-->

الفصل الرابع والخمسون - مملكة الذئاب Black

 


الفصل الرابع والخمسون 


كان الصباح قد أعلن حضوره الطاغى مجبر الجميع على الإستيقاظ لبدأ يوم جديد.....ولكن مارلين كان قد وصل لورشه الحداده وبدأ بإخراج الأدوات اللازمه لبدأ عمله....وبالرغم من أنه لا يتقن هذا العمل جيدا إلا أنه مازال يأتيه الكثير من الأعمال....وهذا لأن من يأتى إليه يظن أن ساب هو من يدير هذا العمل....


ولقد ارد مارلين أن يقوم بإغلاق المكان أكثر من مره خوفا من أن يلوث سمعه ساب البارع بهذا العمل...

إلا أنه لم يستطع فعلها لأن ساب هو من وكل له هذا الأمر من بدايته....لهذا هو لا يستطيع أن يخذله وسيبذل ما بوسعه حتى يحافظ على هذه الأمانه....


كما أنه تحدث أمس مع أليس وأخبرها أنه سيذهب لملاقاة ساب فى نهايه هذا الاسبوع....ويخبره عن رغبته فى تحديد موعد زواجهم....لهذا هو يحتاج العمل حتى يستطيع أن ينشئ منزلا خاص به هو وحبيبته....لهذا هو يحتاج هذا المكان أكثر من أى وقت مضى....


بعد مرور بضع ساعات كان مارلين يعمل بتركيز على قطعه الحديد التى يحملها....إلى أن قاطعه دخول أحدهم فترك مارلين ما بيده....وتوجهه ليرى ما الذى يريده هذا الزائر....ولقد ظهر التعجب على ملامح مارلين حين رأى زيه العسكرى....إذا هو أحد جنود القصر ولم يأتى بعقله سوى كلمه واحده لقد أصاب ساب مكروها ما....حينها سقط قلب مارلين من بين ضلوعه لهذا أسرع بخطاه وهو يسأل الجندى بفزع: هل ساب بخير؟!...هل أصابه مكروه؟!....


تجعد ما بين حاجبى الجندى متعجبا من حاله الواقف أمامه إلا أنه أجابه قائلا ببرود:أنا لا أعلم عن 

أى شخص تتحدث....حين نفى الجندى معرفته ب ساب شعر مارلين بالأرتياح....وقال بإبتسامه هادئه:

إذا ما الذى تريده يا سيد؟!... 


نظر الجندى للأوراق التى يحملها بيده ثم أخرج منهم ورقه قائلا بعمليه:هل أنت المدعو مارلين ألبيرتو؟!... تجعد ما بين حاجبى مارلين بتسائل وجسده أصبح متحفزا لأنه لا يوجد من يعرف إسم والده الحقيقى سوى قله...إلا أنه أجابه قائلا:أجل أنا هو...هل حدث شئ ما؟!...


اومأ له الجندى وهو يكمل حديثه حين تأكد من هويه الواقف أمامه قائلا ببرود:أجل أنت مدعو بأمر ملكى لتكون جندى من جنود الفيلق الثانى للحرب....لهذا إستعد غدا عند بزوغ الفجر سنرحل من أمام التلال الغربيه للملكه....وأعطاه جواب الإستدعاء وتركه رحلا بهدوء...


كان الجندى قد رحل منذ فترة إلا أن مارلين مازال واقفا بمحله لم يتحرك منه شئ...غير مصدقا ما سمعه بأذنيه....وعقله مازال يردد تلك الكلمات التى ألقاها عليه الجندى:إستدعاء..ملكى..جندى..حرب...

غدا...عند تلك النقطه سقط جسد مارلين جالسا أرضا وهو يحاول التنفس...فهو لا يخشى شئ أكثر من الدماء والعراك....كيف له أن يحمل سيفا ويقتل أحدهم به؟!...ظل مارلين جالسا مكانه لبعض الوقت وهو ينظر للورقه التى يحملها بيده...وتيقن أنه لا مفر من هذا....


فأغمض عيناه يفكر كيف سيخبر أليس بهذا...فبدلا من أن يخبرها موعد زفافهم سيخبرها بموعد رحيله للحرب...تنهد مارلين وهو يستعيد رباط جأشه وعاد ليستكمل عمله...وقد قرر أن يخبر أليس بعد انتهائه من عمله....ولكن لم يمر الكثير من الوقت وقد أتت أليس بإبتسامتها التى يعشق النظر إليها وهى تحمل طعام أعدته له...


أليس بعد أن اقتربت من مارلين وقبلت وجنته بحب: كيف حالك عزيزى؟!...ابتسم لها مارلين بحب يحاول إخفاء حزنه:بخير جميلتى...وأنتِ كيف هو حالك؟!... 


اتسعت ابتسامه أليس وهى تدور حول نفسها وهى تجيبه بتنهيده حار: أنا بأفضل حال...كما ظللت أفكر ما الذى سأرتديه يوم زفافنا...ومنزلنا كيف سنرتبه سويا....وأطفالنا أتعلم أتمنى أن يحبوننى كما تحبنى أنت...كما أريد....أردت أليس أن تكمل إلا أن مارلين لم يعد يحتمل لهذا صراخ بها قائلا:كفى أليس كفى...وقد أدمعت عيناه من شدة الألم الذى يشعر به الأن...لأنه لن يستطيع تحقيق أحلام صغيرته....


توقفت أليس عن إكمال حديثها واختفت إبتسامتها وهى تقترب من مارلين بتشوش...وهى تسأله بخوف: ماذا حدث مارلين؟!...هل أنت بخير؟!..هل أصابك شئ؟!..وبدأت تمرر يدها على وجهه وجسده لعلها تعلم مكان ألمه...إلا أنه أمسك يدها يضعها على قلبه قائلا بعيون تذرف الدموع:هذا ما يؤلمنى...


تجمعت الدموع بعينى أليس حين رأت دموع مارلين الذى أكمل بأسف:اعتذر منك حبيبتى...اعتذر لأننى لن أستطيع الوفاء بما وعدتك به....ولكن أقسم لكى أن الأمر ليس بيدى فأنا مجبر على ذلك ولا أستطيع فعل شئ سوى الإذعان والقبول....كانت أليس تنظر ل مارلين بعيون باكيه ورغم أنها لم تعى اغلب ما قاله... إلا أنها أدركت أنه لن يذهب لأخيها ولن يكون هناك زفاف....وكم ألمها قلبها لهذا....


