-->

الفصل السادس عشر - أشواك وحرير




الفصل السادس عشر


 "العسل شئ، وثمن العسل شيئٌا آخر "



صف "مالك" سيارته أسفل بناية "روان" في أحد أحياء مدينة نصر...ابتسمت له بود ثم لوحت بكفها مودعه إياه، فمنعها ندائه من الخروج :


_روان..استني عاوزك.


ألتفتت إليه ببسمتها التي حملت بعض التساؤل :


_نعم


نظر إليها بقوة مفكرًا في كيفية صياغة حديثه القادم والذي من المؤكد لا يعلم برد فعلها تجاهه...تحاشت النظر إليه بسبب عينيه منصبة التركيز نحوها، وسألته بإهتمام :


_خير يا مالك؟..أنت عاوز تقول حاجه؟


_بصراحه يا روان...أنا مستعجل وعاوز اكتب الكتاب.


تجمدت ملامحها، وكأنها لم تستمع لحديثه بسبب شعورها بغرابة طلبه...صمتت قليلًا لتفكر تحت أنظاره المترقبة والتي أصابتها بالإرتباك...حمحمت منظفه حلقها ثم أجابته بثبات وتعقل :


_مش بدري الخطوة دي؟...إحنا لسه منعرفش بعض غير من شهرين، وحتي مكناش بنتكلم كتير... إزاي عاوزنا نرتبط وإحنا لسه مش عارفين إذا كنا هنتفاهم ولا لا؟...إحنا لسه قدامنا فتره خطوبه بلاش نستعجل!


تفهم من حديثها أنها لا مانع لديها من فسخ الخطبة وأنها من تلك الفتيات اللاتي لا تبالي بذلك الشئ فأردف بهدوء كي يُطمئنها أو ربما يرضي رغبته الذكورية :


_أنا وحبيبه كتبنا الكتاب بدري علشان نكون علي راحتنا، واتجوزنا بسرعه، وعمري ما زعلتها أوعدك إنك مش هتزعلي أبدًا وأنتي معايا!


لم تفهم بالضبط ما يرمي إليه بحديثه عن زوجته الراحلة " فهل يقصد بكلامه أي شئ؟!... أم أنه مجرد حديث عفوي منه؟ "...لم تتأكد سوي أن فطرتها الأنثوية لم تستساغ ذلك الحديث...كتفت ذراعيها أسفل صدرها، وشملته بنظراتها المتفحصة، ثم سألته بنبره عدائيه شعر لها بالتعجب :


_يعني إيه نكون علي راحتنا؟!


قرر التوضيح لها حتي تهدأ فربما فهمته بطريقة خاطئة :


_أنا قصدي يعني نخرج براحتنا نتكلم براحتنا، واحس إني مسؤول ومهم في حياتك، وكمان هنتعود علي بعض أكتر!


لم تقتنع بأسبابه الواهية التي ذكرها "فعن أي راحه يتحدث، وهم يتسامرون في الهاتف كل ليله بالإضافة لخروجهما معًا منذ قليل! "...صمتت قليلًا لا تدري ماذا تفعل حتي لا تتهور فلم يسبق لها أن تعرضت لمثل تلك الأمور...مد كفه يتحسس وجهها بنعومة بظهر يديه فأنتفضت من مكانها بعنف؛ وصفعت كفه بغضب حتي أنه اصطدم بظهر الكرسي :


_اوعي مره تانيه تفكر تلمسني...أنا مش واحده جايه من الشارع علشان خطبتها تسمح لنفسك تلمسها كل شويه!


أصابه الضيق من عدوانيتها؛ ولعن غباؤه عدة مرات فبدلًا من محاولته استمالتها قد خرب الأمر تمامًا، رفع كفيه في مواجهتها حتي يهدأها ففجأته هي بحديثها المندفع مرة أخرى مشيره بسبابتها في وجهه بتهديد :


_اوعي تكون فاكر علشان اتخطبنا تعمل اللي أنت عاوزه، لو فاكر إني واحده زباله اتفضل خد دبلتك ونفضها أحسن!


همت بخلع دبلته فأمسك بكفها مسرعًا حتي يمنعها؛ مما جعلها تنظر له بشزر وأردف مدافعًا عن نفسه :


_أنتي فهمتيني غلط والله ما أقصد اللي في دماغك ده...أنتي غاليه أوي عندي مش رخيصه ولا أي حاجة من الهبل اللي قولتيه ده...تصرفي كان عفوي لما لقيتك سرحتي مني!


