-->

الفصل الواحد والثلاثون - مملكة الذئاب Black

 



الفصل الواحد والثلاثون

 

 

 

 

 

كان دوغلاس يشعر بقلق كبير على سابين.... فهى لم تفعلها من قبل.... وتغيبت عنه كل هذه المده.... كما أنها لم تأتيه...... منذ شهر و ثمانيه أيام وسبعه عشر ساعه......

 

أجل يقوم بحساب الوقت الذى تتغيب فيه هذه الفتاة العنيده..... التى جعلته يقسم لها أن ينسى تلك السابين..... ولا يتذكر سوى ساب فقط.... وكم كره كرهها لنفسها بتلك الطريقه.....

 

كما لم يرى من يتحدث عن نفسه..... بهذا السوء والإحتقار من قبل..... كما فعلت صغيرته..... ولكنه

يلوم نفسه فلو كان حاول معها بجهد أكبر..... لما أصبحت على ما هى عليه الأن.....

 

ولكن على من يكذب..... أجل كانت أول وأخر فتاة يعلمها ما علمه للرجال.... ولكنها كانت أكثرهم عنادا وتحملا..... فتاته الشرسه......

 

ولكنها رغم تقاربهم الكبير..... إلا أنها إحتفظت بما حدث لها بذلك القصر اللعين لنفسها..... يعلم أنه كان يستطيع معرفه كل ما حدث...... إلا أنه إحترام خصوصيتها...... وأبى البحث عن أى شئ......

 

ونظر لما حدث على أنه ماضى سيمحوه بأفعاله.... وسيصنع هو مستقبلا أفضل لها..... إلا أن مستقبلها تشكل من ماضيها..... بدون أن يدرى بذلك......

 

أخرجه من شروده طائر يقف على شرفه منزله..... يحمل معه رساله..... إذا لقد أتاه الرد الذى إنتظره.... منذ أيام.... أخذ الرساله...... وهو يتذكر الرساله الذى بعثها ل ساب منذ أسبوعا....... وأته الرد من سيلا أخته.....تخبره أن ساب منذ ذهابه للعمل.... وهم لا يعلمون عنه شئ.....

 

يتذكر عندما رأى هذه الرساله.... قرر حزم أمتعته.... ليرى ماذا حل بصغيرته!!!.... ولكن أتاه باليوم الذى يليه رساله أخرى من سيلا..... تخبره أن ساب أرسل من يطمئنهم أنه بخير..... وأنه من المؤكد سيأتى لزيارته بأقرب وقت.....

 

وهذا جعله دوغلاس ينتظر طوال الأيام المنصرمه قام بتقليب الرساله بين أصابعه.... وهو يظنها من ساب..... يخبره بموعد قدومه..... ولكن تجعد ما بين حاجبيه..... وهو يقرأ محتوى الرساله..... فقد كانت من سيلا مره أخرى......

 

وكان فحوها...

 

عزيزى السيد دوغلاس.... أخشى أن ألقى الخوف بقلب..... ولكن لم يجد جديد.... ف ساب لم نراه منذ شهرا..... و ثمانيه أيام..... كما أن ليلى ذهبت له دون علمنا..... ولا نعلم عنها شئ هى الأخرى.....سوى أنها مع ساب.....

 

كما حاولنا بشتى الطرق أن نتواصل معه.... ليخبرنا هل هو وليلى بخير أم لا؟!.... ولكن لم يسمحوا لنا.... بهذا بسبب الحراسه المشدده...... التى يضعها الملك على قصره......

 

كما أنك تعلم أمى جيدا..... فهى الأن تخطت مرحله الإنهيار على ساب وحده...... وأصبحت تبكى خوفا على ساب وليلى معا..... وأبى كما تعلم..... يرى كل شئ ولم يحاول المساعده بأى شئ.....

 

أرجو أن تأتى..... لتساعدنا فى الوصول إلى ساب..... كما أننا فقدنا زمام الأمور هنا....

