-->

الفصل السابع - ظلمات حصونه

 


- الفصل السابع - 


ظلت تستمع إلى صوت ذلك الجرس الآتى من هاتفها منتظرة الرد ليأتيها صوت اشتاقت إليه كثير وهو صوت والدتها التى تمنت كثيرا ان تكون والدتها الحقيقيه لتردف باشتياق


_ ماما



ما إن أستمعت إلى صوتها حتى أعتدلت فى جلستها فهى لا تستطيع ان تغفل عن صوت ابنتها العزيزة ، نعم هى لتوها عائدة من المشفى بسبب ابتعادها عنها ولكنها الأن كالميت الذى رُدت فيه الروح لترُد بلهفة


_ ديانة..انتى كويسه يا بنتى؟ طمنينى عليكى..عمل فيكى ايه البنى ادم ده انطقى


بالكاد أستطاعت ان تمنع شهقاتها من الخروج وأنهمرت الدموع من عينيها ولكنها عملت جاهدة على ان لا تُظهر شيئا فهى تعلم ان "منال" تخشى عليها من الهواء حولها كيف لها ان تُخبرها بما فعله ذلك الجواد معها لتحمحم رادفه بتماسك


_ انا كويسه يا ماما متقلقيش المهم انتى خلى بالك من نفسك ومن مالك وملك وانا هبقى أجى أشوفكوا قريب


بالطبع أكتشفت "منال" كذب "ديانة" ليس من نبرتها الباكية فقط ولكن أيضا من نبرة الضعف والانكسار بصوتها ، فتلك الفتاة التى لا تُقهر تتحدث الان بكل ذلك الضعف لتصيح بها "منال" بعتاب


_ بتكدبى عليا ولا على نفسك يا ديانة!! عمل فيكى ايه خلاكى مكسوره كده


لم تعد تتحمل تلك الكلمات لتجد ان لا مفر لها من هذه الاسئلة سوى الهروب ، عليها ان تهرب قبل ان تنهار أمام والدتها ليصبح الوضع أسوأ مما تظن لتردف بهدوء


_ يا حبيبتى مفيش حاجه انا كويسه خالص ومحصلش حاجه انا بس كلمتك أطمنك عليا وهبقى ارجع أكلمك تانى


أنهت "ديانة" مكالمتها مع والدتها لتشرع فى البكاء وأخذت شهقاتها تتعالى كثيرا لتبدو وكأنها صراخ أليم لتسقط أرضا مُعلنة عن إنهيار كامل قِوها ولأول مرة تستسلم لذلك الضعف بعد ما فعله بها هذا اللعين


فقد أخذ يُهينها بكل الاشكال فقد أجبرها على الزواج منه وظل يضغط عليها بتهديده ان يقتل عائلتها او يأذيهم وكسر حبيبها وتزوجها أمام عيناه ولكنه لم يكتفى بكل ذلك


فقد أستغل صدمتها ورهبتها من كل ما حدث وأخذ يُهينها أكثر ، فقد أجبرها على ارتداء ذلك الشئ اللعين الذى لم تتوقع يومأ ان ترتديه أمام نفسها وليس أمام شخص غريب عنها ولم يسبق لها ان ترأته ليجعلها تشعر بالخذى والخوف امامه وبآخر الامر تركها وهو يُحقر من أنوثتها ويقلل من شأنها كفتاة


لم يكتفى لهذا القدر من الأهانة بل وأجبرها على ان تدخل معه إلى ذلك المرحاض ولم يخجل منها قط ليتجرد من كل ملابسه أمامها وأيضا يطلب منها ان تُحممه وإلا فعل بها هو هذا ، ليصبح ليس أمامها حل أخر


وبآخر المطاف يأمرها ان تجلس تحت قدميه لكى تُلبسه ملابسه من يظن نفسه هذا الحقير أهو يرى نفسه أحد السلاطين وهى إحدى جواريه وعندما إنفعلت وطفح كيلها من تلك الاشياء ليزيد على تلك الاهانة البغطاء والكراهيه


كبلها وهى بإحدى الأوضاع التى لا يجلس بها سوى الحيوانات وكشف عنها ملابسها وظل يضربها على مؤخرتها بذلك الحزام حتى شعرت وكأن جلدها قد تمزق من تلك الضربات


من يظن نفسه هذا الحقير أهو يراها كإحدى العاهرات الاتى يعرفهن ليظن نفسه بعد كل هذا يستطيع ان يُقبلها


مهلا أهو حقا كاد ان يُقبلها!! ما هذا الغبى الملعون يظنها إحدى جواريه يستطيع ان يفعل بها ما يشاء!!


