الفصل الثاني عشر - ظلمات حصونه
- الفصل الثاني عشر -
أرتخى جسده تحت تدفق تلك المياه الباردة التى منحته الانتعاش يفكر فيما فعله منذ قليل ولما فعل ذلك؟! أحقا كان يُريد فعلها وأستغل الوضع ، أم كان يُفرغ بها كل ما يحمله منذ عشرون عاما؟! لماذا إذا تعامل بها بكل هذا اللطف واللين ، لماذا كان يُضاحها وكأنهما يُمارسان الحب معا ، لماذا لم يفتك بها ويجعلها تصرخ بألم وليس بمتعة ، لماذا صرخ معاها وهو لم يعتاد أن يصرخ أمام العاهرات التى يُضاجعهم ، لما شعر بكل تلك النشوة والأستمتاع عندما أستمع إلى صرخات المتعة خاصتها وهو لم يكترث لأستمتاع أى إمرأة قط
حرك "جواد" رأسه أسفل المياه مُحاولا طرد تلك الافكار من مُخيلته ثم قام بغلق صنبور المياه وألتقط إحدى المناشف القطنية ولفها حول خصره وألتقط أخرى واضعا إيها حول عنقه وتوجه للخروج من الحمام مُتجها إلى غرفة تبديل الملابس ليوقفه صوت بكائها المرير
شعر "جواد" بالصدمة من تلك الوضعية التى رآها بها فهى تجلس على الفراش عارية تماما كما تركها ولكنها كانت قد أعتدلت فى جلستها ضاممة ساقيها إلى صدرها وذراعيها ملفوفان حولهما مُحضتنة إياهما دافنة وجهها فى ركبتيها وصوت بكائها ونحيبها يملأن المكان ليندهش هو كونها تبكى ولأول مرة يراها وهى منهارة هكذا ، فلم يسبق له أن رآها بهذا الضعف حتى عندما قام بأخذ عُذريتها لم يراها تبكى حينها ، لماذا إذا تبكى الان؟!
بينما كانت "ديانة" تبكى قهرا وألما على ما حدث بينهما تشعر بكثير من الاهانة التى لم تتعرض لها من قبل ، لم تكن تتوقع أن يأتى يوما وتطلب بل وتُلح على رجُل أن يمارس معها الجنس ، ليس أى رجل بل ذلك الحقير الذى تتمنى قتله ، ذلك الذى يفعل أى شيئا ليُشعرها بالذلة والمهانة ، بل ويريد تعذيبها والان قام بتجريدها من كبريائها بجعلها تترجاه ان يفعل ذلك الشئ معها ليزداد بكائها ونحيبها بينما توقفت عن البكاء وقامت بسحب الأغطية عليها عندما شعرت بوجوده أمامها لتتحول نظرتها من البكاء والضعف إلى الغضب والكراهية
أدرك "جواد" سبب بكائها عندما رأى فعلتها تلك ليُخمن أن سبب بكائها هو شعورها بالذل والمهانة ليشعر بطيف أنتصار وفخر على ما فعله بها وعزم على أن يُزيد من إشعارها بالإهانة ليزيد شعوره باللذة والمتعة من ضعفها أمامه وكأنه يشعر بمدى قوته عندما يرى ضعف الاخرين امامه ليردف مبتسما بأستهزاء
_ كلهم فى البداية بيعملوا زيك كده بس لما بيجربوا ويعجبهم بيجوا لحد عندى ويترجونى انام معاهم تانى
شعرت "ديانة" بكثير من الغضب والأهانة لتشبيهها بالعاهرات الذين يمارس معاهم ولم تستطيع السيطرة على نفسها لتنهض سريعا مُتوجهة إليه واكزة إياه فى صدره صارخة فى وجهه بغضب وحنق رادفة
_ أنت أيه!! حيوان...معندكش دم...مش بتحس يا...
