الفصل التاسع عشر - ظلمات حصونه
- الفصل التاسع عشر -
فتح عينيه بثقل ولايزال ذلك النُعاس يُسيطر عليه وما زاد الأمر سوءً ذلك الألم الذى يطرق برأسه غير رائفا به فذلك بسبب تلك الحالة التى كان بها ليلة أمس وتلك الثمالة ولكنه لا يتذكر ما حدث حتى أنه لا يعلم كيف عاد إلى البيت!! ، ليُحاول النهوض راغما نفسه على الأستفاقة ليلاحظ إنه ليس بغرفته وأن تلك هى غرفة "ديانة"
أندفع "جواد" بصدمة مُعتدلاً فى جلسته وما أثار دهشته أنه عارى الجسد تماما لا يستره شيئا قط ، ليشعر "جواد" بالدهشة المُمزجة بالغضب لأعناً نفسه على عدم تذكره لما حدث ، يخشى أن يكون قد قام بفعل شيء غبى سبب لها او لطفله أى نوع من أنواع الأذى ، لينهض سريعًا ملتقطًا ثيابه من على الأرض ولحظات وكان مرتدى سرواله الداخلى وخرج من الغرفة مُتجها إلى غرفته لأرتداء ملابسه ثم خرج باحثأ عنها بالمنزل بأكمله
هبط السُلم باحثًا عنها بعينيه فى كل مكان وهو يلاحظ أن لا وجود لها لا هى ولا شقيقته الذى بحث عنهما بجميع غرف المنزل بعد أن تفقد غرفة "زينة" ولكن لا وجود لهم ، ليتجه نحو العاملة مُستفسرا منها عنهما رادفا بهدوء
_ ديانة وزينة فين؟!
عقبت العاملة بود وأحترام رادفة
_ مش عارفة والله يا جواد بيه هما صحيوا الصبح بدرى وخرجوا معرفش راحوا فين
أومأ لها "جواد" بالموافقة شاعرأ بأن ألم رأسه يزداد بشكل كبير ليردف بأنزعاج
_ أعمليلى قهوة سادة بسرعة لحد ما أنزل
أومأت له العاملة بالموافقة وسريعا ما أتجهت لعمل القهوة ، بينما "جواد" قد صعد غرفة "ديانة" باحثا عن هاتفه ليجده موضوعا على الكومود بجانب الفراش ، ليلتقطه "جواد" وقام بإجراء إتصالًا ولحظات وأتاه رادها رادفة بهدوء
_ أيه يا حبيبى
صاح زاجرًا إياها مُعبرًا عن عضبه بسبب خروجهما من المنزل دون إخباره وجعله قلق إلى تلك الدرجه رادفًا بحدة
_ أنتوا فين يا زينة؟!
لأحظت "زينة" غضبه وفسرته بأنه بسبب خروجهما دون علمه لتُحاول أن تُبرهن له رادفة بتوتر
_ أحنا عند الدكتورة يا جواد أص...
قاطعها "جواد" بلهفة عند أستماعه لكلمة طبيب خشية أن يكون هناك شيء ما أصابها أو أصاب طفلة ليردف بأندفاع
_ دكتورة ليه؟! الجنين فيه حاجة!
