الفصل الحادى والثلاثون - ظلمات حصونه
الفصل الحادى والثلاثون
خرج الطبيب من غرفة الكشف الموجود بها "زينة" ليُسرع الجميع ويلتفوا حوله وهم يشعرون بالخوف والقلق ، ولكن كلا منهم كان لديه مخاوفه الخاصة ف "هاشم" و"لبنى" يشعران بالخوف من أن تكون "زينة" قد تأثرت نفسيا مما أستمعت إليه منذ بداية هذا اليوم ، بينما "إياد" و"مالك" كانت مخاوفهم أكبر ، يخشيان أن تتأذى "زينة" أذى نفسى يؤثر عليها وعلى طفلها ، ليدرك "إياد" حجم الكارثة التى سيقعوا فيها إذا ذكر الطبيب سيرة ذلك الحمل ، صاح "هاشم" موجها حديثه نحو الطبيب مستفسرا بلهفة :
_ طمنى يا دكتور بنتى عامله أيه ؟!
سرعان ما أجابه الطبيب مُحاولا تطمئنه رادفا بملامح غير أسية :
_ أطمن يا فريد بيه بنت حضرتك كويسه الحمدلله ، هى بس واضح إنها أتعرضت لصدمة أو مفاجأة مكنتش متوقعها ، أو حصلت حاجه زعلتها وهى مقدرتش تستحمل عشان كده أغمى عليها
تدخلت "لبنى" بالحديث بعد أن شعر الجميع بالراحة رادفة بأستفسار :
_ طب هى ممكن تروح معانا يا دكتور؟! ولا تفضل فى المستشفى أحسن
رد الطبيب على سؤالها مخبرا إياهم عن الأمر الأفضل لها رادفا بنصح :
_ والله هو من الأفضل إنها تروح البيت ، بس أهم حاجه الراحة التامه عشان الجنين ميتأثرش بحاجه
وقعت تلك الجملة الأخيرة على الجميع كالصعقة بداية من "إياد" الذى أغمض عينيه بضيق وإنزعاج فقد حدث الشيء الذى كان يتمنى أن لا يحدث أبدا ، مرورا ب "مالك" الذى تسمر مكانه من شدة صدمتة وشعوره بالخذى والندم فى أنن واحد وكان الكهرباء قد ضربته ، فالأن قد كُشف أمرهم أمام الجميع ، بينما شعر "هاشم" وكأم هناك صاعقة ما قد ضرب عقلة وجسده معا لينظر بصدمة نحو "لبنى" التى لم تقل صدمة عنه ، ليعود بنظره إلى الطبيب مرة أخرى رادفا بصدمة وإستفسار :
_ جنين مين؟!
ظن الطبيب أنهم قد تفاجوأ بالحمل ليس أكثر أو ربما تكون الأم نفسها لا تعلم ، ليجيبه بأبتسامة مُهنئة مُضيفا بنبرة أستفسار :
_ هو حضراتك متعرفوش إن المدام حامل!! دى داخله على ٦ أسابيع تقريبا
صمت "هاشم" وكأن هناك من عقد لسانه وظل ينظر بعينيه فى الفراغ ، سريعا ما تدخلت "لبنى" مُحاولة إنقاذ الموقف وعدم وضع "هاشم" فى موقف محرج رادفة بتوضيح :
_ أصلنا كنا مسافرين ويمكن كانت عملهالنا مفاجاة ، المهم هى والبيبى كويسين!!
أومأ لها الطبيب بالتأكيد على سؤالها رادفا بهدوء :
_ الحمدلله يا مدام بس أرجوا الأهتمام بيها أكتر من كده وحاولوا تعرفوا جوزها إن الزعل غلط عليها
أومأت له "لبنى" بالموافقة على حديثة رادفة بأبتسامة هادئة كى لا يُكشف أمرهم رادفة :
_ حاضر يا دكتور
سريعا ما أستأذن الطبيب غادر من أماهم لتحول "لبنى" نظرها نحو "هاشم" الذى لا يزال ينظر فى الفراغ وهو على نفس صدمته وغير قادرا على رفع عينيه من الأرض أو النظر فى وجه أحد ، وفجاة وبعد ثوان قليلة سريعا ما سيطرت ملامح الغضب والكراهية على وجه "هاشم" وكأنه تحول إلى شخص أخر يود أن يحرق العالم بما فيه ، ألتفت "هاشم" نحو باب غرفة "زينة" وأندفع مُتجها إليه كى يدخل لها وهو لا ينوى على خير، أوقفته "لبنى" وسريعا ما تشبثت فى ذراعيه مُضيفة بلهجة مُحذرة رادفة بنهى :
_ لا يا هاشم أعقل إحنا فى المستشفى ، متفرجش الناس علينا وكفاية اللى هى فيه!!
