-->

الفصل الثالث والثلاثون - ظلام البدر - دجى الليل

  

الفصل الثالث والثلاثون




مرَّ عشرة أيام على هذا الحال، لا تدري هل تتقبله، أم تبتعد عنه، تذكرت كل شيء، كل حديث شاهندة عنه، حديث نجوى عنه، تصرفاته الهادئة واللينة معها، ولكن تلك العشرة أيام التي ظل يعذبها بها وأراها قسوته لا تستطيع نسيانهما بسهولة.. تشعر وكأنها لا تدري ما الذي عليها فعله!!

تساقطت دموعها من جديد، فهذا كل ما كانت تفعله بالأيام الماضية، تُفكر إلي أن تصاب بصداع لعين ثم تبكي بالنهاية.. هل عليها الإبتعاد؟ هل عليها أن تعطيه فرصة؟! لا تعرف..

لا تعرف كيف تتصرف تجاه أحد، ولا تجاه من أذاها، هي حتى لا تعلم ما الذي حدث لكريم ولا ليُسري ولا تعرف سوى أنها عليها الإختيار بين أن تُكمل حياتها مع بدر الدين أو تتركه بلا رجعة!!

لماذا الطيبة سيئة؟ لماذا العيش بحياة سوية مؤلم هكذا؟ لماذا الحب والحنان الذي لطالما شعرت به مع والدتها لم يكن كافيا لها الآن لتحكم على الأمور؟ أكان عليها أن تكون فتاة سيئة حتى تستطيع التصرف والإختيار؟!

"آلو.. شاهي" همست بهاتف المنزل بعد أن اتصلت بشاهندة وهي تبكي

"إيه يا نور يا حبيبتي مالك بتعيطي ليه؟"

"مش عارفة يا شاهي.. مش عارفة اعمل إيه، أنا محتجاكي اوي"

حاولت أن تقص على شاهندة كل ما حدث وهي تعلم مُسبقا بم يشعر به اخيها تجاه تلك الفتاة وفداحة أخطاءه معها.. شاهندة التي وقعت بحب هذه الفتاة منذ الوهلة الأولى تعلم جيدا أنها لو ابتعدت عن اخيها سيخسر نفسه من جديد ولا تستطيع رؤيته متألما مرة أخرى.. يكفي كل ما عاشه من ظلم وقسوة القدر إلي الآن!!

ولكنها كذلك لن تستطيع أن تجبر نورسين على استكمالها الحياة معه، عليها هي الأخرى الإختيار، هي لا تريد أن تظلمها وتحرمها الحياة بدونه وكذلك لا تريد حرمانها مع الحياة معه وهي تعلم أنه يهيم بها عِشقا..

"طيب اهدي علشان تعرفي تفكري وتقرري.." همست إليها ونورسين لا تتوقف عن البكاء.. "نورسين.. حبيبتي ارجوكي بطلي"

"هاعمل إيه يا شاهي، أنا عارفة إنه أخوكي بس أنا ماليش حد اكلمه غيرك.." همست بين شهقاتها التي تحاول أن تتحدث بينها وهي تجفف دموعها..

"بصي، مش علشان أخويا ولا علشان القسوة اللي شافها.. بس بدر بيحبك يا نور بجد، بيموت فيكي، وأكيد هو ندم على كل اللي عمله"

"بس أنا خايفة، خايفة اشوف قسوته تاني"

"بدر صعب اوي مع اي حد بيقرب مننا، إذا كان حتى لما اتجوزت حمزة كان بيعامله وحش في الأول.. بس بعد كده اديكي شايفة همّ عاملين ازاي مع بعض" حدثتها لتتنهد ثم تابعت

"اديله فرصة وادي لنفسك فرصة.. حاولي تتعرفي عليه من أول وجديد.. لو حسيتي إنك قابلاه كملي.. ولو حسيتي إنك مش قادرة تسامحيه يبقى خلاص.. ابعدي عنه.. أنا مش هاقدر أجبرك إنك تسامحيه بعد كل ده"

❈-❈-❈





شهر مارس عام 2000...



تلك الأيام البغيضة تمر، ويمر معها تشتتها وحيرتها، خوفها الذي يتضائل وعشقها الذي يزداد.. كل يوم معه بمثابة يوم أصعب من الذي سبقه




لقراءة باقي الفصل

اضغط هنا


يُتبع ..