-->

الفصل الرابع والعشرون - ممكلة الذئاب Black

 


               الفصل الرابع والعشرون



تشعر وكأن هناك حجر تم وضعه على قلبها سبب لها الألم الشديد.... حين رأت الفتى الذى سيقتل بعد قليل.... من الممكن لأن سنه صغير على ما سيحدث له...لهذا شعرت بالحزن عليه....

ولكن حين دققت النظر إليه.... شعرت أنها قد رأته مسبقا.... إلا أنها لا تدرى أين.... ظلت تنظر له بتشوش محاوله التركيز..... لعلها تعلم أين ألتقط به.....

ولكن بكاء ليو جعل أنظارها تتشتت أكثر...... بل وتنقسم نظراتها بين هذا الفتى المتماسك.... وهو قريب من موته..... وولدها الذى يبكى.... وينظر بغضب قاتل تجاه الملك..... جراء ما سيفعله بصديقه الأن.....

وخلال هذا صدح صوت صراخ قوى من فتاه صغيره.... أدى إلى لفت جميع الأنظار تجاه هذه الصغيره..... وهنا ذاد معدل ضربات قلب ميلسيا..... رأت ملامح الفتاه الصغيره التى تبكى..... حينها ظهرت الكثير من الصور أمامها.... لمكان مظلم وفتاه صغيرة تبكى بنواح..... وكأنها فقدت أغل ما تملك..... بل فقدت كل شئ.... ولم يبقى لها سوى الألم والجروح التى تملاء جسدها......

نظرت ميلسيا للفتاه التى تصرخ أمامها الأن.... والتى تنظر للفتى الذى يسمونه ساب.... وكم صدمها ما رأته أنها تشبه الفتاة التى تأتيها بحلمها كثيرا.... ولكن هذه الفتاه نقيه وناعمه..... لا تمتلك جرحا واحدا.... أما فتاه الحلم مشوه......

حاولت ميلسيا أن تأخذ أنفاسها.... وهى تحاول فهم مايحدث معها..... وترتيب الأحداث بعقلها.... الذى إلا ألان لا يعى شئ مما يحدث.... فقد شلت من الصدمه التى تملكت منها..... وظلت تنظر لما يحدث بفاه منفتح..... وعيناها قد إمتلأت بالدموع.... بسبب الألم القوى الذى غزى قلبها.....وأدركت أن الفتى الذى ساعدها على الإستيقاظ...هو الفتى الذى سيموت

 بعد لحظات....

كان ساب مستعد للموت بصدرا رحب.... فهذا ما كان يتمناه منذ الصغر.... إلا أن صراخ ليلى قد زلزله... ولم يفكر مرتين فأسرع يعدوا تجاها.... ليجعل أحدهم يخرجها من هذا المكان.... الذى سيكون مقبرته بعد لحظات.....

ولكنه توقف فجأة..... حين وجد ديفيد وقف خلف أخته.....و يمسك بالصغيرة ويحتضنها بقوه...... وهو يضع وجهها بصدر حتى لا ترى ما سيحدث.... وهو ينظر ل ساب بحزن.... فنظر له ساب بشكر.....

ولكن قطع نظراتهم.... إستمع ساب إلى صوت زمجره قويه أتيه من الخلف.... جعلته يلتفت بسرعه.... ليرى مصدر الصوت..... حسنا توقع الجميع نظرت الفزع الخوف.... البكاء.... أو الهرب المعتاد.... حين يرى أحدهم الذئب كيشان....

ولكن الإبتسام والتنفس براحه من قبل ساب.... هذا ما لم يتوقعه أحد.... وما جعل الجميع يصاب بالصدمه أكثر..... هو ثبات ساب مكانه.... دون محاوله منه حمايه نفسه مما سيحدث له.....

كل هذا الترقب لما سيحدث تاليا... ولكن ساب تعجب داخله بالبدايه.... أن كيشان ليس شخصا.... بل هو الذئب الذى إلتقى به مسبقا.....وأعطاه إسم جرومز... ولكن لم يدوم تعجبه كثيرا.... بل شعر بالراحه.... لأنه سيموت بأنياب هذا الصديق..... الذى تعرف عليه من مده قصيره....

وعندما سينتهى كل شئ.... ويتحقق أخر قسم أقسم به لذاته.... ليتحلل من كل شئ.... وأهمها للتخلص من نفسه التى أهلكت حتى الموت.....كما يعلم أنه لم يحاول الدفاع عن ذاته....و لم يحاول إثبات خطأ الملك.....كما كان بمقدوره الخروج من هنا حى....