هدأت قليلًا حينما استنبطت الصدق من حديثه، ولعنت تسرعها الدائم وتهورها في مواجهة الأمور...أتاها صوته العميق مخبرًا إياها بهدوء :


_تصبحي علي خير 


أدار محرك السيارة استعدادًا للرحيل بدون أي حديث مما يعني طلبه الصريح لها لتغادر سيارته...رمقته مطولًا ثم أمسكت بحقيبتها، وأسرعت متجها نحو شقتها...بعد مرور بضع دقائق أرتمت علي سريرها تحلل الموقف بأكمله "هل أخطأت برد فعلها المتهور؟!...أم فعلت الصواب حتي توقفه عند حده مبكرًا قبل أن يتمادي معها؟! " فهي تعلم بتلك التجاوزات التي تتم بين المرتبطين...هذا الأمر يشعرها بالقرف والدونية!...أمسكت بهاتفها المحمول حتي تعتذر له عن أسلوبها الحاد معه لا علي موقفها فلم يرد كررت فعلتها مرة أخرى فأتاها ذاك الرد الآلي بأن الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح....نظرت إلى الهاتف بين يديها بصدمه " فبماذا أخطأت حتي يقابلها برد فعله العنيف هذا؟! "...ألقت بهاتفها بعنف علي الأريكة، وشرعت بإستبدال ثيابها حتي تنتهي من أعمالها المتراكمة والأهم لديها من أي شئ الآن!


❈-❈-❈



أمسك "مازن" بفنجان قهوته مستندًا علي سور شرفة غرفته، يطالع الفراغ أمامه بصمتٍ شديد أخذ يفكر في ذلك القرار المتهور الذي اتخذه بتعجل "فما هو ذنبه حتي يتحمل فعل غيره؟! هو لم يطالبها بحبه! "...أخبره شيئًا ما بداخله لم يدري ما هو بأن الحب ليس بأيديهم حتي تمنع نفسها من حبه فلو كان برغباتنا لكان تخلي عن حبه لابنة عمه منذ سنوات!...تذكر وعدها له بأنها لن تخذله أبدًا وستحاول جاهده من أجل إسعاده معها! في المقابل عليه أن يحاول هو الآخر معها، وإن لم تستطع أن تفي بوعدها معه ستعفيه هي من إرتباطهما حتي لا تعرضه للحرج!...ارتاح قليلًا عند تلك النقطة خاصة وأنها صديقه لابنة عمه سيُريها كم هو برع في تخطيها وأنها لم تكن أبدًا بتلك الأهمية والقيمة لديه فلابد أن يسترد جزءًا من كرامته التي دهستها تحت قدميها!...لمح بطرف عينيه ظلٌ في الشرفة المجاورة له فعلم أنها لمعذبته خاصة مع رائحتها الطاغية التي امتزجت بنسيم تلك الليلة الشتوية الباردة...أدار عينيه في اتجاهها فرأي إحمرار وجنتيها وأنفها ظنها للوهلة الأولى بسبب برودة الجو القارصة فبدت له كتفاحة شهيه جاهزة للقضم، ولكن تبين له العكس حينما وجدها تمسح عينيها بطرف كمها ففهم أنها تبكي!.. شعر بالغرابة، والقلق من حالتها تلك فلا يوجد  لديه سببٌ واضح لبكاؤها...تذكر أنهم في فترة قريبة لإمتحانات نهاية الترم فتفهم سبب مزاجها العكر ونوبة إكتئابها في ذلك الوقت من كل عام بسبب خوفها من الرسوب!..هم بالتقرب منها حتي يواسيها فتفاجئت هي من وجوده التي كانت تجهله؛ دلفت للداخل مباشرة شاعره بالحرج والضعف من رؤيته لها تبكي، لا تعلم لما أصابها ذلك الشعور لأول مرة فلم تكن تخجل منه ولا من البكاء أمامه من قبل؛ لا تدري لم وصل بهما الحال إلي ذلك المطاف فبالرغم من عدم خصامهما الصريح، والتظاهر أمام بعضهما البعض بأن كلُ شيئًا علي ما يرام إلا أن كلاهما يعلم تمامًا أن تلك العلاقة ما هي إلا كلوحٍ زجاجي يتعاملا من خلاله بحذر وحرص شديدان حتي لا يتهشم فشئٌا ما قد كُسر بداخلهما ولن يعود إلي سابق وضعه أبدًا!...بدلت ثيابها بثياب مريحه فضفاضه واتجهت لسريرها حتي تخلد للنوم؛ فالربما تستيقظ باكرًا لتذاكر إحدى المواد المتراكمة عليها، بينما هو شعر بالضيق من ذهابها مسرعه حينما وجدته...وتذكر حديثها لخالها بأنها لا تحتاج لأحدٌ منهم بجانبها؛ اعتلاه الغيظ والغضب "ألهذه الدرجة لم تعد تطيق رؤيته! "...بقي في مكانه يطالع شرفتها بصمتٍ شديد حتي تأكد أنها خلدت للنوم، تردد قليلًا في فعلته القادمة، ولكن سرعان ما حسم أمره بأنها لن تتكرر مجددًا...قفذ إلي شرفتها بحذر شديد خوفًا من السقوط من تلك المسافة المرتفعة نوعًا ما، وكما توقع لم تغلق الباب الزجاجي للشرفة بعناية فتمكن من فتحه بسهوله...كانت تلك المرة الأولى التي يسمح لنفسه بمراقبتها وهي نائمة، اقترب من سريرها ببطء شديد حتي لا تستيقظ، وجلس بجانبها علي السرير لاحظ كم الإرهاق البادي علي وجهها فرق قلبه لها، وشعر بالشفقة تجاهها...هو متأكد تمامًا من كونها تعاني بسبب وحدتها الآن وسفر والدتها الدائم! لم يرد أبدًا أن يصل بهما الوضع إلي ذلك المطاف حتي بعد رفضها إياه فمهما يكن ستظل ابنة عمه شاء أم أبى...مسح علي خصلاتها بحنو وأردف بتساؤل يائس :