صاح "هاشم" فى وجهها بغضب زاجرا إياها على منعه من الدلوف رادفا بأنفعال ولهجة أمرة :
_ سبينى يا لبنى ، سبينى أدخل أشرب من دمها وأعرف الفاجرة دى حامل من مين؟!
كاد "إياد" أن يتدخل ويمنعه من الدخول ولكنه سبقة ذلك الصوت الباكى والنادم مُلفتا أنتباه الجميع صارخا بإنفعال وبكاء ، موجها حديثه نحو "هاشم" وكأنه طفل يُنهى من أمامه عن شيء ما رادفا بنحيب :
_ لا هى مش فاجرة ولا عمرها كانت فاجرة ، ولو فى حد يستاهل إنك تشرب من دمه؟! فالحد ده أنا
إندهش كلا من "هاشم" و"لبنى" من إنفعال "مالك" الغريب وبكائه الأغرب وقد خطرت لهم الكثير من الأفكار والتخمينات ولكنهم ظلوا صامتين كى يستموا لباقى حديثه ، بينما "إياد" نظر نحو "مالك" بفخر وأمتنان بأنه لن يترك "زينة" تتحمل نتيجة خطأئه هو ولم يحتمل أن يسمع عليها تلك الكلمة التى ألقاها والدها وذلك يُبين مدى حبه وعشقه ل"زينة" وندمه على ما فعله ، ليقترب "مالك" من "هاشم" ودموعه تتهاوى دون توقف أو تحكم منه مضيفا بندم وخذى :
_ زينة معملتش حاجه يا هاشم بيه ، أنا اللى عملت ، أنا اللى أغتصبتها غصب عنها ، أنا اللى بغبائى وسختها ووصلتها للموقف ده ، لو فى حد يستاهل الدبح فهو أنا
لم يستطيع "هاشم" السيطرة على نفسه عندما أستمع لجملة أن أبنته قد تم أغتصبها وهتك عرضها على يد ذلك الحقير الماثل أمامه ، ليندفع "هاشم" قابضا على رقبة "مالك" خانقا إياه بكثيرا من الغضب والكراهية رادفا بتوعد :
_ يا أبن الكلب يا واطى ، دا أنا مش هدبحك بس ، دا أنا هقطع من لحمك وأرميه للكلاب يا وسخ
سريعا ما تدخل "لبنى" و"إياد" مُحاولان إبعاد يد "هاشم" عن رقبة "مالك" قبل أن يُذهق روحه ، لتصيح "لبنى" موجهة حديثها نحو "هاشم" مُحاولة تهدئته رادفة بلهفة :
_ أهدى يا هاشم ، سيبه وأهدى وتعالى نفكر بالعقل
صرخ بها "هاشم" وهو لايزال قابضا على عنق "مالك" زاجرا إياها بحدة وغضب :
_ عقل أيه!! دا أنا هطلع روحه فى أيدى أبن الكلب ده
سريعا ما صاح "إياد" مُحاولا تهدئة "هاشم" وإبعاد قبضته عن عنق "مالك" رادفا بترجى :
_ أهدى يا عمى عشان خطرى ، أنت مش فاهم حاجه!! ، مالك بيحب زينة من فترة طويلة أوى واللى حصل ده كله كان سببه خطه أترسمت علينا كلنا وأنا نفسى كنت طرف فيها
رخت قبضة "هاشم" من حول رقبة "مالك" وسريعا ما حول بصره نحو "إياد" بعد سماعه إلى كلمة مخطط ليشعر بالغرابه رادفا باستفسار :
_ خطة أيه يا إياد؟!