فقالت بصوتا متألم وهى تشير لقلبه:لما هل كف هذا عن النبض من أجلى؟!...أم أنك لم تعد تتقبل جنونى؟!..ابتسم مارلين بحب رغم الألم والأسف الذى يشع بعيناه:أقسم أن جنونك هذا أكثر ما احبه بكى صغيرتى....وصمت يبتلع ما بجوفه وأليس تنظر له منتظره انتهائه من حديثه....والذى لم يبخل عليها قائلا: لقد تم استدعائى اليوم لأكون جندى بالفيلق الثانى للملك...والحرب ستكون غدا لهذا يجب أن اذهب فجرا أمام التلال الغربيه للمملكه...


كانت نظرات أليس مبهمه لا تعبر عن شئ سوى الفراغ....أدرك مارلين أنها منصدمه مما سمعته كما فعل هو منذ قليل...لهذا قربها إليه وقام بإحتضانها وظل يربت على ظهرها بحنان....وهو يقول بأمل لا يملك سواه:لا تخافى صغيرتى...أقسم أن أحاول العوده إليكى حتى أفى بوعدى ونتزوج وننشأ بينتا الخاص بنا...ولكن أريدك أن تكونى قويه كما عاهدتك إلى حين عودتى إليكى....


هنا لم تستطع أليس التماسك وقد استوعب عقلها ما قاله مارلين لها....لهذا بدأ جسدها بالإرتعاش وهى تتشبس به بقوة تخشى إبتعاده....وهى تقول بصوتا متقطع: ل..لا ل.. لن أس.. أسمح ل.. لك بال.. بالابتعاد ل..لن أس.. أستطيع أر..أرجوك ما..مارلين أر.. أرجوك لا..لا تتركنى....


سقط قلب مارلين حين شعر بإنتفاضة جسدها واستمع لحديثها المتقطع....فأمسك بوجهها ينظر 

له بثبات ويجبرها على النظر له...رغم محاولات أليس بالتشبس به....وهى تغمض عيناها ترفض الإستماع له...ورغم الألم الذى حطم قلب مارلين لحالتها التى يراها بها لأول مرة....إلا انه قال بقوة: أليس فالتنظرى إلى هيا حبيبتى...ظلت أليس تنفى له برأسها...إلا أنه ظل يقبل عينها...ووجنتها...وأنفها برفق وهو يناجيها قائلا:أرجوك حبيبتى لا تحرمينى من النظر لجنتى أرجوكى....ثم ختم حديثه بتلثيم ثغرها بعشق يبث لها حبه والأمان الذى افتقده هو... 


وبعد أن شعر مارلين بإرتخاء جسدها وهدوئها بين يده...إبتعد عنها حتى يسمح لها بالتنفس...ثم نظر لعينيها الباكيه قائلا:انا أريدك قويه من أجلى..أقسم أن أحاول الحفاظ على حياتى حتى أعود لرؤيه عيناكى المهلكه لقلبى....لهذا فالتكفى عن البكاء جميلتى حسنا....أومأت له أليس وهى تحاول أن 

تكف عن البكاء...وقد عاد مارلين ليقربها إلى قلبه 

مرة أخرى يحاول أن يطمئنها ويطمئن بها...وهو يحاول إبعاد فكرة أن هذا من المؤكد سيكون لقائهم الأخير...فهو يدرك جيدا أنه لا يستطيع النجاه فهو

لا يعرف كيفيه المبارزه أو القتال....لهذا هو يعلم أنه لن يخرج من هذه الحرب حيا....إلا أنه احتفظ بهذا الأمر لنفسه... 


وبعد القليل من الوقت وتشبس أليس به...أجبرها مارلين على العوده لمنزلها وهو يعدها أنه سيأتى لتوديعها قبل رحيله....إضطرت أليس للموافقه بعد أن رات بعيناه أنه يريد أن يظل بمفرده....ورحلت إلا أنها تعرفه جيدا فهو لن يأتى لتوديعها كما قال...فهى تعلم كم يكره هذا لهذا يجب أن تجد حلا لهذا الأمر...


عادت أليس لمنزلها بشكلا مزرى ووجه باكى جعلت والدتها واخواتها يشعرون بالقلق عليها...وعندما حاولو سؤالها عن سبب حالتها هذه لم تجيبهم بشئ....بل صعدت إلى غرفتها مغلقه الباب خلفها ولم تسمح لأحد بإقتحام خلوتها....وظلت تبكى لمدة كبيره إلى أن نامت من شدة إرهاقها وتفكيرها.... 


بعد عده ساعات بدأت أليس فى الإستيقاظ من 

نومها الغير مريح...فهى كانت تنام أرضا جوار فراشها... نظرت أليس لغرفتها بتيه فى بدايه الأمر وهى تحاول ان تتذكر سبب نومها هنا...إلى أن عاد لعقلها ما حدث منذ ساعات...فعادت عينها لتمتلأ بالدموع مرة أخرى....وحين إستوعب عقلها أنها 

نامت لمدة طويله...وقفت مسرعه تنظر من شرفتها إلى الطريق فوجدت الظلام قد حل منذ مده...بل إن البعض بدأ يعود لمنزله لتأخر الوقت....


وهذا جعل أليس تضع يدها على فمها تحاول كتم شهقاتها....وعقلها يعنفها على نومها بمثل هذا الوقت..

جلست ارضا وهى تحاول الوصول لحل حتى تمنع مارلين من الذهاب....كانت نظراتها مشتته إلا أن وقعت عيناها على قميص ساب المطوى على فراشها بعنايه...متذكره أنها دايما ما تضع هذا القميص جوارها....حتى لا تشعر بالخوف عندما لا يتواجد ساب معهم....اقتربت من القميص وامسكته بيدها وقربته لأنفها تتنفس رائحه اخيها....


وهى تقول بعيون مائله للاحمرار بسبب بكائها: أنه يؤلم بشدة أقسم أننى لم اعد أستطيع التنفس..

لقد تحطم قلبى ومعه روحى سابين...ظلت أليس 

تناجى شقيقتها وهى تشتم رائحه قميصها لعلها 

تشعر بالأمان....إلى أن توقفت فجاء عن البكاء ونظرت أمامها بتفكير....وقد أدركت كيف ستمنع مارلين من الذهاب...