كانت تتفوه بكل كلمة وهى تضربه فى صدره ليقاطعها قابضا على رسغها بعد شعوره بالغضب لكونها تدفعه بتلك الطريقة وتتطاول عليه بالحديث ليسحق أسنانه بغضب رادفا
_ عارفة لو فكرتى ترفعى أيدك عليا او تغلطى فيا مرة تانيه انا هعمل فيكى ايه؟!
رمقتة بغضب وتحدى والدموع مُتحجرة فى عيناها ، فهى لم يعد يُهمها شيئا فهى تظن أنها رأت أسوأ ما عنده ولكنها لا تعلم أنها لم ترى شيئا بعد ، لتصرخ به رادفة بأستهزاء
_ هتعمل أيه يعنى؟ هتقتلنى! ياريت عشان أخلص منك ومن قرفك ده
أزداد "جواد" من شدة جذبته لذراعها بغضب لكونها تتحداه ليردف بأستهزاء
_ لااا..أقتلك ده أيه!! أنا مش هقتلك بالساهل كده انا هخليكى تتمنى الموت كل لحظة وانا بعذبك وبهينك وبذلك وبطلع عين أهلك ولما أبقى أزهق منك هبقى أقتلك متقلقيش
أعتلت وجهها ملامح الأشمئزاز والأحتقار رادفة بحدة
_ أنت حيوان وحقير وزباله و....
قطع حديثها بجعلها تلتف ليصبح ظهرها مُقابلا لصدره ووجهها مُقابلا للفراش وسريعا ما قام بالضغط على ظهرها لجعلها تنحنى أمامه ويصبح منتصفها السُفلى من الخلف مُقابلا مُنتصفه السُفلى من الامام رادفا بمكر
_ كلمة كمان وهوريكى انا حيوان قد أيه وأخليكى تشوفى جزء بسيط من حقارتى "أمتدت يده للقبض على مؤخرتها مما جعلها تنتفض بين يديه ليبتسم بأنتصار رادفا" بس المرة دى مش هتبقى زى من شوية كده ، هتبقى مختلفة عنها تماما فى المكان "رفع يده وتهاوى بصفعة قوية على مؤخرتها مما جعلها تصرخ بألما ليُكمل" وفى الأحساس كمان وهتندمى ندم عمرك لان اللى هعمله فيكى مظنش حد عملوا معاكى قبل كده ، وانتى وشوقك بقى
أبتلعت "ديانة" ريقها بخوفا وذعر بعد أن أدركت ما يعنيه بكلماته وانه يُهددها بممارسة تلك العلاقة المُحرمة حتى بين الأزواج والمؤلمة جدا أيضا بينما لاحظ "جواد" فزعها وذعرها ليعزم على أن يمرح معها قليلا ويستمتع بأن يُشعرها بمزيد من القلق والتوتر
أمتدت يد "جواد" إلى تلك المنشفة التى تُحاوط خصره وسريعا ما قام بنزعها مما جعل "ديانة" تشعر بالفزع الشديد وأخذت ضربات قلبها فى التزايد ليأتها صوته الرجولى رادفا باستفسار
_ لسه عايزة تقولى حاجة؟؟
أستطاعت "ديانة" التخلص من قبضته حول خصرها وسريعا ما فرت من أمامه برعب وهلع مُتجهة إلى الحمام وأوصدت الباب خلفها بلهفة ، بينما لم يستطيع "جواد" السيطرة على ابتسامته المتسلية التى أرتسمت على وجهه وتلك أول مرة له منذ فترة طويلة أن يبستم بمصداقية وسريعا ما أتجه إلى غرفة تبديل الملابس معازما على الذهاب إلى الشركة
●●●●●
أنتهى من تناول الإفطار بعد أن قام بتبديل ملابسه عازما على التوجه إلى الشركة ، دلف "هاشم" السيارة مُحددا وجهته ليوقفة صوت رنين هاتفه مُعلنا عن وجود إتصالا ، ألتقط الهاتف ليرد بعد أن علم من المتصل ليأتيه صوت أنثوى يصرخ بأستغاثة رادفا
_ ألحقنا يا هاشم بيه
فزع "هاشم" من صراخها مُدركا ان هناك مشكلة كبيرة قد حدثت ليردف مستفسرا
_ فى أيه يا هند؟!
