الفصل العشرون - ظلمات حصونه
- الفصل العشرون -
تتنقل بجميع أنحاء المنزل وقد وصلت لأعلى درجة من درجات القلق والخضة فالساعة قاربت على الخامسة مساءً ولازالت لا تعرف شيئاً عن "زينة" منذ أن ذهبت إلى مرسمها ، هى حتى لا تستطيع مُحادثتها عبر الهاتف لأن هاتف "زينة" مغلق منذ الصباح ، منذ أن جأت ل "جواد" تلك الرسالة التى لم تعرف مصدرها أو سببها إلى الأن ، تشعر أنها أخطئت حين قامت بمحوها ولكنها فى نفس الوقت تشعر أنها رسالة كيدية للإقاع بين "جواد" و "إياد" ولكن من ذلك الذى يريد الإقاع بينهما!!، ما مصلحته بذلك !!، لم يهدأ لها بال إلا إذا عادت "زينة" وأطمأنت عليها
ألتقطت "ديانة" هاتفها مُحاولة الأتصال ب "زينة" مرة أخرى لعلها تجدها فتحت هاتفها ولكن دون فائدة فهو لايزال مغلقا ، زفرت "ديانة" بعضب رادفة بإنزعاج
_ أيه!! ، كل ده تلفونها مقفول
نظرت إلى هاتفها مرة أخرى وخطر ببالها أن تُحدث "مالك" بالطبع سيكون معها الأن ، أحضرت رقم "مالك" وقامت سريعا بالأتصال به ولكنه لا يوجد رد ، شعرت بضيق وحنق وحاولت الأتصال مرة أخرة لعله يُجيب ولكن خاب أملها للمرة الثانية ولم تستطيع التخلص من ذلك القلق اللعين الذى يُصور لها أبشع الأشياء
وضعت هاتفها مرة أخرى على الطاولة وأخذت تطوف بالبيت بأكمله وهى تتمنى أن تكون الأمور بخير وان تكون كل تلك التخيلات التى تدور برأسها بسبب قلقها ليس إلا
_______
ظلت تُطالع هاتفها بأنتظار تلك المُكالمة التى تنتظرها منذ الصباح لكى تُعلن لها عن نجاح مُخططها ، وأنها أستطاعت أن تُفرق بين "مالك" و "زينة" وعدم السماح لحبهما اللعين بالأستمرار وأن تستغل ذلك فى تحطيم علاقة "إياد" و"جواد" إلى الأبد ، وذلك لأنها متأكدة أن "إياد" هو من أخبر "جواد" عن مُخططها
ولكن من ليست لها ذنب بكل ما يحدث هى "زينة" فهى لم تفعل شئ ولكن "هناء" ترى شيئا أخر ، ترى أن "زينة" تستحق ذلك بسبب تقربها من تلك الفتاة التى تدعو "ديانة" وهى نفس تلك الفتاة أبنة عدوتها وأيضا من تجرأت ومدت يدها عليها ، فإذا كانت "زينة" تُحبذ المكوث معها فلتتحمل نتيجة أختيارها إذا
صدح صوت هاتف "هناء" مُعلنًا عن وجود إتصال ، وواضح من تلك البسمة التى أرتسمت على وجه "هناء" أن تلك هى المكالمة التى كانت تنتظرها من كثير من الوقت ، ألتقطت هاتفها وسريعا ما أتاها ذلك الصوت
_ كله تمام يا ست هانم ، اللى أسمه مالك ده نزل من عشر دقايق كده والست زينة لسه نازله حالا من عند أستاذ إياد
ضيقت "هناء" ما بين حاجبيها وهى على مشارف الدخول بنوبة غضب وإنزعاج لن تكترث خلالها لأحد مهما كان لتعقب مُستفسرة
_ وجواد؟!
