-->

الفصل الثامن والعشرون - ظلمات حصونه

 الفصل الثامن والعشرون


مر يومين على خروج "ديانة" من المشفى وفعلت مثلما أخبرها "هاشم" وجلست فى فيلا "جواد" وقد رافقها كلا من "منال" و"ملك" و"زينة" ولايزال طفلها فى حضانة الرضع داخل المشفى ، بينما "جواد" خلال تلك الأيام كان يتلاشى مُقابلتها أو التحدث معها كى لا تنزعج منه ، حتى أنه أنتقل كى ينام فى غرفة أخرى ولكنه كان يخطف بعض الدقائق فى منتصف الليل لمُتابعتها وهى نائمة ويظل لوقت طويل يتأملها ويبتسم دون إرادة منه ، بينما "زينة" لم تتحدث إلى "مالك" على الرغم مُحاولاته الكثير فى الحديث معها ولكنها تقفل جميع الطرق لتحدث معه تاركة الأمر ل "جواد" وستفعل ما يأمرها به حتى ولو كان سيزوجها لأى شخص أخر ولايزال لا أحد يعلم ما حدث ما حدث بينها وبين "مالك"


كانت "منال" تستعد للخروج من الفيلا وأنتهت من تبديل ملابسها ، لاحظتها "ديانة" لتظن أنها سترحل وتتركها لتشعر بالخوف وتردف بلهفة :


_ أيه ده! ، أنتى رايحه فين يا ماما؟! 


لاحظت "منال" خوف "ديانة" الواضح فى نبرة صوتها لتُحاول تطمئنها رادفة بتوضيح :


_ رايحه يا حبيبتى أطمن على باباكى وأشوفه لو محتاج حاجه أعملهالوا ورجعالك تانى


لاحظت "ديانة" أن "ملك" أيضا بدلت ملابسها وتستعد للخروج مع والدتها لتردف بأستفسار :


_ طب وأنتى يا ملك!!


أجابتها "ملك" وهى تضع حمالة حقيبها على كتفها رادفة بتضويح :


_ أنا هروح معاها أجيب شوية حاجات كده نقصانى وأجيلك تانى متقلقيش


أومأت لهم "ديانة" برأسها موافقة على حديثهم رادفة بأستسلام :


_ ماشى


نظرت "منال" نحو "زينة" موصية إياها رادفة برجاء :


_ خلى بالك منها با زينة


أومأت لها "زينة" بالموافقة رادفة بتأكيد :


_ متقلقيش يا طنط فى عنيا


ربطت "منال" كتفها بأمتنان رادفة بحب :


_ تسلم عنيكى يا حبيبتى


خرجت "منال" من الفيلا بصحبة أبنتها "ملك" وتركت "ديانة" تحت رعاية "زينة" الذى جلست برفقتها ، كادت "ديانة" أن تتحدث ليُقفها صوت رنين هاتف "زينة" مُعلنا عن وجود إتصالا من أحدهم ، رمقت "زينة" هاتفها لتتبدل تقاسيم وجهها ويعتليه ملامح التردد والأرتباك وسريعا ما قامت بالضغط على زر إنهاء الأتصال ، ليُعاود هاتفها يرن مرة أخرى ولكنها قررت فعلتها 


لاحظت "ديانة" تبدل ملامح "زينة" وإنزعاجها لتُخمن أن المُتصل هو "مالك" وتحول تخمينها إلى تأكيد عندما أستمعت لصوت رسالة وصلت بهاتف "زينة" التى سريعا ما فتحتها لتعرف مُحتواها ، رفعت عينيها من الهاتف لتنظر فى الفراغ أمامها وتشرد فيما أرسله لها ، قطعت "ديانة" شرودها بثقة :


_ هو مش كده؟!


أومأت لها "زينة" بالموافقة مركدة على حديثها وهى تشعر بالتخبط رادفة بشرود :


_ أيوه


فهمت "ديانة" ما تمر به "زينة" فهى أكثر شخصا إحساسا بها وبما تشعر به لتربط على كتفها مُحاولة التخفيف عنها رادفة بأستفسار علها تجد حلا لتك المشكلة :


_ بيقولك أيه!! 


أجابتها "زينة" وهى لاتزال تنظر فى الفراغ وتشعر بالتشتت والتخبط بما يقوله عقلها وما يقوله قلبها وما يُحتمها عليه المنطق من الأعتزاز بكرامتها ، لتردف بخفوت وشرود :


_ عايز يقابلنى ومستنينى فى كافيه وبعتلى اللينك بتاعه


تنهدت "ديانة" بقلة حيلة وشعور بالحزن على تلك المسكينة رادفة بأستفسار :


_ وأنتى أيه رأيك!!


حولت "زينة" بصرها نحوها بسرعة البرق وهى تضم حاجبيها بغضب وضيق عازمة على عدم مُطاوعة قلبها فى هذا الأمر رادفة بحدة وإنفعال "


_ مش هروح


هزت "ديانة" رأسها غير موافقة على حديث "زينة" رادفة بتصحيح :


_ لا لازم تروحى


ضيقت "زينة" ما بين حاجبيبها بأستنكار وقد أعتلى وجهها الكثير من المشاعر المتخبطة تجاه "ديانة" أهى بصفها أم بصفه! ، أتخاف عليها أم عليه! ، أحزينة لأجلها أم لأجله! ، هل تُخبرها لتذهب لرؤيته لأنها تعلم كيف هى تحبه وتشتاق إليه على الرغم من كل ما فعله بها!! ، أم تخبرها أن تذهب من أجل "مالك" ولا تهتم لأمر كرامتها وعزت نفسها أمام كل أرتكبه فى حقها من ذنوب وأخطاء؟!


