-->

الفصل الرابع والثلاثون - ظلمات حصونه


 

الفصل الرابع والثلاثون


ذهبت "ديانة" إلى المشفى كى تطمئن على طفلها الذى لايزال بتلك العناية الخاصة بالأطفال الرضع التى تمت والدهم مبكرا ، هى بالفعل تاتى للإطمئنان عليه كل يوم مُنتظرة ذلك اليوم التى ستحمله فيه بين ذراعها ضاممة إياه إلى صدرها


ما إن وقعت أعين "ديانة" على مكان طفلها حتى صُدمت مما رأته ، هل هذا هو "جواد"!! هى بالفعل لم تراه منذ أخر مرة طلبت منه الطلاق بها ، لماذا يبدوا حزينا ومكسور!! لماذا أصبحت لحيته كبيرة إلى هذا الحد!! ، كيف يمكن لذلك الشخص القاسى والمغرور أن يبدو منكسرا بتلك الطريقة؟!


حاولت "ديانة" أن تقترب منه ولكن دون أن يراها لكى تسمع ما يتفوه به إلى طفلهم ، وبالفعل أقتربت "ديانة" منه لتزداد صدمتها عندما تستمع إلى صوت بكاء "جواد" موجها حديثه نحو طفله رادفا بنحب :


_ شوف أنا مريت بأيه!! شوفت أنا كنت خايف أخلف ليه!! شوفت ليه أنا معرفتش أفرح أول ما سمعت إنك ولد وإنى هبقى أب!! هناء كسرت فيا كل حاجه حتى إحساسى بإنى أكون أب وقدوة لولادى ، كنت خايف أخليك تطلع زيى ، كنت خايف أأسئ عليك وأربى جواك الخوف والرعب اللى هى ربتهم جوايا ، كنت خايف أطلعك إنسان مريض وجبان ومعندكش ثقة فى نفسك زى أبوك


شهق "جواد" بصعوبة من وسط بكائها مُستنشقا بعض الهواء ليُكمل حديثه رادفا بنحيب :


_ بس أنا مردش بكده ، كنت عايز أربيك صح ، كنت عايز أديك كل حاجه أنا أتحرمت منها ، كنت عايز أخليك أحسن إنسان فى الدنيا ، عشان كده كان لازم أعمل الخطوة دى ، روحت لدكتور نفسى عشان يعلمنى أزاى أبقى إنسان بجد وأكون ليك أب بجد ، كنت عارف إنى شخص مريض وعديم الثقة بنفسى بس كنت برفض أتقبل الموضوع ده لحد ما عرفت إن هيبقى عندى أبن ، وقتها بس قررت إنى لازم أتعالج عشانك وعشان ديانة


شهقت "ديانة" بصدمة بمجرد أن أستمعت لذكر أسمها على لسان "جواد" ولكنها سريعا ما وضعت يدها فوق فمها كى لا يستمع إليها ، بينما "جواد" لم يستمع إليها وأكمل حديثه موجها إياه نحو طفله رادفا بصدق :


_ أيوه عشان ديانة لانى حبتها بجد ، عارف إنى جيت عليها ووجعتها وظلمتها ، بس كل ده كان غصب عنى ، مش أنا اللى كنت بعمل فيها كده ، الشخص المريض والضعيف اللى جوايا هو اللى عمل كده ، الوحش اللى ربته هناء جوايا هو اللى خلانى أخسر البنت الوحيدة اللى حبتها بجد وحسيت إنى إنسان بجد معاها


نفسى تسامحنى ، نفسى تنسى اللى فات وتدينى فرصه تانية وتسبنى أعوضها عن كل اللى عملته ، خايف أطلب منها ابطلب ده تفكر إنى مستهون باللى عملته فيها وتفكر إنى إنسان أنانى وطماع ، أيوه أنا طماع ، طمعان فى وجودها جمبى ، طمعان فى إحساس الراحه اللى بحسه وأنا معاها ، طمعان إنى أبص فى عسونها الحادة وأشوف فيهم القوة اللى عمرى ما شوفتها فى عينى ، طمعان تدينى الحنان اللى عشت عمرى كله محروم منه ، أنا بحب ديانة أوى ومش عايز أخسرها


قال "جواد" تلك الجملة الأخيرة بنحيب وبكاء مماثل لبكاء الأطفال ، بينما "ديانة" لم تسطيع السيطرة على دموعها للتهاوى دون توقف بالإضافة إلى أنينها التى تحاول أن تكتمه ، ليلفت إنباهها "جواد" الذى رفع يده إلى وجهه ماسحا تلك الدموع من على وجهه مُكملا حديثه رادفا بإصرار :


_ ديانة هترجعلى وهتسامحنى يا نور ، أيوه هسميك نور ، أنت النور اللى هينور حياتنا أنا وديانة وهيخلينا نرجه لبعض من تانى ، أنت اللى هتخرجنا من الظلمة لنور ، أنت النور اللى هيحط نهايه لكل ظلمات حصونى


أغمضت "ديانة" عينيها بكثير من الألم والحسرة وسريعا ما خرجت من الغرفة بل من المشفى بأكملها مُتمنية إنها لم تاتى هذا اليوم ولم تستمع لحديث "جواد" ، الذى زرع بداخلها ذلك التشتت والحيرة ، ولكنها إلى الأن لا تستطيع أن تسامحه ، فهى لم تسطيع أن تخرج من ظلمات حصونه


❈-❈-❈



صاحت "ديانة" بكثيرا من السعادة والحماس مُحاولة إخراج "زينة" من تلك الحالة التى تمر بها منذ أن خرجت من المشفى وعلمت بأن والدها قد علم بخبر حملها وما حدث بينها وبين "مالك" ، لتعقب "ديانة" بتهنئة :