أبتلعت بمزيد من القلق والخوف من ردة فعله ولكنه يجب ان تُخبره حتى لا يزيد الامر سوء لتردف بتردد
_ الست هانم كنت بقطعلها فاكهة ودخلت المطبخ أعمل حاجه طلعت لقتها ماسكة السكينه وبتحاول تموت نفسها ومحدش عارف يسيطر عليها ابدا
أعتلت وجه "هاشم" ملامح الصدمة والهلع وسريعا ما ألقى الهاتف جانبه وتوجه إلى ذلك المكان الذى يخفيها به عن أعين الناس بعد أن أشاع أنها قد توفيت من عشرون عاما
وبعد قليل من الوقت وصل "هاشم" إلى ذلك المكان وسريعا ما سحب مكابح السيارة بشدة لدرجة أن السيارة قد صاحت من هول صدمة الاحتكاك ، ترجل من السيارة على عجل وركض مُتجها إلى داخل المنزل
وقف "هاشم" مصدوما مما يراه ف "لبنى" تقف وتحمل ذلك السكين موجهة طرفه المُدبب إلى صدرها مُحاولة إستجماع شجاعتها لغرسها داخل قلبها ليأتها صوته الامر بغضب ممزوجا بالرعب صارخا بها كى يوقفها رادفا
_ لبنى
أرتجف جسدها عند سماع صوته لتُحاول الضغط على نفسها لكى تخترق تلك السكين جسدها وترحمها من ذلك العذاب الذى هى أسيرته من أكثر من عشرون عاما ليتجه إليها "هاشم" بسرعة وقبل أن تنجح فى ما كانت تنويه ألتقط منها السكين وسريعا ما ألقاه أرضا وسيطر على يديها فى قبضة يده صائحا بمن حوله بغصب
_ أطلعوا كلكوا برا
سريعا ما نفذ جميع من فى الغرفة الامر وخرج الجميع ليُحول "هاشم" نظره إلى "لبنى" الذى تقف أمامه وهى تبكى بأنهيار بين يديه ، ليأخذ نفسا عميقا براحة وأطمئنان لكونها لم يحدث لها شيئا ، ولكن لماذا يشعر بالراحة من كونها بخير وهو اول شخص يريد قتلها وتعذيبها ، هل يشعر بالشفقة تجاهها ويريد أن يرحمها؟! ليأتيه صوتا صارخا بداخله يُزجره بنهى ، بالطبع لا يريد رحمها ولكنه يريد أن يرى عذابها وحسرتها على ابننها عندما يقتلها أمام عينيها كما فعلت به عندما قتلت زوجته وأبنتة
شعر "هاشم" بالضعف الشديد عندما تذكر ما حدث لزوجته وجنينه لتمتلئ الدموع فى عيناه موجها حديثه إلى "لبنى" الماثله أمامه رادفا بأنهيار
_ ليه عملتى فينا كلنا كده دمرتى عيلة بحالها ، قتلتى مراتى واللى فى بطنها ودمرتينى ودمرتى بيتى ودمرتى اختى وأتسببتى فى موت اخويا وخلتينى اعمل حاجة ندمان عليها لحد دلوقتى ، خلتينى أتجوز هناء اللى هى أخت مراتى واللى انا عارف انها كانت بتحب اخويا وأخد عهد أنى مقربلهاش طول العمر
ضيقت "لبنى" ما بين حاجبيها فى صدمة فهذا الكلام تستمع إليه للمرة الاولى فى حياتها وهذا يُفسر لها سبب كراهية "هناء" لها وجعلها تفعل كل ما فعلته فى ذلك اليوم ليقبض "هاشم" على ذراعيها بغضب وألم والدموع تتساقط من عينيه رادفا