لأحظت "ديانة" تلك الملامح المختلفة والمُشتتة التى أعتلت وجه "زينة" لتُفسرها بأنها قد فهمتها بشكل خاطئ ولم تتوصل لما تقصدة هى ، لتعقب "ديانة" مُصححة لها تقصدة رادفة بصدق :


_ متفهمنيش غلط يا زينة ، أنا مش واقفه فى صفه عشان هو أخويا بالعكس ، أنا بقولك روحى لأنى أكتر واحده فى الدنيا عارفه مالك ومتأكده أنه لو كان فى وعيه أو دريان باللى بيحصل مكنش عمل كده أبدا


تهاوت دموع "زينة" دون ان تسمح لها بالهبوط ، فى لم تستطيع التحكم فى إنهيارها أكثر من ذلك ، لتنفجر فى البكاء أمام أعين "ديانة" التى ضمتها سريعا إلى صدرها رابطة على كتفها مُحاولة تهدىتها وتخفيف ما تشعر به من ألم وحسرة وإنكسار بسبب ذلك الفعل الغبى الذى فعله "مالك" فى حقها وحق نفسه ، لتحاول "ديانة" تقويتها رادفة بإصرار لكى تتخذ ققرارها :


_ روحى وأسمعيه يا زينة وبعدها أبقى قررى تديله فرصة تانيه أو لا!!


نظرت لها "زينة" بحيرة كيف ستتركها وحدها؟ ، لتردف بأستفسار :


_ طب وأنتى أسيبك لوحدك أزاى!!


حاولت "ديانة" تطمئنها وجعلها توافق على الذهاب رادفة بتأكيد :


_ يا بنتى أنا بقيت كويسه أهو وبعدين دادا هدى معايا ولو عوزت حاجه هقولها ، يلا أنتى عشان تلحقى معادك


أومأت لها "زينة" بالموفقة وسريعا ما قبلتها فى وجنتها رادفة بحب وإمتنان :


_ مش هتأخر عليكى


أومأت لها "ديانة" بالموافقة رادفة بهدوء :


_ ماشى يا حبيبتى أبقى طمنينى


وبالفعل بدلت "زينة" ملابسها وأسرعت فى الخروج من الفيلا مُتجها نحو ذلك المقهى الذى ينتظرها "مالك" به تاركة "ديانة" بالفيلا برفقة العاملة "هدى"


❈-❈-❈

صدح صوت الهاتف فى جميع أركان قصر الدمنهورى لُسرع العاملة "حُسنة" فى التوجه نحو لتُجيب على المُتصل ، رفعت "حُسنة" سماعة الهاتف واضعة إيها على أذنها رادفة بأستفسار :


_ أيوه مين؟!


شعرت "ماجدة" بالراحة بأن من أجابتها هى "حُسنة" وليست "هناء" لتردف بلهفة :


_ أيوه يا حُسنة أنا ماجدة


صاحت "حُسنة" بكثيرا من السعادة مُهللة فرحا بسماع صوت "ماجدة" وأستطاعتها على التحدث رادفة بسرور :


_ الست ماجدة (زغروطة) أنتى بتتكلمى يا ست ماجدة! يا ألف نهار أبيض ، حمدلله على سلامتك


شكرتها "ماجدة" وسريعا ما سألتها فهى لا تملك الوقت الكافى لكى تُنقذ تلك الفتاة من هذا الظلام الحالك التى ستجربه على يد "هناء" لتردف بأستفسار :


_ الله يسلمك يا حُسنة ، فين هاشم؟!


أجابتها "حُسنة" والبسمة لم تُفارق وجهها رادفة بأحترام :


_ هاشم بيه خرج من يجى ساعه كده


لعنت "ماجدة" حظها ولكنها سريعا ما تذكرت "زينة" فهى أكثر شخصا سيُساعدها فى هذا الأمر رادفة بلهفة :


_ طيب فين زينة؟!


زفت لها "حُسنة" خبر ولادة "ديانة" رادفة بسعادة : 


_ الست زينة عند جواد بيه فى بيته ، أصل المدام بتاعته ولدت من كام يوم


شعرت "ماجدة" بابقلق من هذا الخبر الذى يُعنى أن أخر شيء كان يحمى "ديانة" من يد الجميع قد أنتهى الأن وأن الأن بدأ العد التنازلى لتنفيذ إنتقامهم من "ديانة" ، كادت "ماجدة" أن تتحدث ولكن أوقفها ذلك الصوت الذى يجعل قلبها يرتجف من شدة الفزع كلما أستمعت إليه ، بينما صاحت "هناء" بشدة وإنفعال وهى تهبط الدرج زاجرة العاملة رادفة بغضب وحدة :


_ أنتى يا حيوانه ، أيه الهيصه اللى أنتى عملاها دى؟!


أزدادت ضربات قلب "ماجدة" عندما أستمعت إلى صوت "هناء" وتمنت لو أن "حُسنة" لا تُخبرها بانها تُحدثها ، ولكن ما أعلم تلك المرأة الطيبة أنها ستتسبب فى حدوث مُصيبة كبيرة دون قصدها ، لتصيح "حُسنة" بسعادة وفرح وهى تُنزل الهاتف من على أذنها رادفة بلهفة :


_ غصب عنى يا ست هانم من فرحتى والله


ضيقت "هناء" ما بين حاجبيها بأستنكار غير مُفسرة ما تقصده "حُسنة" رادفة بأستفسار :


_ فرحتك بأيه!!


