك؟!.....
كان ديفيد ينظر للملك الأن... وعقله يحاول إستيعاب ما قاله..... لم يصدر من ديفيد سوى لعنه.... ثم حول نظره ل ساب.... وقال بغضب: ما الذى فعلته أيها الأحمق؟!..... ألم تخبرنى أنك ستعتذر وتعود؟!.... ماذا فعلت بنفسك؟!.... ولم يعطى ساب فرصه لتوضيح ما حدث......
بل تركه ديفيد..... وإقترب من مكتب الملك..... وقال بثبات: أعلم أن أخطأئه كثرت إستيفان..... ولكنه صغي.....
لم يعطه الملك الفرصه.... ليكمل حديثه.... وقال بحده ضارب مكتبه بقوه: أنا لم أجلبك إلى مكتبى حتى تقدم لى الأعذار الواهيه..... بل سألتلك سؤال وأريد الجواب عليه الأن سيد ديفيد....
إبتلع ديفيد ما بحلقه..... ونظر لإستيفان بحزن قائلا: ولكنه صغير على هذا إستيفان..... إتركه لى وأقسم أننى سأعلمه جيدا..... كيف يقف أمامك ويتحدث إليك.....
إلا أن نظرات إستيفان الحاده لم تتغير.... لهذا تحدث ديفيد بحزن: حسنا لك هذا.... سأقوم بتجهيز غرفه له....
إلا أن الملك قاطعه قائلا ببرود:ولكنى أريد دعوة كيشان ديفيد..... لهذا قم بتجهيزه.... وتجهيز الساحه الخلفيه كذلك..... كاد ديفيد يحتج بقوه على هذا الحديث.... إلا أن الملك أكمل بقوه مانع ديفيد من الإعتراض...فى الحال ديفيد لا أريد تكرار حديثى....
أدرك ديفيد من نظرات الملك.... أنه إذا أطال بالحديث.... سيحدث مالا يحمد عقباه... لهذا إلتزم الصمت....
وقال محاولا أن يظهر صعوبه تنفيذ ما طلبه الملك: لكنى أريد فوق الساعتين..... حتى أقوم بما تريد....
إلا أن الملك تحدث بهيمنته المعهوده.... التى تجبر الجميع على طاعته: الأن ديفيد سيجهز الأن.....
أوما ديفيد له بدون حيله..... ثم نظر بشفقه إلى ساب الذى ينظر له بعدم إستيعاب لما يدور أمامه.... والذى لم يصدر منه أى حديث..... ثم إستدار ليخرج من المكتب..... إلا أنه إلتفتت مره أخرى.... وقال موجه حديثه للملك:هل أخذه معى..... ووجه نظره تجاه ساب....ثم تأتى أنت فيما بعد.....
إلا أن الملك قال بنظره ذات مغذى ل ديفيد: بل سيظل هنا.... كما أنك ستمنع دخول أى أحد لمكتبى... ولن يقوم أحدهم بطرق باب مكتبى..... إلا لإخبارى أنك قد إنتهيت مما قد أمرتك به..... نظر له ديفيد وأوما برأسه.... خارجا من الغرفه.... وهو لا يعلم ما الذى سيفعله ليوقف هذا الأمر.....
فأمر ديفيد أحد الحرس.... الواقفين أمام غرفه المكتب الخاصه بالملك..... بعدم دخول أى شخص إليه.... مهما كان السبب.... وتركهم راحلا يبحث عن رفقائه...... لعلهم يجدون حلا.... لهذا الجنون المطلق...
ولكى ينتهى سريعا.... قبل أن يتفاقم غضب الملك أمر أحد الحراس..... أن يبحث عن السيدان ألفين وماكس فى الحال....ويقوم بإرسالهم إليه بالإسطبل على وجه السرعه.....
وبالفعل ذهب الحارس للبحث عنهم.... فوجد السيد ماكس... يقف مع الأميره ميلسيا والأمير ليو..... ويتحدثون بأمر ما..... فإقترب منهم وقال بتوتر ملحوظ و بدون مقدمات: أعتذر سيدى..... ولكن السيد ديفيد يريدك أن تلتقى به فى الساحه الخلفيه لأمر هام.... فنقل الحارس توتره للواقفين.....
