-->

الفصل السادس - ظلمات حصونه

 



- الفصل السادس - 


اعتلت ملامح البغضاء والكراهية وجه "مالك" عندما رأى "جواد" الواقف امامه بمنتهى التكبر والاستعلاء مُضيفا إلى وجهه ملامح التهكم والاستهزاء رادفا

_ انت شكلك كدبت الكدبة وصدقتها..انت ملكش اخوات هنا اختك فى البيت عندكوا مش عندى

اندفع "مالك" بمنتهى الغضب إلى "جواد" مُمسكا به من ياقة قميصة ساحبا اياه إليه بكراهية لاهثا بين اسنانه الملتحمه قائلا:

_ ديانة فين؟؟

صُعق كلا من "زينة" و "إياد" مما فعله "مالك" خوفا من ردة فعل "جواد" الذى لم يستطع احدا ان يتحدث معه بتلك الطريقة من قبل

بينما اشتعلت نيران "جواد" غضبا ، ليست فقط من طريقة هذا الشاب معه ولكن ايضا لانه تجرأ وزكر اسم زوجة "جواد الدمنهورى" على لسانه فهو لم ينسى انها طوال تلك السنوات كانت تمكث بجوار ذلك المتعجرف

لم يستطع " جواد" ان يُسيطر على نفسه ليلكمه لكمة قوية كادت ان تُسقطه ارضا ولكن فاجأه "مالك" الذى بادله اللكمه لتشتعل النيران بينهم وبدأ ذلك الشجار القوى الذى لم يستطع ايا من "إياد" او "زينة" إنهائه او الفصل بينهما

تدخلت هى بينهما مُتحملة تلك الآلام التى ملأت جسدها عند كل لمسة تقع عليها فتلك الجلدات لم تكن هينة ابدا وكان من الضرورى ان لا تنهض من الفراش لبعض الوقت حتى لا تتأذى اكتر ولكنها اتت عندما استمعت لصوت ذلك الشجار بين ذلك الذى يُدعى زوجها وشقيقها الذى كانت تتمنى لو ان يكون شقيقها حقا

فرقت "ديانة" بين "جواد" و "مالك" اللذان صُدما من تدخلها بينهما ، ف "جواد" صُدم من جرأتها التى جعلتها تتدخل بينهما وتجعل يدين ذلك الشاب تلمس جسدها ، فهو لا يفهم فى الأساس من اين جاءت بتلك القوة التى جعلتها تتحمل تلك اللمسات!!

بينما "مالك" قد صُدم من وجودها فهو ظن ان ذلك الحقير قد يكون حبسها او فعل بها شئ ولكنه أدرك انه فعل بها الاسوأ عندما لاحظ علمات الضرب على وجهها وجسدها ليشتعل غضبا وكراهية لذلك الجواد عديم الرحمة وتوعد بداخله ان يقتله بابشع الطرق الممكنه

سريعا ما تدخلت "زينة" و "إياد" ليُبعدان "جواد" عن "مالك" حتى لا يشتبكان مرة ثانية ، بينما أبعدت "ديانة" "مالك" رادفة بصوت ضعيف يبدو عليه الألم والمعاناه موجه ةالحديث إلى "مالك" بترجى

_ عشان خاطرى أمشى يا مالك..انا كويسة..متقلقش

امتعضت ملامح "مالك" بالرفض متحدثا بحزن على صغيرته التى تربت على يديه ليُحاوط وجهها بين كفيه وهو يشعر بالعجز والضعف لادراكه انها تتألم ولكنها لا تستطيع ان تتحدث ليصيح قائلا

_ أمشى أزاى وأسيك كده!! عمل فيكى ايه الحيوان ده؟؟

تحجرت الدموع فى عينيها تتمنى لو ان تستطيع ان تختبئ بين أحضانه وتجعله يأخذ لها حقها من ذلك الوحش عديم الرحمة فهى تراه شقيقها حقا ولكنها ادركت ما يستطيع ذلك الجواد فعله وانه يستطيع اذائه بمنتهى السهوله لتعزم على ان تُبعد شقيقها عن ذلك الخطر قائله

_ عشان خاطرى يا مالك أمشى..لو انا بجد غالية عندك امشى..وانا هبقى اطمنك عليا بس عشان خاطرى امشى دلوقتى..