تلجلج ذلك الرجل بخشية من ردة فعل "هناء" على ما سيقوله ولكنه يجب أن يخبرها حتى لا يصبح الأمر أسوأ
_ بصراحة جواد بيه مجاش
صرخت ملامح "هناء" بالغضب الشديد رادفة بهدوء
_ بتقول أيه!! ، سمعنى كده أصل مسمعتش
شعر الرجل بالكثير من الخوف من نبرتها الهادئة و المُستهزئة بنفس الوقت ليُحاول توضيح الأمر لها مُعقبا
_ والله يا ست هانم احنا بعتناله الرسالة زى ما حضرتك أمرتى بس هو اللى مجاش
شعرت "هناء" بالضيق والحنق صارخة بتوبيخ وتتوعد لهم بالموت على ذلك الأمر رادفة
_ هو انتوا متكملوش حاجه للأخر أبدا!!، دا انا هطلع روحكوا واحد واحد فى أيدى يا شوية عيال
أغلقت الهاتف وألقته سريعا بعيدا عنها وهى تشعر بكثير من الغضب والكراهية بسبب عدم تنفيذ خطتتها كما رسمتها ، ولكن ما حدث ليس بسئ وذلك سيدمر العلاقة بين "زينة" و "مالك" نهائيا وأيضا "إياد" وشقيقة "مالك" فهو بالطبع لم يترك شقيقته بأن تظل مع شخص كهذا
زفرت "هناء" براحة وإنتصار مغمضة عينيها بفخر وأخذت تفكر فى الضربة القادمة وماذا ستفعل مع "جواد" و "ديانة" وكيف ستُفرق بينهما وتتخلص من تلك الفتاة اللعينة
____
تُطالع الساعة وقد أزداد قلقها فالساعة قاربت على الثامنة مساءًا ولأزالت "زينة" لم تعد إلى المنزل بعد ، وضعت "ديانة" يدها على فمها بتشتت لا تعرف ما الذى عليها فعله أتنتظر أكثر من ذلك أم ترسل رسالة ل "جواد" تخبره فيها بما حدث خشية من أن يكون هناك شيء طارق او مصيبة ما
ألتقطت "ديانة" هاتفها وبدأت فى كتابة رسالة ل "جواد" وقبل أن تضغط على الأرسال أوقفها سماع صوت جرس الباب لتنهض من مكانها بعفوية لدرجة أن شعرت بألم بأسفل بطنها لتتوقف بحذر مُحاولة السيطرة على إندفاعها ، وسريعا ما قامت العاملة بفتح الباب ودلفت منه "زينة" التى يبدو على هيئتها أن هناك مصيبة ما لتلقى بنفسها داخل حضن "ديانة" وشرعت فى البكاء
صدمت "ديانة" من فعلتها ولكنها لاحظت أن هناك مصيبة ما بسبب هيئة "زينة" الغير مرتبة بالأضافة إلى أعينها المنتفخة ، قُبض قلب "ديانة" وتمنت أن يكون الأمر ليس له علاقة بتلك الرسالة التى أرسلت ل "جواد" وأن تكون "زينة" بخير ، لتأخذها إلى أقرب أريكة وجلسا كلاهما
ربتت "ديانة" على ظهر "زينة" التى لاتزال داخل حضنها مُحاولة تهدئتها مُعقبة برعب
_ فى أيه يا زينة!! ايه اللى حصل
حاولت "زينة" أن تتحدث بصعوبة بين شهقاتها لكى تحكى ل "ديانة" ما حدث لها مُحاولة التخفيف من ألم صدرها رادفة
_ أنا حياتى باظت يا ديانة
أنتفض قلب "ديانة" التى أوشكت على التأكد من أن مخاوفها أصبحت حقيقة لتبتلع برعب وهلع رادفة
_ أيه اللى حصل يا زينة؟!
قصت عليها "زينة" ما حدث لها منذ البداية ، هولاء الرجولان والمرأة الذين قاموا بتخديرها نهاية بأستيقاظها بفراش "إياد" وهما عاريان الجسد بالأضافة إلى تلك البقعة الحمراء التى كانت بجانبها ودخول "مالك" عليهما وضربه ل "إياد" نهاية بحديث "إياد" لها وإقسامه على انه لم يفعل شيئا وانه أيضا قام أحدهم بتخديره ووضعه بجانبها ، أجهشت "زينة" فى البكاء مرة أخرى
أرتجف قلب "ديانة" وأتسعت عينيها بصدمة وهلع مما قصته عليا "زينة" لتصيح بفزع
_ إياد!! أزاى إياد يعمل كده ، وليه مالك راح لإياد فى الوقت ده و...