إستقامت أليس بوقفتها وخرجت من غرفتها مسرعه تنزل درجات الدرج....وخرجت من المنزل تغلق بابه خلفها بقوة دون إخبار احد بوجهتها....فخرجت فكتوريا وجوليا من المطبخ بسرعه على أثر صوت انغلاق الباب فلم يجدوا أحد... 


فقالت فكتوريا بتسأل:من الذى فتحه إذا؟!... ثم تذكرت اليس وحالتها صباحا...فنادت بصوتا مرتفع: سيلا...سيلا...ظهرت سيلا من اعلى الدرج تنظر لوالدتها بتعحب من صراخها المرتفع بهذا الوقت.... قائله: ماذا هناك أمى؟!... لماذا تصرخين؟!... اجابتها فكتوريا والقلق ينهش قلبها:تفقدى غرفه شقيقتك..... 


تعجبت سيلا من طلب والدتها إلا انها أذعنت لها وذهبت لتتفقد حالة أليس...وكادت تطرق الباب لعل أليس تسمح لها بالدخول...فقد حاول ثلاثتهم أن يجعلوها تفتح لإحدهن بعد ان صعدت لغرفتها واوصدت الباب خلفها....إلا انها لم تكن تجيب أحد منهم لهذا تركوها لتستريح لبعض الوقت...ومن ثم يحاولون معها بعد بعض الوقت...إلا أن سيلا وجدت باب غرفتها مفتوحا نسبيا....


ففتحته بقلب يخفق بقوة ودخلت وهى تقول بتوتر: أليس أليس أين أنتِ؟!...إلا أنها لم تجدها بغرفتها فخرجت من الغرفه بسرعه والخوف بدأ يتسلل لقلبها وهى تخبر والدتها قائله بفزع: أنها ليست بغرفتها أمى...


❈-❈-❈ 



كان مظهر أليس المزرى وصوت بكائها وشهقاتها التى لم تتوقف ملفت لأنظار كل من صادفتهم...إلا انها لم تكن تهتم بمظهرها فكل ما تفكر به الأن هو الوصول ل شقيقها....بعد سيرها لما يقارب نصف الساعه وصلت اليس أمام القصر الملكى...ولحسن حظها أن احد الحراس الواقفين يعلم هويتها وانها شقيقه ساب....


فنظر لها بقلق من حالتها وسألها قائلا:هل أنت بخير سيدة أليس؟!...هل عائلتك بخير؟!...تشبست به أليس وهى تحاول إلتقاط أنفاسها وإيقاف شهقاتها قائله:ا.. أريد أخى...أريد س.. ساب....اومأ لها الحارس بقلق واخبر احد زملائه أن يقف مكانه إلى أن يعود.... واصطحب أليس لغرفة ساب والتى حاولت إحتواء شهقاتها وبكائها...إلا ان ألم قلبها لا يسمح لها بالتوقف...


بعد ان وصلت هى والحارس لغرفة ساب اقتحمتها 

اليس دون طرق للباب....وهى تنادى بصوتا باكى ومرتفع:ساب أين أنت؟!... ساااب....إلا انها وجدت غرفته فارغه فخرجت مسرعه تخبر الحارس بأنه غير متواجد بالداخل....فطلب منها الحارس ان تنتظر هنا وهو سيذهب للبحث عنه....وافقت أليس ودخلت غرفته منتظره قدومه....


وبالفعل بدا الحارس بمكتب الملك فهو كثير ما يظل ساب جليس الملك....ولكن حين سأل احد الحراس عن تواجد ساب بالداخل....أجابه بالنفى وأنه لم يرى ساب مع الملك منذ انتهاء اجتماعهم صباحا...


فذهب الحارس للإسطبل ليرى هل يتواجد مع كيشان ورفيقته....إلا أنه لم يجده أيضا فإتجه لمكان عمله... وبالفعل مع اقترابه كان يسمع صوت المطرقه فأدرك أنه قد وجد ما يبحث عنه....


دلف الحارس للداخل وهو يقول بأنفاس منقطعه بسبب ركضه:ساب....ترك ساب ما بيده ونظر خلفه فوجد أحد الحرس...فقال بهدوء:ماذا هناك وعندما لاحظ محاولة الحارس بإلتقاط أنفاسه أكمل قائلا: ولما لا تستطيع أخذ انفاسك؟!..هل حدث شئ؟!...


اخذ الحارس نفسا قويا وهو يجيب ساب بقلق: لقد أتت السيدة أليس شقيقتك وهى تبكى بقوة وتسأل عنك....فأخذتها لغرفتك وأتيت....لم يعطيه ساب فرصه ليكمل حديثه بل تركه واسرع يركض تجاه غرفته....وقد سقط قلبه خوفا من حدوث مكرها لها او لأحد من اهل بيته....


وصل ساب لغرفته ودخلها بسرعه البرق وهو يقترب من أليس محتضن وجهها بيده المرتعشه وهو يقول بفزع:ما الذى حدث؟!...هل أمى والفتيات بخير؟!.... هل اصيب احدكم بشئ؟!...نفت أليس له براسها وهى ترى فزعه وقد اصبح وجهه مائل للاصفرار من خوفه.... 


وقالت بسرعه:الجميع بخير لا تقلق عليهم....جميعا بخير أخى....فأغمض ساب عينه براحه وبدا بإستعادة أنفاسه وهو يضمها لقلبه ويربت على رأسها قائلا بحنان رغم أنفاسه المتلاحقه بسبب ركضه: أنتم بخير إذا ما بعد ذلك يسير....لا تبكى صغيرتى...ظلت أليس متشبسه به تشعر بالأمان حين يحتضنها ساب....لهذا بدأت شهقاتها تقل فسار ساب وهو مازال يحتضنها وجلس على فراشه...وجعلها تجلس جواره ملتصق به وظل يربت على رأسها إلى أن هدأت....


رفعت أليس رأسها تنظر ل ساب بأسف: اعتذر منك بسبب فعلتى الطائشه هذه...إلا أننى لا أملك سواك لأعود إليه اخى...لم تختفى ابتسامة ساب بل ظل يربت على راسها وظهرها بحنان وهو يجيبها قائلا: انتى تعلمين أنه يحق لكى أن تفعلى ما تشائين جميلتى....بأى وقت وأى مكان لهذا لا تعتذرى....


