-->

الفصل السادس عشر - ظلمات حصونه




- الفصل السادس عشر -


دلف "جواد" مكتبه باكرا ، بعد أن أعتاد على الأستيقاظ مبكرا حتى لا يلتقى ب"ديانة" او يتحدث معها ، فهو منذ تلك الليلة وهما يتلاشيا بعضهما ، ليلحقه "إياد" دالفا الغرفة رادفا بمرح


_ يا صباح التفاح بشوفك برتاح


رفع "جواد" حاجبيه باندهاش من طريقة صديقه المراوغة رادفا بأستهزاء


_ ياض انت مش هتبطل الجو ده! انت فاكرنى واحده من النسوان اللى بتشقطهم وتعط معاهم

 

ضحك "إياد" بمكر ومرواغته التى لا يتنازل عنها فى كل احاديثه رادفا بغمز


_ طب والله لو كنت واحده وبالجمال والعيون الزرقا دى ما كنت هحلك غير لما اقطعك


ألتوت شفتا "جواد" بأستهزاء مُعقبا بنبرة مُتهكمة رادفا


_ لا والصراحه انت قطيع ، كل يوم بسمع انك قطعت واحده شكل والنسوان بتشوفك بتجرى


قهقه "إياد" بهسترية على طريقة صديقه ونبرته المُسهزئه ليسايره فى الحديث فتلك اللحظات لا تتكرر كثيرا وخصوصا من قبل "جواد" ليردف "إياد" مصطنعا الدهشة


_ ياه للدرجه دى انت شايفنى بتاع نسوان


رمقه "جواد" بنظرات تفحص من رأسه إلى اخر قدميه رادفا بأستهزاء


_  وقربت أشوفك بتاع رجاله كمان


سقط "إياد" أرضا من شدة الضحك على ما تفوه به "جواد" وبعد قليل أستطاع ان يهدئ من هول ضحكته رادفا


_ لا يا عم مليش فى الخشن ولا عدت هبقى بتاع نسوان كمان خلاص توبنا إلى الله


ضيق "جواد" ما بين حاجبيه باستنكار رادفا


_ ليه جالك عجز؟!


أمتعضت ملامح "إياد" رادفا بلهفة


_ لا يا عم بعد الشر ، جالى حب


تبدلت ملامح "جواد" من الأستهزاء للضيق والحنق وسريعا ما نهض من كرسيه متجها إلى نافذة مكتبه مُشيحا بنظره فى الفراغ مُتنهدا بتأثر رادفا


_ ما هو ده كمان عجز بس مش فى الجسم ، العجز ده فى الروح والعقل ، بيخليك تايه بين قلبك وعقلك مش عارف تسمع لده ولا تمشى ورا ده ، وقتها بس بتحس قد أيه أنت عاجز وضعيف قدام اللى انت عايز تعمله واللى المفروض انك تعمله


شرد "جواد" بمخيلته واصبح يتحدث بما يدور فى عقله دون إرادته ، حتى لم يلاحظ انه يتفوه بهذا الحديث أمام "إياد" الذى نسى وجوده بالفعل ، لييقظه من شردوه صوت تصفيق "إياد" رادفا بمشاكسة


_ الله ده احنا بقينا بنتكلم فى الحب اهو ، احنا وقعنا ولا أيه يا عم جواد؟!


فاق "جواد" من شروده على سؤال "إياد" ليلتفت إليه رامقا إياه بغضب من سواله ولكنه لم يكن يريد ان يتشاجران معا اليوم ، ليحاول تغير مجرى الحديث رادفا بحدة


_ المهم مين دى بقى اللى وقعتك على بوزك؟؟


تبدلت ملامح "إياد" للتوتر والقلق خشية من ردة فعل "جواد" من معرفته انه ترك جميع الفتيات وذهب كى يخطب أبنة العائلة التى ربت "ديانة" ليردف بتلعثم


_ امم..ملك الصاوى


أمتعضت ملامج "جواد" بغضب بالطبع هو يعلم من تكون تلك الفتاة ليردف بأنزعاج مستفسرا


_ بنت محمود الصاوى؟! انت بتعادينى ولا بتستهبل ولا أيه؟!


