-->

الفصل الثلاثون - مملكة الذئاب Black

 


 


الفصل الثلاثون


 

كان كل شئ يدل على أن نهايتهم قد إقتربت.... والخساره أصبحت وشيكه..... فهم إثنين فقط... أمام هذا الكم الكبير من الجنود.... ولكنهم لم يسأموا من الدفاع عن كبريائهم ورجولتهم....

 

كما أن الإرهاق بدأ بالظهور على ماثيو.... الذى قتل إلى الأن أكثر من عشر أفراد وحده.... كما أن جسده لم يعد يحتمل من شده الإصابات التى تلقاها.... ولكنه لم يهتز ليس من أجله..... ولكن من أجل حمايه الملك إستيفان..... الذى لا يظهر على قسمات وجهه سوى الغضب فقط...... حتى جعل من يقفون أمامه يشعرون بالخوف..... عندما يواجهونه.... ورغم كثرتهم إلا أنك تشعر بخوفهم منه....

 

فها هو ماثيو يقاتل بجوار الملك.... ولكن ملامحه التى لا تدل على الخير.... جعلته يرتجف بسبب هذه الهاله الكبير من الغضب التى تحيط به..... فما بالك بمن يقاتلهم..... كما أن من يقف أمامه لا يصمد أكثر من دقيقتين فقط...... أما أن يسقط جريح أو يسقط قتيل.....

 

ظلوا هكذا لأكثر من نصف الساعه..... إلى أن صدع صوت صفير مرتفع...... أدى إلى إلتفات أنظار الجميع لمصدر الصوت..... وكان المشهد مثير للضحك بالنسبه ل ماثيو..... رغم الأرق الذى كان يشعر به....

 

فقد كان الملك فين ملقى أرضا على ظهره.... وساب يضع السيف على عنقه يمنعه من التحرك.... كما أمر الجميع بإلقاء سيفه حتى لا يشق عنق الملك فين.... كان الجميع يشعر بالصدمه فى البدايه.... فلم ينفذ أحد ما قاله ساب......

 

فنظر ساب للملك الملقى أرضا.... وقام بجرحه جرح بسيط بعنقه.... قائلا بحده: أأمرهم فليتركوا أسلحتهم وإلا أخرجت روحك من جسدك اللعين......

 

لم ينتظر فين ليفكر.أو يحاول المحافظه على بعض من كبريائه...... الذى أهدر على يد فتى صغير.... بل قال بخوف وفزع: فاليقم الجميع بإلقاء أسلحته....

 

وبالفعل أذعن الجنود لأمر سيدهم.... ثم أمرهم ساب بالوقوف جميعا بجانب بعضهم البعض..... وطلب من ماثيو الذى ينظر للأمر بصدمه مما فعله الصبى وإبتسامه تزين وجهه..... أن يقوم بمراقبتهم......

 

كما طالب ساب بحبل ليقوم بربط الملك فين..... حتى لا يفر منه..... فمازال أمامه ثأر سوف يأخذه.... من أجل هذا الفتى الذى مات بسببه.....

 

خلال هذا كان الملك يتفحص جسد ساب المليئ بالكدمات..... وبقع الدماء الكبيره المنتشره على جسده...... إلا أن تأكد من سلامته.....كما أن بقع الدماء ليست له....كما أنه يتحرك بخفه.....

 

لكن الملك لم يتحرك من مكانه..... فقد قام بغرس سيفه أرضا..... وهو ينظر حوله ومازالت نظراته الغاضبه مرتسمه على قسمات وجهه..... لهذا لم يحاول ماثيو التحدث معه....

 

نظر ساب تجاه الملك إستيفان.... ليرى هل هو الأخر بخير.....فوجد أن هناك بعض الجروح المتفرقه بجسده....ولكنه يقف ك الجبل الشامخ.... ولكن تعجب ساب من نظرات الملك..... التى تمشط المكان حولهم.... وكأنه ينتظر قدوم أحدهم.... وعلامات الغضب مرتسمه على وجهه.....

 

فتسأل ساب بماذا يفكر يا ترى؟!... فأتاه جوابه سريعا حيث حاصرهم عدد لا بأس به من الجنود مره أخرى... ولكن لم يكونوا من الأعداد..... بل كانوا من مملكتهم..... فقد كانوا يردون ملابس جنود مملكه الذئاب..... بقياده أحد قاده الحرب....و الذى تحرك تجاه الملك..... وهو ينظر حوله للدمار المحيط بهم من دماء وجثث..... التى إنتشرت بالمكان من حوله.....

 

فأدرك أنه قد تأخر.... فحاول أن يفسر ذلك للملك الذى ينظر له الأن بجمود..... ولكنه عيناه تشتعلان غضبا.....فحاول أن يتحدث..... إلا أن هذا لم يكن قرارا حكيم....

 

فحين بدأ الرجل بفتح فمه قائلا بإعتذار وهو ينظر أرضا: أعتذر مولاى.... ولكن لم نستطيع تحديد مكانك بسهوله بسبب إتساعه الغابه.....

 

ولكن إجابته لم تكن كافيه.... لإخماد غضب الملك الواقف أمامه..... لهذا لم يتلقى من الملك سوى لكمه عنيفه..... أدت إلى إختلال توازنه.... ولكنه لم يسقط أرضا..... بسبب أيدى الملك التى تمسك بتلابيه.....

 

الملك إستيفان بغضب شديد.... منع الجميع من التفكير بالإقتراب منهم: أتظن أننى سأحتاج لأمثالك ليكونوا بمملكتى ليحموا حدودها.....بل أمثالك من يقومون بهدمها على أهلها..... بسبب إهمالهم وعدم جداراتك فى إداره المهام.... التى توكل إليهم.....

أنظر حولك جيد..... أترى كم شخص مات اليوم.... بسبب تكاسلك أيها اللعين...... ولكن الخطأ خطئ حين وثقت بك..... وبسيدك اللعين....