 

..... سيلا

 

حسنا لم يكن يتوقع دوغلاس..... أن الأمر سار إلى هذا المنحنى....... فهذه ليست من عادات سابين أن تهمل عائلته بهذه الطريقه.... وتجعلهم يقلقون عليها لهذه الدرجه......

 

أكل القلق قلبه..... لهذا لم يقم بتجهيز شئ.... فكل ما أخذه معه سلاحه..... وهذه الرساله.... وخرج من منزله صافعا الباب خلفه...... مخرجا فرسه وإمتطاه راحلا لقصر الملك......

 

وأقسم أن لم يكن لدى سابين سببا قويا.... لأفعالها هذه.... حينها سيقوم بتعنيفها بحق....

 

عوده إلى ساب الذى خرج من غرفه الإجتماعات.... وظل واقفا أمامها لبعض الوقت.... يحاول إستيعاب ما فعله منذ قليل..... إلا أن هذا ليس الوقت المناسب لجلد الذات.....

 

نظر ساب جواره.... وسأل الحارس بإرهاق شديد.... وصوت فقد الأمل بأن يعود كما كان: هل تعرف أين أجد السيده كيت بهذا الوقت؟!....

 

أجابه الحارس بهدوء:أجل... أنها بحديقه القصر منذ مده لا بأس بها....

 

أومأ له ساب وسار فى طريقه إلى الحديقه.... ولكن شعر بالدوار يعصف برأسه.... فتوقف مستندأ على جدار بجواره.... أدرك أنه لن يستطيع الذهاب لهناك بهذه الحاله.... كما أنه لن يستطيع الأهتمام ب ليلى وهو مرهق هكذا.....

 

لهذا غير إتجاه ذاهبا لغرفته... ليستريح لساعه فقط حتى يستطيع المواصله.... ثم بعدها يذهب ليطمئن على ليلى.....

 

وبعد مشقه إستطاع الوصول..... وكم شعر أنه سار لوقتا طويل..... دلف لداخل غرفته..... مغلقا الباب خلفه..... ولم يقم سوى بإلقاء جسده على فراشه مغمض العينين..... وذهب بسبات عميق.....

 

يقال أنه إذا حدث لك شئ بالواقع.... فأن عقلك الباطن يمزج بينها وبين ماضيك.... حتى يجعلك ترى ما يسمى بالكابوس..... وهذا ما حدث.... كان كل شئ على ما يرام....ظل جسد ساب كما هو لأكثر من ثلاث ساعات لم يتحرك.... لأنه لم يكن يحلم بشئ يزعجه....

 

وفجاء وجدت سابين ذاتها بمكان ما .... ظلت تدور بعيناه تتأكد مما تراه....وحين تأكدت أصبحت أنفاسها تتباطأ.... وعيناها قد إمتلأت بالدموع.... وخاصه وهى ترى الملابس التى لم ترتديها سوى بذلك القصر اللعين.....شعرت بالإختناق لوجوده بمكان كهذا...هى لم تنسى هذا الشعور من قبل.... ولكنها لا تريد الشعور به مره أخرى...

 

كما أصبحت تحرك رأسها نفيا رافضه ما تراه.....كانت تقاتل لتهرب من ذلك المكان الكريه..... لا تريد أن تكون جزء من ذلك الكابوس مره أخرى.... إلا أن ما رائته جعل تنفسها يتوقف..... وعيناها تتسع بصدمه.....

 

ألدس واقف أمامها.... أجل هذا هو الشخص الذى نجح بزرع الخوف بداخلها.... حتى لم يعد هناك مكان لغيره....لينشر خوفا أخر بداخلها.....كما أنها لم تخف من أحد سواه.......

 

كان ألدس يتقدم منها....وبدون شعور كانت سابين تتراجع إلى الخلف.....

 

إلا أن تحدث ألدس بغلظه تناسبه: تحركى خطوه أخرى يا صغيره...... وسأقوم بقطع أطرافك الأن..... وحرقها أمام عيناكى هاتين.... ثم صرخ فيها بقوه

هل فهم عقلك السميك ما أقوله.... أيتها الحقيره....