_يا تري هتعملي إيه لما تعرفي؟


صمت قليلًا يتطلع في ملامحها المجهدة بتمعن؛ يشعر وكأنها ليست علي ما يرام، ولكنه لا يدري كيف يواجهها بما أخبرته به "ميرنا" فهو لا يعلم مدي صحته، ما يتأكد منه فقط أنها تعاني بسبب صديقه!


_مش عارف أنتي عاوزه توصلي نفسك لإيه؟...مش كفايه اللي ضيعتيه؟!


دثرها تحت الغطاء جيدًا حتي لا تتعرض للبرد، وقبل رأسها بدفئ هامسًا لها بهدوء وكأنها تسمعه :


_ لازم كل واحد يشوف حاله بقي كفايه اللي ضاع مننا إحنا الأتنين، وأوعدك إني هحاول انساكي يا بنت العم!



❈-❈-❈


بعد مرور يومين 


أضائت "ريهام" انوار حجرة ابنتها الكبري ثم مصمصت شفتيها بإمتعاض حينما وجدتها تحتضن فراشها بتخمه شديدة، اقتربت منها وهزتها ببعض الخشونة :


_بت يا رنا...اصحي قومي.


تمتمت الأخيرة بتذمر فوبختها والدتها بنبرة مرتفعه حملت الكثير من الضيق والغضب :


_ما تقومي يا بت قامت قيامتك هفضل اصحي فيكي ليل ونهار!


أعتدلت "رنا" في فراشها، ودلكت رقبتها بإجهاد ثم سألتها بإنزعاج وتمرد اتضحا في نبرتها :


_خير يا ماما فيه إيه؟!...هو أنا مش هعرف أنام؟


_جتك مو يا أختي، هو أنتي يا بت بتعملي إيه علشان كل النوم ده؟!... أنتي مش زي المحروسة بتاعة مصر اللي ملاحقه علي تلت وظايف قد كده؟!


وضعت الأخري يدها على وجهها بيأس من حديث والدتها الذي لا ينقطع حول "روان" وكراهيتها الواضحة لها بدون أسباب!...غيرت "رنا" دفة الحديث علها تثني والدتها عن التكهن بإبنة عمتها :


_نمت متأخر وصحيت روحت الجامعة ورجعت ومش قادرة قولت اريح ساعتين...كفرت أنا يعني؟


وضعت يديها في خصرها، وحركت جسدها بحركة سوقيه ثم سألتها بتهكم :


_ونايمه متأخر ليه يا عين أمك؟!...تلاقيكي سهرانه تحبي في ابن سهير!


شعرت "رنا" بالحرج فوضعت احدي خصلاتها الشاردة خلف أذنها، ونكست رأسها لأسفل ثم أردفت :


_يا ماما ميصحش الكلام ده...يحي خطيبي ومفيش بيني وبينه غير كل إحترام وأدب.


_خطيب إيه؟...اتوكسي علي خيبتك يا فقر، أنا الجوازة دي مش عوزاها اشمعنا بنتي أنا تاخد واحد صاحب قهوة، وبنت سهير تعيش وتتنغنغ في الملايين مع بتوع الشركات!


زفرت "رنا" بسأم من ذلك الحديث الذي لم ولن ينتهي أبدًا؛ تأمل بداخلها أن ينتهي خطيبها من منزلهما بسرعة حتي تتزوج وتفر هاربة من ذلك البيت... تقسم أنها إن خرجت منه لن تعود إليه مهما كلفها الأمر!


_هو أنا مش هخلص من الحوارات دي؟...أنا بحب يحي وهو بيحبني فخلاص عاوزه إيه؟


لكزتها "ريهام" بعنف في ذراعها حتي كاد أن يختل توازن الأخري، وتسقط علي الأرض :


_حب إيه يا بنت ****** أنتي، ما هو أنا لو كنت عرفت أربيكِ مكنتيش تتجرأي تقولي كده قدامي!...جايه تقلدي المفضوحة روان في قلة الأدب وبس؟!..معرفتيش تكوني زيها!