فسأله ماكس بهدوء: ألم يخبرك ماذا يريد؟!....
أجاب الحارس بخوف.... وعينين تهتز: لا سيدى لم يخبرنى...... ولكنه أمر أحد الحرس.... بتجهيز الساحه لخروج كيشان.....
هنا شهقت الأميؤة ميلسيا.... ونظر ليو بعينى متسعه.... ونظر ماكس للحارس بحاجبين معقودين.... ثم تنهد بغضب قائلا: حسنا من أغضب الوحش الذى بداخله..... حتى يطلق عليه كيشان بهذا الوقت.... اللعنه...... ثم تركهم راحلا.....
وخلفه الحارس يهرول..... لعله يجد السيد ألفين هو الأخر سريعا...... ظل يدور بأرجاء القصر باحثا عنه إلا أنه لم يجده.... ثم علم من أحد الحراس أنه خارج القصر..... ولكن بمكان قريب منه..... لهذا أخذ فرسا وذهب للمكان المنشود..... وحين وجد السيد ألفين...أخبره بما يحدث بالقصر.....
وحين إستمع ألفين ما قاله الحارس..... تنهد مبتسما وهو يقول: من هذا الذى إستطاع إغضاب الوحش بهذا الوقت القياسى؟!.... وترك ما بيده وإتجه للقصر... ليرى ما الذى سيحدث.......
وبوقت قصير.... علم جميع سكان القصر.... بما سيحدث بعد قليل.... وأن هناك من سيقتل اليوم على يد كيشان..... كما ظهر التعجب لدى الكثير منهم..... حيث أن الملك قليلا ما يستخدم كيشان..... فى قتل الأخرين....وهذا ليكونوا عبره لغيرهم..... إذا من سقتل قد فعل أمرا مشينا..... لهذا سيقتل بتلك الطريقه الموجعه...
خلال هذا كان الملك مازال جالسا على كرسيه.... ينظر تجاه أوراقه..... بعد خروج ديفيد كما لم يحاول ساب سؤاله عما يحدث..... وكأنه سأم التحدث لهذا قرر الصمت..... إلى أن يرى ما الذى سيحدث له بعد قليل.....
ظل الملك يفكر أنه من المؤكد..... أن القصر بأكمله أصبح على علم بما سيحدث بعد قليلا..... كم أن إختياره ل ديفيد موفق.... فهو يدرك من البدايه.... أن ديفيد هو الوحيد.... الذى يعطيه ما يريد بدون جهدا يذكر..... لهذا طلبه هو دون سواه....
كما أن ما سيفعله بعد قليل..... هو ورقته الرابحه والأخير..... إذا نجح الصبى وإستطاع الثبات.... أمام كيشان وقوته....فهو يدرك أن ل كيشان سطوته على أعدائه..... فإذا صمد الصبى أمامه لدقيقه واحده ..... عندها سيكون قد أثبت أنه يستحق أن يكون بجواره من الأن.....
يعلم إستيفان أن تفكيره معقد.... ولكنه يدرك كذلك أن بسبب تفكيره هذا..... مازال يعيش بأمان وراحه مطلقه..... تنفس بعمق..... وأعاد أنظاره للأوراق المتراكمه أمامه..... ليقوم ببعض الأعمال....
وبعد مرور بعض الوقت.... سمعا صوت طرقا على باب مكتبه..... فأمر الملك الطارق بالدلوف... وقد كان الحارس يخبره أن كل شئ أصبح جاهزا كما أمر.... لم ينظر له الملك.... وقال وهو مازالت عيناه على الأوراق التى أمامه: حسنا....فقط هذاما صدر منه....
أجابه الحارس بخوف: أمرك سيدى.... وخرج من الغرفه بسرعه البرق..... والتى وقعت بصمت مطبق مره أخرى..... لم يمر الكثير من الوقت.....إلا وقد قام الملك من مقعده الوثير..... وقال بصوته الرخيم ذو البحه الرجوليه: إتبعنى.....