 

ثم قام بضربها فى خصرتها بقدمه....حين لم يتلقى إجابه منها..... مما جعلها تأن بصمت من الألم.... الذى شعرت به..... فهى ليست غبيه حتى تعترض على ما يفعله بها..... لأنها لو فعلت سيقوم بحرقها وتعذيبها كما يفعل.... بكل مره تصدر صوتا...... حتى وإن كان ناجما من ألمها......

 

لهذا تعلمت سابين.... كيف تكتم ألمها وتتحمله جيدا حتى لا تتم معاقبتها.... بألم أكبر من الألم الذى تشعر به الأن..... تركها خارجا من الغرفه.... تكورت سابين على ذاتها بأحد زاويا الغرفه الفارغه.... التى تجلس بها.....

 

ولم يمر سوى دقائق قليله.... وإستمعت إلى صوت صراخ مارجرى وبكائها..... الذى تعلم سببه....

 

لهذا ظلت تردد بصوت خافت..... وعيون دامعه.... وجسدها يهتزت خوفا: لن أفعلها هذه المره.... لن أفعلها..... حتى ولو قام بحرق جسدى بأكمله..... وأكملت وكأنها تخاطب أحدهم..... أنا أراهم كل يوم بمنامى..... أنا أرهم..... أقسم أننى أصبحت أخاف النوم.......

 

ظلت تررد هذا الحديث كثيرا..... كانت بعالمها الخاص..... ومن يراها من بعيد..... يقول أن هذه صغيره قد فقدت عقلها..... ولكنها توقفت عن إكمال حديثها...... حين فتح باب الغرفه بقوة..... وصوت مارجرى الباكى يملأ الغرفه بأكملها الأن.......

 

إنكمشت سابين على نفسها أكثر.... وهى تضع يدها على أذنها..... لعل صراخ مارجرى لا يصل لأذنها.... ولكن ضرب ألدس المتكرر لها.... بأجزاء متفرقه من جسدها..... جعل صراخ مارجرى المتألم يرتفع.... وهذا زاد من غضب هذا المختل..... الذى يأمرها بالصمت وهو يكيل لها الضربات.... بكل مكان تطيله يده....

 

حين رأت سابين كيف يقوم هذا المختل بضرب مارجرى.... خوفها على مارجرى..... تغلب على خوفها من بطش ألدس لها..... فقامت من مكانها.... وذهبت تجاه وظلت تضرب قدمه بغضب.... وتحاول إبعاد يده عن شعر مارجرى..... التى تقسم أنه قد خرج نصفه بيديه.....

 

ظلت سابين تسبه بقوه.... وبكاء... قائله: أتركها أيها اللعين القذر.....ألا يكفى ما تسببه لها من ألم..... إبتعد عنها أيها اللقيط..... كانت تتحرك بعشوائيه.... وتضربه بأى مكان تطاله يدها الصغيره..... فمازالت فتاة ب الحاديه عشر .....

 

وبالفعل ترك ألدس شعر مارجرى..... مما جعلها تسقط أرضا بعنف.... بسبب عدم مقتدرتها على توازن جسدها.... كما أنها تشعر بالألم.... فى كافه أنحاء جسدها.....

 

ثم قام بأمسك شعر سابين.... التى عادت تحاربه من جديد..... فقام بلف شعرها الطويل حول يده... ورفعها منه.... حتى أطلقت صرخات مؤلمه....رغم نظراتها الغاضبه تجاه.....وقال ألدسبعينان تلمع شر:هذا أكثر ما أحبه أعشقه فيكى.... قتالك المستمر رغم معرفتك بالعقاب الذى ستناليه على يدى....

 

ردت سابين بحقد دفين: اللعنه عليك أيها المختل..... فقام ألدس بلطمها على وجهها بقوه..... فسقطت أرضا وهى بين الوعى والا وعى..... كانت تشعر بكل ما يفعله.... ولكن وكأن اللطمه التى أخذتها أثرت على مراكز الإدراك... فشعرت أنها تحلم... فمن المستحيل أن يغعل بها هذا.... من المستحيل أن يأخذ أخر ما تبقى لها من طفولتها....

