-->

الفصل الرابع عشر - ظلمات حصونه





- الفصل الرابع عشر -


وقف مصدما عندما رأى تلك الدماء التى ذكرته بذلك المشهد الأليم الذى لما يفارقه من سنوات طويلة لا يدرى من اين جأت تلك الدماء ، فهو بالطبع أفقدها عذريتها من فترة كبيرة ، بالأضافة إلى انه لم يكن عنيفا معها إلى ذلك الحد لدرجة أن يتسبب لها بنزيف كهذا


ظل "جواد" ينظر إليها بصدمة مُمزجة بهلع ، ولكن تلك الصدمة تجعله غير قادر على فعل شيء ، حتى أنه لا يستطيع الرد على تلك التى تصيح به مُستفسرة عما حدث وهو لا يعلم من أين جاءت او ماذا يقول لها الان لتردف الاخرى بفزع ورعب


_ رد عليا يا جواد أنت عملت فيها ايه!!


ينظر إليها بتعبيرات عدة لا يعلم أيصيح بها لكى تتوقف عن سأله أم يطلب منها المساعدة لانه لا يعلم ماذا يفعل أم يخبرها ما حدث!! ولكن ماذا يُخبرها؟؟ أيقول لها انه أرغمها على ممارسة الجنس معه وانه لم يكترث لها وكل ما كان يريده ان يصل لخلاصة مثل الحيوانات


لاحظت "زينة" تلك الملامح المتعددة التى أعتلت وجهه ومن بينهم ملامح الفزع والذُعر تلك التى أدركت أنها بسبب ذلك المشهد الذى يبدو مألوفا له ، لتتجه إليه مُحاولة إفاقته ملتقطة ذراعيه مُحركة إياهما رادفة بحدة


_ جواد فوق ، لازم توديها المستشفى حالا


حول "جواد" نظراته إلى شقيقته وكأنه يطلب منها المُساعدة فهو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل ، بينما أسرعت "زينة" لإحضار بعض الملابس زاجرة إياه


_ ساعدنى نلبسها أى حاجة بسرعة


ساعدها "جواد" فى ستر جسد "ديانة" بينما حولت "زينة" نظرها إليه رادفة بلهفة


_ شيلها نزلها العربية بسرعة وانا هجيب المفاتيح وأحصلك


حملها "جواد" بسرعة البرق مُتوجها بها إلى السيارة وهو يتفقد ملامح وجهها لا يعلم لماذا يشعر بكل هذا الخوف والهلع فذلك ما يريده ، هو يريد الانتقام منها حتى قتلها ولكن لماذ الان يُحاول إنقاذها ما هذا الذى يحدث له


فتحت "زينة" سيارتها بينما وضع "جواد" "ديانة" داخلها وكاد أن يذهب ليتولى القيادة ، ولكن سريعا ما اوقفته زينة رادفة برفق


_ مش هتعرف تسوق أنت خليك جمبها وانا اللى هسوق


رمقها "جواد" بقلق وضعف وكأنه يريدها ان تُطمئنه بأنها لم يحدث لها شيئا بينما فعل ما قالته له وشرعا فى التوجه إلى المشفى


●●●●●


صاحت بذلك الرجل الذى يُحدثها عبر الهاتف بكثير من الغضب والأنزعاج رادفة


_ يعنى أية جواد جيه وبعد ساعه نزلوا كلهم؟؟


حاول ذلك الرجل تهدئتها بأن يقص عليها كل ما حدث رادفا بأحترام


_ والله يا هانم ده اللى حصل ، جواد بيه لسه جى من ساعه فى أوبر وطلع الفيلا وبعد ساعه نزل وهو شايل واحدة وتقريبا كان مغمى عليها وأنسة زينة أخدتهم فى عربيتها وطلعوا على المستشفى


توسعت أعين "هناء" بسعادة وهى تظن أن "جواد" فعل بتلك الفتاة شيئا أو قام بإذائها لتردف بلهفة وفضول آمرة إياها


_ تدخل حالا تعرفلى أيه اللى حصل وأيه اللى وداهم المستشفى وترجع تكلمنى تانى


أردف ذلك الرجل بأحترام


_ تحت امرك يا هانم


أنهت "هناء" الإتصال وهى تشعر بكثير من السعادة ظنا منها أن "جواد" قد عاد بلهيب الغضب عازما على أن يفتك بها ، تنهدت براحة وهى تشعر أنها أوشكت على التخلص من تلك الفتاة رادفة


_ خلاص يا لبنى كلها حاجات بسيطه وابعتلك بنتك وانا مكفنهالك بإيدى


●●●●


خرجت الممرضة تُهرول من غرفة "ديانة" لإحضار ما طلبته منها الطبيبة المعالجة ، أسرعت "زينة" فى إقافها مُستفسرة عما يحدث وعن حالة "ديانة" رادفة بلفة


