-->

الفصل الثالث والثلاثون - ظلمات حصونه

 



الفصل الثالث والثلاثون 


أسرع كلا من "هاشم" نحو جواد المُلقى أمامه على الأرض يبكى ويئن كالأطفال وهو يضم ساقية إلى صدره وقأنه طفل فى السطثامنة من عمره ويشعر بكثير من الخوف ، حاول "هاشم" فك تشنيجة جسد "جواد" ولكن دون فائده فهو كالميت التى تصلبت جسده بالأيضافة إلى تلك الشهقات والأنين المنخفض الذى يخرج من ، وتلك الدماء التى تنسدل من رقبته ومن يديه بسبب ذلك الزجاج المنغرس بهم ، صاح "هاشم" مُحاولا الأستنجاد بأحد وطلب المساعدة رادفا بصراخ ولهفة :


_ جواد ، الحقنى يا إياد


كان "إياد" يقف وكأنه تحنط من هول صدمته ، هو يعرف جواد منذ أكثر من خمسة عشرة سنة ، لم يسبق له أن يراه فى هذا المنظر وذلك الأنهيار قط ، كان يشعر وكأن أطرافه أصبحت مشلوله ، ما الذى حدث لصديقه أوصله إلى تلك الحاله ، أفاقه صراخ "هاشم" الذى صاح مرة أخرى مُحاولا إفاقة "إياد" من شروده رادفا بحدة :


_ أتحرك يا إياد شيلوا معايا بسرعه


سريعا ما تدخل "إياد" مُحاولا رفع "جواد" من على الأرض بمساعدة والده ، بينما "حسنة" كانت تنظف الفراش من ذلك الزجاج المتناثر عليه ، كى يضعو "جواد" عليه ، تفحصت "حسنة" الغرفة لمعرفة ما كان هذا الصوت المرتفع لتقع عينيه على تلك الشاشة السوداء الكبيرة الخاصة بغرفة "جواد" وهى واقعة على الأرض ومنكسرة لتخمن أن تلك الضحة كانت بسبب تلك الشاشة الكبيرة ، وضع كلا من "هاشم" و"إياد" على الفراش ، بينما كان "جواد" لايزال يبكى بخوف ورعب كالأطفال ، صاح "هاشم" موجها حديثه نحو "حسنة" رادفا بلهفة :


_ أتصلى بالدكتور بسرعة يا حسنة


بالفعل خرجت "حسنة" من الغرفة وأسرعت فى الذهاب للأتصال بالطبيب ، بينما جلس كلا من "هاشم" و "إياد" بجانب "جواد" وكان "إياد" لايزال مُصعقا من بكاء ونحيب صديقه ، بينما "هاشم" أحتضنه مُحاولا تهدئته وقلبة يتمزق من الألم على أبنه رادفا بترجى :


_ جواد ، رد عليا يا أبنى أبوس أيدك


شهق "جواد" وتشبث فى والده جيدا وكأنه مزعورا من شيئا ما وهو يضم رجله إلى صدره بتلك الطريقة اللعينة ، صلح "جواد" وهو يبكى بزعر وهلع رادفا بخوف :


_ خالتوا هناء هتضربنى يا بابا ، هتضربنى من غير ما أعمل حاجه ، لا لا مش هتضربنى ، دى هتحبسنى فى أوضة البدورم الضلمه وتسبنى فيها يومين تلاته وتبعتلى الأكل مع الدادا ، لا أو ممكن تضربنى تانى قدام صحابى ، أنا معملتش حاجه غلط ، أنا كنت بلعب مع هيثم صحبى هنا فى البيت عادى راحت ضربتنى بالقلم قدامه عشان قولت لدادا إنى مش عايز أكل دلوقتى ، هتقعد تقول إنى مش راجل وإنى جبان وهى بتضربنى بالحزام بتاعك ، أنا خايف يا بابا متخلهاش تضربنى تانى


جحظ "هاشم" عينيه بصدمة من تلك الحالة التى وصل إليها أبنها ومما يتفوه به لتو ، كيف لرجل فى الثلاثين من عمره يشعر بالخوف بمثل هءا الطريقة الموجعة للقلب ، ماذا فعلتتلك المراة بأبنه لجعله يرتجف من كثرة خوقه منها هكذا ، أمتلئت عينى "هاشم" وهو يربط على كتف أبنه مُحاولا تهدئته وتطمئنه رادفا بألم :


_ هناء مش هتضربك يا جواد ، هناء مش هتيجى تانى يا حبيبى فوق ، فوق ومتخفش يا جواد ، فوق يا أبنى وحقك عليا


هز "جواد" راسه بهسترية وهو ينتفض بين زراعى والده ، يشعر بالكثير من الخوف والزعر الحقيقى رادفا بفزع ورعب نهيا حديث والده :