 

خلال ذلك كان جسدها بالواقع يتصبب عرقا..... ويحاول التنفس..... من يراها يظن أنها تنازع الموت.... بعد أن أعاده للغرفه التى كانت بها....ظلت تحاول فتح عيناها.... كما مازال هناك طنين عالى بأذنها.... حتى أنها ظنت أنها فقدت السمع....

 

بدأ جسدها الملقى أرضا يشعر بالألم.... بسبب الضربات التى تلقها...لهذا لا تستطيع تحريكه..... حاولت الجلوس... ولكنها لم تستطع فى البدايه.... إلا أنها بعد محاولات إستطاعت الجلوس....

 

تشعر وكأنها ضربت بجميع أجزاء جسدها..... ولكن أكثر ما ألمها هو رأسها....بسبب كثره جزبها منه..... فقامت بمد يدها لتدلك رأسها..... فإتسعت عيناها حين أصبحت رؤيتها واضحه..... ورأت شعرها ملقى أرضا بجوارها...... ورأسها حليق كالرجال....

 

إضطرب تنفس سابين... وهى تحاول إستيعاب ما تراه أمامها..... هل فقدت أكثر شئ تحبه....فقدت أخر ذكرى لها من أمها.....

 

ظلت تبكى وتشهق بقوه.... وهى تلملم شعرها المتناثر حولها..... حسنا لقد فقدت الفتاه عقلها.... فهذا كثيرا على طفله.... لم تتجاوز الحاديه عشر.....

 

سابين بنواح.... وهى مازالت تنظر بصدمه... لشعرها الذى تحمله بيدها الأن: أمى.... أرجوكى ساعدينى أمى..... لم يعد يتبقى من سابيتك سوى الحطام أمى..... ظلت هكذا لبعض الوقت.....فكذا كانت تناجى أمها..... لعلها تستمع لصوتها بيوما ما.... وتأتى لتنجدها من هذا الجحيم.... هذا ما ظلت تتمناه... رغم معرفتها بإستحالته..... إلا أنها تمنته......

 

ظلت هكذا.... إلا أن تحدث صوتا متألم بجوارها... لم تلاحظ سابين وجوده: لا تبكى على ما تستطيعى تعويضه سابين......

 

نظرت سابين جوارها بعيون دامعه..... وهى تحتضن شعرها..... ردت عليها سابين بحرقه: ولكنى لن أعيش لأراه مثل ما كان بالماضى..... كما أننى أبكى لأنه أخر ما تبق لى من أمى....التى لن أراها مره أخرى.....

 

إبتسمت مارجرى بحزن قائله: لا تخافى سابين فأنتى ورقة ألدس الرابحه..... التى تساعد دميته المفضله فى البقاء على قيد الحياة..... لهذا لن يفرط بكى.... إلا إذا قام بقتلى..... حينها فلتعلمى أنه سيقوم بقتلك أنتى الأخرى..... صمتت قليلا ثم أكملت.... ولكن أشعر أنكى لن تموتى بهذا المكان..... الذى يملأه الشياطين فأنتى ملاك.... ولم أسمع من قبل عن شيطان..... إستطاع قتل ملاك من قبل......

 

أجابتها سابين قائله بإنكسار: وأنا لم أسمع عن ملاك قام بقتل أحد من قبل..... وظل على هيئته مارجرى.... لهذا لن يصعب على ألدس قتلى....

 

قامت مارجرى بالنظر أرضا حزنا على هذه الفتاة.... وكادت مارجرى ترد عليها تواسيها رغم ألمها... إلا أن ألدس كان له رأى أخر..... فقد دخل الغرفه وكاد يقترب من مارجرى.....