حاول "إياد" تهدئة "جواد" رادفا بمصدقية


_ والله لا دى ولا دى ، انا حبتها بجد


رمقه "جواد" بغضب وكاد أن يُصيح به ليمنع نفسه مُذكرا بأنه ليس لديه الحق فى أن يلومه فهو حر ، من حقه ان يختار من تناسبه وبالنهاية هى فتاة صغيرة وأهلها لم يكترفا بحقه أى خطأ بل انهم أدوا إليه معروفا وهو الأعتناء ب"ديانة" ، ليزجر نفسه سريعا على تفكيره بتلك الفتاة ولأمتنانه لراعيتهم لها منذ البداية ، ليطرد تلك الأفكار من رأسه سريعا رادفا


_ مبروك يا إياد


أبتسم "إياد" إلى صديقه بأمتنان على عدم مشاجراته مُضيفا بسعاده


_ لاا مبروك كده بس متنفعش ، انا معنديش صاحب غيرك هتنزل تنقى معايا البدله وكل حاجة


أغمض "جواد" عينيه بملل فهو لا يروقه هذه التفاهات ولكنه لا يريد ان يُخيب امال صديقه الوحيد ، فهو يعلم انه لا يملك اخًا او صديقا غيره لذلك لن يدعه وحده ليردف "جواد" مُعقبا بحنق وإنزعاج


_ حاضر منا ولى امر اهلك انا عارف


ضحك "إياد" على إنزعاج صديقه ولكنه لاحظ انه لا يريد ان يزعجه او يكسر فرحته ، ليشعر بالسعاده على اختياره لصديق كهذا


●●●●


كعادته يجلس أمامها يتحدث إليها تارة ويصيح بها تارة أخرى بينما هى تجلس تستمع لكل ما يقوله دون النطق بحرف ، وكيف لها ان تتحدث فإذا كانت تملُك القدرة على التحدث لكانت أخبرته بما حدث منذ زمن ليردف بهدوء


_ لأول مرة احس إنى عايز اتكلم معاكى من غير ضرب او إهانه او حتى شعور بالإنتقام ، عايز اقول كلام مش هعرف اقوله لحد غيرك ، يمكن عشان ضامن انك مش هتقولى الكلام ده لحد او يمكن عشان الكلام ده مينفعش يتقال لحد غيرك


أطرق برأسه أرضا مُستسلما لإخراج ولو جزء بسيط مما يحمله بداخله خصيصا وانه لا يقدر على التفوه به مع أحد وخصيصا "هناء" الذى يندم أشد الندم على زواجه منها فقد كانت إتفاقية قاسية جدا بالنسبة له ولكنه لا يستطيع الآن فعل شيء ، ليجد نفسه لا يستطيع التحدث إلا لتلك المرأة التى كانت السبب على ما فيه اليوم ليتنهد بحزن مُشاركها حزنه رادفا


_ ديانة حامل


أتسعت عينى "لبنى" بصدمة مما استمعت إليه لا تعلم أتشعر بالسعادة كأى أم تفرح بحمل ابنتها وانها ستصبح جدة ام تشعر بالشفقة والحزن لانها تعلم ان هذا الزواج كان بغرض الإنتقام وان ذلك الحمل بالطبع قد حدث بطريقة بشعة ومُهينة وقد تكون تلك الطريقة سببت لها الألم والشعور بالذلة والمهانة ، لتتهاوى دموع "لبنى" من مجرد تخيل الأمر وما قد يكون حدث لأبنتها


لأحظ "هاشم" دموعها ليُخمن أنها تبكى خوفا على ابنتها ومن أن يؤذيها أحد هى او جنينها ليبتسم باستهزاء لا يدرى على بكائها أم على نفسه فهو لا يقدر على إيزاء ذلك الجنين ، فهو أول من ينتظر قدومه حتى يُخفف من حزنه كل تلك السنوات ويكون العوض على كل من فقدهم منذ سنوات عدة ليعقب بضعف


_ متعيطيش يا لبنى ، انا مش هأذى حفيدى ابدا ، كفاية انه هيكون من صُلبى انا وشرف "تهاوت بعض الدموع من عينه مُكملا" ويمكن يكون عوض من ربنا عن كل اللى خسرناهم زمان