_ ألف مليون مبروك يا زينة مالك كلم ماما وبابا وهيجوا يقابلوا عمو هاشم يوم الخميس إن شاء الله


هزت لها "زينة" رأسها بالموافقة ولم يظهر عليها أية حماس أو سعادة ، حتى هذا الحزن والإنكسار الواضحان عليها لم يتغيران أبدا ، مُضيفة بإبستسامة مُقتضبة :


_ الله يبارك فيكى يا ديانة


لاحظت "ديانة" ذلك الحزن والإنكسار الواضحان فى أعين "زينة" ، وكيف لها أن لا تحزن وهى فى هذا الوضع!! من الصعب جدا أن تُسلب الفتاة عرضها وشرفها حتى ولو كان من سلبهم هو حبيبها ولكن ليس بتلك للطريقة التى فغلها "مالك" ، لا تعلم كيف توسيها؟! ولكنها يجب أن تهون عليها حتى لا يزداد إنكسارها ، تنهدت "ديانة" مُضيفة بحب وهدوء :


_ أنا عارفة إن فرحتك مش كاملة وعارفه إنك حاسه نفسك ناقصه حاجه مهمة أوى ، بس صدقينى الحمدلله إنها جت على قد كده ، ماما قالتى إن هناء هى اللى خططت للى حصل فى بيت إياد وإنها هى اللى بعتت ناس تخدرك وتخدر إياد وخلتهم يبعتوا رساله لمالك عشان يشوفك فى المنظر ده ، وفعلا ده اللى حصل وأنتى عارفه ، بس فى حاجه مهمه جدا محدش يعرفها


ضيقت "زينة" ما بين حاجبيها وأعتلت ملامح التعجب وجهها الذابل مُعقبة بأستفسار :


_ حاجة أيه؟!


قصت لها "ديانة" ما حدث غى ذلك اليوم التى رأها فيه "مالك" فى شقة "إياد" رادفة بتوضيح :


_ فى نفس اليوم ده حد بعت رساله لجواد وقاله إنك فى شقة إياد وبتعملوا حاجه مع بعض ، بس الرساله وقعت فى إيدى أنا وكلمت إياد وعرفت أنه فى الشركه وحسيت إن ده حد بيحاول يوقع بين جواد وإياد ، عشان كده مسحت الرساله ، عارفة بقى لو كان جواد جيه شقة إياد وشافكوا فى المنظر ده كان أيه اللى حصل!!


أجابتها "زينة" بملامح مصدومة مما كانت "هناء" تدبر لحدوثه فى هذا ، لتردف "زينة" بكثير من الخوف مما كان سيحدث قائلة :


_ كان قتلنا أحنا الأتنين من غير تفكير


هزت لها "ديانة" رأسها بتأكيد على حديثها رادفة بإمتنان :


_ شوفتى!! ، عشان كده بقولك الحمدلله إنها جت على قد كده وصدقينى مالك طيب جدا وحنين ، أنا لحد دلوقتى مش قادرة أعرف هو عمل كده ليه؟!


تذكرت "زينة" حديثها مع "مالك" قبل ولادة "ديانة" عندما أخبرها سبب فعلته تلك ، لتنظر "زينة" فى أعيُن "ديانة" يتعمق رادفة بإنكسار :


_ أنا هقولك هو عمل كده ليه!!


قصت "زينة" على "ديانة" كل ما حدث ذلك اليوم وكل ما دار بينها وبين "مالك" ، مرورا بتلك الساقطة التى كان يحبها "مالك" وعن خيانتها له ، وأيضا أخبرتها عن الأتفاق الذى دار بينهم وشرطها التى شرطته عليه كى توافق على هذا الزواج :


_ عشان كده مالك فضل سنه بعيد عننا ورافض أنه يرجع البيت وده يفسر اللى عمله معاكى


أومأت لها "زينة" بالموافقة على حديثها مُعلنة عن أن هذا هو السبب الوحيد الذى جعلها توافق على حدوث هذا الزواج الذى لن يدوم كثيرا ، لتضيف بتوضيح :


_ لولا أنه عرفنى بالموضوع ده أنا عمرى ما كنت هقبل أتجوزه أبدا


أغمضت "ديانة" أعينها بكثير من الأسئ والحزن على كلا من "مالك" و "زينة" التى نجحت "هناء" فى تحطيم علاقتهم مُستغلة ما حدث ل "مالك" على يد حبيبته ، لتعقب "ديانة" رادفة بأستفسار :


_ طب وأنتى فعلا هتبعدى عنه بعد الجواز بمدة زى ما قولتيله ولا بتحاولى تربيه شويه؟!