 

فقالت مارجرى برعب.... وهى تحتضن معدتها: أرجوكى سابين لا تنسى طفلى.... أمسك ألدس ب مارجرى يجرها خارجا من الغرفه.... وصراخ مارجرى عاد من جديد..... ولكنها كانت تنادى بإسم..... سابين لا تنسى طفلى....ثم فجاءه رأت جايك.... الغارق بدمائه وهو يقول بصعوبه: أخبر أمى أن تسامحنى.....

 

إستيقظ ساب من  سباته متعرقا.... يحاول أخذ أنفاسه... وحين هدأت أنفاسه قال بصوت ساخر: أهلا بك جايك فى ظلامى.... وظل يمسح على رأسه وهو مغمض العينان.... يحاول أن يهدء من توتره.....

 

 

بعد مرور بعض الوقت.... قرر ساب أن يأخذ حماما لعله ينعش عقله وجسده المرهقان...... وقف يقوم بإزاله ملابسه العلويه.... وتنهد لهذه المهمه الصعبه.... فذلك الدرع اللعين.... سيأخذ وقت لا بأس به ليقوم بإزالته..... ولكن يجب عليه هذا..... فهو يشعر أن جسده متيبس..... ويتألم بسبب الدرع..... الذى لم يخلعه عن جسده منذ يومين....

 

 

فهو رغم مكوثه مع الحكيم لشهر كامل.... إلا أنه كان يخلع درعه أغلب الوقت.... لعدم بقاء الحكيم معه بذات الغرفه.... وتنقله لعلاج المرضى الأخرين..... فكان جسده يشعر بالراحه وقتها.....كما تعجب فى البدايه من عدم تحمل جسده للدرع كما بالماضى.... فجسده كان يتحمله لإسبوعا بأكمله......

 

ولكنه أدرك أن السبب هو بنمو جسده.... الذى أصبحت كافه مفاتنه ظاهره بهذه القوه.... فهو رغم صغر جسده.... بالنسبه لعمره الواحد والعشرون.... إلا أنه يعلم أن جسده ملفت للأنظار.... لهذا يتعمد إرتداء الطويل والواسع بذات الوقت....

 

 

بعد معاناه إستطاع إيجاد القطعه الصغيره.... التى

من خلالها ينفك الدرع..... فهو قد صمم الدرع بطريقه يصعب على الأخرين فكه أو قطعه.... لأنه إذا حاول وفعلها..... سيقوم بإذاء ساب جسديا.... مما يجعله بوعيه لما يفعله الأخرون حين يحاولون الأقتراب منه....

 

 

فقام ساب بسحب هذه القطعه من الداخل بصعوبه.... لإبتعادها عن مرما يده..... ولكنه جزبها بقوه... مما جعل الدرع يسقط أرضا.... مصدرا ضجيج عالى..... ومعه أخذ ساب أنفاسه بقوه.....ورغم أن درعه ثقيل ومحكم.... إلا أنه لا يمنع صدره من التنفس براحه....

 

 

 

تقدم ساب من خزانته..... وأخرج ملابس نظيفه ليردتيها بعد إستحمامه...... أخذ وقته بالإستحمام مقرر الإسترخاء قليلا.... حتى أنه لم يشعر بمرور الوقت..... والذى كان أكثر من ساعتان.....

 

 

بعد إنتهائه من الإستحمام قام بإرتداء ملابسه.... دون أن يقوم بإرتداء الدرع.... فهو لم يكن سيخرج من الغرفه الأن..... لهذا قرر أن يريح جسده لبعض الوقت..... ثم نظر لشعره الذى تخطى كتفه..... وقرر أن يقوم بقصه.... ولكن ليس الأن فهو مازال يريد الإطمئان على ليلى أولا....فقد أطال غيابه.....

 

 

كما أنه متأكد أن من بالمنزل قد ماتوا قلقا عليه..... ظل يفكر بما سيفعله..... وهو يتمنى عدم وصول أخباره ل دوغلاس..... فهو لا يريد أن يرهقه بالتفكير والقلق من أجله.... فهذا هو واجبه تجاه....

