الفصل السابع عشر - ظلمات حصونه
- الفصل السابع عشر -
انتهيا من تلبيس خواتم الخطبة تحت انظار وفرحة الجميع ، قام "إياد" سريعا برفع كف "ملك" وتقبيله برقة ونعومة عارمة ليصفق الجميع ويبادلوهما التهانى والابتسامات والتمنى لهما بحياة سعيدة طوال العمر
يقف "جواد" بعيدا عن الحاضرين ويختلس النظر إلى "ديانة" مُحاولا إشباع عينيه من كثرة جمالها ورقتها لاعنًا "لبنى" و "هناء" ونفسه وقلبه الذى لا يرأف به أمام عقله ، يريد أن يلقى بنفسه من فوق البناية لعله يجد الراحة من كل ما يحدث حوله
بينما أقترب "إياد" من أذن "ملك" مُعقبا بمراوغة رادفا بهمس
_ أتخطبنا أهو يعنى أبوس وأحضن براحتى يا جميل
ألتوى ثغر "ملك" بعدم رضا رافعة إحدى حاجبيها بأستهزار رادفة
_ بوس وأحضان فى عينك لسه بدرى يا بابا على الكلام ده انا خطيبتك مش مراتك
أبتسم "إياد" بخبث عازما على أن يصفعها ببعض الكلمات التى تجعلها لا تستيطع ان ترفع عينيها بوجهه رادفا بمكر
_ لا مهو لما تبقى مراتى مش هيبقى بوس وأحضان بس ده هيبقى فى حاجات ممكن قلبك يقف لو عرفتيها
أكتست الحمرة وجه "ملك" لاكزة إياه فى صدره رادفة بإنزعاج مُمزج بالكثير من الخجل
_ أنت قليل الأدب ومعندكش دم
أبتسم "إياد" بحب وأعجاب رادفا بمصداقية
_ بس بحبك اوى
أشاحت "ملك" بنظرها بعيدا عنه فهى لم تعد تستطيع النظر إليه أكثر من ذلك لينقذها من خجلها قدوم "جواد" الذى أخذ يقترب من "إياد" ليقف أمامه بهدوءه اللعين رادفا
_ مبروك يا إياد ، مضطر أمشى انا بقى
أمتعضت ملامح "ملك" بالحزن لان إذا كان "جواد" سيرحل إذا سيأخذ "ديانة" معه لتردف بلهفة
_ طب ما تخليكوا شوية كمان
أدار "جواد" وجهه ثم أغمض عينيه بملل ولكن لم يلاحظه أحد ليوجه بنظره إليها مرة أخرى رادفا ببرود
_ معلش محتاج أمشى
أومأت "ملك" برأسها بخيبة أمل ولكن لا يوجد بوسعها شيئا لتفعله ، لينهض "إياد" وأخذ "جواد" بعيدا عن "ملك" رادفا بتمنى
_ جواد ياريت تدى نفسك فرصه تانيه فى موضوع ديانة انا حاسس انها متستاهلش كل ده
ربت "جواد" على كتف "إياد" مُحاولا التهرب من الحديث وهو يستعد للذهاب رادفا
_ مبروك يا عريس
أبتعد "جواد" متجها إلى "زينة" كى يخبرها ان عليهم الرحيل بينما ظل "إياد" يتابعه بعينه رادفا بشفقة
_ والله شكلك حبيتها يا أبن الدمنهورى
●●●●
كان يجلس بصحبة "هاشم" فى مكتبة بالفيلا بناءا على رغبته فى مقابلته بعيدا عن الشركه والموظفين ليرتاب "إياد" بسبب عدم معرفته لسبب تلك المُقابله ، ليلاحظ "هاشم" توتر "إياد" ليبتسم بهدوء رادفا
_ أيه يا أبنى أنت قاعد متوتر ليه كده
حمحم "إياد" رادفا بأحترام
_ ابدا يا عمى انا بس مستغرب اول مره حضرتك تطلب تقابلنى فى البيت
أبتسم "هاشم" له بود رادفا
_ بصراحة عايز اتكلم معاك فى موضوع بينى وببنك
ضيق "إياد" ما بين حاجبيه بدهشة ، فما هو الشيء الذى أراد "هاشم" أن يتحدث فيه معه خارج الشركه ليعقب بفضول
