الفصل السابع والأربعون - مملكة الذئاب Black
الفصل السابع والأربعون
كان ساب نائم إلا أن عقله كان مستيقظا...كما أنه
يشعر أن هناك شخصا أخر معه بمنزل دوغلاس وكم أرد التأكد من ذلك....إلا أن جسده لا يستجيب
له كما أنه حاول فتح عيناه لأكثر من مرة إلا أنه وجد صعوبه بذلك....لهذا ولأول مرة
يطيع جسده بما يريد ويجبر عقله على العوده للسقوط بالظلام مره أخرى...
تكرر الأمر معه أكثر من مرة إلا أنه كان يشعر
أن بين كل مرة والأخر لم يمر سوى سويعات إلا أنه كان مخطأ بهذا....إلى أن الوقت الذى
شعر به أنه يستطيع فتح عيناه ونجح بذلك.... ظل يفتح ويغلق عيناه لأكثر من مرة
حتى يستطيع الرؤيه بطريقه جيدة... ثم ظل ينظر حوله بدقه وهو يتذكر أخر ما حدث له....
المقابر.... ألدس.... رحيل سابين... عودته لمنزل دوغلاس.... وعدم إغلاقه للباب.....وأخر
ما يتذكره سقوطه بالمطبخ.... إذا كيف أتى لفراش دوغلاس....
إذا الشخص الذى شعر بوجوده حوله وهو نائم هو الشخص
الذى قدم له المساعده.... لذا يجب عليه أن يبحث عنه ليشكره على مساعدته.....حاول ساب
رفع جسده عن الفراش..... وفعلها ولكن بصعوبه بالغه جعلته يشعر وكأنما لم يحرك جسده
لأكثر من عام كامل....
تنهد بإرهاق وهو يجلس على الفراش مستندا بيده
على جانبيه لشعوره بالدوار الشديد... وعندما حاول رفع يده شعر أنه سيسقط أرضا لا محال...
لهذا تمسك بالفراش بقوة..وحاول أخذ أنفاسه بإنتظام حتى يصل الهواء لكامل أجزاء جسده.....حتى
يذهب عنه هذا الدوار اللعين الذى يشوش رؤيته ويضعف تنفسه....
خلال ذلك شعر ساب بواقع أقدام تقترب منه بسرعه
وصوتا قلق ولكنه فرح بذات الوقت: لماذا تحركت من فراشك؟!... يجب أن تستريح ولا تقوم
بأدنى حركه حتى تشعر بالتحسن....شعر ساب أنه يعلم صاحب هذا الصوت جيدا.... لهذا حاول
رفع وجهه ليرى من أمامه.... ولقد صدق حدسه فمن أمامه هو مات صديقه الذى أعطاه المعدن...
الذى صنع منه درعه الأخير والذى يرتديه الأن....
فإبتسم ساب براحه حين أدرك أن مات هو من ساعده
وعاد لينام على الفراش مرة أخرى.... إقترب مات
منه ليعدل من نومه وهو يقول له:حمدا للإله فلقد أوقعت قلبى يا رجل وقد زاد قلقى حين
إستمر فقدانك للوعي منذ أربعه أيام.... وأنا....لم يعطيه ساب فرصه ليكمل حديثه وهو
يقول بصدمه: أربعه أيام !!!....
أومأ له مات متنهدأ وهو يكمل: لقد كنت على حافه
الموت....ولو لم أكن مارا من جوار منزل العم دوغلاس صدفه.... ورأيت باب منزله مفتوح
على مصرعيه... وأنا على علم برحيله لما دلفت لأرى من بالداخل..... وحينها وجدتك فاقدا
للوعى....وحين إقتربت منك وجدت حرارتك عاليه.... كما أن جسدك لونه كان مائلا للأحمرار
بسبب إرتفاع حرارتك.... فطلبت من أحد معارفى أن يأتى بالحكيم.... وقمت بحملك ووضعتك
بالفراش إلى أن أتى الحكيم وقام بمداوتك....
إبتسم له ساب بشكر وهو يقول له: من المؤكد أننى
قد أتعبتك معى.... نفى مات ما يقوله ساب وهو يكمل: كل ما مررت به خلال هذه الأيام لم
يرهقنى مقدار ذره.... ولكن ما أثار تعجبى هو درعك اللعين.. الذى لم أستطع خلعه حين
أردت أن أضعك بالمياه البارده حتى تنخفض حرارة جسدك....وحين لاحظ الحكيم هذا
أخبرنى أن جسدك لن يتحمل أكثر من ذلك....والأهم أن نقوم بخفض حرارتك لذلك قمت بوضعك
فى المياة بكامل ملابسك....كما وضعتك بالفراش أيضا بملابسك المبلله.... لأننى لم أستطيع
فكها لهذا لا تشكرنى لأننى لم أساعدك كما ينبغى...
يعلم ساب جيدا أنه لا يستطيع أحد فك درعه لذلك
هذا الأمر لم يخيفه.... فما لا يعرفه الجميع أن تصميم درعه.....هى أحد رسومات والده
العزيز الذى جعله يرسمها له.... وهى من ساعدته بصنع هذا الدرع.... والذى لا يتم إزالته
إلا بطريقه واحده لا يعلمها غيره هو وصاحب الرسمه.....