_ هو فى أيه!! ديانة حصلها حاجة؟؟


لم يكن بحوزة الممرضة الكثير من الوقت حتى تقص عليها ما يحدث لتفر من أمامها رادفة بعجلة


_ أدعولها ربنا يستر


أختفت الممرضة من أمامها وبعد ثوانٍ عادت مرة اخرى وبيدها الاشياء التى أمرتها الطبيبة بإحضارها دالفة الغرفة بسرعة البرق لتشعر "زينة" بالفزع وأسرعت فى التوجه إلى "جواد" الذى يقف على مقربة يُتابع الامر دون تتدخل أو إظهار أى نوع من التأثر لتقوم "زينة" بلكزه فى صدره رادفة بغضب


_ أنت عملت فيها أيه؟!


صُدم "جواد" من فعلة شقيقته التى تقوم بها لأول مرة فى حياتها ، وما يجعله مصدوما أكثر هو إنفعالها وخوفها على تلك الفتاة التى من المفترض أنهما يعلمان جيدا ابنة من هذة الفتاة ، بينما لكزته "زينة" مرة أخرى رادفة بمزيد من الخوف والقلق


_ رد عليا عملت فيها أيه يا جواد ، مش كفاية بقالها كام يوم تعبانة ومش عارفة اخدها لدكتور ولا هى قابلة انى أجبلها دكتور "لكزته مرة أخرى بصدره بمزيد من الغضب" أنطق يا جواد عملت فى ديانة ايه؟؟!


لم يعد يحتمل هذا القدر من الغضب والتشتت الذى يشعر به منذ ان عاد ورأى تلك الفتاة ، ذلك التشتت الذى جعله بمجرد رؤيتها يندفع إليها لكى يُشبع تلك الرغبة بداخله فى تملكها ، تملك الفتاة التى لم يكن يتخيل أن يراها سوى جثة مُتعفنة أمامه ، الان يقوم بمعاشرتها وإسعافها والقلق عليها أيضا ، لا يدرك من الاساس لما هو قلق عليها ليصيح بوجه "زينة" رادفا بغضب وحنق


_ معملتلهاش حاجة..وبعدين أنتى زعلانه عليها اوى كده ليه!! انا المفروض اخد روحها بأيدى ، مش دى بنت الست اللى قتلت أمنا؟ مش دى بنت الست اللى خلتنا نعيش محرومين من حبها وحنيتها طول العمر؟ مش دى بنت الست اللى كانت السبب فى كل حاجه وحشه حصلتلى


قال جملته الأخيرة بكثير من الانفعال لدرجة انه لم يدرك ما تفوه به من كثرة أنفعالة لتُقابله "زينة" بكثيرة من المشاعر المتخبطة بداخلها ، لا تعلم أتغضب منه أم تشفق عليه مما تعلمه من كثرة الظلم والمُعاناة التى مرت عليه لتردف بشفقة


_ من الواضح إن القسوة والكره اللى هناء ذرعتهم فيك نجحوا فى السيطرة عليك وخلوك تنسى ان ديانة دى مش بس بنت لبنى ، دى كمان بنت عمك ومن دمك وزى ما انا وانت اتحرمنا من ماما هى كمان أتحرمت من باباها ومامتها ، ومهما كانت امها عملت ايه ملناش ناخدها بذنبها يا جواد بيه


قالت جملتها الاخيرة بسخرية بينما "جواد" يشعر بكثير من التخبط ، لا يعلم إن كان حديثها صحيحا أم ما تذرعه "هناء" بداخله كل هذه السنوات هو الاصح ، كاد أن يرد عليها ليُقاطعه خروج الممرضة مرة أخرى لتركض إليها "زينة" بينما تابعها "جواد" لتردف بلهفة


_ طمنينى ، ديانة كويسة


أردفت الممرضة بأحترام


_ الدكتورة شهرة هتطلع دلوقتى وهتفهم حضرتك كل حاجة


بمجرد ما أنهت الممرضة حديثها خرجت الطبيبة من غرفة "ديانة" لتسألها "زينة" بلهفة رادفة


_ خير يا دكتور؟؟


أردفت الطبيبة بملامح مشدودة تصرخ بالإنزعاج


_ أنا عايزة جوزها


أشاحت "زينة" بنظرها إلى "جواد" الذى أخذ يتقدم إليهما بخطواته الثابتة المُتزنة وملامح جامدة رادفا بحدة


_ خير


رمقته الطبيبة بكثير من الغضب والانزعاج رادفة بأنفعال


_ هو حضرتك أزاى تستهون بكلام الدكتور اللى أكيد قالك توقف العلاقة التلات شهور دول ، ازاى تبقى مُستهتر للدرجة دى؟! بسبب اللى حضرتك عملته ده كنا هنفقد الجنين