_ أتفضل يا عمى
أبتسم "هاشم" ل"إياد"بكثير من الحب والعطف رادفا
_ انت عارف يا إياد انك عندى زى جواد وزينة بالظبط وعارف إن ابوك كان صحبى اوى وكمان كان شريكى فى جزء من أسهم الشركه
تنهد "إياد" بأسى عند ذكر والده المتوفى رادفا
_ طبعا يا عمى اكيد عارف ، الله يرحمه
_ الله يرحمه
قالها "هاشم" وهو يقوم بفتح درج مكتبه ملتقط منه إحدى الملفات ووضعها أمام "إياد" رادفا
_ أمسك يا إياد
ألتقط "إياد" ذلك الملف مُتفحصا إياه مُضيقا ما بين حاجبيه رادفا بأستفسار
_ أيه ده يا عمى
زفر "هاشم" براحة لتخلصه من ذلك الحمل الثقيل الذى تمنى كثيرا أن يتخلص منه ولكنه لم يكن يستطيع كسر وصية صديقه المتوفى ليردف بهدوء
_ ده يا ابنى كل نصيب والدك فى أسهم الشركة بتاعتنا انا كتبتهم بأسمك ، ودى كانت وصية والدك الله يرحمه قالى لما إياد يكبر ويقدر يتحمل المسؤليه احولهملك بأسمك وانت دلوقتى كبير بما فيه الكفاية انت خاطب بقالك يجى شهر اهو وشكلك واخد الموضوع جد وداخل على جواز ، انت اولى تدير حقك بنفسك وعلى فكرة فى شركة من الشركات دى حق إدارتها من نصيبك انت لانها تعتبر بتاعت والدك وانا أسهمى فيها بسيطه جدا
شعر "إياد" بالصدمة فهو لم يكن يعلم بأمر شراكة والده و"هاشم" كيف ومتى حدث ذلك ولماذا لم يخبره "جواد" بالأمر لينظر إلى "هاشم" مُعقبا بأمتنان
_ انا مش عارف أقولك ايه يا عمى بجد شكرا على أمانتك لو حد غيرك مكنش عرفنى حاجه خصوصا انى مكنتش اعرف اى حاجه عن موضوع شراكتك انت ووالدى دى وجواد نفسه مجبليش سيرة حاجه
أبتسم له "هاشم" رادفا
_ جواد هو اللى قالى اعرفك بموضوع الشراكه ده وقالى انك المره دى عقلت بجد وبقيت قد المسؤليه
تنهد "إياد" بأسى فهو لم يكن يعلم بكل هذا ولم يكن ذلك الأمر بحسبانه ، هو كان يكتفى بعمله مع "جواد" وصداقتهما لم يكن يعلم أنهما شركاء أيضا ليردف بحب
_ شكرا يا عمى بس انا مش عايز كده ، أنا عايز افضل مع حضرتك ومع وجواد ، أنت عارف انى مكنش عندى اخوات وبعد والدى وولدتى مكنش ليا حد غيركوا متحرمنيش من اهلى مرة تانيه لو سمحت
نهض "هاشم" من كرسيه مُتجها إلى "إياد" الذى نهض هو الأخر ليتقدم "هاشم" ويقوم بمعانقة "إياد" بحنان ابوى رادفا
_ مين يا أبنى اللى قال الكلام ده ، انت عمرك ما هتبعد عننا وانا مش بقولك نفضى الشراكه انا بقولك تدير حقك معانا دلوقتى انت مش موظف انت صاحب حق يا إياد ولازم يا ابنى تاخده ، وبردو هتفضل أبنى زيك زى جواد بالظبط
لم يجد"إياد" ما يقول ليلاحظ "هاشم" تلعثمه ليحرره من ذلك الضغط رادفا بمشاكسة
_ يلا بقى عشان تليفونك مبطلش رن من ساعة ما جيت وواضح انها خطيبتك ، روح رد عليها قبل ما تنزل تعمل محضر فى القسم بأنك مفقود ومتغيب من ساعة
ضحك "إياد" على ما تفوه به "هاشم" ناهضا من كرسيه رادفا بحب وأحترم
_ تصبح على خير يا عمى
_ وانت من اهله يا حبيبى
