-->

الفصل الرابع والعشرون - ظلمات حصونه


 

الفصل الرابع والعشرون


طرق "إياد" باب شقة "مالك" ولحظات وكان الباب مفتوح ، ليدلف "إياد" المنزل تحت أنظار "مالك" الحارقة وسرعا ما قبض على عنقه بغضب وضيق وهو يكز على أسنانه رادفا بحدة


_ أنت ليك عين تيجى لحد عندى برجليك!


وضع "إياد" يده على يد "مالك" ُمحاولا التخلص من حدة قبضته وأن يهدئه رادفا برجاء


_ مالك لو سمحت أهدى وأسمعنى


أزدادت حدة قبضة "مالك" على عنق "إياد" فى ُمحاولة لخنقة ، وزجره بأسنان ملتحمة رادفا بحدة وتوعد


_ انا مش عايز أسمعك ، أنا عايزك تخرج من هنا بدل ما 

أخرج روحك من جسمك


دفع "إياد" "مالك" لاكزا إياه فى صدره ُمحاولا التخلص من يده ، رادفا بغضب وحدة


_ يا أخى أسمعنى بقى أنت أيه مبتفهمش!


صاح "مالك" به وكم يود أن يقتله فى تلك اللحظه ولكنه حاول السيطرة على غضبه ، وصرخ فى وجه "إياد" رادفا بحدة وإنفعال


_ أسمع أيه! منا شوفت بعينى وساختك ونجاستك و..


قاطعه "إياد" ُمحاولا تبرئ نفسه هو و"زينة" أمامه ُمعقبا بملامح صادقة رادفا بخفوت


_ والله العظيم ما لمستها يا مالك


ضحك "مالك" باستهزاء على عكس ما بداخله من غضب وكراهية رادفا بسخرية وتهكم


_ أيوه أيوه أنت صح كنتوا نايمين فى سرير واحد ملط بتقسلها الضغط مش كده؟!


أنزعج "إياد" من سخرية "مالك" على حديثه ولكنه تلمس له العذر فذلك المنظر ليس هينا على أي راجل بالعالم ، ليحاول"إياد" تفسير الأمر له رادفا بهدوء


_ لا كنت انا وهى متخدرين ومش دارين بأى حاجه حولينا


شعر "مالك" بغصة شديدة فى قلبه وكثيرا من الألم الذى لا يرأف به ، ولكنه حاول إخفائه بتلك النبرة الهازئة رادفا بأستحقار


_ أيه كنتوا متقلين فى الشرب ولا أيه!


أدرك "إياد" أن الحديث معه لن يوصله إلى أى شيء ، ولذلك أمتدت يد "إياد" إلى جيب بنطاله ُمخرجا تلك الشريحة ُمعطى إياها ل "مالك" رادفا بحدة



_ خد شغل الفلاشه دى وأنت هتفهم كل حاجة


ضيق "مالك" ما بين حاجبيه بأستغراب من طلب "إياد" وعن رغبته بأن يقوم بتشغيلها ، ليسأل "مالك" "إياد" ُمستفسرا عما تحتويه تلك الشريحة رادفا بأستفسار


_ فلاشة أيه دى؟


تنهد "إياد" وزفر ما بداخل رئتيه رامقا "مالك" بملامح باردة خالية من أى تعبيرات رادفا بهدوء


_ شغلها وأنت تعرف


توجه "مالك" سريعا بالذهاب إلى حاسوبه و قام بتشغيلها ليرى أن ذلك المكان هو أمام البناية التى يسكن بها "إياد" ، وما هى إلا لحظة حتى رأى "زينة" يحملها ر ُجلان وهى فاقدة الوعى ومعهم إمرأة أخرى تحمل بيدها حقيبتها وحقيبة "زينة" وما هى إلا ربع ساعة حتى أتى "إياد" وهو ُيسرع فى الصعود إلى شقته ، لم تمر سوى دقائق بسيطة حتى وصل هو وأرتطم بهاذان الرجلان اللذين كان يحملان "زينة" ولكنه لم يهتم وأسرع فى الصعود إلى شقته

نظر "مالك" ناحية "إياد" بملامح ُمصدمة وكأنه فقد القدرة على النطق أو التفكير ، ليحاول "إياد" توضيح وتفسير الأمور له رادفا بهدوء