_ شوفتى بقى عملتى فينا أيه ، عشان كده أنا مش هسيبك تموتى بالساهل لازم اعذبك زى ما انا اتعذبت لازم أحرق قلبك زى ما حرقتى قلبى لازم أكويكى بنارى اللى انا مكوى بيها بقالى عشرين سنه أشتياق وحرمان وضعف وعذاب لازم تدفعى التمن يا لبنى
هزت "لبنى" رأسها بنفى تُحاول للمرة المليون ان تُجعله يفهم انها لم تفعل شيئا ولكن لا فائدة من ذلك ، بينما "هاشم" لم يعد يستطيع السيطرة على نفسه أكثر من ذلك فتلك الرغبة والحرمان بداخله لا يرأفان به ابدا ، لينقض عليها مُلتهما شفتيها بمنتهى الغضب والقسوة غير مُكترث لتلك التى أنصعقت من صدمتها مما فعله وتُحاول دفعة بعيدا عنها ولكن دون فائدة فهو كالجدار لا يتحرك ابدا
ظل "هاشم" ينتقم من شفتيها حتى تذوق بهم طعم الدماء ولكنه لم يتوقف بينما "لبنى" لم تعد تستطيع إبعاده خصيصا بعد شعورها بالأختناق وأحتياجها للهواء ، وبعد كثيرا من الوقت أخيرا أبتعد عنها بعد صياح هاتفه مُعلنا عن وجود إتصالا من "جواد"
شهقت "لبنى" مُحاولة تنظيم أنفاسها بعد شعورها بالأختناق التام وظنت أنه يُحاول قتلها ، بينما "هاشم" شعر بالصدمة والغضب من نفسه مما فعله ، كيف لم يستطع ان يسيطر على حاله؟! ماذا فعلت تلك اللعينة حتى أجبرته على تقبيلها؟! كيف لم تمنعه عن فعل ذلك؟!
رمقها "هاشم" بكثيرا من الغضب والأحتقار مُلقيا عليها وحدها خطأ ما حدث الان مُحاولا إقناع نفسه أنها كانت تستطيع أن تمنعه ولكنها لم تفعل ، صفعة قوية تهاوت من يد "هاشم" على وجه "لبنى" رادفا بأشمئزاز
_ كنت عارف أنك نجسة وقذرة
سريعا ما ذهب "هاشم" هاربا مما فعله تاركا إياها غارقة فى بُحور ما يحدث ودموعها لا تتوقف عن الانسياب مُلقية الذنب على نفسها على الرغم أنها لم تقدر على إبعاده عنها
●●●●
ألقى "جواد" هاتفه على مكتبه بغضب ونفاذ صبر ليأتيه صوت "إياد" الجالس أمامه مُستفسرا
_ ايه مبيردش بردو؟!
أغمض "جواد" عيناه بملل رادفا بنفى
_ لا
حاول "إياد" تهدئة "جواد" بأشغاله بأمر آخر وأيضا يُخبره ما يجب أن يحدث الفترة القادمة ليردف بجدية
_ زمانه جى يمكن عنده مشوار ولا حاجه ، المهم فرع الشركة بتاعتنا فى أمريكا المفروض هنمضى صفقة كبيرة مع شركة عقارت كبيرة هناك ومحتاجين حد يسافر كمان أسبوع ضرورى وهاشم بيه انت عارفه بقاله حوالى سنة مش بيسافر لإكمال صفقات يبقى حضرتك لازم تسافر
قال "إياد" جملته الأخيرة باستهزاء ظننا منه ان "جواد" ليس لديه مزاج للسفر ولن يقبل تلك السفرية الان وأن عملهم سيتعطل بسبب مزاجيته اللعينة ليفأجئه "جواد" رادفا بحدة
_ تمام أحجزلى فى طيارة يوم الحد الساعه ٨ الصبح
أندهش "إياد" مما أستمع إليه ليردف بصدمة مستفسرا
_ انت بتتكلم جد؟! السفرية دى مش يومين او أسبوع دى ممكن تعدى الشهر
أمتعت ملامح "جواد" بالغضب رادفا بأنزعاج
_ هو انا عيل صغير معاك مش هبقى فاهم اللى بقوله ولى ايه؟!