خرج "إياد" من مكتب "هاشم" متجها إلى باب الفيلا ليلاحظ "هناء" تقف بصحبة إحدى العاملات بالمنزل ولكنه لم يرتاب الموقف وشرع فى الخروج من الفيلا
●●●●
أستيقظ باكرا مثل عادته منذ اكثر من ثلاثة أشهر ، أخذا حمامه مرتديا ملابسه ليستعد للذهاب إلى الشركة قبل أن تستيقظ "ديانة" حتى لا يلتقى بها على الأقل إلى أن تضع حملها بسلام
هبط "جواد" درجات السلم متجها لأسفل ليلاحظ وجود إحدى العاملات بالمنزل ليشعر انه قد رآها قبل ذلك وقبل أن يتفوه بكلمة ، قاطعته "زينة" واضعه يدها بظهره رادفة بحب
_ صباح الخير يا حبيبى
أحتضنها "جواد" بحنان رادفا بحب متبادل
_ صباح النور
فرق عناقهما موجها نظره إلى العاملة رادفا بأستفسار
_ هى دى اللى جايه من الفيلا عند بابا
أومأت "زينة" برأسها مؤكدة على حديثه رادفة
_ ايوه كويس انك بعت جبتها هتريحنا جدا
هز "جواد" رأسه بالموفقة على حديثها رادفا
_ طيب انا رايح الشركة ، عايزه حاجه
أمتعضت ملامح "زينة" بأنزعاج رادفة
_ مش هتقعد تفطر معانا بردو زى كل يوم
أبتلع "جواد" بمرارة كم يود ان يجلس معهما او يتحدث معها او يرها على الأقل ولكن لا يستطيع حتى لا تزداد حيرته وتشتته الذى لا يدرى إلى أين سيدفعه ليردف بهدوء
_ معلش يا حبيبتى كده أحسن ، سلام
فر "جواد" هاربا عندما شعر بهبوط أحدهم الدرج ليدرك انها "ديانة" قد أستيقظت ليذهب سريعا حتى لا يُعطى نفسه فرصه لرؤيتها وسريعا ما خرج من الفيلا
هبطت "ديانة" الدرج بحذر حتى لا يتأذى جنينها التى أصبحت مُتعلقة به كثيرا وتتمنى أن تراه فى أقرب وقت فتلك فمشاعر الأمومة التى أستحوزت عليها كليا لتردف بحب موجها حديثها إلى "زينة"
_ صباح الخير يا زينة
بادلتها "زينة" التحية بكل حب رادفة
_ صباح النور يا قلب زينة ، يلا بقى يا جميل عشان نفطر
وافقتها "ديانة" وبالفعل جلستا معا ليتناولان الأفطار وأفكار كثيرة تدور بعقل "زينة" تريد الأستفسار عنها ولكنها ستضطر حينها ان تفصح بكل شيء إلى "ديانة" ولماذا لا تُفصح لها فهى شخصية جيدة وقد أصبحا صديقتان مقربتان بالفعل ، لتتنهد "زينة" رادفة بتردد
_ ديانة كنت عايزة أتكلم معاكى فى موضوع وأخد رأيك فيه
أبتلعت "ديانة" ما فى فمها من طعاما رادفة
_ قولى يا زوزه
توترت "زينة" وأشبكت أصابع يدها ببعضهما لا تدرى من أين تبدأ او ماذا تقول لتعقب بتلعثم ونبرة خافتة
_ انا..انا ومالك بنحب بعض
أعتلت الصدمة وجه "ديانة" ولكنها سريعا ما تحولت إلى إبتسامة مليئة بالسعادة والحماس رادفة بلهفة وفضول
_ لا ده أنتى تحكيلى الحوار كله بقى
أبتسمت "زينة" بخجل ولكنها شعرت براحة لترحيب "ديانة" بالفكرة لتردف بسعادة
_ هحكيلك
●●●●
ضيق ما بين حاجبيه غير مُدركا عن أى شيء يتحدث صديقه او ماذا يقصد بحديثه ، فهو أرتاب من هيئته وهو دللفا إليه بمجرد أن وصل الشركة ودخل مكتبه إلى الأن يبدو وكأن هناك إحدى الكوارس على وشك ان تحدث ليعقب "جواد" بحدة
_ ما تنطق يا إياد فى أيه؟!