_ يوميها جالى تليفون وأنا فى الشركه واحد قالى إن شقتى أتسرقت ، روحت جرى أشوف فى أيه! ، وأول ما دخلت الشقه حسيت بحد جى من ورايا وحط حاجة على وشى وبعدها محستش بنفسى غير وانا بصحى من النوم ولاقتنى أنا وزينة بالوضع اللى شفتنا فيه ده وكانت زينة فى حاله صدمة


كان "مالك" غير ُمستوعبا ما يقوله "إياد" وتذكر تلك الدماء التى رأها على تلك الشراشف ، لينظر "مالك" نحو "إياد" بشك ُمستفسرا عن تلك الدماء رادفا بتردد


_ والدم اللى كان على الملايه ده أيه؟!


فهم "إياد" الغرض من سؤال "مالك" وأنه لم يصدقه كليا بعد ، ليصر "إياد" على تبرئتهما أمام "مالك" رادفا بأصرار


_ والله العظيم يا مالك ما لمستها ولا جيت جمبها ، أنا بمجرد ما شوفتها أتخضيت ولبست بسرعة وأنت دخلت علينا فى نفس اللحظه


شعر "مالك" بأن "إياد" يقول الحقيقة ولكن إذا كان فعلا "إياد" لم يلمسها فما هذه الدماء إذا ، أزدادت ضربات قلب "مالك" وأخذ عقله يصور له بعض الأشياء البشعة ليصيح موجها حديثه نحو "إياد" رادفا بأستفسار


_ أومال الدم ده من أيه؟!


هز "إياد" راسه بالنفى موجها حديثه نحو "مالك" رادفا بإززعاج


_ مش عارف وده اللى هيجننى ، خايف يكون حد من الكلاب دول يكون عمل فيها حاجه أو....


قاطعه "مالك" بفزع مما يقوله "إياد" رافضا تصديق تلك الفكرة رادفا بنفى



_ لا يا إياد أكيد محدش عمل حاجه ، أنا هروح معاها لدكتور ونتطمن وان شاء الله مفيش حاجة تكون حصلت


تنهد "إياد" براحة من أن "مالك" صدق حديثه ولكنه سريعا ما تذكر أنه لا يستطيع التواصل مع "زينة" منذ أكثر من شهر ليردف بيأس


_ المهم تعرف توصلها عشان تليفونها مقفول من بعد اللى حصل بيومين


أوماء "مالك" برأسه بالموافقة مؤكدا على حديث "إياد" رادفا بثقة وإصرار


_ هوصلها ، وهصلح كل حاجه ، وأكيد هى هتكون كويسة


شعر "إياد" بكثير من الراحة ظنا منه أن الأمور عادت لطبيعتها وأن تلك المشكلة أنتهت بمجرد معرفة "مالك" الحقيقة ، ليوجه حديثه تجاه "مالك" رادفا بتحذير


_ أسمع يا مالك ، زينة مش زى اى واحده ممكن تكون شوفتها أو عرفتها فى يوم ، زينة دى جوهرة لو ضاعت من إيدك صدقنى هتندم طول عمرك على ضياعها منك


خرج "إياد" من شقة "مالك" وتركه ُيفكر فيما حدث وُيعاتب نفسه على قلة ثقته بها ، أسرع "مالك" بمحاولة الأتصال على ُيحاول الأتصال على "ديانة" ولكن دون فائدة فهى الأخر لا ترد ، جلس "مالك" ُيحاول أن "زينة" ولكنه وجد هاتفها مغلق ل يتذكر ما حدث فى هذا اليوم عندما كان ثملا



● ● ● ●


صعدت "ديانة" إلى غرفة "زينة" بعد أن أوصلت الطبيب إلى السلم وأمرت العامله أن تقوم بتوصيله للخارج ، دلفت "ديانة" غرفة "زينة" لتجدها جالسه على الأرض وتضم ساقيها إلى صدها وتضع يدها الأثنان فوق فمها وتبكى بكل ما بها من قوة ، شفقت "ديانة" كثيرا على حالتها ولكنها يجب أن تعلم الحقيقة ، ألتقطت "ديانة" يد "زينة" وأجبرتها على النهوض وهى تسألها بنبرة مُعاتبة رادفة بأستفسار


_ إنتى مش قولتيلى إن إياد ملمسكيش وإن الدكتورة قالتلك إنك Virgin ، حصل أزاى ده؟!