لم تستطع "لبنى" التحكم فى بكائها وسريعا ما ألقت بنفسها تحت قدمى "هاشم" مُقبلة إياهما ببكاء وراحة فى آنٍ واحد ، فيمكن أن يكون وجود هذا الطفل هو طوق النجاة بالنسبة لأبنتها وأيضا سيكون العوض عن جميع من فُقدوا منذ زمن طويل


أغمض "هاشم" عينيه بضعف وحيرة شديد من بين أن يضمها إلى صدره ويصرخ إلى أن يتخلص من كل ذلك الألم أم يضمها بقسوة وعنف إلى أن تُحطم عظامها وتخرج روحها من جسدها ، ليجذبها "هاشم" من شعرها ليعقب بمزيج من الغضب والضعف معا رادفا


_ انا بكرهك يا لبنى ، بكرهك بس مش عارف ايه اللى حيشنى عن قتلك كل ما احاول اضعف ، بس اوعدك انى هتخلص من الضعف ده قريب لان مينفعش انا وانتى نبقى على نفس الدنيا


دفعها "هاشم" بعيدا عنه هاربا من ذلك الضعف والحيرة التى يشعر بهما معها ، بينما هى ظلت تُتابعه ولأول مرة تشعر عليه بالشفقة فهى تعلم انه لطالما كان شخصا جيدا ولكن ما حدث فى ذلك اليوم قد أخرج أسوأ ما فيه وهو حتى لا يعلم حقيقة الأمر ولكن ما تخشاه هو حدوث ما كانت تحاول منع حدوثه منذ سنوات طويلة فذلك لن يكون سهلا على أيا منهما ، لتتنهد رافعة وجهها للسماء داعية بداخلها أن تنكشف الحقيقة قبل فوات الأوان


●●●●


بعد مرور بضعة أسابيع...


كان كلا من "ديانة" و"زينة" تستعدان للذهاب إلى حفل خطبة "إياد" و"ملك" وذلك بعد خروجهما معا للتسوق وشراء كل الأغراض التى سيحتجان لها وشرعا فى تجهيز نفسهما


أنتهت "زينة" من أرتداء فستانها الأسود الرقيق دون حمالة مكشوف الصدر والاكتاف مُنسدلا إلى نهاية قدميها مُرتدية فوقه شال حريرى شفاف باللون الأسود ، أستعانت بتصفيفة بسيطه وهى جعل شعرها مُموج واضعة إياه بجانب واحد مُضيفة عليه تلك الشعرات البسيطه القصيرة التى تصل إلى نهاية جبهتها ، وأنهت اناقتها بوضع القليل من مُستحضرات التجميل التى زادتها جمالا والوانها المناسبة لهذا الفستان ، لتصيح بعجلة موجهة حديثها إلى "ديانة" التى مازالت تستعد رادفة بحنق


_ يلا بقى يا ديانة كل ده بتلبسى ، دا انتى لسه فى الرابع اومال لما تبقى فى التاسع هتعملى ايه! هنلبسك احنا؟!


خرجت "ديانة" من غرفة تبديل الملابس مرتدية ذلك الفستان الرمادى اللامع ذو الأكتاف المُغطاه كاشفا ذراعيها ورقبتها الذى يصل إلى نهاية ركبتيها مُضيفة عليه ذلك الجزام الذى برز مفاتنها وزادها جمالا ، أستعانت بتصفيفة شعر بسيطة وهى انها جعلت ثلثان شعرها بإحدى الجانبى والثلث الاخر بالجانب الأخر ،واكملت زينتها بأستخدام مستحضرات التجميل وقامت بعمل رسمة عين قوية وجريئة إلى حد ما بالاضافة إلى زراق عينيها


أتسعت عينى "زينة" بصدمة مُصفرة بأعجاب على اناقة وجمال "ديانة" رادفة بمدح


_ بسم الله مشاء الله أيه الحلاوة والجمال ده كله ، لا دا انتى كده هتخطفى الانظار اكتر من العروسة


أبتسمت "ديانة" على كلمات "زينة" ظنا منها انها تُبالغ رادفة بحب


_ أنتى أحلى يا قلبى ، وبعدين مش للدرجة دى يعنى انا لو خطفت الأنظار هخطفها بالبلبلونه اللى فى بطنى دى


ضحكت "زينة" على كلمات "ديانة" رادفة بتوضيح


_ طبيعى يا بنتى عشان حامل وبعدين انتى كده مش باينه لسه و....