_ لا لا هترجع تانى أنا عارف ، هتستنى لحد ما أنت تسافر وهتيجى تضربنى وتعاقبنى وتحبسنى ، هتحرمنى من الأكل تانى زى المرة اللى طلبت منك فيها تجبلى تليفون جديد وقالتى إنى مليش حق أطلب حاجه لانى مفيش منى أهميه للبيت ده وإن نفسها تخلص منى عشان أنا ضعيف ومليش شخصية ، هترجع المرة دى وهتكهربنى زى ما هددتنى أخر مرة ، أنا خايف أوى يا بابا ، أبعدها عنى أبوس رجلك


لم يستطيع "إياد" ابتحمل أكثر من ذلك لتتهاوى دموعه حزنا وتأثرا بحاله صديقه المزية وظل يبكى فى صمت وهو ينظر إلى ذلك الحصن الذى لطالما ظن الجميع أنه مظلم ، ها هو ينهار الأن أمام أعينه ولا يستطيع مسعادته ، بينما شد "هاشم" على إحتضان أبنه ودموعه تتهاوى دون توقف رادفا بحسرة وإنكسار :


_ فوق يا جواد أنت كبرت وبقيت راجل ، هناء خلاص راحت ومعدتش راجعه ، هناء أختفت من حياتنا للابد


صاح "جواد" وهو يفرق عناق والده له وكأنه تحول فى لمحة بصر من ذلك الطفل الصغير إلى ذلك الرجل الناضج مرة أخرى مُجها حديثه نحو والده بحدة رادفا بصراخ :


_ بعد أيه!! راحت بعد أيه؟! بعد ما قتلت أمى!! بعد ما ربت جوايا إنسان مريض نفسى وجبان ، إنسان خايف من كل اللى حوليه ، طفل صغير ضعيف عايش جوا جسم راجل كبير قاسى بيعمل أقصى ما فى وسعه عشان يخلى الناس تخاف منه وتعمله حساب وهو أصلا أضعف إنسان فى الكون


شهق "جواد" بقوة مُحاولا أخذ أنفاسه بصعوبة بسبب كثرة بكائه ، ليكمل حديثه مرة أخرى مُضيفا بين شهقاته رادفا ببكاء ونحيب :


_ راحت بعد أيه!! بعد ما زرعت جوايا الكره والقسوة تجاه ناس ملهمش أى ذنب فى موت أمى وخلتى أنتقم من الأنسانه الوحيدة اللى حبتها


نظر له "هاشم" بكثير من الشفقة والحزن على أبنه ، هو كان يشعر أن قلب أبنه قد تعلق بتلك الفتاة ولكنه لم يكن يتصور أن يتحول كل هذا الكرة الكبير إلى عذا الخب الشديد الذى يراه يصرخ فى عينيه ، ليضيف "جواد" وهو لايزال يبكى بقوة رادفا بإصرار :


_ أيوه حبتها ، حبتها غصب عنى ، بس حبتها أزاى!! فى حد بيحب حد يعمل فيه كل اللى انا عملته فيها ده!! ، أنا عذبتها وجلدتها وأغتصبتها بدل المرة كذا مرة وطلعت كل ضعفى ووساختى فيها ، هنتها وذلتها وعاملتها معامله متتعملش غير لنسوان الفاجرة اللى شبهى ، وجعتها وأذتها وأخدت شرفها بطريقة وسخة بعد ما هناء سخنتنى وخلتنى أعمل كده


كان يقول جملته الأخيرة وهو يصرخ بألم وندم ، بينما صعق كلا من "إياد" و"هاشم" مما أستمعوا إليه من قبل "جواد" ، بالطبع كان سهلا عليهم معرفة ما هى الطريقة القذرة تلك التى تحدث عنها "جواد" ليشعرا بالشفقة على كللاهما ، ف "هناء" أستطاعت أن تبنى بينهم صورا لم يكن تحطيمه شيء هين أبدا ، صاح "جواد" مرة أخرى مُمتما بتوهان وأستفسار رادفا بنحيب وبكاء :


_ طب هى ممكن تسامحنى!! ، لا عمرها ما هتسامحنى


رد على نفسه نهيها عما قالته ، لينظر نحو والده بضعف وعينى لا تتوقف عن ذرف الدموع لدرجة إنها تحولت من البيضا إلى الأحمرار القاتم رادفا بتوصل ورجاء :


_ خليها تسامحنى يا بابا ، أنا بحبها


لم ينتظر "جواد" رد والده ليحول نظره نحو صديقه وهو على نفس حالة الضعف والإنكسار رادفا بتوسل وترجى :


_ خليها تسامحنى يا إياد ، أنا بحبها


تقلصت ملامح وجه "جواد" من كثرة البكاء مُضيفا وهو يضرب الفرش تحته بقدميه وهو يتزمر رادفا بصراخ :