 

 

 

كل هذا كان يدور بعقل ساب.... ويعلم أنه يحاول ألا يفكر بما رأه بمنامه..... إلا أنه لا يملك سوى هذا..... أن يتكيف على ما أصبح عليه..... حتى لا يقوم بقتل نفسه......كل هذا وهو لم يخرج من حمامه بعد....

 

 

وحين خرج من حمامه..... قرر أن يذهب لأخته الصغيره ليطمئن على حالها.... فقد أكتفى من نومه ولكنه يريد التفكير لبعض الوقت..... وهو يؤكد على ذاته أنه قد أصبح من واجبه.... البحث عن أخت جايك....... لإعادتها لوالدتها.....

 

 

 

أغمض عيناه بألم حين تذكر جايك..... حاول تفادى الأمر...... ولكن ليس بيده..... عليه أن يتوقف عن العمل لدى الملك لبعض الوقت..... حتى يجد أخت جايك...... ثم يعود للعمل بعد بحثه....إن وافق الملك على عودتك وهذا ما يشك به.....

 

 

 

ولكنه تذكر أنه لا يعرف عنها أى شئ.... حتى أسمها لا يعلمه..... وحين توصل إلى أنه يجب عليه الذهاب لمنزل جايك..... ليسأل والدته عن التفاصيل..... شعر بالتوتر والخوف يتفاقم داخله..... لا يعرف كيف سيذهب إليها...... ويخبرها أنه السبب بموت ولدها كيف سيفعل هذا؟!.... لماذا كل شئ بحياته يبدوا صعبا لهذه الدرجه؟!..... لما كل ما يحيطه يجبر قلبه على التألم؟!....

 

 

نظر لأسلحته الملقاه أرضا..... وإبتسم بسخريه قائلا لنفسه: لو كان موتى هو الحل المثالى..... إذا لماذا إنتظرت كل هذه الأعوام؟!.... هل هذا لأننى تعايشت مع ألمى؟!... أم من أجل عهد عاهدته ل دوغلاس بالماضى.....وتذكرا ما قاله له دوغلاس....

 

 

" فلاش باك "

 

حين عادت له كوابيسه التى تؤلم قلبه.... وتأرق نومه وتهلك حياته..... يذكر حين ذهب ل دوغلاس.... وهو منهار يريد قتل نفسه..... لأنه لم يعد يملك القدره على محاربه شياطينه...... كما يتذكر نظراته المشتته التى تشبه شخصا فقد الحياه.....

 

 

 

كما كانت نظرات دوغلاس لا تنسى.... والذى لم يحاول حتى تهدأتى أو حتى بث الطمئنينه لقلبى.... يتذكر جيدا الحديث.... الذى قاله يومها بثبات وهدوء أريدك أن تعلم أن ما حدث لك بالماضى.... سببه الأول أنك من أخترت هذا الطريق من بدايته.... أنت من أخترت حمايه أختك الرضيعه..... فى سبيل عبوديتك وأنت لا تزال ف الحاديه عشر.....

 

ثم قام بضرب كتفه مكملا..... والأن وقد أصبحت فتي فى العشرون من عمرك..... ألا تظن أنه يجب عليك إكمال ما بدأته..... وخاصه أنك تدرك.... كيف هو أبيك؟!... وأى نوعا من الرجال هو.....

 

 

 

إن كنت تتقبل أن يفعل بإحدى أخواتك ما فعله بك.... فأخبرنى وأنا من سأقوم بقتلك حينها.... حتى لا تتردد بفعلها.... ولكن إن تراجعت عن موتك.... فالتعاهدنى أنك لن تفكر بهذا الأمر ماحييت.....

ثم قام بمد يده لتوثيق عهده....

 

وبالفعل نظرت ليده وقدمت يدى وصافحته..... فقام هو بجذبى وإحتضننى داخل ضلوع قلبه الحنون..... وأكمل حديثه بنبره حنونه: لا أريد أن أرى هذا الضعف بعيناك ما حييت..... أعلم أن ما مضى ليس بالهين.... ولكن كلما شعرت بالضعف.... تذكر أخوتك الاتى سيعانين بعد موتك..... وكذلك أمك التى من المؤكد أنها ستقتل نفسها بعد موتك..... أنت لست وحدك جميعا معك..... فلا تجعل بعض الكوابيس تقوم بهدم ما بنيته أنا وأنت بأعوام....