أزدادت شهقات "زينة" وأرتفع صوت بكائها وهى تهز رأسها بالنهى غير مؤكدة على حديث "ديانة" رادفة ببحة فى صوتها وتلعثم


_ أنا..أنا مش حامل من إياد


صُدمت "ديانة" مما قالته "زينة" فهى ظنت أن يكون "إياد" فعل شيء وخشيت "زينة" أن تقول ، ولكن كل مخاوفها أتجهت نحو أن يكون هولاء الذين تآمروا عليهم وخطفوها ووضعوها بفراش "إياد" أن يكونوا أغتصبوها ، ولكن إذا كان حدث هذا لما قالت لها الطبيبة إنها لاتزال عذراء ، شعرت "ديانة" بكثير من التشتت وحولت نظهرها نحو "زينة" برعب رادفة بأستفسار


_ أومال حامل من مين؟!


أغمضت "زينة" عينيها بألم عندما تذكرت ما حدث فى هذا اليوم عندما ذهبت إلى بيت "مالك" ثم أبتلعت ريقها بمرارة رادفة بإنكسار


_ من مالك


أتسعت عينى "ديانة" بصدمة غير مُستوعبه لما تخبرها به "زينة" ، كيف يمكن أن يفعل "مالك" هذا! ، كيف يمكن أن يكون ضعيفا أمام شهواته هكذا ، كيف سمح لنفسه بالقيام بمثل هذا الشيء! ، ولكن متى وكيف فعل هذا؟ ، صاحت "ديانة" موجهة حديثها نحو "زينة" مستفسرة عن هذا الأمر


_ مالك!! طب أزاى؟ ، وأمتى؟!


حاولت "زينة" التحدث بصعوبة من بين شهقاتها موضحة ل "ديانة" ما حدث بهذا اليوم


_ يوم ما روحتله البيت عشان أفهمه اللى حصل ، هو وقتها كان سكران ومرديش يسمعنى وجرجرنى على الأوضه وحصل اللى حصل


لم تستطيع "ديانة" مجرد تخيل أن "مالك" فعل ذلك حقا ، لا يمكن أن يكون أخيها الذى تربت وكبرت على يده يمكن أن يفعل مثل تلك العملة ، تشعر وكأنها بحلم بل كابوس وستفيق منه قريبا ، لتصيح فى وجه "زينة" مُعاتبة إيها رادفة بإنزعاج


_ أنتى ليه خبيتى عليا يا زينة؟! ، ليه مقولتليش اللى حصل


صاحت "زينة" بكل ما بها من ألم وكسرة قلب مما فعله "مالك" بها ، غير مُنتبهة لذلك الشخص الذى وقف أمام باب غرفتها يستمع إلى حديثهما ، بينما صرخت "زينة" بوجه "ديانة" رادفة بألم وحسرة


_ كنت أقولك أيه يا ديانة! ، أقولك إن مالك أغتصبنى


وقعت تلك الجملة على أذان ذلك الذى كان يسترق السمع إلى حديثهما كالخنجر الذى رشق فى صدره ، لم يستطيع "جواد" التحكم فى نفسه وأندفع إلى داخل الغرفة بسرعة البرق صافعا الباب بقوة لدرجة أنه كاد أن ينكسر مما أدى إلى أرتجاف كلا من "ديانة" و"زينة" اللتين كادتا أن يتوقف قلبهما عند رؤيته ، ليتجه "جواد" ناحية "زينة" ملتقطا شعرها بين يديه بحدة صائحا بها بصراخ


_ بتقولى أيه! ، هاا بتقولى أيه؟!


تأوهت "زينة" بكثير من الألم تحت يدى "جواد" وأخذت تبكى بكل ما بها من قوة وهى ترتجف بين يديه ، بينما "ديانة" حاولت أن تُخلص "زينة" من بين يدى "جواد" صارخة عليه بأن يبتعد عنها رادفة بحدة


_ سيب شعرها وأبعد عنها


دفع "جواد" "ديانة" بغضب دون وعى منه لكى تبتعد عنه ولم ينتبه إلى قوة دفعته التى أرغمت جسدها على السقوط بقوة ولكن من حُسن حظها إنها سقط على الفراش وليس الأرض وإلا كانت تأذت بشدة ، بينما "جواد" أخذ يصفع "زينة" بغضب وكراهية رادفا بصراخ