ولكنه سأم كل شئ..... سأم معافرته من أجل لا شئ....ولهذا سيموت الأن دون محاوله منه للدفاع عن نفسه..... وكم أراحته هذه الفكره.... وهو شخصا لم يجد الراحه يوما ما.....

أغمض عيناه حين توقف كيشان على مقربه منه.... وقال بصوت خافت..... سامحينى سابين..... ولم ينظر للذئب ظنا منه إنه لن يتذكر لقائهم......ولا يعلم أن الذئب يستطيع تمييز الأشخاص... الذين يعرفهم من رائحتهم.... كما يملك ذاكره قويه....

إلا أن ما فعله ساب قد أغضبت كيشان.... الذى أصدر زمجره خفيفه..... لعل القابع أمامه ينظر له..... إلا أن ساب لم يفعل.... وهذا جعل إبتسامه تنمو على شفتى إستيفان.... إذا ذئبه يشترك معه بهذا الأمر.... ولا يحب أن ينظر هذا الفتى بعيدا عن محيط عيناه..... وما حدث تاليا جعل إبتسامه الملك تتسع....

حيث زمجر كيشان بقوه..... أدت إلى صدور الشهقات من بعض الحاضرين.....الذى ظنوا أنه سيقوم بالهجوم عليه الأن..... ولكن العجيب أن الفتى لم يصاب بالخوف...... بل نظر للذئب بإبتسامه خفيفه وعينى حزينه.... وأصبح يتحدث له.... ولكن لم يستمع أحد لما يدور بينهم......

نظر ساب لعينى الذئب....

وقال بحزن قاتل: لابأس يا صديقى....كما أننى قد طلبت منك فعلها بالسابق..... ألم أخبرك أننى لم أعد أستطيع الإستمرار..... إلا أنك لم تستمع لى جرومز..... وها أنت الأن ستفعلها ياصديقى..... هيا أفعلها.... ولكن تمنى لى أن ينتهى ألمى بإنتهاء حياتى.....

وأغمض عيناه منتظر هجوم الذئب عليه....الذى زمجر بقوه....وهو ينظر ل ساب..... وكأنه رافضا ما قاله....

ثم تقرب منه وهو يمسح وجهه بجسد ساب.... كما فعل بالسابق..... وزمجر بحزن هو الأخر.... وكأنه يخبره أنه مازال يشعر بحزنه.... وهذا جعل ساب ينظر له.....و يبتسم بهدوء...

ثم حول نظراته للمحيطين به للبحث عن ليلى والإطمئنان عليها ..إلا أن نظراته توقفت على الملك.... الذى ينظر له بإستمتاع... وإبتسامه تكاد لا ترى.... فنظر له ساب بتعجب..... وتسأل لماذا يبتسم الملك ؟!.... ولماذا ليس غاضبا؟!..

حيث لم يتم تنفيذ ما أمر به لقتلى.... على يد ذئبه..... لماذا يبدوا مستمتعا بما يراه؟!.... وكأنه يعلم بما سيحدث مسبقا....لهذا لا يبدوا عليه الدهشه أو الصدمه....

وعندما توصل ساب لهذا الإستنتاج.... إتسعت عيناه وهو ينظر له الأن بتشكيك...... لما توصل له عقله.... إلا أن نظرات الملك المستمتعه والثابته.... أثبتت صحه ما توصل إليه عقله.....كما أنها لم تكن المره الأوله... التى يحب الملك التلاعب ب كل شئ يحيطه به كما يريد.....

ظلت نظرات الملك وساب ثابته للحظات.... إلى أن إلتفت الملك راحلا بهيبته.... خارج الساحه الخلفيه لقصره.....مع إتساع إبتسامه التى لم تختفى.....

وهو يتذكر ما حدث منذ شهر مضى....



" فلاش باك "

عندما قرر الملك الذهاب إلى الإسطبل... للجلوس مع ذئبه لبعض الوقت..... وحينما دخل عليه وجد أحدهم نائم بحضن ذئبه بسلام...... كما أن ذئبه لا يعترض على هذا.... بل يحيطه بجسده... ليشعر النائم بالدفء....