 

"إنتهاء الفلاش باك"

 

عاد ساب من شروده..... وأبعد أنظاره عن أسلحته الملقاه أرضا..... وظل يسير ذهابا وإيابا بغرفته....وهو يجذب خصلات شعره الذى إستطال.... لعله يجد حلا لهذه المعضله.... ولكن وكأن عقله قد توقف عن العمل....

 

 

فقرر أن يصفى ذهنه أولا ل يستطيع التفرغ للبحث عن ضالته.... فليطمئن على أمه وأخوته.... يرسل رساله ل دوغلاس... أنه سيتأخر  عنه لفتره ما.... حتى لا يشعره بالقلق.... ثم يبدأ ببحثه.....

 

 

بعد أن إتخذ قراره.... إرتدى درعه وملابسه كامله..... وقرر ربط جزء من شعره.... وترك جزء ليخبئ خلفه جزء من وجهه.... كما يفعل دائما وخرج ليرى صغيرته....

 

 

 

 

 

كان إستيفان منذ خروج ساب... جالس بمكتبه وعقله يفكر بكل ما قاله ساب له.... إذا هو قد أخطا كما قال ديفيد..... حين ظن أنه يجب أن يحتفظ بخطته لنفسه فقط.....

 

 

 

 

فها هو أدرك فداحه ما إقترفه.... وليس هذا فقط.... بل حين ترك الصبى بإستيباليا بمفرده.... وهو يظن أنه خدعه...... ولكن الحقيقه أنه من تلاعب به.... وليس هذا فقط...... بل أدى إلى موت صبى ليس له ذنب بما حدث.....

 

 

 

 

أغمض عيناه بسبب إرهاقه الشديد..... وظل يفكر إلى أن توصل..... أن أفضل حل لهذا..... ألا يعلم ساب حقيقه الأمر.....  حتى لا يشعر بالسؤء تجاه ذاته..... ويظن أنه المسبب بموت الفتى.....

 

 

 

 

تنهد ثم قام خارجا من مكتبه...... وهو فى طريقه لغرفته...... طلب من أحد الحرس..... إرسال السيد ألفين إلي غرفته على وجهه السرعه.....

 

 

 

 

دخل غرفته وهو لا يريد سوى القليل من الراحه.... ولكن ليغتسل أولا..... وبالفعل دخل المرحاض وأزال إرهاق اليومين السابقين عن جسده...... وخرج منه يشعر بقليلا من الإنتعاش.....

 

 

 

ولكن إرتفع إحدى حاجبيه.... حين وجد ألفين نائم على سريره براحه.... لم يعلق وقام بتبديل ملابسه.... وهو يسأله بهدوء: أريدك أن تبحث لى عن فتاة....... ولكن لا أريد أن يعلم أحد بهذا.....

 

 

 

 

 كان جسد ألفين مرهق..... وكاد يسقط بنوما عميق ولكن حديث إستيفان جعل حواسه تتيقظ.... حتى أنه قام فزعا من نومته...... قائلا بحده: ألم تكتفى من أسرارك هذه..... فقد سأمتها..... كما أننى أتعجب.... لماذا أنا من تترك له كل ما لا تريد أن يعلمه أحد؟؟!

 

 

 

 

 

أجابه إستيفان ببردو: لأنك تأتينى بما أريد.... وليس معنى هذا.... أننى لا أثق أو أقلل من قدر كلا من ديفيد أو ماكس..... وهذا ما إحتجته منك منذ يومين وما أحتاجه منك الأن.....

 

 

فسأله ألفين مستفهما: ومن هذه الفتاة التى لا تريد لأحد أن يعلم.... أننى ابحث عنها.....

 

 

 

 

 تنهد إستيفان ثم أخبر ألفين.... ما رواه ساب له بإختصار..... كان ألفين يستمع له.... وهو ينظر له بعين مندهشه..... ولم يخرج من فمه سوى كلمه واحد.... اللعنه.....