نظرت أليس له بحب وهى تقول بإمتنان:أتعلم أنك الوحيد الذى فكرت به حين إزداد ألم قلبى...تجعد ما بين حاجبى ساب وهو يسألها:ومن الذى سبب هذا الألم لقلبك أليس؟!...


نظرت له أليس بألم وبدأت تخبره ما حدث معها هى ومارلين خلال اليومين السابقين....إلى أن وصلت لإبعاد مارلين لها وأخبارها أنه سياتيها ليلا ليودعها... وأكملت قائله بصوت محطم:أعلم انه لن يأتى وسيرحل بدون وداعى...ثم صمتت تبتلع ما بجوفها وأكملت بألم: لقد كنا نتجهز لنتزوج...والأن هو يتجهز للحرب...اخشى موته...اخشى الا أراه مرة اخرى أرجوك ساب أخبر الملك ان يعفيه من هذه المهمه... أرجوك أخى.... 


اغمض ساب عيناه حزنا على ما اصبحت عليه حالة أليس....إلا أنه فتح عيناه ونظر ل عينها التى تناظره بأمل سيقبل أن يموت هو ويحيا مارلين حتى لا تختفى تلك النظرة من عينى صغيرته....والتى تعتمد عليه الأن لهذا قال بحنان:أنا لا استطيع طلب هذا الامر من الملك....ولكن أستطيع أن أعدك أن مارلين لن يصيبه أذى بهذه الحرب.... 


سألته أليس بتلهف: كيف؟!..كيف لن يصيبه أذى وهو سيكون بمفرده هناك ؟!..أجابها ساب وهو يعلم جيدا عواقب ما سيقوله...إلا أن من أمامه الأن هى صغيرته ولتعلنه السماء إذا سمح لقلبها بالتألم اكثر من ذلك:لا لن يكون بمفرده جميلتى..بل سيكون معى وجوارى... كما سأكون ك ظله ولن أسمح لأحد بالإقتراب منه... حتى ولو كانت حياتى مقابل حياته سأفعلها من أجلك صغيرتى.... 


سقط الجبل الذى كان يجثو على قلب أليس حين اخبرها ساب أنه سيكون مع مارلين....إلا أنها لم تستمع جيدا لأخر حديثه...وقالت بترجى وهى تمسك يده بشده:هل تعدنى بهذا؟!....اتسعت ابتسامه ساب الذى نظر لتشابك أيديهم ثم نظر ل عينها قائلا بحب:أعدك صغيرتى....هنا توقف بكاء اليس وارتمت بأحضان ساب تقبله بقوة....وهى تقول بسعادة غير مدرك لما فعلته:شكرا لك أخى الحبيب...أنت هو منقذى....


ابعادها ساب عنه برفق وهو يربت على رأسها بود قائلا:من الجيد أن أرى ابتسامتك جميلتى.....والأن هيا لأجعل أحد الحرس يعيد للمنزل..فمن المؤكد أن الجميع قلق عليك....اومأت له أليس بابتسامه هادئه رغم ذبول وجهها....وكاد ساب يخرج من غرفته إلا 

أنه توقف مستديرا ل أليس وهو يقول لها:لا أريدك أن تخبرى أحد بالإتفاق الذى دار بيننا الأن حسنا...


أومأ له أليس براسها وهى تقول:لن افعل..ابتسم ساب وهو يقربه منه محتضن إياها اقرب لقلبه وأخذها معه وسار إلى أن وصل لبوابه القصر الخارجيه..وطلب من الحارس الذى ساعد أليس منذ قليل أن يعيدها للمنزل وشكره كثيرا على مساعدته....


بعد أن أطمئن ساب على أليس سار عائدا لإستكمال عمله...وهو يفكر بكيف سيفعلها؟!...ظل يعمل لبعض الوقت وهو يفكر بمن الذى سيقع عليه الإختيار ليقوم بتخديره والذهاب مكانه....إلى أن وقع الاختيار بين اثنين لا ثالث لهما....اما ديفيد أو لويس وهو القائد الثانى تحت رايه ألفين....وبعد تفكير تيقن أنه من الافضل عدم الايقاع ب ديفيد لأن الملك سيلاحظ ذلك بسهوله.....إذا لقد وجد ساب ضالته... 


قام ساب بإخماد النيران وخرج متجهها لمعمل الحكيم...الذى يضع به جميع ادواته والاعشاب التى يستخدمها لعلاج المرضى بالداخل....دخل ساب بسهوله لعدم وجود حرس وظل يبحث لبعض الوقت الا ان وجد ما يريد....زهرة اللافندر....


أخذ ما يحتاج منها وخرج متجها للمطبخ لصنع كوبين من المشروب الدفئ...وصعد بهما لغرفه السيد لويس وطرق الباب بقدمه وهو ينتظر منه فتح الباب....ولم ينتظر ساب طويلا حيث فتح السيد لويس الباب سريعا....


فابتسم ساب ببشاشه بوجه الوقف امامه وهو يقول بود:أعلم أن غدا يوم ممتلئ لهذا لن تستطيع النوم مثلى....لهذا فكرت بصنع مشروب لكلانا ليساعدنا على الاسترخاء قليلا....كما اريد استغلال خبرتك ومعرفتك بخبايا القصر لتراجعها معكى قبل ذهابك... 


سقط لويس بالفخ كما أرد ساب....ورحب بساب وسمح له بدلوف غرفته...وأخذ منه المشروب الذى اعده له والذى كانت تفوح منه رائحه طيبه ومذاق جيدا....مما جعله يبدأ فى احتسائه دون أن يتسأل عن ماهيته...بسبب شدة تفكيره وثقته ب ساب....

وبدأ يخبر ساب عن أهم المواقع التى يجب أن يهتم بحراستها...لانها مواقع قد يفكر العدو بمهاجمتها ظل ساب يستمع له بإنصات إلى ان انتهى السيد لويس من شرب كوبه كامل....فأستئذن ساب منه ليرحل حتى يتركه ليستريح لبضع ساعات....وخرج من غرفته متجها لغرفته....وأخرج ورقه وبدأ بكتابه التالى:


سيد لويس اعتذر منك على ما سأسببه من ضرر بفعلتى....إلا أننى كما أخبرتك سابقا أنت الأفضل بمعرفة خبايا القصر لأنه تحت إمارتك لما يقارب الخمس أعوام....لهذا كنت أنت الخيار الأنسب...