جففت دموعها وأخذت تتوعد له بداخلها فهو لم يعرفها بعد ستريه إذًا إنها ليست بجارية عنده وانه ليس بحاكم الكون وعزمت على أن تجعله يُقسم إنه لم يرى فتاة مثلها ابدا


●●●●


تجلس بجانبها كالعاده تقص عليها ما حدث خلال يومها وأيضا تُخبرها بما حدث فى منزل "جواد" عسى ان تُزيح ما بدخلها من توتر وقلق مما يمكن ان يفعله شقيقها بتلك الفتاة التى عندما رأتها شعرت وكأنها لا تستطيع ان تكرهها فهى من الواضح جدا عليها إنها بريئة للغاية


_ انتى عارفه يا عمتو انا النهارده قلبى كان هيقف من اللى حصل بين جواد وادم لما مسكوا فى بعض لولا تدخل ديانة


أعتلت ملامح التعجب والاستفسار وجه "ماجدة" مما تقوله "زينة" لتلاحظ الاخرى تلك الملامح لتعقب بتوضيح


_ انا هحكيلك من الاول خالص...مالك ده الولد اللى جه الصبح يزعق ويسأل على ديانة انا طلعت وراه واعدت معاه وحكالى وقالى ان هما لاقوا ديانة وهى صغيرة فى القطر ولبنى كانت سايبة معاها شهادة ميلادها وورقة وكاتبة فيها انها هتموت وان اى حد يلاقيها يأخدها ويبعد عشان اهلها عايزين يموتوها وفعلا اهل مالك أخدوها ورجعوا القاهرة ومن وقتها وديانة عندهم وكانت بتحب واحد وخطوبتها كانت اليوم اللى جواد راح وجبها فيه ولسوء حظها ان جواد راح فى الوقت ده وهددهم كلهم بالسلاح وأجبرها على الجواز وهى من خوفها وافقت وجواد ضرب اللى كان هيبقى خطيبها وكتب الكتاب وخدها ومشى


أمتلأت أعيُن "ماجدة" بالدموع على كل ما حدث لتلك الفتاة التى لم يكُن لها اى ذنب بما حدث فقد حُرمت من والديها وهى رضيعة وحرمت من أهلها طوال تلك السنوات والان ستُحرم من الراحة والسعادة لباقى عمرها


ربطت "زينة" على كتف "ماجدة" مُحاولة تهدئتها رادفة


_ انا عارفة انها ملهاش ذنب فى كل اللى حصل وعارفة ان جواد مش هيرحمها بس متقلقيش إياد قالى انه هيحاول يعقل جواد على قد ما يقدر ويخليه ميأذيهاش


ضيفت عينها بعد ما أستمعت لاسم "إياد"فهى تعلم انه صديق "جواد" ولكن اين رأته "زينة" لكى يُطمئنها ، أدركت "زينة" ما اشاحت به ملامح وجه "ماجدة" لتردف


_ منا مكملتلكيش انا وعدت مالك ان بعد ما يقولى كل حاجة هاخده ونروح نشوف جواد وديانة ويارتنا ما روحنا


قصت عليها ما حدث فى منزل "جواد" والشجار الذى حدث بينه وبين "مالك" وتدخل "ديانة" وحديثها ل "مالك" وتحديها ل "جواد"


_ انتى عارفة يا عمتو اول مره فى حياتى اشوف حد يتحدى جواد اخويا ده مفيش راجل قدر يعملها


أبتسمت "ماجدة" بألم على جراءة تلك الفتاة التى تؤكد لها انها ابنة أخيها وانها لازالت تحمل الكثير والكثير من صفات ابناء تلك العائلة القوية العنيدة ، ولكنها تشعر ايضا بالخوف الشديد عليها فهذا الجواد لا يضعف او يحن فهو يحمل بداخله الكثير من الكراهية والغضب تجاه تلك الفتاة وايضا تربية "هناء" له الذى عودته على القسوة والجُحد فماذا سيفعل بتلك المسكينة!!