 

 

 

أغمض ألفين عيناه متنهدا.... ثم فتحها مكملا بهدوء لا يجب أن يعلم هذا الفتى.... بحقيقه الأمر إستيفان كاد إستيفان أن يجيبه.... إلا أن ألفين أوقفه مكملا.... لا تخبرنى أنك ستفعل ما تشاء.... ولكن أنا أقولها لك هذا الفتى سيتحطم.... حين يدرك حقيقه الأمر.... قد يغرك صلابته..... ولكن إذا إقتربت سترى هشاشته..... كما كان بإجتماع اليوم.....

 

 

 

 

قال إستيفان وهو يعطيه ظهره.... حتى لا يرى صديقه إهتمامه ب ساب: هذا ما فكرت به مسبقا ألفين.... لن أخبره شئ حتى لا أحطم ما بقى منه....

 

 

 

 

 

تعجب ألفين من حديث أستيفان وتفكيره.... فى ما قد يحدث للفتى... فهو لا يضع بتفكيره ما قد يشعر به البعض من تصرفاته..... وخاصه إن رأى أن هذا لصالحهم.... وأكثر من عان من هذا..... هو ديفيد....

 

 

 

 

 إلا أن ألفين قرر ألا يعلق علي ما سمعه.... وقال بثبات: أنا سأرسل من يعلم من هى وما أسمها؟!... ويعلم أن كانت على قيد الحياه.... وهذا ما أتمناه ويجلبها إلينا هنا....

 

 

 

 

 نظر له إستيفان وأومأ له.... فقال ألفين بصوت مجهد: الأن سأذهب لأستريح لبعض الوقت....ولا ترسل لطلبى بعد الأن..... ثم تركه خارجا من غرفته....

 

 

 

 

 

 تمدد إستيفان على فراشه..... ثم قام بإغماض عيناه لعله ينام لبعض الوقت..... وبالفعل غفى لشده إجهاده

..... ولكن لم يدوم الأمر...... حيث بدأ يرى ساب جالسا أمامه يبكى بقوة..... كما كان منذ ساعات قليله وحين حاول الإقتراب منه ليهدأه.....كما فعل بمكتبه...

 

 

 

 

 

نظر له ساب بخيبه أمل.....جعل عقده حاجبيه تظهر...

وهناك أصاب قلبه بألم..... لا يدرى سببه.....

 

 

 

 

 

حدثه ساب بألم: ظننت مختلفا.... فوهبتك ما لم أهبه لأحد من قبل.....ظننتك لن تصيبنى بألما كما فعلوا..... إلا أنك قد خدعتنى..... وأصبتنى بألم أقوى مما فعلوا.....أصبتنى بأخر ما تبقى من إنسانيتى....قالها وهو يضرب بيده على قلبه.....

 

 

 

ولكنه توقف عن الحديث..... ثم أمسك بخنجر كان جواره..... وأكمل وهو ينظر له بألم شديد.... لهذا لم يعد بداخلى..... ما أعطيه لأحد.....

 

 

 

 

ثم قام بطعن نفسه بالخنجر الذى كان بيده..... ولم يترك ل إستيفان فرصه ليعى ما يحدث..... وسقط أرضا غريقا بدمائه أمامه.....

 

 

 

 

عندما رأى إستيفان دمائه.... شعر أنه هو من أصيب بقلبه بهذا الخنجر.....يشعر أن روحه غادرته.... وهنا تساقطت الدموع من عيناه.... فعلها إستيفان بكى.... وهو يجلس أرضا..... جوار جسد ساب الذى غادرته الحياة..... ضم جسد ساب إليه ثم صرخ بأسمه.....

 

 

 

 

 

وعندها فتح عيناه مستيقظ من سباته..... الذى لم يدم ساعتين.... وهو يتنفس بقوه.....ويداه على قلبه الذى مازال يشعر بألم حاد به.....

 

 

 

 

#يتبع..