إلا أنه برر ل مات قائلا بإبتسامه هادئه: أنا
من أتعمد إرتدائه بسبب الجروح التى أملكها...كما لا يجب عليك أن تحزن هكذا.... فهذا
المعدن الذى إعطيتنى إياه.... ولو حدث وكنت إستطعت إزالته كان هذا ليعيب بضاعتك الثمينه
أيها الرجل.....
حديث ساب جعل مات يبتسم....وهو يؤشر برأسه دليل
على أنه لن يستطيع أن يتغلب على هذا الرجل الجالس أمامه بالحديث....لهذا قال له وهو
يقف: الأن يجب أن تتناول طعامك لهذا سأتركك لتبدل ثيابك فى حين أقوم بتجهيز الطعام
لك... أومأ له ساب شاكرا إياه....خرج مات من الغرفه مغلقا الباب خلفه بهدوء.... وحاول
ساب النهوض من على فراشه....
وبعد دقائق إستطاع ساب السير إلى خزانه الملابس
الوحيدة بالغرفه.... وقام بفتحها وإخراج أحد ملابس دوغلاس.... وقام بإزاله ملابسه التى
كان يرتديها وإرتدى ملابس دوغلاس النظيفه....ثم قام بوضع حزامه حول خاصره حتى لا تسقط
ملابس دوغلاس الواسعه التى يرتديها....ثم سار للخارج بخطوات بطيئ فهو مازال يشعر بالدوار....
إلا أنه يهدأ بمرور الوقت....
وصل ساب إلى الطاوله وجلس بعد أن قام بسحب أحد
المقاعد ليجلس عليها... خرج مات من المطبخ فتعجب من جلوس ساب أمامه على الطاوله....وهو
يحمل الطعام له فقام بوضعه أمام ساب....وهو يقول بقلق: لماذا غادرت الغرفه ؟!...لقد
أخبرتك أنه عليك أن تستريح....
إبتسم ساب دون إجابه وهو يرفع ملعقته ليتناول
طعامه فهو يشعر بالجوع الشديد... وبعد أن مضغ الطعام وجد مذاقه لذيذ لهذا قال ل مات:
هذا الطعام مذاقه جيد جدا....هل أنت من صنعه؟!...
تنهد مات من عناد هذا الفتى وجلس أمامه وهو يجيبه
بهدوء: أجل أنا من قام بصناعته... ثم صمت ينظر ل ساب بهدوء.... فقال ساب بصوتا ممتن:
لا أعلم كيف أشكرك على ما فعلته وقدمته من أجلى...
كاد يكمل إلا أن مات قاطعه قائلا بإبتسامه: أظن
أننى فهمت الأن لماذا كنت دائما تخبرنى أن أكف عن شكرك.... هل يا ترى كنت مثير للأعصاب
كما تفعل الأن ؟!...
إبتسم ساب وهو يجيبه مشير بالملعقة له: لا..بل
إنك جعلتنى أعاتب ذاتى مفكرا.... لماذا قدمت المساعدة لهذا الرجل يا ترى؟!... هنا صدح
صوت ضحكاتهم معا وظلوا هكذا يتسامرون إلى أن إنتهى ساب من تناول طعامه بأكمله....وجلب
له مات بعض الأعشاب الدافئه التى وصفها الحكيم له حتى تتحسن حالته... كما أن ساب شعر
بتحسن كبير ولم يعد يشعر بالدوار... والمشروب الذى تناوله جعله يشعر بالراحه والإرتخاء
كذلك..... لأنه يعلم أن به نسبه من المخدر....
لهذا قال ساب ل مات بنعاس: أظن أنه من الأفضل
أن تذهب لعائلتك ....ف أنا أصبحت بحاله جيده...كما أننى سأسافر غدا...فقد طال بقائى
هنا وأنا لم أضع ذلك بالحسبان....فمن المؤكد أن الجميع يبحث عنى الأن....
رد عليه مات بصوتا لا يقبل النقاش: من المستحيل
أن أسمح لك بالرحيل وأنت مريض هكذا... كما أننى أخبرت زوجتى أنك ستأتى
لتناول الطعام معانا بعد أن تتحسن صحتك.... لهذا طلبك مرفوض يا صديق..
إبتسم ساب ورد عليه بهدوء: حسنا سأحاول فعل معظم
ما تقوله....لهذا غدا سأكون بمنزلك لتناول الطعام معك ومع أسرتك.... وأعتقد أنك ترى
أن صحتى أصبحت أفضل..... وغدا ستتأكد من ذلك إلا أنه يجب أن تعود لمنزلك....فمن المؤكد
أن أسرتك قد إشتاقت إليك.... وأنت ألم تشتاق لهم؟!...
نظر له مات وهو يقول بقلق: ولكنى أخشى أن يصيبك
شئ وأنا لست بجوارك....أو تحتاج لشئ ما ولا تجد من يأتيك به.... إتسعت إبتسامه ساب
وهو يربت على يد مات قائلا بموده: لا تقلق يا صديقى فأنا أصبحت بخير.... كما أقسم لك
لو أننى مازالت أشعر بالمرض لأخبرتك بهذا....فأنا لست على
إستعداد للسقوط بالحمى مرة أخرى....