 

ثم دفعه بتقزز وإلتفت أمر الجنود..... بأخذ الأسرى والعوده بهم إلى المملكه..... كما أمر بعدم إقتراب أحد من الملك فين حتى يعود هو له..... ثم ترك الجميع وتحرك تجاه الغابه..... ورغم وجود الكثير من الجروح بجسده تجبره على العوده للقصر ليتداوى... ولكنه فعل ذلك لعله يصفى ذهنه.... ويهدء من نوبة الغضب التى تتملكه الأن.....

 

عند ساب الذى سمح للحراس بأخذ الملك فين.... ثم جلس أرضا يحاول أخذ أنفاسه.... فقد نجح بإنقاذ جميع من معه..... ولكن صدع صوتا داخله يقول بألم وإنكسار.... ليس الجميع ساب.... مما جعله يغمض عيناه بألم.... وجسد جايك الملقى أرضا بدمائه.... يظهر أمامه.... مما جعل الدموع تتجمع بعيناه.... فقام بإزالتها سريعا.....

 

ونظر حوله فوجد ماثيو الذى يأن ألما... وبعض الجنود الذين يحاولون إقناعه بالعوده معهم..... حتى يتم مداوة جروحه... إلا أنه كان يرفض هذا بقوه.... معللا أنه لن يترك الملك بمفرده هنا....

 

تنهد ساب وإلتفت برأسه.... للإتجاه الذى ذهب منه الملك..... ولكن لفت نظره بعض أعشاب الأذريون الصفراء...... التى تقوم بعلاج الجروح.... وتساعد فى سرعه شفائها..... ولكنه يحتاج لغليه لبعض الوقت.... حتى يقوم بإراحتهم....

 

قام ساب وهو يتحامل على ألام جسده.... وإقترب من النبته وأخذ بعضها.... ثم قام بتجميع بعض الحطب.... وطلب من أحد الجنود إشعالها.... وأن يبحث عن أى إناء بالعربات على وجهه السرعه.... ظل هو يقطف بعض أوراقها....

 

إلى أن أتى الحارس بالإناء... ثم طلب منه ساب بعض المياه.... فأعطاها له فقام بوضع الإناء على الحطب المشتعل.... وبه بعض الماء..... وإحتفظ بالباقى جواره..... ثم قام بوضع الاعشاب بها..... وتركها لبعض الوقت.....

 

ثم قام بأخذ بعض الأوراق.... وذهب تجاه ماثيو الجالس أرضا..... لا يصدر صوت.... ولكن ساب يعلم أن جسده يأن ألما....

 

فقام ساب بمد يده بهذه الأوراق الصفراء... ل ماثيو ومعها قنينه الماء الجلديه.... نظر له ماثيو مستفهما وسأله: ما هذا؟!....

 

فأجابه ساب قائلا: أنها نبته الأذريون تساعد على علاج الجروح ومداوتها سريعا..... كما أنها ليست ضاره..... إن لم ترد أخذه.... ف أنا لن أجبرك على أخذه..... وكاد يلتفت ليعود إلى مكانه..... إلا أن يد ماثيو أوقفته....

 

نظر له ساب بهدوء.... وقام بإعطائه العشبه والمياه... وبالفعل أخذها ماثيو وإبتلعها..... ثم إرتوى ببعض المياه.... وأعاد القنينه ل ساب مره أخرى.... خلال هذا كان بينهم حديث عيون قائم إنتهى... حين أخذ ساب منه القنينه.....

 

إلتفت ساب عائدا إلى أعشابه... التى تغلى الأن.... جلس بجوارها.... وظل يقلبها بعصى لبعض الوقت.... ثم قام بإخماد النيران.....حين وصلت للخليط الذى يريده.... إنتظر قليلا إلى أن أصبحت بارده..... وإقترب من ماثيو وظل يتفحص جسده بدقه.... بعد أن سمح له ماثيو بهذا....

 

ثم قام بأخذ الخليط على يده.... ووضعه على الأماكن المصابه بالجروح.....وظل يدلكها لبعض الوقت.... وبعد إنتهائه طلب منه أن يرتح قليلا....

 

ثم أخذ ساب الإناء الذى يحتوى الخليط.... وبعض الأوراق التى لم يضعها بالإناء وقنينه المياه.... وإتجه للمكان الذى ذهب منه الملك.... فسمع ماثيو وهو يقول بنصح له: لا أنصحك بالإقتراب منه بهذا الوقت....

 

ولكن ساب لم يعطى أهميه لحديثه.... وظل يبحث بعينيه عن الملك..... إلا أن وجده يجلس على صخره فإقترب منه دون أن يحدثه..... وقام بوضع ما معه أرضا..... ثم وقف أمام الملك..... وأخذ قنينه الماء وأوراق النبته..... وقام بفتح يد الملك ووضع بها الأوراق.... ثم وضع قنينه المياه بيده الأخرى....

 

ثم عاد ليقلب الخليط الذى معه بإهتمام.... دون أن يوجه للملك إستيفان أى حديث..... مما جعل إستيفان يرفع إحدى حاجبيه.... من تلك المعامله الجافه.... التى لم يتلقاها بحياته من أحد.... حتى عمه المختل كان يتعامل معه بحرص.... خوفا من أن تصيبه إحدى نوبات غضبه..... إلا هذا القزم الصغير.....

 

لقد إحتار إستيفان فى وصفه.... ولكنه تغاضى عن فعلته.... بسبب ما لقوه اليوم.... وسأله بهدوء: هل أمضغه أم أقوم ببلعه؟!....

 

تجعد ما بين حاجبى ساب لهذا السؤال.... ف ماثيو لم يسأله هذا السؤال..... بل أخذه وقام بإبتلاعه.... لماذا إذا هذا الملك دائما ما يطرح الأسأله.....