لهذا قررت أن نتبادل الأدوار فيما بيننا وتظل أنت بالقصر وأنا بالحرب...لم أرد أخبارك لعلمى برفضك القاطع لطلبى حتى لا تقوم بعصيان أوامر الملك... وحتى لا أضطر لمقاتلتك وانا أكن لك الكثير من الأحترام....كما أننى أريد أن يقع كامل اللوم على وحدى....لهذا أتمنى أن تلتزم بموقعك الحالى وهو حمايه القصر.....وأنا بموقعى الحالى داخل الحرب حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه...وأخيرا أعتذر 

عن خيانتى لثقتك وسماحك لى بإستقبالى....إلا 

أننى فعلت ذلك مضطرا....


توقيع


إسبيستيان الكدورى


قام ساب بطى الورقه وعاد لغرفة السيد لويس بعد ان مر ما يقارب الساعه....وهذا بعد تفاعل جسده مع الاعشاب التى تناولها....وقام بطرق الباب منتظر رد السيد لويس الذى لم يأتيه فتأكد من سريان مفعول الاعشاب....فدلف للداخل بهدوء وقام بوضع الرساله جواره على الفراش حتى يراها حين يستيقظ من سباته....والذى سيكون بمنتصف نهار الغد وأخذ ملابسه الحربيه وخرج من الغرفه بهدوء....عائد لغرفته ليستعد للغد الذى سيشرق بعد ساعات قليله من الأن....


❈-❈-❈



كانت أليس قد وصلت لمنزلها ولكنها طلبت من الحارس الذهاب حتى لا يروا معها...وافق الحارس بعد أن تأكد أنها أمام منزلها...وبعد أن تأكدت اليس بذهابه طرقت الباب فوجدت والدتها وأخواتها يجلسن بلا حول ولا قوة منتظرين عودتها....


وبعد تعنيف والدتها لها على فعلتها قامت بإحتضانها بقوة وهى تبكى بقوة..وظلت أليس تربت على ظهرها متعذره منها ومن الجميع وجلست تخبرهم ما حدث اليوم معها..ولكن حين سألتها والدتها عن المكان الذى ذهبت إليه بهذا الوقت المتأخر....أخبرتها أليس أنها ذهبت لتقوم بتوديع مارلين قبل ذهابه للحرب لأنها تعلم أنه لم يكن ليأتى ويودعها هو...ومن ثم أخبرتهم أنها تحتاج أن تستريح وصعدت لغرفتها لعلها تحصل على بعض الراحه...فقد اطمئن قلبها بعدما وعدها ساب بحمايه مارلين.... 


بينما كانت والدتها وشقيقتها يشعرن بالحزن لما ألت له أحوال أليس ومارلين....لهذا لم يحاولوا التحدث اكثر حتى لا تعود أليس لحالتها التى كانت عليها منذ قليل....


❈-❈-❈



بدأ النور يظهر بهدوء وعلى استحياء كزهرة تبغى التفتح لتنشر عبيرها بالكون...إلا أن هذا العبير محمل بالكثير من رائحه الخوف والألم...حيث مع بدايه هذا الشروق كانت الفيالق قد تجمعت وبدأ رحلتهم لموقع الحرب...والذى أعلن عنه الملك مساء أمس نشره بين الممالك....


مما جعل الرعب ينتشر بقلب روبرت الذى لم يستعد كما ينبغى لمثل هذه الحرب....إلا أنه أضطر لتجهيز جيشه حتى يخوض هذه الحرب...ومع شروق الشمس وصل الجيش لموقعه ونصب خيمه وأشعل نيرانه بسبب بروده الجو رغم صفاء السماء...وكل جندى إلتزم بموقعه...وبعد اجتماع الملك بمستشاريه وتأكيد مهمة كلا منهم ذهب كل واحد منهم لموقعه... 


خلال ذلك كان ساب يبحث عن مارلين داخل الفيلق الذى يكون تحت لواء ألفين...وبعد وقت دام لساعة بالبحث استطاع ايجاده وطمئنه أنه سيحميه وسيظل معه....ثم أخبره أنه سيقوم بانهاء شئ ما وسيعود له سريعا...


سار ساب تجاه خيمه ألفين وطلب من الحرس أن يخبر المستشار الأول أن معه رساله مهمه له...دخل الحارس لخيمه سيده وخرج بعد لحظات يخبر ساب أن سيده بسمح له بالدخول....بعد دخول ساب نظر له ألفين بتعجب من تلثيمه لوجهه...فهو لم يعرف هويه الواقف أمامه لإرتدائه زيه العسكرى كاملا بل ويضع شال يغطى وجهه ولا يظهر منه سوى عيناه... 



ألفين بثبات:اخبرنى بما لديك....كان يوجد بعض الحرس داخل خيمه ألفين....لهذا قال ساب بهدوء: اظن أنه من الافضل أن أخبرك بما لدى وأنت بمفردك سيد ألفين....نظر ألفين للواقف أمامه بتركيز هو يعلم صاحب هذا الصوت جيدا...وحين توصل عقله لهويه صاحبه نظر بصدمه لعينى الواقف أمامه....فأوما له ساب مؤكد له ظنونه مما جعل كلمه نابيه تخرج من فم ألفين مع الكثير من اللعنات التى تعجب منها جنوده....


حاول ألفين تمالك اعصابه وهو يأمر جميع جنوده بالإنصراف وعدم السماح لأحد بالدخول إليه...بعد خروج الجميع بدأ ألفين ثورته قائلا: ما اللعنه التى كنت تفكر بها وأنت تعصى أوامر الملك وتأتى الى هنا....قام ساب بنزع الشال والخوذه التى كان يرتدها وهو يقول بثبات:من المؤكد أنه شئ ضرورى حتى اخالف أوامره....ألا تظن ذلك؟!.... 



لم تهدا ثورة ألفين الذى قال بحده: بل ما انا متأكد منه انه سيقوم بقتلك هذه المرة لأن مخالفتك لأوامره لم تكن بينك وبينه كما يحدث عادة.... بل كانت أمام الجميع لهذا سيتوجب عليه إتخاذ رد فعل عنيف بفعلتك هذه...ألا ترى حجم المصائب التى تبرع بوضع ذاتك داخلها؟!...اللعنه على عقلك هذا الذى سيتسبب بمقتلك أيها اللعين.... 