هبطت دموعها الساخنة علي وجنتيها بقهر فهي لا تنفك تذكرها بفشلها الدراسي، والمهني بل والعاطفي أيضًا مقارنة بالأخري...سمعا صوت والدها بالخارج يعلن عن وصوله فتنفست الصعداء، مما جعل "ريهام" تنظر لها بغل، وخرجت صافعةً الباب خلفها بتوعد لإبنتها وابنة عمتها ألا تتم تلك الزيجة مهما كلفها الأمر!!



❈-❈-❈



علي طاولة الإجتماعات بشركة "مالك نصار وصديقه مازن المحمدي" أتفق كلا منهما بالإضافة لأغلبية المسؤولين عن الشركة بالمشاركة في إحدي القري السياحية كمساهمين في رأس المال شركاءًا لإثنين من غيرهم من الشركات الكبري إحدي الشركتين لم يتم الإعلان عنها حتي الآن وهي المساهم الأكبر...جمّع الموظفين أوراقهم استعدادًا لمغادرة قاعة المؤتمرات، اقترب "مالك" وجلس في الكرسي المجاور لصديقه مبتسمًا له بإنتشاء وسعادة فهو يعلم تمام المعرفة كم ستدفعهم تلك الخطوة للأمام، وستكون بداية أكثر من رائعة للمساهمة في كثير من المجالات أمامهما :


_الخطوة دي هتفتح قدامنا أبواب كتيره أوي إننا نتوسع في السوق في أكتر من مجال.


قالها "مالك" بحماسة فأومأ له صديقه بتأكيد مؤكدًا صحة حديثه؛ وأكمل علي حديثه مستطردًا :


_أنا متحمس برضه خصوصًا إن القرية دي هيكون فيها أكتر من ميزه، الموقع، والديزاين مع شركات عملاقه plus دخول شركة دعايا عالميه معانا هيساعدنا كتير أوي!


انتهي "مازن" من حديثه وصمت بضع ثوانِ ثم نظر إلي صديقه قائلًا بهدوء :


_أنا هخطب!


تفاجئ "مالك" من حديث الأخر فبدي وكأنه لم يستمع إليه، ثم ابتسم بعدم تصديق لا يصدق أن طُلسم صديقه وابنة عمه قد انفك وأخيرًا ستتزيل قصة الحب تلك بأسمي الروابط المقدسة؛ سأله بإستنكار :


_بس أنا كلمت ميرا امبارح إزاي متقوليش؟!...مكنش باين عليها حـ...


تفهم "مازن" سوء الفهم الذي عاني منه صديقه، فالجميع كانوا ينتظرون خبر ارتباطه الوشيك بإبنة عمه، ولكن دائمًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ابتسم ابتسامة زجاجية ظهرت تمامًا ثم همس بضيق حاول أن يخفيه بقدر الإمكان :


_مش ميرا!


ظهرت علي الآخر علامات عدم الفهم فرمش بأهدابه عدة مرات في محاولة لإستيعاب الجملة الأخيرة، ثم تسائل بعدم فهم :


_مش فاهم!


ابتسم "مازن" إبتسامة عريضة بدت لـ "مالك" غريبة تمامًا، ورفع كفيه أمامه بقلة حيلة مردفًا ببساطة :


_مش ميرا!...العروسة تبقي ميرنا صاحبة ميرا!!


_إيه؟!


سأله "مالك" بصدمة فلو أُخبر من قبل بهذا الخبر لم يكن أبدًا ليصدق "فكيف تخلي صديقيه عن عشقهما لبعضهما البعض؟!...يالها حقًا من نهاية بائسة لذلك العام!"...أجابه مازن مؤكدًا علي الخبر مرة أخرى يعلم أن صديقه قد صُدم وبالتأكيد لم يستوعب إلي الآن :


_والله زي ما بقولك كده!...ميرنا من يومين اعترفت لي إنها بتحبني وطلبت مني أساعدها تتخلص من العريس اللي والدها مُصر عليه.


انزعج "مالك" من حديث رفيقه كما وصفه بالتراهات :


_طب وأنت مالك يا بني آدم؟..وميرا ذنبها إيه؟


ابتسم الآخير إبتسامة ألم امتزجت بالسخرية :


_مالها ميرا؟!..إحنا مفيش بينا أي حاجة أصلًا علشان خطوبتي تضايقها في حاجة!


_مفيش بينكم حاجه إزاي؟!...مش أنت بتحبها؟


حرك كتفيه لأعلي ولأسفل بلامبالاة مصطنعه :


_ما أنت قولت اهو أنا اللي بحبها!


لم يتفهم "مالك" في بداية الأمر ما يرمي إليه صديقه؛ فصمت بضع ثوانِ حتي استوعب مقصده فهتف بإستنكار :


_تقصد إنها....


قاطعه الأخر قائلًا بنبرة عاديه لم تحمل أي مشاعر أو هكذا حاول جاهدًا لإظهارها :


_كان من طرف واحد...عادي.