تذكرت "ديانة" تلك الرسالة التى رأتها بهاتف "جواد" لتلقى الذنب على نفسها وأنها كان بأمكانها إنقاذ الأمر لو كانت تركت تلك الرسالة ليراها "جواد" لكان أستطاع إنقاذ شقيقته الأن وكان لم يحدث لها شيء ، شرعت "ديانة" بالكباء بندم وأعتذار مُضيفة
_ أنا أسفة يا زينة ، انا كان فى ايدى أنقذ الموضوع بس انا بغبائى ده مسحت الرسالة
نهضت "زينة" من حضن "ديانة" مُضيقة ما بين حاجبيها بأستفسار مُعقبة
_ رسالة أيه؟!
تحدثت "ديانة" بصعوبة من بين شهقتها بسبب تحميلها المسؤلية على نفسها وانها من تسبب فى حدوث ذلك الامر رادفة
_ رسالة..رسالة جت على تليفون جواد من رقم غريب بيقول " هى أنسة زينة أخت حضرتك بتعمل أيه فى شقة إياد صاحبك" والله يا زينة ما كنت أعرف انا افتكرتها لعبة للتوقيع بينهم واللى اكدلى أكتر إن وقتها أتصلت بإياد وكان فى الشركة ومستنى جواد
تأكدت "زينة" الأن من شكوكها وأن كل ما حدث كان مُخطط للإقاع بهم ، وتلك الرسالة التى أُرسلت ل "جواد" وحديث "ديانة" كل ذلك أكد لها أن "إياد" لم يكن يكذب هو الأخر وأنه قد قام احد بتخديره مثلها تماماً
قطع شرودها صوت شهقات "ديانة" التى تشعر بالذنب فى حق "زينة" رادفة بأعتذار
_ أنا أسفة يا زينة بجد أسفة أنا...
قاطعتها "زينة" نافية ما تقوله "ديانة" بأنها السبب وان مسحها للرسالة كان خطأ لتصحح لها "زينة" حديثها رادفة
_ بالعكس يا ديانة أحسن حاجة عملتيها أنك مسحتى الرسالة وإلا كان زمان فيه بحر دم ، انا كده فهمت
ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها وعلى وجهها آثار البكاء لتهز رأسها بعدم أسيتعاب رادفة
_ يعنى أيه مش فهمه؟!
تنهدت "زينة" براحة بأن "جواد" لم يرى الرسالة وإلا كان حدث ما لم يستطيع أحداً إيقافه رادفة بتفسير
_ قصدى يا ديانة إن دى كانت لعبة أنى أتخدر واتحط فى سرير إياد وجواد ومالك يشوفونى بالمنظر ده وجواد يقتل إياد بسبب الى أكيد هيخمنه ويقتل مالك اللى اكيد مش هيسيبه عايش يتكلم فى شرف اخته ده لو مقتلنيش معاهم
أتسعت عينى "ديانة" بدهشة مما قالته "زينة" وسريعا ما شعرت برجفة قلبها من مجرد تخيلها لذلك الأمر ، زفرت براحة بأنها قامت بمسح تلك الرسالة ولكنها سريعا ما شعرت بالقلق والتوتر مرة أخرة لترفع نظرها إلى "زينة" ببعض النظرات الأستفسارية التى لم تستطيع أن تتفوه بها ، لتدرك "زينة" ما تعنيه نظرات "ديانة" لتبتلع بألم رادفة
_ انا عارفة انتى عايزه تسألئ على أية وانا كمان اول ما نزلت من عند إياد كنت هموت واعرف اللى انتى عايزه تعرفيه وفعلا روحت لدكتورة شهرة
••
تجلس خارج غرفة الكشف منتظرة دورها وهى تشعر بأن كامل مصيرها مُعلق بكلمة واحدة من الطبيبة ، كلمة واحدة ستكون الفيصل بين ما رأته وبين ما قاله "إياد" وإن كان ما تُفكر به حدث بالفعل ستجعله يندم أشد ندم
لحظات وخرجت مساعدة الطبيبة سامحة لها بالدخول
_ أتفضلى يا أنسة زينة
دلفت "زينة" غرفة الكشف لتنهض "شهرة" من مكانها مرحبة بها سامحة لها بالجلوس وهى تشعر بالغرابة من زيارتها لها على الرغم من أنها كانت عندها فى صباح اليوم وبعد أن ذهبت هى و "ديانة" جاء "جواد" هو الاخر لتعقب بأستفسار
_ خير يا أنسة زينة ، مدام ديانة حصلها حاجة؟!
