-->

الفصل الثالث والعشرون - ظلمات حصونة

 



الفصل الثالث والعشرون



دلف "هاشم" إلى القصر وهو فى قمة غضبه يشعر وأنه يريد قتل "هناء" بسبب تصرفاتها الحمقاء التى حتى لا ترجع له فيها قبل أن تُنفذها ، بل ترتكب الخطأ وحسب ، صاح "هاشم" مُناديا على "هناء" بغضب وحنق صارخا بحدة وإنزعاج


_ هنااء ، أنتى فين يا هناء؟!


هبطت الدرج بكثير من الغرور والغطرسة المبالغ بها وكأنها لم ترتكب أى شيء خاطئ ، بل وتشعره أنه مخطاُ بكل وقاحة رادفة بلا مُبلاة


_ بتزعق كده ليه؟!


أتخذ "هاشم" بعض الخطوات الواسعة بأتجاهها مُعبرة عن مدى غضبه إلى أن أصبح أمام وجهها مباشرة ، ليصيح بغضب وأنفاس حارقة رادفا بحدة


_ هو أنا لسه زعقت! ، دا أنا هزعق وهكسر وهضرب كمان


رفعت "هناء" حاجبها بأستهزاء على كلام "هاشم" الذى لم يفرق معاها ولو بجزء بسيط فهى تعلم أن "هاشم" لا يستطيع أن يفعل لها شيء مهما فعلت ، لتستغل ذلك وتردف بتهكم


_ تضرب كمان! ، وده من أيه إن شاء الله!!


شعر "هاشم" بكثير من الغضب من تلك النبرة المُستهزئة فى حديث "هناء" ولكنه عمل جاهدا على ألا يفقد أعصابه ويقوم بفعل شيء يندم عليه ، ليكز "هاشم" على أسنانه بغضب رادفا بحدة


_ أنتى أزاى بجاحتك توصلك أنك تبعتى حد يقتل ديانة وحفيدى! ، أنتى أتجننتى يا هناء؟!


أبتسمت "هناء" بسخرية شديدة تُحاول إشعال نيران الغضب بداخل "هاشم" ثم تُحول كل ذلك الغضب تجاه "ديانة" بتذكيره بذلك الحادث فى هذا اليوم ، لتردف "هناء" بهجوم وحدة


_ لا يا هاشم الظاهر أنت وأبنك اللى أتجننتوا ونسيتوا الست ديانة دى تبقى بنت مين


إندفع "هاشم" صارخا فى وجهها مُحاولا منعها عما تُحاول الوصول إليه زاجرا إياها بحدة وغضب رادفا بإنفعال


_ تبقى بنت شرف يا هناء ، يعنى بنت أخويا الله يرحمه


غضبت "هناء" مما يقوله "هاشم" وهذا الحديث الذى يُثبت لها أن "هاشم" أيضا قد خرج عن سيطرتها ، لتُحاول جاهدة إدخال الكراهية داخل قلبه مرة أخرى رادفة بحنق وتأثر زائف


_ وبردو بنت لبنى يا هاشم ، لبنى اللى قتلت أختى واللى فى بطنها ، وحاولت تقتل ماجدة أختك ، وأتسببت فى موت شرف ، ديانة تبقى بنت لبنى يا هاشم


صاح بها "هاشم" مُحاولا جعلها تخرج "ديانة" من رأسها وعدم إيذائها رادفا بحدة وإنفعال


_ لبنى ماتت من عشرين سنة يا هناء ، وديانة زى ما أنتى قولتى..بنتها ، وبنتها دى لا عاشت ولا أتربت معاها عشان أدفعها هى تمن حاجة ملهاش ذنب فيها ، وكمان ديانة دلوقتى شايلة حفيدى ، ولو هى مكنتش من دمى وكانت واحدة غريبة ، حفيدى كان هيشفعلها قدامى ويخلينى مهما كان بينى وبينها أسامحها عشانه هو ، ما بالك بقى إنها بنت أخويا وأخر حاجه باقيه من ريحته ، عايزانى أقتلها كده بسهوله


رفعت "هناء" حاجبيها بأستنكار وقليل من الأستهزاء رادفة بتهكم


_ يا سلام ، وكان فين كلامك ده طول العشرين سنة ، أيه غيرت رأيك كده فجاة! ، ولا تكونش حنيت يا هاشم؟!