أستسلم "مالك" لرغبتها بينما توجه بنظره تجاه "جواد" الذى مازال ينظرة له بغضبا وكراهيه ليردف متوعدا

_ انا همشى دلوقتى بس مش هسيبك يا جواد ولو فكرت تأذيها بس والله العظيم هقتلك بايدى

وقبل ان يتفوه "جواد" بكلمة توجه "مالك" نحو الباب وفى لحظات كان رحل من المنزل باكلمه لتلتفت "ديانة" إلى "جواد" رامقة إياه بنظرات الكراهيه والغضب ثم توجهت لتقف امامه بكل غرور وتحدى رادفة

_ أيا كان ايه سبب كرهك ليا..مشكلتك معايا انا بس حذارى تقرب من اخويا او تفكر تأذية لأنى أنا اللى وقتها مش هرحمك

وفى لحظه توجهت لذلك الدرج لتصعد إلى غرفتها غير مُهتمة لوجود أياً من "إياد" او "زينة" بينما شعر "جواد" بغليان دمائه من طريقتها تلك امامهم وكاد ان يذهب خلفها ليُلقنها درسا ليوقفه صوت شقيقتة مُستفسرة

_ انا بقى عايزه أعرف ايه اللى بيحصل ده يا جواد؟؟ انت اتجوزتها عشان تنتقم منها!! طب هى ذنبها ايه؟

رمقها "جواد" بنظرات تصرخ بالغضب والانفعال ولكنه لا يُريد ان يُرى شقيقتة كيف يكون الجانب المظلم له فيكفى ان الجميع يراه انسان قاسٍ القلب حاد الطباع وايضا جاف المشاعر ، لا يريد ان يُزيد عليهم انه شخص بلا رحمة لا يشفق او يرحم خصمة مهما كلف الامر

توجه بنظرة إلى "إياد" الذى مازال واقفا دون التفوه بأى كلمة ليزجره "جواد" بلهجة آمرة تعبر عما بداخله من غضب وضيق رادفا

_ إياد هتاخد زينة تروحها وبعدين تجيلى على الشركة

أدرك "إياد" ما تحمله نبرة صديقة وانه يتلاشى الحديث مع "زينة" حتى ولو لقيل من الوقت فهو الان ليس بحالة مزاجية تسمح له بالتحدث او التوضيح ، بينما "زينة" شعرت بالغضب من شقيقها الذى لم يكترث لحديثها بل ويتهرب من المناقشة معها ايضا لتصيح به بغضب

_ لا يا جواد مش همشى قبل ما.....

_ قولت..تروحى..يا زيينة

صرخ "جواد" بتلك الكلمات بصوت جمهورى مما جعل قلب "زينة" يرتعب من شدة الفزع وذلك الصراخ الذى لم تسمعه من قبل وتحولت زرقاوتى شقيقها إلى تلك القتامة المُفزعة فهو لم يكن امامها بهذا المنظر قط

شعر "إياد" برجفة جسد "زينة" أثار سماع صراخ شيقها ليشعر بالشفقة عليها وأخذ يتقدم إليها بخطوات ثابته رادفا

_ لو سمحتى يا زينة أسمعى الكلام دلوقتى وتعالى أروحك وهو لما يبقى كويس هيجى بنفسه ويتكلم معاكى

شعرت "زينة" بخيبة الأمل فهى لأول مره ترى شقيقها بهذه الحاله بل ويصيح بها وهو لم يفعلها من قبل ، أستسلمت لحديث "إياد" وألتقطت حقيبتها من فوق تلك الاريكه ثم سارت معه فى اتجاه الباب

صعد "جواد" الدرج مُتجها إلى غرفة "ديانة" وهو يكاد أن يُحطم أسنانه من فرط غضبه ، ولكنه عندما وصل إلى باب غرفتها تمالك أعصابه فهو لا يريد ان يجعلها ترى غضبه ليبقى مُحافظا على صورته الباردة تلك

فتج "جواد" الباب بهدوء ليجدها تقف فى شرفة الغرفة بكل كبرياء وغرور وكأنها ليست تلك الفتاة التى كان يجلدها بتلك الطريقة المُهينة منذ بضع ساعات ، من أى شئ مصنوعة تلك الفتاة أهى من الفُلاز لهذا لا تُكسر!! أى تكن فهو عليه ان يُكسرها ويُحطم غرورها ويُريها كيف تكون الأهانة والذل