_ والله العظيم بحبها ، أنا أسف ، أنا أسف ، يا ديانة أنا أسف


ظل يتلوا بالفراش وكأن هناك عقرب لدغه وهو على نفس حالة البكاء والصراخ مُتوسلا لمن حوله لجعلها تسامحه وإعطائه فرصة أخرى ، صاخ "جواد" موجها حديثه نحو كلا من "هاشم" و "إياد" مُعقبا ببكاء وترجى رادفا بصراخ :


_ متخلوهاش تسبنى بالله عليكوا ، أنا أسف يا ديانة ، يا ديانة سامحينى أنا أسف


أنتفض كلا من "هاشم" و"إياد" بعد رؤية تلك التشنيجة التى أستولت على جسد "جواد" وذلك الأنيهار العصبى الذى بات واضحا للغاية ، حاول كلاهما السيطرة على جسد "جواد" ولكن دون فائدة فجسده أصبح وكأن هناك صاعقة كهربائه ضربت جسده ، صاح "هاشم" بكثير من الفزع والرعب وهو يرى جسد أبنه يتتفض أمامه وهو يصرخ بالأضافة إلى تلك العروق البازة التى ضربت فى رقبته ويده المجروحتان ليصرخ بزعر :


_ ألحقنى يا إياد


أندفع "إياد" نحو جسد صديقه مُحاولا تثبيته ولكن دون فائدة ، فى تلك اللحظة دلفت "حسنة" الغرفة على عجل موجهة حديثها نحو "هاشم" رادفة بلهفة :


_ الدكتور وصل يا ...


لم يعطيها "هاشم" الفرصه وهو يُحاول تثبيت قدمى أبنه صائحا بها رادفا بصراخ :


_ دخليه بسرعة


ما إن دلف الطبيب الغرفة ورأى تلك الحالة التى عليها "جواد" حتى علم ما هى حالته ، وضع الطبيب حقيبته على الفراش وأخرج منها تلك الأبرة الطبية ويليها ذلك العقار الطبى مفرغا ما فى داخله بها ، توجها سريعا نحو "جواد" موجها حديثه إلى كلا "هاشم" و "إياد" رادفا بحدة وحزم :


_ أمسكولى دراعه بسرعه


وبالفعل قام "هاشم" بثبيت ذراع "جواد" بمساعدة "إياد" لفتح المجال لطبيب لإعطائه ذلك المُهدئ ، ما إن وضع الطبيب تلك الإبرة داخل ذراع "جواد" حتى شعر بثقل جسده وهدوء أنفاسه وعدم قدرته على الإنفعال ، وما هى إلا لحظات حتى غاب "جواد" عن الوعى بسبب ذلك المُهدئ القوى الذى تلقاه لتو


جلس الطبيب بجانب "جواد" وبدأ فى إخراج تلك القطع الزجاجيه من كتفه و يده وشرع فى تفحص إياهم ليجدهم لن يسببوا خطرا عليه وقام بتضمد جروحه بعد أن عقمها جيدا ، أنتهى الطبيب من عمله لينهض من مكانه ويلتف نحو "هاشم" و "إياد" الذان كان يقفان خلفه رادفا بأستفسار :


_ ممكن حد يقولى أيه اللى حصل بالظبط ، اللى قدامى ده مش حاجه بسيطه!! ، دى حالة إنهيار عصبى ولازم أعرف أيه اللى حصل عشان أحدد أيه اللى المفروض يتم!!


تنهد "هاشم" بأستياء وبدأ فى أن يقص عليه ما حدث مُراعيا عدم التدخل فى التفاصيل العائليه حفاظا على سمعة ومكانة عائلته مُلقيا عليه ما أخبرته به العامله من إنهيار "جواد" وصراخه ، مرورا ببكائه أمامه وذكر أشياء من الماضى مع عدم ذكرها ، وأخبره بأنه أكتشف حقيقة شيء كان مخدوعا فيه منذ أكثر من عشرون عاما وبالطبع لم يذكر ذلك الشيء


زفر الطبيب بأستياء بعد أن فهم ما يُحاول "هاشم" توصيله له ليردف بتفهم :


_ اللى أنا فهمته من حضرتك إن جواد بيه عرف حقيقة حاجه مهمه كان فهمها غلط من فترة طويله جدا ، طبعا ده يفسر حالة الإنهيار العصبى اللى عنده ، فى الحقيقة جواد بيه محتاج يتعرض على دكتور نفسى فى أسرع وقت ممكن وإلا حالته هتسوء والله أعلم أيه اللى ممكن يحصل وقتها؟!


صاح "إياد" مستفسرا عن إن كان صديقه بخيرا أم لا رادفا بلهفة وإهتمام :


_ طب هو دلوقتى هيبقى كويس يا دكتور؟!