أبتلع "إياد" بمضض لا يعلم ماذا يفعل أيخبره ويجن حينها جنون "جواد" ، أم لا يخبره ويترك تلك الكارثة تحدث ويشعر بالذنب طوال عمره ، بل سيخبره ويحدث ما يحدث ، ليردف بهدوء
_ أنا هحكيلك كل حاجه يا جواد بس أبوس رجلك فكر بالعقل قبل أى خطوة تعملها
أومأ "جواد" برأسه بنفاذ صبر ، لم يعد يحتمل طريقة الألغاز الذى يُحدثه بها صديقه ، ليشرع "إياد" فى قص عليه ما حدث ليلة أمس
••
خرج "إياد" من مكتب "هاشم" مُتجها إلى باب الفيلا ليلاحظ "هناء" تقف بصحبة إحدى العاملات بالمنزل ولكنه لم يرتاب من الموقف وشرع فى الخروج من المنزل ليستوقفه مرة اخرى صوت العاملة وهى تتلفظ بأسم "جواد" ليقترب منهما بحركة لا إرادية منه عندما شعر ببعض القلق ليختلس السمع على مقربة منهما ليسمع "هناء" وهى تُعقب بنبرة امارة
_ ايوه يا كوثر بكره هتروحى عند جواد فى الفيلا بتاعته عشان تشتغلى هناك
أومأت "كوثر" برأسها بالموافقة على حديث "هناء" رادفة
_ من عنيا يا ست هناء اللى تأمرينى بيه
رمقتها "هناء" بنظرات استعلاء رادفة بكبر
_ فى حاجه كمان يا كوثر عايزها منك بس لو طلعت برا عننا أحنا الأتنين هدفنك حيه
أبتلعت "كوثر" برعب من حديث "هناء" فهى تعلم أنها قاسية القلب ولا تقول شيئا إلا وتستطيع تنفيذه لتردف بلهفة
_ فى بير يا ست هانم مش هفتح بؤى بحرف
أخرجت "هناء" من جيبها إحدى القنينات التى تبدو وكأنها قنينة دواء لتعطيها إلى "كوثر" رادفة
_ خدى يا كوثر
ضيقت "كوثر" ما ببن حاجبيها بأستفسار رادفة
_ أى دى يا ست هانم
أضافت "هناء" والشر يتطاير من عينيها رادفة
_ ده سم
ضربت "كوثر" على صدرها بذعر وفزع وقد وقع قلبها من كثرة الخوف رادفة برعب
_ يالهوى..سم أيه يا ست هانم
تنهدت "هناء" بمزيد من الكبرياء والغرور رادفة بثقة كبيره
_ ده سم مخصوص للست الحامل يا كوثر ، وده هتحطيه لديانة مرات جواد فى العصير
ضربت "كوثر" على صدرها مرة أخرى ولاتزال ملامح الفزع والذعر متملكتان منها مُعقبة
_ يا خرابى يا ست هناء انتى عايزه تودينى فى داهيه ده جواد بيه يقطع أيدى ورجلى ويسلخنى وانا حيه
أغمضت "هناء" عينيها بملل من كثرة ثرثرة تلك الغبية أمامها رادفة
_ متخافيش محدش هيعملك حاجه ولا حد هيعرف حاجه خالص