حقا هى تبدو صامده ولكنها ليست كذلك فهى تموت رعبا بداخلها من هذا الشخص الذى فُرض عليها وحتى لم تسطيع ان تُفكر فى هذا الزواج لتجد نفسها زوجة لهذا الشخص الظالم القاسى المُتجرد من كل معالم الرحمة والأنسانية ولكن عليها الصمود ومواجة ذلك القدر بمفردها وان لا تورط احدا من عائلتها بهذا الامر فذلك الجواد يبدو وكأنه يستمتع بأذية غيرهِ ورؤيتهم يخضعون له ويطلبون الرحمه ، إذا فلنبدأ اللعبة إذا كنت تعتقد إنك حاكم الكون فأنا هى الفتاة المُتمردة التى ستكسر غرور ذلك الحاكم ليصبح أضعف من الجوارى أنتظر وسترى يا الجواد المغرور...

أقترب "جواد" من تلك الشرفة حتى أصبح خلفها مباشرة لا تُبعده عنها سوى تلك السنتيمترات القليلة لتشعر بأنفاسه الحارقة وسخونة جسده الضخم وهى ترتطم بظهرها لتُدرك أنه يقف خلفها ، أغمضت عينيها مُحاولة الثبات وتنظيم أنفاسها التى تعالت دون إرادتها ليقترب هو من أُذنِها بخُبث ومُراوغة رادفا بمكر

_ من الواضح أنك عنيده وإن الحزامين اللى أخدتيهم دول مأثروش فيكى بس انا لسه ببدأ معاكى..أوعدك يا مراتى الجميلة إنى هكسر عِندك وغرورك ده وأخليكى تنزلى تحت رجلى تتمنى الرحمة ومش هنولهالك

لم تكترث لذلك الوصف الذى وصفها به وهو غير مُدرك انه لتوه نادها بالجميلة فهو حقا يراها جميلة ، ألتفتت إليه بأعيُن يملأها التحدى والغرور وأنشق ثغرها بشبح إبتسامة لم تلامس عيناها رادفة بتهكم

_ من الواضح إن جواد الدمنهورى مش واخد باله هو بيتكلم مع مين بس أنا هوضحلك نقطه ممكن تكون غايبه عنك...

أقتربت منه بتحدى وكبرياء وأصبحت زوقاوتيهما متلاقيتان بكثير من الحدة والجراءة قائلة

_ لو أنت جواد الدمنهورى فأنا كمان ديانة الدمنهورى ومن الواضح إن العند والكبرياء نقطة مشتركة بينا يعنى لو انت مستنينى إنى أتكسر قدامك..ده ممكن يحصل بس مش قبل ما أنت كمان تتكسر قدامى

حسنا لقد طفح الكيل من تلك الفتاة اللعينه التى لا تتوقف عن إثارة غضبه هى حقا تقوده لقتلها فى الحال ولكن لا ليس بهذه السهولة فهو لن يفعل فإذا كان الموت بمثابة طلقة الرحمة بالنسبة لها فهو لن يُطلقها الأن

لم يستطع السيطرة على عضبه لتمتد يده جاذبة إياها من شعرها مُلقيا بها فوق الفراش وبلمح البصر أصبح بين قدميها ووجه مُلاقيا لوجهها مما جعلها وكانها تُحاوط جسده بساقيها

أخذ صدرها يعلو ويهبط من كثرة التوتر والفزع فحركته السريعة تلك لم تترك لها مجالا للفرار منه او الابتعاد عنه ولو قليلا فهى الأن مُحاصرة بين يديه وبسبب حركته تلك أصبحت الحركة شئ مستحيل بالنسبة لها ولكنها مازلات تُحافظ على ثباتها امامه

أخذ يقترب منها كثيرا لدرجه أن شفتاه لامست عنقها مما جعلها تشعر بالارتباك وعدم السيطرة ولكنها لن تستسلم مهما كلفها الامر ، بينما أقترب هو من أذنها بمراوغة ومكر هامسا بهدوءه وبروده المعتاد

_ جواد الدمنهورى مبيكسرش يا زبالة ، ورحمة امى يا بنت لبنى لوريكى الذل والاهانة والكسرة على حق وبعدها هقتلك وانا بستمتع بروحك الوسخة وهى بتطلع فى ايدى وبكره تشوفى