لاحظت "زينة" لهفتة لتُحاول تهدئته وتطمئنته مُعقبة
_ يا حبيبى مفيش حاجة ده ميعاد المٌتابعة بس وديانة والبيبى بخير متقلقش
زفر "جواد" براحة وأطمئنان مُعقبا بأستفسار
_ طيب قدامكوا كتير؟
أردفت "زينة" بالنفى
_ لا يا حبيبى ديانة بس بتتكلم مع الدكتور فى حاجة وهتكشف عليها وهننزل على طول
عقب "جواد" مستفسرا
_ السواق معاكوا صح؟
أردفت بإيجاب
_ أيوه
هز "جواد" رأسه مُعبرا عن إطمئنانه رادفا
_ طيب خلوا بالكوا من نفسكوا
أبتسمت "زينة" بأعجاب على أهتمام شقيقها ب"ديانة" شاعرة أن هناك أمل أن يستمر هذا الزواج وتنتهى تلك العداوة رادفة بحب
_ حاضر يا جوادتى
أنهى "جواد" الإتصال وسريعا ما هبط للأسفل لكى يتناول قهوته حتى يتخلص من ذلك الألم برأسه
_____
أستغلت خروج "زينة" من الغرفة لتُجيب على الإتصال لتحول نظرها نحو الطبيبة عازمة على أن تستفسر منها عن أمر لم تكن تستطيع أن تسألها عنه أمام "زينة" حتى لا تُخجلها لتعقب بأستفسار
_ معلش يا دكتور شهرة ممكن أسأل حضرتك فى حاجة
أومأت لها الطبيبة بالموافقة رادفة
_ أكيد طبعا يا مدام ديانة أتفضلى
شعرت "ديانة" بالحرج مما ستتحدث به ولكنها عليها أن تستفسر منها لتطمئن على طفلها ولكى تعلم كيف تتصرف إذا حدث نفس الشيء مرة أخرى لتردف بتلعثم
_ هو..هو يعنى..لو حصل علاقة بينى وبين جوزى فى الوقت ده هل ممكن يأثر على البيبى او يسبب ليه أى ضرر
هزت "الطبيبة" رأسها بالنفى مُعقبة بتفسير
_ لا طبعا مفيش أى ضرر بالعكس، وانتى فى الشهر الخامس والفترة دى أمنة جدا على البيبى وكمان مفيدة جدا لانك معندكيش أى مشكله تمنع حدوث العلاقة وكمان البيبى بيستفيد من الهرمونات بتاعتك وزيادة تدفق الدم أثناء العلاقة وده كويس جدا ليكى وليه
أبتلعت "ديانة" براحة بعد أن أطمئنت أن طفلها بأمان وان ما فعله ذلك الحقير لم يؤثر عليه ، ليأتها صوت الطبيبة مُضيفة بحماس
_ ودلوقتى بقى يلا بينا نطمن على البيبى بتاعك ونعرف هو ولد ولا بنت كمان
أتسعت عين "ديانة" بسعادة رادفة بلهفة
_ أيه ده بجد هو ينفع !
بادلتها الطبيبة البسمة رادفة بهدوء
_ طبعًا ينفع
لتنهض "ديانة" من مكانها بسرعة رادفة
_ طيب يلا بسرعة
دلفت "زينة" الغرفة بعد أن أنهت مُكالمتها لتجد "ديانة" مُتجة نحو الفراش ، شعرت بطيف من القلق رادفة بأستفسار
_ فى حاجة ولا أية ؟
ابتسمت "ديانة" بكثير من السعادة رادفة
_ هنشوف نوع البيبى
اتسعت إبتسامة "زينة" بفرح رادفة بحماس
_ أيه ده بجد؟!
أومأت لها الطبيبة بالموافقة رادفة
_ أيوه طبعا فى الشهر الخامس ممكن نعرف أيه هو نوع البيبى وهنشوف دلوقتى القمر ده ولد ولا بنت
أستلقت "ديانة" على الفراش فاتحة المجال للطبيبة بعمل الفحص لمعرفة نوع الجنين بوضع تلك الأداة على بطنها لتظهر تلك الصورة على الشاشة موضحة هيئة الجنين ، لتستفسر "ديانة" بلهفة
_ ها.. بنت ولا ولد!!