أجابه "إياد" بعد أن شعر بالراحة لتأثر "هاشم" بما قاله رادفا بهدوء :
_ من يجى شهرين كده أو أقل جالى تليفون إن شقتى بتتسرق وإنهم عايزينى هناك ضرورى ، وفعلا نزلت من الشركة وروحت جرى على البيت ، وبمجرد ما دخلت لقيت حد حط منديل على وشى ومحستش بالدنيا بعدها ، مفقوتش غير عندى فى البيت ، زينة كمان على حد علمى كان جالها تليفون إن المرسم بتاعها بيتحرق وعشان كده أخدت تاكس وبعدها حصل معاها نفس اللى حصل معايا ومافقتش غير عندى فى الشقة ، مالك كمان وصلتله رساله إنى زينة عندى فى البيت وبنعمل حاجه مش كويسه مع بعض وفعلا جيه وشافنا وأحنا فى وضع مش كويس وفهمنا غلط
❈-❈-❈
وصل "مالك" أسفل بناية "إياد" وهو يشعر بعدم تصديق ما يفعله وما أُرسل إليه منذ قليل بتلك الرساله التى كان نصها "هى انسة زينة بتعمل أيه فى شقة إياد خطيب اختك؟!، حاول "مالك" أن يطمئن نفسه بانه سيصعد الأن وسيتأكد أن هناك خطأ ما وبالطبع لن تجرى الأمور مثل ما يصور له عقله
بينما بالأعلى يُحاول "إياد" فتح عينيه بثقل شديد ولكنه سريعا ما أستعاد وعيه وما جعله يقفز من مكانه هو وجود تلك العارية تماما بجانبه والتى لا يسترها شيء سوى المُلاءة المُلطخة ببقع الدماء وهى تنظر له بصدمة وكأنها غير قادرة على النطق أو الحركة ، فقط تنظر له وكأنها تُصارع عقلها راغمة إياه على أن يتوقف
انتفض "إياد" من مكانه وهو يشعر بنفس صدمتها، ولكن ما جعله يشعر بالتصلب بمكانه هو إدراكه بأنه عارى تماما لا يرتدى أية شيء ولا يستره سوى تلك المُلاءة الموضوعة فوق جسدهما هما الأثنان
حاول "إياد" إخفاء عورته بأستخدام تلك الوسادة وهو ينهض مُتجها إلى سرواله الداخلى الموضوع بنهاية الغرفة وهو لا يعلم ما الذى يحدث ، كاد "إياد" أن يرتدى سرواله الداخلى ولكنه تفاجأ بدخول "مالك" الغرفة ورؤيته وهو عارى الجسد بتلك الطريقة ،بينما "مالك" كان مُثبت نظره على تلك الجالسة بالفرش وهى تنظر له بنفس صدمتها غير قادرة على التفوه بأى شيء وكأنها بعالم أخر غير هذا العالم
تصلب "مالك" بمكانه من هول صدمته ، فذلك المشهد يحدث معه للمرة الثانية فى حياته ليشعر وكأن روحه تُغادر جسده وبالفعل هذا أقل ما يمكن أن يشعر به أمام حبيبته العارية بفراش خطيب شقيقته ويوجد بعض قطرات الدماء ليبتلع بغصة غير قادراً على تخمين ما قد يكون حدث بينهم
أستطاع "إياد" إرتداء سرواله وأتجه نحو "مالك" مُحاولا تفسير الأمر له ولكنه لا يعلم ماذا سيقول له او لتلك المسكينة التى تتوسد الفراش ليُعقب موجها حديثه إلى "مالك" رادفا بتلعثم :
_ ماالك..افهمنى..انا هشرحلك المو.....
ولكمة قوية من "مالك" إثرا عليها سقوط "إياد" أرضاً ليحول نظره إلى تلك الجالسه على الفرش ولا تستطيع أن تتحكم بتلك الدموع الذى أخذت طريقها فى الهبوط بصمت شديد غير مُدركة ماذا تقول وهى بالفعل لا تعلم ما الذى حدث ، لا تعلم سوى أنها قد تحطمت حياتها بأكملها
رمقها "مالك" بمزيج من نظرات الغضب والأشمئزاز بآنٍ واحد وهو يشعر بأنه قد خسر حبه بل خسر ثقته فى جميع البشر ليغمض عينبه بألم وغصة مُتجها نحو باب الشقة شارعاً فى الخروج من هذا المنزل بينما "إياد" حاول أن يوقفه ولكن دون فائدة ، ليتجه نحو تلك التى تجلس على الفراش واضعة وجهها بالأرض وتبكى بصمت ، ليتقدم نحوها مُعقباً بصدق :
_ والله العظيم يا زينة انا ما عملت حاجه والله العظيم ما لمستك ولا قربت منك الموضوع ده أكيد لعبة، انا جالى تليفون إن الشقة بتسرق جيت جرى واول ما دخلت لقيت حد بنجنى وصحيت لقيتك قاعده جمبى بس والله ما عملت حاجه
لم تكترث "زينة" بما يقوله فهى كل ما تتأكد منه انها نائمة بفراش رجلاً عارية تماما فاقدة عُذريتها وليس ذلك فقط بل رآها الشخص الوحيد الذى أحبته من كل قلبها وظنت أنها وجدت ضالتها به ليتحطم ذلك الحلم الوردى بتلك الفضيحة التى لا تعلم كيف ولماذا حدثت لتتعالى شهقتها مُعقبة بصراخ :
_ أطلع برا ، مش عايزة أسمع صوتك
تفهم "إياد" تلك الحالة التى وصلت لها وحاول تهدئتها وأحتواء ذلك الأنهيار وهو لأول مرة يشعر تجاهها بمشاعر عطف وحب أخوى رادفا بألم وحسرة :
_ زينة أهدى أبوس رجلك والله صدقينى انا معملتش حاجه و...