تنهد "هاشم" بحزن وأسى لا يعلم أيصيح بما يشعر به أم يحتفظ به داخل قلبه حتى لا يُخطئه أحد ، ولكن لماذا يخطئه أحد؟ ، لأنه أخرج أبنة أخيه من كل تلك الظلمة والأنتقامات! ، أم لأنه يريد أن يحظى بحفيد من صلبه وصلب شقيقه ويريد لذلك الطفل حياة سوية ، ليست حياة مليئة بالحزن والظلام لأن والده وجده قد قتلا والدته دون حتى أن تفعل شيء ، لا لن يفعل هذا أبدا ، رمق "هاشم" "هناء" بعين دامعة مُحاولا أن يُحنن قلبها رادفا بضعف


_ أه يا هناء حنيت ، حنيت لحاجه من ريحة أخويا ، أه أنا كنت عايز أقتلها زى ما أمها قتلت طفلى ، بس لما سمعت إنها حامل ، حسيت بحاجات بقالى كتير أوى محستش بيها ، حسيت بسعادة أول مرة تهانى حملت وقالولى مراتك حامل وهتجبلك عيل يشيل أسمك ، ده نفس الأحساس اللى حسيته لما قالولى ديانة حامل ، حسيت إنى حسى لسه فى الدنيا ولسه نسلى متقطعش وأسمى هيعيش فى الدنيا حتى لو روحى طلعت للى خالقها ، حسيت إن دى إشارة بتقولى متقتلش ديانة متخودهاش بذنب هى معملتهوش ، ولما شوفتها النهارده حسيت إنى شايف شرف قدامى قوتها ، وجرأتها وكلامها ، حتى لمعة عنيها وهى بتتكلم ، كل ده خلانى أحس إنى بكلم شرف ، حسيت قد أيه انا كنت هندم لو أذيت البنت دى وأخدتها بذنب غيرها ، حسيت برعشه فى قلبى أول ما وقفت قدامها وهى بتعيط وكأنى واقف قدام حد من عيالى ، مش هقدر أأذيها يا هناء


شعرت "هناء" بكثير من الغضب والكراهية تجاه الجميع وأولهم تلك الفتاة "ديانة" تعنيف "هاشم" مرة أخرى مذكرة إياه بما حدث لزوجته مُحاولة زرع الغضب والكراهية مرة أخرى داخل قلبه رادفة بحدة وإنزعاج


_ وحق أختى يا هاشم ، حق مراتك اللى ماتت غدر وخيانة ، أيه هتسيبه!


صاح "هاشم" بها زافرا بضيق وحنق من إصرار "هناء" على أن ثأرهم مع "ديانة" وأن حق زوجته سيأتى بموت أبنة أخيه ، ليصرخ بوجهها زاجرا إياها رادفا بإنزعاج


_ أفهمى بقى ديانة ملهاش دعوة بأى حاجه حصلت زمان ، دلوقتى هى مرات جواد وشايله حته منه جواها والطفل اللى هيتولد ده سوا بنت أو ولد هيحتاجها ، ليه أظلم كل دول وهما ملهومش ذنب! ، ليه أظلم بنت أخويا وهى معملتش حاجه وأقتلها! ، ليه أحرم الجنين اللى جى ده من امه وأظلمه هو كمان على حاجه ملوش ذنب فيها ، مش كفايه اللى جواد عمله معاها


كورت "هناء" عينيها بملل من حديث "هاشم" ولاتزال مُصرة على ما بداخل رأسها ، ولم تكتفى بذلك بل غرورها جعلها لا ترى الصدق فى أعين "هاشم" وحقيقة أن تلك الفتاة أصبحت تعنى له الكثير ، لتتفوه "هناء" بثقة وإصرار مُعبرة عن حجم الكراهية التى تحملها بداخلها تجاه "ديانة" رادفة بحدة