أردفة الطبيبة بإبتسامة تهنئة
_ ولد
شعرت كلا من "ديانة" و "زينة" بكثير من الفرحة والسعادة لتنحنى "زينة" مُقبلة "ديانة" ومُهنئة إياها رادفة بسعاده
_ مبروك يا ديانة ده بابا هيفرج جدا هو وجواد
بادلتها "ديانة" القبلة رادفة بحب صادق
_ عقبال ما أشوف عيالك أنتى ومالك يارب
أبتسمت لها "زينة" بخجل من مجرد ذكر أسم "مالك" وتخيل ذلك الأمر وأن تصبح حاملا بطفل منه لتنفض عن فكرها تلك الفكرة حتى تتخلص من ذلك الخجل
أنهت "ديانة" مُتابعتها مع الطبيبة بعد أن ألقت عليها بعض النصائح وكتبت لها ما ستحتاجه بتلك الفترة ، وسريعا ما خرجت "ديانة" بصجبة "زينة" من عند الطبيبة مُتجهتين نحو سيارتهما ليوقفهما صوت رنين هاتف "زينة" مُعلنا عن وجود إتصالا من رقم غريب لتجيب "زينة" الأتصال لكى تعلم من هذا وماذا يريد ، ثوانًا فقط وتبدلت ملامح "زينة" من السعادة والفرح للفزع والرعب بعد أن أستمعت لذلك الحديث رادفة
_ طيب شكرا انا جايه حالا
لاحظت "ديانة" تغيرها وفزعها ذاك لتشعر بالقلق رادفة
_ فى أيه يا زينة ايه اللى حصل ؟
أغمضت "زينة" أعيُنها مُحاولة أن تفوق من الصدمة رادفة بتشتت
_ المرسم بتاعى بيقولوا فى حريقة وطلبوا المطافى
أمتعضت ملامح "ديانة" بالفزع رادفة بلهفة
_ يا ستار يارب، وده من ايه ده؟
حاولت "زينة" تنظيم أنفاسها وهى تشعر بوخزة بصدرها فهى تعشق ذلك المكان وبه الكثير من اللوح المقربة إلى قلبها لتردف بحزن
_ مش عارفة ممكن يكون ماس كهربى او حاجة، المهم روحى أنتى مع السواق وانا هاخد تاكسى واروح اشوف فى أيه
عقبت "ديانة" مُحاولة المساعدة رادفة
_ أروح أيه انا جاية معاكى
نهتها "زينة" رادفة بتحذير
_ لا يا ديانة مينفعش لازم تروحى عشان ترتاحى انتى والبيبى وانا هطمنك اول ما اوصل متقلقيش
أستسلمت "ديانة" لحديثها خشية فعلا ان يصيب طفلها بأية أذى رادفة بقلق
_ طيب أبقى طمينى بقى
أومأت لها "زينة" بالموفقة وسريعا ما تحركت لإيقاف سيارة أجرة تقلها إلى مكان مرسمها ، بينما "ديانة" قد صعدت سيارتها مُتجه إلى بيتها وهى تشعر بان هناك شيء سئ على وشك أن يحدث ولكنها حاولت تهدئة نفسها بأنه يمكن أن يكون ذلك التوتر بسبب الحمل ولا تعلم أن هناك بالفعل مشكلة كبيرة على وشك أن تحدث
_____
أستقلت "زينة" سيارة الأجرى تلك مُتجة إلى مرسمها لتجد إتصالا من "مالك" لتقوم بالرد عليه ليأتها صوته رادفا بحب
_ صباح الخير يا زينة قلبى
حاولت أن لا تُظهر له فزعها ولكنها لم تسطيع أخفائه كليا لتردف بأرتباك
_ صباح الخير يا مالك
لاحظ "مالك" إرتباكها ليشعر بالقلب مُعقبا بأستفسار
_ مالك يا حبيبتى فى أيه
زفرت "زينة" بكثير من الضيق والحزن رادفة
_ فى حريقة كبيره فى المرسم بتاعى و....