هزت "زينة" رأسها بالنفى غير موافقة على حديث "ديانة" عن كونها تلقنه درسا ، بل هى بالفعل تعى ما قالته ، هى تريد الأنفصال على الرغم من إنها تحبه وبشدة ولكنه حطم شيء بداخله من الصعب أن يعود كما كان ، لتضيف "زينة" بنهى رادفة بتفسير :


_ لا يا ديانة ، أنا مش هقدر أعيش معاه بعد الجرح الكبير اللى سببهولى ، أنا كل أما أفتكر اللى حصل اليوم ده قلبى بيوجعنى وبحس إنى عايشه الموقف حاليا ، كرامتى بتوجعنى من الطريقة اللى أهانى بيها وهو بيعمل كده


وكأنها ضغطت على ذلك الجرح التى كانت تُحاول أن تتنساه ، تذكرت "ديانة" كل ما مرت به على يد "جواد" منذ أن بدأ فى إهانتها وسبها مرورا بتلك الطريقة التى أخذ بها عذريتها ، ومرتها الأولة معه وكم شعرت بالذل والأهانة فى هذا اليوم وكيف أرغمها على أن تتوسل له كى يُعاشرها فهذا اليوم بالنسبة لها أبشع من الأغتصاب ، وعلى ذكر كلمة الأغتصاب نعم هو أغتصبها ، تلك المرة التى أغتصابها فيها عندما عاد من السفر وأنقض عليها كالوحش المُتعطش لدم فريسته مما تسبب لها بنزيف فى هذا اليوم ، نهاية بتلك المرة التى أغتصابها فيها وهو فى هذا اليوم ولم يكترث لحملها ، نعم هو مُغيب عن الوعى بسبب تلك الثمالة التى كان عليها ولكن هذا ليس مبررا لما فعله!! ، أغمضت "ديانة" زرقاوتيها متذكرة بعض الكلمات التى تفوه بها فى تلك الليلة


❈-❈-❈



_ بقيت..بقيت بضعف قدامك ، بقيت بحاول أبعد نفسى عنك على قد ما أقدر ، بقيت بنام فى اوضة تانية بعد ما أرجع أخر الليل بعد ما أتأكد انك نمتى وأخرج الصبح بدرى قبل ما تصحى ، كنت بخاف إنى اقابلك او عينى تيجى فى عينك ، كنت بترعب إنى أضعف قدامك او أعمل حاجه أحاول أثبت بيها لنفسى إنى مش ضعيف أقوم أأذيكى 


توقف عن البكاء وقد أحتدت نظرة عينية وبرزت عروقه من شدة الغضب رادفا بأسنان مُلتحمة : 


_ لحد ما عرفت أنها عايزه تقتلك أنتى واللى فى بطنك وروحتلها ولأول مرة أحس إنى مش ضعيف قدمها ، لأول مرة أمنعها أنها تمد إيدها عليا ، لأول مرة أزعق فى وشها وأزقها بعيد عنى ، لأول مرة أحس إنى راجل بجد 


ضعفت نبرته مرة أخرى وترقرقت الدموع بعينيه مرة أخرى وقد قارب على الدخول بنوبة بكاء أخرى رادفا : 


_ كل ده حصل بسببك لانى خفت عليكى ، انا مش عايز أقتلك يا ديانة انتى مصدر قوتى ، ياريتك ما كنتى بنت لبنى كان زمان كل حاجه أتغيرت ، متسبنيش يا ديانة أرجوكى أنا ضعيف من غيرك 


تأثرت "ديانة" بما قاله "جواد" وما مر به بمرحلة طفولته وما فعلته به تلك المرأة القاسية ولكنها لم تستطيع أن تغفر له ما فعله بها فهذا القدر من الإيذاء الذى ألحقه بها لا يُغتفر مهما كان به ، هى ليس لها ذنب بكل هذا ، لهذا قررت أن لا تتفوه بشيء ظنًا منها أنه سيرحل ليُفاجئها بقبلة لم تكن تتوقعها منه خصيصا وهو بتلك الحاله ، لتُحاول الأبتعاد عنه دافعة إياه بصدره مما أبعده عنها قليلا 


نهضت "ديالا" سريعا مُحاولة الفرار منه بعد أن أدركت ما يُحاول فعله ، ولكنه سريعا ما نهض وأمسك بها لاصقا جسدها بالحائط خلفها ، لتصبح مُحاصرة بين يديه ، ليقترب منها ورائحة الخمر تفوح من فمه مما أثار غثيانها رادفا بثمالة وثقل لسان : 


_ سبينى أعمل اللى انا عايزة بمزاجى وأتبسط وأبسطك أحسن ما أعمله بمزاجى بردو بس أنتى مش هتتبسطى وومكن تتأذى كمان ، الأختيار ليكى!! 


أمتعضت ملامح "ديانة" بكثير من التقزز والأشمئزاز من ثمالته وقد أوشكت على التقيؤ من رائحة فمه ، ليفاجأها "جواد" بألتقاطه لشفاهها بقبلة ناعمة مليئة بالرغبة والشغف ولكن "ديانة" لم يُعجبها الأمر إضافة إلى رائحته التى لا تستطيع أن تتحملها ، ليجذبها "جواد" ناحية الفراش مُجردا إياها من ملابسها 


شعرت "ديانة" بالكثير من الغضب لترفع قدمها مُحاولة أن تركله برجولته ليرفع "جواد" ساقه مُتفاديا ضربتها تلك لتغضب "ديانة" أكثر ، ليدفعها "جواد" على الفراش وقد جردها من منامتها وألقى بجسده عليها ولكن بحذر ليهمس بأذنها رادفا بتحذير : 


_ قولتلك متضطرنيش إنى أأذيكى ، سيبى نفسك يا ديانة ومش هتندمى


❈-❈-❈



_ ديانة!! ديانة روحتى فين؟!


فاقت "ديانة" من شرودها على صوت "زينة" التى كانت تناديها وعندما لم تستجيب مدت يدها كى تُنبهها ، لتنتبه "ديانة" إلى "زينة" رادفة بتوهان :


_ هاا بتقولى أيه يا زينة؟!


سالتها "زينة" بملامح متعجبة رادفة بإستفسار :


_ أنتى اللى سرحتى فى أيه كده!!