ثم غيرى ساب مجرى الحديث مكملا :كما أننى أريد
تذوق طعام زوجتك.... حتى أستطيع المقارنه بين طعام كلا منكم....وأخبرك أى الطعام
أفضل طعامك
أم طعامها.... إبتسم مات وهو يؤمى ل ساب فهو حقا
يشتاق لأسرته....إلا أنه لم يكن يستطيع ترك ساب وهو بهذه الحاله..... ولكنه يرى أنه
قد تحسن لهذا وافق على الرحيل لرؤيه عائلته.....
ولكنه أكد على ساب أنه سيكون أمامه عند شروق الشمس....فأخبره
ساب أنه لن يكون مستيقظ بهذا الوقت من الصباح.... لهذا فاليأتيه بوقت متأخر قليلا وافق
مات على طلب ساب بمضض.... وبعد رحيله أغلق ساب باب المنزل وعاد لغرفة دوغلاس.... وإستلقى
على الفراش بإرهاق...وهو يشعر أنه يريد النوم بشده.... وكأنه لم ينام لأربعه أيام متواصله...
وبالفعل لم تمر سوى دقائق.... وسقط ساب بنوما
عميق بفضل تلك الأعشاب التى تناولها منذ قليل...
❈-❈-❈
تغيب ساب عن القصر ل ثلاثه أيام دون خبر مسبق...
أثار القلق بنفوس الجميع.... كما أرسل الملك أحد الحرس ليرى سبب تغيب ساب كل هذا الوقت...
فأخبره أن عائلته لا تعلم إلى أين قد ذهب؟!.....كل
هذا نشر الخوف والقلق بقلب دوغلاس الذى لم يستطع الإنتظار.... وذهب لمنزله ليعلم هو
إلى أن ذهب ساب....
إستقبلته فكتوريا بترحاب شديد رغم الإرهاق ف دوغلاس
له مكانته الخاصه بقلبها....وظلت تسأله عن أحواله وكيف هى صحته....لكن دوغلاس لم يتحمل
الأنتظار وسألها عن مكان ساب....
دوغلاس بإبتسامه هادئه : أنا بخير حال.... ولكنى
أتسأل أين ذهب ساب دون أن يَعلم أحد بمكانه؟!... هل حدث شئ ما؟!...
إختفت إبتسامه فكتوريا وظهر الحزن بوضوح أكبر
على ملامحها وهى تقول بإرهاق شديد : لا أعلم إلى أين ذهب؟!...كما لم أراه وهو راحل....
فهو قد أخبر شقيقاته أنه سيرحل لعده أيام ثم سيعود.... أظنه أخبرهم بهذا حتى لا نشعر
بالقلق....
كان يشعر دوغلاس بوجود خطبا ما....لأنه يعلم أن
ساب لا يفعل هذا سوى عند شعوره بالإختناق... كما أنه علم إلى أين ذهب ساب.... لهذا
إطمئن قلبه قليل وهدأ قلقه.... لهذا لم يطل بالحديث أكثر من ذلك.... ورحل بعد أن إطمئن
على الفتيات.... ووعد فكتوريا بزيارتهم مرة أخرى....فكر دوغلاس وهو بطريق العوده للقصر......
أنه إذا طال غياب ساب أكثر من ذلك سيذهب هو ليطمئن عليه....
ولكنه حين عاد للقصر أخبر الملك....أن ساب هو
من أخبر عائلته برحيله لعدة أيام....وهذا جعل الضيق يرتسم على وجه الملك.... ف أجل
هو من أعطاه حريه التصرف وفعل ما يريد... ولكن كان عليه إخباره بهذا مسبقا.... حتى
لا يقلق الجميع كما فعل الأن....
إلا أنه نجح بعدم إظهار ذلك ل دوغلاس والجالسين
أمامه..... مقررا أن يتحدث مع ساب حين عودته بهذا الأمر.... وخلال إجتماعهم سأل الملك
ماكس عن ذلك الوزير الجديد الذى سيأتى اليوم ليبدأ عمله... وذلك بعد أن قام بطرد وزيره
الحالى.... لأنه فشل بما فشل به السابقون....وهو أن يقوم ببناء ذلك البرج الذى يريد
إنشائه منذ أكثر من عام....
أجابه ماكس بإرهاق وقد شعر بالسأم بسبب هذا الأمر....
الذى أخذ وقتا ومجهود كبير دون أن يعطيهم أمل بوجوده: أتعلم أن هذا الوزير هو أخر وزير
أستطيع وضعه بهذا المنصب....
فتعجب دراكوس ودوغلاس من الأمر وظهر هذا جليا
على ملامحهم.... لهذا دراكوس سأل ماكس مستفسرا: ولما كل هذا؟!... هل هم غير أكفاء؟!...
تولى ديفيد الإجابه بدلا من ماكس قائلا : بل جميعهم جيدون....
لكنهم لا يستطيعون فعل ما يريده ملكنا العزيز.....