أنقطع الأتصال بسبب نفاذ بطارية الهاتف لتزفر "زينة" بحنق مُلقية لهاتفها داخل حقيبتها رادفة
_ وده وقتك أنت كمان
لاحظت "زينة" تهدئة سرعة السيارة وتوقفها بشكل مفاجئ ، كادت أن تستفسر عن سبب توقفها ليصدمها دخول رجلان على جانبيها وسريعا ما قام أحدهم بوضع منديلا على أنفها وما كانت إلا لحظات حتى غابت "زينة" عن وعيها
_____
أمتعضت ملامح وجه "هناء" بكثير من الغضب والكراهية وأخذت تصيح بذلك الشخص الذى يُحدثها عبر الهاتف زاجرة إياه بحدة رادفة
_ يعنى أيه معرفتش تقلب العربية هو انا مشغلة معايا عيال بريالة
أتاها صوت ذلك الشخص مُحاولا تفسير الأمر لها رادفا
_ والله يا ست هانم انا فضلت ماشى وراها من اول ما نزلت من عند الدكتور والست زينة سابتها ومشيت وانا ماشى وراهم وبحاول أزنق عليهم عشان أقلب العربية بس السواق اللى معاها ده شاطر اوى، اكيد ما هو جواد بيه مش هيشغل اى حد كده عنده
أزداد غضب "هناء" من تلك الكلمات لتقوم بأهانته رادفة بتهكم
_ يا فرحة قلبى بشهادتك دى ، وبعدين عندك حق جواد بيعرف ينقى رجالة يعتمد عليهم انما انا اللى بعتمد عليهم شوية نسوان أوساخ
أغلقت "هناء" الهاتف بوجه ذلك الشخص وهى تشعر بغليان دمائها لتعقب بحدة وتوعد رادفة
_ لسه ليكى عمر يا بنت لبنى بس اوعدك هيخلص قريب على أيدى
_____
توقف "مالك" بالسيارة أمام مرسم "زينة" بعد أن أستمع منها بأنه يحترق قبل أن يُغلق هاتفها نهائيا ، ليأتى إليها بسرعة البرق لكى يطمئن عليها ويكون بجانبها ولكنه تفاجأ بأنه لا يوجد شيء تماما ولا يوجد هناك أية أثار لوجود حريق ليشعر بالغرابة ، إذا لماذا أخبرته "زينة" بأن هناك حريق بمرسمها
أخرج "مالك" هاتفه مُحاولا الإتصال بها ولكن دون فائدة فهاتفها لا يزال مُغلقا ليشعر بالقلق الشديد تجاه ذلك الأمر مُتأكدا أن هناك أمرا ما ليقطع شروده وصول رساله من رقم غريب ليقوم بفتحها لمعرفة مضمون الرساله
شعر "مالك" بالدهشة من مُحتوى تلك الرساله وقد بدأ القلق يتسرب إلى قلبه ليدلف سيارتة مُتجها إلى ذلك المكان لمعرفة حقيقة الأمر
______
يقف تحت تدفق المياة مُحاولا تهدئة ذلك البركان الثائر بدخله فهو يشعر بالغضب الشديد من نفسه بسبب ما فعله ليلة أمس ، فقد تذكر ما حدث وتذكر تلك الطريقة التى جامعها بها وبعض الكلمات التى تفوه بها عن طفولته ولكنه لم يتذكر ما تفوه به عن مشاعره تجاهها ليلعن نفسه وغبائه الذى جعله يتناول الخمر ويتفوه بكل ذاك الحديث ، فذلك جعله ضعيفا أمامها وقد تستغل ذلك ضده ليضرب الحائط بغضب وحنق شديد
بينما دلفت "ديانة" غرفتها وهى تظن أن "جواد" قد ذهب إلى الشركة ولكنها أستمعت إلى تدفق المياة لتُخمن انه لايزال موجودا بالبيت لتشعر بالغصب والحرج فى آنً واحد فهى غاضبة بسبب ما فعله ليلة أمس وتشعر بالحرج من أن يخرج ويجدها بالغرفة
