اقتباس - اسم على غير مسمى
ذهبت طوعًا أو كرهًا، في حقيقة الأمر لم يكن اختياري أن اذهب يومها.. أو ربما كان اختياري بمحض إرادتي ورغبتي الكامنة في المحافظة على ما تبقى من هيكل الأسرة وكثيرًا من الإمتنان لذلك الرجل الذي لم أر منه سوى الخير طوال حياتي..
كان اليوم الثالث بعد سفر دام ثلاثة أشهر، كنت اود البقاء بمفردي قليلًا منغمسًا في روتيني الكئيب الخاص بي.. بعيدًا عن الجميع.. أنا اكره من يُعكر صفو خلوتي بنفسي، ولكن من أجله فقط رضيت يومها أن أذهب للقاءه..
لم يكن في نيتي سوى بضع دقائق وجُمل اعتيادية للإطمئنان على حاله وحال أُسرته، جمل قليلة كوعود مني بأني سأرى الجميع وسأذهب لهم في زيارة طويلة، ورفض جديد قاطع بأنني لا أريد الإشتراك بعالمهم..
لم أعلم أن زيارة روتينية ستكون نتيجتها رؤيتها.. لقد ساقني القدر إليها.. قدر لم اختره بمحض إرادتي.. قدر لم أعلم أنه سيتحكم بي، وبها!
جالسة دون اكتراث، ساقان ممددتان، تنظر بهاتفها بعفوية وهي تتلاعب بخصلاتها بين اصابعها، لأجد ما يجبرني على تأملها لعدة ثوانٍ مأخوذًا بملامحها البسيطة الممتزجة بنقاء غريب لم أره بأي فتاة قط..
قريبًا..