شعرت بالاهتزاز والرجفة البسيطة داخل قلبها فهو يسيطر عليها من جميع الجهات ، جسدها وعقلها وأيضا إحساسها فهو يلعب عليها من جميع الجهات بينما هى لا تستطيع فعل شئ سوى المُحافظة على ثباتها وجمودها امام ذلك اللعين المغرور

أبتعد عنها قليلا لتتلاقى زرقاوتاهما ليرى بعينيها نظرة لم يرها فى أعيُن إمرأة من قبل فتلك العينان يصرخان بالعند والتمرد وما هذه اللمعة الملعونة تلك التى تُجبره على عدم مُغادرة عيناه عن هاتين الزرقاوتين الصافيتين

اللعنة لما يقترب منها بهذه الطريقة!! لما لا يستطيع التحكم بنفسه والابتعاد عنها!! اأحقا هو يتقدم نحو شفتيها !! احقا شفتاه مُتعطشتان لتلك الورديتان اللتان أخذتا يرتجفان من مجرد أقترابه منها بتلك الطريقه!!

ظلت تنظر إليه وأصبح جسدها كالمشلول بين يديه ، لما يقترب منها بتلك الطريقه ماذا سيفعل ذلك الملعون؟  أحقا هو مُقبل على ملامسة شفتيها !! أهو سيُقبلها ؟؟

لم تعُد تستطيع المُقاومة أكثر من ذلك ، فقد خارت قواها بين يديه كلما أقترب منها أكثر لدرجة انها اصبحت تشعر بأنفاسه الحارقة وهى تُزيد من لهيب شفتيها لتُغمض عينيها بكثير من الخجل والإرتباك

كاد أن يتذوق تلك الفرولتان بينما بلمح البصر أمتعضت ملامح وجه مما هو مُقبل عليه ، أهو كاد أن يُقبل أبنة المرأة التى قتلت والدته تلك المرأة التى حرمته هو وشقيقته من والدتهما

شعر بالخذى الشديد من نفسه ومما كاد ان يفعله ليبتعد عنها بكثير من الملامح البغضاء والكراهية التى طغت على وجهه ، لتفتح هى عينيها بمزيج من الصدمة والراحة فهى صُدمت من ابتعاده المُفاجئ وشعرت بالراحة لانها تخلصت من مُحاصرته لها

 رمقها باشمئزاز واحتقار راميا عليها خطأ ما حدث رادفا

_ لو أنتى أخر واحده فى الدنيا عُمر ما هيكون بينى وبينك غير الكره والانتقام يا بنت لبنى

توجه إلى باب الغرفة خارجا منه مُغلقا اياه خلفه بالمفتاح تاركا إيتها غارقة فى صدمتها وهى لاتزال على تلك الوضعية التى تركها عليها

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كانا يجلسان بسيارته بعد ان أمر السائق الخاص بها أن يعود هو بسيارتها ليقوم هو بتوصيلها وبمجرد ان تحرك بالسيارة شرعت هى فى الهجوم عليه بتلك الاسئلة التى لا حصر لها لتصيح به فى غضب

_ أنا بقى عايزه أفهم كل اللى بيحصل...ومفيش حد عنده رد على أسئلتى غيرك انت يا إياد...مهو أصل جواد معندوش صاحب غيرك..وكمان أنت معاه طول الوقت.. أكيد عارف كل حاجه عن الموضوع و...

_ ما تهدى يا شيخه..اييه !! زن زن زن زن..أدينى فرصه أتكلم طيب

صاح "إياد" بتلك الكلمات بانفعال زائف لترمقه "زينة" بنظرت عتاب على صياحه بها ولكنها شعرت ايضا بالحرج من صراخها به وانفعالها عليه لتُغمض عينها كى تهدأ ثم تنهدت بهدوء رادفة

_ أنا أسفة يا إياد انى أتعصبت عليك..معلش..انت عارف إنى بعتبرك زى جواد بالظبط وأكيد مقدر خوفى عليه

تنهد بأسى على كلمتها التى تُأكد له كل مرة إنها لا تُفكر به سوى كأخ فقط ليبتسم لها بهدوء رادفا

_ لو انا فعلا زى جواد متقوليش انا أسفة دى تانى وبالنسبه لجواد متخفيش عليه انا مش هسيبه يعمل حاجه مُتهورة او يؤذى نفسه

ابتسمت لوجود ذلك الصديق بحياة شقيقها الذى يُعوضهما عن وجود شقيق أخر لهما ، بينما لايزال شعور القلق ينتابها لتردف بتحذير

_ أخوها ده مش هيسكت يا إياد و...