أبتلعت "زينة" غصة حلقها وهى تشعر أن روحها على وشك الخروج من جسدها ، ماذا تخبرها أو كيف ستقص عليها ما حدث لها لتعقب بتردد
_ لا الحقيقة أنا جاية عشانى انا مش عشان ديانة
ضيقت الطبيبة ما بين حاجبيها بعدم أستيعاب ولكنها خمنت انها لديها مشكلة ما لتعقب
_ خير يا انسه زينة؟!
تنهدت "زينة" بحسرة وشعور بالأنكسار لم تستطيع تحمله لتملأ الدموع زرقاوتيها وأصبحت على مشارف الدخول بنوبة بكاء يُمكن من شدتها أن يغشى عليها ، عملت جاهدة على التفوة بتلك الكلمات التى من الصعب أن تتفوه بهم فتاة فى مكانتها مُعقبة بتلعثم
_ أنا..أنا..عايزة..انا عايزه أعمل virginity detection
توسعت عينى الطبيبة بصدمة مما أستمعت إليه من قبل "زينة" ، فهى تعلم أنها ليست متزوجة فلماذا إذا تريد عمل فحصا كهذا؟؟
_ حاضر ، بس اللى أعرفة أنك مش متجوزة يا انسة زينة!!
شرعت "زينة" بالبكاء بعد أن عجزت فى منع دموعها فى الأنسياب وأخذت تبكى بكل حرقة وألم نابع من قلبها بسبب ذلك الموقف الذى وضعت فيه بمجرد رمشة عين حتى إنها لم تفعل شيء ، لاحظت "شهرة" إنهيارها وشعرت بالكثير من الشفقة عليها ، سريعا ما نهضت من مكانها متجهة نحو "زينة" رابتة على كتفها مُعقبة
_ فى أيه يا أنسة زينة! ، لو فى أى مشكلة قوليلى يمكن أقدر أساعدك
أزداد نحيب "زينة" وأخذت شهقاتها فى العلو ، ماذا ستقول لها وهى لا تعرف حتى ما الذى حدث ، أتقول لها أنها أستيقظت من نومها وجدت نفسها نائمة فى فراش صديق شقيقها عارية تماما وهو أيضا مثلها وتلك بقعة الدماء اللعينة تُلطخ الشراشف أسفهلهم ، شهقت "زينة" محاولة إجبار نفسها على الحديث وإخبار "شهرة" سببا يجعلها تفحصها دون الإفصاح عن حقيقة الأمر
_ أنا كنت ماشية بالعربية وفجاة حراميه أعترضوا طريقى ولما وقفت خطفونى وبنجونى وبعدها صحيت لأقيت نفسى فى مكان فاضى وهدومى متقطعه وعليها دم ، أضطريت أكلم خطيبى يجى يلحقنى ولما جيه وشاف اللى حصل أقتنع إنى أتعرضت لأغتصاب وعشان كده عايزة اتأكد إذا كان ده حصل ولا لأ
شعرت الطبيبة بالأسى على ما قصته عليها "زينة" رغم أن ما قصته على "شهرة" كذبة إلى أنها شعرت بالحزن تجاهها فذلك الشيء صعب جدا على أى فتاة أن تتحمله لتنهض بتأثر وتعاطف رادفة
_ أتفضلى يا أنسة زينة أكشف عليكى
أخذت "زينة" تقترب من ذلك السرير وهى تقوم بتقديم قدم وتأخير الأخرى ، بالطبع فمصيرها سيُحدد خلال ثوانً فقط وهى شبه متأكدة أنها بالطبع خسرت ما هو عزيز على كل فتاة ، لتقف أمام السرير وهى تشعر بالبرودة قد سارت فى جسدها بأكمله ، لتُحاول "شهرة" مساعدتها رادفة
_ أتفضلى يا زينة اخلعى هدومك ونامى على السرير ده وغطى نفسك
أغمضت "زينة" عينيها بكثير من الرعب والحرج بوقت واحد ولكنها فعلت ما قالته الطبيبة وبالفعل تخلصت من ملابسها السفلية وصعدت على الفراش ووضعت تلك الأغطية عليا