 

ولكن ساب أجابه ببردو.... وهو مازال يقلب الخليط: أفعل ما تراه مريح لك....

 

حسنا لقد زادت وقاحته..... ولكن ما يشفع عند إستيفان منظره الرث.... والذى يدل على أنه غاض معركته الخاص.....

 

فقرر الملك عدم التحدث بالوقت الحالى.... ولكنه سيعلم كل شئ حين عودته..... قام الملك بمضغ الأوراق..... ومع مضغه ظهرت علامات الإشمئزاز على وجهه.... فطعمها لم يلقى إستحسانه.... لهذا تجرع ما بقى من مياه متواجد بالقنينه.....ليغير مذاق فمه....

 

إنتهى ساب من تقليب الخليط..... ثم إقترب منه قائلا بهدوء.... دون أن ينظر لوجهه.... حيث كان نظره معلق على الخليط الذى يقلبه بيده: أرنى الأماكن التى قد أصبت بها.....

 

لم يشرح له أماكن إصابته شفهى.... بل قام بحركه مفاجئه ونزع ملابسه العلويه.... فأصبح عار الصدر أمام ساب.... الذى توقفت يده عن التقليب.... وإتسعت عيناه كذلك.....

 

حسنا هو رأى الكثير من الرجال يقومون بنزع ملابسهم العلويه.... ولكنه كان مجهز لهكذا أشياء.... أما الأن فهو لم يكن مجهز أو متوقع هكذا فعل....

 

ولكن لفت نظره كم الجروح القديمه.... التى توجد بجسده..... بجانب تلك الجروح الحديثه... والتى لم تكن بالهينه هى الأخرى..... ولو كان رجلا ضعيف البنيه.... لكان مات بسبب تلك الجروح....

 

ولكن ساب ضبط أنفاسه.... وبدأ بعمله الذى لم يشعره بالإرتياح...... ولكنه قام بوضع الخليط على جسد الملك.....

 

ولكن حين وضع يده على جسد إستيفان شعر بحراره مرتفعه بجسده..... ولكنه أكمل عمله الصعب... دون أن يشعر الملك بشئ.....والذى تصلب جسده حين شعر بيد ساب عليه.....

 

وبمرو الوقت هدأ جسد إستيفان.... كما أكمل ساب عمله..... وقام بتدليك موضع الجروح ببطء.... حتى يسرع من مفعوله.... ويصبح الخليط على الجرح بأكمله.... حتى يلتأم بأسرع وقت....  كما فعل مع ماثيو....

 

ولكن لماذا يشعر بالتوتر الشديد مع الملك.... هل بسبب بقائهم معا بمفردهم..... دون وجود أحد معهم أم بسبب نظراته..... التى ستصنع ثقب بوجه بعد قليل.....

 

ولكنه ظل يعمل.... وتعمد إظهار الجمود.... ولكنه لم يستطيع إخفاء الإرهاق.... الذى ظهر جليا على قسمات وجهه..... والذى لاحظه إستيفان بوضوح....

بسبب التقارب الجسدى الذى بينهم الأن....

 

كما كانت هناك كدمه زرقاء.... بجانب فك ساب.... فإرتفعت إحدى يدى الملك لوجه ساب.... وقام بلمس الكدمه بعفويه..... فإنتفض ساب وإبتعد عنه.... وهو ينظر له بعينين مشتعله قائلا: ماذا تفعل؟!...

 

إلا أن الملك لم يعطى بالا لما فعله أو قاله ساب.... بل ظلت نظراته على تلك الكدمه.... وهناك شعور يراوده لأول مره.... يشعر أنه يريد قطع تلك اليد التى قامت بلكم هذا الصبى....

 

لهذا سأله إستيفان بثبات.... وعيناه لا تبتعد عن تلك الكدمه: من الذى فعل بك هذا؟!.... ثم نظر لعيناه مكملا ببعض الحده.... كيف سمحت لأحد بأن يقوم بكلمك بتلك الطريقه؟!.....

 

رد عليه ساب بثبات هو الأخر.... وهو ينظر له: أنت لم ترى شئ مما حدث.....

 

فقال إستيفان بهدوء وهو يتفحصه: إذا فالتخبرنى...

ثم وقف وقام بإرتداء ملابسه بسهوله.... وكأنه ليس مصاب بجروح بليغه.... ثم إقترب من ساب الخطوات التى إبتعدها..... وقال بإهتمام يراه ساب بعنيه للمره الأوله: إذا فلتخبرنى؟!.... ماذا حدث؟!....

 

توتر ساب من هذا الإهتمام... الذى لم يحظى به من قبل..... سوى من دوغلاس وأمه.... لهذا إبتعد عنه بدافع حمايه نفسه من هذا الشعور الغريب الذى راوده الأن..... وهذا أزعج إستيفان كثيرا.....

 

وكاد يتحدث... إلا أن إقتراب أقدام أحدهم جعلتهم يلتفتون لمصدره.... فكان القادم ديفيد فتعجب إستيفان من وجوده....

 

فسأل إستيفان بتعجب: ديفيد!!.. ما الذى تفعله هنا؟!...

 

لم يعطه ديفيد الفرصه ليكمل توبيخه.... بل أسرع إليه وكاد يحتضنه.... عندما رأه بخير.... متناسى أن إستيفان لايحب التلامس الجسدى.... إلا أن إستيفان أدرك ما سيقدم عليه ديفيد.... فإبتعد عنه خطوه....

 

وقال بحده: ديفيد توقف حيث أنت.... ونظر له بحاجب مرفوع... اى لا تفكر بالإقتراب....

 

فزفر ديفيد الهواء من جوفه.... وقال بحنق: الأن تأكدت أنك بخير.... لم يجبه إستيفان.... بل قام بإكمال إستحوابه سألا إياه..... لم تخبرنى ما الذى تفعله هنا؟!.... ولماذا تركت ماكس وحده بالقصر؟!... من الذى أعطاك الأمرك بالقدوم إلى هنا ديفيد؟!...أنهى حديثه ببعض الحده...