_ أغتصبك ولا نمتى معاه بمزاجك! ، أنطقى


صرخت "زينة" بصعوبة من بين صفعات "جواد" لها مُحاوله الدفاع عن نفسها والتخلص من تلك الضربات التى لا ترأف بها رادفة بأنفاس وكلمات مُتقطعة


_ والله العظيم ما كان بمزاجى والله ما كان بمزاجى


دفعها "جواد" بشدة لتسقط على الفراش بقوة ، ليعقب بملامح شيطانية لا تُبشر بالخير رادفا بحدة


_ بمزاجك أو مش بمزاجك هتاخدى حسابك بس الأول أصفى حسابى مع ال*** التانى وبعدين أرجعلك يا زينة


تركها "جواد" وكاد أن يتجه ناحية الباب لتجذبه "ديانة" من ذراعيه وتقف فى وجهه ممسكة بعنق قميصه ، وقد أزدادت ضربات قلبها مما قاله رادفة بأعين مُتسعة بذعر مستفسرة عما ينوى فعله


_ أنت هتعمل فيه أيه


ألتقط "جواد" يديها وأزاحهما عن قميصة مُعقبا بملامح فارغة وكأنه أصبح شخصا خاليا من المشاعر رادفا بحدة وتوعد


_ اللى كنتى عماله تقوليلى عليه أخوكى أغتصب أختى ولعب بشرفى ، وعشان كده ورحمة أبوكى وأمك وأمى لاحرق قلبك عليه


تركها "جواد" وسريعا ما خرج من الغرفة عازما على الخروج من الفيلا بأكملها غير مُكترثا لتلك التى تصيح خلفه ناهية أياه عما ينوى فعله رادفة بصراخ


_ جواد لا يا جواد ، لا


خرج "جواد" من الفيلا وسريعا ما أستقل سيارته وأنطلق بأقصى سرعة ممكنة عازما على الذهاب لبيت "مالك" وإخراج روحه من جسده ، بينما أسرعت "زينة" بصحبة "ديانة" فى أستقلال سيارتها لكى تلحق ب "جواد"وتمنعه مما يود القيام به ، لتصيح "ديانة" موجهة حديثها نحو "زينة" رادفة بحدة


_ فهمينى يا زينة أيه اللى حصل يومها بالظبط


أدارت "زينة" محرك السيارة مُتجهة وراء "جواد" رادفة بلهفة


_ هحكيلك كل اللى حصل فى السكه


● ● ● ●


كان "إياد" مُستقلا سيارتة عائدا إلى بيته فالساعة قاربت على الثانية عشر صباحا ، ليعلن صوت هاتفه عن وجود إتصال ما ، ظن "إياد" أنها ستكون "ملك" ولكنه تفاجأ بأن هذا رقم "جواد" ليشعر بالدهشة من عودته دون أن يخبر أحد ، فتح "إياد" المكالمة وقبل أن يتفوه بكلمة أتاه صوت "جواد" الملئ بالغضب رادفا بحدة


_ عنوان مالك أيه؟!


شعر "إياد" بالقلق من نبرة "جواد" الغاضبة والحادة رادفا بأستفسار


_ فى أيه يا جواد؟!


صاح "جواد" صارخا على "إياد" بغضب رادفا بحدة


_ بقولك عنوان مالك أيه؟!


توقف "إياد" بالسيارة وقد أزداد قلقة بسبب كل تلك العصبية التى يتحدث بها "جواد" وخمن أن هناك كارثة ما على وشك أن تحدث ، ولكنه أستسلام لأصرار "جواد" رادفا بقلة حيلة


_ حاضر حاضر ، هبعتلك اللوكيشن أهو


أمره "جواد" رادفا بحدة


_ حالا


أنهى "جواد" الأتصال قبل حتى الأستماع إلى رد "إياد" ، بالفعل أرسل "إياد" العنوان ل"جواد" ولكنه أيضا أدار مُحرك سيارته عائدا إلى بيت "مالك" وهو يشعر أن هناك مصيبة ما على وشك أن تحدث 


● ● ● ●


كان "مالك" جالسا فى صالة منزله يُفكر ويُحاول تذكر ما حدث فى ذلك اليوم ولكنه لا يستطيع تذكر أى شيء سوى أنه هو و"زينة" كانا يتشاجران بقوة ، لفت إنتباهه تلك الورقة الموجودة أسفل الطاولة أمامه