وأشار تجاه الملك الذى ينظر له رافعا إحدى حاجبيه
دليل على عدم تقبل ما يقوله ديفيد... فأكمل دراكوس مستفسرا : وما هو هذا الشئ الذى
لم يستطع أحد من وزرائك فعله ؟!...فقام لملك بتمرير بعض الأوراق له....والتى توجد بها
بعض الرسومات المبدأيه لما يريد بنائه....
أخذ دراكوس الأوراق وظل ينظر لها....وكذلك دوغلاس
أخذ إحدى هذه الأوراق ينظر لها بتركيز.... تحدث دراكوس قائلا :لا أفهم ما الفائده من
هذا الشئ؟!....
أجابه ألفين شارحا السبب فى رغبه الملك بإنشأء
هذا البرج المتحرك.... وأنه سيكون نقطه قوة تساعدهم بالحروب وغيرها....كما أنهم وجدوا
أنه قد يستعيين به فى أشياء أخرى غير الحروب... كالإمدادت التى يتم إرسالها للقرى من
مأكل وملبس وعداد....كل ذلك سيتم بوقتا قياسى إذا تم إنشاء هذه الأبراج المتحركه....الذى
لن يحتاج لقوى عدديه كبيره فى نقله...كما سيتم توفير الكثير من المجهود على الجنود
بحمل الكثير من الأمتعه...كل هذه إصلاحات قد يتم تقديمها بجميع أركان المملكه.....
وذلك سيكون بفضل هذه الأبراج المتنقله....
أعجب كلا من دوغلاس ودراكوس بتفكير الملك الذى
يريد أن ينهض بمملكته....كما ظل دوغلاس ينظر للورق بتركيز ثم قال بثبات: أظن أننى أعرف
شخصا يستطيع إنشاء هذا البرج وبسهولة أيضا....
نظر له الجميع بصمت منتظرين إستكماله للحديث...
فتنهد دوغلاس مكملا : ولكن هناك مشكله ستواجهنا
إذا أتى هذا الشخص ليقوم ببناء ذلك البرج....
فسأله الملك متعجبا: ما هى تلك المشكله؟!... أجابه
دوغلاس بهدوء: إنه ساب....هو من سيرفض وجود هذا الشخص هنا.... وإذا حدث وأصريت على
بقائه..
أظن أن ساب حينها سيرحل ويترك المكان بأكمله...
دون أن يعود إلى هنا مرة أخرى..... لهذا فالتفكر جيدا بما تريده أيها الملك فالإختيار
لك بالأخير....
تعجب الجميع من حديث العم دوغلاس المبهم... لهذا
سأله ديفيد قائلا : ولماذا سيحدث كل ذلك عمى؟!... ومن هو ذلك الشخص الذى يكره ساب وجوده
لهذا الدرجه؟!....
نظر دوغلاس لعينى إبن أخيه قائلا بثبات: إنه والَده..
عندما قال دوغلاس أن والد ساب هو من يستطيع تنفيذ ما يريده..... تذكر الملك ساب حين
أمسك بهذه الأوراق منذ عدة أيام ....وهو يخبره أنه يكره الرسم ويكره من يحبه.... إذا
هو لا يحب الرسم لأن والده يبرع فيه...
زادت دهشه الجميع ولم تقل بعد حديث دوغلاس لهذا
سأله ألفين متحيرا : ولماذا سيكره ساب وجود والده معه ؟!... رد عليه دوغلاس بذات الهدوء
: هذا أمر لا يعنينى حتى أخبرك به....كما لم يكن من حقى إخباركم عن جورج قبل أخذ موافقه
ساب عن ذلك... والذى أعلم برفضه مسبقا.... كما أنه من المؤكد قد تم طرح هذه المعضله
أمامه من قبل....إلا أننى أرى أنه لم يخبركم عن والده....وهذا يثبت أنه لن يسر لوجود
والده بيننا.... نظر الجميع لبعضهم بصمت....
فتحدث ماثيو بتفكير: لا أظن أننا طرحنا هذا الأمر
خلال الأيام التى تواجد بها ساب بمجلسنا.... فتنهد دوغلاس وهو يقول بإرهاق: أظن لو.....
لم يستطيع
دوغلاس أن يكمل حديثه....لأن الملك قاطعه قائلا
ببروده المعتاد: لقد رأى الرسومات منذ عده أيام....
وأخبرنى أنه يكره الرسم ويكره من يحبه.... إلا
أنه لم يخبرنى لماذا يكره الرسم وأصحابهِ؟!....
رد عليه دوغلاس بتنهيده مرهقه: هذا ما أتحدث عنه
ولكن ما تريد فعله سيحدث تغير كبير بالكثير من أمور المملكه.... لهذا أخبرتك عن جورج.....
ولكنى أقولها لك من الأن أيها الملك العزيز.... لا تظن أنك تستطيع السيطرة على هذا
الفتى...فهو من ذلك النوع الذى قد يلقى بنفسه داخل النيران..... من أجل فكرة
هو مؤمن بها....لهذا أرجو منك أن ترفق به....