صاحت "حُسنة" مُهللة وهى تزف لها ذلك الخبر السار بالنسبة لها ، ولكنه بالفعل عكس ذلك بالنسبة ل "هناء" ، لتردف "حُسنة" باندفاع ولهفة قائلة :


_ بالست ماجدة ، الست ماجدة على التليفون


وضعت "ماجدة" يدها على فمها بفزع خوفا من ردة فعل "هناء" عندما تعلم بشفائها ، بينما "هناء" شعرت بالصدمة والذعر مما ألقته عليها تلك العاملة لتعتلى وجهها ملامح الدهشة والفزع فى أنٍ واحد رادفة بأستفسار :


_ بتقولى مين اللى على التليفون؟!


لم تُفسر "حسنة" صدمة "هناء" بشكل سئ بل ظنتها إنها صُدمت من فرط سعادها بشفاء "ماجدة" حقا ما أبرأ تلك المرأة ، لتضيف بأبتسامة فرح رادفة بتأكيد :


_ الست ماجدة يا هانم


ألتقطت "هناء" منها الهاتف بغضب وانفعال ووضعت السماعة على أُذنها موجهها حديثها لتلك التى معها على الهاتف رادفة بحدة :


_ ماجدة


أزدادت ضربات قلب "ماجدة" من شدة الخوف والرعب وألتزمت الصمت خشية من التحدث مع تلك المرأة المريضة ، لتزجرها "هناء" راغمة إياها على التحدث رادفة بغضب وتوعد :


_ أنتى اللى حطيتى النهاية بدرى يا ماجدة


أدركت "ماجدة" المغزى من حديث "هناء" وما تنوى على فعله ، لتصيح بها "ماجدة" ناهية إياها عن فعل ذلك الشيء رادفة بصراخ :


_ مالكيش دعوة بديانة يا هناء ، سيبيها فى حالها


ضحكت "هناء" بإقتضاب وقد تهاوت بعض الدموع من عينها مُضيفة بصوت خافت رادفة بأبتسامة :


_ لا يا ماجدة خلاص ، اللعبة خلصت


أغلقت "هناء" المُكالمة وسريعا ما توجهت نحو باب الفيلا مُحددة وجهتها وعازمة على إنهاء تلك اللعبة التى أستمرت لأكثر من عشرون عاما ، بينما صاحت "ماجدة" بعد أن تركت الأخرى الهاتف مُحاولة إيقافها وهى تشعر بالفزع والذعر رادفة بصراخ :


_ لا يا هناء ، هناء 


❈-❈-❈ 


كان يجلس أمامها ويُطيل النظر فى زُمرديتها منذ أن جاء من أكثر من ربع ساعة وبالطبع هى لم تنطق بكلمة بالإضافة إلى أنها نبهت على الجميع بعدم إخبارة بأمر أستعادة قدرتها على الكلام ، هى كانت تريد أن يُخرج ما بداخله قبل أن يعرف ، فهى تعلم أنه لا يأتى إليها ويجلس أمامها هكذا إلا إذا كان هناك أمرا كبير وهى لا تضمن ردة فعله عند معرفته بإستعادها قدرتها على الكلام ، وبالفعل بدا "هاشم" بالتحدث معها رادفا بإستياء : 


_ كل ما بحس إنى تاهيه ومش عارف أعمل أيه!! بجيلك ، مع إنك مش بتتكلمى ولا بتردى عليا بس أنتى عارفة يا لبنى!! ساعات السكون بيكون أقوى رد على اللى قدمنا ، لأن وقتها مبيسمعش غير الكلام اللى هو قاله وبس فيفضل الكلام يرن فى ودانه ويخليه يفكر فيه مرة تانيه مع نفسه ويشوف هو صح ولا غلط واللى ربنا بيحبهم بس هما اللى بيعرفوا غلطهم ويصلحوا


أنا عايز أصلح غلطى يا لبنى ، عايز لو لمرة واحدة بس أقول كل اللى جوايا بصراحة ومن غير كدب وتزويق وغضب وكره ، عارفه يا لبنى إنى كنت المفروض أقتلك من زمان وفعلا حاولت أكتر من مره ، بس معرفتش!! مش عارف ليه كل مرة بضعف قدامك ، كل ما أفكر أقتلك أو أقذيكى وأعمل فيكى حاجه توجع روحك قبل جسمك مكنتش بعرف ، حتى اليوم اللى ضربتك وجلدتك فيه كنت حاسس إن كل ضربه كانت بتنزل عليا أنا مش عليكى أنتى


طب أقولك على حاجه تانيه مش هتصدقيها لأن أنا نفسى مكنتش عايز اصدقها ، تعرفى إنى كنت سهل أوى أوصل لديانة وأعرف أجبها من خلال بياناتها فى أى مكتب صحة هيطعمها ، بس أنا اللى مكنتش عايز كنت بحاول أقنع نفسى إنه صعب أوصلها عشان مش عايز أوصلها وأضطر أقتل بنت أخويا الوحيدة على حاجه هى ملهاش ذنب فيها ، كنت خايف الاقيها ولما جواد كبر وهناء كبرت جواه حته الأنتقام وحق تهانى سبته هو يتصرف ، حتى إنى مكنتش قادر أمنعه وفى نفس الوقت مش عارف أقوله دى بنت أخويا الوحيد وأخر حاجه بقيالى منه ، كنت خايف أكون بظلمة وبظلم زينة وبظلم تهانى وماجدة ، كنت تايه يا لبنى ومش عارف أعمل أيه؟! 