وهذا ما تعجب له الملك.... ف كيشان لا يكون بهذا القرب مع أحدهم سوى معه هو فقط.... إقترب منهم بهدوء..... إلى أن وقف أمام صديقه.... الذى نظر إليه بثبات وشموخ..... وكأنه يخبره ألا يعترض على ما يراه..... فإرتفع حاجبى إستيفان لهذا..... وإنخفض بجسده..... حتى يكون وجهه مقابل لوجهه صديقه الجالس أرضا.....

إستيفان بسخريه: أحقا ما تفعله!!.... ألم نتفق بالماضى أننى سأكون الوحيد.... إذا ما هذا الذى أراه..... وأشار للشخص النائم بحضنه... ولا يرى منه شيئا..... لكونه متكور على ذاته..... ووجهه مدفون بجسد كيشان.....

صدر من كيشان زمجره معترضه..... على حديث صديقه..... وكأنه يخبره أنه مازال يحبه.... ولكن لا ضير من وجود صديق أخر له.... ثم قرب وجهه منه يتمسح بوجهه صديقه...ليرضيه.....

فإبتسم الملك لهذا..... ومسح على فرائه بهدوء.... قائلا بمحبه لا تظهر سوى ل كيشان وحده: حسنا صغيرى لك ما تشاء....

هنا صدر من كيشان صوت خرير يدل على راحته.... فإبتسم الملك.... هازا رأسه من ذكاء هذا الحيوان الكبير..... الذى يشك بأوقات كثيره..... أن ذكائه يعادل ذكاء البشر بل ويفوقهم أحيانا....... فهو يستطيع فهم كل ما يقال له..... بل ويرد عليه بطريقته الخاصه.... التى تجعلك تفهم ما يقوله بسهوله مطلقه.....

فقال الملك بمشاكسه: ولكن ستخبرنى كل شئ..... ولكن حين نكون بمفردنا ياصديق...... وكاد يقف ليخرج من المكان..... إلا أن النائم تحرك وجهه متمسحا بفراء كيشان الناعم براحه..... وأصبح جزء من وجهه ظاهر له..... وعندما تأكد من هويته النائم... إرتفع إحدى حاجبيه.... ولكنه لم يعلق بشئ.... وخرج بهدوء كما دخل.... وبداخله ظهرت فكره جيده... فقرر فعلها بيوم ولكن ليس الأن.....

"أنتهاء الفلاش باك"

أكمل طريقه لمكتبه وهو يبتسم لنجاح مخططه...الأن لم يتبقى سوى إثبات ولاء هذا الصبى له....

عوده إلى كيشان الذى يحيط ساب....و الذى مازال يحاول إستيعاب ما حدث.... إلا أنه إنخفض بجسده محتضن الذئب..... وقام بمداعبته.... مما أدى إلى صدور خرير مريح من فم جرومز.... دليل على محبته لما يفعله ساب له.... فإبتسم ساب لهذا.....

كما كان الجميع ينظر لما يحدث بصدمه ودهشه.... من إقتراب ساب من الذئب بدون خوف..... بل وإحتكاك الذئب بجسد ساب..... وكأنه شيئا مألوف بينهم.....

وكما ظلوا يتسألون فيما بينهم.... ألم يكن كيشان هنا لفصل رأس الصبى عن جسده.... كما كانت نظرات البعض مثيره للضحك...... ف ليو كف عن السباب وليلى التى إبتعدت عن أحضان ديفيد..... وكيت.... ينظرون لما يحدث بإنبهار خالص....

وألفين الذى يتحدث ل ماكس بخفوت...... وهم ينظرون ل ديفيد....ألفين بإستمتاع: أظن أن ديفيد سيقوم بقتل هذا الذئب اليوم....

إبتسم ماكس قائلا: ألا ترى كيف يتظر له بغضب.... وكأن الذئب قد قام بخيانته علنا....

أجابه ألفين بتسليه: من الأن فصاعدا... لن يتفاخر بعد اليوم.... عن كونه الوحيد الذى يستطيع الإقتراب من ذئب الملك....

رد عليه ماكس: لا أظن أن ذلك أصبح ممكنا....

أما ميلسيا فكانت تنظر بصدمه كالأخرين.... ولكن كثرت الأسأله بعقلها..... وأهمها من هو هذا الفتى... وما هى قصته.....وقررت التحدث إليه ولكن ليس الأن....ثم إلتفتت ذاهبه لغرفتها..... لتستريح لبعض الوقت....

لم يمر كثير من الوقت.... إلا أن كيشان إبتعد عن ساب.... وزمجر له وكأنه يخبره برحيله.... فإبتسم ساب له.... ومسح على رأسه..... ف ذاهبا كيشان بإتجاه الدرج..... وصعد الثلاث درجات.... ومعها إبتعد الجميع عن المكان.... الذى وقف فيه بمسافه كافيه للهرب.... إن لزم الأمر.....