لا حظ "إياد" أنزعاج صديقة الذى يعرفه جيدا ليُفضل إنهاء الحديث قبل أن يزداد الامر سوء ويتشاجران ليردف سريعا
_ لا يا عم انت حر خلاص براحتك
خرج "إياد" من المكتب تاركا "جواد" خلفة يفكر فيما حدث بينه وبين "ديانة" ليشعر بكثير من الغضب لكونه يفكر بها دائما ، فهى تُشبه اللعنة التى تُصيب الانسان ، مازال لا يستطيع تفسير ما حدث فى صباح اليوم ، اهو حقا كان يريد ان يقوم بعمل علاقة معها ام انه فهل هذا لكى يشعر بانتصارة على "هناء" بكونه أهان الفتاة التى أستطاعت إهانتها!! أم أنه كان يحاول أن يُقنع نفسه انه يستطيع ان يعصى كلام "هناء" ويفعل ما يريده ، شعر بالتشتت من تلك التناقضات بداخلة ليلتقط هاتفه وسريعا ما شرع فى الخروج من الشركة بأكملها
●●●●●
بعد مرور اكثر من أسبوع...
جالسة بغرفتها وشعور القلق لم يُفارقها منذ يومان بعد أن لاحظت عدم مجىء "جواد" إلى البيت ، نعم هى تشعر بالراحة من عدم وجوده ولكن الأمر أصبح مُريباً بالنسبة لها لتتذكر ما حدث فى ذلك الأسبوع الاخير
•••
تجلس "ديانة" بغرفتها تُفكر فيما حدث بينهم فى صباح هذا اليوم لتمتعض ملامحها بالكثير من الغضب عندما تذكرت ما فعله بها وتلك الطريقة المُهينة التى أفقدها بها عُذريتها بأمر من تلك المرأة الحقيرة ولم يكتفى بهذا الأمر بل مارس معها ولأول مرة بتلك الطريقة الخبيثة مما جعلها تشعر وكأنها عاهرة من تلك العاهرات اللاتى يعرفهن ، أغمضت "ديانة" عينيها بكثير من الأشمئزاز والكراهية عازمة على أن تمنعه من التقرب إليها مرة أخرى حتى ولو وصل الأمر لأن يقتلها او تقتله
قطع تفكيرها صوت صياح مكابح سيارته التى توقفت مرة واحدة مُعلنة عن وصله لتشعر "ديانة" بالخوف من فكرة مجيئه وذهبت كل شجاعتها وكأنها تبدلت إلى فتاة أخرى تخاف قربه ، تململت بفراشها مُصطنعة النعاس حتى تستطيع الهروب من ذلك الشخص اللعين
فتح "جواد" باب الغرفة بأندفاع وكأنه نسى وجودها لتقع عيناه على تلك التى تتوسد الفراش غائبة فى نومها ، وقف "جواد" أمام فراشها لتشعر هى بقربه ليرتجف قلبها خوفا من تنفيذ تهديده الذى أخبرها به صباح اليوم ولكنها هدأت قليلا عندما شعرت بانصرافه وتوجهه إلى غرفة تبديل الملابس
بعد وقت ليس بكثير خرج "جواد" من غرفة تبديل الملابس بعد أن غير ملابسه لتظن "ديانة" أنه قادم للنوم بجانبها لتندهش من مُغادرته الغرفة غالقا بابها خلفه لتُدرك انه سيتجه إلى غرفة أخرى وذلك الشىء راقها كثيرا ، ولكن الأمر أصبح مُخيفا بالنسبة لها بعد ان مر أسبوع كامل وهو يتجنبها تماما وكأنها غير موجودة من الأساس فهو يستيفظ باكرا ويقضى اليوم كله بالخارج ولا يعود سوى لينام فقط ويُعيد نفس الأمر كل يوم لمدة أسبوع كامل وهى يزداد قلقها وخوفها من ذلك الهدوء الذى تملكه ولكنها تُطمئن نفسها ظننا أن هذا جيد