قطع حديثها صوت طرقات على الباب ، لتصيح "زينة" رادفة بهدوء


_ أدخل


دلف "جواد" الغرفة وبمجرد أن سقطت عينيه على "ديانة" تسمر مكانه وقد غاب عقله عن الوعى من شدة جمالها وأناقتها وظل ينظر إليها مُتفحصا إياها وكأنه لم يرى أنثى من قبل ، لم يستطيع الأشاح بنظره بعيدا عنها كيف له ان يترك هاتين الساقين الممشوقتين وذلك الخصر الذى أذاب عقله وتلك الجرأة والتحدى التى تندلع من زرقاوتيها ، يُقسم بداخله انه لو كان معها الان بمفردهما لكان أشفق عليها مما سيفعله بها ليفيقه من شروده صوت شقيقته رادفا


_ روحت فين يا عم طمنا عليك؟!


فاق "جواد" من شروده مُحمحا بأرتباك نجح فى إخفائه وقد أبعد نظره عن "ديانة" حتى يستطيع السيطرة على نفسه ليعقب بهدوء موجها حديثه إلى "زينة" رادفا


_ لا أبدا صفقة كده شاغله بالى شويه


رمقته "زينة" بعدم تصديق فهى لاحظت تلك النظرات المتفحصة التى كان ينظر بها نحو "ديانة" لتبتسم بمكر رادفة بتهكم


_ لا ربنا معاك ، مش يلا بينا بقى ولا ايه؟!


ضيق "جواد" ما بين حاجبيه رادفا بأستفسار


_ يلا ايه؟! انتوا لسه خلصتوا لبس!!


أبتسمت "زينة" بمرح على سؤال شقيقها فهما بالفعل انتهيا من أرتداء ملابسهما ولكنها لم تُدرك معنى حديثه لتردف بمرح


_ ما احنا خلصنا يا جواد خلاص يلا بينا


ظل "جواد" يتجول "بزرقاوتيه" بين شقيقته وزوجته مُتفحصا فستانيهما اللتان لا يخفيان شيئا بالنسبة له ليحول نظره إلى "زينة" رادفا بحنق


_ خلاص أيه مش فاهم هتروحوا الخطوبه وجسمكوا باين كده ، اللبس ده يتغير


أمتعضت ملامح "ديانة" من تحكمه فى ملابسها وهو حتى لا يملك الحق فى النظر إليها حتى فهى تكرهه كثيرا ولا تحتمل مجرد وجوده معاها بنفس المكان ولكنها ظلت صامتة حتى لا تفتح معه مجالا للحديث ، لتردف "زينة" موجهة حديثها نحو "جواد" رادفة


_ نغير أيه يا جواد دى الفساتين اللى اشترناها للخطوبة وانا مش شايفة ان فيها حاجة


رمقها "جواد" بأستهزاء رادفا بتهكم


_ طب ما أيه رأيك تروحوا من غير هدوم خالص ومش هتفرق حاجة عن اللى انتوا لابسينوا ده


طفح الكيل يجب أن توقفه عند حده ، من يظن نفسه ليتحدث إليهما بتلك الطريقة؟! كادت "ديانة" أن تصيح به ليقاطعها صوت رنين هاتف "جواد" ، ليتفقد "جواد" هاتفه ليجده والده ليغمض عينيه ويبتعد عنهم قليلا مُجيبا والده رادفا بهدوء


_ نعم


_ انت فين


_ فى الفيلا لسه


_ طب يلا متتاخرش وسوق بالراحه عشان الجنين


_ حاضر


أنهى "جواد" المكالمة مع والده ورجع إلى شقيقته بعدما عزم على أن ينهى ذلك اليوم دون شجار ليعقب مُوجها الحديث نحو شقيقته بملامح باردة رادفا بهدوء