ولكن تركهم كيشان متبخترا فى مشيته تجاه الإسطبل.... ومازالت نظرات الجميع عليه..... فصدر منه زمجره قويه.... أدت إلى صراخ البعض.... أمثال كيت والصغيرة ليلى.... التى توقفت عن البكاء منذ قليل.... وظلت تتابع ما يحدث مثلها مثل الباقين.... كما هرول البعض يعدو بعيد عن المكان.... حتى لا يكون طعاما ل كيشان.....كما شعر ليو ببعض الخوف إلا أنه لم يظهره ووقف بثبات....

إلا أن هناك أيضا من إبتسم ك ساب وألفين وماكس...ومازالت نظرات ديفيد غاضبه تجاه كيشان.... أجل هذا ما عليه كيشان...... صوته يشبه البرق.... ينشر الخوف بنفوس ضعاف القلوب....

بعد إختفاء كيشان.... ذهب الجميع لإستكمال أعمالهم..... كما هرولت ليلى تجاه ساب... وهى تبتسم بإتساع..... ثم قامت برمى جسدها على ساب تحتضنه بقوه..... وضحكاتها تملأ المكان..... كما كانت تملأه صراخاتها منذ قليل....

كما أسرع ليو وكيت بالإقتراب من ساب.... وقام ليو بإحتضان ساب بدون تفكير..... تعجب ساب ببادى الأمر إلا أنه إبتسم..... وبادله عناقه بهدوء....

إبتعد ليو عنه... وقال بإعجاب: لم أكن أعرف أنك تملك كل هذه الشجاعه يا صديقى.... ولكنى فخورا بك..... وقام بضرب كتفه.... وهو ينظر له بإبتسامه متسعه..... ومازالت ليلى متعلقه بقدم ساب.... لا تتركها..... وهى تنظر له بحب كبير.....

ونظر ساب ل كيت وأوماء لها بتحيه..... وإبتسامه هادئه.... فإتسعت إبتسامه كيت قائله: من الأن فصاعدا.... سيخشى منك جميع من بالقصر سيد ساب....

فتجعد ما بين حاجبى ساب... وسألها بتعجب: ولما هذا؟!....

فأجابه ليو بإنبهار: ألا تعلم ماذا فعلت يا رجل؟!... ألا تعرف من هو كيشان!!..... فأكمل بقوه.... أنه وحش قاتل.... يقتل من يشاء بطرفه عين.....كما أنا لم أرى كيشان يتعامل بهذه الحميميه مع أحدهم هكذا من قبل.....

هز ساب رأسه مبتسما قائلا: لم أكن أعلم أن الأمر بهذه الصعوبه....

فردت عليه كيت بتفكير.... وكأنها تتذكر ما حدث للوزير منذ مده قريبه: إذا أنت لم ترى كيشان من قبل.... لم ترى وجهه الحقيقى بعد.....

كاد ساب يرد عليها..... إلا أن ديفيد قال بسخريه: لا أظن أنه من الجيد..... أن تجعلى الفتى يخشى من وحشنا القاتل.... بعد هذا العرض الجيد.... الذى قدمه لنا كيشان.....

إلا أن ساب رد عليه..... ومازالت الإبتسامه لا تفارق وجهه: لا أظن أن جرومز بهذا القبح.... الذى تتحدثون عنه..... بل أراه صديقا وفى.... كما أن الجلوس بجواره والتحدث إليه محبب إلى قلبى..... ويسكن روحى....

إرتفع حاجب ديفيد قائلا بتعجب:من هو جرومز؟!...

فقال ساب بتعديل:أقصد كيشان... ف أنا لم أكن أعلم ما أسمه... لهذا أسميته جرومز...

فقالت كيت بإعجباب:إسما جميلا...سأناديه به بعد الأن...وإتفق معها ليو هو الأخر....

تنهد ديفيد بإحباط قائلا: حسنا يا فتى أنت ربحت... ثم إبتسم.... وإقترب منه محتضنا إياه.... وهو يقول له بخفوت..... لقد أثبت أننى أحسنت إختيارك يا صديق... ثم إبتعد عنه قليلا.....