أعتلت الدهشة وجه "كوثر" المُعقبة بأستفسار
_ ازاى
زفرت "هناء" بضيق وغضب من إضطرارها لتفسير الأمر لتلك الحمقاء الماثلة أمامها لتردف بحنق
_ عشان يا غبية ده دوا معين لو اتحط لواحدة حامل هيموت الجنين فى بطنها من غير ما تحس وبعدها هيجلها تسمم حمل والكل هيقول انها ماتت بسبب ان الجنين مات فى بطنها ومحدش هيشك فيكى فهمتى بقى يا بقرة
أتسع ثغر "كوثر" إلى آخره من كثرة الدهشة مما أستمعت إليه للتو لتردف بصدمة
_ يالهوى يا ولاد صحيح العلم نور ، طب انتى عايزه تموتيها ليه يا ست هانم
قابلت "هناء" سؤالها بصفعة قوية أبلعتها ما بجوفها وكادت أن تُبلعها لسانها من شدة الصفعة مُعقبة بغضب
_ انتى هتنسى نفسك ولا أيه يا بت ، أنتى تسمعى الكلام وبس
أومأت لها "كوثر" برأسها برعب وأنكسار رادفة بلهفة
_ حاضر يا ست هانم..انا أسفه والله مش هتتقرر تا..
قطع حديثهم صوت رنين هاتف "إياد" الذى سريعا ما قام بأغلاقة وأبتعد عنهما قليلا حتى لا يعلما انه كان يستمع إلى حديثهما ، لتُشير "هناء" إلى "كوثر" بالأنصراف وتوجهت هى إلى "إياد" بملامح هادئة على عكس ما بداخلها عازمة على ان تعلم إذا كان أستمع لشئ من حديثهما أم لا لتردف بثبات
_ أيه ده يا إياد أنت هنا من أمتى
أدرك "إياد" أنها تُحاول معرفة إذا كان أستمع لحديثها أم لا ليبتسم لها بمرح قاصدا أن يُشتتها رادفا
_ اه كنت قاعد مع عمى بنتكلم فى شوية حاجات كده بخصوص الشركة ولسه مخلص حالا لقيت ملك نازله رن رن لحد ما زهقت
زفرت "هناء" بداخلها براحة لاعتقادها أنه لم يستمع إلى شيئا لتعقب بأبتسامة مُحاولة التخلص من توترها رادفة
_ معلش بقى أستحمل أنت اللى جبته لنفسك
بادلها "إياد" الأبتسامة عازما على إنهاء الحديث رادفا
_ على رأيك ، يلا بقى الوقت أتاخر بعد أذنك
أبتسمت له بهدوء رادفة بثبات
_ أتفضل
●●●●
أنتفض قلب "جواد" مما أستمع إليه من "إياد" وسريعا ما ألتقط هاتفة ومفاتيح سيارته بلهفة وذعر ليلاحظ "إياد" فزعه ليردف بأستفسار
_ فى أيه يا جواد
رمقه "جواد" بفزع ولأول مرة يرى فيها "إياد" الخوف فى أعيُن صديقه ، ليردف "جواد" بتلعثم
_ كوثر..كوثر فى الفيلا عندى من الصبح وزمانها
جحظت عينا "جواد" بمزيد من الصدمة والذعر راكضا إلى باب مكتبه رادفا بهلع
_ ديانة!!