أبتسمت لها "ديانة" بإقتضاب رادفة بكثير من الحزن :


_ مفيش أفتكرت حاجه وحشه بردو


تنهدت "زينة" بحزن مدركة من هو صاحب تلك الذكريات السيئة التى تذكرتها "ديانة" ولكنها أسطنعت الأستفسار رادفة بحزن :


_ مع جواد!!


اومات لها "ديانة" بالموافقة على ما قالته ، لتحاول "زينة" أن تصلح العلاقة بينهم وتخبرها كم أن "جواد" شخص طيب وجيد لولا ما فعلته تىك المرأة التى تُدعى "هناء" ، لتعقب "زينة" موجهة حديثها نحو "ديانة" رادفة بتوضيح :


_ جواد مش وحش زى ما أنتى فاهمة يا ديانة ، جواد هو كمان أتظلم و...


قاطعتها "ديانة" مُحاولة إقافها عن التحدث فى هذا الأمر لانها لا تعلم كل ما فعله "جواد" بها ، لتزحرها "ديانة" رادفة بنهى :


_ زينة أرجوكى بلاش نتكلم فى المو....


قاطعها صوت جرس الباب معلنا عن مجى أحد ، ظنت "ديانة" أنه "جواد" وعزمت على أن تصعد إلى غرفتها كى لا تتلاقى به وخصوصا بعد ما رأته مع طفلهما فى المشفى ، كادت "ديانة" أن تنهض ولكن منها صوت "حسنة" الذى صدع فى المنزل بأكمله مما جعل "زينة" تقظ من مكتنها بعد أن سمعت ما تفوهت به "حسنة :


_ ست ماجدة يا ما أنت كريم يارب حمدلله على سلامتك يا ست الكل "زغروطه"


بأدلتها "ماجدة" العناق وعلى وجهها إبتسامة إمتنان لهذا الحب والفرح التى رأتنم فى عينها رادفة بحب :


_ الله يسلمك يا حسنة أومال فين ....


_ عمته ماجدة!!


قاطعها صوت "زينة" التى صاحت بكثير من اللهفة والحماس وهى تركض نحوها غير مُنبها لمن تحمله داخل رحمها ، فتلك الفرحة أنساتها من تكون حتى ، صاحت "زينة" بكثير من السعادة وهى تدلف داخل صدر "ماجدة" بأعين مُلتمعة بسبب كثرة الدموع بها رادفة بسعادة ولهفة :


_ عمته ماجدة إنتى بجد واقفة على رجليكى وبتتكلمى!! أنا مش قادرة أصدق عنيا


بادلتها "ماجدة" العناق وظلت تضمها إلى صدرها بكثير من الحب والإشتياق رادفة بتأثر :


_ لا صدقى يا قلب ماجدة ، أنا واقفة قدامك أهو ، وحشتنى أوى يا زينة


تشبثت بها "زبنة" كثيرا وكأنها تخشى الخروج من ذلك العناق رادفة بكثير من الأشتياق :


_ وأنتى كمان يا عمته وحشتينى أوى


صاح "عامر" مُحاولا إخراجهم من ذلك الحزن والبكاء الذى كاد أن ينفجران به هما الأثنان ، ليعقب بإشتياق :


_ أزيك يا زينة يا حبيبتى عامله أيه!!


خرجت "زينة" من عناق "ماجدة" وأتجهت نحو "عامر" مُحتضنة إياه رادفة بحب وتقدير :


_ الحمدلله يا أنكل عامر ، حضرتك عامل أيه!!


أجابها "عامر" بإبتسامة حب رادفا بإمتنان :


_ الحمدلله يا حبيبة قلبى


تفحصت "زينة" المكان بعد أن خرجت من عناق "عامر" رادفة بتعجب وإستفسار :


_ أومال فين أسما!! مجبتوهاش معاكوا ليه؟!


أجابها "عامر" مُعقبا بتوضيح :


_ أسما مقدرتش تيجى عشان عندها فاينال ، هتخلصوا وتيجى على طول


أومأت له "زينة" بالموافقة رادفة بتمنى وإبتسامة حب :


_ ربنا معاها يارب


ألتفتت "زينة" إلى "ماجدة" مرة أخرى مبتسمة بحماس رادفة بلهفة :


_ تعالى معايا ، فى حد هنا لازم تشوفيه


أخذتها "زينة" وتوجهت ناحية "ديانة" التى نهضت من مكانها بمجرد أن رأتهم مُتجهين نحوها ، بينما كان "ماجدة" تُحاول أن تعلم من ذلك الشخص الذى يجب أن تراه وبمجرد أن وقعت عينها على "ديانة" حتى شعرت إنها ترى شقيقها "شرف" صوب عينيها ، كم إنها تشبه والديها كثيرا!! ، ولكنها تنتمى أكثر إلى والدها ، رسمة العين الجميلة والمميزة ، ذلك الأنف الرفيع الصغير ، بالإضافة إلى تلك الشفاة البارزة الوردية ، حتى إنها لم تترك نعومة شعره البنى الأمع!!