لم ينتبه اى منهما لتلك الشيطانة التى تقف بجانب باب الغرفة وأستمعت لكل شىء دار بينهما كعادتها فهى دائما تصتنت عليهم حتى تكون على علم بكل ما يحدث فى هذا المنزل بل بهذه العائلة بأكملها


أبتسمت "هناء" بمكر على ما استمعت إليه وعزمت على ان تستغله لأشعال النار بين "جواد" وتلك الفتاة التى ستتلذذ بما سيفعله بها "جواد" بعد ان يستمع لما ستقوله له


صاح هاتف "زينة" مُعلنا عن وجود إتصال لها لتجدها صديقتها التى أتفقت معها على ان يخرجان معا لتردف موجه حديثها إلى "ماجدة" بحب


_ طيب يا روح قلبى انا هروح مشوار واما ارجع نبقى نكمل كلامنا


أومأت لها "ماجدة" بالموافقة وأنسرفت "زينة" من المنزل كله


●●●●


صدح صوت جرس الباب بجميع أنحاء البيت بأكمله معلنا عن مجئ أحد ، توجهت "ملك" لفتح الباب لتُصعق عندما رأته لتصرخ بفزع وزعر


_ الحقونى..جاى يخطفنى انا كمان زى ما خطف ديانة


للحظة تجمد "إياد" مكانه مما أستمع إليه ومن صراخ تلك الفتاة وكأنها طفلة صغيرة ، خلال لحظة أسرع فى وضع يده على فمها مُغلقا ذلك الانذار الموجود بحنجرتها


_ هششش ايه سرينة عربيه!! أنا عايز مالك اخوكى


أتسعت عينا "ملك" بصدمة بينما أبعد "إياد" يده عن فمها لتصرخ مره اخرى


_ كمان عايز تخطف مالك


دفعها "إياد" من زراعها إلى الدخل بفقدان أمل بها رادفا


_ لا اندهيلى حد كبير اكلمه..انا زهقت من صداع العيال ده


أعتلت ملامح "ملك" الغضب والانزعاج من معاملته لها وكأنها طفلة لتصيح بوجهه بعد ان شعرت بقليل من الأمان تجاهه


_ ايه اندهيلى حد كبير دى!! وانت شيفنى عيله صغيرة!!


أغمض "إياد" عيناه بملل من كثرة ثرثرة تلك الفتاة بينما أعاد نظره إليها مره اخرى متفحصا تلك التى تُصيح وكانها فى العاشرة بينما جسدها كأنثى بالغة ويصرخ بالأنوثة ليُعقب بهدوء


_ هو انتى متعرفيش تتكلمى من غير سرسعه !! طيب يا انسه هاعملك على انك مش عيله...انا إياد المنزلاوى مدير ادارة شركات الدمنهورى للعقارات وصاحب جواد الدمنهورى وطبعا انتى عارفه الباقى


أمتعضت ملامحها غضبا عند سماع أسم ذلك الحقير الذى أختطف شقيقتها لتصيح به بغضب


_ ايوه انت شعال عند المجرم اللى خطف ديانة..جى عايز ايه دلوقتى


رفع حاجباه باعتراض على حديثها مُضيفا بهدوء


_ اولا مسمهاش شغال عنده اسمها شغال معاه..ثانيا مسمهاش خطفها اسمها اتجوزها..ثالثا انا مش جى اؤذى حد بالعكس انا جى اطمنكم عليها ولو مجيتى ملهاش لازمة يبقى بعد اذنك


التفت "إياد" وكاد أن يذهب بينما شعرت "ملك" بالحرج من طريقتها معه دون مبرر هو حتى لم يأتى لأزعاجهم بل جاء لكى يُطمئنهم لتردف بارتباك وعدم تركيز


_ إياد


ماذا فعلت هذه الفتاة؟! هى فقط ردفت أسمه لما اذا شعر بتلك الرجفة التى أمتلكت جسده للحظة!! اهذه أول مره يُناديه احدا بأسمه!! بالطبع لا..لما اذا شعر بذلك!