ثم نظر للأسفل وجد ليلى متمسكه بقدم ساب... ولا تتركها... فقال لها بوقاحه: إبتعدى أيتها القزمه من هنا... ف أنا لم أستطع عناق أخيكى بسببك..... كما لم أعد أريد سماع صوتك..... لأن صوتك يسبب لى الإزعاج....فأصاب بصداع حاد.... لهذا يستحسن أنا لا أسمع صوتك هذا بعد الأن......

حسنا سيد ديفيد..... أنت تريد الموت أليس كذلك؟!.... هذا ما فكر به ساب..... كما لاحظ مشاكسه ديفيد للصغيره.... فإبتسم بصمت..... ولم يتحدث ليرى ما الذى ستفعله الصغيره..... التى تنظر بغضب قاتل.... ووجهه محتقن بالدماء ل ديفيد الأن....

إلا أن ليلى ردت عليه بغرور.... وهى تنظر له بإشمئزاز: أنا لا أرى أننى أتمسك بقدمك.... أنت يا سيد.... حتى تعترض على ذلك..... كما أننى من لا تريد التحدث أمامك..... حتى لا يصاب صوتى بسوء..... بسبب تركيزك الشديد هذا على صوتى..... كما أن حديثك يدل على كون صوتى مميز.... حتى يتحدث من هم مثلك عنه بهذا السوء..... أنهت حديثها وهى تنظر له بإبتسامه زمجه....... أدت إلى إرتفاع خديها بطريقه قابله للأكل.....

كما لم يستطع ليو وكيت وساب كتمان صوت ضحكاتهم...... وديفيد ينظر للصغيره بحاجب مرفوع ونظره مستمتعه..... فهو قد أصبح مدمنا على مدايقه هذه الصغيره......

ومن بعيد كان يقف كلا من ألفين وماكس.... الذين ينظرون لما يحدث بهدوء..... إلا أن تحدث ألفين قائلا: ألم يحن الوقت بعد....

فنظر له ماكس قائلا: أى وقت؟!....

فرد ألفين: أن تكون معنا بما سنفعله.....

فقال ماكس بثبات: أنت تعلم جيدا.... أن إستيفان لن ينطلى عليه ما ستفعلون.... وسريعا ما سيكشف هذا... وعندها سيغضب..... وانت تعلم أننا نتفادى إغضاب إستيفان.....

رد ألفين قائلا بإبتسامه مستمتعه: ولكن أصبح لدينا مهدء لوحش إستيفان الجامح.....لهذا لا تقلق....

فإلتفت له ماكس بحاجبين معقودين قائلا: مهدء!!... أنا لا أفهم ما تقوله ألفين.... تحدث بوضوح....

أبعد ألفين نظراته عن ديفيد والواقفين.... ونظر ل ماكس بثبات وقال: إستيفان يرى بهذا الفتى نفسه القديمه.... التى طمست بالقوه والعنف.... لهذا سيحاول الحفاظ على هويه هذا الفتى..... مهما تطلبه الأمر..... لعل بهذا الفعل.... يشعر ببعض الراحه تجاه نفسه..... التى فنيت على يد عمه بالماضى.... ولهذا أقولها لك عن ثقه.... هذا الفتى سيكون كالمهدء ل إستيفان..... ولكن مازال هناك خطوه أخيره.... سيتخذها إستيفان تجاه الصبى.... ليضع به ثقته.... كما يفعل معنا.....

نظر له ماكس بتشوش وقال: لا أظن هذا ف أنت تعلم إستيفان جيدا.... هو لم يجعل أحد يقترب منه لهذه الدرجه غيرنا نحن..... كما لا تتحدث بتلك الثقه... فأنا وأنت نعلم جيدا أن إستيفان شخص لا تستطيع تحديد خطواته..... بل لا تستطيع معرفه.... بماذا يفكر....

إتسعت إبتسامه ألفين قائلا: حسنا لنضع رهان ونتفق.... إذا حدث وقام إستيفان بفعل شئ للتأكد من وفاء الفتى له...... ستنضم لنا.... وقام بمد يده له ليعقد الإتفاق.....

نظر له ماكس لبعض الوقت.... ثم تنهد وصافحه يده قائلا: حسنا لك هذا..... ولكن إذا لم يحدث ذلك سيتفكك هذا الفريق....ولن تقوموا بفعل شئ..... أوماء له ألفين بإبتسامه مستمتعه..... وهو على يقين أن ما قاله.... هو ما سيحدث.....