_ انا فى العربيه دقيقتين وتكونوا تحت


●●●●


تجلس بجانبه فى المقعد الخلفى للسيارة بينما السائق يقودهما إلى بيت عائلة "ملك" لتمتعض ملامحها بضيق وحنق وخصيصا بعد مكالمته ل "جواد" وتحذيره فى الحرص على سلامة ذلك الجنين التى تود خنقه قبل ان يولد ، والآن يجب عليها ان تذهب لحضور حفل خطبة ذلك المعتوه الذى يُدعى "إياد" وتلك الساقطة ابنة تلك العائلة التى ربت تلك الفتاة الملعونه "ديانة" ، لتزفر بحنق رادفة


_ هو أحنا رايحين الخطوبة دى ليه؟!..


حول "هاشم" نظره إليها بعد أن أفاقته من شروده وكثرة تفكيره الذى لا يرأف به او يرحمه ليحمحم بحرج رادفا


_ معلش يا هناء كنت سرحان مخدتش بالى ، كنتى بتقولى ايه؟؟


أغمضت "هناء" عينيها بملل بسبب كثرة شرده فهى لأحظت بالأيام الماضية انه يشرد كثيرا وتضطر لأعادة حديثها مرة أخرى لتبتلع بحنق رادفة بطيف غضب


_ أحنا رايحين الخطوبة دى ليه؟؟


تنهد "هاشم" زافرا كل الهواء من رئتيه وكأنه يريد أنعاشها بهواء آخر نظيف رادفا بهدوء


_ عشان إياد عندى زى جواد وزينة بالظبط لانه مش بس صاحب جواد لا ده ابوه كمان كان صحبى وزى اخويا بالظبط وبعد ما مات هو ومراته حسيت ان إياد مسؤل منى خصوصا انه ملوش حد خالص ، ازاى بقى أسيبه فى يوم زى ده


أومأت "هناء" برأسها بملل مُعلنة عن تفهمها لحديث "هاشم" الذى لم تكترث له فتلك المشاعر قد ماتت بداخلها منذ زمن طويل ولم تعد تتأثر بتلك التفاهات لتُغير الموضوع رادفة بأستفسار


_ هو أنت بجد مُهتم بموضوع الجنين ده


سريعا ما عقب "هاشم" بكثير من اللهفة رادفا


_ مهتم جدا كمان وعمرى ما هسمح انه يتأذى


أمتعضت ملامج "هناء" بحنق رادفة بثبات


_ بس ده أبن ديانة يا هاشم


ضيق "هاشم" ما بين حاجبيه بضيق وإنفعال رادفا بحده


_ حتى لو أبن ديانة يا هناء الطفل ده حفيدى او حفيدتى ومش هسمح لأى حاجه تأذيه او تأثر عليه حتى لو اضطريت انى أسيب ديانة عايشه عشان الطفل ده هعملها ومش عايز أسمع ولا كلمة فى الموضوع ده


أعتلت ملامح الغضب والكراهية وجه "هناء" تجاه ذلك الطفل الذى أوشك على أن يُخرب لها كل مُخططاتها حتى من قبل أن يولد ، بل يجب أن لا يولد بجب عليها التخلص من ذلك الطفل بأسرع وقت حتى لا تخسر بمعركتها تلك وبعدها تٌعيد "جواد" إلى طاعتها مرة أخرى


●●●●


وصل الجميع إلى منزل عائلة "ملك" وتبادلا التهانى وبمجرد أن وقعت عين "منال" على "ديانة" أسرعت إليها وأحتضنها بكثير من الحب والأشتيقاق رادفة


_ يا حبيبة قلبى وحشتينى وحشتينى أوى


بادلتها "ديانة" العناق وقد أمتلئت زرقاوتيها بالدموع لا تعلم إن كانت تلك دموع الحزن والقهر التى عاشتهما أم تلك دموع الأشتياق الذى مزقها طوال تلك الأشهر بعيدة عن حضن والديها التى لم تفارقهما من أكثر من عشرون عاما لتردف "ديانة" بصوت منخفض من بين دموعها