_ طيب يا هاشم لو أنت هتسيب حق مراتك ، فأنا مش هسيب حق أختى وهاخده


ألتقط "هاشم" يد "هناء" فجأة مما جعلها تنتفض من الصدمة وأخذ يضغط عليها بكثير من الغضب والحنق وتلك أول مرة يرفع فيها "هاشم" يده عليها ، لتتأوه "هناء" وتُحاول سحب يدها من قبضته ولكنها فشلت فهو ممسك بها جيدا ، بينما "هاشم" قد فرغ صبره منها ليصيح بوجها بأنفاسه الحارقة وأسنانه الملتحمة مُحذرا إياها رادفا بحدة


_ أقسم بالله يا هناء لو قربتى من ديانة أو من اللى فى بطنها أو حاولتى تأذيهم ، والله العظيم وقتها هنسى أنتى مين وهقطعك بسنانى ، أدينى حذرتك أهو يا بنت عمى وقد أعذر من أنذر


تركها "هاشم" وصعد السلم مُتجها نحو غرفته مُعلنا عن إنتهاء الحديث بينهما، بينما "هناء" ظلت تُطالعه بنظرات ثاقبة وأنفاسا ملتهبة عازمة على أن تعلن الحرب عليهم وتحرق قلب الجميع وأولهم سيكون "هاشم" عندما يخسر حفيده وأبنة أخيه وأيضا أبنه


________


توقف "جواد" بسيارته بمكان بعيد ومظلم لا يوجد به أحد وكأنها صحراء غير صالحة للتعمير والأسكان ، ترجل "جواد" من سيارته ليصبح وأقفا أمامها ولا يُنير له سوى ذلك الضوء البسيط الذى ينبعث من داخلها


رفع "جواد" نظره ناحية السماء وما هى إلا لحظة واحدة وسقط على الأرض ثانيا رُكبتيه وأخذ يبكى بكل ما به من قوته وكأنه طفل صغير فقد لعبته أو يريد الذهاب إلى والدته ، بالفعل هذا ما يريده "جواد" هو أيضا يحتاج إلى والدته ، يحتاج أن يلقى بنفسه داخل صدرها ، يحتاج أن تضمه وتربت على ظهره وتُزيح عن صدره كل ذلك الضيق والحنق ، تُحاول أن تُنسيه كل ما فعلته به "هناء" ، تحاول أن تُعاقبه عما فعل ب "ديانة" ، تطمئنه أن "ديانة" لن تتركه أبدا


ولكن لحظة ، هل "ديانة" ستُسامحه بعد كل ما فعله بها ، هل ستنسى أنه أغتصبها عدة مرات ، هل ستنيى تلك الإهانة والكسرة التى سببها لها ، هل سيشفع له عندها ما يحاول فعله منذ فترة طويله ، هل ستاسمحه إذا أخبرها بكل ما بداخله ، هل ستشفق عليه بسبب كل ما عانه بسبب تلك المرأة التى تُدعى "هناء" ، هل ستحبه مثل ما يحبها؟!


هل هو يُحبها؟ ، كيف يحب أبنة المرأة التى قتلت والدته ، ولكن ما ذنبها بهذا الأمر! لما يجعلها تدفع ثمن غلطة هى لم ترتكبها! ، ولكنها والدتها؟ ، ولكنه يُحبها؟! لا لم يُحبها ، بل بالطبع يُحبها


_ اااه كفايه بقى ، كفااايه


صرخ "جواد" بتلك الكلمات من بين شهقاته مُحاولا الأنتهاء من ذلك الصراع بداخله ، ذلك الصراع الذى يُسبب له الحيرة والتشتت لا يعلم لأى صوت منهم يستمع ، أيستمع لذلك الصوت الذى يخبره بأنه يُحبها ، أم الأخر الذى يقول أنه لم يحبها ، ليستمع لذلك الصوت مرة أخرى ، يستفسر بداخله عن إذا كان حقا يحبها فلما يُعذبها ويُهينها ومنذ قليل كاد أن يضربها بدون شفقة أو رحمة أمام الجميع فقط لأنها واجهته بحقيقته الذى يتهرب منها بكونه حقا شخصا ضعيف