هرول "إياد" خلف "جواد" متجهان إلى منزله لكى يلحقان "ديانة" قبل خسارتها هى وجنينها
●●●●
أتسعتا عينا "ديانة" بصدمة مما أخبرتها به "زينة" وعن ما حدث بينها وبين "مالك" يوم خطبة "إياد" و "ملك" لتُعقب "ديانة" بملامح تصرخ بالدهشة رادفة
_ بقى مالك عمل كل ده؟؟
أومات لها "زينة" بالإيجاب وقد أكتست الحمرة وجهها من تذكرها لذلك اليوم لتزجرها "ديانة" رادفة بعتاب
_ وانتى ممنعتيهوش ليه يا زينة؟!
أبتلعت "زينة" بندم لا تعلم لماذا لم تمنعه او توقفه عما كان يفعله ولكنها لم تستطيع حتى التحدث فقد كان مُسيطرا عليها بشكل كلى لم يترك لها حتى القدرة على الكلام لتردف نادمة
_ مش عارفة يا ديانة ، انا كنت حاسه أنى بحلم مفوقتش غير على صوت خبط على الباب والحمدلله انى فوقت قبل ما الموضوع يتطور اكتر من كده
لاحظت "ديانة" ندمها وإلقاء الذنب على نفسها لتحاول هى تخفيف الضغط عنها وتطمئنتها رادفة بهدوء
_ الحمدلله إن الموضوع متطورش أكتر من كده بس خلى بالك بعد كده ، مالك مش إنسان وحش بالعكس مالك ده من أحسن الناس اللى ممكن تقابليها فى حياتك بس فى الأول وفى الأخر راجل والراجل بيشوف المواضيع أبسط مننا وبيفتكر ان ده حقه عادى وان كده هو بيعبر عن حبه وبيطمع فى البنت اللى معاه حتى لو بيحبها ومش بيبقى واخد باله انه ممكن كده يئذيها فلازم أحنا بقى اللى ناخد بالنا ونمنع أى حاجه قبل ما الموضوع يتطور ، ولو فعلا بيحبك يا زينة لازم يبقى فيه إرتباط رسمى بما أنه مش عارف يمسك نفسه كده
قالت جملتها الأخيرة بمرح لكى تخفف على "زبنة" الذى أعتلت البسمة ثغرها بسبب ما تفوهت به "ديانة" ليقطع حديثهما صوت العاملة مُعقبة بأحترام مُوجهة حديثها نحو "ديانة" رادفة
_ العصير يا ست هانم
أبتسمت لها "ديانة" بأمتنان رادفة
_ تسلم أيدكى يا..، هو انتى أسمك أيه
ممسكة "كوثر" كأس العصير الذى وضعت به الدواء التى أعطته إياه "هناء" وقامت بوضعه على الطاوله أمام "ديانة" رادفة بأحترام
_ أسمى كوثر يا ست هانم
أومأت لها "ديانة" بالإيجاب رادفة بأمتنان
_ شكرا يا كوثر
ذهبت "كوثر" بعيدا عنهما لتُعقب "ديانة" بأعجاب رادفة
_ عسولة كوثر
وافقتها "زينة" الرأى رادفة بمدح
_ أيوه فعلا كوثر شغاله عندنا فى البيت بس بنت دمها خفيف جدا على فكرة هتموتك من الضحك
ألتقطت "ديانة" كأس العصير رادفة بأبتسامة مرحه
_ باين عليها
قربت "ديانة" كأس العصير من فمها وكادت أن ترتشف منه لتجد تلك اليد التى أمتدت على يدها باعدة ذلك الكأس عنها بحركة سريعه أثر ذلك عليه سقوطه أرضا
فزعت "ديانة" مما حدث لتنظر إلى ذلك الشخص الذى فعل ذلك لتجده "جواد" واقفا أمامها يتنفس الصعداء لتنزعج ملامح "ديانة" من فعلته تلك رادفة بغضب وحنق
_ أيه اللى انت عملته ده انت مجنون؟!