جلست"شهرة" أمام السرير بين قدمى "زينة" المغطاة أمامها ويبدو عليها الأرتجاف ، لتحاول "شهرة" أن تخفف عنها وتطمئنها رادفة
_ متقلقيش يا زينة الموضوع كله مش هياخد دقيقة ومش هتحسى بحاجه أهم حاجه سيبى أعصابك خالص
أومأت لها "زينة" بالموافقة والدموع تتسارع فى الهبوط من عينيها ، ما أصعب ذلك الموقف على فتاة لم يُكشف سترها أمام أحداً من قبل وحين ينكشف يكون فى فحصا كهذا ، بالطبع سيكون الأمر ليس هيناً
رفعت "شهرة" الغطاء عن "زينة" لينكشف نصفها السفلى أمام أعين "شهرة" لتضم "زينة" ساقية بسرعة البرق وتعالى صوت بكائها بكثير من الألم والحسرة ، لتحاول "شهرة" التخفيف عنها رادفة
_ زينة أهدى لو سمحتى وسيبى أعصابك خالص لحظة واحدة وهنكون خلصنا
حاولت "زينة" تمالك أعصابها والسيطرة على نفسها ، حاولت أكثر من مرة أن تُباعد بين ساقيها إلى أن قامت بفعلها وقامت "شهرة" بفحصها
أعتصرت "زينة" عينيها بكسرة وضعف بسبب ما اُضطرت على القيام به لمعرفة حقيقة الأمر ، نعم تلك الثوانى القليلة جدا ولكنها تمر عليها وكأنها سنوات طوال ، تلك الثوانى هى من ستُحدد لها ما هو مصيرها
لم تمر سوى لحظات لتخلع "شهرة" قفازاتها مُعلنة عن إنتهاء الفحص ، تعالت ضربات قلب "زينة" بشدة منُتظرة رد الطبيبة ، لتعب "شهرة" بأبتسامة
_ أنسة زينة واضح إن ربنا بيحبك جدا عشان كده مش كاتبلك البهدله ، الحمدلله حضرتك Virgin وانا هعملك حالا تقرير بده عشان توريه لخطيبك
تنهدت "زينة" بكثير من الراحة وشعرت وكأنها ولدت من جديد ، يبدو أن "إياد" كان على حق ولكن من هو المسؤول عن كل ما حدث، لا يهم ما يُهمها الأن هو التفسير ل "مالك" عما حدث وإثبات أنها لم تفعل شيئا وذلك التقرير سيُساعدها كثيرا
نهضت "زينة" من السرير وأرتدت ملابسها مُتجهة نحو الطبية لتستلم التقرير رادفة بإمتنان
_ شكرا يا دكتور بجد شكرا
•••
_ الحمدلله يا زينة أنها جت على قد كده ، بس مين اللى ليه مصلحة يعمل كده!! ، ومين أصلا اللى يعرف بعلاقتك انتى ومالك ويخليه يجى ويشوفك فى الوضع ده
شعرت "زينة" بالتخبط الشديد ، نعم ليس هناك أحد يعلم بعلاقتها هى و "مالك" من يكون إذا المسؤول عن فعل ذلك وما هى غايته
لاحظت "ديانة" تشتتها لتُحاول التخفيف عنها رادفة
_ أهم حاجة أنك بخير ولازم مالك يعرف الحقيقة فى اقرب وقت
أومأت لها "زينة" بالموافقة على حديثها وهى تشعر بداخلها أن تفسير الأمر ل "مالك" لن يكون هينًا أبدا ولكنها عليها توضيح الأمر مهما كان عليها أن تتحمله
_ معاكى حق
______
خرج الطبيب من غرفة العمليات ليسرع إليه كلاً من الأب وأبنته مُستفسرين على نتيجة العملية ليعقب "عامر" مُوجها حديثه نحو الطبيب مُتحدثا باللغة الأنجليزية رادفا
_ أخبرنى حضرة الطبيب ما هى حالتها الأن
أبتسم "الطبيب" لهما بأبتسامة تهنئة رادفا
_ تهانينا لقد نجحت العملية
شعر كلا من "عامر" و "أسما" بالكثير من الفرحة على نجاح عملية"ماجدة" والتى ستؤثر عليا تأثيراً كبيرا وستكون أهم سلمة فى علاجها لتعقب "أسما" بأستفسار