 

                                ■■■


كانت أليس وسيلا يحاولون التفكير.... بحل لإيجاد سببا لذهاب ليلى إلي ساب بدون علمهم.... وخلال هذا خرجت جوليا.... من غرفه أمها بهدوء.... وجلست أمامهم.... ثم قالت بصوت منخفض: لقد ذهبت أمى بسبات عميق.... بعد أن أخبرتها أن ساب بخير.... وأنه أرسل أحد الحراس لإخبارنا أنه سيأتى قريبا....كما لم أخبرها بذهاب ليلى إلى القصر....

رد عليها أليس قائله: جيد....

ثم صممت مره أخرى.... وحين لاحظت جوليا إنشغال أختيها بالتفكير..... أردت قول شئ ولكنها متوتره بشده.... فظلت تضم يدها إلى صدرها.... لعلها تخفف من توترها.... فلاحظت أليس وسيلا هذا.....

فقالت أليس بتشكك: ماذا هناك جوليا؟!... هل أنتى بخير؟!...

أومأت جوليا برأسها سريعا.... وقالت: أجل أنا بخير... ولكن أنتهت بعض الأطعمه..... لهذا يجب أن أذهب لجلب غيرها.....

فسألتها سيلا بتعجب: ولكن أليس جلت النواقص من الطعام أمس جوليا.... لهذا ليس من الضرورى أن تذهبى....

 فهبت جوليا من مقعدها واقفه.... وهى تقول: ولكن يجب أن أذهب....

 وهذا جعل أليس وسيلا ينظرون لها بتعجب.... فعدلت جوليا من حديثها قائله: أنا لم أكن سأذهب لجلب هذه الأشياء فقط..... حيث أن دواء أمى قد إنتهى...... لهذا يجب أن أذهب لجلب غيره..... ولم تعطى لأحد فرصه للرد عليها.... وهى تقول أنا ذاهبه وخرجت مسرعه من البيت.....

 فنظرت أليس وسيلا لبعضهم البعض....وكأنهم علموا بما سيفعلون..... ف هبت الأثنتين من مكانهم..... وخرجوا خلف جوليا.... ليروا ماذا تخفى عنهم.... فهى لا تتوتر إلا عندما تفعل شئ لا تريد لأحد معرفته....

ظلوا يمشون خلف جوليا..... ولكن بمسافه بعيده.... حتى لا تراهم..... فتسألت أليس بصوت مسموع: إلى أين تذهب ياترى؟!....

فأجابتها سيلا: بعد قليل سنعلم.....

 ظلوا يراقبونها من بعيد.... إلا إنحرفت جوليا عن السوق..... ودخلت بأزقه ضيقه.... فأسرعت الفتاتان بخطواتهم حتى يستطيعوا اللحاق بها.....

 وحينما كادت سيلا أن تدلف لداخل الزقاق.... جذبتها أليس للخلف سريعا.... ووضعت يدها على فمها تخبرها بالصمت..... نظرت كلتاهما لما يحدث.... وجدوا جوليا تقوم بإحتضان أحدهم.... وتبين لهم أن الشخص الذى تحضنه.... كان سام صديق أخيهم ساب.... فوضعت أليس يديها على فمها من الصدمه.... وسيلا تنظر بحده لما يحدث.....

 فسألتها أليس بصوت هامس: ما الذى تفعله جوليا مع سام صديق أخيكى؟!....

 فردت عليها سيلا بصوت حاد..... وهى تتقدم تجاههم: هذا ما سنعرفه الأن.... وبالفعل دخلت سيلا الزقاق.... وإضطرت أليس أن تتبعها.....

 فقالت سيلا بصوت حاد غاضبا: أهلا سام كيف حالك؟!...

 فنظر لها سام بإرتباك.... وخرجت شهقه من جوليا وهى تنظر خلفها قائله: سيلا!!....

فنظرت لها سيلا قائله: أجل سيلا... سيدة جوليا... ثم نظرت ل سام قائله..... يا ترى هل يعلم ساب بما بينكم.... ولكن لا أظن ذلك....بسبب لقائتكم السريه هذه.... ولكن لنرى ماذا سيقول.... حين يعلم بهذا... ثم تركتهم راحله.....

نظرت جوليا... ل أليس بعيون باكيه خائفه...وهى تقول: الأمر ليس كما تظنون أليس....

 نظرت لها أليس بحده قائله: أكره كونى الكبيره بينكم من بعد ساب.... اللعنه على هذا.... ثم ألتفتت راكضه..... خلف سيلا لعلها توقفها عما ستفعله.....



#يتبع