 

لم يعطى ديفيد أهميه لحديث إستيفان.... ولا للغضب الذى عاد وظهر على تقاسيم وجهه مره أخرى.... بل كان كل إهتمامه الأن على ساب.... الذى نظر له بإبتسامه مرهقه.... وأومأ له برأسه تحيه له....

 

فقال ديفيد بإبتسامته المعهوده: كيف حالك ساب؟!.. هل أنت بخير يا فتى؟!....

 

رفع إستيفان حاجبه دليل على إستيائه... من تصرفات صديقه بهذا الوقت.... الذى لا يحتمل هذا النوع من التصرفات....كما لم يجبه ساب بل نظر له بتعجب...لأنه لم يجب الملك حتى الأن....

 

أدرك ديفيد أن إستيفان قد بدأ يغضب منه.... فنظر له وقال ببرود: أتانى مرسال من ماثيوا.... يخبرنى فيه أنكم تحتاجون للمساعده العاجله... وأنه يجب الإتيان على وجه السرعه إلى الغابه...ظللت أبحث عن ألفين ليأتى هو.... ولكن لم أجده....فإضطررت أن أتى مكانه وتركت مهام القصر ل ماكس.... وخاصه أننى لم أراه ألفين.... أو أعلم أين مكانه منذ صباح هذا اليوم....

وحين أتيت على مشارف الغابه تقابلت مع جنودنا أمام الغابه... وأدركت أنك بخير.... فقمت بإعاده الجنود الذين جلبتهم معى.... وأردت أن أطمئن عليك بنفسى لهذا أنا هنا... هذا كل ما حدث...

 

لم يعلق إستيفان على ما قاله ديفيد.... بل تركهم وسار بإتجاه العربات..... ثم أمر ساب وديفيد أن يتبعانه.... ها قد عاد الملك إستيفان لطبيعته.... تنفس ساب وشكر ديفيد مره أخرى داخله لإنقاظه من هذا المأزق... ثم تحرك خلف ديفيد ليروا ما الذى سيفعله الملك....

 

وصل الملك أمام ماثيو وجنوده المتبقين.... فنظر ل ماثيو وسأله بثبات: لماذا قمت بطلب الدعم من القصر دون إخبارى؟!.... رغم أننى نهيتك عن هذا....

نظر له الملك بضيق وأكمل.... لم أراك تخالف أمر لى من قبل ماثيو..... حتى تقوم بفعله الأن.....

 

كاد ماثيو أن يبرر فعلته..... إلا أن الملك أكمل قائلا: ليس الأن ماثيو.... فمازال بيننا حديث طويل.... ولكن بعد أن نستريح لبعض الوقت.... إنصاع له ماثيو....

 

ثم إلتفت الملك إستيفان لجنوده سائلا إياهم: هل قمتم بإرسال جثث الموتى إلى زويهم؟!...

 

أومأ الجنود بالإيجاب وهم ينظرون أرضا إحتراما له.... فقال إستيفان: حسنا هيا لنعود فليتجهز الجميع.... ولكن توقف حين لاحظ غياب ساب.... فسأل مستفسرا وهو يمشط المكان بعينه.... أين ذهب ساب؟!...

 

نظر له ديفيد بدهشه..... هل حقا ناده ب ساب أم أنه يهيئ لى؟!... فمنذ متى يسأل إستيفان عن أحدهم؟!..

 

أجابه ساب وهو قادم بفرسه: أنا هنا سيدى كنت أجلب فرسى فقط..... أومأ له الملك.... وبدأو فى التحرك تجاه مملكته.....

 

بعد مرور بعض الوقت وصلوا إلى بوابه القصر.... فأسرع ساب بفرسه... ليكون بجوار ديفيد قائلا بخفوت.... وقد ظهر عليه الإعياء الشديد ولكن هذا ساب: أنا سأذهب لأرى عائلى سيد ديفيد... وشكرا لك لأنك قمت بأخذ ليلى للمنزل.... وكاد يتركه راحلا إلى منزله.... إلا أن ديفيد أوقفه قائلا: ولكنها لم ترحل بعد... هى مازالت هنا بالقصر....

 

تعجب ساب من هذا.... وسأله مستفسرا: ولماذا لم تذهب للمنزل؟!...

 

نظر ديفيد ل ساب وهو يجلى صوته.... قائلا بخفوت خوفا من أن يسمعه أحد: لقد قامت بتهديدى....

 

رفع ساب إحدى حاجبيه.... ونظر له بدهشه لم يستطع إخفائها..... وسأله بتعجب: ماذا فعلت؟!... ما الذى تقوله سيد ديفيد؟!.... كيف لصغيره ك ليلى أن تقوم بتهديدك أنت؟!.....

 

تنهد ديفيد وقرر أن يشرح له..... فقال موضحا: حسنا هو ليس تهديدا بالمعنى الحرفى.....فلقد كانت تتبع أسلوب التهديد المبطن بحديثها.... إلا إنها أقنعتنى.... حين أخبرتنى أنها إذا عادت للمنزل.... ستعود بعد مده وجيزه.... ولكن ليس بمفردها هذه المره.... بل معها أمها وأخواتها...... وهذا لأنها ستروى لهم ما رأته هنا...... وما حدث لك..... حين قام الملك بوضعك مع كيشان.....

 

وحين أخبرتها ألا تخبرهم بشئ.... وتترك الأمر لك... أجابتنى أنها تعلمهم جيدا.... وخاصه والدتك ستجعلها تخبرها بكل شئ..... حدث بالقصر منذ دلوفها..... وحتى عودتها..... وهى لا تستطيع الكذب على أمها..... كما لا تستطيع إخبارها.... لأنها من الممكن أن تصاب بالأذى..... حين تعلم ما حدث لك....ولقد إقتنعت بما قالته.... لهذا قررت أن أتركها معى.... إلى حين عودتك.....