أنحنى "مالك" بجذعه مُلتقطا تلك الورقة وسريعا ما قام بالنظر بها فاحصا إياها ، صُعق "مالك" عندما قرأ أن تلك الورقة هى شهادة إثبات عُذرية ل "زينة" وتلك الورقة تُثبت إنها لم يمسُها بشرا من قبل ، أعتسر "مالك" ذاكرته مُتحاملا على نفسه مُحاولا تذكر ما حدث بتلك الليلة وبالفعل تلك المرة تذكر "مالك" كل ما حدث


••

_ مالك ممكن طيب تدينى فرصة أفهمك


ألتفت "مالك" إليها بكثير من الغضب والكراهية وسريعا ما تقدم نحوها بعد أن تذكر ذلك المشهد الذى رآها به فى فراش "إياد" وقام بجذب ذراعها صارخا بها


_ تفهمينى!! لا أستنى بقى أنا اللى هفهمك ، أنا دخلت عليكى لقيتك نايمة فى سرير راجل وأنتوا الأتنين عريانين وكان لسه قايم من جمبك 


زاد من شدة جذبته على ذراعها عند تذكره لتلك المشاهد القاسية التى عمل لسنوات جاهدا لكى ينساها لتأتى هى بلحظة وتذكره بكل تلك الألم والأوجاع ، ليصرخ بها بأسنان ملتحمة وأعين تتطاير منها النيران رادفا


_ كنتى مبسوطه مش كده ، كنتى متمتعه وانتى نايمة معاه ، عرف يبسطك مش كده


قال جملته الأخيرة بصوت جهورى تقسم أنه قد أستمع إليه جميع من بالشارع ، لتشعر "زينة" بالرعب والفزع من تلك الهيئة التى لم تراه بها من قبل بالأضافة إلى تلك الرائحة الكريهة التى تفوح من فمه لتُخمن أنه ثمل ، لتلعن نفسها على قدومها بمفردها وبذلك الوقت الخاطئ لتعقب "زينة" بلهفة وهلع رادفة


_ والله العظيم أنت فاهم غلط ، انا روحت لدكتورة و...


قالت جملتها وهى تقوم بفتح حقيبتها مُخرجة تقرير الطبيبة واضعة إياه أمام أعيُنه لكى يراه ولكنه قاطعها بجذبه من يديها وإلقائه أرضا صائحا بوجها بكراهية


_ فاكرانى عيل صغير جايه تضحكى عليه بحته ورقة!! 


شعرت "زينة" بالغضب الشديد من عدم تصديقه لها وإصراره على أنها قامت بفعل ذلك الأمر حتى أنه لم يهتم لينظر بذلك التقرير لتقوم بجذب عنق قيمصة صارخة به بغضب وحنق وهى تضرب الأرض أسفل قدميها رادفة


_ انت ليه مش عايز تصدقنى والله العظيم ما عملت حاجه والله ما فى حد لمسنى أعملك أيه عشان تصدقنى


قام "مالك" بالقبض على فكها السفلى وكأنه يريد سحق أسنانها بين يديه رادفا بغضب وحنق


_ شايفانى عيل صغير !! فكره نفسك هتعرفى تلعبى معايا يا علا صح! وانا بقى هوريكى اللعب بيبقى عامل أزاى


جذبها "مالك" من شعرها متجها بها ناحية الغرفة لتصرخ "زينة" بين يدية بسبب شدة جذبته لشعرها الذى كاد أن يُقلع فى يديه وهى تُفكر فى ذلك الأسم الذى ناداها به ، ليدلف الغرفة بها وسريعا ما قام بإلقائها على الفراش وأسرع فى إغلاق الباب ، نهضت "زينة" وهى تشعر بكثير من الهلع رادفة


_ أفتح الباب يا مالك


تقدم إليها "مالك" وهو يقوم بخلع سترته وإلقائها أرضا والتخلص من حزام بنطاله وقام بالتقدم نحوها وهو يشعر بكثير من الغضب والكراهية ويتوعد لها بأن يجعلها تندم على معرفته منذ البداية