تهاوت الدموع من أعيُن "هاشم" بغزارة وهو يشعر بكثير من الألم والتخبط بين ما يريد أن يفعله وبين ما يرغمة عليه عقله بأن يفعله ، هو ضل طوال تلك السنوات يتوعد لتلك المرأة التى قتلت أحبابه وجعلته يعيش سنوات طويله جسد بلا روح ، والأن هو يتحدث معها ولا يشعر بالراحة سوا بالحديث معها ، بينما "لبنى" كانت تبكى تأثرا بما يقوله "هاشم" وهى تشعر بالعطف والشفقة عليه ، نعم هى تلتكث له العذر فى كل ما حدث ، هو فعل كأى رجل يمكن أن يفعل فى الشخص الذى قتل زوجتة ولكنه كان ينتقم من الشخص الخطأ ، أكمل "هاشم" حديثه وهو لايزال دموعه تتهاوى دون توقف رادفا بضعف وإنكسار :


_ جواد حب ديانة يا لبنى ، حبها أوى ، أنا أول مرة أشوف أبنى مخضوض وخايف على حد أوى كده ، أنا شوفت أبنى نايم على رجلها وهى فى المستشفى بعد ما ولدت وبيعيط وبيقولها متبعديش عنى ، فكرنى بجواد العيل الصغير وهى حاضن جثة تهانى وبيقولها متبعديش عنى ، أعمل أيه يا لبنى 


أنحنى بجذعه ليسند رأسه على كف يده العمودية على فخذه وظلت دموعه تنسدل على وجنتيه بكثير من الضعف والإنهيار ، لتمتد يد "لبنى" دون تردد رابطة على ظهره نُخففة عنه رادفة بهدوء :


_ متعيطتش يا هاشم أنا عذراك


تفأج "هاشم" مما أستمع إليه ليرفع رأسه لها وملامح الصدمة قد سيطرت على وجهه وكأن لسانه هو من فقض القدىة على الكلام الأن ، تفهمت "لبنى" صدمته لتوضح الأمره له رادفة بتفسير :


_ أيوه أنا بتكلم يا هاشم ، أتصلت بيك أول ما قدرت أتكلم بس أنت مكنتش بترد ، بنتى ولدت يا هاشم!! جابت أيه؟! طب هى كويسه؟! طمينى الله يطمنك


فاق "هاشم" من صدمة حين تأكد إنها بالفعل تستطيع التحدث وأن هذا ليس حلما ، ليلتقط زراعها بأنفعال وهو يبكى وكأنه لم يعد يستطيع أن يُسيطر على مُقلاتيه ، ليصيح فى وجهها مُعاتبا إياها رادفا بحدة :


_ عملتى ليه كده يا لبنى؟!


هزت "لبنى" رأسها بعدم الموافقة نافية حديث "هاشم" وهى تبكى بحرقة وألم رادفة بمرارة :


_ أنا بريئة يا هاشم أنا مقتلتش تهانى ولا عملت حاجه فى ماجدة ومليش ذنب فى موت شرف


أحتدت جذبة "هاشم" على يد "لبنى" بكثير من الغضب والإنزعاج رادفا بحدة وإنفعال :


_ أومال مين اللى عمل كده؟!


أجابته "لبنى" بأعيُن قد لمع بريقها مُتذكرة كل ما حدث فى هذا اليوم الملعون أو بمعنى أدق بداية اللعنة ، لتردف بهدوء وثبات :


_ هحكيلك


❈-❈-❈


كان يجلس فى إنتظارها مُأملا نفسه بأنها سوف تأتى وأنها لاتزال تُحبة وستعطى لعلاقتهم فرصة أخرى ولكنه بجب أن يتعذب معها فى البداية وهو مُتقبل هذا الأمر ، وبالفعل جأت ولم تُخيب أماله لينهض "مالك" من على كرسيه ناظرا نحوها بحب وأشتياق رادفا بسعادة وفرح :


_ كنت حاسس إنك هتيجى


قابلت سعادته بتقاسيم وجه باردة وقاسية غير مُعبرة عما بداخلها سوا بحب أو بغضب وكراهية ، لتعقب بنبرة صوت فقضت الشغف والفرحة رادفة بحدة وجدية :


_ عايز أيه يا مالك؟!


لاحظ فداحة تأثير ما فعله بها ظاهرة وواضحة عليها كثيرا ، فقد أصبحت كالورد الذبلان الذى لا يؤثر فيه أشعة شمس أو قطرات ماء تُعيد له الحياة ، ليشعر بالندم الشديد رادفا بترجى :


_ طب ممكن تقعدى عشان نعرف نتكلم


وأفقة "زينة" ولاتزال ملامح وجهها فارغة غير مُعبرة له عن أى شيء بداخلها وذلك ما زاد ألمه ووجع قلبه عليها ليسمح لنفسه بالتحدث وإخراج كل ما بداخله دون تردد رادفا بندم :


_ أنا عارف إنى مهما قولت أو عملت مش هتسامحينى ، بس صدقينى يا زينة أنا مكنتش فى وعى وأنا بعمل كده وعمرى ما فكرت إنى أعمل فيكى حاجه زى دى ، زينة أنا بحبك والله بحبك بجد ونفسى تسامحينى وتدينى فرصه تانى وتقبلى تتجوزينى


لم تتغير ملامح وجهها الباردة الخالية من أى تعبير ولكنها لم تستطيع التحكم فى زرقاوتيها التان أمتلأتاء بالدموع وقد لمع بريقهم ، لأحظ "مالك" تلك الدموع المُتحجرة فى مُقلاتيها وكم تمنى لو أن يضُمها إلى صدره ولكنه فضل أن يٌكمل لأنها بالطبع لن تقبل ، ليردف "مالك" مٌكملا حديثة بألم وحسرة :