_ جنين؟؟


صاحت "زينة" بتلك الكلمة بصدمة مُمزجة بالفرحة بينما "جواد" صُعق عند سقوط تلك الكلمة على مسامعه وكانه فقد القدرة على الكلام أو الحركة لتلاحظ الطبيبة صدمتهم وتُدرك انهم ليسوا على دراية بالأمر لتردف بهدوء


_ أيوه يا أنسة ، المدام داخله على الشهر ونص


حولت "زينة" نظرها إلى "جواد" الذى يقف وكأنة فقد عقلة من حجم الصدمة ليرمق شقيقته بصدمة مُمزجة بالهلع وسريعا ما أنصرف من أمامها وكأنه يهرب من الجميع قبل ان يسأله احد عن ما فعله او متى او لماذا ، لتحول "زينة" نظرها مرة أخرى لطبيبة رادفة بطيف ابتسامة


_ طب هى والبيبى عاملين ايه دلوقتى


أردفت الطبيبة بملامح هادئة


_ الحمدلله الجنين حالته مستقرة وهى بقت أحسن وتقدر تروح معاكوا النهارده "أخرجت الطبيبة من معطفها الطبى تلك البطاقة الورقية رادقة" وده عنوان العيادة بتاعتى لو أحتاجتونى فى أى وقت ، دلوقتى حضرتك ممكن تدخلى تطمنى عليها هى فاقت


أبتسمت لها "زينة" بأمتنان رادفة


_ شكرا يا دكتور شهرة


ذهبت الطبيبة وكادت "زينة" أن تدلف الغرفة ليأتيها اتصالا من "هناء" ، قامت بفتح الاتصال ليأتيها صوت "هناء" رادفة بحب مُصطنع


_ ايه يا زينة يا حبيبتى القعدة بعيد عننا عجبتك ولا أيه؟


ردت "زينة" بعدم تركيز وأثار تلك الصدمة السعيدة عليها جعلها لا تُفكر مع من تتحدث لتردف بلهفة عسى تسطيع أن تُحنن قلب الجميع على ديانة من خلال ذلك الطفل


_ لا والله مش كده بس ديانة كانت تعبانة شويه ولما جينا المستشفى قالولنا انها حامل


أغلقت "هناء" الخط بوجه "زينة" بكثير من الغضب والحنق وبرأسها يدور الكثير من التخيلات والسناريوهات ، بينما أعتقدت "زينة" أن الخط أنقطع لتدلف الغرفة كى تطمئن على "ديانة"


●●●●●


يجلس "جواد" داخل سيارته بمرأب المشفى لا يستطيع التفكير فيما يحدث ، لماذا كل شيء يحدث دون إرادته؟ هو لم يُخطط لكل هذا ابدا ، كل ما كان ينوى فعله هو قتل تلك الفتاة حتى يُطفئ تلك النيران المُشتعلة بداخله منذ أكثر من عشرون عاما ، كان يريد الإنتقام منها على كل شيء مر به بسبب موت والدته وتحكم تلك المرأة به ، لماذا خرج الأمر عن سيطرته؟


بدأ الامر بذلك الزواج الذى لا يدرى لما قام به من الاساس ، كيف ظن أنه قد ينتقم منها بتلك الطريقة وأن يُزيد عذابها؟! كان يظن أنه سيتزوجها ويُعذبها ويُهينها ويجعلها تتنازل عن ميراثها وبالنهاية يقتلها كما قُتلت والدته ، كيف تخيل انه سينتقم منها بتلك الطريقة؟


لم يكن يعلم أنه بتلك الطريقة ينتقم من نفسه ، لم يتخيل انها ستكون مصدر طاقته التى يستمد منها قوته ويبتعد عن جُبنه وإحساس الضعف الذى يُلازمه منذ عشرون عاما ، منذ أن تحكمت به تلك المرأة عديمة الرحمة والأنسانية التى هو مُجبر على أحترامها بل الخوف منها والأنصياع إلى أوامرها


ضرب "جواد" عجلة القيادة أمامه بغضب وإختناق من ذلك التخبط بداخله ، ذلك الشعور الذى لا يرأف به ، لا يعلم حتى لما كان يشعر بالقلق منذ قليل عندما كان أمام غرفتها!! لما كان يخشى أن يحدث لها شيء وهذا ما كان يريد الوصول إليه منذ البداية! لماذا شعر بكل ذلك التوتر عندما أستمع لخبر حملها!!