أومأ له الطبيب بالموافقة على حديثه مُحاولا تخفيف الأمر على الجميع رادفا بهدوء :


_ أنا دلوقتى أديتله مهدأ ، بس لازم حد يفضل جمبه عشان يعرف هتكون حالته عامله أزاى أول ما يفوق!! ، لو فضل فى حاله الأنهيار دى هيحتاج يتنقل المستشفى فورا ، لكن لو بقى كويس يفضل أنه يتعرض على طبيب أمراض نفسية فى أسرع وقت ، وبالنسبة للجروح اللى فى جسمه مش محتاجه خياطه أنا عقمتهاله ولفتها كويس ويبقى يغير عليها بس كل شويه


صافح "هاشم" الطبيب مُعبرا عن مدى شكره وإمتنانه له رادفا بهدوء :


_ شكرا يا دكتور


بادله "الطبيب" المُصافحة بأهتمام رادفا بإمتنان :


_ العفو يا هاشم بيه ، ده واجبى ، وألف سلامه على جواد بيه


أبتسم له "هاشم" بإنكسار ولكنه عمل على أن لا يُظهره ، رادفا بهدوء :


_ الله يسلمك يا دكتور ، وصل الدكتور يا إياد


قال جملته الأخيرة موجها حديثه نحو "إياد" ، وبالفعل أصطحب "إياد" الطبيب إلى الخارج لكى يقوم بتوصيله وشكره ، بينما جلس "هاشم" بجانب "جواد" على الفراش وأخذ يمسح على مقدمة رأسه مرورا بشعره بأنكسار وندم ، أنحنى "هاشم" مُقبلا جبهة "جواد" غير متذكرا متى كانت أخر مرة فعل بها هذا الشيء!! ورغما عنه تهاوت من عينيه بعض الدموع مُعلنة عن إنهياره


عاد "إياد" إلى الغرفة مرة أخرى ليجد "هاشم" على تلك الحالة المثيرة لشفقة ، بالطبع فمنظر الأب وهو مكسورا على ضعف وإنهيار أبنه الوحيد بالتأكيد سيكون شيئا فى غاية الألم والحزن ، أقترب "إياد" نحو "هاشم" بهدوء وهو يربط على كتفه مُحاولا مواسته


رفع "هاشم" نظراته نحو "إياد" ويبدو عليه ملامح الضعف والإنكسار رادفا بحرقة وندم :


_ أنا السبب ، أنا اللى وصلت عيالى لكده


هز "إياد" رأسه بالنفى مٌحاولا جعل "هاشم" لا يُلقى بكامل الذنب على نفسه كى لا يحدث له شيئا رادفا بنهى :


_ لا يا عمى ، حضرتك ملكش ذنب ، مدام هناء هى اللى عملت كل ده و ..


رفض "هاشم" الأستماع إلى ما يقوله "إياد" شاعرا بأنه هو السبب الرئسى فى كل ما حدث رادفا بإصرار وندم :


_ لا يا إياد ليا ذنب وذنب كبير كمان ، أنا اللى سبت نار الأنتقام تعمينى وسبت ولادى لهناء ، نسيت إن اللى مات مات وإن لسه فى رقبتى عيال عايزه تتربى صح ، سبت طفل عنده ١٠ سنين لواحده معندهاش رحمة زرعت جواه القسوة وربت جواه أمراض نفسيه وأنا كنت بساعدها وأذود عليه ، حتى زينة مكنتش بهتم بيها ولا بديها الحنان اللى كانت محتاه ، كنت أعمى لدرجه إنى مشفتش إنها محتاجه الحنان ده وإنها لو مخدتهوش منى هتدور عليه برا ، أنا اللى ضيعت عيالى يا إياد


أنحنى "هاشم" مُقبلا جبهة "جواد" بندم وحرقة ، بينما كانت دموعه تتهاوى دون توقف رادفا بأعتذار وإنكسار :


_ سامحنى يا جواد ، سامحنى يا أبنى أنا أوحش أب فى الدنيا وأغبى راجل فى العالم


ربط "إياد" على كتف "هاشم" بأعين تملائها الدموع مُتأثر بما حدث لتلك العائلة التى هى بمثابة عائلته الأخرى ، رادفا بتمنى :


_ متعملش فى نفسك كده يا عمى ، إن شاء الله كل حاجه هتتصلح


هز "هاشم" رأسه بالموافقة على حديث "إياد" رادفا بتمنى :


_ يارب يا إياد ، يارب


❈ - ❈ - ❈



فتحت "زينة" عينيها بثقل شديد وهى تُحاول تستجمع صورة كاملة بعينيها لتعرف من الذى يجلس أمامها ، بالفعل أستطاعت أن تفتح عينيها جيدا وأستطاعت أن تتعرف على وجه "مالك" الذى كان يجلس بجانبها على ذلك الفراش ممسكا بيدها ، وما إن فتحت عينيها حتى هتف براحة وسعادة يحاول أن يخفيها رادفا بهدوء :