صاحت به زاجرة إياه مرة أخرى رادفة بصراخ :
_ بقولك براا ، اطلع براا
خرج "إياد" من الغرفة بينما نهضت "زينة" وسريعا ما أرتدت ملابسها وخرجت من المنزل بأكمله تحت أنظار "إياد" الذى يُحاول أن يجد تفسيرا لما حدث ولكن دون فائدة ، ليشعر بكثير من القلق مما سوف يحدث بعد ذلك
❈-❈-❈
تركت يد "هاشم" عنق "مالك" وظل يقف ناظرا نحو "إياد" ويبدو عليه ملامح الصدمة والإنكسار ، بينما أكمل "إياد" حديثه مُحاولا تهوين الموقف على "هاشم" والتقليل من غضبة وكراهيته ناحية "مالك" رادفا بتوضيح :
_ مالك كان غصب عنه لازم يصدق اللى شافوا وخصوصا إن مالك هو كمان عنده مشكلة نفسيه مرتبطه بالموضوع ده وعشان كده عمل فى زينة كده ، كلنا ضحايا لعبة وسخة أتلعبت علينا من حد عارفنا صح
تدخلت "لبنى"موجهة حديثها نحو "هاشم" وقد صور لها عقلها الكثير من السناريوهات والأفكار المُفزعة من مجرد التفكير بها رادفة بشك :
_ أنا حاسة إنى أعرف الحد اللى عمل اللعبة دى!!
سريعا ما حول كلا من "مالك" و"إياد" أنظارهم نحوها رامقين إيها بفضول لمعرفة من يكون ذلك الشخص ، قبل أن يتفوه أى أحدا منهم بحرف سبقهم "هاشم" مُقاطعا إياهم ناظرا نحو الفراغ مُضيفا بثقة وتأكيد :
_ هنااء
تقدمت "لبنى" خطوين لتصبح بجانب "هاشم" ، لترفع يدها وترلط على كتفه مُحاولة تهدئته رادفة بتمنى :
_ أهدى يا هاشم ، كل حاجه هتتحل إن شاء الله
أقترب "مالك" أيضا نحو "هاشم" ويبدو على ملامح الضعف والأنكسار نادما على فعلته الدنيئة رادفا بترجى :
_ جوزنى زينة يا هاشم بيه
رمقة "هاشم" بنظرة تقزز وإحتقار مُضيفا بضعف وإنكسار أمام الجميع رادفا بتهكم :
_ أجوزهالك عشان تستر عليها!! ولا عشان تفضل كاسر عينها طول العمر؟!
صاح "مالك" مُعقبا ببكاء وندم وهو يعى كل كلمة يقولها بل وفى الأساس كل كلمة نابعة من قلبه ، ليردف بحصرة وإنكسار :
_ لا جوزهالى عشان أنا بحبها بجد وممكن أموت من غيرها ، والله العظيم أنا مكنتش واعى للى حصل ده ، أزاى أكون بحبها وأعمل فيها؟! جوزهالى أبوس رجلك يا هاشم بيه ، أنا بحب زينة بجد
ظل "هاشم" ينظر نحو "مالك" بنظرات غريبه لم يفهمها الأخر دون التفوه بأية حرف ، بينما أدركت "لبنى" أن هذا هو الوقت المناسب لكى تفصح له عن ذلك السر الذى ظلت حابسة إياه فى صدرها منذ أكثر من خمسة عشرة عاما ، تفوهت "لبنى" موجهة حديثها نحو "هاشم" رادفة بهدوء :
_ هاشم ، أنا عايزه أتكلم معاك فى حاجه على إنفراض
حولت نظرها نحو "مالك" و"إياد" مُستأذنة منهم رادفة بأحترام وتقدير :
_ بعد أذنكوا يا جماعة
أومأ لها كلاهما بالموافقة لتصطحب "لبنى" "هاشم" وتبتعد عنهم كثيرا كى تحظى بكامل حريتها بالحديث ، صاحت "لبنى" موجهة حديثها نحو "هاشم" رادفة بترجى :
_ وافق يا هاشم ، أرجوك وافق
رمقها "هاشم" بخيية أمل وصدمة مما قالته وظل يطالعها ويُحاول أن يفسر كلامها بأكثر من طريقة ، أهى تنصحه ان يوفق كى لا تنفضح أبنته وتُشوه صوتهم!! ، أم إنها شامتة فيه وتشعر بالرضا من كل ما يحدث له وتريده أن يوافق كى تُكسر نفسه أمام "مالك" وتراه هو وأولاده وهم يُعانون أكثر!! ، أم إنها على حق وهو ليس أمامه خيارا إخر سوا هذا الزواج؟!