ظهرت إبتسامه ملتويه على فم الملك وهو يجيبه بذات
البرود: أظننى أعلم بهذا جيدا....ثم أكمل بتريث: حسنا لننتظر ساب للغد...ولكن إن لم
يأتى إرسل لأبيه حتى نرى ما يستطيع فعله بشأن هذا البرج.... حتى إذا فشل كما فشل غيره
نقوم بإبعاده قبل أن يدرك ساب بهذا....
أومأ له دوغلاس متنهدا وهو لا يعلم هل ما قام
به الأن صحيح أم لا... إلا أن ما يعلمه جيدا أن ساب لن يغفر له ذلك بسهوله....
إنتهى الإجتماع سريعا وذهب كلا لعمله.... كما
مر اليوم كذلك وأتى صباح اليوم الرابع ولم يأتى ساب بعد..... لهذا بعد الظهيرة خرج
دوغلاس من القصر ليبحث عن جورج ليخبره بالأمر بنفسه....
وبعد سير دام لساعه وصل دوغلاس لأحد الحانات التى
يعلم أن جورج يأتى إليها بإستمرار.... وقد يشعر البعض بالدهشه من ذلك.... ويتسأل عن
كيفيه معرفه دوغلاس لمكان جورج....وهما لا تجمعهم سوى علاقه كره بسبب كل ما فعله جورج
ب ساب....
إلا أننى سأطلب منك التوقف قليلا يا سيدى... لأنك
أخطأت حين ظننت أنك ترى اللوحه من جميع أركانها....وهذا حدث حين لبث عليك الأمر ورأيت
جزء واحدا منها....وظننت أنك رأيت جميع أركانها....
وهذا لأن الجزء الذى رأيته... هو الجزء
الذى كانت الشمس تسلط ضوئها عليه وحده.... لهذا لا تخبرنى أنك تعلم الحقيقه كامله...بسبب
الجزء الذى رأيته....
لأنه لم يكن سوى أفضل الأسوء... وما هو أتى ليس
سوى ظلاما دامس.... محمل بالهواء القاتل لمتنفسيه..
وصل دوغلاس لوجهته ودخل إلى الحانه يبحث عن مبتغاه...
إلى أن وجده بأحد الزوايه المظلمه يحمل كأسا بيده وهو شارد بالبعيد... فتنهد وهو يسير
تجاه.... أصبح دوغلاس أمام جورج الذى لم يلاحظ وجوده إلى الأن...وجلس أمامه ينظر له
بشفقه على ما ألت له حياته....
أدرك دوغلاس أن جورج شارد بعمق حتى لا يلاحظه
وهو جالس أمامه إلا الأن....لهذا قام دوغلاس بضرب الطاوله بقدمه للفت إنتباه جورج....
والذى حصل عليه حين نظر له جورج بإرهاق شديد....وهو لا يعلم متى أتى دوغلاس وجلس أمامه
فقال بإرهاق لم يقلل من شأن ملامحه الرجوله الوسيمه : دوغلاس متى أتيت؟!... وما
الذى تفعله هنا؟!...
أجابه دوغلاس بلطف : منذ كنت شاردا بالبعيد...وما
أتيت من أجله هو أمر هام....لهذا أريدك أن تكون بكامل وعيك حتى تعى ما أقوله...
إبتسم جورج بسخريه متألمه :ما الذى ستطلبه هذه
المرة أيها العجوز؟!...ألا يكفى ما طلبته منى بأخر مقابله بيننا.....حين جعلتنى أجبرها
على الذهاب للعمل مع ملكك العزيز....بسبب تمسكها ب ذلك ال ساب اللعين.... وأنها ستغير
من رأيها حين تعمل مع من بالقصر...من المؤكد أنها لم تقتنع بما تفعله أليس كذلك؟!...
صمت قليل يرتشف من شرابه ثم أكمل : أتعلم أنها
لم تأخذ من طباعى سوى العناد والتمسك بمن تحب.... إلا أننى أختلف معها بكيفيه إظهار
هذا التمسك.... فهى تتمسك بحب وحنان....أما أنا فأثبته بالكره والخوف.... أليس ذلك
أمرا مثيرا للغثيان يا رجل... أنهى حديثه مبتسما بسخريه....
وعاد ليشرب من الكأس الذى أمامه...فتنهد دوغلاس
وهو يقول بصرامه : فالتفق جورج... فهذا ليس الوقت المناسب لما تفعله.... فما أريدك
من أجله أمر يخص العمل...لهذا فالتذهب لمنزلك لتغتسل.... ثم تأتى للقصر الملكى....
فالملك يريدك بشأن عملا ما... هيا فنحن لا نمتلك الكثير من الوقت...
تعجب جورج من حديث دوغلاس فقال بتعجب: ما الذى
يريده الملك منى؟!... وكيف يعرف بوجودى من الأساس؟!.... فمن المؤكد أن صاحبه العيون
القاتله لم تتحدث عنى أمامه.... وإذا حدث وفعلت لن تتحدث بالخير...أنهى حديثه بإبتسامه
صغيرة...