قطع حديثها مطمئنا إياها رادفا

_ متقلقيش انا هنزله القاهرة وأحاول أهديه وأطمنه بس مش هعرف جواد أطمنى انتى بس

شعرت بالكثير من الراحة بعد حديث "إياد" لها لتتنهد بهدوء مُعقبة

_ ربنا يستر

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

••
_ شوف بقى يا عم هاشم انت اخويا الكبير وابويا وصحبى وحبيبى عشان كده انا معتمد على ربنا ثم عليك فى الموضوع ده انك تقنع ابوك...دلوقتى انا خلصت الجامعه بقالى سنين والحمدلله من وقتها واحنا كتفنا فى كتف بعض واسمنا بيكبر مشاء الله..جيه الوقت اللى اكمل فيه نص دينى بقى

ابتسم "هاشم" بسعادة بالغة وقد ادرك ما يريد ان يصل إليه واول من جاء برأسه هى "هناء ليردف بمشاكسة

_ عايز تتجوز!! ودى مين اللى امها داعيه عليها دى؟؟ الله يكون فى عونها والله

دق قلب "هناء" بشدة فهى الآن يتحقق لها اكبر حلم حلمت به منذ ايام وشهور وسنين تتمنى ان يحدث ما يحدث الان ، ابتسمت "هناء" مُستعدة ان يلقى بطلبه للزواج منها ليردف "شرف" بضحك على حديث اخيه

_ يا عم هى قابلة المهم ابوك يقبل

ابتسم له بمراوغة قائلا

_ دى مين دى اللى موقعاك على بوزك كده

ابتسم "شرف" بسعادة مُعقبا

_ بنت كانت زميلتى فى الجامعه حبيتها وانا فى سنه تالته بس هى كانت لسه فى سنه اولى واتفقنا انها بعد ما تخلص نروح نُطلبها من عمها عشان والدها متوفى

صُعق الجميع من تلك الكلمات فالجميع كان يظنه سيقول انه يود الزواج من "هناء" ولكن خاب ظنهم جميعا لتتغير ملامح وجههم بينما "هناء" لم تتحمل تلك الكلمات وأسرعت فى الركض لخارج المنزل بينما لحقتها "ماجدة" كى تواسيها وتخفف عنها ثم لحقت بهم "تهانى"

أسرعت فى الركض حتى وصلت إلى حديقة الفيلا ثم شرعت فى البكاء المرير على احلامها الوردية التى تحطمت جميعها بغمضة عين ، هذا الحبيب الذى ظلت تنتظره لسنين لن يكون لها بعد كل هذا الحب ، لماذا لم يحبها كما أحبته ؟ ماذا كان عليها ان تفعله ليحبها مثلما أحبته ، سقطت أرضا من كثرة بكائها تود ان تصرخ لكل ما تحمله من ألم وحسرة

اسرعتا اليها كلا من "ماجدة" و "تهانى" للتخفيف عنها ومُواستها على ما تشعر به لتقوم "ماجدة" باحتضانها وكادت ان تبكى هى الاخرى على بكاء ابنة عمها وصديقتها المقربة لتردف بحنان

_ متزعليش يا هناء والله ده غبى وميستهلكيش

أجهشت فى البكاء واخذت شهقاتها تتعالى بين كلماتها

_ ليه..ليه يا ماجدة..ليه محسش بيا..ليه محبنيش زى ما انا حببته..كنت اعمل ايه طيب..طيب..طيب التانيه دى احسن منى فى أيه..طب اعمل ايه عشان اخليه يحبنى..روحى يا ماجدة..روحى قوليله انى بحبه

تغيرت ملامحها من الضعف والكسرة إلى الكراهية والحدة وأتسعت عينيها بشكل مُخيف وأصبحت شديدة الاحمرار ولازالت دموعها تنهمر دون توقف قائلة