لحظة واحدة ، أهى حقا حامل؟! كيف يُمكن أن يحدث هذا؟ أيُراوغ مع نفسه أم يتظاهر بالنسيان!! هل نسى ما فعله معها قبل سفره بأكثر من أسبوع ، نعم هو لم يُخطط إلى ذلك الأمر ولكنه عليه أن يتحمل نتائج أفعاله


صدح صوت رنين هاتفة مُعلنا عن وجود إتصال من أخر شخص يُريد التحدث إليه فى ذلك الوقت ، ليغمض "جواد" عينيه بحنق مُستعدا للرد وبمجرد أن فتح الاتصال أتاه صوتها الصارخ بالغضب والاشتعال رادفة


_ تعلالى حالا يا جواد


أدرك سريعا أن خبر حمل "ديانة" قد وصل إليها ليتمنى بداخله لو لم يُلبى طلبها فى الذهاب إليها ولكنه لا يستطيع الرفض ليردف بهدوء وثبات على عكس ما يشعر به من غضبا وحنق


_ ساعة وأكون عندك


أنهى "جواد" الأتصال وسريعا ما رأى رساله "زينة" التى تطلب منه الصعود ليوصلهم إلى المنزل ، ترجل "جواد" من السيارة صاعدا إلى غرفة "ديانة"


●●●●


أعتلت ملامح الصدمة وجه "ديانة" غير مُصدقة لما أستمعت إليه ، لا تعلم كيف حدث هذا؟؟ كيف لم تشعر بهذا الامر؟ كيف لها ان تحمل داخل رحمها طفلا من ذلك الوحش المُجرد من كل معالم الرحمة والانسانية؟ لا تريد ان تظلم ذلك الطفل فى تلك العلاقة التى لا تعلم إلى أين ستقودها؟ قطع شرودها صوت "زينة" رادفة بأستفسار


_ ديانة أنتى كويسة!!


رمقتها "ديانة" بنظرات تحمل الكثير من التخبط والصدمة مما تمر به ، لتشعر "زينة" بثقل ما ستقوله ولكنها تريد أن تعلم كيف حدث هذا؟! تلك العلاقة المليئة بالكراهية كيف أن يحدث بها شيء يستدعى لوجود طفلا لتردف بحرج


_ ديانة انتى ليه مقولتليش أنك انتى وجواد حصل بينكوا حاجة!!


شرعت "ديانة" فى البكاء بمجرد تذكرها لتلك العلاقة المُهينة التى مارسها معها وتلك المُعاملة التى كان يُعاملها بها ، وذلك الانتقام الذى يريده منها على شيء لم يكن لها به ذنب بل لا تعلم إن كان هناك ذنب حقا ام لا


أسرعت "زينة" فى أحتضانها مُحاولة إيقافها عن البكاء رادفة بأعتذار


_ أنا أسفة يا ديانة ، أرجوكى بطلى عياط عشان خاطرى


أجهشت "ديانة" فى البكاء والدموع تنهمر من زرقاوتيها مُحاوله التحدث من بين شهقاتها رادفة بترجى


_ أنا اللى أسفة يا زينة ، أرجوكى متسبنيش معاه لوحدنا ، أنا بكره جواد يا زينة بكرهه


قطع بكائها دخول "جواد" بملامحه الباردة وكانه لم يفعل شيء بل وكأن الامر لا يُهمه من الأساس رادفا


_ يلا عشان أوصلكوا البيت


●●●●


صف "جواد" سيارته بمرأب الفيلا وهو يتمنى أن لا يدخل البيت ويقوم بمُقابلتها ولكن ليس أمامه خيارا أخر ، يجب عليه مُقابلتها ويستمع إلى الشىء الذى تريد التحدث به


دلف "جواد" الفيلا بملامحه الهادئة الخالية من أى تعبير سوى الجمود والقسوة لينتبه إلى صوتها الآتى من أعلى الدرج رادفة بنبرة ساخرة


_ أهلا أهلا بسيد الرجالة


لم يكترث لحديثها الواضح به السخرية والتقليل منه ليبتلع مُحاولا الحفاظ على هدوءه رادفا بجمود


_ عايزانى فى أيه!


أبتسمت "هناء" بسخرية لكى تزيد من إشعال النيران بداخلة رادفة بتهكم


_ لا أبدا كنت عايزه أشوف الراجل اللى مراته حامل وهو متجوزها بقاله ميكملش شهرين و مسافر بقاله شهر ونص من غير حتى ما يلمسها


أمتعضت ملامح "جواد" بالغضب الشديد لما يستشعره فى حديثها ليرمقها بغضب رادفا


_ قصدك أيه؟؟


أقتربت منه بكثير من الوقاحة رادفة بأنفعال


_ قصدى أسالك مراتك حامل من مين يا أستاذ؟؟


صاح "جواد" بكثير من الغضب والأنفعال من كثرة إشعال تلك النيران بداخله فقد فاض به من تلك المرأة التى لا ترأف به وبكل مرة تتفنن فى إهانته والتقليل منه وإشعاره أنه ليس برجل كباقى الرجال ليردف بصراخ


_ كفاية بقى..كفاية ، ديانة حامل منى


#يتبع...