أومأ له دوغلاس مؤكدا ما يقوله وهو يخبره قائلا:
أنا من تحدثت بشأنك أمام الملك أرنى بعض الرسومات التى يهتم بتعديلها وتنفيذها
على أرض الواقع.... ولأهميه الأمر إقترحتك لتقوم بهذا العمل.... حين أنهى دوغلاس حديثه
نظر لوجه جورج.... الذى كانت ملامحه غير مقروئه بالنسبه له.... فأكمل سألا إياه ببطئ
: ما هو رأيك جورج ؟!...
نظر له جورج بهدوء وسأله بإهتمام : ما هو رأى
صاحبه العيون القاتله ؟!...أجل فهذا هو اللقب التحببى الذى لقبه ل سابين.... منذ اليوم
الذى رأى فيه عيناها.... إلا أنه لم يخبرها به يوما....
صمت دوغلاس قليلا يرتب كلماته ثم قال : حسنا لأخبرك
بالأمر سابين متغيبه منذ أربعه أيام... وحين ذهبت لمنزلك لم أراك.... فتحدثت مع زوجتك
وأخبرتنى أنها رحلت... إلا أننى لم أتدرج لسؤالها
عن السبب الذى جعل صغيرتى تترك المكان بأكمله
وترحل دون إخبارى.... وهى لم تفعلها من قبل... أنهى دوغلاس حديثه وهو ينظر ل جورج بنظرات
ذات مغذى....
فتنفس جورج بصوت مسموع وهو يسحب شعره للخلف بعجز....
وهو يهرب بعيناه من نظرات دوغلاس الثابته عليه....فضرب دوغلاس بيده على الطاوله التى
بينهم بقوة وهو يقول بحده: ما الذى فعلته بصغيرتى هذه المرة جورج؟!....
نظر له جورج ببرود وهو يجيبه: لقد قمت بضرب فكتوريا....
كما قمت بكسر معصم أليس... لأنها
حاولت الدفاع عنها.... نظر له دوغلاس بصدمه
منتظر أنه يخبره جورج أن ما قاله ليس سوى مزحه
سيئه.... إلا أن نظرات جورج المتألمه والتى حاول إخفائها إلا أنه لم يستطع.... تخبره
بصحه ما قاله....
لهذا قام دوغلاس بضرب الطاوله بقوة أكبر هذه المرة
وهو يقول بغضب: اللعنه عليك...أيها اللقيط الغبى...
فالتحمد الإله أنها رحلت وإلا كان أحدكما قتل
الأخر...
لم ينظر له جورج إلا أنه سأله بإهتمام :إلى أين
ذهبت؟!.... إبتسم دوغلاس بسخريه وهو يسأله بحده: وهل يهمك الأمر حقا ؟!....نظر له جورج
بحده هو الأخر وهو يقول ...وعروق رقبته بارزه بقوه بسبب غضبه: ما الذى تظنه أيها العجوز؟!....
تنهد دوغلاس بإرهاق وهو يقف قائلا منهى هذا النقاش:
أنا لم أعد أظن شئ.... لأننى سأمت حماقاتك كما أننى سأنتظرك ولا تتأخر لأن الملك ينتظرك....ولا
أظن أنه من الجيد أن تغضبه بتأخيرك... إلا إذا أرت أن تموت سريعا....ثم تركه ورحل....
بعد رحيل دوغلاس وضع جورج رأسه بين كفيه مغمض
العينين.... وهو يقول بألم وإشتياق لا يظهره أمام أحد سوى نفسه ودوغلاس... لأنه الوحيد
الذى يعلم بالحقيقه منذ البدايه :ما الذى ستفعلينه بى بعد أيتها السابيه ذات العيون
القاتله؟!.... ثم رفع كأسه يرتشف أخر قطراته ثم وضعه بقوة على الطاوله....
وقام ذاهبا لمنزله ليتجهز لمقابله الملك....
ذهبت جورج لمنزله وهو بحالة رثه... إلا أن عيناه
عادت لبرودها وتهكمها....دلف للداخل متجها لغرفته التى لا يسمح لأحد بدلوفها... ودائما
يكون بابها مغلق لهذا لا يعلم أحد من أهل منزله على ما تحتويه هذه الغرفه.... التى
لم تطأها قدم أحد سواه....
كاد يدلف حورج إلى غرفته إلى أن أوقفه صوت فكتوريا
الحانى والمحب... رغم ما تلقاه على يده من عذاب إلا أنه ما يزال حبه بقلبها لم يقل
يوما ما: لقد قلقت عليك كثيرا كما إنتظرتك....فأنت لم تتغيب عن المنزل كل هذه
المدة من قبل....هل أنت بخير؟!...
أجابها جورج بجمود دون أن يلتفت لها : هذا أمر
لا يعنيكى.... ثم تركها ودلف لغرفته يغلق بابها بقوة... مما جعلها تغمض عيناها بخوف
وحزن....وهى تعود خطوه للخلف... لأنها أدركت أنه لا يريد التحدث معها...
بعد دخوله لعرينه أغمض جورج عيناه بألم....وهو
يتذكر صوتها القلق عليه رغم ما فعله بها.... إلا أن كل ما فعلته وتفعله من أجله....