يدرك ساب صحه كل ما قاله ألفين إلا أنه لا يستطيع فعل شئ سوى هذا...لهذا أجابه بهدوء أعلم أن كل هذا سيحدث إلا أننى اخبرتك أننى مضطر لهذا.... اقترب منه ألفين قائلا بصوتا قاطع لا يقبل النقاش: كما اننى سأضطر لإعادتك ألى القصر الأن قبل أن يصل الأمر له وتحدث كارثه من وراء افعالك هذه... وأمسك بأيدى ساب يجره خلفه ليخرج من خيمته...



إلا أن ساب نزع يده منه بقوة وهو يقول بإنفعال: لما لا تفهم ما أقوله لك...واللعنه لا استطيع الرحيل لقد وعدتها بحمايته لقد تركت الجميع وأتتنى باكيه... أقسم ان بكائها جعل ضلوعى تضيق بصدرى إلى أن شعر قلبى بصعوبه تنفسه...لن استطيع أن أخذلها ألفين....كانت عيونه تلمع بدموعه الحارقه التى أبى نزولها.... 


مما جعل الفين يترك يده وهو ينظر له بثبات قائلا: ستخبرنى كل شئ من البدايه الأن...نظر له ساب بإرهاق وبدأ يقص عليه ما حدث بإختصار وبعد انتهائه.....كان ألفين ينظر له مزهولا وهو يقول بصدمه:هل ما فهمته صحيح؟!...هل خالفت أوامر الملك من أجل شقيقتك؟!...هل عرضت حياة الجميع للخطر من أجل بكاء شقيقتك؟!...هل وضعتنا جميعا بالخطر من أجلها؟!...هل فقدت عقلك أيها الحقير؟!... 



أجابه ساب بجمود:بل قد أتنازل عن كل شئ من أجل الحفاظ على ابتسامتهن...أنت لا تعلم ماذا قدمت من أجلهن سابقا وما الذى بإستطاعتى تقديمه من اجلهن الأن...لهذا لا تضعهن بمقارنه مع أحد لأنهن سيكونوا دائما اولا قبل اى شئ....كما أننى لست بهذه الوضاعه حتى أضع غيرى بخطر من أجل حماية من أحب كما تقول....كما أننى لم أتى إليك لأشكى لك حالتى...بل لأخبرك بعدم قدوم السيد لويس حتى لا تبحث عنه وحتى لا تعتمد على وجوده وهو ليس هنا...فكما قلت انا لست بهذه الحقاره التى ظننتها سيد ألفين...أنهى ساب حديثه وهو يعود لإرتداء خوذته وربط الشال حولها حتى لا يتعرف عليه أحد...


وخرج من الخيمه متجهه ل مارلين حتى يظل جواره حين تبدأ الحرب...تاركا خلفه ألفين يلعنه ويلعن عناده.....وهو يفكر كيف سيكون رد فعل استيفان على ما فعله ساب...


كان روبرت قد أتى مع جيشه وقد بدأت الحرب دون انتظار المزيد من الوقت...ومع بدايه الحرب كانت السماء تعلن حربها هى الأخرى...حتى تبدل الحال وبعدما كانت السماء مشرقه وصافيه...تحولت ل للون الرمادى وبدأت الأمطار بالتساقط.... 



نظر ساب لوجوه المحيطين به ويعلم أن بعضهم لن يعود لمنزله بنهايه هذا الأمر...ولن يستطيع رؤيه من يهتم لأمرهم ويهتمون لأمره....كما كان البعض يرتجف منهم من كان يرتجف برد ومنهم من كان يرتجف خوفا هذه هى الحرب...



أخرجه من شروده صوت طبول الحرب وهى تعلن عن بدأ الحرب...الجميع يقف متأهب...فقد بدأت الأسهم تنطلق من جهه جيش العدو بغزاره تشبه غزاره المطر...ورغم تصادم هذه الاسهم بحيات المطر الغزيره إلا أنها كانت تصيب الهدف...ولكن استطاع بعض الجنود الأحتماء من هذه الأسهم بواسطه درواعهم....



وهنا أتى وقت العمل حيث بدأت الأبراج التى صنعها جورج بالكشف عن ذاتها.....حين خرجت منها كميه كبيره من الأسهم التى كانت تصل لقلب جيش العدو واصابت أعداد لا بأس بها من جنود روبرت.... الذى انتشر الفزع بقلوبهم من هذه الأبراج التى يرونها لأول مره بحياتهم....وما هو جدير بالذكر أن جورج برع فى بناء هذه الأبراج حيث صممها كالغرف 

بضعها فوق بعض....وبكل غرفه وضع أله سهله التحكم تساعدك على وضع اكثر من عشرون سهم داخلها وتطلقها بذات الوقت...فتصيب عدد كبير من الاشخاص...من خلال حبل متدلى يتم جذبه فتنطلق الأسهم بعد أن تقوم بتحديد وجهتها....



وبعد أن استطاعت ابراج جورج بإنشاء العديد من الثغرات داخل جيش العدو...اعلن الملك وألفين التقدم للأمام ورفع الجميع سيوفهم جاهزين للحرب...


كان ساب يقف جوار مارلين ويأمره بملازمته ومع تقدمهم تجاه صفوف العدو....الذين انقسموا لجزئين بسبب عدم تنظيمهم...مما جعل فيلق الملك ينفصل عن فيلق ألفين ويتجه لأحدهم ويحيطونهم من 

جهة الشرق وبدأوا فى مقاتلتهم....وأمر ألفين رجاله بمحاصرة الأخرين من جهة الغرب وعدم السماح 

لهم بالفرار....كانت حربا طاحنه...




ومن كان يشاهد المعركه من الابراج كان يشعر بالذهول...فالجيش كان يشبه موج البحر العالى 

الذى اوشك على ابتلاع راكبيه....وحين حدث الأنقسام بصفوف العدو...وبدأ لواء الملك بالأبتعاد 

عن لواء ألفين وهم يحيطون بجيش العدو من كلا الأتجاهين....



كان المشهد يشبه الكبرى التى وجدت فريستها بعد عام من الجوع....وحين وجدتها قامت بمحاصرتها وقررت الكشف عن انياها وفتح فمها على قدر استطاعتها حتى تستطيع التهام غنيتمها دون نقصان....