كور "جواد" قبضتى يده وضرب بها الأرض أسفله بكثير من الغضب والصراخ مُحاولا إخراج كل ذلك الضيق الذى يشعر به رادفا بأسنان ملتحمة ودموع تتهاوى كالمطر


_ ليه عملت كده ليييه ، كل ما أحس إن الكره بينا بيقل أرجع أزوده تانى ليه


تذكر تلك السفرية التى سيقوم بها غدا ليتوقف عن البكاء مُمتنا لتلك المشكلة التى ستُشغله عن ذلك التشتت وستجعله يبتعد عنها قليلا ، على الأقل تلك الفترة حتى لا تزداد تلك الكراهية بينهما ، وأيضا لأكمال ما بدأه من فترة

________


لاحظت "ملك" تغير نبرة "إياد" بالحديث معاها ، فهو يبدو حزينا ومستاء ، لتشعر أن هناك شيئا ما لتتقدم بسؤله مُحاولة الأستفسار عما يُزعجه رادفة بأهتمام


_ مالك يا إياد صوتك متضايق ليه


حاول "إياد" عدم إزعاجها بتلك الأمور مُحاولا التهرب من سؤالها رادفا بنهى


_ مفيش يا حبيبتى


إنزعجت ملامح "ملك" لشعورها بأن "إياد" يُحاول إخفاء الأمر عنها لتزجره بنبرة مُعاتبة رادفة بتحذير


_ إياد متخبيش عليا ، هو انا يعنى مش عارفاك!


لأحظ "إياد" إنزعاجها وإرادتها القوية فى الأستفسار عن الأمر ، فلم يريد أن تنزعج أكثر من ذلك ليتنهد بأستسلام لأن يخبرها رادفا بأسى


_ متخانق مع جواد


أتسعت عينى "ملك" بصدمة خوفا من أن يكون "جواد" علم بشيء مما سبق وأخبرها به "إياد" وأن يكون صدق أنه فعل ذلك الشيء ب "زينة" ، لتردف "ملك" بلهفة مُستفسرة عن الأمر


_ ليه هو عرف حاجه؟!


هز "إياد" رأسه نافيا حديث "ملك" رادفا بتوضيح


_ لا الحمدلله بس مشكله كده فى فرع من فروع شركتنا برا مصر وهو هيضطر يسافر


زفرت "ملك" براحة أن "جواد" إلى الأن لم يعرف عن الأمر ، فهى سمعت الكثير عن شخصية "جواد" وأنه قاسى القلب وحاد الطباع وبالبطع إذا علم شيئا كهذا ستكون هناك مصائب لا حصر لها ، ولكنها أيضا ظلت مهتمة لمعرفة سبب إنزعاج "إياد" لتُخمن أن "جواد" قد يكون قال له شيئا أزعجه وضايقه لتعقب بأستفسار


_ هو قالك حاجه تزعلك؟!


أبتسم "إياد" بخفة على ما قالته "ملك" عن أنه ينزعج من "جواد" فهى لا تعلم ما بينهما فالشيء الذى يربطهما ببعضهما ليست مجرد شراكة أو صداقة عمل ، بل ما ببنهما أكبر من ذلك بكثير ، ليردف "إياد" محاولا شرح الأمر ل "ملك"


_ مفيش حاجه تزعلنى من جواد ، ده مش صحبى بس ده أخويا وصحبى وشريكى وأهلى وكل حاجه ، أنا بس خايف عليه من نفسه ، جواد اللى شافه مش قليل يا ملك وعشان كده مهما عمل فيا عمرى ما أزعل منه أبدا