_ حمدلله على سلامتك يا زينة


لوهلة لم تستوعب وجوده بجانبها لدرجة إنها ظنت نفسها تتخيل ولكن عندما أستمعت إلى صوته تأكدت إنها لا تحلم وأنه بالفعل يجلس بجانبها وهما بمفردهم فى تلك الغرفة ، شعرت "زينة" بالأستغراب من وجوده بجانبها حتى إنه لا يوجد معهم أحدا بالغرفة ، كيف حدث هذا!! وأين هم الجميع؟! ، صاحت "زينة" بلهفة عندما تذكرت ما حدث منذ قليل فى غرفة "ديانة" لتوجه حديثها نحو "مالك" رادفة بأستفسار :


_ أنت بتعمل أيه هنا!! وفين بابا وجواد؟! وأزاى سيبينك جمبى كده!!


ضم "مالك" يد "زينة" بين يديه مُحاولا تهدئتها وإشعارها بالراحة رادفا بهدوء ومحبة :


_ طب أهدى طيب وأنا هفهمك كل حاجه


سحبت "زينة" يدها من بين يدى "مالك" بمزيجا من الفزع والأنزعاج رادفة بلهفة وملامحها تصرخ بالزعر :


_ تفهمنى أيه!! حد فيهم حصله حاجه


لم ينزعج من تلك الطريقة التى جذبت بها يدها من بين يده وكأنه شيئا يولمها لأنه شعر بمدى حالة الفزع والزعر التى سيطرت عليها ، ليصيح "مالك" مُحاولا تطمئنتها وهو يُحاوط وجهها بين كفيه شاعرا بقلبه يمزق على حبيبته رادفا بهدوء :


_ أهدى يا زينة محدش حصله حاجه ، كل اللى حصل أنك أغمى عليكى بسبب الأنفعال اللى كنتى فيه وجبناكى هنا والدكتور كشف عليكى و...


سكت من تلقائه نفسه لانه لا يعرف كيف سيخبرها بهذا الأم المُخجل!! ولكنها كانت سريعة البديهة وأستطاعت أن تُدرك ما كان سيقوله "مالك" ، لتشعر برجفة سيطرت على أطرافها من مجرد التفكير فى هذا الأمر لتردف بفزع :


_ وأيه!! بابا عرف إنى حامل؟!


أغمض "مالك" عينيه بخذى شاعرا بالندم والحصرة على ما فعله بها وبنفسه وما أصلهما إليه بسبب تسرعه وغبائه الشديد ، رادفا بأسف :


_ أنا أسف يا زينة ، أنا اللى وصلتك لكده


لم تكترث لهذا الأسف والندم الذان كان واضحين فى نبرة صوته ، بل كل ما كان يُعيرها هو ردة فعل والدها عند معرفته بما حدث وماذا كانت صورتها أمامه!! هل ظن بها إنها فتاة عاهرة!! ، هل ظن إنها فعلت هذا الشيء بمحض إرادتها!! ماذا حدث له بعد أن سمع هذا الخبر ، صاحت "زينة" موجهة حديثها نحو "مالك" رادفة بلهفة وإستفسار :


_ وكانت أيه ردة فعله!! قال عليا مش كويسه صح؟!


هز لها "مالك" راسه بالنفى غير موافقا على ما قالته رافضا حتى جعلها تفكر أن والدها ظن بها شيء سئ ، صاح "مالك" موضحا لها الأمر رادفا بأسف :


_ لا يا زينة أنا قولتله الحقيقة وعرفته إنك ملكيش دعوه باللى حصل وإنى انا اللى غلطان وطلبت أيدك منه


أتسعت عينى "زينة" بصدمة مما تفوه به "مالك" غير مُستوعبه أن "مالك" بالفعل طلب يدها من والدها ، وما قلقها أكتر هو ردة فعل والدها على طلبها!! ، أيعقل أن يكون والدها قد وافق على طلبه بهذة السهولة؟! صاحت "زينة" مُضيفة بأستفسار :


_ وهو قال أيه؟!


تنهد "مالك" شاعر ببعد من الراحة لملاحظة القليل من الهدوء والطمئتينة التى سيطرت على "زينة" رادفا بتوضيح :


_ فى الأول مكنش موافق ، لكن بعد ما إياد ومامة ديانة أتدخلوا وافق وقالى أبقى جمبك لحد ما تفوقى


أومأت له "زينة" براسها مُحاولة إقناع نفسها بأن الأمر على ما يرام وأن والدها لم ينكسر كليا بسبب هذا الخبر وإنها ليست بالفتاة التى حنت ظهر والدها بعد كل تلك السنوات ، بينما شعر "مالك" بالحزن الشديد بسبب ملامح العبوس الذى يراها الأن على وجه "زينة" وما زاد من حزنه أنه هو من تسبب فى ذلك الأنكسار والضعف الذان يسيطران عليها ، ليضيف "مالك" شاعر بالخذى والندم رادفا بترجى :