لم يكترث "جواد" إلى حديثها ليصيح بصوت عالٍ أوشك على هز جدران الفيلا رادفا
_ كوثر
هرولت إليه "كوثر" مرتعبة من نبرة صوته مُدركة أنها بالطبع أكتشف الأمر وسوف يزهق روحها لا محال لتعقب بخوف ورعب رادفة
_ أمرك يا جواد بيه
توجه إليها "جواد" وعينيه تشتعلان من كثرة الغضب والكراهية وصفعة قوية تهاوت على وجهها أهتز على أثرها جسد كلا من "ديانة" و "زينة" بالأضافة إلى تلك التى سقطت أرضا من شدة الصفعة لتصيح رادفة بفزع
_ والله يا بيه ما عملت حاجة
أمتدت يد "جواد" مقتلعة شعرها مُعقبا بأسنان ملتحمة من كثرة عضبه رادفا بغضب
_ تحطى سم لمراتى فى العصير عشان تموتيها هى واللى فى بطنها ومعملتيش حاجه يا بنت الكلب يا زباله
أرتجف قلب "ديانة" مما أستمعت إليه للتو لتضع يدها على بطنها وقد أشوكت عل السقوط أرضا من شدة فزعها ، ليحاول "إياد" تخليص كوثر من يد "جواد" رادفا
_ خلاص يا جواد سيبها بقى هتموت فى إيدك
أزداد "جواد" من شدة جذبته لشعرها رادفا بتوعد وحنق موجها حديثة إلى "كوثر"
_ ومين قال أنى هسيبها تموت وترتاح ، وحيات أمك لخلى جسمك يموت حته حته قبل ما أطلع روحك بإيدى
ألقت "كوثر" بنفسها تحت قدمى "جواد" بفزع ورعب مُقبلة إياهما رادفة بترجى
_ أبوس رجلك يا بيه سامحنى والله الست هناء هى اللى أمرتنى أعمل كده ، أبوس أيدك يا بيه سامحنى
صُعقا كلا من "ديانة" و "زينة" وكانت الصدمة الأكبر من نصيب "زينة" فهى تعلم إنها ليست بأمراة طيبة ولكنها لم تتخيل أنها ستقوم بفعل مثل هذا ، بينما "ديانة" لم تتفاجأ كثيرا فهى تتوقع من تلك المرأة أى شيء
أصطحب هؤلاء الرجال الثلاثة ذوى البناية المُخيفة" كوثر" الذى امسكوا بها متوجهون نحو الخارج بعد أن أمرهم "جواد" بأخذها لتصيح هى بين يديهم برعب وهلع مُتخيلة ما يمكن أن يحدث لها لتصرخ مستنجدة بأحد رادفة
_ أبوس أيدك يا جواد بيه ، يا ست زينة ألحقينى يا ست زينه متخليهومش يأخدونى ابوس رجلك يا جواد بيه سامحنى
أختفت "كوثر" من أمامهم لم يبقى منها سوى صوت صراخها الذى أخذ طريقه فى الأبتعاد عن المنزل بحوزة هؤلاء الرجال الثلاث ، لتقترب "زينة" من "جواد" بهلع من منظره ومن تلك النيران التى تندلع من زرقاوتيه رادفة بتردد
_ جواد أنت هتعمل فيها أيه ؟
رمقها "جواد" بنظرة جعلتها تتجمد فى مكانها رادفا بحدة
_ هقطع من لحمها وأرميها للكلاب
أقترب "إياد" منهما مُحاولا تهدئة الموقف موجها حديثه إلى "زينة" رادفا بهدوء
_ لو سمحتى يا زينة خدى ديانة ترتاح شويه
ما إن وقع أسم "ديانة" على مسامع "جواد" إلا وأراد أن يركض إليها مُحتضنا إياها مُتفحصا كل إنش بها ولكنه أستطاع أن يسيطر على نفسه ، بينما "زينة" قد أستمعت إلى حديث "إياد" وأصطحبت "ديانة" إلى غرفتها كى تستريح بعد ما حدث