كادت "ديانة" أن تخرج من الغرفة ليوقفها صوت رسالة على هاتف "جواد" المُلقى بجانبها ليمتلكها الفضول بأن تفتح تلك الرسالة لا تعلم لماذا قامت بذلك ولكنها شعرت بأنها تريد ذلك وبالفعل قامت بفتح الرسالة التى صدمها مُحتواها كثيرا ، وسريعا ما قامت بالبحث عن رقم "إياد" مُتصلة به كى تعرف حقيقة الأمر ولم تكن سوى لحظات حتى أتاها صوته رادفا
_ ايه يا عم اللى أخرك كده ، ايه نموسيتك كُحلى
حمحمت "ديانة" بحرج رادفة
_ أنا ديانة يا إياد
ضرب "إياد" على رأسه بحرج لاعنًا غبائه ولسانه المُتسرع ليردف بحرج شديد
_ أه أزيك يا ديانة! ، اومال فين جواد
أخترعت "ديانة" بعض الكلمات لكى تصل إلى غرضها رادفة
_ جواد بياخد شاور هو بس قالى أسالك انت فى الشركة ولا فين
شعر "إياد" بالغرابة من سؤالها ، منذ متى و"جواد" يجعل أحد يمسك بهاتفه وأيضا يُحادث أحد لمعرفة مكانه له ولكنه لم يكترث للامر ظنا منه أن الرجل يتغير بعد الزواج ، ليردف بمرح
_ انا أهو فى الشركة متمرمط مرمطة العبيد فى عصر المماليك والباشا جواد بيه لسه بياخد شور
زفرت "ديانة" براحة مُحاولة عدم إظهار شيء رادفة بمرح مُصطنع
_ معلش بقى أنت اللى عليك الإستحمال ، جواد هيلبس وينزل اهو
أتاها صوت "إياد" موافقا
_ خلاص تمام
أنهت "ديانة" الأتصال وهو تشعر بقليل من الراحة وسريعا ما قامت بحذف تلك الرسالة وإعطاء ذلك الرقم حظراً حتى لا يرسل تلك الرسالة مرة أخرى ويراها "جواد" وهى مدركة أن هناك شخص يُحاول الإقاع بهم
وضعت "ديانة" الهاتف بمكانه وفى نفس اللحظة خرج "جواد" من المرحاض عارى الجسد لا يستره سوى تلك المنشفة المُلتفة حول خصره ، شعر "جواد" بالدهشة من وجودها بينما هى قد تجاهلته تماما وشرعت فى الخروج من الغرفة ليتجه هو صوب ملابسه مُرتدى إياهم
______
بمجرد أن أغلق "إياد" المكالمة مع "ديانة" أتته مُكالمة أخرى من رقم مجهول قام بفتح المكالمة ليأتيه صوت شخص ما رادفا
_ إياد بيه المنزلاوى معايا
أردف "إياد" بالإيجاب
_ ايوه
عقب الرجل بأسى رادفة
_ فى الحقيقى شقة حضرتك يا فندم أتعرضت لسرقة ومحتاجين حضرتك ضرورى
أعتلت الصدمة وجه "إياد" رادفا بلهفة
_ أيه؟! شقتى انا!! ، انا جى حالا
خرج "إياد" من الشركة بسرعة مُتجها نحو شقته لمعرفة ماذا يحدث وبالفعل لم يأخذ كثير من الوقت حتى وصل إلى منزله وبمجرد أن دلف شقته وقع مُغشيا عليه بسبب أستنشاقه ذلك المنديل الذى وضع على أنفه
_____
وصل "مالك" أسفل بناية "إياد" وهو يشعر بعدم تصديق ما يفعله وما أُرسل إليه منذ قليل بتلك الرساله التى كان نصها " هى الأنسة زينة بتعمل أيه فى شقة إياد خطيب اختك؟!" ، حاول "مالك" أن يطمئن نفسه بانه سيصعد الأن وسيتأكد أن هناك خطأ ما وبالطبع لن تجرى الأمور مثل ما يصور له عقله
بينما بالأعلى يُحاول "إياد" فتح عينيه بثقل شديد ولكنه سريعا ما أستعاد وعيه وما جعله يقفز من مكانه هو وجود تلك العارية تماما بجانبه والتى لا يسترها شيء سوى المُلاءة المُلطخة ببقع الدماء وهى تنظر له بصدمة وكأنها غير قادرة على النطق أو الحركة ، فقط تنظر له وكأنها تُصارع عقلها راغمة إياه على أن يتوقف