_ وأنتى كمان يا ماما وحشتينى اوى


خرجت من صدر "منال" على صوت "محمود" الذى يقف خلفها منذ ان رآها وهى تتوجه نحو "منال" وأسرع للقائها والأطمئنان عليها ، رادف بحنان أبوى وهو يربت على ظهرها


_ طب وبابا موحشكيش هو كمان


أسرعت "ديانة" بدفن وجهها بصدر "محمود" مُتشبثة به كالأطفال ولم تتحكم فى دموعها بسبب شعورها بالراحة والأطمئنان ، حقا لا مثيل لحضن الأم ولكن لا يوجد أأمن من عناق الأب فهو له مذاق أخر مملؤ بالراحة والأمان والطمئنينة ، لتردف بنحيب


_ مقدرش متوحشنيش يا حبيبى ، وحشتنى اوى اوى


خرجت "ديانة" من عناقه بعد وقت ليس بقليل ليضع يده على بطنها مبتسما بسعادة كبيرة رادفا


_ بسم الله مشاء الله ربنا يكملك على خير يا بنتى وتقومى انتى واللى فى بطنمك بألف سلامة يارب


كان كل ذلك يحدث تحت أنظار "جواد" الذى يقف بجانب والده وقد رأى كيف يضمها ذلك العجوز ويضع يده على بطنها أيضا ، لا لقد طفح الكيل يجب عليه إقافه عند حده ، كاد "جواد" أن يتجه نحوهم ليمنعه والده الذى لاحظ ما يحدث عندما تغيرت ملامح وجه "جواد" ليمسك بيده رادفا بهدوء


_ أهدى شويه فى ناس حولينا ومتنساش انها حامل وكمان ده فى مقام أبوها بردو ولو حصلت حاجه مش عجباك أبقى حاسبها عليها بعد الولاده دلوقتى لا


ضيق "جواد" ما بين حاجبيه مندهشا من حديث والده كيف يمكن أن يكون ذلك الطفل سبب تغير والده بكل ذلك الشكل ، هل حقا يمكن أن يكون ذلك الطفل نقطه التحول بحياة الجميع؟! ولكن كيف هل سيُعيد ذلك الطفل والدته وجنينها؟ هل سيشفى عمته من عجزها؟ هل سيُحيى عمه الذى توفى بسبب تلك الصدمة؟ هل سيمحى طفولته المريرة التى عانها بسبب عدم وجود والدته وجعل "هناء" هى من تتحكم بأمره؟ لا هناك أشياء لا يُمكن تغييرها ولو بعد مئات السنوات


●●●●


خرجت من المرحاض بعد أن عدلت من هيئتها لتجد يد قوية وواضح جدا انها لرجل وضعت على فمها من الخلف والأخرى تسحبها نحو إحدى الغرف المُجاورة ليقوم بدفعها داخل الغرفة وسريعا ما أغلق الباب عليهما لتشعر بالقلق والرهبة ، ولكن عندما رأت وجه لكزته فى معدته بغضب وقد شعرت بقليل من الراحة رادفة


_ انت بارد ومعندكش دم


ألتقط "مالك" يدها قبل أن تلكزه مرة أخرى وهو يُطالعها بكثير من الحب والأعجاب رادفا بلهفة


_ وأنتى حلوة اوى وزى القمر


أكتست الحُمرة وجه "زينة" فهى ليست كالفتايات الذين يخجلن ولكن كلماته تلك مع وجودهما بغرفة واحدة مُغلقة عليهم وطريقته الذى أحضرها بها كل ذلك جعلها لا تستطيع ان تُسيطر على خجلها ، ليلاحظ هو خجلها ليقترب منها أكثر رادفا


_ بالرغم من أنى اول ما شوفتك بالفستان ده كنت عايز أخدك من جمب ابوكى واخوكى وأخبيكى عشان محدش يشوف كل الجمال ده إلا أنى مقدترش أعمل حاجه من كتر منا مكنتش عارف أشيل عينى من عليكى او حتى اغمضها ، اول ما شوفتك حسيت انى عايز أخدك فى حضنى ونبعد عن كل الناس ومحدش يشوفك غيرى ، انا مكنتش عارف انى هحبك بالشكل ده يا زينة