_ أنا مش عارف اللى هقولهولك ده ليه لازمه ولا لا بس لازم أقولهولك ، من ست سنين وأنا لسه بدرس فى الكلية كنت مرتبط ببنت زميلتى وحبيتها جدا كان أسمها عُلا


شعرت "زينة" إنها أستمعت لهذا الأسم منه من قبل وسريعا ما تذكرت أنه نداها بهذا الأسم فى تلك الليلة وهو يُدنقها دون رحمة وشفقة ، لتشغر بغصة فى حلقها حين تذكرت هذا الألم المرير لتتهاوى دموعها وهى لاتزال على حالتها ، لتهتز نبرة "مالك" الذى قارب على ذرف الدموع بسبب ما يره على "زينة" وما تذكره من عذاب أليم ، ليضيف مُكملا على حديثه رادفا بألم :


_ حبيتها وأتعلقت بيها جدا لدرجة إن الناس كلها كانت فكرانا مخطوبين ، وفى يوم كنا مع بعض وقابلنا أتنين صحابى ، منهم واحد باباه غنى جدا ومش حارمه من أى حاجه ، يعنى عربية أخر موديل وشقه بتاعته فى أحلى حتة فى مصر ورصيد فى البنك وأخر دلع ، عرفتهم عليها وقولتلهم أننا هنتخطب قريب عشان ميفكروش فيها تفكير وحش ، ومن بعدها وتصرفتها بقت غريبة جدا ، أكلمها فى التليفون مرة ترد وعشرة لا ، بقت بتخرج كتير وتقولى إنها مع صحابها ، كل ما أقولها نخرج مع بعض تقولى حجه شكل ، لحد ما فى يوم جالى صحبى التانى وقالى حاجه مفهتهاش وقتها


••


ألقى "مالك" الهاتف على الطاولة أمامه بهرجلة وعصبية بعد أن حاول الأتصال بها للمرة العشرين وهى تنهى الأتصال أو لا تُجيبه من الأساس لتعتلى وجهه ملامغ الغضب والأنزعاج من تلك الطريقة التى أصبجت تُعامله بها ، سحب "محمد" كرسى وجلس بجانب "مالك" رادفا بأستفسار :


_ أيه يا عم مالك!! أعد زعلان كده ليه؟!


أجابه "مالك" بأقتضاب رادفا بضيق وحنق :


_ مفيش يا محمد


لأحظ "محمد" أسم "عُلا"فى هاتف "مالك" المُلقى أمامه ولم ينغلق بعد ، كان  أخر أسم حاول "مالك" الأتصال به منذ ثوان ويبدو إنها لم تُجيبه ، لينظر "محمد" نحو "مالك" بإندهاش رادفا بأستفسار :


_ هو انت لسه تعرف عُلا دى!!


نظر "مالك" نحو صديقه بأنزعاج من تلك الطريقه التى قال بها أسم "عُلا" رادفا بأستفسار :


_ أه وبعدين أيه عُلا دى اللى أنت قولتها!!


تنهد "محمد" بأستياء على صديقه لا يعلم أيُخبره بما يعلم أم لا ولكن إذا أخبره يُمكن أن يتهور ويفعل شيء يندم عليه ، ليعزم "محمد" أن يُخبره ولكن لم يُخبره بالحقيقة كاملة ليردف بتحذير :


_ مالك أبعد عنها ، البت دى مش تمام


فز "مالك" من مكانه وسريعا ما أنقض عليه قابضا على عنقه بإندفاع رادفا بغضب وإنزعاج :


_ أنت بتقول أيه يلا أنت ، أنت أتجننت ولأ أيه!! ، انا مش عايز أعرفك تانى انت فاهم


دفعه "مالك" بعيدا عنه ليسقط "محمد" أرضا ولكنه لم ينزعج من "مالك" وألتمس له العزر وأنصرف من أمامه فى الحال


•••


_ سيبته يمشى ومصدقتوش فى اللى قاله ، حبى ليها كان عمينى مش مخلينى شايف أو سامع حاجه ولو كانت الدنيا كلها جات قالتى إنها مش كويسة مكنتش هصدق أى حد ، لحد ما شوفت بعينى وشوفت قد أيه أنا مُغفل وغبى ومبهمش


••


صاح "محمد" مُناديا على "مالك" مُنبها إياه كى يتوقف عن المشى رادفا بتنبيه :


_ مالك


ألتفت "مالك" إلى مصدر الصوت ليعرف من الذى يُناديه ليجده "محمد" لتحتد ملامح "مالك" بإنزعاج رادفا بغضب وحنق :


_ أنا مش قولتلك معتش عايز أشوف وشك تانى!!


ألتفت "مالك" وكاد أن يرحل ولكن أوقفه "محمد" مُمسكا بذراعه رادفا بترجى :


_ يا مالك أسمعنى ، البت دى رخيصة وخاينة


أمسكه "مالك" من رقبته بعد أن ألتفت قبضته حول عنق "محمد" صارخا به بغضب رادفا بحدة :


_ اخرس بدل ما أقطع رقبتك


وضع "محمد" يده على يد "مالك" مُحاوله جعله يصدقه كى يُنقظه من خداع تلك الساقطه رادفا بتأكيد :


_ مش مصدقنى يا صاحبى تعالى وأنا اوريك بعينك


رخيت قبضة "مالك" من حول رقبة "محمد" بعد أن شعر بأهتزاز جسده بقلق مما قاله صديقه رادفا بأرتباك :


_ تورينى أيه؟!