فهمت "لبنى" ما يدور فى عقل "هاشم" بالطبع وهذا الأمر غير صعبا بالنسبة لها ، هو ظل أكثر من عشرون عاما يفكر معاها بصوت مسموع وكانه يتحدث إلى نفسه ، فمن المؤكد أن تكون حفظت طريقة تفيكره وما يدور فى رأسه أيضا وهذا ركون سهلا من خلال النظر إلى عينيه ، لتبتسم "لبنى" بأستهزاء على ما يدور فى عقل "هاشم" منتشلة إياه من دوامة أفكاره رادفة بنهى :
_ لا يا هاشم ، مش بقولك وافق عشان أى حاجه وحشه من اللى بتدور فى دماغك ، أنا بقولك جوزهالوا لانه بيتكلم بجد ، هو فعلا مكنش فى وعيه وفعلا بيحب زينة
ضيق "هاشم" ما بين حاجبيه بأستنكار مُتعجبا من تلك النبرة الواثقة التى تتحدث بها "لبنى" رادفا بأستفسار :
_ وأنتى أيه اللى مخليكى واثقه أوى كده أنه مكنش فى وعيه وهو بيعمل كده
أبتلعت "لبنى" لتوتر وإرتباك مُحرجه مما ستتفوه به لتو ولكنها ليس أمامها خيارا أخر وهذا هو الوقت المناسب لتكشف أمامه ذلك السر المشترك بينهم ولا يعرفه أحدا سواها هى فقط ، لتردف "لبنى" بخجل وإحراج :
_ لأنك أنت شخصيا عملت نفس اللى هو عمله ومكنتش فى وعيك ولا حتى أفتكرت أنت عملت أيه احد دلوقتى
صُعق مما تفوقت به لتو ، ماذا تقصد بأنه هو الأخر فعل نفس الأمر!! ، أهى تعنى أنه قام بالأعتداء عليها وهو ليس بوعيه أيضا؟! ليصيح موجها حديثه نحوها رادفا بصدمة وزعر :
_ أنتى بتقولى أيه يا لبنى..؟! قصدك إنى..!!
أومأت له بحرج وخجل مما تبوح به لأول مرة فى حياتها ، وما زاد خجلها هو ما تذكرت انه حدث فى هذا اليوم رادفة :
_ أيوه يا هاشم ، أنت عملت معايا علاقة غصب عنى وأنت مش فى وعيك
جحظ "هاشم" عينيه بمجرد أن أكدت له ما كان يدور فى رأسه رادفا بصدمة وإستفسار :
_ أمتى الكلام ده حصل؟!
تنهدت "لبنى" وهى تقص عليه كيف ومتى حدث هذا الأمر مُستشهدة ببعض الحورات التى كان يتحدث معها عنها فى تلك اللترة رادفة بتوضيح :
_ من ١٥ سنة كده ، يعتبر بعد الحادثة ب خمس سنين ، كنت دايما تيجى تتكلم معايا وكانك بتكلم نفسك ، مره تعيط ، مره تتعصب وتضربنى ، مره تعد تتكلم لحد ما تنام وأنت أعد ، كتير أوى كنت بتيجى تشتكى من هناء وتضربنى وتقولى إن أنا السبب فى الجوازه دى وإنى لو مكنتش قتلت تهانى مكنش زمانك أتبليت بهناء ، ومن كلامك فهمت إن هناء بتمنع نفسها عنك وإنك مش عايز تعمل الموضوع ده فى الحرام ، عشان كده كنت بستحمل لما كنت بتضربنى وكنت بلتمسلك العذر ، لحد ما جيه يوم كنت أتمنى إنك تقطع من لحمى ولا إنك تعمل اللى أنت عملته ده
تحذير المشهد القادم مشهد جرئ للبالغين فقط ووجوده مهم فى الرواية ، أنا غير مسؤلة عن أى أحد يستغل المشهد بصورة أخرى ، كل شخص يتحمل ذنب نفسه وإذا كان المشهد من المشاهد الذى لا تعجبك أرجوا تخطيه
❈-❈-❈
فى إحدى الفيلات الخاصه بالطبقه العُليا بمحافظة الاسكندرية كانت تجلس فى هدوء تام وعزله لا تُحاول الاختلاط بأى أحد ولا حتى تُفكر بالهروب من ذلك المكان لانها تعلم أنه سيستطيع أن يجدها مرة أخرى ، وأيضا كيف لها أن تهرب من كل هؤلاء الرجال الذين يُحاوطون المنزل من جميع الجهات ، لو كانت تستطيع أن تخبرهم إنها حبيسة هنا تدفع ذنب أشخاص أخرى لكانت فعلت ، ولكنها لو كانت تستطيع الكلام ما كانت لتكون هنا من الأساس
قطع ذلك الصمت دلوف "هاشم" إلى الغرفة لتفزع هى وتنتفض فى مكانها ، فهى لم تشعر به عندما جاء إلى الفيلا ، أم إنها أصبح مُعتادة على وجوده لهذا لم تنتبه لصوت الباب وهو يفتح ، بينما "هاشم" كان يبدو غريبا هذه المرة!! هى لأول مرة تراه بهذه الهيئة الغير مرتبتة تلك؟!