أخذ "مالك" يتقدم نحوها بعد أن تخلص من سترته وحزام بنطاله ويقوم بفك أزارار قميصه وهو يزيد من سرعة خطواته نحوها إلى أن أصبح قريب منها للغاية ، أدركت "زينة" على ماذا ينوى "مالك" لتشعر بكثير من الرعب والفزع وتحاول الهرب سريعا من بين يدى هذا المُغيب عن وعيه تماما


وصلت "زينة" إلى باب الغرفة وكادت أن تُمد يدها لتقوم بفتحه ليمنعها جسد "مالك" العارى الذى يحاصرها بين يديه بعد أن تخلص من قميصه ، لتشهق "زينة" بفزع ورعب رادفة بنبرة تحذرية


_ مالك أنت هتعمل أيه!! ، فوق يا مالك أنت مش فى وعيك


أقترب "مالك" منها كثيرا إلى أن أصبح جسديهما مُلتصقان ببعضهما جدا مُحاوطا إياها بين ذراعيه لتصبح مُحاصرة بين جسده أمامها والباب خلفها ، هبط "مالك" نحو أذنها هامسا بأنفاس حارقة جعلت جسدها يُقشعر من شدة الخوف والرعب رادفا بهمهمة ورائحة الخمر تفوح من فمه


_ ليه أبص فى حتة ورقه وانا معرفش أساسا هى سليمة ولا لأ عشان اتأكد منها إنك منمتيش مع إياد !! ، منا ممكن أتاكد بنفسى يا ست زينة


زادت أنفاس "زينة" وتسارعت ضربات قلبها من شدة الخوف وكادت أن تدفعه بعيدا عنها لكى تهرب من أمامه فى الحال قبل أن يفعل شيء يجعلها تكرهه إلى الأبد ولكن لم يحالفها الحظ فى تلك المرة وقد فات الأوان بالفعل وقد تملك الحقد والكراهية من قلب "مالك"


أسرعت يدى "مالك" فى القبض على ذراعى "زينة" ساحبا إياها خلفه إلى تلك الأريكة ، ليلقى بها سريعا على بطنها فوق إحدى جانبى الأريكة ، ليصبح وجه "زينة" مُقابلا لمقعد تلك الأريكة وبطنها مُقابلة لذلك الجانب وقدميها متدليتان إلى الأسفل تكاد تلمس الأرض مما أدى إلى جعل مؤخرتها فى مقابلة "مالك" مباشرة ويده على ظهرها راغما إياها على الأنحناء ، لتصيح "زينة" بعد ما أدركت ما ينوى عليه "مالك" مُحاولة إيقافه رادفة بصراخ


_ لا يا مالك متعملش كده ، أرجوك يا مالك بلاش ، فوق يا ماااالك


لا يستطيع "مالك" الأستماع إلى صرخاتها ، فكل ما يستمع إليه هو صوت تلك العاهرة وهى تصيح بطلب المزيد من ذلك الحقير الذى كان يعتبره فى إحدى الفترات أقرب شخص له بل أقرب شخص إلى قلبه ، ليزداد شعور "مالك" بالحقد والكراهية ولم يعُد يُميز من تلك التى أسفله أهى "زينة" أم "عُلا"


أمتدت يد "زينة" إلى خلف ظهرها مُحاولة إبعاد "مالك" الذى بالفعل فرق ما بين ساقيها وأصبح يقف بينهما ، ليلتقط يدها التى حاولت إبعاده بواسطتها والتقط الأخرى مُقيدا إياهما خلف ظهرها بيد واحدة من يديه ، لتمتد اليد الأخر لترفع عنها فستانها وتجردها من سروالها الداخلى لتصرخ "زينة" بهسترية وهى على وشك أن تفقد أعز ما تملكه أية فتاة بالعالم رادفة بذعر


_ لا يا مالك لا ، أبوس أيدك يا مالك ، ابوس رجلك متعملش كده


ترقرت الدموع فى عينى "مالك" وهو يشعر بكثير من الألم والحزن لتمتد يده مُحررة رجولته ظننا منه أنه بمجرد أن يفعل هذا سيتخلص من ذلك الألم الذى عانى منه لسنوات وبالكاد تعافى منه لتأتى "زينة" الأن لتجدد ذلك الألم بداخلة ، لم يكن يستمع إلا لتلك الصرخات التى تطالب بالمزيد من تلك العلاقة المحرمة المُصنفة تحت بند الخيانة ولا يستمع لصراخ تلك المسكينة بين يديه رادفة بهسترية