 

تنهد ساب وهو يحاول إستيعاب هذا الكم الكبير من الشقاوة.... التى تملكها هذه الصغيره.... ولكن هى على حق.... هو يعلم أمه جيدا.... لن تتركها حتى تخبرها بكل شئ.... وإذا علمت ما حدث..... ستأتى له تنوح وتبكى...... أو من المحتمل أن تموت بالمنزل قبل مجيئها....

 

فسأله ساب بإرهاق: وأين ليلى الأن؟!...

 

أجابه ديفيد بهدوء: أنها مع كيت زوجه ماكس....

 

أومأ له ساب بهدوء وكاد يتحرك بفرسه ليسرع.... إلا أن ديفيد أوقفه قائلا ببعض القلق: هل أنت بخير ساب؟!...

 

نظر له ساب بهدوء.... وإبتسامه بسيطه وقال: أجل بخير.... ثم تركه مسرعا حتى لا يفتح له مجالا للحديث.... وهو يحاول التنظيم من أنفاسه المتوتره.... تحرك إلى أن وصل للإسطبل... فترك فرسه وكاد يلتفت راحلا..... إلا أن قدمه قادته لنهايه الإسطبل....

 

توقفت قدمه أمام كيشان الجالس.... بإرتخاء فى زاويه ما.... لم يتحدث ساب.... بل إقترب من كيشان وجلس جواره بإرهاق.... مستند على الحائط الذى خلفه مغمض العينان..... إقترب منه كيشان واضع رأسه على أقدام ساب.... مخرج خرير من فمه.... يدل على الرضا.... رغم علامات الإعياء الظاهره عليه.....

 

 

ظلوا هكذا لبعض الوقت.... إلى أن أصبح جسد ساب يهتز بعنف..... وعيناه المغمضه يهبط منها سيل من الدموع..... وبين كل دقيقه والأخرى.... تخرج شهقه متألمه من بين ضلوعه..... تحطم قلبه إلى شظايا.... تجعله ينزف من أعماقه من شده ألمه.....

 

تحرك كيشان ورفع رأسه عن أقدام ساب.... الذى يهتز جسده الأن بقوه مخيفه.... إلى أن أصبح نصف جسد كيشان.... يغطى الجزء العلوى من جسد ساب.... المغمض العينين.....

 

كان وجه كيشان أمام وجه ساب.... الذى يبكى بقوه وكأنه أقسم أن يخرج ما بداخله.... عن طريق بكائه زمجر كيشان بحزن..... وقام بلمس وجه ساب بوجهه يمسده له..... وكأنه يمسح عنه دموعه.....

 

ففتح ساب عيناه المائله للحمره.... ووجهه شديد الإحمرار من كثره بكائه..... ظلت نظراتهم متقابله بدون حديث.... قالوا أن النظرات أبلغ من العبارات... كان ساب يشتكى ل كيشان أوجاع قلبه.... من خلال عيناه..... وما كان من كيشان إلا أن زمجر بحزن مره أخرى.... على حال صديقه....

 

مما جعل ساب يفرج عن سهقات.... أكثر علو وأشد ألما..... ثم قام بإحتضان جسد كيشان.... وهو يدفن وجهه بجسده..... ظل على هذا الحال لما يقارب الساعه....

 

وكاد ساب يسقط بنوما عميق..... بسبب ألم رأسه الحاد.... من كثره بكائه.... وإنتفاخ عيناه المائله للإحمرار..... وكذلك وجهه شديد الإحمرار.... إلا أن صوت أقدام تقترب.... جعلت أنظاره تتوجه لمصدر الصوت.... وقد كان أحد الحرس.... الذى تراجع بخوف حين رأى الذئب..... يغطى جسد ساب ولا يظهر منه سوى وجهه.....

 

 

إتسعت عيناه مما يراه.... ولكنه تملك أعصابه حين قال بتوتر وخوف : الملك يقوم بعقد إجتماع.... وطلب حضورك إليه.... منذ ما يقارب الساعه...ونحن نبحث عنك.....

 

خرجت زمجره معترضه من كيشان....حين لاحظ محاوله ساب بالإبتعاد عنه.... مما جعل الحارس يتراجع خطوه للخلف.... فنظر ساب ل كيشان وهو يمسد له فرائه بحب..... وقال بإجهاد وصوت مبحوح بشده.... حتى أنك قد لا تفهم بعض كلماته:  سأنتهى من كل هذا وسأعود إليك بأقرب فرصه..... ثم قام بتقبيل ما بين عيناه....

 

 

 

كان كل هذا يحدث أمام الحارس.... الذى حبس أنفاسه مما يراه..... ما هذا كيف لهذا الوحش.... أن يتعامل بتلك الطريقه مع هذا الحداد؟!.... إلا أنه

أسرى الصمت..... فهو مازال يخاف بشده من هذا الذئب المفترس.....

 

 

إتجه ساب له.... وأخبره بهدوء أن يدله على المكان المنتظر.... خلال مرورهم بالإسطبل.... والساحه الخلفيه للقصر.... كان الجميع ينظر لساب بتعجب شديد... فقد  كان منظر ساب ملفت للإنظار... بشكله المزرى بشده.... كما أنه لم يعد يعطى بالا لما يفكر به الجميع.... كما كان يشعر بألم شديد برأسه.... إلا أنه لم يعطى له أهميه هو الأخر....

 

بعد المرور من العديد من الممرات داخل القصر.... توقف الحارس.... وبجواره ساب أمام بابا عملاق.... طلب الحارس من ساب الإنتظار..... ثم قام بطرق

هذا الباب..... ودلف حين سمح له بذلك.... ولم تمر سوى لحظات.... وخرج سامحا ل ساب بالدخول....