سريعا ما أستطاع "إياد" السيطرة على نفسه وأستدار إليها مرة أخرى لتتقدم هى عدة خطوات تجاهه مُحمحه بعد إدراكها بما تفوهت به لتردف


_ قصدى استاذ إياد..انا اسفه على الطريقة اللى قابلتك بيها بس انت اكيد مقدر الظرف اللى احنا فيه


أبتسم لها بهدوء مُحاولا إشاح نظره عن تلك الكريزتان التى تمنى منذ اول مرة ألتقى بها أن يلتهمهم ولكنه يُحاول السيطرة على نفسه ولكن كيف لعاشق النساء ذاك ان يُسيطر على نفسه امام كل هذا الجمال ليُعقب


_ متتأسفيش انا مقدر كويس اللى انتوا فيه وعشان كده كنت جى اطمنكوا..اومال فين مالك


شعرت تجاهه بالكثير من الراحة والاطمئنان مُأكدة لنفسها انه شحص جيد افضل من ذلك الجواد المغرور لتردف


_ مالك لسه فى أسكندرية قدم طلب نقل لهناك وهيدورلنا على بيت هناك عشان نبقى جمب ديانة لان ماما حالتها صعبه جدا وعايزه تبقى جمبها


لم يُدرك لما شعر بهذا القدر من السعادة عندما علم بانتقالهم إلى هناك لما يخطط هذا الأبله ليردف بسعاده


_ اسكندرية هتنور..ممكن اخد رقم تليفونك عشان ابقى اتطمن وصلتوا امتى وابقى اطمنكوا على ديانة


يا له من مُحتال فهو لم يترك فرصة مهما كانت صغيرة إلا واستغلها ولكن لما كل هذا ، بينما ابتسمت الاخرى بأحترام وقامت بإخراج هاتفها من جيب بنطالها وقاموا بتبادل ارقام الهواتف ليبتسم لها بإعجاب رادفا


_ انا هستأذن انا واول ما توصوا ابقى ادينى خبر


بادلته الابتسامة بعد ان شعرت بطيف إعجاب بشخصيته وحديثه ومُعاملته معها لتردف


_ اكيد إن شاء الله


التفت "إياد" ذاهبا لتظل هى تُطالعه حتى أختفى من أمامها لتعود إلى الداخل مرة اخرى


●●●●


صف سيارته بالمرأب الخاص بالمنزل وهو لا يعلم كيف سيُصلح الامر بينه وبين شقيقته بعد ان صاح بوجهها فى صباح اليوم هو حقا لم يكن يريد ان يُخيفها ولكنه كان مُشوشا حينها ، ليرى ما بوسعه ان يفعله حتى يُراضيها


ترجل من سيارته مُتجها إلى داخل القصر ليُلاقيه هذا الصوت المُرحب به بلهفة وسعادة مُتحدثه


_ جواد بيه ايه الخطوة العزيزة دى نورت القصر كله


قابلها بجموده الحاد الذى اعتاد عليه جميع من حوله ليردف بثبات دون ان ينظر لها وهو لايزال يتقدم بتلك الخطوات وهى تتبعه بأحترام


_ اهلا يا حُسنه..فين زينة


صاحت بلهفه واحترام وهى لاتزال تتبعه


_ الست زينة مش هنا خرجت مع واحدة صحبتها من قيمة ساعة يا بيه


توقف وهو يزفر براحه من عدم وجودها فهو كان يخشى لقائها فهو لا يُجيد الاعتذار ومُحاولات الإرضاء فإذا كانت تدللت عليه حينها لن يستطيع السيطرة على غضبه ليلتفت ثم أردف ببروده المعتاد


_ طيب أبقى عرفيها إنى سألت عليها


_ جواد


كاد ان يُغادر ليوقفه صوتها الخالى من اى مشاعر او احساس الذى لم يفشل ولو لمرة ان يُشعره بالعجز والتوهان بين مشاعره التى لم يفهمها بعد اهو يُحبها ام يحترمها فقط


ليُغمض عيناه بنفاذ صبر من ذلك اليوم الذى لا يريد ان يمر بسلام ليأتيه صوتها الممتلئ بالجمود الذى لا يقل شئ عن جموده رادفة


_ هو انت ملكش فى البيت ده كله غير زينة ولا ايه!!


رمقها بنظرة خالية من المشاعر مُضيفا بهدوء مُميت


_ كنت مستعجل


أدركت "هناء" انه لا يريد التحدث الان وان به أمرا يُغضبه لتستغل تلك الفرصة عازمة على ان لا تجعلها تمر مرار الكرام رادفة ببرود مماثل له


_ فين الامانة؟!


شعر بالغرابة من سؤالها الذى لم يستطع ان يفهمه ، عن أى أمانة تتحدث؟! وماذا تعنى بكلمة "أمانة" تلك!! شعر بالتخبط من كثرة التفكير ولكنه عمل جاهدا على ان يُحافظ على ثباته وهدوءه الذى لم يسمح لملاح الاستغراب حتى ان تظهر على وجهه ليردف ببرود


_ أمانة ايه!!