أجابة "محمد" بثقة ونبرة جادة لا تحمل أى مجال لنقاش رادفا بتأكيد :


_ أوريك عُلا وهى فى سرير أحمد أبو العز


حجظ "مالك" عينيه وهو يشد فى قبضته على رقبة "محمد" رادفا بصدمة وكراهية فى أنٍ واحد :


_ أنت بتقول أيه؟!


ربط "محمد" على كتف "مالك" رادفا بتأكيد :


_ تعالى معايا وانت تشوف بعينك


وافق "مالك" صديقه "محمد" وذهب معه وهو يُحاول أن يقنع نفسه بأن كل ما يقوله غير حقيقيا وظل طوال الطريق يتمنى أن يكون كاذبا او يكون هناك سوء فهم ليس أكثر ، وصل "مالك" وصديقة أمام باب شقة "أحمد" ليُخرج "محمد" مُتاح من جيبه وفتح الباب ، لم يندهش "مالك" لانه يعرف أن "أحمد" و "محمد" صديقان مقربان وأن تلك الشقة لهما هما الأثنان


دلف "مالك" و "محمد" إلى داخل الشقة ويتطرقان السمع كى يعلما هما بأية غرفة ، سمع "مالك" أحد الأصوات أتى من تلك الغرفة فى أحر الرونق ليتجه سريعا نحوها ويتوقف أمام الباب وهو يبتلع بخوف وإرتباك من أن تكون حبيبة هى من بالدخل ليتمالك أعصابه ويعزم على أن يتأكد من هذا الأمر ، فتح "مالك" الباب بحذر شديد مُختلسا النظر لما يحدث بالداخل


تسمر "مالك" فى مكانه وهة يرا ويستمع إلى صراخ تلك الساقطة أسفل ذلك الحقير وهى تصرخ بأستمتاع وتطلب منه المزيد من تلك الدفعات المُقززة أثناء ممارسة تلك العلاقة المُحرمة ، شعر "مالك" بغصة شديدة فى حلقة وألما لا توصف فى صدره وكاد أن يسقط أرضا إلا أن صديقه "محمد" قام بمُساندته وأصطحبه إلى خارج الشقة


سقط "مالك" أرضا وهو يبكى بشدة وحسرة على حبه وأحلامه التى تحطمت فى ثانية واحدة ، ليقترب منه صديقه مُحاولا التخفيف عنه رادفا بصدق :


_ حقك عليا يا صحبى ، مهنش عليا أشوفك مخدوع كده واقف أتفرج عليك


أنفجر "مالك" فى البكاء لدرجه أن شهقاته كان تصدح فى المكان بأكمله ، ليربط "محمد" على كتفه مُحاولا تهدئته رادفا بحزن على صديقه :


_ صدقنى يا مالك دى متستهلش دموعك دى ، إنساها يا مالك وشوف واحدة غيرها تكون بنت ناس وتستاهلك


صرخ "مالك" بوجه صديقه بالرفض والنفور وألمه تُمزق قلبه رادفا بنهى :


_ لا ، مش عايز واحده تانيه ، كلهم زى بعض ، كلهم خاينين ، كلهم خاينين


ظل "مالك" يبكى وينتفض من شدة ضيقه وذلك المنظر لا يُفارق مُخيلته أبدا ، ذلك المنظر الذى يجمع بين تلك الزانية وهذا الحقير فى تلك العلاقة المُحرمة والشنيعة


•••


_ بعدها سبت البيت وشوفتلى شقه تانيه أقعد فيها لأنى مكنتش عارف أتعامل مع أى حد من اللى حوليا ، حتى إنى روحت لدكتور نفسى عشان أقدر أرجع أتعامل مع الناس مرة تانية ، وفضلت سنة أعد لوحدى وأتعالج


كانت "زينة" تستمع إلى حديثه ودموعها تتهاوى رغما عنها شاعرة بالأسى لما يقصه عليها "مالك" ولكن هذا غير مُبررا لما لعله بها ، ليُكمل "مالك" حديثه وهو الأخر دموعه تُغرق وجنتيه بسبب تذكره لتلك الأشياء المؤلمة بالنسبة له رادفا بندم :


_ يوم ما جيتيلى البيت وعملت اللى عملته ده ، كنت شارب وكنت شايفك هى واللى خلانى أفتكرها هو المشهد المنظر اللى شوفتك فيه مع إياد ، أفتكرت كل اللى عملته فيا وكنت بحاول أنتم منها ، مكنتش شايف إنى بنتقم منك أنتى ، سامحينى يا زينة أبوس رجلك سامحينى


أجهشت "زينة" فى البكاء وتعالت شهقتها عند تذكرها لما فعله بها وتلك الطريقة المُهينة التى ذبحها بها وظلت تبكى دون سيطرة على نفسها أو إنتباه لما حولها ، بينما "مالك" قد ألتقت بدها وهو الأخر عبنيه لا تتوقف عن ذرف الدموع رادفا بتمنى وندم :


_ سامحينى يا زينة وأدينى فرصة تانية ، أنا لازم أكلم جواد ونتجوز ، أنا مُتمسك بيكى وباللى فى فى بطنك ، أرجوكى يا زينة وافقى أبوس أيدك