 

كما لفت مظهر ساب أنظار الحارس.... بمظهره الغير مرتب.... دلف ساب بهدوء وهو يتنفس بقوه.... كما تمنى أن ينتهى هذا الأمر بأسرع وقت.... فهو يحتاج لغرفته وسريره بشده.....

 

حين دلف للداخل كان الملك جالس على رأس الطاوله الكبيره.... وجواره على الجانب الأيسر

يجلس ماكس وألفين..... وبالجانب الأيسر يجلس ماثيو..... كان الملك يتحدث ولكنه صمت حين رأى مظهر ساب المشعث.... وعيناه التى يظهر بها الخطوط الحمراء.... ووجهه المائل للإحمرار....

 

لم يتحدث أحد.... منتظرين حديث الملك الذى ينظر ل ساب الأن بثبات.... ولكنه شعر بضيق شديد... حين رأه هكذا.....

 

شعر ساب أنهم سيظلوا ينظرون إليه بهذه الطريقه فحاول إخراج صوته بصوره سليم..... حتى لا يلفت الأنظار أكثر من ذلك.... ولكنه فشل بذلك فشلا زريعا حين قال ببحه.... كادت تكون مقاربه من بحه الملك إستيفان...... الذى ينظر له الأن: لقد قمت ب طلبى سيدى....

 

 

إرتفع حاجب إستيفان بشده..... حين إستمع إلى صوته المبحوح بقوه.... إذا كان يبكى بقوه....

 

قال الملك إستيفان بثبات... وهو لم يبعد عيناه عنه: أجلس ساب.... أومأ له ساب وجلس على المقعد الأقرب له.... والذى كان المقعد المقابل لمقعد الملك..... الذى نظره له نظره عابره.....

 

 

 

ثم أعاد أنظاره ل ماثيو... وبدأ يكمل حديثه قائلا ببعض الحده: الأن أنا أنتظر أن تقوم بتوضيح ما فعلته اليوم سيد ماثيو..... ولا أريدك أن تنسى شئ....

 

تحدث ماثيو قائلا بندم: لقد أخطأت سيدى... ف أنا من شككت بالفتى... الذى جلبته معك من البدايه.... هنا توجهت الأنظار ل ساب.... الذى ينظر ل ماثيو بهدوء وثبات..... وكأن الأمر لا يعنيه.... منتظر أن ينتهى ماثيو من حديثه.....

 

 

وبالفعل أكمل ماثيو قائلا بتشتت: لم أشعر تجاه بالراحه فى البدايه.... مما جعلنى أشك به.... ولكنك أخبرتنى أنه يجب أن نثق به.... لأنك تثق به..... ثم ماذا فعل هو عندما ذهبنا للحقير فرانسو.... قال أن المعدن جيد للإستعمال...... وكلانا يعلم أنه معدن فاسد..... ولا يصلح للإستخدام..... لهذا تأكد أنه عدو وليس بصديق..... وظننت أنك ستتخذ ضده أى شئ.... ولكنك لم تفعل سيدى..... لهذا قررت أن أطلب المساعده من السيد ديفيد.....

 

 

سأله إستيفان بقوة وهو يضرب سطح الطاوله بيده دليل على غضبه وإستيائه: أتقول أننى لا أستطيع التصرف بطريقه جيده..... فقررت أنت أن تتحرك

دون الرجوع لى.... أليس كذلك ماثيو؟!...

 

أنهى حديثه بحده.... وهو ينظر ل ماثيو الذى ينظر للطاوله التى أمامه الأن بحرج.... تحدث ماثيو بإعتذار: لقد أخطأت سيدى.... أنا أعتذر منك....كما لن يتكرر هذا الخطأ مره أخرى.....أقسم لك...

 

 

أغمض إستيفان عيناه قائلا بإرهاق: أتمنى ذلك ماثيو ثم نظر ل ألفين قائلا: وانت ألفين أريدك أن تتأكد من مجريات الأمور فى هذه المملكه.... حتى لا تخرج عن سيطرتنا.....

 

أومأ له ألفين قائلا بطاعه: لك هذا... كما أننى من أقوم بالإشراف عليهم.... حتى لا يحدث كما حدث بالغابه.....

 

أومأ له إستيفان قائلا: حسنا هذا جيد... الأن ماكس فالتخبرنى.... هل كل شئ بالمملكه يسير على ما يرام؟!..

 

قال ماكس برازانته المعهوده: أجل كل شئ بخير....توقف عن الحديث للحظات ثم أكمل بخفوت.. ولكن يجب أن تتحدث معه إستيفان... فهو متضايق كثيرا هذه المره..... كما أن له الحق بهذا... أنت تدرك هذا جيدا....

 

نظر له إستيفان بهدوء وأومأ له قائلا: حسنا إن إنتهيتم..... فاليذهب الجميع لأعماله..... وبالفعل وقف الجميع للخروج..... ومنهم ساب الذى يتسائل عن سبب حضوره من البدايه....

 

 

إلا أن صوت الملك أوقفه قائلا بثبات: إنتظر أنت ساب..... فمازال بيننا حديث لم يبدأ....

 

 

 

 

كان ساب مازال يقف مكانه.... إلا أن خرج الجميع.... وتقدم ليجلس على المقعد الذى كان يجلس عليه.... إلا أن الملك أوقفه قائلا بهدوء.... وهو يسحب المقعد الذى يجاوره: فلتجلس بجوارى ساب....

 

 

 

 

 

 نظر له ساب مبتلعا ما بجوفه.... ثم تحرك تجاه المقعد..... إلى أن جلس عليه..... ونظر أمامه ينتظر

ما سيقوله الملك..... إلا أن الصمت طال.... وكذلك نظرات الملك المليئه بالإهتمام....والتى تربكه بقوه.....