•••
كان ذلك قبل ثلاثة أيام فهى منذ مرور ذلك الأسبوع وهى لم تراه أبدا حتى أنه لم يأتى إلى البيت ليصبح الأمر مُريبا بالنسبة لها ، فهى بقت لثلاث أيام تجلس بهذا البيت بمفردها وهى لا تعتاد هذا الامر ، حتى أنها لا تستطيع الخروج من هذا البيت ، وأيضا ليس بحوذتها هاتفها المحمول فقد أخذه منها منذ ذاك اليوم الذى سمعها فيه وهى تتحدث إلى "أدهم"
قطع تفكيرها صوت جرس الباب مُعلنا عن قدوم أحدهم لتُسرع لفتح الباب ولكنها تتوقف للحظة تظن أنه قد يكون ذلك "الجواد" ولكنها تتذكر أن بحوذته مفتاحا وإذا كان هو لكان لم يرن الجرس ، فتحت "ديانة" ذلك الباب لتتفاجئ بتلك التى تقف أمامها ، هى تشعر وكأنها رأتها من قبل ولكنها لا تتذكر من تكون لتردف بأستفسار
_ مين حضرتك؟!
قابلتها الاخرى بأبتسامة صادقة وهى تقوم بخلع نظارتها رادفة بأحترام
_ أنا زينة بنت عمك وأخت جواد
أطالت "ديانة" النظر إليها وهى لا تعلم ماذا تفعل أتُدخلها أم تطردها فهى رأت ما يكفى من تلك العائلة بداية من ذلك الجواد نهاية بتلك المرأة الوقحة ، ولكن الشىء الذى يُربكها هو ابتسامة تلك الفتاة التى لا تعلم اهى صادقة ام لا ليأتيها صوت "زينة" رادفة
_ أيه هتسبينى واقفة على الباب كتير كده ولا أيه؟!
حمحمت "ديانة" بحرج وقررت ان تُدخلها على الأقل تتحدث إلى أحد افضل من التحدث إلى نفسها طوال تلك الفترة الماضية لتردف بترحيب
_ لا أبدا ، أتفضلى
دلفت "زينة" المنزل وجلست بصحبة "ديانة" مُحاولة معها بدء الحديث دون إشعارها بأى هجوم او لوم عليها لتبتسم لها بحب رادفة
_ طبعا أنا كان نفسى أقعد معاكى من بدرى تقريبا من اول ما عرفت انك انتى وجواد اتجوزتوا بس بصراحة كنت مستنية شوية لحد ما الأمور تهدا وأستغليت سفر جواد وقولت أجى أقعد معاكى شوية
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها بصدمة رادفة بأستفسار
_ هو مسافر؟؟
شعرت "زينة" بالدهشة من صدمة "ديانة" وكونها لا تعلم عن سفر زوجها ولكنها سريعا ما تذكرت شدة "جواد" وجفائه وعدم إكتراثه لإخبار أحدا عما يفعله لتُردف بهدوء مُحاولة عدم إحراجها
_ أه يا بنتى أصل جواد كده بيعمل الحاجة ومش بيعرف حد خالص ده انا عرفت من بابا بالصدفة
أومأت "ديانة" برأسها مؤكدة على كلامها لتشعر "زينة" أن هذا الوقت المناسب لمُحادثتها لتردف بهدوء