بالطبع لن يفهمها فهى أعتمدت على استخدام الالغاز ولكنه ليس بساحر حتى يستطيع ان يُدرك ما تفكر به لتعزم على ان تترك حيائها كانثى على جنب وتتحدث معه كأحد الرجال الذى لا يعرف للخجل معنى رادفة


_ فين شرف مراتك؟!


للحظات لم يستوعب عن ماذا تقصد تلك المرأة ، ليعجز عن السيطرة على ملامح وجهه التى ارتسمت عليها علامات الاستفسار والمُطالبة بالتوضيح رادفا


_ مش فاهم


لتصيح به زاجرة اياه بحده يعتاد هو عليها منها دائما منذ ان كان طفلا صغيرا رادفة


_ لا انت فاهمنى كويس اوى يا جواد وعارف انا عايزه ايه وده حقى عشان انا اللى ربيتك بعد امك الله يرحمها وعشان بردو انا وانت ومراتك من عيله واحده وشرفنا واحد...وبما ان عمتك ماجدة انت عالم بحالها وابوك مشغول فى شغله يبقى مفيش غيرى يجرى ورا الشرف ويعرف مين اللى حافظ ومين اللى فرط


حقا هى تتحدث معه بهذا الامر!! إذا بما انها لم تخجل بالحديث معه بتلك الطريقة فهو ايضا لن يخجل وسيُحدثها بطريقتها ليُضيف مستفسرا


_ انتى عايزانى انام معاها؟؟


ما تلك المرأة التى لا تعرف للخجل او الحياء معنى تلك اهى لا تُدرك انها تتحدث مع احد الرجال الناضجين !!

كيف سمحت لنفسها ان تتحدث معه بهذا الامر؟؟ لتُفاجئه بالمزيد من جراءتها وانعدام حيائها رادفة


_ والله مش انا اللى هقولك تجيبه ازاى فى مليون طريقه..ممكن تاخدها عند دكتورة وتتأكد هى بنت او لا وتخلى الدكتورة تاخد شرفها وتجيبه توريهولى..وممكن تاخده انت بنفسك من غير ما تنام معاها..ولو مش هتعرف تنفذ أى حل من دول انا اقدر اتصرف واجى اتطمن بنفسى


أعتلى وجهه ملامح الغضب والحدة من حديثها ذاك ، اهى تُقلل منه بحديثها هذا مثلما كانت تفعل به وهو طفل صغير اهى تُغضبه مثلما تفعل دائما!! لا لن يعطى لها الفرصة على إثارة غضبه هذه المرة ليُعقب ببرود


_ انا ميهمنيش كل اللى بتقولى عليه ده انا متجوزها بس عشان اذلها واكسرها ولما ابقى اشبع من تعذيبها ابقى اموتها لكن غير كده ميهمنيش


التفت وكاد ان يُغادر لتمنعه بجذبها إياه من ذراعيه وقد وصل غضبها حد السماء من بروده وعناده لتصيح به


_ انت لحد امتى هتفضل مش راجل كده؟ قاعدت سنين لحد ما عرفت تجيبها ويوم ما جبتها اتجوزتها ولحد دلوقتى مشوفتش تعذيب او ذلة او اى حاجة من الكلام اللى بتقول عليه..ده كمان الحاجة الوحيدهة اللى تهمنا منها بتقول مش فارقة معاك


لاحظت ان كلماتها بدأت تؤثر به لتصرخ مُضيفة


_ايه يا جواد بيه بنت عمك اللى بقت مراتك كانت قاعدة فى بيت ناس غريبة بقالها عشرين سنة مع اتنين رجاله اغراب عنها..لا وكمان كانت حبيبة ، رايحة جاية مع واحد والله اعلم العلاقة بينهم وصلت لحد فين ده لو مكنتش باظت من البيت اللى اتربت فيه اصلا والا مكنش الشاب اللى كانت عايشة معاه جيه هنا وقعد يزعق ويقول عايز ديانة..عايز مراتك يا جواد بيه


قالت جملتها الاخيره بتهكم لتصل إلى ما تريد وقد نجحت بالفعل فالآن جواد يشتعل غضبا وكراهية لتلك الفتاة اكثر مما كان بداخله لها


ليرمقها بأعين تشتعل غضبا ثم توجه إلى باب القصر ذاهبا وهو يقسم بداخله على أن يقتل أى احد يقف بطريقه