اقترب "مالك" منه وربت علي كتفه بأخوه حقيقة لطالما لازمتهما طوال سنوات عمرهما الثانيه والثلاثون، فحتي إن حاول "مازن" إخفاء حقيقة ما يشعر به إلا أن الآخر يشعر تمامًا بما يعتلي قلب رفيقه من هموم :


_ربنا أكيد اختار لك الأحسن...متزعلش، بس اوعي ترتبط بواحده أنت كارهها أو علي الأقل مش حاسس ناحيتها بأي حاجه علشان الشهامة وبس، أنت ممكن تساعدها بأي طريقة تانيه غير الجواز!


نظر "مازن" له بإمتنان حقيقي، وأومأ برأسه إليه متفهمًا ثم أردف بهدوء :


_متقلقش اتفقنا هنحاول لو مقدرتش أكمل هننفصل بهدوء!


هز "مالك" رأسه بتفهم مصطنع وفي داخله لم يقتنع بالحديث الأخير؛ ابتسم "مازن" وأردف بمرح محاولًا تغيير الموضوع حتي لا ينجرح أكثر من ذلك :


_روان عامله إيه؟


تنهد "مالك" بإحباط :


_مش بنتكلم بقالنا يومين!


ضيق "مازن" عينيه بإستغراب؛ ثم سأله بذهول :


_ ليه كده؟


نكس "مالك" رأسه في الأرض بحرج؛ فأخذ الآخر يتفحصه بتمعن انتبه له الأول فهمس ببعضٍ من الخجل :


_كنا بنتكلم في العربية، ولمست وشها فأتعصبت عليا وزعقت في وشي؛ وكانت هترمي لي الدبلة لولا إني هديتها وقولتلها مكنش قصدي!


لم يرف لـ "مازن" جفن، وأردف بجدية وملامح صارمة :


_ده أنت قليل الذوق بصحيح، وكويس إنها مضربتكش قلمين!


تغيرت ملامح "مالك" مائة وثمانون درجة؛ وهم بتوبيخه فسارع الآخر مبررًا :


_فاكر نفسك جايبها من الشارع علشان تلمسها!..هي أصلًا باين عليها إنها شخصية جادة، وملهاش في الهلس والمسخرة بتوع اليومين دول!


برر "مالك" مدافعًا عن موقفه :


_أنا لقيتها فكت معايا عن الأول، وفكرت إننا لما نتخطب هيبقي عادي يعني!


لم يلتفت "مازن" إلي مبررات صديقه الواهية، وإنما استطرد سائلًا إياه بغموض :


_ولما أنت الغلطان ليه مكلمتهاش تصالحها؟!


شعر "مالك" بغرابة السؤال فضيق عينيه وزم شفتيه بإستنكار :


_اصالحها؟!...بقولك زعقت في وشي!


_غلطانه المفروض كانت تبوسك من بؤقك وتقولك ملوكي متعملش كده تاني!


قابله بالسخرية فغلت الدماء في أوردة الأخير؛ دفعه "مالك" من أمامه بغضب وهمس بضيق مكتوم :


_كان ممكن تقولي مش حابه الأسلوب ده لكن متتفتحش فيا زي القطر، هي اللي زعقت في وشي وكمان هاين عليها زعلي حتي بقالها كام يوم متتصلش تسأل ومستنياني أنا!


هز "مازن" رأسه بيأس فلا فائدة من محاولة إقناع صديقه أو محاولة إثناءه عن رأيه؛ فهو يعلم تمام المعرفة كم هو عنيد يأبي الخضوع خشي "مازن" تمامًا أن تبيت تلك الزيجة بالفشل فصديقه لم ولن يتنازل، و"روان" ليست كزوجته القديمة أو حتي تشابهها من الأساس.. أخيرًا هتف "مازن" بقرف مصطنع :


_صحيح تربية طنط هالة!


رمقه "مالك" بسخط وتجهمت ملامحه بإمتعاض...اتجه لصديقه وربت علي كتفه بسخريه :


_يلا يا أخويا خلينا نشوف شغلنا وبلاش كلام فارغ!


طرقت عدة طرقات خفيفه علي باب القاعة، ثم فتحت الباب بدون إستاذان...خطت في اتجاههما بخطوات تبدو ظاهريًا واثقه، ولكنها لا تحمل في طياتها سوي التردد والخوف!...نعم الخوف الذي لـ طالمًا عانت منه في إتخاذ الخطوة الأولى للتقرب من الأشخاص، ولكن تلك المرة الأمر مختلف فهي لا تطيق أبدًا الخصام والتجاهل...دائمًا ما كانت تتحمل الشجار ولكن ما لم تقدر عليه أبدًا هو الهجر!...كانت ترتدي جلباب أسود مفتوح كليًا من أعلي لأسفل مُطرز برسوم بدوية شهيرة، تحته بنطال من الجينز الأزرق وحذاء أسود ذو كعبٍ عالٍ، كما حملت باقة ورود حمراء منسقه بعناية وحرص...تفاجأ اثنيهما من طلتها الساحرة بل والأغرب حضورها، أخيرًا هتف "مازن" بمشاكسة :


_وأنا بقول الشركة منوره ليه!