_ المهم خلينا فى اللى جيالك عشانه ، أكيد عرفتى أيه سبب جوازك من جواد وأيه اللى حصل من عشرين سنه ، طبعا انا مش جايه افتح فى القديم او أتكلم معاكى فى حاجه بخصوص اللى حصل وعارفة أن ملكيش ذنب وعارفة إن اللى بيفكر فيه بابا وجواد وطنط هناء غلط ، سواء ماما او مامتك فهما الأتنين ماتوا وربنا هو اللى هيحاسبهم على اللى حصل أى كان هو ايه ، انا جايه أقولك أنى مش معاهم فى أى حاجة وعايزه أقولك على حاجة بابا وجواد مش وحشين هما بس موجوعين من موت ماما وخصوصا "جواد" لانه شاف الحادثة وهو أكتر واحد أتأثر بس انا أكيد مش هقف اتفرج وهقنعه انك ملكيش ذنب وعايزاكى تصدقينى وتسمحيلى اننا نكون صحاب وقريبين من بعض لانى معنديش اخوات وكان نفسى بجد يبقى عندى أخوات بنات بس اهو اللى حصل ، ياريت توافقى نكون صحاب واخوات
شعرت "ديانة" بالصدق فى حديث "زينة" وأنها ليست مثل ذلك القاسى المغرور وتلك العقربة التى عرفت أسمها للتو ، يبدو على تلك الفتاة الطيبة والبراءة ويبدو أيضا أنها لا تعلم مدى قذارة شقيقها ومُعاملته القاسية المُجردة من أى إنسانية لتردف بأبتسامة عذبة
_ أكيد طبعا موافقة اننا نبقى أخوات خصوصا أنى حاسه أنك طيبة وكويسة جدا و..
قطع حديثها صوت جرس الباب مُعلناً عن قدوم أحدا اخر لتستأذن من "زينة" وتوجهت إلى الباب وما إن فتحته حتى صاحت بكثير من السعادة والفرح مُعانقة إياها بأشتياق ولهفة رادفة
_ ملك ، وحشتينى..وحشتينى اوى اوى يا روح قلبى
بادلتها "ملك" العناق مُعقبة بأشتياق ولهفة مُماثلة وقد ترقرقت الدموع بعينيها
_ وانتى كمان وحشتينا اوى يا ديانة
أدخلتها "ديانة" وقامت بأصطحابها إلى "زينة" ليتعرفا على بعضهما ، قدمت "ديانة" ملك" إلى "زينة" رادفة
_ بما أنك يا زينة بتحبى جو الأخوات والصحاب وكده تقدرى تعتبرى "ملك" أختنا الصغيرة ، ملك تبقى أختى
أدركت "زينة" أن تلك الفتاة هى شقيقة "مالك" الذى سبق وحدثها عنها لتبتسم لها بحب وترحاب بينما حولت "ديانة" نظرها إلى "ملك" رادفة
_ ودى يا ملك تبقى زينة بنت عمى وأختنا الكبيرة من دلوقتى
صافحتها "ملك" بحب وسعادة بينما شعرت "ديانة" بالدهشة من مجئ "ملك" وأيضا كيف سمح لها الحراس بالدخول لتردف "ديانة" بأستفسار
_ صحيح انتى جيتى أزاى وعرفتى العنوان منين وازاى الحرس دخلوكى؟؟
أبتسمت لها "ملك" بمرح على كثرة أستفساراتها لتردف
_ واحده واحده هفهمك ، مالك جبلنا بيت ونقلنا هنا بالنسبة بقى لعرفت البيت أزاى والحرس دخلونى ازاى فالفضل يرجع لإياد بصراحة
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها لتردف بأستفسار
_ إياد مين
تدخلت "زينة" موضحة الامر "لديانة" رادفة
_ إياد ده يعتبر الصاحب الوحيد لجواد وبيشتغل معاه فى الشركة وأبوه يبقى صاحب بابا جدا
حولت "ديانة" نظرها إلى "ملك" رادفة بأستفسار
_ وده أنتى وصلتيلوا أزاى؟!