لقد كان مشهد ملحمى...ف لم يعد هناك مفر واصبح على الجميع أن يقاتل من أجل البقاء....كان ساب يقاتل بشراسه ويمنع أى شخص من الوصول ل مارلين....


ظلت الحرب قائمه لما يقارب الساعاتان كان المطر قد توقف وعادت السماء لصفائها...والشمس اصبحت فى منتصفها....وكان النصر حليف الملك استيفان الذى استطاع السيطره على جيش العدو بهذا الوقت القياسى...وليس ذلك وحسب بل اسر الكثير منهم...

وتقدمت جيوشه إلا أن وصلت لمحاصرة روبرت ومن يحميه من الجنود قبل أن يحاول الفرار...



كان الجميع يقاتل بشجاعه حتى مارلين الذى كان متشبس ب ساب...بدأ يشجع نفسه برفع سيفه وقام بإصابه البعض...مما جعله يبتعد عن ساب دون قصد منه....والذى كان يقاتل أحدهم وبعدما استطاع ساب قتل خصمه....نظر جواره فلم يجد مارلين فظل ينظر حوله بفزع إلى ان وجده يحارب أحدهم وأوشك الأخر على قتله....فأسرع ساب تجاه وقام بطعن خصم مارلين بخنجر فى رقبته وأسقطه ارضا...




وهو يتحدث بغضب ناظر ل مارلين دون حمايه:ألم أخبرك أن تكون كظلى....واللعنه كف عن أعمالك البطوليه ولا تبتعد عنى حتى لا اقوم أنا بقتلك...

وكاد يلتفت ليحمى ظهره إلا أن الأوان قد فات...

فقد كان هناك من يتربص ب ساب من البدايه واقترب منه على حين غرة وهو يخاطب مارلين...

وقام بطعن خصره طعنه قويه عميقه شعر ساب بروحه تغادره وهو يشعر بنصل السيف دخل جسده... إلا أن كل ما فكر به هو حمايه مارلين كما وعد صغيرته....لهذا قام بدفع مارلين بأقوى ما لديه ليبتعد عنه...وإستدار بخنجره الذى مازال يحمله بيده وشق عنق خصمه بقوة....مما جعل دماء خصمه تنتشر على جسده....ثم سقط جسمانها جسه هامده أرضا....




ولم تمر سوى لحظات وسقط ساب هو الأخر أرضا جاثى على قدمه وهو يحاول عدم السقوط ب كامل جسده أرضا...وبأيدى مرتعشه امسك بالسيف الملتحم مع جسده وقام بإخراجه وهو يحاول كتم صراخاته فالألم لا يحتمل....إلا أنه لم يستطع كما رأى تدفق دمائه بصوره أكبر لهذا قرر تركه....كما أن جسده لم يعد يملك الطاقه لإستكمال الحرب لهذا سقط هو الأخر أرضا يحاول أخذ أنفاسه....




كان الأمر قد انتهى واستطاع الجيش السيطرة على جيش روبرت بالكامل....خلال ذلك كان مارلين ينظر لجسد ساب المستلقى أرضا بزهول لا يفعل شئ...إلى أن استفاق من غفلته وأسرع تجاه ساب وهو يبكى كطفل صغير فقد أخر أمل له بالحياة....



وهو يقول بفزع:أرجوك...ارجوك لا تمت...ارجوك لا ترحل...أرجوك ساب....ساب ارجوك لا تتركنى....كان مارلين يمر بنوبه هستيريه وهو يتحدث بسرعه كبيره ويبكى بقوة.... 




وهذا لا يساعد ساب الذى يحاول أخذ أنفاسه بصعوبه فجرحه عميق...إلا انه حاول تهدئت مارلين حتى يستطيع مساعدته قائلا: مارلين فالتكف عن البكاء واستمع لى جيدا....الأن ستساعدنى بالوصول لأحد الخيم التى ساخبرها عنها...ثم ستذهب للبحث عن السيد ألفين والءى ستجده بخيمه الملك الأن يمتلك جسد عضلى ووجه ماكر بعض الشئ أخباره أننى قد أصبت....ولكن لا تخبر أحد غيره...كما لا تبحث عن طبيب....أفهمت ما قلته؟!.... 



إقترب مارلين منه وحاول لمس السيف المختبئ جزء منه داخل جسد ساب....إلا أن يد ساب منعته قائلا بألم:لا تحاول إخراجه لأنه سيجعل الكثير من الدماء تتدفق وحينها لن تستطيع مساعدتى...فقط قم بما أمرتك به...



أومأ له مارلين الذى حاول الهدوء حتى يستطيع مساعدة صديقه....وساعد ساب على السير الى ان وصلوا للخيمه المنشوده....وكم شعر ساب بداخله يحترق وهو يتحرك والسيف مازال بخصره...فهو 

رغم محاولته فى إزالته إلا أن بقائه أفضل لأنه 

يمنع تدفق الدماء بصوره أكبر.....كما أنه أرد إنهاء الأمر سريعا لهذا تحامل إلى أن وصل للخيمه....






ترك مارلين ساب داخل الخيمه وأسرع بالبحث عن المدعو ألفين...واستلقى ساب على الفراش بصعوبه ودمائه لا تتوقف....وكم تمنى بهذه اللحظه ان يلقى حتفه لعله يجد الراحه بموته....




كما بدأ يشعر أنه يغيب عن الوعى لهذا حاول أكثر من مرة أن يظل متيقظ وحاول نزع الخوذه حتى يستطيع التنفس براحه....وهو يركز بما سيقوله ل ألفين حين يأتى...هو يعلم جيدا ما هو مقدم علي فعله...ومن خلال علاقاته بجميعهم يعلم أن ألفين هو الوحيد الذى سيحتوى الأمر دون ان يخبر أحد....كما أنه يثق به للدرجه التى تجعله يخبره حقيقته دون ندم.....




خلال ذلك كان مارلين يبحث عن ضالته إلى أن وجد مجموعه من الرجال تخرج من خيمه الملك...فإقترب منهم ينادى إسم السيد ألفين بلهفه إلى ان وجد احدهم يقترب منه قائلا بتسأل:إنه أنا....