انا هقتلها يا ماجدة..هقتلها لو أخدت منى شرف..شرف ده بتاعى لواحدى يا ماجدة..عمرى ما هسيبها تتهنى بيه لحظة واحدة واعتبرى ده وعد من واحدة قلبها اتكسر ومات وعمره ما هيرجع زى الاول تانى

•••

_ شفتى يا ماجدة قولتلك انى عمرى ما هسيبها تتهنى بيه أبدا..مش انا اللى يتكسر قلبى على حاجه وغيرى ياخدها يتهنى بيها

تهاوت بعض الدموع من أعيُن "ماجدة" بحسرة وألم على كل ما حدث بالماضى لتُزيد "هناء" ألمها وتذكرها بهذا العجز ، لم يُفرَق فقط "شرف" و "لبنى" بل ايضا "ماجدة" بسبب هذا الحادث الذى اصابها أفترقت عن زوجها الذى لم يُحالفها الوقت كيف تُعبر له عن مدى حبها له ليصيبها هذا العجز اللعين بعد زواجهما فقط بعام واحد

•••

_ اهلا اهلا يا عامر حمدلله على السلامه

أبتسم "عامر" بامنتنان على ترحيب أبناء عمه له رادفا

_ الله يسلمك يا هاشم انت وشرف..والله لسه نازل مصر من يومين يا دوب أخدت نفسى من السفر وجتلكم على طول معلش بقى طبيت عليكوا زى القضا المستعجل

رمقة "هاشم" بنظرت عتاب شديدة رادفا

_ عيب يا عامر متقولش كده ده بيتك ومطرحك تنور فى الوقت اللى يعجبك

ابتسم له "عامر" باطمئنان ليشعر ان هذا هو الوقت المناسب لبدء حديثه ليردف بسعادة

_طب صلى على النبى يا هاشم يا اخويا الاجازه اللى فاتت من تلات سنين انا كنت عايز اطلب منك طلب بس موت عمى وجعنا كلنا وقولت استنى لحد ما نقدر نفوق من الحزن ده وبصراحه مش قادر استنى اكتر من كده

أعتلت ملامح الاستغراب وجها كلا من "هاشم" و"شرف" من حديث "عامر" ليشعران بالقلق من ان كان ابن عمهما يقع فى مأزق او شىء كهذا ليردف "هاشم"باستفسار

_ خير يا عامر قلقتى فى ايه؟؟

أرتسمت البسمه على وجه "عامر" رادفا

_ لا خير يا شرف متقلقش..انا بصراحة كده جى عشمان فى ربنا ثم فيكم انكوا توافقوا على طلبى..انا جى أطلب ايد ماجدة يا هاشم

شعر كلا من "هاشم" و "شرف" بالسعادة العارمة فهم لم يجدوا افضل من "عامر" ابن عمهم ليأمنوه على شقيقتهما ليُعقب "هاشم" بابتسامة

_ والله يا عامر انت متتعتيبش بس انت عارف يا ابن عمى لازم اخد رأيها عشان اتطمن عليك وعليها انكوا هتعيشوا مرتاحين طول العمر

_ حقك يا هاشم..دى الاصول يا اخويا ومحدش يزعل من الاصول

تحدث "عامر" بتلك الكلمات وهو بداخله يتمنى ان توافق عليه "ماجدة" فهى بالنسبة له كما يقولون "ست الحُسن والجمال" ليبتسم له "شرف" بحب رادفا

_ انا هقوم أفاتحها فى الموضوع وأجى أطمنك ان شاء الله

توجه "شرف" إلى الدرج صاعدا إلى غرفتة شقيقته كى يُعرض عليها الامر ليجدهم يجتمعون كل من شقيقته وزوجته وزوجة أخيه وشقيقتها ليردف بمرح

_ متجمعين عند النبى ان شاء الله

ليبتسم الجميع له بحب وقد قدموا المشيئة ليوجه حديثه تجاه شقيقته وزوجته

_ تعالى يا ماجدة عايزك...وانتى كمان يا لبنى

لينصرف ويلحق به كلا من "ماجدة" و "لبنى" بينما ظلت "هناء" ترمقهم بنظرات الحقد والكراهية مُضيفة

_ شايفة..شايفة بيعمل ايه..قال تعالى يا ماجدة انتى ولبنى واحنا هوا كأننا مش موجودين

تخلل ملامح "تهانى" الأسى على شقيقتها رادفة بعتاب

_ ما تنسى بقى يا هناء تلات سنين عدو وانتى لسه مطلعتيش شرف من دماغك!!