شعرت "ماجدة" أن ضربات قلبها قد أزدادت من كثرة سعادتها بالأضافة إلى لامعة تلك الدموع فى عينيها ، بينما كانت "ديانة" لا تستطيع أن تُقاوم تلك الدموع التى تهاوت من ذرقاوتيها بمجرد أن أدركت أن تلك المرأة هى عمتها ، كسرت "ماجدة" ذلك الصمت الذى ساد المكان لبضعة ثوان رادفة بلهفة وأشتياق وهى تفتح زرعيها موجهة حديثها نحو "ديانة" :


_ تعالى فى حضنى يا بنت شرف


شهقت "ديانة" بسبب بكائها الذى أزداد رغما عنها وأسرعت فى التوجه نحو "ماجدة" مُلقية بنفسها داخل صدرها بكثير من الشوق واللهفة وكأنها تُحاول أن تجد حنان وعاطفة والدها التى حرمت منه فى أشقائه ، لتربط "ماجدة" على ظهرها بينما دموعها قد تهاوت من زرقاوتيها رادفة بحب وإشتياق :


_ اه يا بنت الغالى ، ياما كان نفسى أضمك لصدرى وأشبع منك وأنا بشوف فيكى أخويا اللى أتحرمت منه ، كان نفسى أعوضك عن كل حاجه حصلتلك بسبب حاجه لا إنتى ولا أمك ليكوا ذنب فيها ، حقك عليا يا بنتى


شدت "ديانة" من عناقها لعمتها رافضة على ما تقوله وإلقاء الذنب على نفسها رغم إنها لم يكن لها حول ولا قوة ، لتعقب "ديانة" رادفة بنهى :


_ متقوليش كده يا عمته أنا عارفه إنك مكنش بإيدك حاجه تعمليها بسبب اللى حصلك ، أنتى كمان أتظلمتى يا عمته زيك زينا بالظبط ويمكن أكتر


أبتسمت لها "ماجدة" بحب وجنان وهى تربط على رأسها رادفة بإمتنان :


_ أهم حاجه إنى ربنا طول فى عمرى لحد ما أشوفك يا حبيبة قلبى وأضمك لصدرى ، كنت خايفه أموت قبل ما أشوفك وأطمن عليكى


خرجت "ديانة" من عناقها بسرعة ونظرت فى عينيها رادفة بلهفة :


_ بعد الشر عنك يا حبيبتى


تدخلت "زينة" مُحاولة تغير تلك الأجواء الحزينة وكأنها نست حزنها وكسرتها ، صاحت "زينة" بسعادة موجهة حديثها نحو "ماجدة" رادفة بمرح :


_ تموتى أيه بس جوجو دا أنتى عشتى لحد ما شوفتى ديانة وأبن ديانة وجواد كمان


فتحت "ماجدة" عينيها بصدمة ولم تكن تعرف هل تفرح لهذا الخبر السعيد أم تحزن ، نعم فهى سعيدة لوجود هذا الطفل الذى ربط بين "جواد" و "ديانة" وأنها سترى أحفاد كلا من أشقائها ، إلا إنها حزينة جدا لانها تعلم كيف كان الطريقة التى تواجد بها ذلك الطفل ، فهى تعلم أن هذا الطفل بالطبع جاء عن طريق جرح كبير وضع فى قلب "ديانة" من تلك الطريقة التى أستعملها "جواد" فى وجوده برحمها ، قطع تفكير "ماجدة" زوجها "عامر" الذى صاح موجها حديثه نحو "ديانة" رادفا بتهنئة :


_ ألف مبروك يا بنتى ، يتربى فى عزكوا يارب


بادلته "ديانة" هذا العناق ولكن بحرج شديد لانها لم تعلم من يكون هذا الشخص وما هى صلة قربتها معه ، ليضيف "عامر" بتوضيح بعد أن كسر العناق رادفا بمحبة :


_ طبعا أنتى مكسوفه عشان مش عرفانى ، أنا عمك عامر أبن عم أبوكى وجوز عمتك ماجدة


أبتسمت له "ديانة" بكثيرا من السعادة والفرح ، وأخيرا أصبح لديها عائلة حقيقة وليس جماعة من الناس الطيون الذين عطفوا عليها وربوها كما ربوا أبنائهم ، نعم هى لم تنسى فضل تلك الأسرة عليها وسيظلون عائلتها إلى تفارق روحها ذلك الجسد ، ولكن شعور تواجدك وسط عائلتك الحقيقية يكون له مذاق أخر ، بينما حاولت "ماجدة" أن تتنسى ذلك الحزن وتستسلم لتلك السعادة بهذا الحفيد الجديد ، لتتردف "ماجدة" موجهة حديثها نحو "ديانة" :


_ ألف مبروك يا حبيبة قلبى يتربى فى عزكوا يارب ، أومال فين جواد و...


قطع سؤالها صوت شقيقها "هاشم" الذى كان يتوجه نحوها رادفا باستفسار :


_ طب أسالى على اللى كان هيموت ويشوفك وقفه على رجلك كده الأول يا بنت أبويا


حولت "ماجدة" نظرها لذلك الصوت التى بالطبع تعرفه جيدا لتجده يتقدم نحوها بأعين لامعة ، ركضت "ماجدة" مُلقية بنفسها داخل صدر "هاشم" وتُعانقه بكثيرا من الشوق واللهفة رادفة ببكاء :


_ وحشتنى أوى يا هاشم


شد "هاشم" على عناقها بشوق ولهفة مماثلة لها مُضيفا بكثير من التأثر رادفا بحب :


_ وأنتى كمان وحشتينى أوى يا قلب هاشم ، يما كان وحشنى أوى الحضن ده يا حته من قلبى


قالها "هاشم" ولم يستطيع من تلك الدموع التى ترقرقت فى مقلاتيه من شدة تأثرة برؤية شيقته التى ظن إنها ستلازم ذلك الكرس اللعين طوال حياته ، تقف الأن أمامه على قدميها وتعانقه أيضا ، حاول "عامر" أن ينهى تلك اللحظات الحزينه مُستبدلا إياها بأخرة مارحة ، ليعقف "عامر" موجها حديثه نحو الجميع رادفا بحزن مُصطنع :