انتفض "إياد" من مكانه وهو يشعر بنفس صدمتها، ولكن ما جعله يشعر بالتصلب بمكانه هو إدراكه بأنه عارى تماما لا يرتدى أية شيء ولا يستره سوى تلك المُلاءة الموضوعة فوق جسدهما هما الأثنان
حاول "إياد" إخفاء عورته بأستخدام تلك الوسادة وهو ينهض مُتجها إلى سرواله الداخلى الموضوع بنهاية الغرفة وهو لا يعلم ما الذى يحدث ، كاد "إياد" أن يرتدى سرواله الداخلى ولكنه تفاجأ بدخول "مالك" الغرفة ورؤيته وهو عارى الجسد بتلك الطريقة ،بينما "مالك" كان مُثبت نظره على تلك الجالسة بالفرش وهى تنظر له بنفس صدمتها غير قادرة على التفوه بأى شيء وكأنها بعالم أخر غير هذا العالم
تصلب "مالك" بمكانه من هول صدمته ، فذلك المشهد يحدث معه للمرة الثانية فى حياته ليشعر وكأن روحه تُغادر جسده وبالفعل هذا أقل ما يمكن أن يشعر به أمام حبيبته العارية بفراش خطيب شقيقته ويوجد بعض قطرات الدماء ليبتلع بغصة غير قادراً على تخمين ما قد يكون حدث بينهم
أستطاع "إياد" إرتداء سرواله وأتجه نحو "مالك" مُحاولا تفسير الأمر له ولكنه لا يعلم ماذا سيقول له او لتلك المسكينة التى تتوسد الفراش ليُعقب موجها حديثه إلى "مالك" رادفا بتلعثم
_ ماالك..افهمنى..انا هشرحلك المو.....
ولكمة قوية من "مالك" إثرا عليها سقوط "إياد" أرضاً ليحول نظره إلى تلك الجالسه على الفرش ولا تستطيع أن تتحكم بتلك الدموع الذى أخذت طريقها فى الهبوط بصمت شديد غير مُدركة ماذا تقول وهى بالفعل لا تعلم ما الذى حدث ، لا تعلم سوى أنها قد تحطمت حياتها بأكملها
رمقها "مالك" بمزيج من نظرات الغضب والأشمئزاز بآنٍ واحد وهو يشعر بأنه قد خسر حبه بل خسر ثقته فى جميع البشر ليغمض عينبه بألم وغصة مُتجها نحو باب الشقة شارعاً فى الخروج من هذا المنزل بينما "إياد" حاول أن يوقفه ولكن دون فائدة ، ليتجه نحو تلك التى تجلس على الفراش واضعة وجهها بالأرض وتبكى بصمت ، ليتقدم نحوها مُعقباً بصدق
_ والله العظيم يا زينة انا ما عملت حاجه والله العظيم ما لمستك ولا قربت منك الموضوع ده أكيد لعبة، انا جالى تليفون إن الشقة بتسرق جيت جرى واول ما دخلت لقيت حد بنجنى وصحيت لقيتك قاعده جمبى بس والله ما عملت حاجه
لم تكترث "زينة" بما يقوله فهى كل ما تتأكد منه انها نائمة بفراش رجلاً عارية تماما فاقدة عُذريتها وليس ذلك فقط بل رآها الشخص الوحيد الذى أحبته من كل قلبها وظنت أنها وجدت ضالتها به ليتحطم ذلك الحلم الوردى بتلك الفضيحة التى لا تعلم كيف ولماذا حدثت لتتعالى شهقتها مُعقبة بصراخ
_ أطلع برا ، مش عايزة أسمع صوتك
تفهم "إياد" تلك الحالة التى وصلت لها وحاول تهدئتها وأحتواء ذلك الأنهيار وهو لأول مرة يشعر تجاهها بمشاعر عطف وحب أخوى رادفا بألم وحسرة
_ زينة أهدى أبوس رجلك والله صدقينى انا معملتش حاجه و...