دلف "هاشم" إلى داخل الغرفة وهو يترنح بعد إتزان وكانه سيسقط على الأرض فى أية لحظة ، ليتقدم ويجلس بجانب "لبنى" ويبدو عليه ملامح الهم والأستياء رادفا بثمالة :
_ أنا مش عارف أعمل فيكى أيه يا لبنى!! ، أنتى السبب فى كل اللى أنا فيه ده ، أنتى اللى قتلتى تهانى وأضطرتينى إنى أتجوز هناء وأعيش معاها زى الميت بالظبط
صدمت "لبنى"عندما أكتشفت أنه ثمل خاصة بعد أن أشتمت رائحة الخمر الذى تفوح من فمه فهى أول مرة تراه فيها وهو ثمل ، بل أو مرة تعرف فيها أنه يشرب الخمر ، زاد "هاشم" صدمتها عندما بدأ فى الحديث دون وعى منه أو إنتباه على ما يقول رادفا بمزيد من الثمالة :
_ هناء بتحوش نفسها عنى يا لبنى ، مش بتخلبنى ألمسها أو أنام معاها ، بتقول إن شرف عايش جوها وإنها مش قادره تتقبلنى ، طب أتجوزتنى ليه؟!
رمقها بنظرات تفحص وشك رادفا بأستفسار :
_ أوعى يكون شرف عايش جواكى إنتى كمان؟! ، طب وأنا عايش جوا مين!! ، هى مش عايزانى أقرب منها ، وأنتى مينفعش أقرب منك لأنك عدوتى ، طب أعمل أيه!!
هز راسه بنهى وهى يُكمل حديثه الغير واضح مقصده يالنسبة بها رادفا بثقل :
_ أنا جوايا نار.. محدش حاسس بيها ، بس أنتى يا لبنى اللى ولعتى النار دى جوايا
حول نظره سريعا نحوها لدرجة إنها فزعت من سرعته ، وما زاد فزعها هو تلك النظرة الماكرة التى أندلعت من عينيه وهو يُطالعها بتفحص رادفا بخبث :
_ وزى ما كنتى أنتى السبب فى إن النار دى تقيد!! ، هتبقى السبب فى إن النار دى تطفى
سريعا ما نهض "هاشم" من مكانة وبدأ فى خلع سترته وفك أزرار قميصه ، بينما ظنت "لبنى" أنه سيقوم بضربها كعادة كلما ياتى مهموما بسبب "هناء" ، ولكنها تفاجأت حينما وجده لم يكتفى بخلع قميصه وحذامه ، بل وخلع بنطاله أيضا ليظل أمامها بسروله الداخلى فقط
أدركت "لبنى" أخيرا ما ينوى عليه "هاشم" بل وبدأ فى تنفيذه أيضا لتضربه فى صدره وتدفعه بعيدا عندها مُحاولة الهرب من بين يديه ، ولكنه سريعا ما قبض عليها وألقاها على الفراش مرة أخرى رادفا بتوعد :
_ مش هتعرفى تهربى منى يا لبنى ، مش هسمحلك بده
هجم عليها وأخذ يفطع سيابها وهو يلهث كالوحش المُتعطش لدماء فريسته وسريعا ما قد غاف عقلة تماما وتحكمت فيه تلك الشهوة التى أندلعت فى عروقه بمجرد أن وقعت عينيه على جسدها البض بداية من عظمة ترقوتها مرورا بنهديها الممشوقين وخصرها المنحوت ومؤخرتها المُلتفة وفخذيها الممتلئين ، ليسيل لُعابه وكأنه أول مرة له أن يرى أنثى عارية فى حياة ، بينما ظلت "لبنى" تصرخ وتُحاول إفاقته وهى تُدارى مفاتنها بيدها ولكن دون فائدة ، ماذا عليها أن تُدرى وهى عارية أمامه بالكامل!! ، حتى أنه قد ألقى ذلك الغطاء بعيدا كى لا تُغطى نفسها به