أبتسمت "ملك" من كل ذلك الحب الذى يحمله "إياد" ل"جواد" وصداقتهما الجميلة الخالية من أى مطمع أو إستغلال ، ولكنها أرادت أن تُخرج "إياد" من ذلك الإنزعاج لتعلق بمشاكسة رادفة بحزن مُصطنع


_ أه دا أنا كده هبدأ أغير من جواد بقى


ضحك "إياد" بصوته كله على ما تفوهت به "ملك" وقد أدرك إنها تُحاول مشاكسته ليقلب عليها لعبتها ويقلب الأمور لصالحه ليردف بمراوغة ومكر


_ لا تغيرى من جواد أيه! ، أنا مليش فى الخشن أنا ليا فيك أنت يا طرى يا ناعم أنت يا حلو


أحمرت وجنتى "ملك" بخجل لتصيح بأنزعاج وطيف غضب مُصطنع رادفة بضيق


_ والله العظيم يا إياد أنت قليل الأدب وأنا معتش مكلماك تانى


أغلقت "ملك" الهاتف ولاتزال تشعر بالخجل الشديد ، بينما "إياد" ظل يضحك على طفولة "ملك" رادفا بتوعد


_ هو أنتى لسه شوفتى قلة أدب يا روحى؟! ، دا أحنا لسه بنقول يا هادى


_________


كانت "زينة" تجلس بغرفتها وتشعر بقليل من الدوران والكثير من الغثيان ولا تعلم لما تشعر بهذا الشىء منذ عدة أيام ، قطع خلوتها صوت تلك الطرقات على باب غرفتها لتسمح "زينة" للطارق بالدخول ، لتقوم "ديانة" بإدخال راسها فقط من خلف الباب رادفة بأستئذان


_ ممكن أدخل؟!


أبتسمت لها "زينة" بحب وسريعا ما أعتدلت فى جلستها رادفة بترحيب


_ أكيد طبعا يا ديانة أتفضلى


دلفت "ديانة" الغرف وتقدمت بعدة خطوات تجاه فراش "زينة" وحاولت أن تجلس بحذر لأنها أصبحت الأن بشهرها السابع وبطنها اصبحت كبيرة وهذا الشيء يجعلها قلقه من أن تقوم بأى حركة خاطئة ، وجهت "ديانة" حديثها نحو "زينة" رادفة بأستفسار


_ زينة هو أنتى زعلانه منى فى حاجه؟!


هزت "زينة" رأسها رافضة حديث "ديانة" عن كونها منزعجة منها رادفة بنهى


_ لا يا حبيتى طبعا مش زعلانه منك ، ليه بتقولى كده؟!


تنهدت "ديانة" بأسى عند تذكرها لما حدث فى هذا اليوم بينها وبين "هاشم" وما فعله "جواد" معها، لتردف بحرج


_ أومال ليه بقالك شهر من ساعة الكلام اللى حصل بينى وبين باباكى وأنتى قافله على نفسك هنا ومش بتتكلمى معايا خالص؟


حاولت "زينة" توضيح الأمر ل "ديانة" بأنها ليست منزعجة منها بل حزينة لأجلها ولا تعلم ماذا تفعل لها ، لتردف بحب


_ صدقينى يا ديانة أنا مش زعلانه منك أبدا ، بالعكس أنا زعلانه عليكى أوى ونفسى كل حاجه بينك وبين بابا وجواد تتظبط لانك ملكيش ذنب فى حاجه ، وصدقينى جواد كويس بس هو شديد شويه


ابتسمت لها "ديانة" بأقتضاب عندما تذكرت ذلك اليوم الذى أستمعت فيه ل "جواد" قبل أن يُسافر


❈-❈-❈



أنتهى "جواد" من إرتداء ملابسه وسريعا ما خرج من غرفته فى طريقه نحو باب الفيلا ليصدح صوت هاتفه مُعلنا عن وجود إتصال من أحدهم، أخرج "جواد" هاتفه للرد مُستمعا لذلك الشخص الذى يُهاتفه ، ليُجيبه "جواد" رادفا بحدة