●●●●●


••

بكت "منال" بتأثر من تلك الرسالة ثم انحنت والتقطت تلك الفتاة ضاممة اياها الى صدرها رادفة


_ يا حبيبتى يا بنتى اتولدتى يتيمه الاب والام والاهل 


نظرت الى "محمود" بترجى قائلا


_ بالله عليك يا محمود ناخدها معانا ونربيها مع مالك دى شبه الملايكه والنبى يا محمود قلبى مش مطاوعنى اسيبها


نظر لها "محمود" بقلة حيلة ثم نظر الى ذلك الملاك الصغير رادفا


_ الله المستعان ربنا يرزقنا برزقها هى واخوها


ابتسمت "منال" بساعدة ثم احتضنت تلك الفتاة الجميلة قائلة


_ اوعدك يا بنتى طول منا عايشه مفيش حد هيقرب منك ابدا


أغمضت "لبنى" عينيها بألم بعد ان أطمأنت على ابنتها وانها قد وقعت بين يدى تلك الاسرة الرحيمة التى سترعاها دائما وان دعواتها قد استجيبت


لتهبط "لبنى" سريعا من القطار ومن ثم تحرك القطار مُتجها إلى وجهته لتودع ابنتها للمرة الاخيرة وظلت تنظر إلى ظهر القطار ودموعها تنهمر من عينيها إلى ان أختفى نهائيا


قطعت "لبنى" تذكرة لإحدى المُحافظات الاخرى حتى تستطيع خداع "هاشم" لكى لا يعلم ان ابنتها أتجهت إلى القاهرة وظلت تجلس فى القطار منتظرة ان يتحرك


لم ترى تلك اليد إلا عندما جذبت شعرها حتى كاد ان يتمزق من شدة جذبته لها ليصبح وجهها مُقابلا لوجهه واستطاعت ان ترى تلك الدموع المُتحجرة فى عيناه ليصيح بها فى غضب


_ فاكرة نفسك هتهربى منى يا لبنى..تهانى واللى فى بطنها ماتوا وماجدة بقيت عايشه زى الميته..وانا بقى هخليكى تتمنى الموت كل ثانيه وانا بقطع فى لحمك انتى وبنتك و....


توقف من تلقاء نفسه عندما لاحظ عدم وجود تلك الرضيعة معها لينهش أسنانه بغضب وأخذ يشد على جذبته لشعراها رادفا بغضب


_ البت فين؟؟

•••


أغمضت "لبنى" أعيُنها بألم على تلك الذكريات المريرة وهذا الظلم الذى وقع عليها دون ان تفعل شيئا ، لتتذكر ابنتها التى نجحت فى إخفائها طوال العشرون عاما ليأتى ذلك الجواد ويجدها بل ويتزوجها أيضا


أخذت تبكى وتتحصر على ما حدث لها ولابنتها دون أى ذنب لهما


●●●●


وصل إلى منزله وقد صف سيارته بالمرأب الخاص بالفيلا وهو لا يزال يشعر بالغضب الشديد مما تحدثت فيه "هناء" معه وبعد ان فكر كثيرا بحديثها توصل إلى حل انه يأخدها إلى الطبيبه كما أخبرته كى يتاكد مما قالته "هناء" له


هو على أى حال لن يلمسها ابدا حتى لو أصبحت أخر نساء العالم فهى إبنة تلك المرأة التى قتلت والدته ولن يكن بينهما سوى الكراهية والانتقام


صعد السلم حتى وصل باب الغرفه وقبل أن يقوم بفتح الباب استمع لبكائها وهى تتحدث وكإنها تتحدث إلى شخص ما ، ليقترب اكثر إلى الباب حتى يستمع لما تقول


_ انا اسفة بجد يا ادهم انا فعلا حبيتك وعشان حبيتك بجد بحررك من كل الوعود اللى اخدنها سوا وبترجاك تنسى كل اللى كان بينا الوحش اللى انا عايشة معاه ده معندوش رحمة وانا خايفة عليك ارجوك يا ادهم سامحنى واعرف انى مليش ذنب وانى عمرى ما لعبت بيك وانى هعيش عمرى كله على الذكريات الحلوة اللى عشناها مع بعض


لم يستطع التحكم فى غضبه أكثر من ذلك ليقوم بدفع الباب بقدمه ثم توجه إليها فى سرعة البرق صارخا بها


_ والله لخليه اخر يوم فى عمرك وعمره يا بنت الكلب


يتبع..