_ مالك..لا يا مالك ، تعالى معايا عند الدكتور طيب ، أساله بنفسك بس بلاش كده يا مالك ، مالك لا اااه


وصرخة قوية ومتألمة صدحت بأركان المنزل بأكمله بسبب تلك الدفعة القوية والعنيفة التى تلقتها "زينة" للتو ، ولكن بالمقابل تلك الصرخة لم تقلل من غضب "مالك" الذى أخذ بالدفع بها غير مُهتما لصرخاتها المتألمة بشدة ولم يرى بقعة الدماء الصغيرة تلك التى لطخت عضوه الذكرى ، لا يهتم سوى بتلك الدفاعات مُتأملا أن تقلل من ألمه وعذاب صدره ، لتتجه يده نحو شعرها جازبة إياه إلى الخلف مقربا شفتاه من أذنها وهو لايزال بداخلها هامسا ببكاء يحاول إخفائه بين دفعاته القوية رادفا


_ ليه يا زينة ، ليه تعملى فيا كده؟! ، ليه تعملى زيها؟ دا انا حبيتك وعشقتك أكتر منها !! ، قولت أنك غيرها وإنك أحسن وأنضف منها !! ليه تخونينى زيها يا زينة ليه؟!


•••


صُعق "مالك" مما تذكره وما فعله ب "زينة" مُتمنيا أن يكون كل ما تذكره هذا ليس حقيقيا أو كان كابوسا ليس إلا ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن 


قطع تفكير "مالك" صوت طرقات حادة وقوية على باب شقته مما جعله يشعر أن الطارق يود كسر الباب لا يعلم أن الطارق يود كسر رقبته هو ، أتجه "مالك" ناحية الباب وما إن فتح الباب وتلاقت أعينه بأعين "جواد" حتى تلقى لكمة قوية كادت أن تسقطه أرضا من شدتها ، رفع "مالك" نظره رامقا "جواد" بصدمة ، بينما لحقه "جواد" بلكمة أخرى أثرا عليها سقوط "مالك" أرضا ، صاح "جواد"صارخا عليه بغضب وحدة


_ يا ابن الكلب يا ع** 


حاول "مالك" النهوض ليتحدث مع "جواد" ويحاول توضيح الأمر له وإخباره بأنه لم يكن فى وعيه ، ولكن "جواد" لم يعطى له فرصة ، فمجرد أن نهض "مالك" ركله "جواد" بقدميه بقوة بين مُلتقى ساقيه ليتألم "مالك" بشدة ، لم يكتفى "جواد" بذلك بل لحقه بركلة فى معدته أثرا عليها سقوط "مالك" على الطاولة خلفة مما تسبب فى كسرها وإشعاره بتحطيم ظهره 


_بقى أنت تسرق شرف اختى أنا ، دا أنا هطلع روحك فى أيدى يا وسخ


هجم "جواد" على "مالك" قابضا على عنقه خانقا إياه ، حاول "مالك" إبعاد "جواد" عنه ولكنه لم يستطيع بسبب قوة "جواد" الجسمانية التى تفوقه ثلاثة أضعاف ، ظل "جواد" يُزيد من شدة ضغطه على رقبة "مالك" يقسم على أن يجعل روحه تُفارق جسده ، بينما "مالك" شعر بالفعل بخروج روحه وأصبح غير قادرا على التنفس وأظلمت عينيه ولم يعد يستطيع روئية شيء


فى تلك اللحظة وصل "إياد" وما أسعفه أنه وجد باب المنزل مفتوح ، وما إن دلف "إياد" الشقة حتى رأى "مالك" المُلقى أرضا و "جواد" الذى يديه تُحاصر رقبة الآخر ويحاول خنقه ، إندفع "إياد" سريعا مُحاولا تخليص "مالك" من يد "جواد" رادفا بفزع وذعر


_ جواد أهدى فى أيه! ، أيه اللى حصل؟!