_ سامحينى يا زينة ، سامحينى عشان أقدر أسامح نفسى


رمقته "زينة" بأعين منكسرة ووجها شاحب وكأنه تبدات من تلك الفتاة التى تعشق المرح وإبتسامتها لا تفارق وجهها إلى تلك الفتاة الضعيفة اليائسة المنكسرة ، وكل هذا بسبب ذلك الجرح الذى سببه له ويبدو أنه سيكون من الصعب أن يداوء بتلك السهولة ، عقبت "زينة" بضعف وخيبة أمل رادفة بعتاب :


_ اللى أنت عملته فيا يا مالك مش حاجه بسيطة أو هينه ، وعشان كده متستناش منى إنى أقدر أسامحك


أغمض "مالك" عينيه بحرج أمام ما تفوهت به "زينة" نعم هو أوصلهم لتلك المرحلة وهو أيضا من يجب عليه إصلاح الأمر وعليه أن لا يستسلم أبدا مهما فهلت أو مهما قالت ، فهذا حقا لها وهو عليه أن يتحمل نتيجة أخطائه ، صاح "مالك" بكثير من الأمر رادفا بإصرار :


_ بس أنا مش هيأس يا زينة


❈ - ❈ - ❈


بعد مرور يومين...


عاد "هاشم" إلى قصره بصحبة كلا من "ديانة" و"لبنى" و"زينة" ، بعد تن تعافت "زينة" و "ديانة" بشكلا كلى ، ولكن حتى الأن لا يستطيع أى من "هاشم" أو "زينة" التحدث إلى الأخر او حتى النظر إلى بعضهم ، فهو يشعر أنه هو السبب فيما حدث لأبنته أولا بسبب إهماله وإنشغاله عنها وعدم أعطائها الحنان الكافى ، وثانيا بسبب ما فعله ب "لبنى" وأن هذا هو عقابه على ما فعله بها ، بينما "زينة" كانت تشعر بالخجل والأستحياء من والدها بسبب ذلك الموقف الذى وضعته فيه وجعلته يوافق على زوجها من "مالك" كى لا تتشوه سمعتهم أمام الجميع ويصبح عرضهم علكة فى فم كل من كان


ما إن دلف الجميع إلى داخل القصر حتى أعتذرت "زينة" منهم وطلب أن يسمحوا لها بالمغادرة إلى غرفتها كى تنال قسطاً من الراحة لكونها مرهقة جدا ، وبالفعل وافقها الجميع مراعاة لظروفها النفسية والصحية ، فهى الأن لاتزال فى بداية حملها وهذا الضغط النفسى يمكن أن يسبب لها مشاكل صحية كثيرة لذلك الجميع مُتعاطف معها كثيرا


ما إن صعدت "زينة" إلى غرفتها حتى صاح "هاشم" مرحبا ب "ديانة" التى تدخل هذا البيت لأول مرة من ذلك اليوم المرير رادفا بترحاب :


_ حمدلله على سلامتك فى بيتك يا بنت الغالى


اجابتة "ديانة" بإبتسامة إمتنان وهى تشعر بكثير من الراحة داخل هذا البيت ، وكانها تعيش فى هذا البيت من ذمن طويل ، وما هى تلك الرائحة الطيبة التى تشتمها!! أهذه رائحة والدها محفورة فى جدران هذا البيت؟! فاقت "ديانة" من شرودها مُجيبة على "هاشم" رادفة بإبتسامة :


_ الله يسلمك يا عمى


بينما كانت "لبنى" فى عالم أخر غير هذا العالم ، عادت بالزمن لأكثر من خمسة وعشرون عاما ، عندما دلفت هذا البيت لأول مرة برفقة "شرف" ذلك الرجل الذى منها السعادة لاكثر من خمسة أعوام وتلك هى كانت المدة الذى قضياها معا فقط ، وبعد ذلك خرج كلاهما من هنا ولكن كلا منهما على مكان أخر ، وها هى تدخل هذا البيت مرة أخرى ولكن تلك المرة برفقة "هاشم" وليس "شرف" ، أغمضت عينيها مُتذكرة كل ذكرة لها فى هذا البيت ، كل لحظة سعادة مرة بها مرورا بذكرى زواجها هى و"شرف" وأيضا عندما اكتشفت إنها حامل بعد طول عناء ظل لأكثر من أربعة أعوام ، فاقت من شرودها على صوت "هاشم" الذى وجه إليها الحديث رادفا بإيتسامة هادئة :


_ نورتى بيتك من تانى يا لبنى


رمقته "لبنى" بنظرات شكر على هذا الترحاب وإنسابه لها بأنها من أصحاب هذا البيت رادفة بإمتنان :


_ منور بأهله يا هاشم


صاح "هاشم" موجها حديثه نحو كلا من "ديانة" و"لبنى" طالبا منها أن يأتيا معه رادفا بهدوء :


_ ممكن تيجوا معايا المكتب!! ، عايز أوريكوا حاجه مهمة


ضيقت "لبنى" ما بين حاجبيها بأستغراب مُضيفة بأستفسار  :


_ حاجه أيه يا هاشم؟!