_ حضرة الطبيب أرجوك أخبرنى ما هى خطة علاجها الآن وما هى الخطوة القادمة
عقب الطبيب موضحا لها ما الذى سوف يحدث خلال الفترة القادمة رادافا
_ الخطوة القادمة مُعتمدة بنسبة كبيرة على نفسية المريض وقابليته للعلاج الذى سيُركز على العلاج الطبيعى ، وهذا بخصوص حركتها التى ستعود تدريجيا أما بخصوص قدرتها على الكلام أيضا ستعتمد على قوة وعزيمة المريضة ، الآن الأمر مُتعلق بعزيمتها وإرادتها فى الشفاء الذى سيُتتم بأسرع وقت
مد "عامر" يده مُصافحا الطبيب رادفا بأمتنان
_ شكرا لك دكتور بيتر
بادله الطبيب المُصافحة بابتسامة لابقة رادفا
_ لم أفعل شيئا سيد عامر ، فهذا واجبى
______
تجلس "زينة" بصحبة "ديانة" على طاولة الطعام ليتناولان الأفطار وها قد مر يومان وهى لا تستطيع الوصول إلى "مالك" الذى يغلق هاتفة منذ ذلك اليوم حتى أنه لم يذهب إلى عمله ، مما جعلها تشعر بالقلق الشديد عليه وما زاد قلقها هو إخبار "ديانة" إياها أنه قام بجمع أغراضه من منزل والديه وقأم بترك المنزل بالأضافة إلى أنه لم يخبر أحدا بشيء ولا حتى "ملك" ولم يُحاول إبعادها عن "إياد" حتى فهذا الشيء مُريبا حقا
قطع شرودها صوت "ديانة" التى لاحظته وخمنت أنها تُفكر ب "مالك" وبأختفائه المُفاجئ لتُحاول أن تطمئنها رادفة بتردد
_ على فكرة انا عرفت أخبار عن مالك
تركت "زينة" ما بيدها ونظرت إلى "ديانة" بأنتباه شديد مُعقبة بلهفة
_ هو فين يا ديانة ومختفى ليه!! كويس ولا لا؟! طمنينى يا ديانة أرجوكى أ...
قاطعتها "ديانة" مُحاولة تهدئتها رادفة
_ أهدى يا زينة هو كويس متقلقيش ، مأجر شقة مفروشه وقاعد فيها
نهضت "زينة" من مكانها بسرعة كبيرة مُعقبة بأستفسار
_ عنوان الشقة أيه يا ديانة
نهضت "ديانة" من مكانها هى الأخرة مُعقبة
_ طيب أستنى هأجى معاكى
أوقفتها "زينة" مُعقبة بأصرار
_ لا يا ديانة خليكى أنتى هنا عشان جواد ميعملش مشكلة ، وكمان عشان عايزة أتكلم مع مالك لوحدنا عشان عارفه انه من الصعب يصدق او يقتنع
تفهمت "ديانة" ما تقصده "زينة" فهى تخشى أن يقوم بالإنفعال عليها او إهانتها أمامها فوافقتها الرأى وقامت بإعطائها العنوان وسريعا ما صعدت "زينة" لتبديل ملابسها والذهاب لمواجهة "مالك"
_______
وصلت "زينة" أمام باب شقة "مالك" وهى تشعر بالكثير من الخوف والقلق من تلك المواجهة التى لا تعلم إن كانت بوقتها المناسب أم أنها تسرعت فى تلك المواجهة ولكن نعم يجب أن تتسرع فكلما تركته وتلك الفكرة مُسيطرة عليه سيكون من الصعب حينها أن يصدقها لتستجمع "زينة" شجاعتها وتضرب جرس الباب
ظلت "زينة" واقفة أمام الباب عدة دقائق حتى أنها قامت بضرب الجرس لمرات عدة وكأن كل المؤشرات تُحذرها من تلك المُقابلة إلا أنها لم تدرك ذلك ، خمنت "زينة" أن "مالك" ليس بالداخل وكادت أن تذهب ولكن أوقفها صوت فتح باب الشقة لترفع نظرها لتجده "مالك" ويبدو انه ليس بحالة جيدة ، بينما الأخر بمجرد أن وقعت عينيه عليا أعطاها ظهره ودلف إلى الداخل رادفا