وكاد يخرج من مكتبه.... إلا أن ساب قد تحدث.... وهو يشعر أن ما يفكر به صحيح...لهذا تحدث قائلا: أنت الملك ويحق لك فعل ما تريد.... لماذا أنتظرت كل هذا الوقت لقتلى؟!....
إلتفت له الملك...ونظر له لبعض الوقت... ثم تحدث ببرود ثلجى.... وكأنه يخبره أمر مسلم به: لأننى لم أكن أريد هذا....
نظر له ساب بحاجبين معقودين...وكاد يتحدث مره أخرى.... ولكنه أدرك أنه لن يصل لشئ...كما أن الملك قد قدم له معروفا أراد فعله منذ زمن بعيد....لهذا صمت وكف عن الحديث....
تحرك الملك خارج مكتبه...وساب خلفه يتبعه بكبرياء لا يأبه بأى شئ.... ولكنه لاحظ نظرات الشفقه التى تتوجه له.... من قبل الحرس... حينها تيقن أن النهايه موحشه..... والعجيب بالأمر لم يشعر بالخوف.... فقط شعر كم أنه يتسحق تلك الموته الشنعاء.... التى سيتلقاها لعلها تخفف من وطء ما قام به بالماضى....
وكم كان الحزن والإنكسار بقلبه يتفاقم.... لكل ما فعله بحياته البائسه.... ولكنه شعر فجأة بالخوف الكبير على أمه وإخوته.....و ماذا سيحدث لهم من
بعد موته؟!.... ماذا سيفعل بهم جورج؟!....
حتما سيقوم بقتلهم..... ولكن أليس هذا أمر جيدا.... إذا ماتوا هم الأخرون..... حتى لا يعيشون مرار ما لاقاه هو بحياته.......
إلا أن ساب قد عاد للواقع.... وظل يتحرك بكبرياء دون توقف..... إلا أنه تذكر حديث الملك.... أن ما سيحدث له سيكون بالساحه الخلفيه.... إذا ليلى سترى ما سيحدث..... وحينما توصل لهذه الفكره أصبحت نبضات قلبه تصم أذنيه..... فتوقف مكانه للحظه..... ثم نظر لظهر الملك الذى يتحرك أمامه..... وقد أوشكوا على الدخول إلى الساحه الخلفيه....
فأسرع ساب من خطاه إلى أن توقف أمام وجه الملك...... ينظر له بكبرياء وقوه.... وهو يقوه بثبات يحسد عليه: صغيرتى بالداخل لا أريدها أن تشاهد
ما سيحدث لهذا..... أطلب منك أن تجعل أحد حراسك يرسلها للبيت..... ويخبرهم أننى راحلا لمده لا علم لكم بها من أجل عملا ما..... وأرسلوا بطلب شابين يدعى أحدهم مارلين والأخر سام.... وأخبروهم بموتى..... لعلهم يجدون حلا لما سيحدث تاليا.....
ظلت نظرات الملك وساب متعلقتان ببعضهم البعض.... كلا منهم يفكر بأمر ما.... ف ساب يتمنى أن ينفذ الملك طلبه الأخير..... والملك يفكر كيف إستطاع هذا الصبى تدبير كل هذا بهذه الدقائق.... وبهكذا وقت أوشك فيه على الموت.... كما كيف له أن يفكر بأهله.... وهو على مشارف الموت.....إذا هو يحبهم كثيرا.....
إلا أن الملك لم يكشف عما يدور بعقله..... كما أن ساب أكمل حديثه بترجى.... يراه الملك بعيناه لأول مره.... أرجوك سيدى أرجوك....
نظر له الملك بثبات... وقال ببحته المميزه: حسنا لك هذا..... وتركه مكملا طريقه.... وخلال هذا قد إجتمع كثيرون من سكان القصر.... وكذلك كيت وميلسيا وليو..... الذى حين علم بهويه الشخص الذى سيلقى هكذا عقاب....... ثار غاضبا..... وميلسيا تحاول تهدئته وهى لا تفهم شئ مما يحدث....
كما وقفت كيت تبكى بصمت..... حزنا على ما سيحدث لهذا الصبى الصغير..... فنظرت ميلسيا ل كيت وسألتها بتشوش..... لعدم فهمها ما يحدث: من هذا الفتى كيت..... ولما جميكم تحزنون لأمره هكذا....