هز لها "هاشم" رأسه بالإيجاد رادفة بإصرار :


_ تعالوا معايا بس وأنتوا هتعرفوا كل حاجه


وافق كلاهما على طلب "هاشم" وأتبعاه نحو غرفة مكتبة ، أشار لهم "هاشم" بالجلوس أمامه على المكتب وعندما كانتا تجلسان ، كان "هاشم" يفتح إحدى الأدراج أمامه مخرجها منها تلك الملفات الورقية ووضعها أمامهما


نظر كلا من "ديانة" و"لبنى" فى تلك الأوراق الذى من الوضح عليها من عناوينها إنها أوراق تخص المُبيعات والتنازلات الخاصة ببعض الأملاك ، نظرت كلا منها إلى الأخرى ثم حولت "ديانة" نظرها نحو "هاشم" رادفة بأستفسار :


_ أيه ده يا عمى؟!


زفر "هاشم" بقليل من الراحه شاعرا أنه هكذا يٌكفر عن جزءً بسيط من ذنبه مع تلك الفتاة ووالدتها ، صاح "هاشم" مُجيبا على سؤال أبنة أخيه رادفا بتوضيح :


_ ده تنازل منى ليكى عن نصيبى فى ورثى من شرف أخويا ، وفى تنازل زيه بالظبط ماجدة قررت تعمله أول ما تنزل مصر إن شاء الله ، وبما إنك كسرتى سن ٢١ سنة يبقى أنتى كده تقدرى تتصرفى فى كل أملاكك بدون واصى وحسب الشرع والدتك ليها نصيب فى ورث بباكى والباقى كله هيبقى من حقك لوحدك ، وبما إنك إدارة أعمال فهتبقى عارفه كويس أوى أزاى تديرى شغلك وفى الشركة هتعرفى باقى كل حاجه وتقدرى تنزلى الشركة من بكرة لو تحبى


نظرت "ديانة" نحو "هاشم" لكثير من الأمتنان والشكر على ما يُحاول أن يفعله كى بُعوضهم على ما حدث لهم بالرغم من أنه لم يكن هو الشخص الذى تسبب فى ظلمهم ولكنه يُحاول أن يفعل أقصى ما بوسعه ، عقبت "ديانة" بأبتسامة شكر قائلة :


_ أنا مش عارفه اقول لحضرتك أيه يا عمى على كل ده!! بجد شكرا


هز لها "هاشم" رأسه بالرفض على ما تقوله مُعبرا عن مدى إمتنانه على مسامحتهم إياه رادفا بحنان :


_ لا يا بنتى ، أنا اللى شكرا إنك سامحتينى وأدتينى فرصه أكفر بيها عن ذنبى فى حقك وحق لبنى ، شكرا إنكم سامحتونى


تدخلت "لبنى" مُحاولة تخفيف الشعور بالذنب عن "هاشم" مُحاولة شكرة عن إعادة كلا منهما هى وأبنتها إلى بعضهما رادفة بإمتنان :


_ أحنا اللى شكرا يا هاشم إنك رجعتنا لبعض من تانى


أبتسم لها "هاشم" بسعادة وأعين لامعة لدرجة أن "لبنى" شعرت بالخجل من النظر فى عينيه التى لم تفهم نظراتهم ، بينما حول "هاشم" نظره نحو "ديانة" رادفا بأستفسار :


_ ها يا ديانة!! هتنزلى الشركه أمتى عشان يجهزولك مكتبك؟!


شعرت "ديانة" ببعض الأرتباك عندما سألها "هاشم" هذا السؤال وذلك بسبب علمها بوجود "جواد" فى تلك الشركة ولكن لحظة!! أين هو "جواد"؟! لما لم تراه منذ هذا اليوم الذى طلبت فيه الطلاق!! لماذا كل هذا السكون ، حمحت "ديانة" وهى توجه حديثها نحو عمها رادفة بتوتر واضح فى نبرتها :


_ بلاش دلوقتى يا عمى ، أنا محتاجه وقت وأوعدك أول ما اقرر أنزل هديك خبر


لاحظ "هاشم" هذا التوتر الواضح فى نبرتها وتلك الحركات المرتبكة التى صدرت منها لا إراديا ، عزم "هاشم" على أن لا يضغط عليها رادفا بهدوء :


_ اللى يريحك يا حبيبتى


تنهدت "ديانة" بقليل من الراحة ، ثم شعرت بحاجتها الشديدة إلى ذلك الشيء الذى لطالما تمنته منذ سنوات طويلة ، أبتلعت "ديانة" بحرج رادفة بأستأذان :


_ ممكن أطلب طلب؟!