ابتسمت إليه بمجامله، وتعالت ضربات قلبها في صخب من ردة فعله التي لا تعلمها حتي الآن فلقد قابلها بملامح واجمه صامته لم تفهم منها شئ!...تدارك "مازن" الأمر فغمز لصاحبه واستأذن للخروج تاركًا لهما بعضً من الخصوصية، ودعته "روان" بنظراتها، ثم ألتفتت لـ " مالك" مُعطية إياه باقة الزهور وأردفت بتهكم لاذع :


_مخطوبة لواحد هو اللي بيتقمص وأنا اللي بصالحه بورد!


تناول منها الأزهار، ولانت ملامحه قليلًا...صمت قليلًا يستمع لحديثها؛ فظهر الإستهجان والسخط جليان علي وجهه حينما وصفته "بالقمّاص" ثم رد بعتاب حقيقي نابع من فطرته الذكورية :


_أنا اللي اتقمصت ولا أنتي اللي فهمتيني غلط؟!.. وبعدين إيه اتقمصت دي بتكلمي ابن أختك؟!


إغتاظت من ثباته علي موقفه بأنه لم يخطئ، فحتي إن لم يقصد فهو تركها لثلاثة أيام بدون أي حديث!..مررت الأمر، ولوت شفتيها بإمتعاض من حديثه ثم أردفت بثقة :


_طب تقصد أو مش قصدك...أنا مدخلتش في نيتك وفي الحالتين بدافع عن نفسي إيه مزعلك للدرجة دي؟!... المفروض تفرح إني عندي عزة نفس!


_وعزة النفس دي عليا أنا كمان؟!


_علي أي حد!


أومأ برأسه بقلة حيلة، وفي داخله قد سعد تمامًا وتفهم أن تلك هي طريقتها في الإعتذار بالإضافة أنها مَنْ بادرت إليه وليس هو!...طالعها بسعادة، وأردف مقترحًا :


_إيه رأيك لو نخرج نتغدي بره أو نروح أي مكان أنتي عوزاه؟


فكرت قليلًا بتأنِ؛ ثم لمعت عينيها بحماس :


_عاوزه اتمشي في شارع المعز.


ابتسم بحبور لإقتراحها ثم مد يده أمامها بحركة أرستقراطية لتسير في المقدمة؛ مما جعلها تبتسم له بهدوء، وحمدت ربها كثيرًا أن تلك المقابلة مضت على خير، ولم تجرح كرامتها في شيء!


❈-❈-❈



مرت عدة ساعات منذ أن أخبره "مازن" بأنه يحتاجه معه ليخطب له كرجلٌ يوقره ويحترمه كأبيه المتوفي...لم يستوعب "مصطفي" إلي الآن أن "مازن" يستعد لخطبة فتاةٌ أخري غير ابنة شقيقته؛ فهذا الأمر غير متوقع بالمرة، بل والأغرب أن العروسة ليست سوي صديقة "ميرا" المقربة!...تناول هاتفه المحمول وشرع في الإتصال على ابنة أخته...كانت "ميرا" قد عادت منهمكه من الخارج بسبب كثرة دخول المحلات سعيًا لشراء إحدى الفساتين الأنيقة لحفلٍ خاص بصديقتها "ميرنا"...رن هاتفها المحمول فوجدته خالها؛ ترددت قليلًا في الرد عليه خاصة بعد ما حدث بينهما في آخر مره منذ ما يقرب العشرة أيام، أغمضت عينيها كوسيلة بائسة للإحتماء وضغطت علي زر الإجابة...بعد مرور دقيقة انقضت في سؤال كلاهما عن الأحوال سألها "مصطفي" بترقب :


_أومال مازن أخباره إيه؟


أصابها الصمت والتلعثم بالتناوب فبدت كالمشتتة لا تعلم بما ترد علي السؤال ليتعجب الطرف الآخر وشعر بأن هناك شيئًا ما يمر بينهما، بعد مرور فترة بسيطة قررت الإجابة بصدق :


_مش عارفه...إحنا الفترة الأخيرة مش بنتكلم ولا بنتقابل غير بالصدفة، لدرجة إنه ميعرفش بموضوع ماما الله يرحمها!


إزداد شعوره بالغرابة مما يحدث بينهما فمازن دائمًا كان مهتم لأمرها؛ فتسائل بهمس متحفز :


_هو أنتو حصل بينكم حاجه؟ 


شعرت بالغباء من سؤاله، واتجه تفكيرها لمكان آخر فردت بسؤالٍ مترقب هي الأخري :


_حصل بينا حاجه إزاي مش فاهمه؟!


أجابها مسرعًا وقد تفهم المغزي الخاطئ الذي وصلها من سؤاله الغامض :


_يعني متخانقين أو....


قاطعت سؤاله وأجابته بسرعه :


_كان حصل بينا سوء تفاهم عادي.