أقترب "إياد" من "جواد" مُحاولا تهدئته رادفا بثبات
_ أهدى يا جواد والحمدلله اننا لحقناها قبل ما يحصل حاجة وبالنسبة للبت دى بلاش تحملها الغلط كله لأنها مش هى لوحدها اللى غلطانه
غلت الدماء بعروق "جواد" من كثرة الغضب والكراهية التى يحملها تجاه "هناء" عازما على أن لا يصمت تلك المرة رادفا
_ عنك حق وانا هحاسب كل واحد على قد غلطه
●●●●
ظلت تدور بأرجاء المنزل بأكمله ذهاباً وإياباً تحول مُهاتفة "كوثر" ولكن دون فائدة فهاتفها يعطى جرس دون رد لتزفر "هناء" بنفاذ صبر وضيق رادفة بحنق
_ راحت فين الغبية دى
عاودت "هناء" الأتصال عليها مرة أخرى مُحاولا الوصول إليها لتستمع إلى رنين أحد الهواتف تقترب من خلفها وبمجرد أن ألتفتت لترى من القادم انتهى صوت رنين الهاتف وفُتحت المكالمة التى كانت تنتظر فتحها لتجد "جواد" يضع الهاتف على أذنيه مُسلطا أعينه إليها بنظرات حادة ومُخيفة رادفا
_ ما تردى يا هناء هانم مش هى دى المكالمه اللى مستنيها تتفتح من الصبح ، ردى بقى وقوليلى عايزه تستفسرى عن ايه وانا اريحك
أغمضت "هناء" عينيها بغضب مُدركة أن "جواد" قد كشف مخطتها وبالفعل فشلت خطتها لتشعر بالغضب الشديد تجاه تلك الغبية "كوثر" ، بينما "جواد" أخذ يقترب منها إلى أن أصبح لا يفصل بينهما سوى بعض السنتيمترات رادفا
_ ردى يا مدام هناء عايزة تعرفى كوثر حطت السم لديانة واللى فى بطنها ولا لأ
رفعت "هناء" إحدى حاجبيها بأستنكار من طريقته معها معها لتعقب بنبرة أستفزازية رافة
_ أنت أزاى تتكلم معايا بالطريقة دى؟!
صاح بها "جواد" بصوت جمهورى وأعيُن تتطاير منها النيران صارخا بوجه "هناء" التى لو كان أحدا بمكانها أمام "جواد" بحالته تلك لكان خشى منه من شدة الرعب والفزع
_ اومال انتى عايزانى أتكلم معاكى ازاااى
رفعت "هناء" يدها وكادت أن تتهاوى على وجه "جواد" بصفعة قوية تذكره من تكون هى ومن يكون هو ليوقفها "جواد" مُلتقط يدها ضاغطا على ساعدها لتتسع عينى "هناء" بصدمة وقد أرتابت مما فعله ولكنها عملت على إظهار عكس ذلك رادفة بأستهزاء
_ لا ده مش صوتك بس اللى بقى يعلى عليا لا وايدك كمان بقت تترفع وتمسك ايدى يا سى جواد ، لا ده أحنا بقينا رجاله بقى
أحتدت قبضة "جواد" أكثر على يدها وغلت الدماء بعروقه وأخذ يكز على أسنانه لدرجة انه كاد أن يُهشمها رادفا بغضب وحنق
_ انا راجل من زمان وانتى عارفة كده كويس اوى ، وعشان أنا راجل هقولهالك كلمه ومش هعدها تانى ملكيش دعوة بمراتى واللى فى بطنها بدل ما أعمل حاجة تزعل الدنيا كلها منى
دفعها "جواد" بعيدا عنه وشرع فى الخروح من الفيلا لتحتقن الدماء بوجه "هناء" متوعدة ل "ديانة" بالموت على يدها وان تعيد "جواد" إلى طوعها مرة أخرى
●●●●
يتبع...