أجابتها كيت بحزن قائله: أنه الفتى الذى تتسألين عنه منذ إستيقظتى من نومك ميلسيا.....
نظرت لها ميلسيا قليلا.... ثم قالت: أنا لا أعلم ماذا فعل؟!.... ولكنى متأكده أن الملك لا يقدم على هكذا أمر بدون سببا مقنع...... نظرت لها كيت دون رد.....
ووقفت كما يقف الباقون... منتظرين الملك والشخص الذى سيتم معاقبته.... كما كان كيشان يقف بشموخ أبهر الحرس الواقفين بعيدا عنه بمسافه.....حتى يقوموا بإخراجه حينما يأمر الملك بهذا..... كما ألقى بقلوبهم الرعب لشده ثباته.....
خلال هذا كانت الصغيره ليلى.... تقوم بتجميع الحطب.... لوضعه بالمكان الذى أمر به الحداد.... وقد أصبح تنفسها صعبا.... بسبب كثره الأعمال التى فعلتها خلال الساعتين المنصرمتين..... خرجت للخارج لجلب ما تبقى من حطب..... ولكن لفت نظرها وجود عدد.... ليس بالقليل ولا بالكثير من الأشخاص مجتمعون بمكان ما..... فأثار هذا فضولها.... فإقتربت منهم لترى ما الذى يحدث.... ثم تعود لعملها سريعا قبل عوده ساب..... حتى لا يتضاعف عقابها......
وصلا كلا من الملك وساب للمكان المنشود..... و
أمر ساب بالنزول للساحه..... فكانت الساحه ليست بالكبيره..... كالساحه الأماميه للقصر..... فهذه الساحه مدرجه بثلاث درجات للأسفل..... معده للتدريبات.....
إقتربت الصغيره ليلى من الحشد....وإستمعت إلى بعض أحاديثهم.....قال أحد الحرس: أليس شابا صغيرا على الموت بهذه الطريقه..... وأخر يقول لابد أنه قام بشئ مشين.... لهذا سيعاقب هكذا عقاب.... فرد عليه أخر مكملا...... أجل فالملك لا يعاقب بالموت.... أمام كيشان إلا مع من قام بعمل لا يغتفر..... أصبحت ليلى الصغيره أمام المدرج العلوى....
ونظرت أمامها.... ووجدت ساب بالداخل....رمشت عيناها لعلها تحلم..... إلا أن ساب مازال كما هو... واقف داخل هذه الساحه.... أجل هى صغيره... ولكن عقلها أدرك أن أخيها سيلقى حتفه الأن.... وتذكرت ما فعلته منذ قليل.... إذا هو سيقتل الأن بسبب ما فعلته هى....
وهنا شل لسان الصغير عن التحدث.... وأصبحت الرؤيا لديها مشوشه..... بسبب كثره دموعها.... التى تتساقط الأن بغزاره.....
خلال هذا ظل ساب واقفا بشموخ.... لا ينظر لأحد.... بل كان كل تركيزه مع أمه وإخوته.... وما سيحدث لهم من بعده..... وكم شعر بهذه اللحظه.... أنه لا شئ... لا شئ سوى كومه من الضعف والخزى..... كومه من حطام إمراة لم يراها يوما..... كم أراد البكاء ليس خوفا من موته..... بل شفقه على ما أصبح عليهبدون إراده منه..... ولكنه إبتسم بحب..... حين توجه نظره للخاتم الذى يزين إصبعه.... وقال بحب: شكرا لك دوغلاس.....
وعندها فتحت الأبواب..... لدخول كيشان.... وعندها إستفاقت الصغيره..... وخرج منها صرخه مدويه..... هزت أركان الساحه بأكملها..... أد إلى تحويل كافه الأنظار إليها..... وأهمها أنظار ساب الذى نظر لها بتلك النظرات لأول مره بحياته.....نظره إعتذار وخزلان.....
هنا إنعدم التنفس لدى الصغيرة.... ونظرات له نظارت مرتعبه وهى تنادى إسمه تطلب منه إغاثتها: سااااااااب أخى......
#يتبع