سحب "زينة" يدها بسرعة من يده وكادت أن تزجرة وترفض طلبه ، ولكنها سريعا ما تذكرت طفلها الذى بداخل أحشائها ، ماذا سيكون مصيره!! ، ماذا سيفعل جواد وكيف سيتصرف مع هذا الأمر!! ، من الممكن أن يُجبرها على تنزيل ذلك الطفل وقتله ، ولكن ما ذنبه فى كل ما يحدث ، هى لا تريد أن يُقتل هذا الطفل قبل أن يولد ، هى تريد أن تمنحه حقة فى هذه الحياة ، لن تسمح بشيء أن يمسه حتى ولو على جثتها 


تنهدت "زينة" بأستسلام وهى تنظر نحو "مالك" بثقة وثبات وكأنها لم تنهار منذ ثوانٍ ، سريعا ما أستجمعت شجاعتها رادفة بقوة وحزم :


_ موافقة بس على شرط


صاح "مالك" بسعادة غير مُستوعبا لكونها وافقت رادفا بلهفة :


_ أشرطى زى ما أنتى عايزة


رمقته "زينة" بنظرات جامدة وملامح باردة رادفة بحزم وإصرار : 


_ جوزنا هيبقى على الورق بس ومش هتلمسنى ، بمجرد ما أولد كل واحد فينا يروح لحاله


شعر "مالك" بخيبة الأمل من طلبها فهو كان يظن إنها قد سامحته ولكن يبدو أنه كان مُخطأ ، نعم كام مُخطأ كيف له أن يظن إنها ستسامحه بتلك السهوله والبساطة لا يوجد أماكه الأن حلا سوا أن يوافق على شرطها والأيام بينهم كفيلة أن تُصلح كل ما أفسده هو بغباة ، والأن عليه أن يتحمل عواقف ما فعله حتى ولو ضربته بالنيران فهذا حقها ، أومأ لها "مالك" بالموافقة رادفا بأستسلام وأسى :


_ وأنا موافق يا زينة لو كان ده هيريحك


صاح هاتف "زينة" مُعلان عن وجود إتصالا من أحدهم لتنظر فى هاتفها لتجده من قصر والدتها لتجيب على الأتصال مُستمعة لمن يتحدث ، لتجده صوت العاملة "حُسنة" رادفة بلهفة :


_ ألحقى يا ست زينة


نهضت "زينة" من مكانها بفزع ورعب وقد تمالكها شعور الخوف رادفة بلهفة :


_ فى أيه يا دادا ؟!


❈-❈-❈

صاح "هاشم" فى وجه "لبنى" بعدم أستعاب لما تقوله رادفا بصدمة وإرتباك :


_ أنتى بتكدبى يا لبنى صح؟! قوليلى إنك بتكدبى ، يعنى أنا عايش طول عمرى ما الست اللى قتلت مراتى واللى فى بطنها وعجزت أختى وأتسببت فى موت أخويا!!


هزت "لبنى" رأسها بالنفى غير موافقة على حديث "هاشم" ودموعها تتهاوى على وجنتيها رادفة بتأكيد وإصرار :


_ والله العظيم دى الحقيقة يا هاشم


كاد "هاشم" أن يتحدث ولكن أوقفه صوت هاتفه مُعلنا عن وجود إتصالا لينظر فى الهاتف ليجد أنه رقم زوج شقيقته ، شعر "هاشم" بالقلق وسريعا ما أجاب على الأتصال وبمجرد أن فتح المُكالمة أستمع إلى ذلك الصوت الذى كان محرما منه منذ أكثر من عشرون عاما رادفة بلهفة :


_ هاشم!!


صاح "هاشم" بلهفة وخوف ظننا من أن يكون كل ما يحدث اليوم هو حلما وسينكسر قلبه حين يستيقذ ليوجه حديثه نحو شقيقته رادفا بأستفسار :


_ ماجدة!! أنتى بتتكلمى يا ماجدة؟!


كم كانت تتمنى أن يكونا وجها لوجه لترى بعينيها سعادة شقيقها بخبر شفائها ولكن ليس أمامها وقت الأن عليها أن تُخبره بالحقيقة وأن يُنقذ "ديانة" من بين يدى "هناء" لتصيح بلهفة رادفة بتاكيد :


_ هاشم لبنى بريئة يا هاشم ، هناء هى اللى قتلت تهانى


من شدة هول الصدمة صمت "هاشم" ولم يستطيع أن يُجيبها ، فهذا يعنى أن حديث "لبنى" صحيح وإنها بريئة من دم "تهانى" ، لتصيح "ماجدة" مرة أخرة مُنبهة "هاشم" لما ستفعله "هناء" الان لكى يستطيع إيقافها رادفة بصراخ :


_ أيوه يا هاشم هى اللى قتلت تهانى وراحت دلوقتى تقتل ديانة ، ألحقها يا هاشم كلم جواد بسرعة قوله يلحقها


❈-❈-❈


كان "جواد" يجلس فى مكتبه برفقة صديقه "إياد" مُحاولا أن يجد حلا لمُصيبة شقيقته ويشعر بالتخبط وعجزه الشديد أمام ذلك الأمر ، ليوجه "جواد" حديثه نحو صديقه رادفا بأيتفسار عله يجد حلا :


_ أعمل أيه يا إياد!! أقتله وأنزل اللى فى بطنها وأعملها عملية وأرجعها بنت!! ولأ أسجنه وأنزل الطفل وأجوزها لواحد تانى!! ولا أسبها كده زى البيت الوقف طول حياتها وأعزلها عن الناس وأقول إنها ماتت؟!