أجابها "هاشم" على الفور رادفا بتأكيد :


_ أأمرى يا بنتى


نظرت له "ديانة" بأعين تصرخ فى رغبتها فى هذا الشيء وكأنها تترجى منه هذا الأمر رادفة بتمنى :


_ ممكن أشوف صورة لبابا؟!


ألتمعت أعين "هاشم" بالدموع مما تفوهت له أبنة أخيه الذى شعر وكأنه فارقة لتو لتتهاوى منه تلك الدمعة دون إرادته ، ليردف "هاشم" بإبتسامة منكسرة :


_ أكيد يا حبيبتى


❈ - ❈ - ❈



صاحت "منال" بلهفة مُعبرة عن فرط ساعدتها مما أستمعت إليه الأن من أبنها وأنه أخيرا يريد أن يتزوج ويكون أسرة له وسترى أحفادها ، لتعقب "منال" بفرحة وسرور رادفة بتأكيد :


_ بجد يا مالك!! بجد عايز تتجوز يا حبيبى؟!


وافقها "مالك" على ما تقول ولكنه يشعر أن فرحته منكسرة بسبب ما فعله ب "زينة" وأنه ليس لديه الحق أن يفرح وهى حزينة ومُحطمة بسببه ، ليردف مؤكدا على خديث والدته مُضيفا بإصرار :


_ أيوه يا ماما وياريت فى أسرع وقت


صاحت "منال" والفرحة لا تسعها سألة إياه عن تلك الفتاة التى جعلته يُغير وجة نظره عن الجواز ويسمح لنفسه بتكوين أسرة رادفة بأستفسار :


_ طب دى تبقى مين يا مالك؟!


كاد "مالك" أن يتحدث لتسبقه "ملك" التى صاحت كاشفة لهم عن أسم العروس المنتظرة رادفة بحماس :


_ زينة بنت عم ديانة يا ماما


رمقها "مالك" بطيف إنزعاج مُتاكدا إنها بالطبع علمت بهذا الأمر من "إياد" ، ليعقب "مالك" رادفا بتهكم :


_ هو العصفور بتاعك لحق يقولك!!


ضحكت "ملك" بشدة على التشبيه الذى شبه "مالك" ل "إياد" رادفة بمشاكسه وغرور مصطنع :


_ هو يقدر ميقولش!! طب دا أنا كنت نكدت عليه أسبوع بحاله


ضحك الجميع على مزاح "ملك" ومشاكستها التى لا تفشل مرة فى أن تضحكهم وتخرب عليهم أى موضوع جادى يتحدثون فيه ، ليعلق "محمود" رادفا بمدح وأعجاب من أختيار أبنه قائلا :


_ بصراحة البنت أدب وأخلاق وجمال مشاء الله عليها


صاحت "منال" مُعلنة عن ترحيبها هى الأخرى بطلب أبنها لتلك الفتاة رادفة بلهفة وحماس :


_ خلاص ، يبقى مالك يحددلنا معاد مع أبوها ونروح نطلبهالك منه


أومأ "مالك" بالمواففة على حديث والدته ، لتصيح "ملك" بمشاكسة موجهة حديثها نحو "مالك" وهى تتقدم نحوه عازمة على مُعانقة ولكن بطريقة مُضحكة ويبدو عليها  الكثير من السعادة والفرحة رادفة بمرح :


_ لا دا أحنا نقولك مبروك يا برو بقى!!


بادلها "مالك" العناق ضاحكا على خفة دمها ومرحها ضاربا إياها على مؤخرة رأسها ، مُعقبا بضحك :


_ عقبال ما نخلص منك أنت كمان يا صاحبى ، والله الواد إياد ده صعبان عليا ، مش عارف هيتجوز راجل زيه يعمل بيه أيه!!


فرقت "ملك" العناق وأمتعضت ملامحها بكثير من الأنزعاج الطفولى رادفة بحدة وغضب :


_ قصدك يعنى إن أنا راجل يا مالك؟!


ضحك الجميع على إنزعاج "ملك" الطفولى وغضبها ، ليزيد "مالك" من إنزعاجها رادفا بسخرية :


_ ده على أساس إنك أتفاجئتى يعنى!!


لاكذته "ملك" فى صدرة بكثير من الغضب والأنزعاج رادفة بحدة وضيق :


_ طب أنا مش متكلمه معاك تانى يا مالك ، وورينى بقى مين هيجى معاك وأنت رايح تخطب ، هاا


تركته "ملك" ورحلت وهى تشعر بكثير من الفضب والإنزعاج ، ليلحقها "مالك" الذى أنفجر من الضحك على إنزعاجها رادفا بضحك :


_ أستنى يلا هقولك حاجه


يتبع