قصت "ملك" على "ديانة" ما حدث من البداية وذهابه إلى بيتهم فى القاهرة حتى عزيمته لها على الغداء منذ أسبوع وأنه اخبرها أن "جواد" يُمكن ان يُسافر ووقتها سيأخذها لكى تزور "ديانة" وتطمئن عليها ويُعيدها إلى البيت مرة أخرى
مطت "ديانة" شفتيها جانبأ رادفة بأستفسار ويبدو عليها القلق من تلك العلاقة
_ امم وبعدين
لاحظت "ملك" قلق "ديانة" لتُحاول ان تُطمئنها رادفة بمرح ومشاكسة كعادتها رادفة
_ لا متقلقيش أنتى عارفة ملك كويس اه تبان مجنونة وطقة بس وقت الجد نهد الدنيا هد
ضحك كلا من "ديانة" و "زينة" على طريقة ملك المرحة والمليئة بالطاقة والعفوية بينما فكرت "زينة" انها ليست وحدها من تشعر بذلك الأنجذاب تجاه ذلك الذى يُدعى "مالك" بل هناك أيضا تلك الفتاة التى يبدو عليها الانجذاب لذلك المُراوغ ذو الكلام المعسول الذى يُدعى "إياد" لنرى إذا إلى أين سنصل فى تلك المتاهة الكبيرة التى تُدعى الحياة
●●●●●
جلست "زينة" بصحبة "ماجدة" بعد أن عادت من عند "ديانة" وقصت عليها ما حدث وكلامهم معا وأنهما أصبحا أصدقاء وتقربا من بعضهما البعض
شعرت "ماجدة" بكثير من السعادة لتقرب "زينة" من "ديانة" وانها لا تُفكر فى الأنتقام منها وأنها يُمكن أن تُقنع "جواد" بأن لا يؤذى "ديانة" وان ينسى ما يُفكر به
لاحظت "زينة" سعادة "ماجدة" لتُقرر أن تتحدث معها فى ذلك الأمر الذى لطالما أصبح لا يُفارق بالها لتردف بتردد
_ فى حاجة كمان عايزة أحكيلك عليها ، فاكرة مالك اللى كان جيه زعق هنا وسأل على ديانة "أومأت لها ماجدة بإيجاب لتُكمل بخجل" بصراحة أنا وهو الفترة دى بنتكلم كتير جدا وحاسه بأنجذاب نحيته ، انتى عارفة طبعا أنى مش من النوع اللى بينجذب لحد وده اللى محيرنى ، هو إنسان كويس ومحترم وناجح فى شغله وفى صفات كتير حلوة يمكن عشان كده انجذبتله بس حقيقى يا عمتو متوترة ومش عارفة أعمل أيه
رمقتها "ماجدة" بنظرة حب وثقة مما جعلها تشعر وكأنها تُخبرها انها تثق بها وانها ستفعل الصواب بالتأكيد ، كل هذا وتلك المُتصنتة كالعادة تسترق السمع إلى حديثهما وقد شعرت بالغضب الشديد مما أستمعت إليه
أخرجت "هناء" هاتفها وقد أتصلت بإحدى الارقام وما إن اتاها رده حتى بدأت فى إلقاء أوامرها رادفة
_ زينة بنت هاشم عايزاك عينك عليها وكل تحركاتها تبقى عندى لحظة بلحظة
أنهت "هناء" إتصالها وعزمت على تدمير ذلك الشئ الذين يُحاولون تشيده فهى لم تقبل بالخسارة فى الماضى والان ايضا لن تقبل بالخسارة مهما تطلب الامر لتردف بكثير من التوعد
_ مش هسمحلكوا تهدوا اللى بنيته من أكتر من عشرين سنه يا بنت لبنى انتى وبنت هاشم حتى ولو كان آخر يوم فى حياتى واللى انا مخططاله هيحصل يعنى هيحصل
يتبع.....