صمتت قليلًا ثم سألته بتوجس :


_هو حضرتك بتسألني عنه ليه؟!..هو فيه حاجه؟


نفي برأسه وكأنها أمامه ثم استدرك فعلته وأردف كاذبًا :


_لا أبدًا مفيش بس استغربت إنكم مبقتوش زي الأول فكرته مزعلك.


نفت هي الأخري ذلك الفعل مؤكده بأنه مجرد سوء فهم، فأتاها صوته عبر سماعة الهاتف قائلًا بجديه وصرامه :


_ميرا أنا عاوزك تيجي تقعدي عندي في البيت...خلاص مينفعش تعيشي عندك أكتر من كده!


توسعت عينيها من حديثه وهمت بالإعتراض فسارع هو بالتوضيح قبل أن تتسنح لها الفرصة بالتساؤل أو الإعتراض :


_مينفعشي تعيشي أكتر من كده مع شاب غريب في بيت لوحدكم!.. الموضوع كان في دماغي من بعد ما جدك سافر بس سيبتك براحتك علشان أعصابك كانت تعبانه، ودلوقتي بقيتي أحسن فخلاص كفاية كده!


ابتسمت بسخرية بعد مقولته بأنها أصبحت أفضل فلا أحد يشعر بما تعاني منه الآن!.. تكلمت بنبرة هادئة :


_حضرتك عارف إني مش هرتاح غير في بيتي وفي سريري، وبالنسبة لمازن متقلقش أنا مش بشوفه أصلا غير كل كام يوم مره واحده، وهو شخص محترم أوي وابن عمي عمره ما هيأذيني!


_يا بنتي مقولتش عنه حاجه وحشه بس ده شاب وأنتي بنت مينفعشي تقعدوا في بيت لوحدكم أكتر من كده زائد إنه عيب وميصحش فهو حرام!


جذبت شعرها بين أصابعها بضيق وأردفت متسأله بضيق :


_حرام ليه؟!...معانا ناس في البيت مش قاعدين لوحدنا وأنا بقفل الأوضة عليا قبل ما انام.


استاء "مصطفي" من عنادها الذي سيودي بها إلي الكثير من المشاكل والأمور المتأزمة فقرر الرضوخ إليها علي الأقل في هذه المحادثة فقط، فهو متأكد تمامًا بأنها ستبادر بمفردها بمغادرة ذلك المنزل قريبًا!...هم بالإغلاق فسارعت هي تسأله بتردد وحرج :


_هي روان بتدي كورسات؟


جعد حاجبيه بإستغراب؛ ثم سألها بإهتمام :


_ليه؟


ترددت كثيرًا في إخباره ، ولكنها لم تجد بدٌ من ذلك فهي لا تريد الرسوب وضياع من عمرها أكثر من ذلك...يكفيها تلك السموم اللعينة التي لا تعلم إن كانت ستتخلص منها أم لا :


_حضرتك عارف بظروفي وإني ضايعة في المواد والامتحانات قربت، مش عارفه أعمل إيه.


_لا هي مش بتدي كورسات للأسف مفيش قدامك غير إنك تجمعي السكاشن بتاعتها من أي حد وتذاكريها لوحدك!


تملك منها الإحباط فكيف ستستطيع مذاكرة كل ذلك الكم الهائل بمفردها خاصة وأنها لا تعلم سوي بإسم المادة فقط!...ودعت خالها وأغلقت هاتفها المحمول... مفكرةً في كيفية الخروج من تلك الورطة، ولم تجد سوي ذلك الحل الذي أخبرتها به صديقتها منذ قليل وهو تسريب الإمتحان من أحد المعيدين في نفس المادة...ألتقطت هاتفها مرة أخرى، وقامت بالضغط علي عدة أزرار عازمة النية علي تنفيذ الأمر المهم ألا ترسب!