 

 

 

 

 

 وكم كره ساب هذا كثيرا.... فهو لم يتلقى هكذا إهتمام..... سوى من دوغلاس..... ولم يكن يتقبل كل ما يقدمه له بالماضى..... فما بالك بالأن.... ومن شخص مختلف عن دوغلاس.... ولكنه لا يستطيع الإفصاح عما يفكر به.....

 

 

 

فقرر ساب أن يبدأ هو بالحديث..... فهو يعلم لماذا يريده الملك..... فقال بصوت مرهق ببحته.... التى لم تذهب... وهو لا ينظر للملك: من المؤكد أنك تتسأل عن ما حدث بمملكه إستيباليا؟!....

 

 

 

 

وكاد يكمل إلا أن إستيفان قاطعه..... بصوت حانى وعينان تنظر له بإهتمام بالغ: لماذا لا تنظر لى وأنت تتحدث..... فهذا ليس من عاداتك..... أنهى حديثه بصوت بحنو جعل ساب ينظر له.... بدهشه فى البدايه ثم بتوتر..... وهو يقول بثبات حاول إظهاره: ليس هناك شئ..... ولكنى أشعر بعض الإرهاق فقط.....

 

 

 

 

 

 رفع الملك إحدى حاجبيه..... مما جعل أنظار ساب تذهب إليها بدون قصد.... فرمش بعيناه وهو يعيد أنظاره للملك قائلا بهدوء: لقد كنت أعلم بفساد قطعه المعدن منذ أن أمسكت بها..... ولكن شعرت بالتعجب فى البدايه...... ثم تسألت ملك فى ضعف الملك فرانسوا..... أن يصنع لك مكيده..... وهو على يقين أنك لن تتركه حى...... إذا علمت بما يفعله..... إذا من المؤكد أن هناك من يساعده..... ولكنه ليس ضعيف بل قوى.... حتى يستطيع مجابهتك.......

 

 

 

 

 

 لهذا ساومت الحارس....والذى كان بسن صغير..... لحسن حظى..... فإستطعت بث الخوف بقلبه..... وأتفقت معه أن يفكر بأعطائى معلومات عن ما يحدث...... مقابل المال والحمايه..... كان ساب مسترسل بالحديث.....

 

 

 

 

 

 إلا أن إستيفان أوقفه مستفسرا: إذا لماذا لم تخبرنى بهذا؟!.... عندما سألتك أمام منزل ماثيو.....

 

 

 

 

فأجابه ساب بعفويه: هذا لأننى أعلم كيف تفكر.... وأنت لن تقبل بما أقوله.... إلا بالأدله القاطعه.... لهذا قررت التأكد أولا من شكوكى..... ثم أخبرك بها.....

 

 

 

 

 

ولهذا رحلت بعد خروج ماثيو من المنزل.... لإسرع قبل حدوث شئ نحن لسنا على علم به..... وحين وصلت لقصر العجوز فرنسوا.... تقابلت مع الحارس....

 

 

 

 

 

 

 كان الملك إستيفان يستمع لحديث ساب بإهتمام.... وإعجاب بذات الوقت..... لأن الفتى فهم كيف يفكر... ولقد صدق فيما قال..... لأنه لم يكن ليقبل حديثه بدون دليلا قاطع..... ولكنه إبتسم حين لقب ساب الملك فرنسوا بالعجوز..... كما لقبه هو سابقا....ولكنه لم يعلق على هذا......

 

 

 

 

 

 أكمل ساب قائلا: تقابلت مع الفتى.... ووافق أن يساعدنى.... ولكنه لم يكن يرد مال أو حمايه.... هنا نظر له ساب وقال بخفوت: بل أرد إيجاد أخته التى إختفت لأكثر من خمسه أعوام.... وأنا وافقت.....

 

 

 

 

 

 إبتلع ساب ما بجوفه بصعوبه.... ولكنه أكمل وكأنه وجد الفرصه لإخراج ما بقلبه.... فقد أثقل كاهله ولم يعد لديه القدره على الإحتمال لهذا أكمل..... إتفقنا أن نتقابل بعد ساعه..... ولكن الساعه قد ولت وأصبحت ساعتين..... أردت أن أعود قبل عوده ماثيو..... ولكن لم أستطع التخلى عن هذا الفتى..... كما لم يمضى الكثير...... ووجدت أحد الحرس يخبرنى أن أحدهم يريدنى.......

 

 

 

 

حينها ظننت أن ماثيو قد عاد للمنزل.... فلم يجدنى فأتى إلى القصر للبحث عنى..... فذهبت معه..... ولكنه أصبح يأخذنى لممرات لايوجد بها أحد..... كما أنها أماكن أظن أنها خاصه... لا يحق للغرباء دخولها......

 

 

 

 

 

حينها أيقنت أنه قد تم الإيقاع بى..... لهذا أكملت طريقى...... إلا أن شعرت أننا إقتربنا من المكان المنشود.... فقمت برد فعل سريع.... وأفقدته الوعى

ثم وجدت بابا يوجد خلفه ثلاث من الحرس..... ومعهم الفتى الذى طلبت مساعدته..... تقاتلت معهم أفقد أحدهم الوعى.... والأخر أصبت إحدى قدميه......

 

 

 

 

 

أما الأخير لم أستطيع الإمساك به لأنه..... توقف

ساب عن الحديث..... فقد بدأت كلتا يديه ترتعش وعيناه إمتلأت بالدموع..... وكأن المشهد يعاد أمامه مره أخرى..... فأغمض عيناه يحاول التنفس بهدوء مما جعل دموعه تتساقط..... كان إستيفان لأول مره بحياته..... يشعر أنه لا يعلم ما الذى يجب أن يفعله وخاصه أنه كره رؤيه دموعه.... ولكنه خشى أن يهدئه فيتوقف ساب..... عن إكمال ما حدث.... لهذا ظل يتابعه بإهتمام..... بدون أن يتفوه بأى حديث....