أمسك مارلين بيده يجذبه بعيدا عن الجميع فتعجب ألفين من امساك الفتى ليده بهذه الطريقه....الا أنه اتبعه حين لاحظ الفزع المرتسم على وجهه...وبعد ابتعادهم بدا مارلين يتحدث بتخبط قائلا:ساب لقد أصيب ولم استطيع مساعدته....الا أنه اخبرنى أن ابحث عنك....لقد فقد الكثير من الدماء....وانا لا استطيع مساعدته....



ظهرت الصدمه على ملامح وجهه ألفين وهو يقول بلهفه:وأين هو الأن؟!... اجابه مارلين وهو يهرول: اتبعنى...كان كلاهما يركضان بطريقه جعلت الكثير 

من الانظار تلتفت لهم....الا أن مارلين لم يكن عقله حاضر بهذا العالم ليلتفت لنظراتهم....وألفين لم يكن يفكر بنظرات الاخرين له بالماضى حتى يفكر بها الان...فكل ما يشغل باله الان هو انقاظ هذا الفتى قبل ان يلقى حتفه.....




وصل ألفين امام خيمته ودخل خلف الفتى فوجد ساب مستلقى على فراشه وهو مطعون بسيف فى خصره....والكثير من الدماء بدأت بالتشكل على الفراش.....فاسرع تجاهه وهو يلعن قائلا ل مارلين بحده:اللعنه اسرع بجلب الحكيم الأن....إلا أن ساب منعه حين امسك بيده قائلا:لا لن تفعل...واستمع لى جيدا لاننى لم اعد املك الكثير من الوقت....وصمت يحاول اخذ أنفاسه بعد الجهد الذى بذله بالحديث... ثم أكمل:الأن ستخبر احد رجالك أن يأخذ مارلين ويعيده إلى الديار سالما...ثم تعود لى سريعا لأنك إذا تأخرت سأكون قد مت حينها وسأكون شاكر لهذا التأخر..... 



لم يفكر ألفين مرتين بل اسرع بالخروج من خيمته وهو يجذب مارلين خلفه...وأخبر أحد رجاله بالاهتمام ب مارلين واعادته الى الديار....وكاد مارلين يعترض الا ان ألفين وبخه بحده قائلا:فالتنفذ ما قاله فما يعانيه الأن بسببك....



وتركه عائد لخيمته فوجد ساب يعانى لفتح عيناه فقال وهو يقترب منه:والأن ايها اللعين أخبرني بما على فعله....ظهرت ابتسامه مجهده على وجهه ساب المتعرق والذى يعانى ليأخذ أنفاسه وهو يقول:الأن ستمسك بهذا الشال ووضعه على الجرح لبعض الوقت حتى يتم ايقاف تدفق الدماء...ولكن قبلها قم بإشعال النار ووضع خنجر عليها حتى يحمر لونه....




بالفعل بدأ الفين بفعل ما يجب عليه فعله...وبعد القليل من الوقت إمتلا الشال بالدماء...إلا أن تدفقها قد قل وهذا جعل ألفين يتنفس براحه...وقام بإبعاد الشال ونظر ل ساب الذى يحاول أخذ أنفاسه بصعوبه قائلا: ماذا افعل بعد ذلك؟!...




تحدث ساب قائلا بصعوبه اريد ماء....قام ألفين مسرعا وجلب كوبا من المياه وحاول مساعده ساب فى تناوله دون أن يحرك جسده....ثم نظر ل ساب بحزن قائلا:هل تريد المزيد؟!...نفى له ساب وهو يقول بألم قد تمكن منه وقد شعر أنه قد اقترب من فقدان وعيه:الأن ستحاول نزع الدرع دون أن تمس السيف...

توقف ساب يحاول أخذ أنفاسه...إلا أنه يشعر بالألم كلما تنفس...كانت عيناه تدمع بسخاء وهو يكمل: ومن ثم ستجلب الخنجر الساخن جوارك...وبع....وبعض قطع القماش النظيف ان امكن....توقف ساب يبتلع ما بجوفه وهو يضغط على ضروسه حتى لا تنفلت منه صرخه بسبب شعوره بهذا الألم واكمل ببكاء وهو يغمض عيناه ويفتحها:حينها ستقوم بنزع السيف وكى المنطقه التى كان السيف بها...ثم تضع قطع القماش عليها ثم تقوم بلفها جيدا حتى لا يعود تدفق الدماء....كما ستقوم بفك الدرع من خلف ذراعى الأيمن....أنهى ساب حديثه وهو يشهق بقوة من 

شده الألم....



 



اقترب ألفين منه ليساعده بنزع درعه...إلا ان أيدى ساب المرتعشه والملطخه بدمائه أوقفته وهو يقول ببكاء يدمى القلوب وبأنفاس متلاحقه:أرجوك كن كما أظنك ولا تحكم على بما ستراه الأن....أنا فت...بدأت يد ساب بالإرتخاه وهو يحاول إكمال حديثه إلا أن لسانه لم يسعفه....وبدأ بفقدان وعيه ويفقد الشعور بكل ما يحيطه....ومن ثم سقطت يده جواره بتخاذل كما تخاذل جسده منذ قليل.... 





بدأ جسد الفين يتوتر حين فقد ساب وعيه....إلا انه يعلم أن هذا ما سيحدث بعدما فقد ساب الكثير من الدماء....لهذا تشجع وبدا بفك الدرع كما أخبره ساب بهدوء حتى لا يلمس الجرح.....ولكن حين أبعد الدرع عن جسد ساب....وكاد يلتفت لجلب ما سيستخدمه حين ينزع السيف....توقفت أنفاسه وهو ينظر لجسد ساب بزهول....وحينها سقط الدرع من يده بدون وعى منه...وهو لا يصدق ما تراه عيناه....ف ساب الذى يصارع الموت أمامه إمرأة وليس رجل.....




#يتبع...


النهايه على الأبواب وقد اقترب الوقت من كشف الحقائق لهذا فالتربطوا على قلوبكم فالألم قادم وبقوة والخسارة أكبر مما تتوقعون لأن هذا هو الواقع حين نسقط تكثر الخيبات ممن نستمد منهم تلك القوة المزيفه التى نتباهى بها أمام أرواحنا المحطمه  لهذا سؤالى لكم يا ساده كيف ستكون نهايه سابين؟!....


الى هيقول اجابه صحيحه او مقاربه للصحه على سؤالى مكفائته هتكون انى احرقله الجزء الى يحب يعرفه بالفصول القادمه