_ ايوه أنا مسافر دلوقتى أشوف أيه سبب المشكله دى وأحلها


صمت لمدة ثوان فقط حتى صاح مرة أخرى رادفا


_ مش عارف هقعد قد أيه بس بمجرد ما هحلها هرجع على طول


خرج "جواد"من المنزل وهو لايزال يتحدث بهاتفه ولم ينتبه "لديانة"التى كانت تقف أعلى الدرج وأستمعت إلى كل شىء



❈-❈-❈


هزت "ديانة" رأسها مُحاولة إخراج كل ما برأسها يذكرها بهذا الحقير الذى تكرهه أكثر من أى شىء بحياتها وتتمنى عدم مجيئه مرة أخرى ، حاولت إشغال نفسها بالحديث مع "زينة" التى يبدو عليها ملامح الأقتضاب ، لتصيح "ديانة" مستفسرة 


_ طب لو كده ، أومال ليه طول الفترة دى مش بتنزلى تقعدى معايا غير كل فين وفين


شعرت "زينة" بالغثيان وأنها بحاجة لإفراغ كل ما بمعدتها ولكنها حاولت منع نفسها وعدم إظهار ذلك الشىء أمام "ديانة" رادفة بأنفاس مُتسارعة


_ مفيش بقالى فترة كده تعبانه شويه ومش قادر حتى أقوم من مكانى و....


أسرعت "زينة" فى الذهاب إلى المرحاض عندما شعرت بأنها على وشك التقئ بكل ما فى معدتها ، لتدخل وتوصد الباب خلفها بأحكام ، بينما "ديانة" قد أسرعت باللحاق بها مُحاولة معرفة ما بها للأطمئنان عليها ، طرقت "ديانة" باب المرحاض رادفة بلهفة


_ زينة أفتحى يا زينة ، زينة فى أيه؟!


ظلت "ديانة" تطرق الباب بهلع مُحاولة الوصول إلى "زينة" التى أستمتت إلى صوت إستفراغها كل ما بمعدتها ، بعد قليل من الدقائق فتحت "زينة" الباب ووجها أصبح شاحبا ولونه أصفر ويبدو عليها عدم الأتزان ، لتصيح "ديانة" بكثير من القلق والخوف رادفة بزعر


_ مالك يا زينة فيه أيه! ، أنا هكلم الدكتور


هزت "زينة" رأسها بالنفى غير موافقة على طلب "ديانة" ظننا منها بأن هذا مجرد شيئا بسيط ، صاحت "زينة" وهى تشعر وكأن رأسها يدور رادفة بثقل


_ لا لا أنا أنا هبقى كويس....


لم تُكمل "زينة" جملتها وسريعا ما سقطت مُغشيا عليها فوق جسد "ديانة" بينما لم تتحمل "ديانة" ثقل جسدها لتسقط منها شيئا فشىء أرضا ، لتصيح "ديانة" بفزع ورعب مُستنجدة بالعاملة بالمنزل رادفة بصراخ


_ زينة ، ألحقينى يا دادا


❈-❈-❈


إلتقط "إياد" تلك التسجيلات من فوق مكتبه بعد أن جمعها كلها وتأكد من شكه وسريعا ما أخرج هاتفه مُجريا إتصال إلى "ملك" وثوانٍ وأتأه ردها ليصيح بلهفة


_ انا وصلت للتسجيلات يا ملك ومعايا نسخه منهم


أبتسمت "ملك" بسعادة وفرح لأن هناك أملا إذا رأى أخيها تلك التسجيلات يُمكن أن يعود حينها إليهم مرة أخرى لتصيح رادفة بأستفسار


_ بجد يا إياد ، طب قولى اللى حصل ده حصل ازاى؟!