_ طب يا جماعه أستأذن أنا بقى وأسيبكم فى الجو الأسرى ده مع بعض واضح كده إنى موحشتش حد


خرج "هاشم" من عناق شقيقته متوجها نحو "عامر" مُضيفا بكثير من الحب والأمتنان :


_ ودى بردو تيجى يا أبن عمى دا أنت الغالى على قلبى وشايل أغلى ما ليا


عانقه "هاشم" بمحبة وإشتياق رادفا بصدق :


_ حمدلله على سلامتك يا حبيبى


بادله "عامر" العناق رادفا بمحبة مماثلة :


_ الله يسلمك يا كبيرنا


كان الجميع ينظر إلى "هاشم" و "عامر" ولم ينتبه أحد ل "لبنى" التى جأت كى ترحب بعودة "ماجدة" وتهنئها لشفائها ، مدت "لبنى" يدها نحو كتف "ماجدة" وربطت عليه بحب وإشتياق رادفة بصدق :


_ حمدلله على سلامتك يا ماجدة


صُعقت "ماجدة" من هذا الصوت التى أستمعت له ، نعم فهذا الصوت يبدو مألوف جدا بالنسبة لها فهذا الصوت ليس ل "هناء" بل هذا الصوت ل ... ، أيعقل!! أيمكن أن يكون هذا الصوت ل "لبنى"!!


إلتفتت "ماجدة" بدهشة وما إن وقعت عينيها على "لبنى" حتى أتسعت عينيها بصدمة ، لا تعلم إذا كان ما تراه أمامها حقيقى أم إنها حان الأن وقت خروج روحها ولهذا السبب هى ترى الموتا أمامها!! ولكن لحظة واحدة هى لتوا لمستها وشعرت بحرارة جسدها!! ، هل يمكن أن تكون "لبنى" على قيد الحياة؟!


حولت "ماجدة" نظراتها المُصعقة نحو "هاشم" وكأنها تسأله أهذا الشيء الذى تراه حقيقيا ، ليؤمأ لها "هاشم" بالموافقة مؤكدا ما يدور برأسها رادفا بصدق :


_ مقدرتش أموتها يا ماجدة ، حبستها طول العشرين سنه وعمرى ما قدرت إنى أموتها أبدا


أعادت "ماجدة" نظراتها نحو "لبنى" وأمتلئت عين كلاهما بالدموع وسريعا ما دلفت كلا منهما داخل صدر الأخرة مُعانقة إياها وأنفجر كلاهما بالبكاء والنحيب ، صاحت "لبنى" مُوجهة حديثها نحو "ماجدة" شاعرة بالأسئ على ما حدث لها رادفة بأسف :


_ أنا أسفة يا ماجدة ، أسفة على كل اللى حصلك بسببى وبسبب دخولى فى حياتك


صاحت "ماجدة" ناهية إياها عما تقول ورافضة إلقاء إياها بالذنب على نفسها رادفة بنهى :


_ لا يا لبنى أوعى تتأسفى ، أنتى كمان ملكيش ذنب فى كل اللى حصل ، أنتى كمان كنتى ضحية زيك زينا ، ضحية هوس هناء وحب الأمتلاك اللى عندها اللى أتحول لمرض ولعنة صابتنا كلنا ، لعنة محدش سلم منها أنا وأنتى وتهانى وشرف وهاشم وجواد وديانة و....


_ وأهى أخدت جزأها على كل اللى عملته


ألتفت الجميع إلى مصدر الصوت الذى تدخل فجاة مُقاطعا حديث "ماجدة" ، نعم هو "جواد" الذى أخذ يتقدم بخطوات سريعة مُتجها نحو "ماجدة" التى تشبثت فى رقبة وهى تعانقة بكثيرا من الأشتياق واللهفة رادفة بعاطفة :


_ أول مرة تحضنى من أكتر من عشرين سنة يا أبن هاشم


دفن "جواد" وجهه فى عناق "ماجدة" مُحاولا الوصول للقدر الكافى من تلك اللحظات الحنونه التى حرم منها لسنوات طوال ولم يكن يجد سوى عذاب وقسوة وجفاء ، صاح "جواد" مُحاولا عدم إظهار تأثرة رادفا بحب وإشتياق :


_ حمدلله على سلامتك يا حبيبتى


قالها "جواد" وهو يقبل رأسها بحنان مبتسما لها بإبتسامة لأول مرة تراها على وجهه ، لتصيح "ماجدة" بسعادة وسرور :


_ ياااه يا جواد ، أول مرة أشوف الضحكة مرسومة على وشك يا حبيبى


ربط "جواد" على ظهرها وهو ينظر نحو "ديانة" بكثير من نظرات العشق والأمتنان مُضيفا بثثة وحزم :


_ ومعدش هيدخل البيت ده غير الضحك والفرح بس يا عمتى


أبتسمت له "ماجدة" بحب وسعادة على نظرات الحب تلك التى تراها فى أعين "جواد" تجاه "ديانة" مُضيفة بتمنى ورجاء :


_ يارب يا حبيبى ، يارب


تذكرت "ماجدة" ما قاله "جواد" منذ قليل عن "هناء" وعن إنها نالت جزأها على ما فعلته ، لشعر "ماجدة" بالقلق ، وما زاد قلقها هو عدم وجود "هناء" لتصيح "ماجدة" رادفة بأستفسار :


_ أومال فين هناء؟؟


❈-❈-❈



_ إنت بتقول أيه يا هاشم!!