صاحت به زاجرة إياه رادفة بصراخ
_ بقولك براا ، اطلع براا
خرج "إياد" من الغرفة بينما نهضت "زينة" وسريعا ما أرتدت ملابسها وخرجت من المنزل بأكمله تحت أنظار "إياد" الذى يُحاول أن يجد تفسيرا لما حدث ولكن دون فائدة ، ليشعر بكثير من القلق مما سوف يحدث بعد ذلك
______
يجلس خارج غرفة الكشف مُنتظرا خروج تلك الحالة التى بالداخل ليدلف هو مُحاولا أن يعلم منها ما لم يستطيع أن يسأل فيه "ديانة" ، فو يشعر بالقلق الشديد منذ أن أستيقظ يخشى أن يكون سبب لذلك الجنين أى نوع من أنواع الأذى ليجد نفسه يأتى إلى الطبيبة الخاصة ب "ديانة" لكى يطمئن عليهما
خرجت تلك الحالة التى كانت تسبقه لتصيح مُساعدة الطبيبة مُوجهة حديثها نحو "جواد" رادفة بأحترام
_ أتفضل يا فندم
دلف "جواد" الغرفة لتنهض الطبيبة "شهرة" من مكانها مُصافحة إياه رادفة بترحاب
_ أهلا يا جواد بيه
بادلها "جواد" الُمصافحة وسريعا ما أشارت له بالجلوس ، ليجلس "جواد" مُقابلا لها رادفا باندفاع
_ لو سمحتى يا دكتور انا عايز أسال عن حالة "ديانة" والطفل وهل الحمل ماشى بصورة طبيعبه و لأ
أبتسمت الطبيبة على لهفة "جواد" فى الأطمئنان على زوجته وطفله لُتحاول ان تطمئنه رادفة باحترام
_ أطمن يا جواد بيه صحة مدام ديانة والولد كويسة جدا
_ولد!!
قالها "جواد" بأندفاع وقد تملكت منه ملامح الصدمة والقلق من مجرد أن خطرت له فكرة أنه سيُرزق بولد لتلاحظ الطبيبة صدمتة وتُخمن انها من شدة فرحته رادفة بإبتسامة
_ أيوه يا فندم مدام ديانة حامل فى ولد
شعر "جواد" بالرعب والهلع مما أكدته له الطبيبة فهو لم يكن ينتظر أن يُرزق بولد ، كيف سيتعامل معه؟! كيف سيحبه ؟! هل سيكون مثله؟! هل سيصبح شخصا ضعيفا مثله ؟! هل ستكون حياته كحياة والده؟! هل سيكون جبانا مثله ؟! هل سترغمه الحياة على أن يكون شخصا قاسيا ذو مشاعرا بارده ؟! ، كثيرا من الأسئلة تخبطت بعقل "جواد" ليشعر بالتشتت الشديد ، سريعا ما نهض من مكانه عازما على الذهاب رادفا
_ شكرا يا دكتور بعد إذنك
خرج "جواد" من العيادة وهو يشعر بالتخبط والضيق الشديد وكأن العالم بأكمله أصبح ضيقا جدا لدرجة أنه لا يستطيع الحركة أو التنفس ، ليستقل سيارته مُديرا محركها وشرع فى قيدتها دون أن يُحدد وجهته
يتبع..