لم يجعله ينسى السبب الحقيقى وراء ما فعلته بالماضى....يعلم أنه قاسى ولا يستحق هذا
الحب.... الذى يعلم أنه سينتهى يوما ما بسبب أفعاله...إلا أنه يرى هذا هو الأفضل لكلاهما....
تنفس جورج بقوة وذهب لخزانته وأخرج منها ملابس نظيفه.... ثم إغتسل وإرتدى ملابسه....ورحل
من المنزل دون أن يتحدث مع أحد.... كما لم يحاول أحد من الفتيات التحدث معه....
وصل جورج أمام البوابه الأماميه للقصر وأخبر الحرس
أن لديه مقابله مع الملك الأن... وأخبرهم بإسمه فقاموا بإدخاله على الفور حين ذكر إسمه...
فأدرك أن دوغلاس أخبرهم بقدومه....فتنهد وهو يخطو داخل القصر ينظر أمامه بجمود...
بعد مرور بعض الوقت وصل جورج أمام القصر...وأوقف
أحد الحرس يسأله عن مكان السيد دوغلاس..... فأخبره أنه بمكتب الملك فى إجتماع خاص.....فأخبره
جورج أنه هنا لأن الملك من طلب حضوره وهو يريد مقابلته....فأومأ له الحارس حين علم
هويته وسار به إلى أن وصل لمكتب الملك....
وطلب من الحرس أن يخبر الملك بحضور ضيفه طرق الحارس
الباب منتظر إذن الدخول.... دخل
حين سمع الأمر ثم خرج بعد لحظات يخبر جورج
أن يدخل.... دلف جورج للداخل فوجد العديد من الرجال
يجلسون حول طاوله كبيره نسبيا ودوغلاس معهم....
والذى قام واقفا يقترب منه وهو يقدمه بهدوء:أقدم
لكم السيد جورج والد ساب.... أومأ له الجميع بهدوء إلا أنه لاحظ الأمتعاض على وجوه
أغلبهم... إلا إثنان منهم أحدهم ينظر له بإبتسامه ساخره... والأخر من يترأس هذه الطاوله
والذى أدرك أنه الملك... كما كانت نظراته تربك من يقف أمامه...لهذا كان جورج يملك من
الذكاء الكافى ما جعله يبعد عيناه عن مرمى عينى الملك.... وينظر للجميع يؤمى لهم بإحترام....
قاده دوغلاس للجلوس على أحد المقاعد.... فكان
نصيبه أن يكون جوار الشخص الذى إبتسم له.... تحدث دراكوس وهو ينظر له بذات الإبتسامه
الساخره: أتعلم أن جميع من يجلس أمامك الأن لا يرحب بوجودك بينهم؟!....
نظر جورج له بإبتسامه سمجه وأجابه قائلا : لا
أظن أن هناك شئ أفضل من ذلك... ثم نظر ل دوغلاس وتحدث ببوادر إنفعال إلا أنه حاول تمالك
أعصابه... فهو يعلم أنه لا يستطيع الرد بحضور الملك....إلا أنه
لا يضمن ما قد يفعله إذا إستكمل هذا السخيف حدثيه
: أظن سيد دوغلاس أنك أردت حضورى من أجل عملا هام....لا من أجل إهانتى...
كاد دوغلاس يجيبه إلا أن دراكوس سبقه وهو يكمل
قائلا : قد تأكدت الأن أن هذا الشبل من ذاك الأسد... أتعلم أن ولَدك يشبهك كثيرا وخاصه
بهذه النظرات القاتله..... كان الجميع صامت يستمع لهذا النقاش بإهتمام.....حتى أن الملك
لم يقوم بإقاف دراكوس
عن التحدث.... لأنه أرد سبر أغوار هذا الشخص الذى
يرفض ساب التواجد معه بذات المكان.... وكذلك ديفيد وألفين وماثيو وماكس كانت أنظارهم
على
ما يحدث بين دراكوس.... وهذا الرجل المدعو جورج
إستدار جورج بكامل جسده ليواجه دراكوس هو يجيبه
ببروده المثير للأعصاب : بالفعل هو كذلك....
كما أننى متيقن أنه لم يشعر بالإرتياح نحوك....كما
يشعر والده....
وكاد يستقيم بوقفته ليرحل إلا أن الملك تحدث أخيرا
بصوتا مهيب : عد لمكانك... فنظر جورج ل دوغلاس فأومأ له دوغلاس بهدوء لتنفيذ ما طلبه
الملك.... فتنفس جورج محاولا إمتصاص شعوره بالغضب وعاد لمقعده من جديد.....
تحدث الملك بثبات ونظراته تكاد تخترق رأس جورج:
لقد أخبرنا السيد دوغلاس أنه لابد من إخبار ساب قبل إحضارك ألى هنا... لهذا توقع الجميع
أن علاقتكما ليست بالجيده..... أومأ له جورج متفهما وهو يقول بهدوء: إذا ما هو العمل
المطلوب منى؟!...
أشار الملك برأسه ل دراكوس حتى يعطيه الأوراق
فقام دراكوس بوضع الأوراق أمام جورج.... ثم سقطت الغرفه بصمت منتظرين ما سيقوله جورج
بعد رؤيته للرسومات.... ظل جورج ينظر للرسومات لبعض الوقت ثم رفع رأسه ينظر للملك....