أقترب منها كثيرا وسريعا ما ألتقط شفتيها حتى انه لم يترك لها فرصة لكى تُصدم بل أبتلع شفتيها بكثير من الرغبة واللهفة بينما "زينة" ظلت تترجع للخلف مُحاولة التخلص منه ولكن دون فائدة فكلما رجعت للوراء تقدم هو إليها إلى أن ألتصقت بالحائط خلفها وإلى تلك اللحظة لم يتخلى عن أمتصاص شفتيها ، وبعد وقت ليس بقليل أبتعد عنها وهو يلعن بداخله ذلك الهواء الذى أحتاج له كلا منهما


شهقت "زينة" لكثرة أحتياجها للهواء وأخذت تُحاول تنظيم أنفاسها بينما "مالك" لم يبتعد عنها كثيرا وبمجرد أن لاحظ أستقرار أنفاسها عاد ليقبلها مرة أخرى ولكن تلك المرة بادلته "زينة" رغما عنها فهى الأخرى تحبه كثيرا وتشعر بالكثير من المتعة بالقرب منه أو ملامسته ليظن "مالك" أن تلك إشارة منها على موافقتها لأقترابه منها ، لتمتد يده نازعة ذلك الشال الشفاف الذى لا يُخفى شيئا ولكنه يمنعه من ملامسة جسدها


شعرت "زينة" بنزع شالها لتتسع عينيها بصدمة ولكن سريعا ما أذابتها يد "مالك" التى أحتوت خصرها وسريعا ما أخذت طريقها إلى الجزء المكشوف من ظهرها مُتحسسا إياه وهو لايزال يلتهم شفتها برغبة تزداد مع كل لمسة ، ليفرق بين شفاههما أخذا طريقه نحو عنقها مُلثما إياه ببعض القُبل الحارة والمليئة بالشبق لتغمغم "زينة" من بين تيهتها رادفة


_ ماا..لك أبعد..أرجوك


لم يكترث إلى غمغماتها وأخذ يوزع تلثيماته على عنقها ونحرها وبداية نهديها بينما يده لم ترأف بها وظلت تتحسس ظهرها ولم يكتفى بذلك القدر بل يزداد إثارة ورغبة بالحصول على المزيد ليقوم بفتح سحاب فستانها الذى يبدأ من منتصف ظهرها إلى بداية مؤخرتها


أنتفض جسد "زينة" أثر ما يقوم به "مالك" وقبل أن تقوم بأى ردة فعل أغلق عليها نطاق التفكير او التردد وزاد من شبقها بإدخال يده بفستانها مُتحسسا مؤخرتها


سقطت "زينة" ببحر شبقها الذى أستسلمت له ليذوبان معا بلذة لمساتهما لبعضهم المليئة بالرغبة والأثارة ، ليقطع عليهم تلك اللحظة الحميمة صوت طرقات على باب الغرفة لينتفض على أثرها جسد "زينة" دافعة "مالك" بعيدا عنها


عدل "مالك" من مظهره مُتجها إلى باب الغرفة لاعنًا الطارق ويتمنى لو أن يقتله بيده ، فتح الباب ليجدها عاملة تخبره بأن أحدهم يسأل عليه رادفة


_ معلش يا مالك يا أبنى واحد صاحبك بيسأل عليك


أغمضت "مالك" عينيه بغضب لاعنًا جميع أصدقائه بداخله رادفا بضيق


_ قوللهم دقيقتين وجى يا دادا


أغلق "مالك" الباب وسريعا ما دلف إلى "زينة" مرة أخرى ليجدها بالفعل أغلقت سحاب فستانها وأرتدت شالها وعدلت من مظهرها ليعقب بضيق وحنق رادفا


_ أنا هقطع علاقتى بصحابى كلهم


أبتسمت "زينة" بخجل لتجده يُحاول الأقتراب منها مرة أخرى لتدفعه بعيدا عنها وسريعا ما أتجهة إلى باب الغرفة هاربة منه ليزفر بحنق رادفا


_ ملعون ابو صحابى كلهم


يتبع....