لا تدرى متى أستطاع أن يتخلص من سرواله الداخلى وأصبح أمامها عارى الجسد تماما ويبدو عليه أنه فى قمة إنتشائه ، لتهز رأسها بهسترية وهى تصرخ وتدفعه مُحاولة إيقافه ، بينما قبض هو على كفيها وسريعا ما دفعها كى تتوسط الفراش مُلقيا بثقل جسده فوق جسدها مُثبتا يدها فوق رأسها بيدا واحدة مُطالعا إياها بنظرة تصرخ بالشهوة والرغبة مُضيفا بضعف :
_ أنا محتاجك أوى يا لبنى ، محتاجك ومش محتاج حد غيرك
صرخت به ناهية إياه عما هو على وشك أن يفعله مُحاولة جهله يعود لرشده أو لتحدث مُعجزة ما تبعده عنها ولكن فات الأوان ولم يعد صراخها يؤثر فيه وبرمشة عين كأن مُخترقا إياها وكأنه لا يستمع إلى بكائها وصراخها
بدأ بالدفع داخلها براحة وإرتياح وكأنه كان يحمل كل عبء العالم على أكتافه ولتوه الأن أستطاع أن يتخلص منه ، لم تكن دفعاته قاسية أو حادة بل كانت هادئة ومريحة وكأنه لا يريد أن يأذيها ، فقط يريد أن يتخلص من هذا الكبت الذى ظل يحبسه بداخله منذ سنوات غير مُنتبها لتلك العلاقة المُحرمة التى يرتكبها دون وعى منه أو إنتباه ، دفن وجهه فى عنقها وكأنه ذاب فى سحر جمالها ولا يفعل شيء سوى أنه يقوم بإخراج تلك الرغبة التى بداخلة رادفا دون وعى منه :
_ متسبنيش يا لبنى ، أنا محتاجلك أوى ، أنا مش عايز أؤذيكى أنا تعبان ومش عايز أعمل كده مع حد غيرك
ظلت تُحاول أن تتفلت من بين يده وتتلوى بجسدها مُحاولة إبعاده عنها ولكن دون فائدة فهو كان مُسيطرا عليها بشكل لم تكن قادرة حتى على أن تحرك خصرها ، بعدها لم يكن عليها سوى الأستسلام لما يفعله والتجاوب معه أيضا وهذا الأمر خارج إرادتها ، تلك الرغبة الذى أمتلكتها وسيطرت عليها وهذا الأمر طبيعيا أن يحدث بسبب تأثير ما يفعله بها ، بالإضافة لكونها هى الأخرى لم تقم بتلك الممارسات منذ سنوات ولهذا كان تأثره قوى بالنسبة لها
ظلت تتنفس بثقل وكأنها تُصارع للحصول على بعض الهواء وهو يتحرك بداخلها بتلك الطريقة التى لا تشعرها سوى بالمتعة والراحة على الرغم من رفضها لما يحدث ونفورها لتلك العلاقة المحرمة إلا إنها مستمتعه بما يفعله وهذا بسبب الفطرة ليس أكثر ، ظل يدفع بها وهو يتشبث بها أكثر هامسا بأذنيها مُضيفا بلهاث :
_ أنا مش عايز أقتلك يا لبنى ، مش عايز أتحرم منك ، كل مره بحاول أقنع نفسى بحجة شكل عشان مقتلكيش ، مش عارف أنتى عملتى فيا أيه!! أو أزاى وصلتينى لكده؟! بس ..