فوجد جميع الأنظار موجه له....مما جعل إبتسامه ساخره ترتسم على شفتاه....
فتنهد وهو يقول بعمليه : هناك الكثير من الأخطاء
بتصميم هذه الرسومات.... وصمت للحظات يرتب كلماته ثم أكمل بإعجاب: إلا أننى لا أنكر
أن من قام برسم هذه الرسومات يمتلك خيالا جامح....
فسأله الملك بجمود : إذا ؟!....
تنفس جورج وهو ينظر للورقه التى يحملها ويقول
بثبات : متى سنبدأ بالعمل؟!....عند قوله هذا ظهرت إبتسامه على فم دوغلاس... فهو كان
واثقا أن جورج هو الوحيد الذى سيتمكن من فعلها....
إلا أن ماكس تحدث بثبات وجمود : وما الذى سيحدث
إن لم تستطع إكمال العمل لنهايته؟!....
سؤال ماكس لم يكن تقليل من شأن جورج....بل
لأنه وصل لزروته بسبب هذا العمل.... الذى لم يبدأ
وينتهى على خير بإحدى المرات السابقه....
رفع جورج إحدى حاجبيه وإبتسم بمكر وعيناه لم تبتعد
عن الرسمه التى يحملها بيده وهو يقول : إذا سيكون هذا خطأ العجوز لأنه جلب لكم شخصا
ليس أهلا لهذه المهمه...كما سيكون خطأكم لأنكم وثقتم بحديثه وطلبتم منه جلبنى إلى هنا....
لتضيع وقتكم ووقته ولكن.... توقف جورج عن إكمال حديثه وهو يبعد عيناه عن الرسمه التى
أمامه.....وينظر لعينى ماكس بثبات: ولكن لأنك تثق به طلبت منه المساعده وسمحته له بأن
يرسل بطلبى أم أننى مخطأ؟!....
توتر ماكس وهو يقول بتأكيد : بالفعل أنا أثق بالعم
دوغلاس وإلا لما سمحنا لك بفعل الأمر من بدايه....
أومأ له جورج وهو يبتسم له بإحدى إبتسامته البارده
ووقف يحمل الأوراق ليضعها مكانها.... وهو يقول بإحترام يوجه للملك : بعد إنتهائى من
الرسومات سأعود لأعرضها عليك سيدى.... ومن ثم نستطيع أن نبدأ بالعمل.....
تحدث الملك ببروده المعتاد ولهجه غير قابله للنقاش:
بل ستظل هنا إلا أن تنتهى من الأمر برمته.....
تنهد جورج وهو يجيبه بثبات :ولكن لا أظن أن هذا
الأمر سيلقى إستحسان لدى ساب....أجابه الملك بهيمنه: إترك أمر ساب لى.... فأنا أعلم
ماذا سأفعل معه ؟!...ظهرت إبتسامه ساخره على شفتى جورج ولم يعلق.. إلا أن الملك فهم
المغزى من هذه الإبتسامه جيدا.... ف هذا الرجل يظن أنه لا يستطيع السيطره على ساب.....
إلا أنه مخطأ فهو لا يعلم بعد من هو الملك إستيفان والتر أوين....
نادى الملك على أحد الحرس مخبرا إياه أن يقوم
بمساعده السيد جورج للوصول لغرفته...وبعد خروج جورج من الغرفه.... جلس الجميع في صمت
الى ان تحدث الملك بهدوء ولكن به شده وهو ينظر لدراكوس بنظره خاصه ذات مغزى: ما حدث
منذ قليل لا اريد ان يتكرر مره اخرى.... وأنهي حديثه بصوتا صارمه....
فأومأ له الجميع بالموافقه....وحين رأى أنهم قد
ناقشوا كل شئ أمر الجميع بالذهاب لإستكمال أعمالهم....وهو يعلم بقرارة نفسه أنه من
ترك دراكوس يتحدث هكذا.... حتى يستطيع تكوين خلفيه عن والد ساب وقد فعل....
❈-❈-❈
عوده إلى ساب الذى إستيقظ بنشاط كبير بعد أن نام
بإرتياح يوم أمس....وقام من فراشه وإغتسل وبدل ملابس دوغلاس المتسعه لأخرى تناسبه وجدها
بغرفته....ثم خرج من المنزل متجها لمنزل مات....
قرر ساب أن يختصر طريقه ويمر بالسوق حتى يصل لوجهته
أسرع .....ولكن فى طريقه إصدم بسيدة ما وأوقع ما تحمله بيدها من خضار وفاكهه.... فإعتذر
وأسرع ليلتقط الأشياء الساقطه على الأرض.... ثم وقف وهو يرفع عيناه لينظر لها.... ليعطيها
أشيائها وهو يقول بإبتسامه معتذرا : أنه خطئ أعتذر منكى سي.....
إلا أنه وقف بصدمه وهو لا يصدق عيناه....وظل يتسأل
هل ما يراه حقيقى؟!.... أم أنه يخيل له
هذه....
❈-❈-❈
يُتبع..