❈-❈-❈



جهزت "روان" إحدى الوجبات الخفيفة للعشاء، وأخذت تراجع مهماها اليومية في دفتر المهام...انتهت من تناول طعامها، وخرجت إلي شرفة غرفتها محررة شعرها حتي يتطاير بفعل الهواء البارد...لفحت الرياح الباردة بشرة عنقها فأبتسمت بإنتشاء، فبالرغم من كراهيتها لفصل الشتاء الذي دائمًا ما كان يذكرها صقيعه بوحدتها وإنعزالها، والأغرب أن الناس ينظرون إليها كغريبة الأطوار حينما يعلمون بأنها تكره تلك الفترة الزمنية من كل عام لا أحد يعلم بكم التغيرات النفسية التي تطرأ عليها في ذلك الوقت من السنه، لكنها تشعر أن هذا الشتاء مختلفًا تمامًا عن أي شتاءًا مضي عليها ربما بسبب وجود مالك!...لا تنكر أنها لم تخطئ في أي شئ حتي تذهب إليه وتصالحه، ولكن "هل كانت تملك أي حلٍا أخر؟! " لذا قررت التخلي تلك المرة حتي تعطي فرصة جديدة، وكما بادرت السبت ستتلقي هي الأحد بالتأكيد! وبالفعل هذا ما قد حدث اليوم!...ابتسمت بسعادة حينما تذكرت أحداث اليوم، فلقد ذهبا للتنزه في شوارع مصر القديمة بل وشراء الملابس والإكسسوارات المصنوعة علي الطراز الفرعوني العريق من شارع " خان الخليلي" الشهير...إزدادات ابتسامتها اتساعًا حين مرت عليها تلك الذكري بعدما أخبرته بكل صراحه بأنها ترهب العيش مع والدته وشقيقته فأخبرها داعمًا بأنه لن يتركها أبدًا بمفردها لهما!...أمسكت بهاتفها المحمول تتصفح صفحتها الإلكترونية عبر تطبيق فيسبوك فوجدته قد شارك مجموعة من صورهما معًا من الجامع الأزهر أحدهم وهي ترتدي الحجاب وقد كُتب عليها "مش كده أحلي ولا إيه؟!"...انهالت التعليقات المحبة والمباركة من أصدقاء ومعارف الطرفين، وجدت "مجد" قد تفاعل علي الصورة فقط بريأكت قلب، فـ همّت بمحادثته بعدما تذكرت انفعاله عليها اليوم في المكتب بسبب قلة تركيزها، خاصة بعد بعدما بررت ذلك بسبب مشكلة ما بينها وبين "مالك" وبأنها تنوي الذهاب لمصالحته بعد العمل...رن هاتفها المحمول فوجدته هو من بادر بمهاتفتها؛ ضغطت زر الإجابة مسرعه فأردف مباشرةً :


_أنا آسف إني زعقتلك بس....


قاطعته مسرعه وأردفت هي مستنكره إعتذاره :


_أنا اللي المفروض اعتذر مش أنت...أنا آسفه بجد ده غلطي خصوصًا وأنا عارفه إن الشغل بالنسبالك شغل متزعلش مني...أنا والله كنت لسه هكلمك.


_يا بنتي محصلش حاجه علشان ازعل بس ابقي خدي بالك المرة الجاية!


أخبرها محذرًا فتفهمت حديثه وصمتا كلًا منهما بضع ثوانِ حتي فاجأته هي بسؤالها المباغت :


_أنت فيه حاجه مزعلاك اليومين دول؟...حاسه إنك مش مظبوط!


تنهد بألم، ثم سألها بهدوء :


_ليه بتقولي كده؟!


هزت كتفيها بعدم معرفه وأردفت بتوضيح لشعورها :


_حاسه إنك زعلان مبقتش تتكلم كتير وتهزر، لدرجة إني فكرتك زعلان مني أنا لغاية ما شوفت تعاملك كده مع الكل!


ابتسم بهدوء ثم أخبرها نافيًا بأنه لا يوجد شئ فعادت تؤكد عليه مرة أخرى بدون خجل مما ستتفوه به بعكس طبيعتها التي تتخوف من التصريح بمشاعرها :


_أنت غالي عندي أوي ويمكن أكتر ما أنا أعرف حتي،  وعمري أبدًا ما هقبل أشوفك زعلان من حاجه فلو سمحت لما تحس إنك عاوز تحكي قولي عالطول وأنا هحاول بكل اللي اقدر عليه.


تمني أن يتوقف الزمن عند تلك اللحظة التي اعترفت له بقيمته عندها ولكن كان ذلك مستحيلًا؛ ابتسم إبتسامة سوداء كليل أيامه وهمس لها بنعومة :


_أنتِ كمان غالية عندي أوي...تقريبًا ده إكتئاب أول الشتاء!


قال جملته الاخيره بمزاح لأنه يعلم بتقلباتها المزاجية في ذلك الفصل مما جعلها تبتسم له...فكر قليلًا ثم سألها بإهتمام وترقب :


_إيه مناسبة صورتك بالحجاب دي؟...أنتِ خلاص هتلبسيه؟!


نفت سؤاله قائلة :


_أكيد لا...نفسي ألبسه بس مش حاسه إني جاهزة للخطوة دي دلوقتي، اتصورناها بس بعد ما صلينا في الجامع الأزهر مش أكتر...هو فيه حاجه؟


أخبرها مباشرةً بأول إنطباع أصابه حينما رأها بدون أي مراوغة :


_بصراحة حسيت إنك هتتحجبي خصوصًا لما شوفت الـ caption اللي مكتوب عليها!


عادت تنفي من جديد ولكن بضحك فتفهم الأمر، وأخبرها بأن كل ما يهمه هو راحتها...أغلقا الخط بعد حديث طويل علي وعد منهما بالمقابلة في أقرب وقت لدراسة وتوقيع عقود مشروع قرية السخنة والذي سيتشاركا فيه مع شريكين آخرين!                                                           

يُتبع