رمقته بكثير من الغضب رادفة بحدة

_ وعمرى ما هطلعه يا تهانى..شرف هيكون ليا فى يوم من الايام وبكرة تشوفى

يجلس "شرف" بجانب شقيقته منتظرا ردها على ما اخبرها به وهو ان "عامر" طلبها للزواج بينما "ماجدة" قد اصبح وجهها شديد الاحمرار من كثرة الخجل فهى لطالما كانت مُعجبة بشخصية "عامر" ولكنها لم تظن يوما بانه سيتقدم لزواج منها ليردف "شرف" بهدوء

_ ها يا ماجدة ايه رأيك!!

أبتسمت له "لبنى" بعد ان رأت علمات القبول على وجه "ماجدة" لتردف بحب

_ السكوت والكسوف ده علامات الرضا يا شرف

نظر إلى شقيقته بمكر

_ لأ أسمعها منها الاول

لتبتسم "ماجدة بكثير من الخجل لتردف بهمس

_ موافقة يا شرف

•••

أغمضت عينيها بكثير من الألم والحسره على تلك السعادة التى لم تستطيع ان تنعم بها سوا لعام واحد فقط ، بينما "هناء" لم ترأف عليها وعلى بكائها لتُزيد من المها مُعقبة

_ لبنى هى السبب يا ماجدة هى السبب فى موت تهانى وشرف وعجزك..هى السبب فى كل حاجة هى اللى دخلت حياتنا بوظتها وفى الاخر تموت بسهوله..لا انا مش هسكت انا هطفى نارى فى بنتها هخلى جواد يعذبها لحد الموت..هخليه يطلع فيها كل السواد والقسوه اللى زعتهم جواه طول العشرين سنه..استنى واتفرجى على بنت لبنى وهى روحها بتطلع على ايد جواد

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

دلف إلى مكتبه وهو يستشيط غضبا مما كاد ان يفعله ، ماذا فعلت له تلك اللعينة لتُجبرة على ما كود ان يفعله؟؟ اين كان عقله وهو...اللعنه هو حتى بمجرد التفكير بهذا الامر يشعر بالضيق الشديد 

توجه إلى مكتبه مُحدثا سكرتيرته أمرا إياه باخبارهم بتحضير كوبا من القهوة الساده لهو بهو يشعر بالكثير من التخبطات فى راسه

أستمع إلى تلك الطرقات على باب مكتبه ليظن انه العامل احضر له القوة ليسمح له بالدخول ولكنه تفاجئ انه "إياد" وهذا كان أخر همه فهو لا يستطيع التحدث فى أياة أمر الان

كاد "إياد" ان يتحدث ليوقفة "جواد" زاجرا إياه بتحذير

_ إياد بقولك ايه انا مفياش دماغ لأى كلام دلوقتى أجل كل حاجه لوقت تانى

لأحظ "إياد" ملامح الغضب والضيق على وجه صديقه ليردف لاستفسار مُطمئنا على صديقه

_ مالك يا جواد فيه ايه!!

ألقى جواد" بصره بهذا الحاسوب الموضوع أمامه مُحاولا تلاشى الحديث معه رادفا

_ مفيش حاجه

أغلق "إياد" هذا الحاسوب باندفاع وعشم رادفا

_ لا فيه هو انا اول مره أشوفك كده و....

قاطعة "جواد" صارخا به فى غضب ونفاذ صبر

_ وبعدين يا إياد..مش قولتلك مفيش حاجه!!

شعر "إياد" بالصدمة من طريقة صديقة معه وكاد أن يتكلم ليقاطعه صوت "جواد" الملئ بالحدة والجمود رادفا

_ روح على مكتبك يا إياد حالا

صُدم "إياد" من رد "جواد" وسريعا ما خرج من المكتب دون التفوه بأى كلمة ليشعر "جواد" بالغضب الشديد من تلك الطريقة التى عامل بها صديقه الواحيد ولكنها ليس بذلك الشخص الذى يعتذر 

ضاق صدر "جواد" من كل ما حدث فى هذا اليوم الذى يبدو وكانه لن يفوت بسلام ، ليتوجه "جواد" ناحية الباب صافعا إياه خلفه بكثير من الحدة والغضب

يتبع.......