أنتفض جسدهم بسبب زيادة سرعته الغير مؤلمة بالنسبة لها وقارب هما الأثتان على الوصول لخلاصها ، ليزيد من تشبثه بها مُتمتما داخل أذنها رادفا بصدق :
_ بس أنا حبيتك غصب عنى يا لبنى
كم كانت لجملته تلك تأثيرا قوى عليها لينتفض كلاهما معا مُعلنين عن وصولهم إلى خلاصهم ، لتغادر فم كلا منها صرخة مُعبرة عن راحتهم
صمت كلا منهما لعدة دقائق ، كان "هاشم" يُحاول تنظيم أنفاسه وأستعادة إتزانه ، بينما "للنى" كانت تفكر فيما فعله "هاشم" وما قاله أيضا لتتهاوى دموعها فى ألم وصمت ، وما هى إلا ثوان حتى نهض "هاشم" وأرتدى ملابسه وخرج من المنزل بعدم إتزان مُستقلا سيارته بصحبة سائقه الخاص مُنطلقا نحو منزله تاركا إياها تبكى وتنتحب بسبب ما فعله معها غير مُصدقة ما حدث وأنه قد مارس تلك العلاقة المحرمة معها وهى حتى لم تستطيع أن تمنعه
❈-❈-❈
_ فضلت فترة طويلة خايفة إنك تيجى تانى ، كنت خايفه تيجى وتكررها مرة تانية ، أو تيجى وترمى الذنب عليا وتضربنى!! بس لما لقيتك جيت المرة اللى بعدها ومتكلمتش فى حاجه ، فهمت وقتها إنك مفتكرتش اللى حصل وإنك عملت كده بسبب تأثير الخمرة عليك
كان "هاشم" يستمع إلى حديثها بصدمة وغضب من نفسه ، هو كان يأتى برأسه خيالات كهذه ولكنه ظن إنها كانت حلم ، لم يكن يتوقع أنه بالفعل أغتصب أرملة شقيقه الميت!! كيف له أن يفعل هذا الشيء؟! أين كان عقله حينها!! كيف لم يُسيطر على نفسه!! كيف هان عليه أن يُمترس مثل تلك العلاقه المُحرمة والمكروهة؟!
رمقها "هاشم" بكثير من النظرات التى لم تستطيع أن تُفسرها فمنها نظرات خجل وخذى على فعلته المقززة تلك ، ومنها نظرات غضب وكراهية من نفسه ، ومنها نظرات يأس وإنكسار بسبب ضعفة قلة حيلته أمامها ، ألتفت "هاشم" نحو "مالك" و "آياد" مرة أخرى ، لتدرك "لبنى" أنه قد أستسلم للموافقة على طلب "مالك" وأيضا لم يعد قادرا على الوقوف أمامها والتحدث معها
لحقته "لبنى" متجهة نحو "مالك" الذى أعتدل فى وقفته بمجرد أن رأهم وكانه يسألهم عن قرراهم وعينيه تصرخ بالهفة والأنتظار ، لتأخذ "لبنى" تلك الخطوة بدلا عن "هاشم" مُنقظة إياه من هذا الأمر المُحرج موجة حديقها نحو "مالك" رادفة بهدوء :
_ أدخل يا مالك أطمن على مراتك
نظر "مالك" نحو "هاشم" بلهفة أكبر وكأنه ينتظر منه الأذن ليحرك له "هاشم" رأسه مُعلنا عن موافقة وسريعا ما أبتعد من أمامهم ، ليتنهم "مالك" بسعادة وراحة وكأنه الأن أستطاع أن يأخذ نفسه ، بينما ألحقت "لبنى" ب "هاشم" خوفا من أن يحدث له مكروها ما
تقدم "إياد" نحو "مالك" رابطا على كتفه مُهنئا إياه رادفا بود :
_ مبروك يا مالك ، أدخل أنت دلوقتى لزينة وحاول تهون عليها وأنا هروح أشوف عمى هاشم ، الصدمة كانت شديدة عليه جدا
أوما له "مالك" بالموافقة على ما قاله "إياد" رادفا بأهتمام :
_ ماشى وأبقى طمنى
_ حاضر
وافقه "إياد" وسريعا ما غادر وألحاق ب "هاشم" للأطمئنان عليه وعلى "جواد" أيضا الذى لم يأتى حتى للأطمئنان على شقيقته مما أثار خوف "إياد" وقلقه
يتبع . . .
الفصل بأمانه ٣٧٠٠ كلمة مليان تعب أعصاب وهلكنى وأنا اصلا مش مستحمله
من غير حلفان إن شاء الله فى فصل جديد فى خلال يومين تلاته بالكتير
الفصل ده كان ٣ او ٤ مشاهد بس بصراحه مقدرتش لان اللى بعد ده كان إنهيار جواد وبصراحه مرضتش أكروته عشان ياخد حقه صح
ملاحظات
لبنى مش سهله لبنى غصب عنها لانها هى كمان إنسامه وعندها إحتياجات زيها زيه ورغم كل مُحاولتها فى منعه إلا إنها مقدرتش لأن قدرته الجسديه تفوقها بمراحل وبردو منناس الفطرة اللى غصب عنها لعبت معاها دور كبير
هاشم مكنش يعرف انه عمل كده فى لبنى لان دى كانت أول مرة يشرب وعشان هو روح على طول لما صحى وغضل يفتكر حاجات بسيطه من اللى حصل أفتكر أنه كان حلم
هاشم بيحب لبنى من زمان بس كان بيكابر
لبنى كانت عارفه من زمان انه بيحبها بس كانت بتقنع نفسها أنه مجرد إحتياج مش أكتر