هز "إياد" رأسه بعدم الموافقة على حديث صديقه مانعا إياه من القيام بأى شيء مما يقول مُحاولا إيقناعه رادفا بهدوء :


_ ولا حاجه من دول يا جواد ، أنت لازم تحمى أختك وتحافظ عليها وعلى سمعتها وفى نفس الوقت مش على حساب حد يا صحبى ، أنت لو قتلته ونزلت البيبى وعملتلها عمليه، تبقى بتضحك على نفسك ولا على اللى هيتجوزها!! وأنا وأنت عارفين إن كده خداع وكدب ومفيش كدبه بدوم ، ولو مثلا سجنته ونزلت الطفل وجوزتها لأى حد تانى حتى لو طلقتها منه بعدين هيفضل صباعك تحت درسه طول العمر والله أعلم هيعاملها أزاى!! ، ولو سبتها زى ما هى كده زى ما بتقول طول حياتها وعزلتها عن الناس وقولت إنها ماتت ، تبقى تعاقبها على حاجه هى ملهاش ذنب فيها وبتدوس على جرحها ووجعها وبتموت اللى باقى فيها من روح


ضرب "جواد" المكتب أمامها بضيق وحنق مُعبرا عما بداخلة من غضب ونيران إذا أنبعثت من داخله ستحرق العالم بأكمله صارخا بقلة حيلة رادفا بأستفسار :


_ أومال أعمل أيه يا إياد؟! أنا تعبت


ربط "إياد" على كتف "جواد" مُحاولا مُساندته وأخذ حزره من ردة فعله رادفا بهدوء :


_ جوزهاله يا جواد


دفع "جواد" يد "إياد" بإنفعال مُعبرا عما بداخله من غضب ونفور لما يقوله رادفا بحنق :


_ على جثتى يا إياد ، مش أنا اللى أتكسر لحد أنا لو كنت جوزتها لواحد تانى كان هيبقى بالأمر ، لكن مش أنا اللى أروح لوسخ زى ده وأقوله بالله عليك تعالى أتجوز أختى وأستر عليها وأنجدنا من الفضيحة و...


قاطعة "إياد" موضحا له الأمر وجعله يتقبل تلك الفكرة وجعلها الحل الأمثل بالنسبه له رادفا بحدة :


_ ومين قالك أنك هتتحايل أو تطلب ده هيكون أمر ، دى غلطته وهو اللى مُلزم يصلحها ولو عايز تطلقها منه بعد كده أبقى طلقها بس أنت مش هتحتاج تطلقها منه ، مالك بيحب زينة يا جواد وزينة كمان بتحبة ، جوزهم يا جواد وسبهم يحلوا مشكلتهم مع بعض ولو يا سيدى حسيت أنه بيهنها او بيدوسلها على طرف أبقى أقطع أيده خالص ، بس أنا واثق إن مالك هيصون زينة


صمت "جواد" مُحاولا التفكير فيما قاله "إياد" ليقطع تفكيره صوت هاتفة ظُعلنا عن وجود إتصالا من والده ، ليفتح "جواد" المُكالمة رادفا بهدوء :


_ أيوه يا بابا


صاح "هاشم" رادفا بلهفة وفزع :


_ جواد ، ألحق ديانة يا جواد


وقف "جواد" بسرعة وهو يشعر بالفزع والرعب رادفا بأستفسار :


_ مالها ديانة؟!


أجابه "هاشم" مُنبها إياه لما ستفعله "هناء" لعله ينقذ زوجته رادفا بلهفة :


_ هناء هتقتلها ، ألحق مراتك يا أبنى


❈-❈-❈


تجلس على الأريكة وتتصفح هاتفها بعد أن تناولت الغداء وأخذت دوئها ، شعرت بالحركة الغير عادية فى المنزل وصوت شيء زجاجى ينكسر ، نهضت "ديانة" من مكانها وتوجهت ناحية الصوت ولكن أوقفتها تلك التى وجدها أمامها ، لتصيح "ديانة" بصدمة رادفة بإندفاع :


_ أنتى؟!


أبتسمت لها "هناء" بطريقة مُخيفة مُضيفة بسعادة غير طبيعية رادفة بهدوء :


_ خلاص يا ديانة ، خلاص يا حبيبتى هنروح لبابا


ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها بأستنكار غير مُستوعبة لما تقوله "هناء" رادفة بأستفسار :


_ بابا!! أنتى بتقولى أيه؟!


تقدمت "هناء" نحوها وسريعا ما ألتقطت شعرها وخرجت من تلك الغرفة مُتجهة نحو الدرج عازمة على الصعود لسطح تلك الفيلا ، لتصيح "ديانة" مُتألمة بين يديها وهى غير مُدركة ما تريد أن تفعله تاك المرأة التى فقدت عقلها وظلت تُحاول أن تُخلص شعرها من قبضة "هناء" صارخة بألم :


_ آآه سيبى شعرى ، أنتى سحبانى كده على فين؟!


لم تُجيبها "هناء" وظلت تسحبها ناحية الدرج ، لتقع عينى "ديانة" على العاملة وهى مُلاقة على الأرض غارقة فى دمها وبجانبها تلك الزُهرية المكسورة ، لتصيح "ديانة" بفزع ورعب صارخا بزعر :


_ دادا هدى لا ، أنتى عايزة منى أيه؟!


وجهت جملتها الأخيرة نحو "هناء" التى ظلت صامتة إلى أن وصلا إلى سطع الفيلا وسريعا ما دفعت "ديانة" نحو الحافة رادفة بحدة وحزم :


_ مش هينفع أطلع من الدنيا دى لوحدى يا بنت شرف ، هاخدك معايا يمكن يحن قلبه عليا


يُتبع..