_ أهلا بست البنات
أغمضت "زينة" عينها بحزن وأسى على طريقته وهيئته التى فسرتها بأنه مريض أو ما شابه لتدلف الشقة خلفها وأغلقت الباب حتى لا يستمع أحدا إلى حديثهما إذا قام "مالك" بالصراخ عليها رادفة
_ مالك ممكن طيب تدينى فرصة أفهمك
ألتفت "مالك" إليها بكثير من الغضب والكراهية وسريعا ما تقدم نحوها بعد أن تذكر ذلك المشهد الذى رآها به فى فراش "إياد" وقام بجذب ذراعها صارخا بها
_ تفهمينى!! لا أستنى بقى أنا اللى هفهمك ، أنا دخلت عليكى لقيتك نايمة فى سرير راجل وأنتوا الأتنين عريانين وكان لسه قايم من جمبك
زاد من شدة جذبته على ذراعها عند تذكره لتلك المشاهد القاسية التى عمل لسنوات جاهدا لكى ينساها لتأتى هى بلحظة وتذكره بكل تلك الألم والأوجاع ، ليصرخ بها بأسنان ملتحمة وأعين تتطاير منها النيران رادفا
_ كنتى مبسوطه مش كده ، كنتى متمتعه وانتى نايمة معاه ، عرف يبسطك مش كده
قال جملته الأخيرة بصوت جهورى تقسم أنه قد أستمع إليه جميع من بالشارع ، لتشعر "زينة" بالرعب والفزع من تلك الهيئة التى لم تراه بها من قبل بالأضافة إلى تلك الرائحة الكريهة التى تفوح من فمه لتُخمن أنه ثمل ، لتلعن نفسها على قدومها بمفردها وبذلك الوقت الخاطئ لتعقب "زينة" بلهفة وهلع رادفة
_ والله العظيم أنت فاهم غلط ، انا روحت لدكتورة و...
قالت جملتها وهى تقوم بفتح حقيبتها مُخرجة تقرير الطبيبة واضعة إياه أمام أعيُنه لكى يراه ولكنه قاطعها بجذبه من يديها وإلقائه أرضا صائحا بوجها بكراهية
_ فاكرانى عيل صغير جايه تضحكى عليه بحته ورقة!!
شعرت "زينة" بالغضب الشديد من عدم تصديقه لها وإصراره على أنها قامت بفعل ذلك الأمر حتى أنه لم يهتم لينظر بذلك التقرير لتقوم بجذب عنق قيمصة صارخة به بغضب وحنق وهى تضرب الأرض أسفل قدميها رادفة
_ انت ليه مش عايز تصدقنى والله العظيم ما عملت حاجه والله ما فى حد لمسنى أعملك أيه عشان تصدقنى
قام "مالك" بالقبض على فكها السفلى وكأنه يريد سحق أسنانها بين يديه رادفا بغضب وحنق
_ شايفانى عيل صغير !! فكره نفسك هتعرفى تلعبى معايا يا علا صح! وانا بقى هوريكى اللعب بيبقى عامل أزاى
جذبها "مالك" من شعرها متجها بها ناحية الغرفة لتصرخ "زينة" بين يدية بسبب شدة جذبته لشعرها الذى كاد أن يُقلع فى يديه وهى تُفكر فى ذلك الأسم الذى ناداها به ، ليدلف الغرفة بها وسريعا ما قام بإلقائها على الفراش وأسرع فى إغلاق الباب ، نهضت "زينة" وهى تشعر بكثير من الهلع رادفة
_ أفتح الباب يا مالك
تقدم إليها "مالك" وهو يقوم بخلع سترته وإلقائها أرضا والتخلص من حزام بنطاله وقام بالتقدم نحوها وهو يشعر بكثير من الغضب والكراهية ويتوعد لها بأن يجعلها تندم على معرفته منذ البداية
يتبع