صاحت "لبنى" بتلك الجملة بعد أن أستمعت لهذا الطلب الذى طلبه منها "هاشم" مصدمة مما تفوه به ، بينما أجابها "هاشم" مؤكدا على طلبه دون تردد أو تفكير رادفا بإصرار :


_ بقولك إنى عايز أتجوزك يا لبنى ، أيه حاجه غريبة أوى كده؟!


صاحت به "لبنى" بكثير من الإنزعاج لعلمها أنه بهذه الطريقة يُحاول أن يُعضها عما بدر منه ، على الرغم من إنها تحمل له بعض المشاعر بداخلها ولكنها لا تريد أن تكون هذه هى الطريقة التى يريد أن يُضها بها من دون أن يكون حاملا لها أى من المشاعر بداخلة ، أردفت "لبنى" موجهة حديثها إلى "هاشم" الماثل أمامها قائلة :


_ أه يا هاشم غريبة ، غريبة عشان فاكر نفسك كده بتعوضنى عن السنين اللى فاتت بالطريقة دى ، غريبة عشان مصمم تحمل نفسك ذنب أنا سامحتك عليه و ..


قطع "هاشم" حديثها غير موافقا عما تقولها مُحاولا توضيح الأمر لها وإظهار ما يحمله بداخله لها من مشاعر رادفا بلهفة وإنفعال :


_ ومين قالك إنى بحاول أعوضك يا لبنى!! أنا بحاول أعوض نفسى أنا ، بحاول أقنع نفسى إنى رجعت إنسان تانى وإنى أقدر أكون جمبك إنتى وديانة وأرجع ألم عيلتى من جديد ، عيلتى اللى باظت وأدمرت بسبب هناء ، أبنى أتحول لمريض نفسى ومراته طالبة الطلاق ، بنتى أغتصبت وأتسرق منها شرفها بسبب لعبة وسخة أتعملت عليها ، ديانة كاره جواد وعايزه تبعد عنه وأكيد ده هيخليها تاخد أبنها بعيد عننا وده أكيد حقها ، أنتى هتبعدى عنى بعد ما خلاص مبقتش قادر أستغنى عنك


صُعقت "لبنى" من تلك الجملة الأخيرة التى تفوه بها "هاشم" فهى كان تظن أن ما قاله لها تلك المرة منذ سنوات طوال كان من أثر الكحول عليه وأنه كان يخطرف ، لم تكن تستوعب أن "هاشم" بالفعل يحمل لها بداخله تلك المشاعر ، بينما لاحظ "هاشم" صدمتها تلك ليضيف بتأكيد وإصرار رادفا بمشاعر صدقة :


_ أيوه يا لبنى مبقتش قادر أستغنى عنك ، مش عارف ليه مش عايزك تبعدى عنى!! حاسس إنك بقيتى جزء مهم جدا من حياتى ، حاسس إنى حبيتك غصب عنى يا لبنى


لم تستوعب "لبنى" ما يقوله "هاشم" من هول صدمتها لدرجه إنها ظنت إنه ليس بوعيه تلك المرة أيضا ، لتعقب بدهشة رادفة بإستفسار :


_ هاشم أنت..أنت فايق للى بتقوله ول...


قطع "حديثها "هاشم" الذى صاح طالبا منها الزواج وأن تكون معه رادفا بترجى :


_ أتجوزينى يا لبنى ، أتجوزينى وتعالى نعوض كل اللى راح من حياتنا ونرجع نلم ولادنا حولينا من تانى ، أتجوزينى عشان أحس إنى قدرت أكفر عن غلطتى فى حقك وفى حق نفسى وفى كل ولادنا ، أتجوزينى عشان أنا محتاجك جمبى ومحتاج أرجع ألم شمل العيلة دى من جديد


لم تستطيع "لبنى" أن تتفوه بكلمة واحدة وظلت تفكر فى طلب "هاشم" ولا تعرف هل توافق وتجمع معه شمل تلك العائلة من جديد ، أم ترفض خوفا من أن تندم على تلك الخطوة التى ستقبل عليها تلك ، شعرت "لبنى" بالحيرة الشديدة ، بينما لاحظ "هاشم" تلك الحيرة ليُحاول معها بطريقة أخرى مُتمنيا أن تنجح معها وتجلها توافق رادفا بتمنى :


_ ديانة طالبه الطلاق من جواد ، جواد بيحبها جدا ومش عايز يطلقها ، عايزك تساعدينى نرجعهم لبعض مرة تانيه حتى لو بأنك تخليها تقعد معانا هنا فى الفيلا وأحنا متجوزين ونحاول نصلح ما بينهم سوا


نظرت له "لبنى" فى عينيه بتفحص شديد وكأنها تُحاول أن تتفحص تلك المشاعر التى تندلع منهم ، بينما نظر "هاشم" إلى داخل عينيها بصدق وإحتياج رادفا بحب :


_ أرجوكى يا لبنى أنا محتاجك جمبى أوى


أومات له "لبنى" برأسها موعلنة عن موافقتها رادفة بإستسلام :


_ موافقة يا هاشم


أبتسم لها "هاشم" بكثير من السعادة والفرح مُلتقطا يدها مُقربا إياها نحو فمه طابعا عليه قبلة تعبر عما بداخله من حب وإمتنان لها متوعدا لها بداخله بكثير من السعادة والفرح


❈-❈-❈


_ ولا الضاااالين آآآمين ، صدق الله العظيم ، مبروك يا مالك يا أبنى


صاح بها "عامر" بعد أن أنتهوا جميعا من قرأة فاتحة "مالك" و "زينة" ، ليجيبه "مالك" بإبتسامة ودودة عازما على إلقاء ما يريد أن يصرح به رادفا بإمتنان :