هز "إياد" رأسه بعجل نعم هو يريد الذهاب حالا إلى مالك لإثبات براءته وبراءة "زينة" أمامه ، ليصيح بلهفة موجها حديثه نحو "ملك" رادفا بلهفة


_ مش وقته يا ملك بعدين هقولك ، المهم دلوقتى أبعتيلى عنوان مالك انا لازم أروحله حالا


حاولت "ملك" أن تجعله يأخذها معه فى تلك المواجهة التى لا تعرف ماذا سيحدث بها وكيف سيستقبل شقيقها تلك الحقيقة ويعلم أنه قام بظلم "زينة" وأنها بريئة مما ظنه بها ، لتوجه "ملك" حديثها نحو "إياد" رادفة برجاء


_ طب عدى عليا أروح معاك


هز "إياد" رأسه بعدم الموافقة على حديثها لأنه يعلم أن يُمكن ان تكون ردة فعل "مالك" غير متوقعة لذلك سيذهب إليه بمفرده ، ليوجه حديثه نحو "ملك" رادفا بنهى


_ لا لا خليكى انتى برا الموضوع ، انا عايز يبقى منى ليه


وافقت "ملك" على ما قاله "إياد" مُتفهمة الأمر رادفة بأستسلام


_ حاضر يا إياد هبعتلك العنوان بس أبقى طمنى


أومأء لها "إياد" بالموافقة وهو يستعد للخروج من مكتبه مُتجها نحو بيت "مالك" رادفا بحب


_ حاضر يا حبيبتى


❈-❈-❈


أنتهى الطبيب من فحص "زينة" المُستلقية بفراشها بينما تقدمت "ديانة" من الطبيب مُستفسرة عن حالة "زينة" وهى تشعر بكثير من القلق عليها ، لتردف بخوف


_ خير يا دكتور طمينى ، زينة مالها


أبتسم لها الطبيب مُحاولا أن يطمئنها وعدم اشعارها بالتوتر مُرعاة لكونها حامل والقلق ليس جيدا عليها ، ليعقب الطبيب مُوجها حديثه تجاه "ديانة" رادفا بهدوء


_ أنا مش عايز حضرتك تقلقى خالص ، ده مجرد ضعف بسيط وأنا هكتبلها على شويه فيتامينات لازم تمشى عليهم ولازم تعمل التحاليل دى عشان نتطمن


شعرت "زينة" بالتعجب من طلب الطبيب بعمل فحوصات لها لتدخل مُوجهة حديثها تجاه الطبيب رادفة بأستفسار


_ نتطمن على أيه؟!


أبتسم لها الطبيب بمجاملة لكى يُهنئها رادفا بأحترام


_ ألف مبروك يا مدام حضرتك حامل


أتسعت عينى كلا من "ديانة" و"زينة" بصدمة مما تفوه به الطبيب ، لتقع "زينة" فى حالة من الصدمة غير قادرة على التحدث بأى شيء ، بينما "ديانة" حاولت عدم إظهار شيئا أمام التطبيب مُتظاهرة بالسعادة رادفة بتلعثم


_ الله..الله..يبارك فيك يا دكتور


أمتدت يد الطبيب بقائمة الأدوية والتحاليل مُوجها حديثه نحو "ديانة" رادفا بأبتسامة


_ أتفضلى حضرتك دى اسماء الفيتامينات والتحاليل المطلوبه ، وياريت تاخد بالها من نفسها ومن أكلها شويه


نهضت "ديانة" لكى توصل الطبيب مُصطحبة إياه إلى الخارح وتُحاول التظاهر بأن الأمور على ما يرام رادفة بأمتنان


_ شكرا..يا..دكتور ، أتفضل


نهضت "زينة" سريعا من فراشها وأخذت تسير فى جميع أركان غرفتها يمينا ويسارا من هول صدمتها لا تستوعب ما قاله الطبيب ، لا تعلم كيف ومتى حدث ذلك وما هى إلا ثوانٍ حتى تذكرت "زينة" ما حدث لها من قبل "مالك" لتضع يدها على فمها بصدمة وتجلس أرضا موالية ظهرها إلى الحائط وتضم ساقيها إلى صدرها بفزع وذعر


يتبع