 

 

 

 

أكمل ساب وهو ينظر أمامه..... لقد أمسك الحارس بالفتى..... ووضع خنجره بخاصره..... أقسم أننى وقتها طلبت منه أن يترك الفتى ليرحل.... ويأخذنى مكانه ليقتلنى أو يفعل بى ما يشاء.....

 

 

 

 

 إلا أنه قام بغرز خنجره بخصر الفتى..... توقف ساب عن الحديث..... حين خرجت شهقه لا إراديه منه.... جعلت إستيفان ينظر له بقوه.... وهو يتذكر تلك الشهقات المماثله التى خرجت منه.... باليوم الذى كسر به قدمه..... تلك الشهقات التى بعثرت ثباته.....

 

 

 

 

 

ولكنه إبتلع ما بجوفه..... وحاول أن يهدأ..... ويركز على حديث ساب..... الذى أكمل وهو ينظر له الأن.... بطريقه جعلت توتره يتصاعد.... وهذا شئ لا يفهم ما معناه.... لكنه برر توتره هذا.... أنه خوفا على ساب وكان هذا هو التفسير الوحيد... الذى توصل له عقله....

 

 

 

 

 

 ساب ببحه كادت تخفى صوته..... ولم يتوقف اللعين عند هذا.... بل قام بإخراج خنجره بقسوه.... جعلت الصبى يتألم بقوة..... ثم ألقى جسمانه أرضا..... وكل شئ حدث بلمح البصر..... لا أدرى كيف قمت بإخراج خنجرى.... وأصبته فى منتصف جبهته.... فسقط قتيلا....

 

 

 

 

 نظر ساب لعينى إستيفان بتشتت مخبرا إياه: أتعلم أننى لم أشعر بالندم حين قمت بقتله!!!....

 

 

 

 

 ولم يعطى فرصه ليقوم إستيفان بالرد..... بل أكمل وشهقاته بدأت فى الظهور أكثر..... رغم أنه حاول كتمانها أكثر من مره..... إلا أنها أبت ذلك.... وبدأت بالظهور.....فقال: كان كل ما أفكر به..... كيف سأجعله يعيش؟!.... ولكن عقلى قد توقف عن العمل....

 

 

 

 

أتعلم ماذا أخبرنى وهو يموت بين يدى...... أخبرنى أنه قد قام بالجزء الذى عليه من إتفاقنا.... والأن دورى بأن أنفذ الجزء الخاص بى.... أغمض عيناه ووضع يده على فمه.... يحاول منع شهقاته.... إلا أنها خرجت عنوه...... ولكنه أكمل: أخبرنى حين أرى أمه أخبرها أن لا تخزن على طفلها.... صاحب التاسعه عشر من العمر.... وأنه فعلها من أجعل أخته..... التى من المحتمل أن تكون قد ماتت من الأساس....

 

 

 

 

 أنفصل ساب عن واقعه.... ولم يعد يرى من كثره بكائه..... كما أصبح هناك طنين عالى برأسه.... إلا أنه يعلم أن هذه الفرصه..... لن تعاد وأنه سيعنف ذاته على ضعفه أمام الملك.....

 

 

 

 

 

لكنه ولأول مره بحياته أرد البوح بقليل من ألم قلبه.....فأكمل: لقد توقف قلبه وهو بين يدى.....

 هذه دمائه مازالت على ملابسى.... كل شئ مازال

كما هو..... إلا قلبه..... لقد توقف قلبه عن النبض....

 

 

 

 

كل هذا بسبب غبائى.... الذى هيئ لى أننى أستطيع فعلها..... أجل إستطعت أن أقدم لكم المساعده.... ولكن ماذا عن هذا الصغير؟!..... ما الذى ستفعله والدته حين تعلم بقفدان صغيرها بسببى.....

 

 

 

 

 

كان مظهر ساب يثرى له.... من يراه الأن يظن أنه تلقى خبر وفاه والدته.... مما جعل إستيفان يشعر بالخوف عليه..... لهذا إقترب منه بحرص.... وأمسك بكلا يديه..... وقال بثبات: ساب فلتنظر لى.... هذا الفتى لم يمت بسببك أنت.... كان هذا مصيره.... كما أنه من إختار هذا.... فأنت لم تجبره..... بل خيرته فلتهدأ يا صغير...... هيا فالتحاول أخذ أنفاسك بهدوء.....

 

 

 

 

 ظلوا هكذا لبعض الوقت.... إلى أن بدأ ساب يعود لهدوئه..... فنظر له إستيفان قائلا بإهتمام: من المؤكد أنك مرهق.... فالتذهب لغرفتك لتستريح لبعض الوقت.... ثم لنكمل حديثنا فيما بعد... وأعدك أن نجد الفتاه قريبا....

 

 

 

 

نظر له ساب ثم أومأ له موافقا.... فحقا هذا ما

يحتاج له.... بعد الفوضى التى أحدثها....ولكنه

توقف قبل خروجه.... وإلتفت ل إستيفان.... الذى

كان نظره مصاحب له.... قائلا بقسوه: لقد أقسمت أن

أخذ ثأر جايك ممن تسبب بموته..... وأنا أريد أن أقوم بقتل هذا الملك.... الذى تسبب بمقتله.... كما أننى من أمسكت به..... فأصبح قتله من حقى.... لهذا أنا من سأتكفل به.... ثم إلتفت خارجا من الغرفه بهدوء.... دون أن يعطى فرصه ل إستيفان بالرد عليه.....

 

 

 

 

بعد خروجه ظل نظر إستيفان معلقه بالباب....ولم يصدر منه سوى كلمه نابيه.... تعبر عما يشعر به من غضب تجاه نفسه....

 

 

 

 

 

#يتبع..