_ الله يبارك فيك يا عامر بيه ، أنا بس كنت عايز أطلب من حضرتكم طلب حتى والدتى وولدتى ميعرفهوش


صاح بتلك الكلمات موجها حديثه للجميع ، لينتبه له الجميع وخاصة "جواد" الذى كان يتمنى لو يستطيع أن ينقض عليه ويذهق روحه فى تلك اللحظه ولكنه يخشى على قلب وسمعة شقيقته التى يعلم إنها تحب ذلك الملعون بعد أن شرح له "إياد" الأمر ، لتتدخل "لبنى" موجهة حديثها نحو "إياد" بدلا من "هاشم" الذى كان يبدو عليه تالحرج رادفة بإستفسار :


_ طلب أيه يا مالك يا حبيبى


أجابها "مالك" بأحترام ورسمية مُحاولا إظهار أنه صادق بكل ما فيه من ثبات رادفا بتوتر :


_ بصراحة أنا كنت عايز أطلب طلب من هاشم بيه وجواد بيه وأتمنى يوافقوا عليه ، أنا زى ما قولتلكم إنى بشتغل فى أكبر شركة سياحة فى مصر وبصراحة الشركة كلفتنى بسفرية برا مصر ممكن توصل لشهر بحاله وأنا بصراحه كنت عايز أستغل السفرية دى لصالحى وأخليها شهر عسل كمان ، يعنى أنا بقول إن خير البر عاجلة ومفيش داعى لتأخير أكتر من كده ولو حضرتكم توافقوا يبقى الفرح الأسبوع الجاى هكون شاكر أفضالكم


صُعق كلا من "محمود" و "منال" و" ملك" و"ماجدة" و"عامر" مما تفوه به "مالك" ، بينما أبتسم كلا من "ديانة" و"لبنى" و"إياد" على تلك الطريقة اللبقة اللى أستطاع بها "مالك" أن يجعل الزواج يتم فى أسرع وقت ممكن حفاظا على منظر "زينة" أمام الجميع عندما تضع مولودها ويقولون أنها وضعته فى الشهر السابع


أستمعت "زينة" لما قاله "مالك" وقد شعرت بالقلق من أن يشك أحدا من عائلته أو عمتها وزوجها من تلك السرعة التى يريد "مالك" أن يتمم بها هذا الزواج ، بينما نظر "جواد" نحو "مالك" وأدرك أنه يُحاول أن يفعل ما بوسعه كى لا يضع "زينة" فى موقف محرج وأنه يريد أن يتمم هذا الزواج قبل أن تدخل "زينة" فى شهرها الثانى


نظر "جواد" نحو "هاشم" الذى لاحظ عليه علامات التردد من أن يقبل أو يرفض هذا العرض بسبب قُصر تلك المدة التى طلب بها "مالك" أن يتم الزواج ، كاد "هاشم" أن يتحدث ليخشى "جواد" أن يرفض ولده ، ليتدخل سريعا قبل والده رادفا بثبات وهدوء :


_ والله يا مالك المُهلى أللى أنت مديهالنا صغيره جدا وده هيضرنا إننا نعمل فرح صغير ، بس طبعا القرار فى أيد زينة ، لو مستعدة لتمام الجواز فى خلال أسبوع أنا شخصا مش هيكون عندى مانع


سريعا ما أدركت "ديانة" ما يحاول "جواد" أن يفعله فهو يستنجد ب "زينة" أن تتدخل وتؤكد موفقتها بعد أن صرح بموافقته على طلب "مالك" كى لا يبدو الموضوع مريبا للجالسين ، ولكنها تعلم أن "زينة" لن تستطيع أن تدرك ما يريده "جواد" بسبب ذلك الأرتباط الواضح عليها ، لتصيح "ديانة" موجهة حديثها نحو "جواد" مُحاولة إنقاذ الموقف رادفة بإبتسامة لابقة :


_ لو على زينة فأكيد هى موافقة مفيش واحده عاقلة هتضيع على نفسها فرصة حلوة زى دى وأحسن من الخطوبة ووجع الدماغ زى ما قال مالك خير البر عاجلة


أبتسم لها "جواد" بحب ونظرات تصرخ بالشكر والأمتنان بأنها أدركت ما كان يُحاول الوصول إليه وأنه لم يفهمه أحدا سواها ، ليتدخل "إياد" مؤكدا على حديث "ديانة" رادفا بمرح :


_ على فكرة ديانة عندها حق ويابختك يا عم مالك متسهلالك يا عم ، سهلهالنا يارب بدل الجفاف اللى الواحد فيه ده


ضحك الجميع على إيحأت "إياد" الموجهة نحو "ملك" وذلك الشوق واللهفة الواضحة فى نبرته ، ليعقب "محمود" بعد أن أنتهى من أثر ضحكاته على حديث "إياد" ، موجها حديثه نحو الجميع رادفا بحماس :


_ طب يا جماعه حيث كده وإن كلنا معندناش مشكله والحمدلله مستعدين للجوازه دى فعلا خير البر عاجلة ، أيه رأيك يا هاشم بيه الفرح يكون الخميس الجاى إن شاء الله؟!


نظر "هاشم" نحو كلا من "زينة" و"مالك" من ثم حول نظره نحو "جواد" الذى أغمض عينيه له كأشارة بأن يوافق على طلبه وقبل أن يحول نظره مرة أخرى نحو "محمود" وقعت عينيه على "لبنى" التى أبتسمت له وأومات له بالموافقة ، لينظر "هاشم" نحو "محمود" ويبتسم له مُضيفا بهدوء :


_ على خيرة الله


يتبع ...