رمق "جواد" "إياد" بنظرة حارقة وأنفاس لاهثة أمرا إياه بنبرة مُحذرة رادفا بغضب


_ أبعد أنت


لم يستمع "إياد" إلى حديث "جواد" وأمتدت يديه مُحاولا تخليص "مالك" الذى قارب على أن تخرج روحه من بين يدى "جواد" صارخا عليه رادفا بحدة


_ يا جواد سيبه هيموت فى أيدك


غضب "جواد" من تدخل "إياد" وعدم إكتراثه لتحذيره ، أبعد "جواد" إحدى يديه عن رقبة "مالك" ولكم "إياد" بقوة مُحاولا إبعاده عنهما رادفا بصراخ حاد


_ مش بقولك أبعد


عادت يد "جواد" مرة أخرى تُحيط عنق "مالك" ولكن تلك المرة بقوة أكبر مما سبقتها ، فى تلك اللحظة وصل كلا من "ديانة" و "زينة" وبمجرد أن رأتا هذا المنظر أسرعتا فى إبعاد "جواد" عن "مالك" ، ألقت "ديانة" بنفسها على يد "جواد" مُحاولة إبعادها عن عنق أخيها صارخة على "جواد" بكثير من الرعب رادفة بغضب


_ جواد سيبه يا جواد ، سيبه بقولك


لم يكترث "جواد" إلى حديثها ولكن شعر بأرتخاء قبضته حول عنق "مالك" بسبب مُحاولتها فى

إبعاده بالأضافة إلى "زينة" و"إياد" اللذين أنضموا لها لينجحوا فى إفلات رقبة "مالك" من يده ، ولكن "جواد" لن يتراجع عن إصراره بقتل "مالك" ، أخرج "جواد" مُسدسه وسلطه على قلب "مالك" ،  شعرت "ديانة" بتوقف ضربات قلبها من شدة الخوف بينما "إياد" قد تسمر بمكانه ، بينما صرخت "زينة" مُمسكة بيد "جواد" رادفة ببكاء وهلع


_ لا يا جواد أبوس رجلك مالك مكنش فى وعيه يوميها ، مالك عمل كده بسبب اللعبه الوسخه اللى أتلعبت علينا ، صدقنى يا جواد ونزل المسدس مش عشانه أو عشانى ، عشان اللى فى بطنى


صُدم كلا من "جواد" و"إياد" بسبب ما قالته "زينة" بينما "مالك" صُعق مما أستمع إليه وشعر وكأن قلبه كاد أن يتوقف عن النبض مُتأثرا بتلك الصدمة ، مُشتت لا يا يعلم أهو حزينا على ما فعله بها أم غاضبا من نفسه ويريد أن يصفع نفسه عدة صفعات على ما فعله بها 


ساد الصمت المكان لثوانٍ بسبب صدمة الجميع لتشعر "ديانة" بآلاما حادة وغير مُحتملة بمنتصفها السفلى وتشعر وكان هناك بعض المياه تتدلى من مهبلها ، أخفضت "ديانة" رأسها لتقع عينيها على بقعة الدماء تلك بالأضافة إلى قطرات الدم الذى تنسدل من بين ساقيها مُصاحبة لألم لا يحتمل ، أمسكت "ديانة" بيد "مالك" مُحاولة الأستناد عليه وهى تصرخ بقوة وألم غير مُنتبهة على ما تقوله صارخة بفزع


_ آآآه..جوااد


فزع الجميع من صراخ "ديانة" لتتحول جميع الأنظار إليها وصُعق الجميل مما رأه ، بينما تصلب "جواد" فى مكانه وكأنه لم يعد قادرا على الحركة أو التفكير ، ليصرخ عليه "إياد" مٌحاولا تنبيهه وإنتشاله من صدمتة رادفا بلهفة


_ ألحق يا جواد


أستطاع "جواد" أن يفيق من صدمته ليُسرع فى الركض بأتجاه "ديانة" وفى لحظة قام بحملها خارجا بها من المنزل مُتجها إلى المشفى وهو فى حالة هلع وذعر ، كاد "إياد" أن يلحق به ولكن تصلب هو الأخر عندما سمع صوت "مالك" الذى صرخ بصدمة رادفا بفزع


_ زينة!! 


إلتفت "إياد" ليرى ما حدث ليجد "زينة" ساقطه بين ذراعى "مالك" فاقدة الوعى ، ليسرع "مالك" بالقيام بحملها بسرعة واللحاق ب "جواد" و "ديانة" إلى المشفى ، وأسرع "إياد" باللحاق بهم 


يتبع


الفصل القادم إن شاء الله يوم السبت ١١/٩/٢٠٢١


دُمتُم بخير♥️